النتيجة المنتظرة
التفاعلات العادية التفاعلات المحرجة
( أ ) 11.2 12.5
(ب) 9.2 10.3
(جـ) 9.9 11.1
النتيجة الفعلية:
التفاعلات العادية التفاعلات المحرجة
( أ ) 10 19
(ب) 12 09
(جـ) 11 12
ومما تقدم يرى أن هناك فرقًا ظاهرًا وزيادة محسوسة في النتيجة الفعلية عن النتيجة المنتظرة في الأرقام الخاصة بالممرضة ( أ ) مع أن هذه الزيادة بالنسبة للممرضة (ب) طفيفة لا يعبأ بها وبالنسبة للممرضة (جـ) أقل مما كان منتظرًا.
فهذا كله دل دلالة واضحة على ما كان للكلمات ذات المدلول الخطير من التأثير في عمليات التداعي وسرعة التفاعلات العقلية للتداعيات المحرجة لدى الممرضة ( أ ) تأثيرًا فاقت نسبته عند الممرضتين الأخيرتين في كل وجه من أوجه المضاهاة الآنفة الذكر، ولا سبب لذلك إلا ما كانت تكابده تلك الممرضة وتعانيه من التأثرات الباطنية عند ذكر كل كلمة تطرق سمعها، ويكون لها اتصال بوقائع الحادث وتفصيلاته أو له صلة بفكرة الإجرام بوجه عام، ولم يعد لدى الأستاذ يونج شك في أنها هي السارقة دون سواها، ثم جاء اعترافها بعد ذلك مؤيدًا لنتيجة التجربة ودليلاً قاطعًا لكل شك في نجاح الاختبار حيث لم يسع المتهمة أمام براهين العلم الدامغة وأدلته الساطعة أن تصر على المكابرة وتتمادى في الإنكار بل أقرت بالوقائع تفصيلاً وردت في مساء اليوم ما كانت أخذته من مال ومتاع.
فهل كان في وسع وحشية القرون الوسطى أو وسع أي ضرب من ضروب القسوة والشدة أن يكشف لنا القناع عن مثل هذه التفصيلات في جو يسوده الهدوء والطمأنينة مثل ذلك الجو الذي سارت فيه إجراءات الاختيار في التجربتين السابقتين؟ أو هل كان في طافة إجراءات القانون العادية أن توصلنا إلى مثل هذه النتائج الحاسمة؟
لا شك أن الحالتين السالفتين هما حالتا فتى وفتاة متعلمين لهما ضمير حي وشعور فلا تقاس بحال مجرم محنك مدرب على الإجرام فقد كل عاطفة ووجدان، فلا تجد الانفعالات إلى نفسه الجامدة وضميره الجاحد سبيلاً، رُبَّ معترض يقول وأي قيمة إذن لقياس سرعة ورود الخواطر بإزاء مجرم هذه حاله؟ وأية تأخيرات زمنية ينتظر أن تسببها الانفعالات النفسية في تنبيه خواطره وقد فقد كل قابلية للتأثر أو الانفعال؟ هذا الاعتراض مردود عليه بأنه مع التسليم جدلاً بهذا لا يزال لدى الباحث عامل آخر لا يقل أهمية عن الانفعالات النفسية في قوة تأثيره في تأخير زمن التفاعلات تأخيرًا يستحق الاعتبار ألا وهو المجهود الذي يبذله المتهم حال تبديله الكلمات التي ترد بباله بكلمات سواها، فإنه عندما تُلقى عليه كلمات تثير من أعماق فؤاده خواطره الإجرامية لا يندفع في الجواب بل يدفعه حرصه على إخفاء الحقائق إلى التأمل والنظر في أول لفظ يرد على ذهنه ليتبين ما في مدلوله من الخطورة فإن رابه أمره فتش في ذاكرته عن لفظ غيره يكون بعيدًا عن كل خطر أو شبهة، فهذه الإجراءات العقلية الخفية من استعراض الكلمات والتأمل فيها واستعاضتها بغيرها تحتاج مهما أوتي الإنسان من فرط الذكاء إلى زمن قد يبلغ ثلاثة أو أربعة أمثال الزمن اللازم لإجراء التداعي في الأحوال العادية، وقد دلت الخبرة على أنه ليس في وسع أي إنسان مهما أوتي من سرعة الخاطر أن يكد ذهنه في أتفه الأمور أو يتأمله من غير أن يحتاج في ذلك إلى فترة من الزمن تبدو محسوسة في جهاز الاختيار بشكل واضح.
وإن أمهر مجرم في العالم مهما أوتي من الحذق وحدة الذهن لا بد أن ينكشف أمره عند أقل محاولة يجريها لإخفاء خواطره، وجهاز الاختبار الدقيق كفيل بأن يسجل أدق الفروقات الزمانية التي ليس في طاقته أن يلاحظها بحال من الأحول، فإذا ما شوهد أن الكلمات الخطورة المدلول ترد ردودها في زمن قصير خلافًا لما كان منتظرًا دل ذلك على براءة عقل المتهم من الاختلاف والتضليل، إذا أن قصر زمن التداعي وورود الأفكار بسرعتها العادية من أقوى البراهين على ترك المرء أفكاره تجري مجراها الطبيعي بغير أدنى تكلف أو تصنع ومن غير أن يشوبها أي تحوير أو تبديل كما يدل على ذلك المثال التالي.
التجربة الثالثة:
فهاك إثباتًا لما تقدم تجربة قام بها الأستاذ هوجو منستر برج [(4)] في سجن إحدى المقاطعات الغربية بالولايات المتحدة وكان غرضه منها اختبار عقلية مجرم معترف بجرائمه المتعددة في القتل وأُتهم في الأخيرة منها شخصًا بالاشتراك معه فيها وذلك لمعرفة أهو صادق في اعترافه أم كاذب فيه، فإن موقف الشريك بين الإدانة والبراءة كأن موقفًا غاية في الدقة والخطورة، بحيث تعذر منه ترجيح إحدى الكفتين على الأخرى، وكان المتهم المعترف من أكبر سفاحي عصره غير أنه كان في جميع أدوار المحاكم على جانب عظيم من الرزانة ووداعة الخلق، هادئًا ساكنًا ظاهرًا بمظهر الرجل الخاشع الخاضع الذي أسلم أموره إلى الله تعالى، وكانت أول معضلة يتعين على الباحث حلها هي هل كان المتهم متصنعًا متكلفًا وأن اعترافاته عن شريكه ما هي إلا سلسلة من الأكاذيب والأباطيل التي رتبها ونسقها بكفاءة ومهارة ؟ أو أنه كان يقرر أقواله عن صدق عقيدة وإيمان صحيح ؟ ولما لم تكن هناك أية دلائل ظاهرة تساعد على فهم عقلية هذا المتهم وتحديد موقفه فلا مناص إذا من الالتجاء إلى تحليل عقليته تحليلاً دقيقًا (بالتداعي اللفظي).
وقال منستر برج من حسن حظه أن تمكن من رؤية المتهم وهو في قاعة الجلسة، فأخذ يتفرس أسارير وجهه فكان لها في نفسه وقع سيئ، إذا كان منظر الفك الأسفل يدل على الوحشية والقسوة وشكل الأذن مشوهًا، والعينين غير منتظمين، والشفة السفلى غير عادية، وبالإجمال كانت سحنته تدل على نفسية شريرة طبعت على حب الإجرام وسفك الدماء، مما جعل منستر برج يستبعد في بادئ الأمر أن المتهم صادف في أقواله وفيما يتظاهر به من التوبة والخشوع، ولكن منستر برج ليس بالرجل الذي يعول على مجرد وجدانه في الحكم على الأمور، بل جعل جل اعتماده على تجاربه التي بدأها في السجن في اليوم التالي واستغرقت منه بضعة أيام، فإنه استخدم لبلوغ غايته كثيرًا من أساليب الاختبار التي لها علاقة بملكات العقل المختلفة كالذاكرة والإرادة والانتباه والشعور والتمييز وحسن التقدير وقابلية التأثر بالإيحاء وغير ذلك، وإنما الذي يهمنا أمره هنا بصفة خاصة هو طريقة الاختبار (بالتداعي اللفظي)، وما يكون له علاقة به من التجارب الأخرى.
وقبل أن يبدأ الطبيب تجاربه نبه المتهم إلى أن المقصود من اختباره هو فحص عقله وتحليل أفكاره وكشف الغطاء عما يضمره في قلبه واستخراج مكنون أسراره فأظهر المتهم رضاءه لإجراء أي اختبار معه عن طيب خاطر، ونظرًا لما كان يبدو عليه من دلائل المكر والدهاء وإمارات الثبات والطمأنينة مما قد يكون الباعث عليهما وثوقه التام من نفسه ويقينه أن في مقدوره الاحتفاظ بما يبطنه في سويداء قلبه، فقد رأى منستر برج أن يزعزع هذه الطمأنينة من قلبه أولاً ويضعف ثقته في نفسه ويقنعه أن للعلم قوة فوق قوته ومقدرة تفوق مقدرته، فعمد إلى شيء من الحيلة والخدعة العلمية بأن استخدام بضعة وسائل تافهة معروفة لكل طالب من طلاب علم النفس ولكن المتهم يجهلها بطبيعة الحال، وذلك بأن غطى إحدى عينيه وأمره أن يحدق بالعين المكشوفة في صليب صغير رسمه له على المائدة، وأن يلاحظ في الوقت نفسه مليمًا وضعه على مقربة من الصليب، ثم أخذ يحرك المليم من موضعه رويدًا رويدًا إلى أن اختفى بغتة عن بصره، فوقع المتهم في شيء من الحيرة والدهشة لجهله وجود نقطة في شبكية العين معروفة باسم النقطة العمياء (Blind - spot) تتلاشى عندها المرئيات إذا سقطت صورتها عليها فلا يبصرها الإنسان (وهي عند مدخل العصب البصري من قاع العين) فلما أخبره منستر برج أنه لا يرى المليم الآن بهت لتنبؤ الطبيب لأول وهلة بوجود هذا العيب القديم في بصره مع أنه هو كان يجهله طول ماضي حياته، كذلك عرض عليه الأستاذ سلمًا من البناء مرسومًا على قطعة من الورق وبعد أن أفهمه أنه رسم سلم طلب منه أن يتأمله مليًا وأخذ يرقب حركة عينيه ثم أفهمه أنه رسم السلم سينقلب إلى رسم حائط معلق فتصوره المتهم كذلك وغابت صورة السلم عن تصوره في الحال وحلت محلها صورة الحائط فدهش مرة ثانية لأن الطبيب وقف على دخائل نفسه وما طرأ من الانقلاب على تصوره، فبمثل هذه الوسائل التافهة امتلأ قلب المتهم يقينًا بأن للعلم قوة فوق كل ما أوتي من قوة المكر والدهاء.
بعدئذٍ جاء دور الاختبار الجدي، فإن منستر برج جهز قائمة من 50 كلمة وضع بينها كثيرًا من الكلمات التي لها علاقة بحياة المتهم الإجرامية أو بانقلابه الديني وأفهمه أن كل ما هو مطلوب منه أن يُصغي لكل كلمة تُلقى على سمعه ويجيب عليها بأول كلمة تخطر بباله في الحال وبأقصى ما يمكنه من السرعة، كما طلب منه أن لا يحاول اختيار الكلمات قصدًا، بل يترك أفكاره تجري مجراها الطبيعي، ويلفظ الكلمات من غير تردد أو تدبر وتأمل، ثم نبهه في الوقت نفسه إلى أنه بهذه الوسيلة سيقف على بواطن فكره، وأن كل لفظ يصدر منه ينم عما يخفيه في نفسه.
وبدأ الاختبار بكلمة (نهر) فكان جوابه عليها (ماء) ثم كلمة (ثور) فكان جوابها (زريبة)، فكلمة (جبل) وقد نبهت (تل)، (ودخان) نبهت (شبك) فظن المتهم أن هذا كل ما في الأمر وأن الاختبار ينحصر في إلقاء بضع كلمات وتدوين أجوبتها في مذكرة، وهو غافل عما كان يجريه الطبيب في طي الخفاء من تسجيل زمن التفاعل العقلي بعُشر الثانية خلسة فوجد أن التداعي (نهر - ماء) ثم في 0.8 من الثانية، والتداعي (ثور - زريبة) في 0.6 من الثانية، (ودخان - شبك) في 0.8 من الثانية، وبالإجمال وجد أن متوسط خواطره في مثل هذه التداعيات العادية هو ما بين سبعة إلى ثمانية أعشار الثانية.
ثم جاء بعد ذلك دور الكلمات التي لها اتصال مباشر بموقف المتهم وجرائمه مثل -اعتراف مسدس، دين، سماء، محلف، موت، إنجيل، عفو، سكة حديد، دم، سجن، صلاة، ثم أسماء بعض ضحاياه وشركائه في الجرائم التي اقترفها- ولا يبرح من الذهن أن المتهم كان وقت الاختبار تحت تأثير الاعتقاد بأن الأستاذ منستر برج أوتي من المقدرة العلمية ما يكفي لكشف النقاب عن حقيقة أفكاره وما خفي من نياته بما يلفظه من الكلمات فإذا كان المتهم يقصد إخفاء الحقيقة فهو يتجنب بطبيعة الحال ذكر أي لفظ يرد على باله ويظن أنه قد ينم عما في سريرته ويستعيضه بلفظ سواه مثال ذلك إذا ذكرت له كلمة (اعتراف)، وكان كاذبًا في اعترافه فإن كلمة (كاذب) أو (مصطنع) قد ترد على ذهنه ولكنه قبل أن يلفظها من بين شفتيه يتأملها، حتى إذا تبينت له خطورة مدلولها فتش في ذاكرته عن كلمة غيرها تكون بعيدة عن كل شبهة ليستبدلها بها وأنه مهما حاول أجزاء ذلك بمنتهى السرعة فلا بد من مضي زمن لا يقل عن ثانية أو ثانيتين فوق الزمن اللازم للتداعي المعتاد، وعلى قدر خلو ذهن المتهم من تقدير قيمة الزمن وعدم أهميته في نظره بقدر ما يعطي لنفسه من حرية الاسترسال في تأملاته.
غير أنه ظهر من نتيجة التجربة أن سرعة خواطر المتهم لم تتجاوز متوسط السرعة المعتادة في جميع أدوار الاختبار بمعنى أن التداعي (اعتراف - صدق) تم في نفس الزمن الذي تم فيه التداعي (دخان - شبك) أي في 0.8 من الثانية، وهى فترة لا مجال فيها للتأمل والتمحيص والاختيار إذ أنه يكاد يكون الزمن اللازم لعملية التداعي مجردة عن أي أثر لعامل آخر من العوامل النفسية ثم كلمة (سماء) نبهت كلمة (الله)، في أقل من ثانية، كذلك التداعيات (دين - صدق)، و(دم - سكين)، و(حكومة - تنفيذ)، و(شاهد - منصة)، و(وزير - منبر)، و(مالك - ملك)، كل منها لم يستغرق أكثر من ثانية من الزمن، ولم يزد من التداعيات المختلفة عن ثانية إلا ما كان منها معنويًا مثل (عقوبة - سلام)، و(موت - آخرة) وما شابه ذلك فإنها استغرقت نحو ثانية ونصف على أكثر تقدير، ولكن مثل هذا الزمن لا يزال غير كافٍ لأن يتخلله إجراءات عقلية أخرى من تأمل واستبدال حتى أن أسماء شركاء المتهم وضحاياه لم يحتج إيقاظ تلبياتها لأكثر من 9 أعشار الثانية.
