في بيتنا مشكلة..
أحبها... ولكن...
الســــــــــؤال
لي ابنة خالة حبها تغلغل في أعماق قلبي منذ الصغر والله ما أفشيت هذا السر لأي مخلوق.
أحببتها حباً شديداً وكنت أعيش للدراسة ومن ثم الوظيفة من أجل أن أكون نفسي لأستقر وأتزوجها..
لم أتخيل لي زوجة في العالم غيرها..
كنت أردد اسمها بل وأسماء بناتي من فرط حبي لها..
وفي العام الماضي طلبت من والدتي التقدم لخطبتها ولكن جاءتني دورة في الخارج لمدة أربعة عشر شهراً..
عشت مع الأحلام الوردية وحينما عدت وأنا عازم على الخطبة وجدتها تزوجت..
عشت ولا زلت أعيش أياماً عصيبة جداً تعكر مزاجي.. تقتل طموحي.. وتغير اهتمامي..
وهذه الأيام انبعث في نفسي بوادر الأمل فقد علمت أنها عند أهلها لوجود خلاف بينها وبين زوجها فهل أحدث خالتي وأخبرها بما في نفسي.
أم أنتظر لأرى النهاية بين الزوجين؟ أم أخطب شقيقتها الأصغر منها سناً؟
لا تنصحوني بالابتعاد فقد تعلق قلبي ولا أظن أني قادر على النسيان أو الانشغال بغيرها.
الإجــــــــــابة
أخي الحبيب: اسمح لي أن أكون معك صريحاً -فإني لك محب- وأسألك بصراحة كيف تستسيغ لنفسك أن تفرح لمصاب أخيك المسلم وتسر لخلاف وقع بينه وبين زوجته من أجل أن تحقق شهوة في نفسك وصبوة في فؤادك؟..
استغفر الله!! أيفعل ذلك مسلم؟ كلا.. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها" سبحان الله!! ليس منا.. نعم ليس منا لأن المسلمين يحب بعضهم بعضاَ، ويحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه؛ بل ويؤثره عليها، ولذلك "ليس منا" من أحب أن يقيم بنيان أسرته بنقض بنيان أسرة أخيه وهدمها..
أيها الأخ.. إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجل أن يخطب على خطبة أخيه فقال: "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له"متفق عليه، وذلك رعاية لمشاعره وتقديراً لإخوته مع العلم أنها مجرد خطبة، فما بالك إذا وقع الزواج وحصلت العشرة وتكونت الأسرة؟! .. كلا .. لا أعتقد أنك جلست مع نفسك جلسة محاسبة ومصارحة لكي ترى كيف استجرك الشيطان إلى مثل هذه الأمنيات المحرمة والآمال المزيفة .. وعليه، فإن من نافلة القول أن نقول لك: إنه يحرم عليك أن تحدث خالتك بما ألقاه الشيطان في قلبك، لأن ذلك سيعمق الشقاق الواقع بين ابنة خالتك وزوجها وهو من التخبيب المحرم شرعاً والذي تأنفه النفوس الكريمة وتأباه العقول القويمة السليمة.. ولذا فإني أنصحك بخطبة امرأة صالحة ذات دين سواء كانت ابنة خالتك الصغرى ـ كما ذكرت ـ أو غيرها، والمهم أن تكون ذات دين لتعينك على أمور دينك ودنياك.
وفقك الله ورعاك وسددك وهداك.