جـــبل الهيـكل
Temple Mount
«جبل الهيكل» مصطلح يقابله في العبرية تعبير «هر هبايت». ويُشار إليه في الدراسات العربية بمصطلح «هضبة الحرم». كما يُقال له أيضاً «جبل موريا» و«جبل بيت المقدس»، وهي منطقة في جنوب شرقي القدس. ويذهب اليهود إلى أن الهيكلين الأول والثاني قد شُيِّدا على هذه الهضبة، وأن تضحية إبراهيم بإسحق تمت على هذا الجبل. وتُعتبَر هذه البقعة أكثر الأماكن قداسة بالنسبة إلى اليهود. ومن ثم، فإنهم لا يمكنهم دخولها إلا بعد تطبيق بعض شعائر الطهارة التي تحتاج إقامتها إلى رماد البقرة الحمراء، وهو أمر مستحيل في الوقت الحاضر، ومن ثم يذهب معظم فقهاء اليهود إلى أن من المحرَّم على اليهود دخول هذه المنطقة. ويُوجَد في هـذه المنطقـة ما يزيد على مائة أثر إسـلامي، من أهمهـا: المسجد الأقصى ومسجد القبة.
الحـــــــج
Pilgrimage
يتعيَّن على كل يهودي أن يحج ثلاث مرات في العام إلى القدس: عيد الفصح، وعيد الأسابيع، وعيد المظال. ولذا، فإن هذه الأعياد تُسمَّى «أعياد الحج». وقد جاء في العهد القديم (تثنية 16/16) «ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير [الفصح] وعيد الأسابيع وعيد المظال، ولا يحضروا أمام الإله فارغين ». ولذلك، كان اليهود يقدمون في حجهم قرباناً مشوياً للهيكل («الشواء» يقابلها في العبرية كلمة «شواه» وفي اليونانية كلمة «هولوكوست») حيث كان يُشوَى إلى أن يحترق تماماً فلا يبقى منه شيء للكهنة.
وكان اليهود في بادئ الأمر يحجون إلى مكان غير القدس يُسمَّى «شيلوه». ولكن حينما دخل داود إلى القدس، أصبحت القدس مكان العبادة اليسرائيلية والمكان الذي يحج إليه أعضاء جماعة يسرائيل. وقد أسس ملوك المملكة الشمالية هيكلاً حتى لا يحج أحد من المملكة إلى القدس في المملكة الجنوبية، كما أن أونياس بنى هيكلاً في مصر للغرض نفسه بإيعاز من البطالمة. وقد توقف الحج تماماً بعد هدم الهيكل، ومع هذا استمر بعض اليهود في الحج في الأيام المذكورة، وخصوصاً في عيد المظال. وقد بُعثت فكرة الحج في العصور الوسطى تحت تأثير القرّائين. أما الآن، فلا يؤدي فريضة الحج سوى المغالين في التقوى والورع.
هــــــــدم الهيــــــــكل
Destruction of the Temple
تشير عبارة «هدم الهيكل» عادةً إلى عملية هدم الهيكل على يد تيتوس عام 70م، وإن كان من المعروف أن نبوختنصر كان قد هدمه من قبل عام 586 ق.م. كما أن هيرود هدمه عام 20 ـ 19 ق.م، ليعيد تشييده مرة أخرى. وقد هُدم الهيكل، حسب الكتابات الفقهية اليهودية، في التاسع من آب، ولذا يصوم اليهود في ذلك اليوم. لكن هناك من يذهب إلى أن هدم الهيكل تم في 7 أو حتى 10 آب. ولحسم هذا التناقض، تقول هذه الكتابات إن هدم الهيكل بدأ في التاسع من آب وانتهى في العاشر منه. وتذهب الكتابات الصهيونية، والمتأثرة بها، إلى أن هدم الهيكل على يد الرومان هو الذي تَسبَّب في تشتت اليهود في المنفى على هيئة أقليات، مع أن انتشار اليهود في بقاع الأرض كافة كان قد بدأ قبل ذلك بزمن طويل وبدون قسر. والواقع أن مجموع اليهود خارج فلسطين كان يفوق بكثير عددهم داخلها قبل هدم الهيكل.
وتجب ملاحظة الفرق بين عمليتي هدم الهيكل ونهبه، إذ نُهب عدة مرات قبل هدمه، فقد نُهب مثلاً على يد شيشنق فرعون مصر، ومرة أخرى على يد يوآش ملك المملكة الشمالية. ويرى بعض حاخامات اليهود أن هدم الهيكل كان عقاباً لهم على ما اقترفوه من ذنوب. وهذا الرأي يأخذ به المسيحيون، حيث يرون أن ذنب اليهود الأكبر هو إنكارهم أن المسيح عيسى بن مريم هو الماشيَّح. ويُشار إلى هدم الهيكل بتعبيرات أخرى مثل «خراب الهيكل»، ولكننا نفضل تعبير «هدم الهيكل» لحياده النسبي. وفي الكتابات العبرية، يُشار إلى تخريب الهيكل بكلمة «حوربان» التي تُستخدَم للإشارة إلى أي دمار يلحق باليهود، ومن ذلك الإبادة النازية ليهود أوربا.
خـــــــراب الهيـــــــكل
Destruction of the Temple
«خراب الهيكل» هو «هدم الهيكل».
نهـــــب الهيـــــكل
Pillage of the Temple
كان الهيكل يُعَدُّ المصرف القومي للدولة العبرانية، يرسل إليه العبرانيون القـرابين والنقود، ويودع الأثرياء نقودهم فيه، كما كانت تُحفَظ فيه رموز الدولة وطنافسها (مثل شمعدان المينوراه). ولذا، كانت القوات الغازية تحاول، أثناء الحروب، نهب الهيكل كنوع من الحرب الاقتصادية وكنوع من محاولة ضرب الشرعية السياسية. وقد هجم شيشنق الأول فرعون مصر على الهيكل ونهبه (918 ـ 917)، وكذا بن هدد، وملوك آخرون من ملوك آرام دمشق. كما نهبه يوآش ملك المملكة الشمالية (800 ـ 784). بل إن ملوك المملكة الجنوبية كانوا يُضطرون أحياناً إلى أَخْذ بعض طنافسه ليدفعوا الجزية المفروضة عليهم من قبَل الإمبراطوريات المهمينة. وهذا ما فعله حزقيا (727 ـ 698) الذي أخذ الذهب من أبواب الهيكل لدفع الجزية لسناخريب الذي قام فيما بعد بنهب الهيكل.
وقد أعطى آحاز (743 - 727) ثيران الهيكل التي كانت تحمل الوعاء المسمَّى «بحر النحاس»، وكذلك بعض الأواني الأخرى المخصصة للهيكل، جزيةً لملك آشور. أما بحر النحاس نفسه (أي الوعاء)، فقد كسره الكلدانيون، وحملوا قطعه المعدنية إلى بابل، لكن هذه الحادثة الأخيرة هي من قبيل هدم الهيكل لا نهبه. أما الهيكل الثاني، فقد نهبه أنطيوخوس الرابع (175 ـ 164)، وبنى فيه مذبحاً لزيوس، كما اجتاحـه بومبي ونهــبه قنصـل سـوريا الرومـاني كراسـوس (حوالي 55 ق.م).
إعـــادة بنـــاء الهيــكل
Rebuilding the Temple
عبارة «إعادة بناء الهيكل» تُستخدَم بمعنيين:
1 ـ إعادة بناء الهيكل بعد عودة اليهود من بابل بمرسوم قورش الأخميني (538 ق.م)، ومن ثَم فإنه يُسمَّى «الهيكل الثاني» تمييزاً له عن الهيكل الأول الذي هدمه نبوختنصر. وقد أصدر ملك الفرس دارا الأول أمراً بالاستمرار في بناء الهيكل بعد أن اعترضت بعض الأقوام المقيمة في أرض فلسطين على عملية إعادة البناء هذه. والواقع أن استخدام العبارة بهذه الصورة أمر نادر، إذ أن الاستخدام الأكثر شـيوعاً يشـير إلى:
2 ـ إعادة بناء الهيكل بعد عودة الشعب اليهودي إلى صهيون، في آخر الأيام، تحت قيادة الماشيَّح. وهذا هو الهيكل الثالث باعتبار أن الهيكل الثاني هو الذي بناه هيرود وهدمه تيتوس.
ويذهب الفقه اليهودي إلى أن الهيكل لابد أن يُعاد بناؤه وتُقام شعائر العبادة القربانية مرة أخرى. ولهذا، فقد تم تدوين هذه الشعائر في التلمود مع وصف دقيق للهيكل. ويتلو اليهود في صلواتهم أدعية من أجل إعادة بناء الهيكل. ولكن الآراء تتضارب، مع هذا، حول مسألة موعد وكيفية بناء الهيكل في المستقبل. والرأي الفقهي الغالب هو أن اليهود يتعيَّن علىهم أن ينتظروا إلى أن يحل العصر المشيحاني بمشيئة الإله، وحينئذ يمكنهم أن يشرعوا في بنائه، ومن ثم يجب ألا يتعجل اليهود الأمور ويقوموا بإعادة بنائه، فمثل هـذا الفعـل من قبيل الهـرطقة، والتعـجيل بالنهاية (دحيكات هاكتس). ويذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل لن يُبنَى بأيد بشرية، كما يذهب راشي إلى أن الهيكل الثالث سينزل كاملاً من السماء.
ويرى فقهاء اليهود أن جميع اليهود مدنسون الآن، بسبب ملامستهم الموتى أو المقابر، ولابد أن يتم تطهيرهم برماد البقرة الصغيرة الحمراء. ولما كان اليهود (جميعاً) غير طاهرين، بل يستحيل تطهيرهم (بسبب عدم وجود الرماد المطلوب لهذه العملية)، وحيث إن أرض الهيكل (جبل موريا أو هضبة الحرم) لا تزال طاهرة، فإن دخول أي يهودي إليها يُعدُّ خطيئة. ويضاف إلى هذا أن جميع اليهود، حتى الطاهر منهم، يَحرُم عليه دخول قدس الأقداس. ولما كان مكانه غير معروف لأحد على وجه الدقة، فإن من المحتمل أن تطأ قدما أحدهم هذه البقعة. ولهذا، فإن دخول اليهود إلى هذه المنطقة محرَّم تماماً. وفي الفقه اليهودي كذلك أن تقديم القرابين أمر محرم لأن استعادة العبادة القربانية لابد أن يتم بعد عودة الماشيَّح التي ستتم بمشيئة الإله.
ولكن هناك رأياً فقهياً يذهب إلى نقيض ذلك، حيث يرى أن اليهود يتعيَّن علىهم إقامة بناء مؤقت قبل العصر المشيحاني، وأنه يحل لليهود دخول منطقة جبل موريا، لكن هذا هو رأي الأقلية ولم يصبح جزءاً من أحكام الشرع اليهودي. ولكن هذا الرأي ظل مدوَّناً مطروحاً بسبب طبيعة اليهودية كتركيب جيولوجي. وقد اسـتفاد الصهاينة من هـذا التناقـض داخل التركيبة الجيولوجية، فوصفوا الرؤية الحاخامية الأرثوذكسية بالسلبية، وقرروا أخذ زمام الأمور في أيديهم. وقد أعلن الحاخام شلومو جورين أنه حدد مكان قدس الأقداس، وبالتالي يستطيع اليهود زيارة جبل موريا.
ويمكننا الآن أن نعرض لرأي الفرق اليهودية المختلفة في العصر الحديث في مسألة إعادة بناء الهيكل، يمكننا منذ البداية أن نقسمهم إلى صهاينة وغير صهاينة. أما غير الصهاينة، فيعارضون العودة الفعلية ومن ثم إعادة بناء الهيكل. وقد حذف الإصلاحيون الأدعية الخاصة بإعادة بناء الهيكل، ويستعملون كلمة «تمبل Temple» الإنجليزية، أي «المعبد»، منذ عام 1818 للإشارة إلى الهياكل اليهودية. وهم، في الواقع، يقصدون أن المعبد، أينما وُجد، حلّ محل الهيكل، وأن الهيكل لن يتم استرجاعه أبداً. أما الأرثوذكس، فيفضلون استخدام الكلمة اليونانية «سيناجوج» للإشارة إلى المعبد اليهودي، على أن تظل كلمة «هيكل» محدَّدة الدلالة، لا تشير إلا إلى هيكل القدس. وقد احتفظ الأرثوذكـس بالأدعية الخاصـة بالعـودة، وتبعـهم المحافظون. وتظل العودة، بالنسبة إلى الأرثوذكس، مسألة مرتبطة بعودة الماشيَّح. أما بالنسبة إلى المحافظين، فهي تشبه المجاز والتطلع الطوباوي المثالي.
أما الصهاينة، فينقسمون في موقفهم من قضية إعادة بناء الهيكل إلى قسمين: صهاينة لادينيين وصهاينة دينيين. وفي الواقع، فإن الفريق الأول لا يكترث كثيراً بالعبادة القربانية، ولا بإعادة بناء الهيكل. ولذا، فهم ينظرون إلى القضية من منظور عملي، ويرون أن محاولة الصهاينة المتدينين إعادة بناء الهيكل هي مسألة هَوَس ديني يهدد المُستوطَن الصهيوني بالخطر دون عائد مادي ملموس. ومن ثم، نجد أن مسألة إعادة بناء الهيكل لا تتمتع بشعبية كبيرة داخل إسرائيل التي تتمتع بـ ـ أو تعاني من ـ واحد من أعلى مستويات العلمنة في العالم. وقد أشار تيدي كوليك (عمدة القـدس) إلى المهـووسين الذين قامـوا بوضع حـجر أسـاس بناء الهيكل، وبيَّن أنهم يسيرون في خط شبتاي تسفي؛ ذلك الماشيَّح الدجال الذي ألهب حماس معظم اليهود في القرن السابع عشر، ووعدهم بالعودة إلى فلسطين، وعيَّن بعض أتباعه حكاماً للأرض، ثم انتهت الحركة بالفشل، الأمر الذي رجّ اليهودية رجاً من أساسها وألقى بها في أزمة لم تُفق منها قط. وقد عارض الحاخام جورين، صاحب فتوى موقع قدس الأقداس، مسألة وضع أساس الهيكل الثالث. ويرى الصهاينة المتدينون (المتطرفون) المسألة من منظور مختلف، فمسألة إعادة بناء الهيكل مسألة ذات أهمية مركزية بالنسبة إليهم، ولذا فإنهم يركزون جُلَّ اهتمامهم على هذه العملية، والقضية بالنسبة إليهم مسألة عقائدية وليست علمية. والواقع أن كثيراً من المنظمات الإرهابية الصهيونية الجديدة قد جعلت إعادة بناء الهيكل، وهدم الآثار الإسلامية الموجودة في هذا الموقع، من أهم أهدافها.
وقد قامت عدة محاولات من جانب الجماعات الصهيونية تستهدف تفجير الأماكن المقدَّسة الإسلامية في القدس، أو حرقها، بل ضُبطت مؤامرة لإلقاء القنابل عليها من الجو. وهناك منظمة يهودية تُسمَّى «أمناء جبل الهيكل»، التي يموِّلها المليونير الأمريكي (المسيحي الأصولي) تري رايزنهوفر، جعلت بناء الهيكل الثالث هدفها الأساسي. وتقود عضو الكنيست جيؤلاه كوهين حملة لتأكيد أن المنطقة التي يُوجَد عليها الآن كلٌ من المسجد الأقصى ومسجد الصخرة هي المنطقة التي كان يُوجَد عليها الهيكل، ومن ثم فلليهود حقوق مطلقة فيها. وقد أُسِّست مدرستان تلموديتان عاليتان بالقرب من حائط المبكى لتدريب مائتي طالب على شعائر العبادة القربانية، ليقوموا بها عند بناء الهيكل الثالث. وإحدى هذه المدارس، معهد الهيكل (بالعبرية: يشيفات هَبايت)، وظيفتها الأساسية محاولة التعجيل بإعادة بناء الهيكل. وقد بدأت هذه المدرسة في إعداد أدوات العبادة القربانية، وانتهت من ثمان وثلاثين منها تم وضعها في متحـف، وهي في سـبيلها إلى إعداد الخمـس والسـتين الباقية. وتُوجَد جماعات أخرى تدرس شجرات العائلات الخاصة بالكهنة حتى تمكن الإجـابة عن سـؤال نصه: مَن منهم المُؤهَل لتقديم القرابين؟ وقد عُقد عام 1990 مؤتمر يضم اليهود الذين يعتقدون أنهم من نسل الكهنة. وهناك في فندق الهيكل في القدس مجسَّم مصغَّر للهيكل، وينوون أن يبنوا مجسماً آخر أكبر حجماً يتكلف مليون دولار يتم جمعها من يهود العالم دون سواهم.
وقد قامت جماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس للهيكل الثالث في احتفال تحت إشراف رئيس الجماعة المدعو جرشوم سالمون. وقد حضر الاحتفال، الذي جرى في منتصف شهر أكتوبر عام 1989، كاهن يرتدي ملابس كهنوتية خاصة مصنوعة من الكتان المغزول باليد من ستة خيوط مجدولة تم إعدادها في معهد الهيكل. وقد استخدموا في الاحتفال بعض الأواني الشعائرية، وبوق الشوفار، وأدوات موسيقية مثل الأكورديون. أما حجر الأساس نفسه، فحجمه متر مكعب، وقد قام حفاران يهوديان من القدس بإعداده دون استخدام أية أدوات حديدية (كما تتطلب الشعائر). وقد حاولوا الوصول بالحجر إلى ساحة حائط البراق عند حائط المبكى، ولكن الشرطة الإسرائيلية تصدت لهم فحُمل الحجر إلى مخزن الحـفارين وأُودع فيه. وتتجـه النية إلى زراعـة حـديقة حوله. ويساند أمناء جبل الهيكل بعض أعضاء المؤسسة الدينية في إسرائيل.
ورغم هذا الانقسام، بشأن إعادة بناء الهيكل، فإننا نجد أن بعض الأطروحات التي صُنِّفت في الماضي باعتبارها دينية مهووسة ومتطرفة، صارت مقبولة بل أصبحت جزءاً من الخطاب السياسي الصهيوني، أو ضمن برامج الأحزاب المعتدلة! ولذا فليس من المستبعد أن نجد جميع الصهاينة (الأقلية المتدينة والأغلبية الملحدة) تؤيد كلها بعد قليل إعادة بناء الهيكل باعتباره أمراً أساسياً للعقيدة الصهيونية لا تكتمل بدونه.
ويرى المسيحيون الأصوليون أن بناء الهيكل هو الشرط الأساسي للعودة الثانية للمسيح. وقد عُقد مؤتمر عام 1990 تحت رعاية وزارة الأديان في إسرائيل لمناقشة هذه القضية، ولتقرير ما إذا كان على اليهود في العصر الحديث إعادة بناء الهيكل.
حائـط المبـكى
Wailing Wall
«حائط المبكى» ترجمة لتعبير «ويلنج وول Wailing Wall» الإنجليزي ويقابله في العبرية «كوتيل معْرافي»، أي «الحائط الغربي»، والذي يسميه المسلمون العرب «حائط البراق»، ويُقال إنه جزء من السور الخارجي الذي بناه هيرود ليحيط بالهيكل والمباني الملحقة به. ويُعتبَر هذا الحائط من أقدس الأماكن الدينية عند اليهود في الوقت الحاضر، ويبلغ طوله مائة وستين قدماً. أما ارتفاعه فهو ستون قدماً. وقد سُمِّي هذا الحائط باسم «حائط المبكى» لأن الصلوات حوله تأخذ شكل عويل ونواح. ولقد جاء في الأساطير اليهودية أن الحائط نفسه يذرف الدموع في التاسع من آب، وهو التاريخ الذي قام فيه تيتوس بهدم الهيكل.
ومنذ القضاء على تمرد بركوخبا ضد الرومان، صار موقع الهيكل المهدَّم، لا الحائط، مركزاً للتطلعات الدينية اليهودية. لكن التاريخ الذي بدأت تقام فيه الصلوات بالقرب من الحائط غير معروف، فالمصادر المدراشية تشير إلى «حائط الهيكل الغربي» أو «الحائط الغربي»، ولكن هذا الحائط المشار إليه لا تتركه الحضرة الإلهية البتة، ومن ثم فهو حائط أزلي لم يتهدم ولن يُهدَم. ومن الواضح أن الإشارة لم تكن إلى حائط المبكى، وإنما إلى الحائط الغربي لقدس الأقداس. ولما كان الهيكل قد هُدم بالفعل، فلابد أن الحديث كان يحمل مدلولاً رمزياً وحسب.
والواقع أن كل المصادر التي تتحدث عن يهود القدس (حتى القرن السادس عشر) تُلاحظ ارتباطهم بموقع الهيكل وحسب، ولا توجد أية إشارة محدَّدة إلى الحائط الغربي. كما أن الكاتب اليهودي نحمانيدس (القرن الثالث عشر) لم يذكر الحائط الغربي في وصفه التفصيلي لموقع الهيكل عام 1267، ولم يأت له ذكر أيضاً في المصادر اليهودية التي تتضمن وصفاً للقدس حتى القرن الخامس عشر. ويبدو أن حائط المبكى قد أصبح محل قداسة خاصة ابتداءً من 1520م، في أعقاب الفتح العثماني وبعد هجرة يهود المارانو حَمَلة لواء النزعة الحلولية المتطرفة في اليهودية. ولعل هذا يفسر بداية تقديس الحائط. فالنزعة الحلولية، كما أسلفنا، تتبدَّى دائماً في صورة تقديس الأماكن والأشياء، من تمائم وأحجبة وحوائط، إيماناً بأن الإله يتجلى في كل كبيرة وصغيرة. كما أنه قد يكون هناك تشبُّه بالمسلمين فيما يخص الكعبة والحجر الأسود. ولذا، نجد أن حديث الحاخامات الرمزي عن الشخيناه في علاقتها بالحائط يكتسب مدلولاً حرفياً. وقد تعمَّق هذا الإيمان في القرن التاسع عشر، وبدأ حائط المبكى يظهر في فلكلور الجماعات اليهودية، وبدأت عمليات الحفر والتنقيب الأثري في منطقة هضبة الحرم حول حائط المبكى التي كانت تغـذي جذوتها النزعة الإمبريالية والديباجـات المسـيحية الاسترجاعية. وقد ترسخت صورة حائط المبكى في الوجدان اليهودي والصهيوني. ومع هذا، فإن الحاخام هيرش (رئيس جماعة الناطـوري كارتا)، الذي يعيـش في القـدس على بعد أمتار من الحائط، يرفض زيارته ويؤكد أن تقديس الحائط إن هو إلا حيلة من الحيل السياسية للصهيونية.
وقد حاول الصهاينة الاستيلاء على الحائط، عن طريق الشراء في بادئ الأمر، كما حاولوا مع فلسطين كلها، ولعلهم في هذا يرجعون إلى فكرة أن إبراهيم اشترى مغارة المكفيله وأن داود اشترى جرن أرونا اليبوسي. ومن تلك المحاولات محاولة الحاخام عبد الله (حاخام الهند) شراء الحائط عام 1850. وقد حاول السير موسى مونتفيوري أن يستصدر تصريحاً بوضع الكراسي أو المظلات الواقية من المطر أمام الحائط، ولكن طلبه رُفض. وفي عام 1887، حاول البارون روتشيلد شراء الحيّ المجاور للحائط لإخلائه من السكان، واقترح أن تشتري إدارة الوقف أرضاً أخرى بالأموال التي ستحصل عليها، وتُوطّن السـكان فيهـا، وهــو حل يحمل كل ملامح الحلول الصهيونية (الترانسفير)، وقد رُفض طلبه كذلك. وقبل الحرب العالمية الأولى، قام البنك الأنجلو فلسطيني بمحاولات جادة لشرائه. كما قام الصهاينة بمحاولات للاستيلاء على الحائط، أو التسلل إلى منطقة هضبة الحرم عن طريق تقديم رشاوى، أولاً للحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين حيث عرضوا عليه نصف مليون جنيه إسترليني، ثم عُرض على الشيخ سعيد العلمي مبلغ مليون دولار. وغنيٌّ عن البيان أن هذه المحاولات لم تُكلَّل لا بكثير ولا بقليل من النجاح.
ولم تكن محاولات الاستيلاء تتم عن طريق العنف المالي وحسب، إذ كان العنف يأخذ أشكالاً مباشرة حينما كان الصهاينة يحاولون تأكيد حقوقهم في الحائط وفي هضبة الحرم. وقد كانت هذه المحاولات يقابلها الرفض من قبل الفلسطينيين، الأمر الذي كان يؤدي إلى الاشتباكات بين الطرفين. ومن أشهر الاضطرابات التي نجمت عن الاحتكاك بين المستوطنين اليهود والعرب تلك الاضطرابات التي حدثت في 22 سبتمبر 1922، أو تلك التي حدثت في اليوم السابق ليوم الغفران ثم في يوم الغفران نفسه (في 24 سبتمبر 1928) حين أصرَّت إدارة الوقف على أن يزيل الإنجليز ستارة أو فاصلاً (محيتساه) كان الأرثوذكس قد وضعوها ليفصلوا بين الرجال والنساء. وقد قام ضابط بريطاني بإزالة الستارة. وتزايدت الاضطرابات عام 1929 حين قام الصهاينة بجلب الكراسي والمصابيح والستائر ووضعوها أمام الحائط. ورغم عدم أهمية الحدث في حد ذاته، فإن له دلالة خطيرة إذ أن الكراسي وغيرها من الأشياء كانت تهدف إلى تغيير الوضع القائم (وهذه هي السياسة التي تبنتها حكومة الانتداب، أي ترك كل شيء يتعلق بالأمور الدينية على ما هو عليه). وقد زادت الاضطرابات إلى أن جاء يوم الغفران في 15 أغسطس 1929 حين قادت منظمة بيتار مظاهرة نحو الحائط. وبعد هذه الحوادث، شكلت الحكومة الإنجليزية لجنة تحقيق استمعت إلى شهادات اليهود والمسلمين والموظفين البريطانيين، وقد قررت اللجنة أن المسلمين هم المالك الوحيد للحائط وللمناطق المجاورة وأن اليهود يمكنهم الوصول إلى الحائط للأغراض الدينية فحسب، على ألا ينفخوا في البوق (الشوفار) وألا يجلبوا خيمة أو ستارة أو ما شابه ذلك من أدوات. وقرَّرت اللجنة أن أية أدوات عبادة يحق لليهود وضعها بمقتضى الأمر الواقع بالقرب من الحائط لا يترتب على إنشائها أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له. وقد استمرت المظاهرات حتى عام 1947.
وهذا الحائط يقع ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتُلت عام 1967، فقامت القوات الإسرائيلية بإزالة الحي المجاور للحائط، وكذلك كل البيوت الملاصقة له، وأقامت أمامه ميداناً، وأصبح الحائط بؤرة اهتمام للمنظمات الصهيونية الجديدة. ويسخر اليهود اللادينيون من هذا الحماس الديني، فيشيرون إلى الحائط الغربي (بالعبرية: كوتيل) باسم «ديسكوتيل»، أي المرقص الليلي الديني! وتقوم الدولة الصهيونية بالعديد من عمليات الحفر حول الحائط التي أدَّت إلى تَصدُّع الآثار الإسلامية.
وقد تحوَّل الحائط إلى بؤرة تجمعت فيها مشاكل التجمع الصهيوني، خصوصاً الصراع الحاد بين العلمانيين والمتدينين. ومن أهم القضايا التي أثيرت مؤخراً، قضية الفاصل أو الستارة التي تفصل بين الجنسين أثناء الصلاة أمام حائط المبكى، إذ يطالب الأرثوذكس بوضعها بينما يرى اللادينيون والإصلاحيون أن لا حاجة إليها. ويشير بعض المؤرخين الإسرائيليين إلى أنه في بداية فترة الهيكل الثاني، لم يكن هناك أي فصل بين الجنسين، ولم تبدأ هذه الممارسة إلا قبل هدم الهيكل بسنوات قليلة.
وقد بدأت بعض النسوة اليهوديات من دُعاة حركة التمركز حول الأنثى بالمطالبة بالمساواة الكاملة في الصلاة مع الرجال، وكوَّن جمعية تُسمَّى «نساء من أجل الحائط» يقمن بارتداء شال الصلاة (الطاليت) وتلاوة التوراة ومحاولة الاشتراك في صلاة الجماعة، وهو ما تحرمه الشريعة اليهودية. وقد لوحظ أخيراً تَزايُد المحلات المتخصصة في بيع المجلات والأدوات الإباحية في القدس بالقرب من الحائط. وقام ناشر مجلة بنت هاوس الإباحية بنشر طبعة عبرية من مجلته، وقام بزيارة لإسرائيل بهذه المناسبة فاستُقبل استقبالاً شبه رسمي أمام حائط المبكى! وقد احتجَّت الجماعات الدينية اليهودية على هذا.
الحائط الغربي
Western Wall
«الحائط الغربي» هو «حائط المبكى».
الوزنة (شيكل)
Shekel
«شيكل» كلمة عبرية تعني «وزن» أو «الوزنة» وكانت تُنطق «شيقل». وهو المقياس الوزني الذي كان العبرانيون القدامى يستخدمونه لوزن الذهب والفضة. وقد أصبح الشيكل عملة فيما بعد. ويبدو أن نظام العملات بين العبرانيين كان يتبع النظام البابلي، فالبابليون كانوا أهم الشعوب التجارية في الشرق الأدنى القديم. وقد شاع الشيكل كعملة أيام الحشمونيين. وكان الشيكل، كوحدة وزن، يعادل ستة عشر جراماً تقريباً. وحينما كان موسى يحصر عدد شعب يسرائيل، أراه الإله أن « كل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعداً يعطى تَقدمة للإله » (خروج 30/13ـ 14) لصيانة وخدمة خيمة الاجتماع. وقد فرض سليمان نصف شيكل يدفعه كل يهودي بالغ للهيكل. وبُعث هذا التقليد بعد العودة من بابل، ففُرضت ضريبة لبناء الهيكل، وأصبح هناك شيكل مقدَّس (ضعف الشيكل العادي) عبارة عن جزية سنوية يدفعها يهود فلسطين والعالم وتُنقَل إلى الهيكل (مركز العبادة القربانية). ومن الاتهامات التي وجِّهت ضد الحاكم الروماني فلاكوس أنه صادر بعض الشيكلات. وبعد سقوط القدس، حوَّل الرومان ضريبة الشيكل إلى الفيسكوس جواديكوس أو ضريبة اليهود. ويتناول التلمود، في أحد كتبه، الأحكام الخاصة بالشيكل. والاشتراكات في المنظمة الصهيونية العالمية تُدعى «شيكل»، وكذلك عملة إسرائيل.
الصدقة (حالوقاه)
Halukka
«الصدقة» هي المقابل العبري لكلمة «حالوقاه» العبرية، والتي تعني «نصيب ـ قسمة». وهي الصدقة التي كانت تُدفَع للعلماء اليهود المتفرغين للدراسة الدينية في المدن المقدَّسة الأربع: القدس، وحبرون (الخليل)، وصفد، وطبرية. وأصبحت كلمة «حالوقاه» تُطلَق على المساعدات المالية التي كان يرسلها يهود العالم لمساعدة اليهود الذين استوطنوا فلسطين، وخصوصاً في القدس، وكرَّسوا حياتهم للتعبد ودراسة التوراة. وكان معظم اليهود المقيمين في فلسطين يعيشون على الصدقات (نحو 85% من مجموعهم بحسب ما جاء في بعض التقديرات). وكان رُسُل الحاخامات هم الذين يجمعون هذه الصدقات ويرسلونها إلى فلسطين.
ومع منتصف القرن التاسع عشر، ظهرت شبكة متكاملة متشعـبة لجمـع التبرعـات ليهود فلسطين من أعضاء الجماعات اليهودية. وكان من أهم مراكز هذه الشبكة «لجنة الرسميين والإداريين» في أمستردام، التي تلقت المعونات السنوية من تجمعات اليهود الكبيرة في غرب أوربا وحولتها إلى قادة يهود فلسطين. وكان هناك اختلاف في طريقة جمع وتوزيع الصدقة بين اليهود الإشكناز واليهود السفارد. ولا يزال بعض اليهود المتدينين يجـمعون الحالوقاه، ويرسـلونها إلى الجمـاعات الدينية داخل إسرائيل.
ولكن الحركة الصهيونية التي ترفض الشخصية اليهودية التقليدية والقيم اليهودية الدينية، كانت ترى أن جمع الحالوقاه من علامات الخنوع والطفيلية التي يتسم بها اليهود، وأنه استمرار لعقلية الاستجداء التي تسم الوجود اليهودي التقليدي، وخصوصاً بعد انتشار التسول بين يهود أوربا في القرن التاسع عشر، وطُرحت بدلاً من ذلك فكرة الشعب اليهودي الذي يعتمد على نفسه، والذي سوف يحقق استقلاله ويحافظ عليه بنفسه دون حاجة إلى استجداء أحد.
ولكن الصهيونية، منذ أن بدأت كحركة سياسية وأنشأت دولتها في فلسطين، معتمدة اعتماداً كاملاً على المعونات الخارجية وعلى أجهزة الصهيونية العالمية، أصبحت متخصصة في فن الاستجداء. ولقد كانت الحالوقاه تُجمع تقليدياً من يهود العالم لأغراض دينية وخيرية، أما التبرعات التي كانت الحركة الصهيونية تجمعها، وكذلك المنح والمساعدات والقروض والتعويضات التي تحصل عليها والتي يمكن أن نُطلق عليها اسم «الحالوقاه الصهيونية»، فمصدرها ليس أعضاء الجماعات وحدهم، وإنما الدول الغربية، وهي تُجمَع لأسباب سياسية واقتصادية وأحياناً بطرق غير أخلاقية.
وبدلاً من الطفيلية اليهودية التي نجمت عن ظروف تاريخية خاصة بأوربا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكانت في طريقها إلى الزوال كما حدث بالفعل ليهود إنجلترا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من اقتصاد أوطانهم، فإن الصهيونية خلقت نوعاً جديداً من الطفيلية المؤسسية إذ خلقت دولة لا تملك مقومات البقاء، ولابد لها من الاعتماد على صدقات الآخرين من اليهود وغير اليهود. وإذا كانت الصهيونية قد علمنت الحلولية اليهودية الدينية وحولتها إلى عقيدة فاشية، فإنها قد قامت أيضاً بعلمنة الحالوقاه والتسول، وجعلتهما صفات أساسية للممارسة الصهيونية، وخلقت ما نسميه «اقتصاد التسول».
هيـكل أونيـــاس
Temple of Onias
«هيكل أونياس» هيكل شيَّده الكاهن الأعظم اليهودي أونياس الرابع الذي خُلع من منصبه في فلسطين ففرّ إلى مصر ومعه بعض الجنود اليهود، ولعلهم تحَّولوا إلى مرتزقة بعد وصولهم إلى مصر (وثمة رأي يذهب إلى أن الذي شيده هو، في واقع الأمر أبوه أونياس الثالث). ويبدو أن الهيكل قد شُيِّد بإيعاز من البطالمة (حكام مصر) في عصر بطليموس السادس (181 ـ 145 ق.م)، لخلق مركز ليهود مصر يصبح مركزاً لولائهم ويبعدهم عن هيكل فلسطين التابع للسلوقيين. وقد مُنح أونياس، وجنـوده، أرضـاً ليسـتوطنوها ويعيشوا من ريعها عام 145 ق.م. وقد شُيِّد المعبد في ليونتوبوليس (بالقرب من هليوبوليس)، ويُسمَّى موقعه الحالي «تل اليهودية». مكان معبد مصري للإلهة باشت. وقد استند أونياس إلى نبوءة أشعياء (19/18 ـ 19) التي جاء فيها أنه سيُشيَّد مذبح للإله في وسط أرض مصر ليعطي هيكله شرعية دينية وقد أصبح أونياس كاهنه الأعظم.
وكان كثير من اليهود يعملون جنوداً مرتزقة ضمن حامية عسكرية تُرابط حول المعبد. وقد بُنيَ الهيكل على هيئة قلعة يحيطها سور، ربما بسبب طابعه الاستيطاني القتالي، وهو ما يجعل معماره يشبه معمار المعابد اليهودية في أوكرانيا إبّان فترة الإقطاع الاستيطاني البولندي فيها. ورغم اختلافه، من الناحية المعمارية عن هيكل القدس، فإنه كان يحوي الأواني الشعائرية نفسها، وكان يتدلى من السقف فانوس حل محل شمعدان المينوراه. وقد منح البطالمة لكهنة هذا الهيكل قطعة من الأرض ليعيشوا من ريعها.
ولم يكن هيكل أونياس معبداً (سيناجوج) وإنما كان هيكلاً مركزياً لإقامة شعائر العبادة القربانية، وكان الهدف هو إحلاله محل هيكل فلسطين، كما كان اليهود في مصر يقدمون فيه القرابين ويحجون إليه. ورغم أن أقلية من يهود مصر اتخذت موقف المعارضة، فإن بعض فقهاء اليهود أبدوا اهتماماً خاصاً به ودرسوا شعائره وهو ما يعني اعترافاً ضمنياً به، ولكن الرأي الحاخامي الشائع هو رفضه لأنه كان يشكل منافسة للعبادة القربانية. وقد قام الرومان بإغلاق هذا المعبد عام 73م إثر تَمرُّد قام به يهود مصر، أي أنه أُغلق بعد مرور عامين على إغلاق هيكل فلسطين.