أم زوجتي "علة"
السؤال:
مشكلتي أن أم زوجتي "علة" بمعنى الكلمة (تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا الزوجية) .. عكس زوجتي .. ولكن الأم لها تأثير على البنت في بعض الأمور، الأم تحب كل جديد وزين وأنا حالتي المادية عادية، وزوجتي حساسة جداً وتتضايق من عدم تلبية طلبات أمها خاصة أنها ابنتها الوحيدة من بين سبعة أولاد، كما أن الأم نفسها مصابة بارتفاع ضغط الدم والسكر وأي انفعال يؤثر عليها.
أحياناً أفكر في الانتقال لمنطقة مجاورة فمجال عملي يسمح لي بذلك حتى أستطيع أن أبني حياتي على أساس واضح بدون تدخلات خارجية مع العلم أنني متزوج منذ شهرين فأرجو الاهتمام بمشكلتي والإشارة عليّ بالرأي السديد ولكم شكري.
الإجابة:
نظراً لكون زوجتك حديثة عهد بالزواج فهي لا تزال مرتبطة مع أمها بعلاقات ما قبل الزواج؛
ولذا فهي تقدم طاعة أمها على طاعتك ورأيها على رأيك، وهي بهذا تجهل ما ينبغي أن تكون عليه المرأة مع زوجها من طاعة بالمعروف وتقديم لحاجته ورأيه على حاجة أمها أو أبيها.
وهنا يأتي دورك ـ أيها الزوج ـ في مناصحتها وتعليمها حقوق الزوج على زوجته، وتوضح لها الآثار التي تترتب على تدخل أمها في كل صغيرة وكبيرة في حياتكما الأسرية لا سيما إذا تعارضت بعض آرائها مع وضعك المادي أو المعاشي..
وحتى تعي زوجتك هذه الأمور وتتأقلم معها يحتاج منك إلى صبر وروية وحسن عشرة حتى تقوى أواصر المحبة والألفة بينكما، فالمحبة من أكبر دواعي الطاعة والمتابعة، ثم إني أوصيك بأن تكون حازماً مع زوجتك وأمها أو غيرهما؛ إذا تعارضت آراؤهم مع الشرع، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وكن حكيماً معهما في القضايا التي تتعارض مع رأيك ولكنها لا تخالف أمراً شرعياً فحاول أن تقنع زوجتك بالعدول عنها واجعل بينك وبينها "شعرة معاوية" ـ كما يقولون ـ وقدر المصالح والمفاسد المترتبة على موقفك في كل قضية ، ثم لا بد أن تقدر إشفاق هذه الأم على ابنتها الوحيدة وتعلقها بها، وأن تعلم أن تدخلها في حياتكما إنما هو من فرط الحنان والعطف على ابنتها؛ ولذا فهي تعذر ـ إلى حد ما ـ من هذا الجانب، وينبغي أن تناصحها ـ ولو عن طريق زوجتك ـ بأن تقلل من تدخلها في حياتكما الزوجية. أما ما يتعلق بالسكن، فأنصحك بالاستخارة ثم انظر ما ينجلي عليه الأمر في نفسك علماً أن الهاتف قد جعل في البعيد قريباً ، ولا يصعب على الأم أن ترفع سماعة الهاتف لكي تبدي لابنتها ما شاءت من الآراء والتوجيهات، وفقك الله إلى ما يحب ويرضى وجمع بينكما على خير.