منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97)   تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97) Emptyالأربعاء 26 مايو 2010, 2:29 am

سورة الضحى

{وَٱلضُّحَىٰ} * {وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} * {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} * {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ} * {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ} * {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ} * {وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ} * {فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ} * {وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} * {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}


شرح الكلمات:

{ والضحى } : أي أول النهار ما بين طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى الزوال.

{ والليل إذا سجى } : غطى بظلامه المعمورة وسكن فسكن الناس وخلدوا إلى الراحة.

{ ما ودعك } : أي ما تركك ولا تخلى عنك.

{ وما قلى } : أي ما أبغضك.

{ ألم يجدك يتيما } : أي فاقد الأب إذ مات والده قبل ولادته.

{ فآوى } : أي فآواك بأن ضمك إلى عمك أبي طالب.

{ ووجدك ضالا } : أي لا تعرف دينا ولا هدى.

{ ووجدك عائلا } : أي فقيرا.

{ فأغنى } : أي بالقناعة، وبما يسرَّ لك من مال خديجة وابي بكر الصديق.

{ فلا تقهر } : أي لا تذله ولا تأخذ ماله.

{ فلا تنهر } : أي لا تنهره بزجر ونحوه.

{ وأما بنعمة ربك فحدث }: أي اذكر ما أنعم الله تعالى به عليك شكرا له على ذلك.


معنى الآيات:

قوله تعالى { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } هذا قسم من الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم اقسم له به على أنه ما تركه ولا ابغضه. وذلك أنه أبطأ عنه الوحي أياما فلما رأى ذلك المشركون فرحوا به وعيَّروه فجاءت امرأة وقالت ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فحزن لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله سورة الضحى يقسم له فيها بالضحى وهو أول النهار من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى ما قبل الزوال بقليل، وبالليل إذا سجى أي غطى بظلامه المعمورة وسكن فسكن الناس وخلدوا إلى الراحة فيه { ما ودعك ربك } يا محمد أي تركك { وما قلى } أي ما أبغضك { وللآخرة خير لك من الأولى } أي الدنيا وذلك لما أعد الله لك فيها من الملك الكبير والنعيم العظيم المقيم. وسوف يعطيك ربك من فواضل نعمه حتى ترضى في الدنيا من كمال الدين وظهور الأمر في الآخرة الشفاعة وأن لا يبقى أحد من أمته أهل التوحيد في النار والوسيلة والدرجة الرفيعة التي لا تكون لأحد سواه.

وقوله تعالى { ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى } هذه ثلاث منن لله تعالى على رسوله منَّها عليه وذكّره بها ليوقن أن الله معه وله وأنه ما تركه ولن يتركه وحتى تنتهي فرحة المشركين ببطء الوحي وتأخّره بضعة أيام. فالمنّة الأولى أن والد النبي صلى الله عليه وسلم قد مات عقب ولادته وأمه ماتت بعيد فطامه فآواه ربّه بأن ضمّه إلى عمه أبي طالب فكان ابا رحيما وعما كريما له وحصنا منيعا له، ولم يتخل عن نصرته والدفاع عنه حتى وفاته والثانية منّة العلم والهداية فقد كان صلى الله عليه وسلم يعيش في مكة كأحد رجالاتها لا يعرف علما ولا شرعا وإن كان معصوما من معارفة أي ذنب أو ارتكاب اية خطيئة إلا أنه ما كان يعرف إيمانا ولا إسلاما ولا شرعا كما قال تعالى:

{ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإِيمان }

والثالثة منَّته عليه بالغنى بعد الحاجة فقد مات والده ولم يخلّف أكثر من جارية هي بركة أم أيمن وبضعة جمال، فأغناه الله بغنى القناعة فلم يمد يده لأحد قط وكان يقول " ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغني غني النفس " هذه ثلاث منن إلهيّة وما أعظمها والمنة تتطلب شكرا والله يزيد على الشكر ومن هنا أرشد الله تعالى رسوله إلى شكر تلك النعم ليزيده عليها فقال فأما { فأما اليتيم فلا تقهر } لاتقهره بأخذ ماله أو إذلاله أو أذاه ذاكرا رعاية الله تعالى لك أيام يتمك. { وأما السائل } وهو الفقير المسكين وذو الحاجة يسألك ما يسدّ خلّته فاعطه ما وجدت عطاءً أو ورده بكلمة طيبة تشرح صدره وتخفف ألم نفسه ولا تنهره بزجر عنيف ولا بقول غير لطيف ذاكرا ما كنت عليه من حاجة وما كنت تشعر به من احتياج { وأما بنعمة ربك فحدث } اي اشكر نعمة الإِيمان والإِحسان والوحي والعلم والفرقان وذلك بالتحدث بها ابلاغا وتعلميا وتربية وهداية فذاك شكرها والله يحب الشاكرين هكذا أدّب الله جل جلاله ورسوله وخليله فأكمل تأديبه وأحسه.


هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- الدنيا لا تخلو من كدر وصدق الله العظيم

{ لقد خلقنا الإِنسان في كبد }

2- بيان علو المقام المحمدي وشرف مكانته.

3- مشروعية التذكير بالنعم والنقم حملا للعبد على الصبر والشكر.

4- وجوب شكر النعم بصرفها في مرضاة المنعم عز وجل.

5- تقرير معنى الحديث " إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه ".


سورة الشرح

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} * {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} * {ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ} * {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} * {فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً} * {إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً} * {فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ} * {وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ}


شرح الكلمات:

{ الم } : الاستفهام للتقرير أي إن الله تعالى يقرر رسوله بنعمه عليه.

{ نشرح لك صدرك } : أي بالنبوة، وبشقه وتطهيره وملئه إيمانا وحكمة.

{ ووضعنا عنك وزرك } : أي حططنا عنك ما سلف من تبعات أيام الجاهلية قبل نبوتك.

{ الذي أنقض ظهرك } : أي الذي أثقل ظهرك حيث كان يشعر صلى الله عليه وسلم بثقل السنين التي عاشها قبل النبوة لم يعبد فيها الله تعالى بفعل محابه وترك مكارهه لعدم علمه بذلك.

{ ورفعنا لك ذكرك } : أي أعليناه فاصبحت تذكر معي في الآذان والإِقامة والتشهد.

{ فإن مع العسر يسرا } :

أي مع الشدة سهولة.

{ فإذا فرغت } : أي من الصلاة.

{ فانصب } : أي اتعب في الدعاء.

{ وإلى ربك فارغب } : أي فاضرع إليه راغبا فيما عنده من الخيرات والبركات.


معنى الآيات:

قوله تعالى {الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك} هذه ثلاث منن أخرى بعد المننن الثلاث التي جاءت في السورة قبلها منّها الله تعالى على رسوله بتقريره بها فالأولى بشرح صدره ليتسع للوحي ولما سيلقاه من قومه من سيء القول وباطل الكلام الذي يضيق به الإِنسان والثانية وضع الوزر عنه فإِنه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن له وزر حقيقة فإِنه كان يشعر بحمل ثقيل من جراء ترك العبادة والتقرب إلى الله تعالى في وقت ما قبل النبوة ونزول الوحي عليه إذ عاش عمرا أربعين سنة لم يعرف فيها عبادة ولا طاعة لله، أما مقارفة الخطايا فقد كان محفوظا بحفظ الله تعالى له فلم يسجد لصنم ولم يشرب خمرا ولم يقل او يفعل إثما قط. فقد شق صدره وهو طفل في الرابعة من عمره وأخرجت منه العلقة التي هي محطة الشيطان التي ينزل بها من صدر الإِنسان ويوسوس بالشر للإِنسان والثالثة رفع الذكر اي ذكره صلى الله عليه وسلم إذ قرن اسمه باسمه تعالى في التشهد وفي الأذان والإِقامة وذلك الدهر كله وما بقيت الحياة. وقوله تعالى { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } فهذه بشرى بقرب الفرج له ولأصحابه بعد ذلك العناء الذي يعانون والشدة التي يقاسون ومن ثم بشر صلى الله عليه وسلم اصحابه وهو يقول " لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين " وقوله { فإِذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } هذه خطة لحياة المسلم وضعت لنبي الإِسلام محمد صلى الله عليه وسلم ليطبقها أمام المسلمين ويطبقونها معهم حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار وهي فإِذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل دنيوي وإذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني أخروي فمثلا فرغت من الصلاة فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها، فرغت من الصلاة والدعاء فانصب نفسك لدنياك، فرغت من الجهاد فانصب نفسك للحج.

