الباب السادس: المؤسسات التوطينية
مؤسـسات توطينية
Institutions Promoting the Settlement of Members of Jewish Communities
مؤسسات ظهرت بين يهود العالم الغربي المندمجين، أساساً في الولايات المتحدة، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وظهور المسألة اليهودية في شرق أوربا بين يهود اليديشية وتدفُّق ملايين المهاجرين منهم على دول أوربا الغربية (إنجلترا وفرنسا) ووسطها (ألمانيا) ثم على الولايات المتحدة، الأمر الذي هدَّد المواقع الطبقية والمكانة الاجتماعية ليهود العالم الغربي بسبب تميُّز يهود اليديشية دينياً وإثنياً ووظيفياً واقتصادياً. وقد قام أثرياء يهود الغرب المندمجين بتمويل هذه الجمعيات التي حاولت توطين هؤلاء المهاجرين بعيداً عن أوربا.
وقد تزامن ظهور المؤسسات التوطينية مع تنامي الحركة الصهيونية، كما أن هذه المؤسسات تتفق مع الحركة الصهيونية في بعض الأهداف وإن اختلفت الوسائل. وكلاهما يتفق على بعض عناصر الصيغة الصهيونية الشاملة، فكل من المؤسسات التوطينية والحركة الصهيونية تهدف إلى التخلص من يهود اليديشية (الفائض البشري اليهودي في المُصطلَح الصهيوني). وكانت الصهيونية تحاول إنجاز هذا الهدف عن طريق الاستيلاء على أرض فلسطين وطَرْد سكانها وإحلال المستوطنين اليهود محلهم وتوظيفهم في خدمة الاستعمار الغربي.
أما المؤسسات التوطينية، فكانت تهدف إلى إنجاز الهدف نفسه من خلال ما يلي:
1 ـ توطين المهاجرين اليهود في البلاد الاستيطانية التي تحتاج إلى مادة بشرية مثل أمريكا اللاتينية (الأرجنتين على وجه الخصوص) وأستراليا، على أن يذوبوا في المجتمعات الجديدة ويصبحوا جزءاً من أهلها وثقافتها. ويُلاحَظ أن عملية التوطين تتم في إطار التشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي بشكل عام، وليس لها مضمون يهودي محدد. ويُلاحَظ أن البلاد التي كان التوطين يتم فيها تتسم بأن عملية الإبادة والإحلال للسكان الأصليين فيها كانت قد اكتملت (ولذا، فإن التوطين هنا يتم بموافقة السلطة الجديدة والعنصر البشري المهيمن وليس رغماً عنه)، وكانت المؤسسات التوطينية تشجع اليهود المهاجرين على التخلي عن ميراثهم الثقافي والديني والاقتصادي وعلى الاندماج بل الذوبان في مجتمعهم الجديد.
2 ـ مساعدة يهود اليديشية على الاندماج في بلادهم عن طريق تحديث مؤسساتهم التربوية والثقافية وعن طريق تحويلهم إلى عناصر منتجة (أي تحويلهم من جماعة وظيفية، تقع خارج بناء المجتمع الطبقي والثقافي إلى مواطنين عاديين، مندمجين في مؤسساته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية). وعادةً ما كان هذا يتم من خلال مشاريع توطينية تقوم بها الحكومات المختلفة في أرض زراعية بكر. ولعل أهم هذه المشاريع تلك المشاريع التي قامت بها روسيا القيصرية ثم السوفيتية وساهمت فيها الحركات التوطينية.
3 ـ مساعدة المهاجرين الذين وصلوا بالفعل إلى المجتمعات الغربية على الاندماج واكتساب هوية جديدة.
ويمكن القول بأن التوطين من أهم أهداف معظم مؤسسات الغوث اليهودية (مثل الأليانس إسرائيليت يونيفرسل) إن لم يكن الهدف الوحيد. ولكن كانت هناك أيضاً مؤسسات توطينية خاصة مثل أجروجوينت وإميج ديركت وأورت وأوزت وإيكا وإيكور وكومزت وهياس وهيسم. وكما أسلفنا، فإن هذه المؤسسات لم تكن ذات توجُّه صهيوني استيطاني، بل كانت (في بعض الأحيان) معادية للصهيونية وللأهداف السياسية الكامنة في عملية التوطين في فلسطين. ومع هذا، فقد كان كثير من المؤسسات التوطينية يقوم بنشاط صهيوني توطيني إذ أنها كانت تساعد على توطين يهود اليديشية في فلسطين باعتبار أن هذا هو إحدى وسائل التخلص من اليهود، وهذا ما نطلق عليه اصطلاح «الصهيونية التوطينية». وكثير من هذه الجمعيات تم استيعابه داخل الشبكة الصهيونية العامة بحيث أصبح يمارس نشاطه داخل إطار صهيوني. ولكن هذا هو النمط العام لكثير من النشاطات اليهودية في العالم الغربي، فقد تم استيعابها داخل النشاط الصهيوني بعد أن أصبحت الصهيونية جزءاً مستقراً في التشكيل الاستعماري الغربي.
لجنة التوزيـع المشتركة الأمريكية اليهوديـة
American Jewish Joint Distribution Committee
اختصارها «JDC» ويشار إليها أحياناً باسم «جوينت Joint» وحسب. وهي منظمة أمريكية يهودية تأسست عام 1914 تحت اسم «لجنة التوزيع المشتركة للأموال الأمريكية من أجل غوث ضحايا الحرب من اليهود» وتحت رئاسة فليكس واربورج. وقد قامت بتأسيسها ثلاث منظمات أمريكية يهودية (هي: اللجنة الأمريكية اليهودية للغوث، واللجنة المركزية للغوث، واللجنة الشعبية للغوث) بهدف تنسيق وتوحيد عمليات جمع التبرعات وغوث أعضاء الجماعات اليهودية في الخارج، وخصوصاً في أوربا حيث كان شبح الحرب يهدد باقتلاع مئات الآلاف من اليهود وغير اليهود من بلادهم. وقد كان من أبرز مؤسسيها أثرياء اليهود الأمريكيين ذوي الأصول الألمانية أمثال عائلات واربورج وليمان وروزنفالد وغيرها والتي كانت تخشى من تدفُّق موجات جديدة من يهود شرق أوربا إلى الولايات المتحدة. ولذلك، كانت المهمة الأساسية لهذه المنظمة تقديم الغوث ومجموعة من الخدمات الطبية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وإقامة برامج إعادة التأهيل لأعضاء الجماعات اليهودية، الأمر الذي يتيح لهم البقاء والاستمرار في أوطانهم الأصلية. كما كان دعمها للاستيطان اليهودي في فلسطين يهدف في المقـام الأول إلى تحويل جزء من هجـرة يهود أوربا المرتقبة إلى فلسـطين.
وقد شاركت المنظمة في عمليات الغوث في بولندا وألمانيا في خلال الحرب العالمية الأولى، وأنفقت 14.937.783 دولاراً لدعم التجمع اليهودي في فلسطين، كما أرسلت لهم عام 1915 سفينة محملة بأطنان من المواد الغذائية. أما بعد الحرب، فقد شاركت المنظمة في مواجهة المجاعة التي اجتاحت مناطق واسعة من أوربا الشرقية، وساعدت أعضاء الجماعات اليهودية في روسيا وبولندا ورومانيا والمجر، وأقامت مؤسسات صحية وجمعيات لرعاية الأطفال في هذه البلاد، وخصوصاً في بولندا حيث أقامت عام 1923 منظمة صحية هي «توز TOZ» (جمعية الرعاية الصحية لليهود في بولندا) وأخرى لرعاية الأطفال عام 1926 هي «كانتوس Cantos»، كما عملت الجمعية على إعادة فتح ورعاية المدارس والمؤسسات الدينية التعليمية التي حطمتها الحرب.
ولكن نشاطها الأكثر أهمية تَركَّز في مجال إعادة تأهيل أعضاء الجماعات اليهودية في شرق أوربا اقتصادياً، وتحويلهم إلى قطاع اقتصادي منتج من خلال تأسيس شبكة من جمعيات الإقراض وجمعيات الائتمان التعاونية، وإقامة المدارس الفنية والتجارية وإعادة توطين أعضاء الجماعات في الأراضي الزراعية.
وقد وصل عدد جمعيات الإقراض بحلول عام 1939 نحو 915 جمعية، بلغ حجم معاملاتها السنوية أربعة ملايين دولار، وأصبح يعتمد عليها اقتصادياً حوالي مليون من يهود بولندا. وفي عام 1924، أقامت المنظمة، بالتعاون مع جمعية الاستيطان اليهودي (إيكا)، «المؤسسة الأمريكية المشتركة لإعادة البناء»، برأسمال قيمته خمسة ملايين دولار، لتكون الجهة المسئولة والمشرفة على جمعيات الائتمان التعاونية والتي بلغ عددها عام 1939 نحو 687 جمعية منتشرة في بولندا ورومانيا وليتوانيا ولاتفيا، قدمت حتى عام 1939 خمسة ملايين قرض قيمتها 581 مليون دولار. كما ساهمت المنظمة في عملية إعادة توطين اليهود في الأرضي الزراعية، وأسست عام 1924 منظمة أجرو ـ جوينت خصيصاً للإشراف على هذه العملية داخل الاتحاد السوفيتي. كما قامت لجنة التوزيع المشتركة بدعم بعض المنظمات اليهودية الأخرى، مثل منظمة «أورت» العاملة في مجال التأهيل المهني والفني ومنظمة «أوزيه OZE» العاملة في مجال الرعاية الصحية خارج بولندا.
وفي فلسطين، قامت المنظمة بنشاط مهم في مجال الرعاية الصحية، وخصوصاً في مكافحة مرض الملاريا، وتعاونت عن كثب مع المنظمة الصهيونية الأمريكية ومنظمة هاساداه في هذا المجال. وفي عام 1926، قدَّمت المنظمة مبلغ 1.8 مليون دولار للمؤسسة الاقتصادية لفلسطين التي كانت قد تأسَّست حديثاً لدعم الاستثمار الاقتصادي في فلسطين وتنمية القاعدة الاقتصادية للتجمع اليهودي الاستيطاني بها. وفي عام 1931، أعادت المنظمة نفسها تحت اسمها الحالي. وفي عام 1939، كوَّنت مع النداء الفلسطيني الموحَّد منظمة النداء اليهودي الموحَّد لتوحيد عمليات جَمْع وتلقِّي التبرعات. ومع صعود النازية في ألمانيا، ثم اندلاع الحرب العالمية الثانية، ساهمت المنظمة في غوث وتهجير وإعادة تأهيل اليهود الألمان وغـيرهم من يهـود أوربا، وتعـاونت في ذلك مع منظمة هيسـم. وبعـد الحرب، قـامت المنظمـة بغوث 250 ألفاً من اللاجئين اليهود، كما شاركت في نَقْل كثير منهم إلى فلسطين.
وبعد إقامة الدولة الصهيونية، قامت المنظمة بتشغيل وتمويل مؤسسة مالبن للمسنين في إسرائيل، كما تقوم بدعم المؤسسات التعليمية اليهودية داخل إسرائيل وخارجها. وقد أقامت برامج تعليمية ومهنية وصحية للجماعات اليهودية في دول شمال أفريقيا وإيران كما قدَّمت مساعداتها للمهاجرين اليهود الذين استقروا في فرنسا والقادمين من دول شمال أفريقيا. وقد عاودت المنظمة نشاطها في الاتحاد السوفيتي وفي دول شرق أوربا بعد عام 1957، إلا أن هذا النشاط توقَّف في أعقاب حرب عام 1967 فيما عدا نشاطها مع رومانيا.
الأليانس إسرائيليتش ذو فين (التحالف الإسرائيلي في فيينا)
Allianz Israelitische Zu Wien
منظمة يهودية تأسَّست في فيينا عام 1873 بهدف الدفاع عن الحقوق المدنية والدينية للجماعات اليهودية وتنمية مجتمعاتهم من خلال التعليم. وكان مقرراً في بداية الأمر أن تعمل هذه المنظمة كفرع للأليانس إسرائيليت في باريس ولكنها تأسست كمنظمة مستقلة بسبب رفض السلطات النمساوية التي كانت ترتاب في نوايا الأليانس.
من أبرز مؤسسيها وأول رئيس لها جوزيف فون فيرتهايمر. وقد اهتمت هذه المنظمة بمساعدة يهود رومانيا والصرب، واشتركت في إغاثة ضحايا الحرب الروسية التركية اليهود (1877)، كما أيدت الأليانس إسرائيليت في جهودها للحصول على الحقوق المدنية ليهود البلقان وتبنت قضيتهم خلال مؤتمر برلين عام 1878. كذلك اشتركت المنظمة في تنظيم هجرة يهود روسيا بعد أحداث عامي 1881 و1882 وهجرة يهود رومانيا الكبرى في الفترة بين عامي 1900 و1902، ونظمت عمليات الإغاثة ليهود روسيا بعد أحداث كيشينيف عام 1903. وقد قامت المنظمة بهذه الأنشطة بالتعاون مع جمعية الاستيطان اليهودي (إيكا). كذلك اهتمت المنظمة بمحاربة معاداة اليهود (خصوصاً تهمة الدم)، كما أقامت مؤسسات تعليمية في جاليشيا وبوكوفينا. وخلال الحرب العالمية الأولى، اشتركت الأليانس إسرائيليتش في إغاثة ضحايا الحرب من اليهود (أكثر من 100 ألف لاجئ من جاليشيا على وجه الخصوص). وبعد الحرب، شاركت المنظمة في تنظيم الهجرة اليهودية عبر الأراضي النمساوية. وقد تمت تصفية الأليانس إسرائيليتش عام 1938 بعد ضم ألمانيا النازية للنمسا.
الأليانس إسرائيليت يونيفرسل (التحالف الإسرائيلي العالمي)
Alliance Israelite Universelle
منظمة يهودية فرنسية توطينية تأسَّست عام 1860 في باريس بهدف الدفاع عن الحريات المدنية والدينية للجماعات اليهودية وتنمية المجتمعات اليهودية المختلفة عن طريق التعليم والتدريب المهني وإغاثة اليهود في الأزمات. والواقع أن وضع فرنسا، باعتبارها الدولة المهيمنة في أوربا آنذاك، قد أهَّل قيادات الجماعة اليهودية في فرنسا لتأسيس وقيادة أول منظمة يهودية في العصر الحديث تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الجماعات اليهودية على المستوى العالمي. ومن ناحية أخرى، لعبت المنظمة دوراً مهماً في خدمة المصالح الاستعمارية الفرنسية، من خلال نشر الثقافة الفرنسية. وكان لآل روتشيلد في فرنسا دور بارز في هذا الاتجاه حيث عملوا على تحويل سياسات الأليانس وعلى التأثير عليها وربطها بالمصالح الاستعمارية الفرنسية آنئذ. كذلك عمل أدولف كريمييه رجل الدولة الفرنسي اليهودي الذي ترأس الأليانس في الفترة 1863 ـ 1880 على توثيق التعاون بين المنظمة وبين الخارجية الفرنسية والسلطات الفرنسية في مستعمراتها.
وفي المجال السياسي، تدخلت الأليانس للدفاع عن حقوق يهود روسيا ورومانيا وبلجيكا والصرب. وكان أول إنجاز ناجح لها في ضمان الحقوق المدنية والدينية ليهود سويسرا عام 1867. وفي مؤتمر برلين عام 1878، عملت المنظمة بالتعاون مع بعض المنظمات الأخرى على الدفاع عن حقوق يهود البلقان كما أهتمت بأوضاع يهود المغرب وتدخلت لدى سلطان المغرب في مؤتمر مدريد عام 1880 لتحسين أوضاعهم. وبعد الحرب العالمية الأولى، نشطت المنظمة في مؤتمر فرساي للسلام عام 1919 من أجل حقوق يهود رومانيا وبولندا والمجر وغيرها من الدول المُوقِّعة على معاهدات السلام، كما تدخلت لصالح يهود المغرب العربي ويهود فارس.
كذلك عملت الأليانس في مجال إغاثة ضحايا الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية من أعضاء الجماعات اليهودية في مختلف أنحاء العالم. فساعدت ضحايا يهود شرق أوربا خلال مجاعة عام 1869، كما ساعدت ضحايا الهجمات في روسيا عام 1881 ثم في عامي 1903 و1905. كما اشتركت في إغاثة ضحايا الحرب العالمية الأولى وضحايا المجاعة في روسيا عام 1922، كذلك ساعدت ضحايا الكوارث والاضطرابات الطائفية في كلٍّ من رومانيا والمغرب وتركيا ودمشق.
كما شاركت الأليانس في تنظيم ومساعدة هجرة الجماعات اليهودية من شرق أوربا منذ عام 1869، وخصوصاً خلال الهجرة اليهودية الكبرى بعد عام 1881، وأسست لجنة في مدينة كونيجسبرج لتنظيم عمليات الهجرة بالتنسيق مع منظمات يهودية أخرى. كذلك، اشتركت المنظمة في عدة مؤتمرات نظمتها المنظمات اليهودية لبحث إمكانات الهجرة والاستيطان في مناطق أخرى غير الولايات المتحدة. وقد تعاونت الأليانس في مسائل الهجرة بشكل خاص مع جمعية الاستيطان اليهودي (إيكا). وبحلول عام 1891، كانت الأليانس قد قررت إيقاف مساعداتها للاجئين اليهود حتى لا تشجع مزيداً من الهجرة.
ومن أهم مجالات نشاط الأليانس، المجالان الثقافي والتعليمي حيث أسَّست شبكة تعليمية واسعة في دول البلقان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحققت تقدماً سريعاً في هذا المجال بفضل دعم البارون موريس دي هيرش الذي قدَّم للأليانس عام 1874 مليون فرنك ذهب ثم عشرة ملايين فرنك ذهب عام 1889. وقد تأسَّـست أول مدرسة لها في مدينة تطوان بالمغرب عام 1862 لحقتها مدارس أخرى في طنجة (1869) ودمشق (1865) وبغداد (1865) وطهران (1898) وتونس (1878) وفلسطين. كما أسَّست مدرسة حاخامية في إستنبول عام 1897 ومدارس في اليونان وبلغـاريا ورومانيـا والصرب.
وفي عـام 1867، افتُتحت في باريس المدرسة الإسرائيلية الشرقية العليا لتدريب المعلمين، وقد وصل حجم الطلاب الملتحقين بمدارس الأليانس عام 1914 نحو 48 ألف طالب. كما أرسل الأليانس عدة بعثات لاستطلاع أوضاع يهود الفلاشاه في إثيوبيا عام 1868، وفي اليمن عام 1908. وقد أُغلقت أغلب مدارس الأليانس في دول البلقان عقب الحرب العالمية الأولى ثم تركَّز نشاطها التعليمي منذ ذلك الحين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقد واجهت هذه المدارس معارضة من الجماعات اليهودية في هذه البلاد التي كانت تخشى تأثير التعليم الغربي العلماني على الحياة اليهودية التقليدية.
وبالفعل، لعبت هذه المدارس دوراً مهماً في نشر الثقافة الفرنسية بين أعضاء الجماعات اليهودية في العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً في دول المغرب العربي التي خضعت للاستعمار الفرنسي والتي تم تحويل اليهود بها إلى جماعات وظيفية منفصلة ثقافياً ووجدانياً عن محيطها العربي تعمل لخدمة مصالح الاستعمار الفرنسي بالمنطقة. وفي المغرب، نجد أن إدارة الاحتلال الفرنسي، إدراكاً منها لأهمية مدارس الأليانس، عقدت معها اتفاقاً عام 1928 تم بموجبه وضع هذه المدارس تحت إشراف إدارة التعليم العام وضمان الدعم لها. وقد وصل حجم المدارس في المغرب وحدها نحو 46 مدرسة عام 1939تضم 15761 طالباً ارتفع عددهم إلى 28 ألف عام 1952. كما تم افتتاح المدرسة العبرية العليا في الدار البيضاء لتدريب المعلمين اليهود.
وقد كان للأليانس نشاط مهم في فلسطين أيضاً بدأ منذ عام 1867 حيث بدأت في تأسيس سلسلة من المدارس الابتدائية في القدس وحيـفا ويافا وصـفد وطبرية تقـدم تعليماً فرنسياً علمانياً ودينياً. وفي عام 1870، تم تشييد مدرسة مكفاه إسرائيل الزراعية بدعم من هيرش وإدموند دي روتشيلد كما فُتحت بعدها بعدة سنوات مدرسة في القدس لتدريب اليهود على المهن. وقد كان التدريس يتم باللغة الفرنسية بالإضافة إلى اللغة العبرية. ومما يُذكَر أن مدارس الأليانس في فلسطين هي التي أتاحت الفرصة أمام إليعازر بن يهودا، أبو اللغة العبرية الحديثة، لتطبيق أساليبه الجديدة في تدريس العبرية. وقد اهتمت الأليانس أيضاً بفتح المدارس الثانوية، وكانت أكبرها في حيفا وحملت اسمي إدموند وموريس دي روتشيلد.
ومما يُذكَر أن مؤسسي وقادة الأليانس كانوا في بادئ الأمر معارضين للعقيدة الصهيونية، وذلك برغم رفضـهم للاندمـاج "الذليل" الذي يُلغي تمـاماً أية هـوية أو أي انتماء يهودي، ومن ثم تركيزهم على التعليم والتدريب للحفاظ على شخصية اليهود وتحسين أحوالهم. وقد اتهم ديفيد ولفسون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية عام 1911 ممثلي الأليانس بالمشاركة في الحركات المناهضة للصهيونية بين الجماعات اليهودية في الدولة العثمانية، كما تبنَّى سيلفيان ليفي الذي أصبح رئيساً للأليانس عام 1920 موقفاً معادياً للصهيونية في مؤتمر فرساي للسلام عام 1919. وقد كانت الأليانس تتعاون في نشاطها مع المنظمات اليهودية الأخرى المعارضة للصهيونية مثل الجمعية الإنجليزية اليهودية.
أما في أعقاب الحرب العالمية الثانية فقد اتخذت اللجنة المركزية للأليانس موقفاً مؤيداً للأهداف الصهيونية في فلسطين وطالب رئيسها رينيه كاسين (عام 1947) لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين السماح لليهود بالهجرة الواسعة واستغلال وتنمية الوطن القومي اليهودي في فلسطين. وبرغم أن منظمة الأليانس لم تدخل في صراع مباشر ضد العرب الفلسطينيين لأن نشاطها لم يأخذ شكلاً سياسياً مباشراً إلا أنها ساعدت على تحقيق الأهداف السياسية للحركة الصهيونية وذلك بشراء الأراضي في فلسطين وتحويل عديد من صغار الملاك العرب إلى أجراء والإسهام في استيعاب المهاجرين اليهود من شرق أوربا في مستعمرات زراعية.
ومع تنامي حركات التحرُّر الوطني في العالم العربي واشتداد الصراع حول فلسطين، أصبح وضع الأليانس في هذه البلاد حرجاً. ومع قيام إسرائيل عام 1948 ثم حصول دول المغرب العربي على استقلالها من فرنسا وما أعقب ذلك من هجرة أغلب أعضاء الجماعات اليهودية من المنطقة العربية خلال الخمسينيات متجهين سواء إلى إسرائيل أو إلى فرنسا أو غيرها من الدول، أُغلقت أغلب مدارس الأليانس في العراق وسوريا ومصر، كما تقلَّص عددها في دول المغرب العربي. ففي المغرب انخفض عدد تلاميذ مدارس الأليانس من 30123 عام 1959 إلى 13527 عام 1963 و8054 عام 1968، كما قامت الحكومة المغربية بدمج هذه المدارس في نظامها التعليمي. أما في إسرائيل، فقد أصبحت مدارس الأليانس خاضعة للنظام التعليمي الإسرائيلي وأصبحت لغة التدريس فيها العبرية. وقد زادت الأليانس من اهتمامها خلال الستينيات بالعمل داخل فرنسا، وخصوصاً أن جزءاً كبيراً من يهود المغرب العربي هاجروا واستقروا بها، كما تحتفظ بمكتبة مهمة في باريس تضم أكثر من 30 ألف مجلد وعدداً من المخطوطات النادرة.
أجرو ـ جوينت (المؤسسة الأمريكية اليهودية المشتركة للزراعة)
(Agro-Joint (American Jewish Joint Agricultural Corporation
أجرو ـ جوينت اختصار لاسم المؤسسة الأمريكية اليهودية الموحَّدة للزراعة. وهي منظمة أمريكية أسستها اللجنة اليهودية الأمريكية الموحَّدة للتوزيع عام 1924 لتكون بمنزلة وكالة لها في الاتحاد السوفيتي هدفها المساهمة في إعادة تأهيل أعضاء الجماعة اليهودية (أساساً من الناطقين باليديشية) الذين كانوا قد فقدوا وظائفهم الوسيطة والتجارية التقليديـة، منذ نهـايات القرن التاسـع عشر، ثم مع قيام الدولة السوفيتية، وكذلك توجُّههم نحو العمل المنتج في القطاع الزراعي والصناعي، وهو ما يؤهلهم للانضمام بشكل فعال إلى المجتمع الجديد.
وقد بدأت أجرو ـ جوينت نشاطها بمشروع تجريبي لتوطين عدة مئات من الأسر اليهودية في الأراضي الزراعية. وبعد نجاح التجربة، تم تطبيقها على نطاق واسع. واهتمت الحكومة السوفيتية بنشاط المنظمة، فقدَّمت لها مساحات من الأراضي بدون مقابل وفرت لها التسهيلات الائتمانية وقدَّمت لها أسعاراً مخفضة للسفر والانتقال. كما تلقت المنظمة دعماً مالياً في عام 1928 قدره 8 ملايين دولار من الجمعية الأمريكية للمستوطنات الزراعية اليهودية في روسيا، وهي منظمة تأسَّست خصيصاً لدعم برامج الاستيطان الزراعي لأجرو ـ جوينت في روسيا. كما قدمت الحكومة السوفيتية، من خلال منظمة كوزمت وبالاتفاق مع الجمعية وأجرو ـ جوينت، مبلغاً مماثلاً بالروبل. وقد نجحت المنظمة في توطين ما يقرب من 250 ألف شخص في مستوطنات زراعية في أوكرانيا والقرم بلغت مساحتها 3 ملايين إكر (الإكر يساوي فداناً مصرىاً واحداً تقريباً). وفي عام 1937، ترسخت أوضاع هذه المستوطنات، بحيث أصبحت تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية المادية والاعتماد على الذات أتاح لها القدرة على استيعاب أعضاء جدد دون أية مساعدات خارجية. وقد أسَّست أجرو ـ جوينت بالتعاون مع إيكا (جمعية الاستيطان اليهودي) ثلاثين جمعية للإقراض لتمويل المشاريع الحرفية التعاونية. وقد استفاد من هذه المشاريع حوالي 300 ألف شخص. وفي عام 1927 تم استيعاب هذه التعاونيات في نظام التعاونيات العام للدولة والمموَّل من قبَل بنك الحكومة السوفيتية، وهو ما أتاح لهم فرصة الاستمرار في نشاطهم على نطاق أوسع.
كما نظَّمت أجرو ـ جوينت، بالتعاون مع إيكا وأورت، 42 مدرسة تجارية وزراعية، حيث قامت هذه المدارس بتدريب الآلاف من الشباب اليهودي الذين تم استيعابهم في الصناعات الحكومية. وقد استوعبت هـذه المدارس في المؤسـسات الحكومية السـوفيتية. وفي نهاية عام 1937، كانت الحكومة هي التي تتولى تدريب آلاف من الرجال والنساء من اليهود في الأعمال المهنية والحرفية المختلفة. وقامت أجرو ـ جوينت بدعم نشاط جمعيات المعونة المتبادلة التي كانت تنظم الورش التعاونية لتدريب عشرات الآلاف من اليهود غير القادرين على العمل الزراعي. وقد تم استيعاب هذه الجمعيات، منذ عام 1935، في الاتحـادات الصنـاعية الحكـومية أو في نظـام التعاونيات العام.
