التحذير من بدع رجب إبراهيم بن محمد الحقيل
18/7/1417هـ
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران: 102}.
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا] {النساء:1}.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)] {الأحزاب}.
أما بعد:
فإن المسلمين يمتازون عن غيرهم من أهل الأرض بوضوح عقيدتهم، وصحة دينهم. فالعباداتُ في الإسلام مضبوطة، ومصادرُ التلقي محفوظة. يتلقى الإسلام جيلٌ عن جيل، بأسانيدَ موصولة، ومعاييرَ في القبول والرد دقيقة.
فالإسلام هو الإسلام عبر القرون؛ لم تنخرم منه عبادة، ولم تسقط من شعائره شعيرة، ولم تطرأ عليه زيادة، على رغم الضعف الذي دارت أمة الإسلام في فلكه فتراتٍ من حياتها، لكن الله تعالى قد تأذن بحفظه [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] {الحجر:9} .
لذا كان من المناهي العظيمة، والمحاذير الكبيرة، الابتداعُ في الدين، والزيادةُ على المشروع من العبادة. والحاملُ على الابتداع والزيادة الجهلُ أو الهوى.
وهذا ما خافه الرسولُ صلى الله عليه وسلم على أمته فقال: «إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء» أخرجه أحمد والطبراني(1).
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم «اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء» أخرجه الترمذي وابن أبي عاصم(2).
ويُذكِّر أصحابه أهمية الاتباع، وخطرَ الابتداع فيقول في حديثه: «أما بعد فإن خير الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة» أخرجه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما(3).
وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم أوصى بالاتباع وشدّد في ذلك – والمرء قبل وفاته لا يوصي إلا بما هو مهم عنده – ورسول الله صلى الله عليه وسلم أنصحُ الخلق للخلق، أخرج الترمذي وأبو داود واللفظ له من حديث عبدالرحمن بن عمرو السلميِّ وحُجْر بن حُجْرٍ قالا: أتينا العرباض بن سارية رضي الله عنه وهو ممن نزل فيه: [وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ] {التوبة: 92} فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظةً بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهدُ إلينا؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبداً حبشياً فإنه مَن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثات الأمور، فإن كلَّ مُحدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة»(4).
ما كان هذا التحذيرُ والتشديدُ منه صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر إلا تعظيماً لجناب الله تعالى؛ إذ هو وحده –تعالى وتقدس– المشرِّعُ، والبشر له عبيد، والابتداعُ فيه تعدٍ على هذا الحق الإلهي، فكيف يأمر الله تعالى عباده بعبادته على وجه يريده، فتظهرُ أمةٌ منهم تتنكبُ الصراط، وتشاقُّ الله تعالى في ربوبيته، وتنازعهُ في طريقة عبادته، فتشرع من الدين ما لم يأذن به، كيف يكون ذلك لهم ويلهم؟ والرسول صلى الله عليه وسلم وهو معصوم يؤمر بالاتباع ويقال له: [ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ(19)] {الجاثية} قال الحسن البصري: «على شريعة من الأمر: على السنة»(5).
وبالاتباع تُنالُ محبةُ الله تعالى، ومحبةُ رسولهِ صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المتبعَ معظمٌ للكتاب والسنة [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ] {البقرة: 121} قال عطاء رحمه الله تعالى: «يتبعونه حق اتباعه، ويعملون به حق عمله»(6) وقال ابن جريج رحمه الله تعالى: «كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله يقولون: إنا نحب ربنا؛ فأمرهم الله أن يتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، وجعل اتباعَ محمدٍ عَلَماً لحبه»(7).
وإذا اختلف المسلمون في أمر من أمورهم وجب عليهم الرجوع إلى كتاب ربهم تبارك وتعالى، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، والوقوفُ عندهما، والعملُ بهما؛ فذلك طريق النجاة، وإلا كان الزيغُ والضلال والهلاك [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ] {النساء: 59} قال ميمون بن مهران في الرد إلى الرسول: «ما دام حياً فإذا قُبض فإلى سنته»(8).
تلك هي الطريقُ الصحيحة، وما عداها من السبل والأهواء فضلال في ضلال.
ويقيِّم العبدُ نفسه، ويتبين سبيله بين الهدى والضلال بالنظر في مدى عمله بالكتاب، وتمسكه بالسنة بفهم سلف الأمة، قال ابن سيرين: «كانوا يرونه على الطريق ما دام على الأثر»(9).
أيها الإخوة المؤمنون:
كلما بعد الناس عن زمن النبوة؛ تشعبت بهم السبل، وفرقتهم الأهواء، تحسُنُ عندهم البدعة، وتسري فيهم الخرافة، ويُضلهم الشيطان، فتعمى أبصارهم وبصائرهم عن الحق، وتُصَمُ آذانهم عن سماع هدي الكتاب والسنة، فلا يصل إلى قلوبهم، ولا تعيه عقولُهم؛ لأن الشيطان قد أحكم قفلها، وحجبتها البدع بغشاوتها وشبهها.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا سنة؛ حتى تحيى البدع، وتموت السنن»(10)، وقال حسان بن عطية: «ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة»(11).
فهل تستحقُ أمة نصر الله وقد كثرت فيها البدع؟ وقلّ فيها الاتباع؟ وتشعبت بها الأهواء؟ إن ذلك مما يحجب نصر الله، ويستوجب غضبه ونقمته وعذابه؛ ولو كانت نوايا المبتدعين حسنة –وما هم كذلك إلا الجهالُ منهم– فإن ابتداعهم وبال على الأمة، ومهما كثرت أعمالهم في البدعة فهي هباءٌ لا يبارك الله تعالى فيها في الدنيا، ولا تقبلُ في الآخرة. قال أيوبُ السختياني رحمه الله تعالى: «ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً»(12)؛ لذا كان التقرب إلى الله تعالى بالقليل من السنة خير من التقرب إليه بالكثير من البدعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: «الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة»(13).
وجهلُ الأمة، وبعدُها عن مصادر التلقي الصحيحة؛ جعل كثيراً من أفرادها يتيهون في الأهواء الضالة، والمبادئ المنحرفة، ومكّن ذلك لعدوها أن يشق صفها، وأن يبثَ المنافقين بين أفرادها.
فلا يزالُ عدو المسلمين من جراء ذلك يتحكمُ في رقابهم، ويستولي على أراضيهم، وينهب ثرواتهم، وكثير من أبناء الأمة يحتفلون بالإسراء والمعراج، يظنون أن المسرى لا يزالُ بأيديهم، وما علموا أنه قد انتهب منهم.
أما يستحيون من الله، كيف يُضيعون الأقصى؟ ثم يحتفلون بالإسراء! فرطوا ثم ابتدعوا، كيف يُنصرون؟! فإلى الله نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(31) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ(32)] {آل عمران} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى، ولا تبتدعوا فقد كفيتم: [فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ] {الأعراف: 35}.
أيها الإخوة المؤمنون:
يطيب لكثير من الضلال والمبتدعين الاحتفاء بشهر رجب، وإقامةُ ضروبٍ من الاحتفالات، وأنواعٍ من العبادات لم يأذن بها الشرع.
جرّهم إلى ذلك اعتقادُهم أن الإسراء كان في رجب، ولو كان الإسراء فيه لما جاز لهم أن يقيموا احتفالات أو يؤدوا عبادات لم تشرع في الكتاب ولا في السنة، فكيف إذا لم يثبت أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في رجب؟ كما أبانه المحققون من أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن تحديد ليلة الإسراء والمعراج: «لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به»(14)، ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله عن ابن دحية قوله: «وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب قال: وذلك كذب»(15).
ومن قبيح البدع في رجب ما يُسمى بصلاة الرغائب في ليلة أول جمعة من رجب، قال النووي رحمه الله تعالى عنها: «وهي بدعةٌ قبيحةٌ منكرةٌ أشد إنكار مشتملةٌ على منكراتٍ فيتعين تركُها والإعراضُ عنها وإنكارُها على فاعلها»(16).
كذلك من بدع رجب تخصيصُه بالصيام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وأما صيام رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها»(17)، وقال ابن رجب رحمه الله تعالى: «وأما الصيام، فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه»(18).
وكل هذه المحدثات وغيرها في رجب إنما أحدثها أصحابها لاعتقادهم أن لرجب مزية على سائر الشهور، والأمر ليس كذلك.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى:
«وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو في فضل صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين: ضعيفة وموضوعة»(19)، وقال أيضاً: «لم يرد في فضل رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة...» اهـ(20).
أيها الإخوة:
ليس غريباً أن يشجع أعداء الإسلام مثل تلك الاحتفالات البدعية، ولا من العجب في شيء أن يقيمها ويحضرها العلمانيون والملاحدة مع أنهم لا دين لهم أصلاً؛ لأنهم يريدون هدم الإسلام، وتضليل العامة، وتحصيل بعض الشهوات والملذات.
والابتداعُ في الدين من أعظم وسائل هدم الإسلام، وتبديل السنة.
نسأل الله تعالى أن يعافينا من الابتداع، وأن يرزقنا الاتباع، وأن يهدي المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.
ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله...
***************************************
(1) أخرجه أحمد (4/430) وابن أبي عاصم (1/12) والطبراني في الصغير (511) من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، وصححه الألباني في تخريجه لكتاب السنة لابن أبي عاصم.
(2) هذا اللفظ لابن أبي عاصم (1/12) وأخرجه الترمذي في الدعوات باب في دعاء أم سلمة (5385) وقال: هذا حديث حسن غريب، والطبراني في الكبير (19/19) وصححه ابن حبان كما في موارد الظمآن (2422) والحاكم (1/532) وعزاه الألباني في تخريجه للسنة لأصحاب السنن، ولم أقف عليه بهذا اللفظ إلا عند الترمذي.
(3) أخرجه مسلم في الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (867) والنسائي في الجمعة باب كيف الخطبة (3/188) وابن ماجه في المقدمة باب اجتناب البدع والجدل (45).
(4) أخرجه أبو داود في السنة باب لزوم السنة واللفظ له (4607) والترمذي في العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة (2676) (2678) وأحمد (4/126).
(5) شرح اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي (66).
(6) شرح اللالكائي (67).
(7) تفسير الطبري (3/232).
(8) تفسير الطبري (5/15) والإبانة لابن بطة (1/9) وشرح اللالكائي (1/80).
(9) سنن الدارمي (143) والشريعة للآجري (1/18).
(10) أخرجه الطبراني في الكبير (10/262) برقم (10610) وقال الهيثمي: رجاله موثوقون (1/188) وأخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (38) وابن بطة (1/177) برقم (11) واللالكائي (125).
(11) حلية الأولياء (60/73).
(12) حلية الأولياء (3/9).
(13) أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي (1/103) والدارمي (223).
(14) نقله عن تلميذه ابن القيم في زاد المعاد (1/75).
(15) تبين العجب فيما ورد في فضل رجب لابن حجر (6).
(16) فتاوى النووي (57).
(17) مجموع الفتاوى (25/290).
(18) لطائف المعارف (228).
(19) تبين العجب فيما ورد في فضل رجب (6).
(20) تبين العجب فيما ورد في فضل رجب (8).