ومعنى هذا أن المسلم يحيا حياة الجد والتعب فلا يعرف وقتا للهو واللعب أو للكسل والبطالة قط وقوله إلى ربك فارغب ارغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك وعطائه وما عنده من الفضل والخير إذ هو الذي تعمل له وتنصب من أجله فلا ترغب في غيره ولا تطلب سواه.


هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان ما أكرم الله تعالى به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من شرح صدره ومغفرة ذنوبه ورفع ذكره.

2- بيان أن انشراح صدر المؤمن للدين واتساعه لتحمل الأذى في سبيل الله نعمة عظيمة.

3- بيان أن مع العسر يسرا دائما وأبدا، ولن يغلب عسر يسرين فرجاء المؤمن في الفرح دائم.

4- بيان أن حياة المؤمن ليس فيها لهو ولا باطل ولا فراغ لا عمل فيه ابدا ولا ساعة من الدهر قط وبرهان هذه الحقيقة أن المسلمين منيوم تركوا الجهاد والفتح وهم يتراجعون إلى الوراء في حياتهم حتى حكمهم الغرب وسامهم العذاب والخسف حتى المسخ والنسخ وقد نسخ إقليم الأندلس ومسخت أقاليم في بلاد الروس والصين حتى الأسماء غيّرت.


سورة التين

{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ} * {وَطُورِ سِينِينَ} * {وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ} * {لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} * {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} * {إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} * {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ} * {أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ}


شرح الكلمات:

{ والتين والزيتون } : هما المعروفان التين فاكهة والزيتون ما يستخرج منه الزيت.

{ وطور سنين } : جبل الطور الذي ناجى الربّ تعالى فيه موسى عليه السلام.

{ وهذا البلد الأمين } : مكة المكرمة لأنها بلد حرام لا يقاتل فيها فمن دخلها آمن.

{ لقد خلقنا الإِنسان } : جنس الإِنسان آدم عليه السلام وذريته.

{ في أحسن تقويم } : أي في أجمل صورة في اعتدال الخلق وحسن التركيب.

{ أسفل سافلين } : أي إلى أرذل العمر حتى يخرف ويصبح لا يعلم بعد أن كان يعلم.

{ أجر غير ممنون } : أي غير منقطع فالشيخ الهرم الخرف المسلم يكتب له ما كان يفعله أيام قدرته على العمل فأجره لا ينقطع إلا بموته.


معنى الكلمات:

قوله تعالى { والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين } هذا قسم جليل من أقسام الرب تعالى حيث اقسم فيه بأربعة اشياء وهي التين وهو التين المعروف وهو أشبه شيء بفاكهة الجنة لخلوه من العَجَمِ. وما يوجد بداخل الفاكهة كالنواة ونحوها، والزيتون وهو ذو منافع يؤكل ويدهن به ويستصبح به ويتداوى به كذلك، وبطور سينين وهو جبل سينا في فلسطين إذ تم عليه أكبر حدث في تاريخ الحياة وهو أن الله تعالى كلم موسى بن عمران نبي بني اسرائيل عليه عدة مرات وأسمعه كلامه وتجلى للجبل فصار دكا. وبمكة أم القرى التي دحيت الأرض من تحتها وفيها بيت الله وحولها حرمه هذا قسم عظيم وجوابه قوله تعالى { لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } ولقد تضمنت هذا الجواب لذلك القسم أكبر مظاهر القدرة والعلم والرحمة وهي موجبة للإِيمان بالله وتوحيده ولقائه وهو ما كذب به أهل مكة وأنكروه وبيان ذلك أن الإِنسان كائن حي مخلوق فخالقه ذو قدرة قطعا وتعديل خلقه بنصب قامته وتسوية أعضائه وحسن سمته وجمال منظره دال على علم وقدرة وهي موجبة للإِيمان بالله ولقائه إذ القادر على خلق الإِنسان اليوم وقبل اليوم قادر على خلقه غدا كما شاء متى شاء ولا يرد هذا إلا أحمق جاهل، وقوله ثم رددناه اسفل سافلين وذلك بهرم بعض أفراده والنزول بهم إلى ما أسفل من سن الطفولة حيث يصبح الرجل فاقدا لعقله وقواه فيفقد قواه العقلية والبدنية وقوله { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } وهو أن كانوا يقومون به من الفرائض والنوافل وسائر الطاعات والقربات لا ينقطع أجرهم منها بكبرهم وعدم قيامهم بها في سن الشيخوخة والهرم والخرف بخلاف الكافر والفاجر والفاسق فليس لهم أعمال لا تنقطع إلا من سن منهم سنة سيئة فإِن ذنبه لا ينقطع ما بقى من يعمل بتلك السنة السيئة. وقوله تعالى { فما يكذبك بعد بالدين } أي فمن يقدر على تكذيبك يا رسولنا بعد هذه الآيات والحجج والبراهين الدالة على قدرة الله وعلمه ورحمته وحكمته فمن يكذب بالبعث والجزاء على الكسب الإِرادي الاختياري في هذه الحياة من خير وشر فإِنه وإن كذب بالدين وهو الجزاء الأخروى على عمل المكلفين في هذه الحياة الدنيا فإِن هذا التكذيب قائم على أساس العناد والمكابرة إذ الحجج الدالة على يوم الدين والجزاء فيه تجعل المكذب به مكابرا أو جاحدا لا غير.


سورة العلق

{ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ} * {خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} * {ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ} * {ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ} * {عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}


شرح الكلمات:

{ اقرأ } : أي أوجد القراءة وهي جمع الكلمات ذات الحروف باللسان.

{ باسم ربك } : أي بذكر اسم ربك.

{ الذي خلق } : أي خلق آدم من سلالة من طين.

{ خلق الإِنسان } : أي الإِنسان الذي هو ذرية آدم.

{ من علق } : أي جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني حيث تصير علقة أي قطعة من الدم الغليظ.

{ وربك الأكرم } : أي الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه.

{ الذي علم بالقلم } : أي علم العباد الكتابة والخط بالقلم.

{ علم الإِنسان } : أي جنس الإِنسان.

{ ما لم يعلم } : أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم والمعارف.


معنى الآيات:

قوله تعالى { أقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإِنسان من علق أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإِنسان ما لم يعلم } هذه الآيات الخمس من أول ما نزل من القرآن الكريم لأحاديث الصحاح فيها فإِن اشتهر في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي حراء يتحنث فيه أي يزيل الحنث فرارا مما عليه قومه من الشرك والباطل حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء فقال يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله ثم قال اقرأ قلت ما،ا بقارئ قال فأخذني فغطني ثلاث مرات حتى بلغ مني الجهد ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأت الحديث.