كما لعبت أجرو ـ جوينت دوراً مهماً في مجال الطب والصحة العامة حيث أسست 63 جمعية طبية لتوفير الرعاية الصحية للفقراء من اليهود. وقد تم استيعاب الجزء الأكبر من هذه الجمعيات في وزارة الصحة والصليب الأحمر. وقد أنهت أجرو ـ جوينت نشاطها في الاتحاد السوفيتي عام 1938 بعد أن لعبت دوراً مهماً في استيعاب أعضاء الجماعة اليهودية في النسيج الاقتصادي للدولة السوفيتية الجديدة، وبعد أن تبيَّن أنهم أصبحوا في غير حاجة إلى مساعدة المنظمات الخارجية.
إميج ديركت (اللجنة المتحدة للهجرة اليهودية)
(Emig Direkt (United Committee for Jewish Emigration
اختصار لعبارة «إميجريشن دايركشن Emigration Direction»، وهي عبارة إنجليزية تعني «اتجاه الهجرة». ويُستخدَم الاختصار للإشارة إلى «اللجنة المتحدة للهجرة اليهودية». وقد تأسَّست هذه المنظمة عام 1921 إثر المؤتمر الذي عُقد في براغ في العام نفسه لمناقشة مسألة الهجرة اليهودية ومحاولة دعم وتنسيق نشاط المنظمات والجمعيات المختلفة العاملة في مجال غوث ومساعدة المهاجرين اليهود القادمين من شرق أوربا. وقد كان من المهام الأساسية لهذه المنظمة، تأمين خروج المهاجرين اليهود من شرق أوربا عبر الدول المجاورة، ثم إيجاد مناطق جديدة لتوطينهم. وفي سبيل ذلك، أقامت المنظمة علاقات مع المنظمات اليهودية المختلفة في الأمريكتين وأستراليا. وبعد فَرْض حدود على الهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1924، كثفت المنظمة اهتمامها لبحث الإمكانيات الاستيطانية في أمريكا اللاتينية وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا. وفي عام 1927، أسَّست، بالاشتراك مع إيكا وهياس، منظمة هيسم في محاولة لتوحيد وتنسيق الجهود الخاصة بالهجرة اليهودية. وقد انفصلت إميج ديركت عن هيسم عام 1934.
أورت (منظمة إعادة التأهيل والتدريب)
(ORT (Organization for Rehabilitation and Training
»أورت« هي الحروف الأولى لاسـم «منظمـة إعـادة التأهـيل والتدريب»، وهي منظمة يهودية تأسست عام 1880 في روسيا القيصرية بهدف تنمية الخبرات والمهارات الزراعية والمهنية بين أعضاء الجماعة اليهودية في روسيا (أساساً من يهود اليديشية) الذين كانت أوضاعهم الاقتصادية قد تدهورت بشكل حاد نتيجة التحولات الهيكيلية العميقة التي شهدها الاقتصاد الروسي إثر محاولات التحديث والتنمية الاقتصادية التي كانت جارية منذ منتصف القرن التاسع عشر والتي شهدت ضياع الوظائف الوسيطة والتجارية والتقليدية لأعضاء الجماعة اليهودية. وقد تفاقمت أوضاعهم بشكل أكثر حدة بعد تعثُّر عملية التحديث في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. وقد أسَّس هذه المنظمة مجموعة من المثقفين ورجال الصناعة من اليهود الذين كانت ثقافتهم ومصالحهم مرتبطة بشكل وثيـق بالبورجوازية الروسية والدولة القيصرية. وبالتالي، اتجهت مجهوداتهم نحو محاولة دَمْج واستيعاب الجماهير اليهودية ثقافياً واقتصادياً في المجتمع الروسي، وخصوصاً أن تفاقم الأوضاع الاقتصادية كان يثير توترات حادة بين المجتمع والدولة الروسية من ناحية والأقليات غير السلافية من ناحية أخرى (ومن بينهم أعضاء الجماعة اليهودية)، وهو ما كان يهدد مكانة ومصالح المثقفين والبورجوازية من اليهود.
وقد مرّ نشاط أورت بعدة مراحل. ففي الفترة ما بين عامي 1880 و1920، تركَّز نشاطها أساساً داخل روسيا، فأقامت الورش الصغيرة لتعليم الحرف والمهن المختلفة، واهتمت بتدريب مدرسي المدارس التجارية، وقدمت المعونة للطلبة اليهود في المدارس الفنية. وفي عام 1912، كان لها 20 شعبة في المراكز المهمة في مختلف أنحاء البلاد. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، أقامت أورت برنامجاً واسع النطاق تحت اسم «المساعدة من خلال العمل» بهدف إعادة تأهيل وإيجاد فرص عمل جديدة للاجئين من اليهود في مناطق جديدة داخل روسيا. وبقيام الدولة السوفيتية، فَقَد 80% من أعضاء الجماعة اليهودية وظائفهم الوسيطة والتجارية التقليدية، وهو ما كان يستدعي إعادة تأهيلهم وإكسابهم الخبرات الصناعية والحرفية والزراعية حتى يتم استيعابهم في البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع السوفيتي الجديد. وقد قدَّمت أورت مساعدتها للمزارعين من يهود أوكرانيا الذين أصابتهم خسائر كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية، كما تعاونت مع كوزمت في تحويل كثير من يهود روسيا البيضاء إلى الزراعة.
وفي الفترة ما بين عامي 1920 و1945، وسَّعت أورت نطاق نشاطها ليشمل دول شرق أوربا، مثل: بولندا وليتوانيا ولاتفيا وبساربيا، والتي كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية، وأيضاً المجر وبلغاريا ورومانيا وألمانيا وفرنسا. وفي سبيل ذلك، تم تحويلها (في برلين) عام 1921 إلى منظمة دولية تحت اسم «اتحاد أورت العالمي». وقد أشرف على نشاطها، في الفترة ما بين الحربين العالميتين، لجنة دولية أسست فروعاً لها في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وكندا وأمريكا اللاتينية ومناطق أخرى. وقد أسَّست أورت خلال هذه الفترة، في شرق أوربا والاتحاد السوفيتي، المدارس التجارية والزراعية والمستوطنات الزراعية التعاونية والورش التعاونية. كما عملت على توفير العدَد والآلات لآلاف من المزارعين والحرفيين من اليهود، وذلك من خلال شركة أُسِّست خصيصاً لذلك الغرض، في لندن عام 1924، وكان لها أفرع في شرق أوربا والاتحاد السوفيتي. وساهمت، عام 1928، في إرسال آلات وأدوات إلى الاتحاد السوفيتي قيمتها مليون ونصف المليون دولار.
ومع وصول النازية إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، نشطت أورت في مجال مساعدة وإعادة تأهيل اليهود الألمان، سواء اللاجئون منهم أو الراغبون في الرحيل، وذلك من خلال إقامة مدارس صناعية وزراعية في ألمانيا وفي الدول التي لجأوا إليها بشكل مؤقت. وفي عام 1942، افتُتحت في الولايات المتحدة في نيويورك أول مدرسة لتدريب اللاجئين اليهود. وبعد الحرب العالمية الثانية، توسَّع نشاط أورت مع هجرة وانتقال أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة اليهودية إلى الأمريكتين وأوربا الغربية. كما امتد نشاطها إلى الجماعات اليهودية في آسيا وأفريقيا والمغرب وإسرائيل.
وقد بدأت أورت نشاطها في إسرائيل عام 1949 حيث بدأت برامج للتدريب المهني للمهاجرين الجدد في المستوطنات والمدن. وبحلول عام 1970، أصبح «أورت إسرائيل» أهم فرع للمنظمة. وقد عمل هذا الفرع منذ تأسيسه في إسرائيل على تدريب 70 ألفاً من العمال المهرة والفنيين وغيرهم من الأخصائيين. وفي عام 1970، كان فرع أورت الإسرائيلي يغطي نحو 40% من التدريب المهني في إسرائيل ويعمل عن كثب مع وزارتي التعليم والعمل. وقد استأنفت أورت نشاطها في بولندا عام 1957. وتم تدريب 16 ألف شـخص حتى عـام 1967 حينما تم إيقـاف نشاطها. وقد بدأت أورت، منذ السبعينيات، تأكيد الاهتمام بالتعليم الفني أكثر من الاهتمام بالتعليم المهني والذي يتضمن الخبرات الخاصة بالكمبيوتر والأتمتة.
ومنذ تأسيسها وحتى السبعينيات، استفاد من مدارس أورت أكثر من مليون يهودي. وإلى جانب خدمة أعضاء الجماعات اليهودية في العالم، تُقدِّم أورت أيضاً برامج تدريبية في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، تلبية لطلب حكومات هذه الدول وبناء على طلب حكومات دول أخرى، وخصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل وسويسرا والدول الإسكندنافية، ولابد أنها تمارس شيئاً من الضغط السياسـي لصالح إسـرائيل. ويوجـد المقر العالمي لاتحاد أورت في جنيف.
يتبع إن شاء الله...