فلأن هذه الخواطر النفسية تنبهت في أقصر زمن ممكن يستدل على أن المتهم كان ينطق بكل ما كان يرد على ذهنه من الحقائق بدون أدنى حذر أو تردد وأنه كان معتقدًا صدق ما يقول.
ولو كان هذا المتهم غير معترف أو كان اعترافه مبنيًا على الكذب والأخلاق واختبر على الوجه السالف الذكر لظهر أثر التلفيق والتردد في معظم ردوده واحتاج في الكثير منها إلى ثلاث ثوانٍ أو يزيد إذ مهما حاول أو بذل من الجهد فإنه لا يقوى على التغلب على ما للعوامل النفسية والمؤثرات الباطنية من الأثر في تأخير سرعة أفكاره تأخيرًا واضحًا ينم على ما يخفيه في نفسه ويسره في صميم فؤاده.
ولم يكن الدليل الوحيد على صدق الاعتراف في هذه القضية هو مجرد قصر زمن التفاعل، بل كانت طبعية الردود وتجردها من التكلف والتصنع برهانًا جديدًا ناطقًا بصدق طويته وصفاء سريرته ودليلاً ساطعًا على أنه أصبح لا يعبأ بحياته الإجرامية الماضية فقد وجد خلال الاختبار أن اسم مدينة كان اسم فيها أحد ضحاياه ونسف فيها منزلاً بالديناميت قد نبه في ذهنه كلمة محيط في أقل من ثانية مما يدل على أن نفس المتهم فقدت كل قابلية للتأثر بذكرى جرائمه وأن عقله قطع كل صلة بين تلك المدينة وما ارتكبه فيها من الحوادث.
فالتأثرات النفسية العميقة التي تنتاب المجرم عادةً ويظهر أثرها في زمن تفاعل الخواطر المتصلة بالإجرام كانت معدومة بالأصالة من نفس هذا المجرم العتيق ولا يقصد بهذا أنه فقد كل نوع من أنواع الإحساس والشعور بل كانت نتيجة الاختبارات الأخرى التي أجراها معه الأستاذ منستر برج خصيصًا لهذا الغرض دليلاً على العكس، إذا اتضح أنه كان حساسًا لما يقع تحت مشاعره مباشرةً من أي أذى يلحق الغير، فقد اختبرت حركاته غير الإرادية فوجد أنه يرتعد عند ذكر آلام سواه، ولم يكن هناك سبيل للشك في توافر هذا الشعور لديه على الدوام، وليس في هذا تناقض البتة لخططه الإجرامية التي كان يجريها عن بعد ومن غير أن يتصل مباشرةً بضحاياه أو يلتقي بهم وجهًا لوجه، بل كان يعمد إلى صنع الآلات الجهنمية لنسف المنازل ويحشو الجدران بالمفرقعات والقنابل، ويلغم المناجم بالديناميت، وهو لا يفكر فيما يسببه بذلك من المصائب والأهوال، بقدر ما يفكر صانع اللعب في سرور الأطفال، وقد أكد المتهم أنه في خلال الخمسة عشر عامًا التي قضاها في الإجرام لم يلطم بيده شخصًا لطمة واحدة، وباختبار حاسة لمسه وجدت غير دقيقة فإن وخذه بسن دبوس بشدة لم يحدث فيه أثرًا ما يدل على الألم، ولكن سمعه وبصره كانا في غاية الحدة، ومع ضعف إحساسه للألم الجثماني فقد كان يبدو عليه ما يدل على رقة الشعور، إذ عرضت عليه مجموعة من الألوان المختلفة لينتقي ما يروق في نظره من بينها، فاختار مجموعة من الألوان في غاية الرقة والظرف، وكان أفضلها عنده اللون الكحلي، وأبعدها إلى ذوقه الألوان الباهرة أو الزاهية كالأحمر والأخضر، كما أنه لم يكن مدمنًا على الخمر، وقلما شرب منها حتى أسكرته وكان قدح واحد من الجعة كافيًا لتخدير أعصابه وجلب النعاس إليه، ومع هذا فإنه كان ينقصه الشعور السليم والتأثر العميق، لأن تأثراته النفسية قد تلاشت كما يستدل من صغر أرقام زمن التداعيات، وبفرض صدقه في انقلابه الديني فهو انقلاب كان الدافع إليه المنفعة الذاتية لا الإيمان الصادق والعقيدة الراسخة، فهو لا يعبد الله إلا ليغفر له ذنوبه ويكفر عن سيئاته في اليوم الآخر.
فمما تقدم يتبين أن الاختبارات النفسية قامت بمهمتها خير قيام فإنها حللت نفسية المتهم تحليلاً وافيًا وبينت عقليته بيانًا يتعذر الوصول إليه بأي وسيلة من وسائل الاستدلال العادية وأنه مما لا شك فيه أن الحالة المتقدمة تعد من قبيل الأحوال الشاذة النادرة المثال والتي لها شأنها الخاص من الوجهة النظرية أكثر مما لها من الأهمية العملية إذا أن المجرمين السفاحين المسرفين في القتل لحسن الحظ قليلون، وأن مهمة الباحث غالبًا تكون في الظروف العادية أقل مشقة وعناء، وحسب القارئ الفرق العظيم بين حال ذلك المجرم الغليظ القلب بقنابله ومفرقعاته الجهنمية وحال فتاة رقيقة الشعور حدثتها نفسها يومًا بارتكاب سرقة دفعتها إليها شهوة المال كتلك الممرضة التي مر ذكرها في هذا المقال، أو حال ذلك الفتى العصبي المزاج السريع التأثر الذي أقر بجريمته في الحال عندما قص عليه الدكتور يونج بعض الوقائع التي فاه بها حال اختباره وهو في غفلة عما كان ينطق به لسانه ويشهد به جنانه.
وفائدة الاختبار (بالتداعي اللفظي) لا تقف عند حد كشف ما يضمره الإنسان في نفسه قصدًا من المعلومات والأفكار، وما يحرص عليه بين جوانحه من الأسرار، فقد أيدت الخبرة إمكان كشف الغطاء عن كثير من الأمور التي يجهلها المختبر نفسه كل الجهل، فإن هناك من الأفكار ما يكون دفينًا في أعماق النفس إلى غور بعيد لدرجة يتعذر معها على الإنسان أن يبعثها إلى مخيلته أو يستحضرها في ذهنه من تلقاء نفسه مهما بذل من الجهد والعناء وإنما يمكن الوصول إليها وكشفها عن طريق التداعي فإنه تحت ضغط الرغبة في إبراز الخواطر بأقصى ما يمكن من السرعة تخلي الإدارة الطريق لكامن الأفكار للظهور ودفعها إلى النشور، وكثيرًا ما تظهر فائدة ذلك عمليًا في الأبحاث الطبية لتشخيص وعلاج بعض الحالات النفسية المرضية.
فإنه بفضل مجهودات سجمند فرويد - S. Freud، ويونج - Yung,، وبييرجاني - ‘P Janet ، وأدلر - Adler، وستكل - Stekel، وبلويلز - Bleuler، وغيرهم من قادة المدرسة الحديثة ازدادت معلومات الإنسان بشأن مرض من أعضل الأمراض العصبية حار قديمًا في كنهه الأطباء، وهو مرض الهستيريا، حيث اتضح أن أصل العلة فيه ترجع إلى مؤثرات كمنت ذكرياتها في النفس وأن شفاءها يتوقف على إيقاظها من جديد وتنبيهها (بالتداعي اللفظي) الذي يشغل مركزًا خطيرًا في فن العلاج النفسي، فما الهستيريا سوى انفعالات مختنقة وتأثرات نفسية محتبسة قد تتسرب إلى الخارج وتشفى عندما تتصل ذكرى عواملها المنسية بمنطقة الوعي والشعور.
فإن امرأة عصبية كان يعتريها خرس عند كل غروب اتضح عند اختبارها أنها من بضع سنين كانت جالسة بجوار سرير أبيها المريض في وقت الغروب وقد حبست نفسها عن الكلام حتى لا تقلق راحته وتعكر صفاء سكينته، ولبثت فترة من الزمن وهى في صمت ووجوم، وبمجرد أن أعيد إلى ذهنها عن طريق (التداعي) ذلك التذكار القديم عاد إليها نطقها وتعافت مما أصابها، وأخرى كانت لا تستطيع ازدراد الأطعمة اليابسة واقتصرت في طعامها على السوائل اتضح من تحليل أفكارها أنها كانت جلست مرة على مائدة طعام تجاه شخص مصاب بالجذام وكظمت اشمئزازها حتى لا تجرح شعوره، فلما أن ذكرت بمصدر العلة زالت عنها أعراضها وأصبحت تتناول غذاءها ككل إنسان، وثالثة كانت تشكو من هواجس وتخيلات مزعجة كلما شمت رائحة الدخان، اتضح أنها كانت حضرت اجتماعًا في مكان مغلق النوافذ تكاثف فيه دخان (التبغ)، وقد تلقت فيه نبأ متضمنًا خيانة خطيبها لها وتعلقه بسواها، وعندما اتصلت هذه الذكرى بانفعال الغيرة الذي كتمته في نفسها وأدركت ما بينهما من ارتباط فارقها ما كانت تشعر به من الأوهام والتخيلات.
فهؤلاء المريضات ليس من بينهن من كانت تعرف سبب علنها ولا أصل مصدرها ولكن بفضل الأبحاث النفسية وإجرائها بتأنٍ وتؤده تواصل الأطباء إلى معرفة السبب الدفين وكشف العوامل المزعجة التي طويت في المجموع العصبي طي السجل، واحتبست فيه بعد أن سدت عليها السبل من كل مكان بقوة ضغط دوافع النسيان الباطنية، فلم تجد لها مخرجًا تفلت منه، وأحدثت في الباطن كوارثها المكتومة.
فتلك الأمثلة ما ذكرتها إلا للتدليل بأن البحث النفسي عن طريق (التداعي) لا تقف فوائده عند حد خدمة القضاء والقانون بل قد يكون منه للطبيب أكبر عون في كشف الغطاء عما كمن في نفس العليل من الأفكار المنسية والذكريات المطوية، ولقد تحل هذه الطريقة من الاختبار محل غرف الاستشارة الطبية، إذ بها يتسنى للأخصائي في أمراض النفس أن يصل إلى تشخيص دقيق سليم.
ومع هذا فإن الذي يهمنا من بحثنا الحالي هو الوجهة القانونية فإن الاختبار بالتداعي إذا استخدم بمهارة وعناية وهو ما يستدعي خبرة فنية واسعة وتدريبًا طويلاً في المعمل يصبح للمحقق الجنائي كما هو للطبيب النفساني جليل النفع عظيم الفائدة، فهو لهما بمثابة أشعة إكس في قوة نفوذه لباطن العقل واختراق كل ما يستره من كثيف الطبقات وكشف ما يحويه من الأسرار والمخبئات.
قياس الانفعالات النفسية عن طريق الجلد:
إن كشف آثار الانفعالات النفسية لا يقف عند حد قياس زمن التفاعلات العقلية بالكرونسكوب بل هناك من الوسائل العلمية الأخرى ما لا تقل عنه خطورة وأهمية، ولقد أشرت في محاضرة ألقيتها في نادي الحقوق في يناير سنة 1925 (ومنشورة في مجلة المحاماة عدد نوفمبر من تلك السنة تحت عنوان علم النفس الشرعي وآثار الانفعالات النفسية) إلى إمكان كشف التأثرات النفسية بقياس قوة مقاومة سطح الجلد للتيارات الكهربائية بتمرير تيار كهربائي ضعيف في الجسم ثم رصد آثار الانفعالات التي تنتاب الشخص الذي تحت الاختبار بمقياس دقيق لمقاومة التيار معروف باسم (جلقانومتر)، وهو جهاز ذو إبرة مغناطيسية حساسة للتيارات الكهربائية وتسجيل ما يطرأ عليها من التغيير).
فإن هذه الظاهرة الجلدية العجيبة قد درست من الوجهة الطبية وأجريت فيها عدة أبحاث فنية قام بها نخبة من خيرة العلماء أمثال شارل فيريه C. Féré، وقيجورو R. Vigouron’x وستكر(Sticker) ، وتارشنوف (Tarchan off)، وزومر(Sommer) ، وفورستنو (Fürnstenau) وغيرهم من رجال العلم وأبطال البحث، فدلت التجارب المتعددة التي قاموا بها على أن كل خاطر يمر بالبال أو كل لفظ يطرق السمع مهما كان مدلوله تافهًا وظاهره مجردًا عن المغزى له تأثيره الخاص في النفس ويظهر بوضوح في جهاز الاختبار.
أما أساليب الاختبار فكثيرة متنوعة ويكفي هنا ذكر الطريقة الأكثر شيوعًا وهي أن يؤمر المخَتبر بأن يستوي على مقعد مريح وثير الفراش ذي متكئين يركز عليهما منكبيه ثم يبسط راحتيه على لوحين نحاسيين أو يضع أطراف بعض أصابعه في إناءين صغيرين من الصيني بهما محلول ملح الطعام، ثم يسلط على اللوحين أو الإناءين تيار كهربائي ضعيف من بطارية قوتها 15 (فولتًا) بحيث لا يكون التيار محسوسًا طول مدة الاختبار، وتقاس التقلبات التي تطرأ على التيار (بجلفانومتر) دقيق ذي مرآة عاكسة ويوضع على مسافة متر تقريبًا تجاه المرآة مصباح قوي يلقى أشعته عليها وهذه تعكسها على لوح كبير من السليوليد مقسم إلى سنتيمترات وملليمترات بحيث إن كل تغيير في قوة مقاومة التيار مهما كان طفيفًا يؤدي إلى تحرك الجلفانومتر بالمرآة فيظهر أثر هذه الحركة مكبرًا في رحلات الأشعة الساقطة على اللوح المقسم، وبهذا يمكن قياس درجات انحراف الأشعة عن موضعها الأصلي بسهولة, فكل لفظ يحدث في النفس انفعالاً مهما كان طفيفًا يؤثر في قوة مقاومة الجلد للتيار تأثيرًا خاصًا يبدو على اللوح مكبرًا وبذلك يتسنى للخبير أن يرصد مراتب الانفعالات المختلفة لكل خاطر بدقة ووضوح تام فيدرس مما تسطره يد العلم على لوح الامتحان، نفسية المختبر درسًا غاية في الدقة، حيث ينطق الجلد قبل اللسان، بما يكنه الفؤاد ويضمره الجنان.
إن هذا الأسلوب العجيب من البحث قد استخدم في الأبحاث الطبية وتشخيص الانفعالات النفسية في الحالات المرضية بمهارة وإحكام، ولقد اتجهت أنظار العلماء أخيرًا إلى تطبيقه في الأبحاث الجنائية، لكشف التأثرات الخفية الخاصة بالذكريات الإجرامية، فوصلوا في أبحاثهم إلى نتائج جديرة بكل اعتبار واهتمام [(5)].
ولست أرى من الوجهة العملية مانعًا يمنع من أن يسير مثل هذا الأسلوب الجديد من البحث بجانب الاختبار (بالتداعي) في كشف الجرائم حيث ينضم الجلفانوتر إلى الكرونسكوب في العمل انضمام تكاتف وتعاون في تحليل الخواطر المختلفة مع ما يتبعها من الانفعالات، وما على الباحث إلا أن يدون في مذكراته ما يسجله الجلفانومتر من جانب وما يسجله الكرونسكوب من الجانب الآخر، حتى بذلك يتوافر لدى الباحث ضمانان علميان بدلاً عن ضمان واحد، كما يمكنه بهذه الوسيلة السهلة الرشيدة أن يرقب البواعث المختلفة التي أثرت في زمن التفاعلات العقلية وعما إذا كان مصدرها التأثرات النفسية والانفعالات، أم مصدرها مجرد التأملات الباطنية والمحاولات.
ومع هذا فإن الذي يهمنا الآن في موضوعنا الحالي هو نوع واحد من أنواع البحث وهو فحص عقلية المتهم عن طريق التداعي اللفظي، فإن هذا الأسلوب في ذاته إذا استخدم بمهارة وكفاية فنية يكون بمثابة المجهر لأدق الوظائف العقلية وأصغرها وبه يمكن كشف القناع عما ينتاب المتهم من التأثرات النفسية وما يكابده من المجهودات الباطنية، فكرونسكوب العالم النفساني يكون للمشتغلين بتحقيق الجرائم بمثابة المكرسكوب للمشتغلين بدراسة الأمراض الجثمانية، فإنه يكشف عن كثير من الأمور التي كان يتعذر كشفها بدونه، ويظهر كثيرًا من التفاصيل الدقيقة التي تساعد على تشخيص سليم واضح، فكما أن الطبيب يحتاج الآن إلى مجهره للبحث عن جراثيم السل في بصاق العليل فسيأتي قريبًا الوقت الذي يحتاج فيه المحقق إلى الكرونسكوب أو المكروسكوب العقلي للبحث في زوايا عقل المتهم عما فيه من التضاليل، وما يدور بخلده من الأكاذيب والأباطيل.
إن هذا كله ليس له في وقتنا الحاضر أي أساس قانوني ولم تخلق بعد الرغبة في الاستعانة
بالخبراء النفسيين في دور القضاء، ولكن عسى أن يفطن القضاة في المستقبل القريب إلى ما تقضيه العدالة من وجوب إظهار الصدق من الكذب بوسائل علمية وتجارب فنية على يد خبراء مدربين محنكين، وربما لا تكون حاجة رجل القانون إلى الخبير النفساني أقل منها إلى الخبير في الطب أو الكيمياء أو الهندسة أو الميكانيكا أو الخطوط وغيرها من مختلف الفنون.
فإن كانت بضاعة أسلافنا لكشف الجرائم في القرون الوسطى هي أساليب القسوة والإرهاب واستخدام وسائل تجردت من كل رحمة وشفقة وسوم المتهمين العذاب أشكالاً وألوانًا لحملهم على الإقرار، فلتكن بضاعتنا أساليب العلم وتجاريبه الفنية، أليس قياس زمن التفاعل العقلي ورصد آثار الانفعالات بالكرونسكوب أسرع وأظهر وأشرف وأكثر إنسانية وأنجع وسيلة في الحصول على إقرار رائده الصدق؟.
إننا بلا شك تلقاء بحث طريف في المرحلة الأولى من مراحل نهضته الفنية كانت أول نشأته في ألمانيا ثم انتقل منها إلى الولايات المتحدة ومنها إلى بعض البلدان، وهو لا يزال في دور المهد ناقصًا في كثير من الوجوه، وأن تطبيقه بحالته الراهنة واتخاذ دليلاً في ذاته على الإدانة أو البراءة قد يؤدي بنا إلى كثير من الأغلاط، فضلاً عن أنه لم توضع له حتى الآن قوانين أو قواعد ثابتة يمكن الارتكاز عليها وتطبيقها في كل حالة تطبيقًا آليًا (ميكانيكيًا)، ولكن مع هذا كله فإنه قد يؤدي للمحقق في الوقت الحاضر من الخدم ما لا يمكنه غض الطرف عنه أو طرحه ظهريًا، وأقل ما فيها أنها قد ترشده إلى الطريق الذي يتعين عليه أن يوجه نحوه مجرى التحقيق عرضًا عن إضاعته أوقاته الثمينة سدى بما يجريه من بحث طائش في ظلمة الحوادث التي تكون قد أسدل عليها ستار كثيف من الغموض والإبهام، فالأبحاث العلمية من شأنها أن تهديه بأشعتها الكاشفة إلى الهدف الذي يجب أن يسدد إليه مرمى جهوده ويحصر فيه جل اهتمامه وعنايته وقد يتوصل بمثل هذا البحث أحيانًا إلى نتائج كان يتعذر الوصول إليها بدونه، فنجاح الباحث النفساني في مهمته مرة أو مرتين لا يمنع من أن يصادقه نجاح ثالث ورابع وكلما ازدادت أساليب الاختبار تحسينًا وإتقانًا زادت معها نسبة النجاح في اقتحام ضمير المتهم وكشف بواطن عقله واستخلاص ما يكنه في سويداء قلبه من الخبايا وانتزاع أعز ما يحرص عليه بين حنايا ضلوعه من الأسرار.
قائمة مئوية [(6)]
1 - رأس 21 - يموت 41 - شهر 61 - كبريت 81 - خائف.
2 - أحضر 22 - جديد 42 - بيت 63 - سحاب 82 - كيس.
3 - ماء * 23 - تحقيق 43 - يضرب 64 - يسب 83 - جرح.
* 4 - قتل 24 - إصبع 44 - يحمل 65 - ضفدعة 84 - يمشي.
5 - طويل 25 - عصفور 45 - أصفر 66 - خط 85 - سعيد.
6 - مركب 26 - كتاب 46 - باب 67 - يبكي 86 - قصب.
7 - شباك 27 - جبل 47 - يكذب 68 - يخبز 87 - طبيب.
8 - يعطي 28 - حزين 48 - بقرة 69 - حبل 88 - ورق.
9 - مطبخ 29 - زجاج 49 - ينام 70 - خبيث * 89 - يهرب.
10 - بارد 30 - طفل * 51 - شريك 71 - صوف * 90 - مسروق.
11 - قرية 31 - هرم 52 - عصا 72 - قرية 91 - أسود.
12 - بحيرة 32 - بصل 53 - امرأة 73 - يغفر 92 - جميل.
13 - مصباح * 33 - عقاب 54 - ساقية 74 - مائدة 93 - قناة.
14 - جرس 34 - جديد * 55 - قاضٍ 75 - يجب 94 - قفطان.
* 15 - سجن 35 - قدم 56 - خمسة 76 - حفرة 95 - رصاص.
16 - أزرق 36 - سجادة 57 - كبير 77 - زواج 96 - جامع.
17 - ملح 37 - زهرة 58 - عنزة 78 - إبرة 97 - عيادة.
18 - عادة 38 - صندوق 59 - ترعة 79 - يغضب 98 - دخان.
19 - نقود 39 - عائلة * 60 - بوليس * 80 - جريمة 99 - قمر.
20 - خبز * 40 - سرقة 100 - أبيض.
--------------------------------------------------
[(1)] وقد حاولت أن أقتني كرونسكوبًا لأقوم ببعض التجارب العملية فوجدت أن ثمنه باهظًا إذ كان بين ستين وثمانين جنيهًا عدا نفقات استحضاره فاستعضت عنه بساعة تقدر الزمن بجزء من مائة من الثانية.
[(2)] هذه التجربة أوردها الأستاذ منستر برج نقلاً عن العلامة يونج في كتابه على منصة الشهادة صفحة 87 وما بعدها.
[(3)] هذه التجربة نقلاً عن كتاب علم النفس التحليلي (Analytical Psychology) صـ 107، وما بعدها للعلامة يونج ونقله من الألمانية إلى الإنكليزية الدكتور كونستانس لونج طبعة ثانية سنة 1922، والدكتور يونج معدود الآن من أكبر ثقات العالم في العلوم النفسية.
[(4)] العلامة منستر برج معدود من بين مؤسسي علم النفس الحديث وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة وله عدة مؤلفات في علم النفس التجريبي والعملي وقد أورد وقائع التجربة المتقدمة في مؤلفه (On the witness stand.) صفحة 92 وما بعدها.
[(5)] وقد نشرت إحدى المجلات العلمية الأمريكية المعروفة باسم ‘Popular Science’ بعض هذه الأبحاث بقلم E, E. Free’ بعدد ديسمبر سنة 1926 صـ 14.
[(6)] معربة عن القائمة التي وضعها الأستاذ يونج وجرى العمل عليها طويلاً في الأبحاث الفنية مع التصرف في بعض الألفاظ واستبدالها بغيرها بما يلائم العقلية المصرية (انظر كتاب التداعي اللفظي للعلامة يونج صـ 7 مقدمة).
وطريقة الاختبار بها أن يطلب الإجابة على كل كلمة بمجرد سماعها بأول كلمة ترد على الخاطر بأقصى ما يمكن من السرعة ثم ترصد الأجوبة مع أزمنتها بوساطة كرونسكوب أو ساعة، ثوانٍ، دقيقة تقدر الزمن بجزء من عشرة من الثانية أو خُمس الثانية على الأقل.
انتهى.
المصدر:
http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=8554