وقوله تعالى { اقرأ باسم ربك } يأمر الله تعالى رسوله أن يقرأ بادئا قراءته بذكر اسم ربّه اي باسم الله الرحمن الرحيم وقوله { الذي خلق } أي خلق الخلق كله وخلق آدم من طين وخلق الإِنسان من أولاد آدم من علق والعلق اسم جمع واحدة علقة وهي قطعة من الدم غليظة كانت في الأربعين يوما إلى مضعة لحم، ثم إما أن يؤذن بتخلقها فتخلق وإما لا فيطرحها الرحم قطعة لحم وقوله { أقرأ وربك } تأكيد للأمر الأول لصعوبة الأمر واندهاش الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاجأة { اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم } أي وربك الأكرم هو الذي علم بالقلم عباده الكتابة والخط. وقوله { علم الإِنسان ما لم يعلم } أي من كرمه الذي أفاض منه على عباده نعمه التي لا تحصى إنه علم الإِنسان بواسطة القلم ما لم يكن يعلم من العلوم والمعارف وهذه إشادة بالقلم وأنه واسطة العلوم والمعارف والواسطة تشرف بشرف الغاية المتوسط لها فلذا كان لا أشرف في الدنيا من عباد الله الصالحين والعلوم الإِلهية في الكتابة والسنة وما دعوا إليه وحضا عليه من العلوم النافعة للإِنسان.


هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير الوحي الإِلهي وإثبات النبوة المحمدية.

2- مشروعية ابتداء القراءة بذكر اسم الله ولذا افتتحت سور القرآن ما عدا التوبة ببسم الله الرحمن الرحيم.

3- بيان لطور النطفة في الرحم إلى علقة ومنها يتخلق الإِنسان.

4- اعظام شأن الله تعالى وعظم كرمه فلا أحد يعادله في الكرم.

5- التنويه بشأن الكتابة والخط بالقلم إذ المعارف والعلوم لم تدون إلا بالكتابة والقلم.

6- بيان فضل الله تعالى على الإنسان في تعليمه ما لم يكن يعلم بواسطة الكتابة والخط.


{كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ} * {أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ} * {إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ} * {أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ} * {عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ} * {أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ} * {أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ} * {أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} * {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} * {كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ} * {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} * {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} * {سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} * {كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب}


شرح الكلمات:

{ كلا } : أي لا أداة استفتاح وتنبيه لكسر إن بعدها.

{ إن الإنسان } : أي ابن آدم قبل أن تتهذب مشاعره وأخلاقه بالإِيمان والآداب الشرعية.

{ ليطغى } : أي يتجاوز الحد المفروض له في سلوكه ومعاملاته.

{ أن رآه استغنى } : أي عندما يرى نفسه قد استغنى بما له أو ولده أو سلطانه.

{ إن إلى ربك الرجعى } : أي إن إلى ربك أيها الرسول الرجعى أي الرجوع والمصير.

{ الذي ينهى عبدا إذا صلى }: أي أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي لعنه الله.

{ إن كان على الهدى أو أمر : أي هو رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بالتقوى } القرشي العدناني.

{ إن كذب وتولى : أي هو ابو جهل.

{ لئن لم ينته } : أي من أذية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنعه من الصلاة خلف المقام.

{ لنسفعا بالناصية } : أي لنأخذن بناصيته ونسحبه إلى نار جهنم.

{ فليدع ناديه } : أي رجال مجلسه ومنتداه.

{ سندع الزبانية } : أي خزان جهنم.

{ كلا } : أي ارتدع أيها الكاذب الكافر.

{ واقترب } : أي منه تعالى وذلك بطاعته.


معنى الآيات:

قوله تعالى { كلا إن الإِنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى } يخبر تعالى عن طبيعة الإِنسان قبل أن يهذّبه الإِيمان والمعارف الإِلهية المشتملة على معرفة محابّ الله تعالى، ومساخطه أنه إذا رأى نفسه قد استغنى بماله أو ولده أو سلطانه أو بالكُلِّ وما اصبح في حاجة إلى غيره يطغى فيتجاوز حدّ الآداب والعدل والحق والعرف فيتكبر ويظلم ويمنع الحقوق ويحتقر الضعفاء ويسخر بغيره. وأبو جهل كان مضرب المثل في هذا الوصف وصف الطغيان حتى قيل إنه فرعون هذه الأمة، وها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في المسجد الحرام خلف المقام فيأتيه هذا الطاغية ويهدده ويقول له لقد نهيتك عن الصلاة هنا فلا تعد، ويقول له إن وجدتك مرة أخرى آخذ بناصيتك واسحبك على الأرض فينزل الله تعالى هذه الآيات { كلا إن الإِنسان ليطغى أن رآه استغنى } فيقف برسوله على حقيقة ما كان يعلمها وهي أن ما يجده من ابي جهل واضرابه من طغاة قريش علته كذا وكذا ويسليه فيقول له وإن طغوا وتجبروا إن مرجعهم إلينا وسوف ننتقم لك منهم { إن إلى ربك } يا رسولنا { الرجعى } إذاً فاصبر على أذاهم وانتظر ما سيحل بهم إن مصيرهم إلينا لا إلى غيرنا وسوف ننتقم منهم ثم يقول له قولا يحمل العقلاء على التعجب من سلوك أبي جهل الشائن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى }؟ وهل الذي يصلي ينهى عن الصلاة وهل الصلاة جريمة وهل في الصلاة ضرر على أحد؟ فكيف ينهى عنها؟ ويقول له { أرأيت إن كان } أي المصلي الذي نهى عن الصلاة وهو الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم { على الهدى } الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة وكرامتهما؟ { أو أمر بالتقوى } أي أمر غيره بما يتقي به عذاب الدنيا والآخرة، هل الأمر بالهدى والتقوى أي باسباب النجاة والسعادة يعادي ويحارب؟ ويضرب ويهدد؟

إن هذا لعجب العجاب.

ويقول أرأيت يا رسولنا إن كذب هذا الذي ينهى عبدا إذا صلى اي كذب بالحق والدين وتولى عن الإِيمان والشرع، كيف يكون حاله يوم يلقى ربه؟ { ألم يعلم أن الله يرى } أي يرى أفعاله الاستفزازية المقيتة وتطاوله على رسول الله وتهديده له بالضرب إن وجده يصلي خلف المقام. بعد هذه الدعوة للطاغية لعله يرجع إلى الحق إذا سمع، وإذا به يزدادا طغيانا ويقول في مجلس قريش يقول واللات والعزى لئن رايت محمدا صلى الله عليه وسلم يُصلي لأطأن على رقبته ولأعفرنّ وجهه على التراب، وفعلا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صلي ليطأ على ركبته فإِذا به ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له مالك فقال إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا " وأنزل الله تعالى { كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية ناصية كاذبة خاطئة } أي صاحبها وهو أبو جهل أي لئن لم ينته عن أذيه رسولنا وتعرضه له في صلاته ليمنعه منها لنأخذن بناصيته ونجره إلى جهنم عيانا.

{ فليدع } حينئذ رجال ناديه ومجلس قومه فإِنا ندعو الزبانية أي خزنة النار من الملائكة كلا فليرتدع هذا الطاغية وليعلم أنه لن يقدر على أن يصل إلى رسولنا بعد اليوم بأذى.

وقال تعالى لرسوله بعد تهديده للطاغية، وردعه له، وارتدع فعلا ولم يجرؤ بعد ذلك اليوم أن يمدّ لسانه، ولا يده بسوء لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { لا تطعه } فيما يطلب منك من ترك الصلاة في المسجد الحرام فقد كفيناك شره { واقترب } إلينا بالطاعات ومن أهمها الصلاة.


هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان سبب نزول الآيات كلا إن الإِنسان ليطغى إلى آخر السورة.

2- بيان طبع الإِنسان إذا لم يهذب بالإِيمان والتقوى.

3- نصرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالملائكة عيانا في المسجد الحرام.

4- تسجيل لعنة الله على فرعون الأمة أبي جهل وأنه كان أظلم قريش لرسول الله واصحابه.

