الباب التاسع عشر
الإيمان بالرسل:
التصديق برسالاتهم، والإقرار بنبوتهم، وأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله.
وقد بلغوا الرسالات، وبينوا للناس ما أُمِرُوا به.
ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم جميعًا، ومن كفر بهم فقد كفر بالله.
والرسل الذين ذكر الله أسماءهم في القرآن يجب الإيمان بأعيانهم.
ومن لم يُسَمِّ في القرآن من الرسل وجب الإيمان بهم إجمالاً.
وأفضل الرسل أولو العزم وهم:
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم.
وأفضل أولي العزم:
الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
وأفضل الخليلين:
محمد -صلى الله عليه وسلم-.
* * * * *
الباب العشرون
شروط شهادة أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعة:
1) أنه عبد الله، ليس له شيء من خصائص الألوهية أو الربوبية.
2) أنه خاتم النبيين لا نبي بعده.
3) محبته. وكمالها أن تكون أكثر من النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين.
4) تصديقه فيما أخبر.
5) طاعته فيما أمر.
6) اجتناب ما نهى عنه وزجر.
7) أن لا يُعبدَ الله إلا بما شرع.
* * * * *
الباب الحادي والعشرون
منزلة السنة:
1) أن السنة وحي كما أن القرآن وحي.
2) السنة تفسر القرآن.
3) السنة تبين ما أجمل من القرآن، فإن الله تعالى أمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيره من العبادات وبينت السنة تفاصيلها.
4) السنة تخصص القرآن، فقد حرم الله الميتة والدم.
واستثنت السنة:
ميتة الجراد والحوت.
ومن الدم: الطحال والكبد.
5) السنة تزيد على القرآن، فقد حرم الله الأم من الرضاعة والأخت من الرضاعة، وجاء في السنة زيادةً على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» رواه الشيخان عن عائشة.
* * * * *
الباب الثاني والعشرون
اليوم الآخر:
هو يوم القيامة.
ومعناه: أن تصدق بكل ما بعد الموت من عذاب القبر، ونعيمه، وبالبعث بعد ذلك، والحساب، والميزان، والثواب، والعقاب، والجنة، والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة، ومن ذلك رؤية المؤمنين لربهم.
وبعض أهل العلم يذكر أشراط الساعة في هذا الباب، لأن اليوم الآخر مسبوق بعلامات تدل على قرب وقوعه، فصار الإيمان بها واجب بل من صلب العقيدة.
* * * * *
الباب الثالث والعشرون
الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان:
فالجنة دار المتقين الأبرار، والنار دار الكفرة والفجار، وهما باقيتان لا تفنيان أبد الآباد.
ولا يجوز لأحد أن يشهد لأحد بجنة ولا نار، إلا مَنْ شهد له الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
* * * * *
الباب الرابع والعشرون
الإيمان بالقضاء والقدر:
هو تقدير الله للكائنات وعلمه السابق بها.
وهو أربع مراتب:
1) العلم: وهو علم الله بكل شيء جملة وتفصيلاً، وعلمه بالأشياء قبل وجودها، ومن ذلك علمه بأعمال العباد قبل أن يعملوها، يعلم سبحانه ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
2) الكتابة: وهو أن الله تعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ.
3) المشيئة: والمراد بذلك مشيئة الله الشاملة لكل حادث، وقدرته التامة عليه.
4) الخلق: أي أن الله خالق كل شيء وموجده، وأنه الخالق وحده وما سواه مخلوق.
* * * * *
الباب الخامس والعشرون
أنواع التقديرات:
1) التقدير الشامل: لكل كائن وهو المكتوب في اللوح المحفوظ.
2) التقدير العمري: وهو الذي يكون في شأن الجنين وهو في بطن أمه حين كَتْبِ رِزْقِه وعمله وأجله وشقاوته وسعادته.
3) التقدير الحولي: وهو ما يقدر في ليلة القدر، كما في قوله تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.
4) التقدير اليومي: كما في قوله تعالى: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل.
* * * * *
الباب السادس والعشرون
تتمة لما سبق في باب القدر، يجب على المسلم أن يعلم ما يلي:
1- أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
2- لا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية أو ترك الطاعة.
3- لا يجوز الخوض في القدر لأنه من علم الغيب، وقد قال : «إذا ذكر القدر فأمسكوا». رواه الطبراني عن ابن مسعود.
ولأن الخوض في القدر يفضي إلي:
أولاً: التكذيب.
ثانيًا: الاعتراض على الله.
ثالثًا: الحَيْرَة وعدم الإيمان الصحيح.
* * * * *
الباب السابع والعشرون
الإحسان:
أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وله مرتبتان:
الأولى: مرتبة المشاهدة كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه» أي كأنك تشاهده.
الثانية: المراقبة كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
* * * * *
الباب الثامن والعشرون
الصحابة أفضل البشر بعد الأنبياء.
والصحابي هو: من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به ومات على ذلك ولو تخللت رِدَّة.
الواجب علينا نحوهم ما يلي:
1) سلامة القلب من الغل والحقد، وكذلك اللسان من تنقصهم والحط من قدرهم.
2) الترَضِّي عليهم.
3) الاعتقاد الجازم بأنهم كلهم عدول.
4) أنهم أعلم مِنْ مَنْ بعدهم بكتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا كان الأمر كذلك، فالواجب هو السير على دربهم في العلم والعمل لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أنا عليه وأصحابي».
5) الكَفُّ عما شجر بينهم.
* * * * *
الباب التاسع والعشرون
أفضل الصحابة الخلفاء الراشدون:
أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي -رضي الله عنهم-.
ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، وهم: أبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عُبيد الله، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل.
ثم أهل بدر.
ثم أصحاب الشجرة.
ثم مَنْ أسلم قبل الفتح وقاتل.
ثم مَنْ أسلم بعد الفتح وقاتل.
رضي الله عنهم أجمعين.
* * * * *
الباب الثلاثون
أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-:
هم الذين حَرُمَت عليهم الصدقة، وهم: (آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبناته).
فأهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويتولونهم، ويكرمونهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أذكركم الله في أهل بيتي» إلا من خالف السنة ولم يستقم على الدين منهم.
* * * * *
الباب الحادي والثلاثون
أهل السنة يحبون أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتولونهن، ويرون أنهن أمهات المؤمنين، وأنهن زوجاته في الجنة، خصوصًا خديجة رضي الله عنها، أم أكثر أولاده، وأول مَنْ آمن به وعاضده، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
وتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة نسوة، مات في حياته اثنتان، هما: خديجة، وزينب بنت خزيمة الهلالية.
ومات عن تسع وهن:
(عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وصفية، وميمونة، وأم حبيبة، وسودة، وجويرية).
* * * * *
الباب الثاني والثلاثون
الإيمان عند أهل السنة قول وعمل:
قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.
وفي هذا الباب العظيم مسائل:
1) أن الأعمال الصالحة داخلةٌ في مُسَمَّى الإيمان وركنٌ فيه.
2) أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3) أن الإيمان يتفاوت في قلوب المؤمنين.
4) أن مرتكب الكبيرة لا يكفر إلا باستحلالها.
5) أن الكفر يكون بالاعتقاد والقول والعمل.
6) أن المُوَحِّدَ العاصي إذا مات من غير توبة، فأمره إلى الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ.
7) أن الموحد العاصي إذا دَخَلَ النار فإنه لا يخلد فيها.
أن الكفرَ كفران، والشركَ شركان، وهكذا الظلم، والنفاق، والفسق، والخطيئة، والمعصية، أي أن منها ما هو ناقل عن الملة ومنها ما هو غير ناقل.
9) جواز الاستثناء في الإيمان، وهو قول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله.
10) أن التوبة مقبولة من العبد إذا توفرت شروطها.
* * * * *
الباب الثالث والثلاثون
أهل السنة والجماعة يؤمنون بكرامات الأولياء.
وأولياء الله هم المؤمنون المتقون، فكل مؤمن تقي فهو ولي الله، بقدر إيمانه وتقواه، وقد يظهر الله على يديه من خوارق العادات ما يسمى بالكرامة، إكرامًا من الله له ببركه إتباعه للرسول صلوات الله وسلامه عليه.
وليس كلُّ وَلِيٍّ تحصل له كرامة، وإنما تحصل لبعضهم.
وأما إذا حصل شيء من خوارق العادات لأناس فُجَّار، لا يعرفون الله، ولا يسيرون على السنة، فإنها ليست كرامة، وإنما هي شعوذة، ودجل، أو سحر.
قال بعض السلف: (إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تعجبوا حتى تعلموا هل هو على السنة أم لا).
* * * * *
الباب الرابع والثلاثون
أهل السنة والجماعة يلزمون جماعة المسلمين:
ويرون السمع والطاعة لمن ولاه الله أمرهم بالمعروف، ويرون الجهاد والحج وإقامة الجمع والأعياد معهم، أبرارًا كانوا أو فجارًا، ولا يرون السيف عليهم، ولا تأليب الناس عليهم، ويرون وجوب الصبر على جورهم، ولا يجعلون ذلك سببًا لنزع يد الطاعة، أو الخروج عليهم، عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ رأى من أميره شيئًا يكرَهُه فليصبر عليه، فإنه ليس أحدٌ يفارق الجماعة شبرٌ فيموت، إلا مات ميتةً جاهلية». رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
* * * * *
الباب الخامس والثلاثون
البدعة:
هي التقرب إلى الله تعالى بما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهي من أعظم ما يفسد دين المرء، قال بعض السلف: (الشيطان أفرح بالبدعة من المعصية، لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها).
والسبب في ذلك أن فاعل البدعة يرى أنه يتقرب إلى الله تعالى بفعله، وهذا هو الذي يجعله لا يتوب.
وليس هناك شيء في الدين اسمه بدعة حسنة، بل البدع كلها شرٌ وضلالة.
* * * * *
الباب السادس والثلاثون
البدعة نوعان:
بدعة اعتقادية:
كمقالات الجهمية والمعتزلة في نفي الصفات.
والخوارج والمرجئة في باب الإيمان.
وغيرهم من أهل البدع.
بدعة عملية:
وتكون في العبادات الظاهرة، كمن يتقرب إلى الله بعبادة لم يشرعها الله ولم يشرعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مثل الأذكار التي يُحدثها بعض الصوفية ومثل الاحتفال بالمولد أو الإسراء والمعراج، وغير ذلك.
* * * * *
الباب السابع والثلاثون
لما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الأمة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما كان عليه هو وأصحابه صار المتمسكون بالدين الصحيح أقل الناس، وهم أهل السنة والجماعة السائرون على درب السلف –في العلم والعمل– وفيهم الأئمة الكبار المتبوعون كالحسن البصري، وسفيان الثوري، والأوزاعي، ومالك، والشافعي، وأحمد، وابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبد الوهاب، رحمة الله على الجميع.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
* * * * *
الفهرس
مقدمة
الباب الأول: تعريف الإسلام
الباب الثاني: معنى لا إله إلا الله وشروطها
الباب الثالث: فضائل التوحيد
الباب الرابع: العبادة
الباب الخامس: أنواع التوحيد
الباب السادس: معنى التحريف والتعطيل، وأقسامهما
الباب السابع: معنى التكييف والتمثيل
الباب الثامن: طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته
الباب التاسع: أقسام العلو والمعية
الباب العاشر: عدم المنافاة بين معنى العلو والمعية
الباب الحادي عشر: معنى الشرك وأنواعه
الباب الثاني عشر: الوسائل المفضية إلى الشرك الأكبر
الباب الثالث عشر: التوسل وأقسامه
الباب الرابع عشر: الكفر وأنواعه
الباب الخامس عشر: أنواع النفاق
الباب السادس عشر: نواقض الإسلام
الباب السابع عشر: الإيمان بالملائكة
الباب الثامن عشر: الإيمان بالكتب
الباب التاسع عشر: الإيمان بالرسل
الباب العشرون: شروط شهادة أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
الباب الحادي والعشرون: منزلة السنة
الباب الثاني والعشرون: اليوم الآخر
الباب الثالث والعشرون: الجنة والنار مخلوقتان موجودتان
الباب الرابع والعشرون: الإيمان بالقضاء والقدر
الباب الخامس والعشرون: أنواع التقديرات
الباب السادس والعشرون: تتمة لما سبق في باب القدر
الباب السابع والعشرون: الإحسان
الباب الثامن والعشرون: الصحابة
الباب التاسع والعشرون: مراتب الصحابة
الباب الثلاثون: أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-
الباب الحادي والثلاثون: زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-
الباب الثاني والثلاثون: معنى الإيمان عند أهل السنة والجماعة
الباب الثالث والثلاثون: كرامات الأولياء
الباب الرابع والثلاثون: لزوم جماعة المسلمين
الباب الخامس والثلاثون: البدعة
الباب السادس والثلاثون: أنواع البدع
الباب السابع والثلاثون: افتراق الأمة
الفهرس.