5- مشروعية السجود عند تلاوة هذه السورة إذا قرأ فاسجد واقترب شرع له السجود إلا أن يكن يصلي بجماعة في الصلاة السرية فلا يسجد لئلا يفتنهم.


سورة القدر

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ} * {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ} * {لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} * {تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} * {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ}


شرح الكلمات:

{ إنا أنزلناه } :

أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.

{ في ليلة القدر } :

أي ليلة الحكم والتقدير التي يقضي فيها قضاء السنة كلها.

{ وما أدراك ما ليلة القدر } :

أي إن شأنها عظيم.

{ ليلة القدر خير من الف شهر }:

أي العمل الصالح فيها من صلاة وتلاوة قرآن ودعاء خير من عبادة الف شهر ليس فيها ليلة القدر وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.

{ والروح فيها } :

أي جبريل في ليلة القدر.

{ بإذن ربهم } :

أي ينزلون بأمره تعالى لهم بالتنزيل فيها.

{ من كل أمر } :

أي من كل أمر قضاه الله تعالى في تلك السنة منرزق وأجل وغير ذلك.

{ سلام هي حتى مطلع الفجر }:

أي هي سلام من الشر كله من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.


معنى الآيات:

قوله تعالى { إنا أنزلناه } اي القرآن الكريم الذي كذب به المكذبون وأ،كره الكافرون يخبر تعالى أن ما يتلوه عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو حق وحي الله وكتابه أنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وذلك في ليلة الحكم والقضاء التي يقضي الله فيها ما يشاء من أحداث العالم من رزق وأجل وغيرهما إلى بداية السنة الآتية وذلك كل سنة وهذا كقوله: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم }

إذ ما قضاه الله تعالى وحكم بوجوده قد كتب في اللوح المحفوظ ومنه القرآن الكريم ثم في ليلة القدر تؤخذ نسخة من أحداث السنة فتعطى الملائكة وتنفذ حرفيا في تلك السنة، ولذلك كان لليلة القدر بمعنى التقدير شأن عظيم ففضلها الله على ألف شهر وأخبر عن سبب فضلها أن الملائكة تتنزل فيها وجبريل معهم بإِذن ربهم أي ينزلون بإِذن الله تعالى لهم وأمره إياهم بالنزول ينزلون مصحوبين بكل أمر قضاه الله وحكم به في تلك السنة من خير وشر من رزق وأجل ولفضل هذه الليلة كانت العبادة فيها تفضل غيرها من نوعها بأضعاف مضاعفة إذ عمل تلك الليلة يحسب لصاحبه عمل ألف ليلة أي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر.

هذا ما دل عليه قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإِذن ربهم من كل أمر } وقوله { سلام هي حتى مطلع الفجر } أي هي سلام من كل شر إذ هي كلها خير من غروب الشمس إلى طلوع فجرها إنها كلها سلام سلام الملائكة على العابدين من المؤمنين والمؤمنات وسلامة من كل شر.

والحمد لله الذي جعلنا من أهلها.


هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير الوحي وإثبات النبوة المحمدية.

2- تقرير عقيدة القضاء والقدر.

3- فضل ليلة القدر وفضل العبادة فيها.

4- بيان أن القرآن نزل في رمضان واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وأنه ابتدئ نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان أيضا.

5- الندب إلى طلب ليلة القدر للفوز بفضلها وذلك في العشر الأواخر من شهر رمضان وأرجى ليلة في العشر الأواخر هي الوتر كالواحدة والعشرين إلى التاسعة والعشرين لحديث الصحيح:

" التمسوها في العشر الأواخر ".

6- استحباب الإِكثار من قراءة القرآن وسماعه فيها لمعارضة جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان مرتين.



تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تفسير سور الضحى والشرح والتين والعلق والقدر (93-97)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهج القرآن في القضاء والقدر
» الباب الثامن والسبعون في القضاء والقدر
» سورة الضحى
» تفسير سورة يس (36)
» تفسير سورة نوح (71)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: أيســـر التفاســــير-
انتقل الى: