زوجتي.. غيورة جداً..
س: أنا شاب متزوج منذ أربعة أشهر وزوجتي طيبة وحلوة ومنسجمين مع بعض ولكن هناك شيء واحد ينغص علينا.
غيرة زوجتي من أخواتي خاصة وخالاتي وعماتي فهي تتضايق جداً حينما أتحدث مع أي واحدة منهن مع العلم أنها أجمل و "أشيك" منهن وحديثي معهن جاد ولا مجال فيه للغيرة ولكن هي تشتد غضباً، ويتضح ذلك على وجهها ومزاجها فكيف أتصرف معها؟!
الإجابة
غيرة زوجتك تدل على شدة حبها لك، وتعلقها بك؛ ولذلك فهي تحاول أن تستأثر بك دون أن يشاركها فيك أحد من النساء حتى ولو كانت أمك أو أختك أو عمتك..
والغيرة من طبيعة النساء؛ بل بعض النساء ربما غرن من الجمادات إذا رأت إحداهن أن زوجها قد انشغل بهذه الجمادات عنها والاهتمام بها.
قالت زوجة الإمام الزهري وقد أغضبها انصرافه عنها بقراءة الكتب:
"والله إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر".
وربما غارت المرأة من الأموات إذا سمعت زوجها قد لهج بذكرهن.
قالت عائشة رضي الله عنها: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم، يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد" رواه البخاري..
فلا عجب -إذن- من غيرة زوجتك، وهل سلم أحد من النساء من الغيرة؟.. ولذا فإني أقترح عليك أن تحدثها بحبك لها واهتمامك بها، وإعجابك بجمالها وأناقتها، واجعل في ثنايا حديثك تنبيهها إلى ضرورة الاعتدال في الغيرة حتى لا يجرها الإفراط والغلو إلى أمور خطيرة عواقبها، سيئة نتائجها كالتنطع في تحليل الحركات والسكنات والاعتساف في تفسير الكلمات والنظرات، ويصبح لا هم لها إلا متابعتك ومراقبتك فتتحول السعادة إلى تعاسة، والثقة والاطمئنان إلى شك وقلق وهواجس.. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: "إن من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغضه، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة"..
ثم إني أدعوك لمصارحتها بهذا حتى تعرف سبب غضبها عند حديثك مع أخواتك ومحارمك، فتصحح لها ما أخطأت فيه وتساعدها على التخلص منه.. وإياك... إياك أن يحملك حبك لها، وسعيك لنيل رضاها على هجر أمك وأخواتك وذوي رحمك فإن عاقبة ذلك لعنات متتابعة والعياذ بالله، كما أوصيك -أخي الحبيب- لاسيما وأنت في بداية حياتك الزوجية أن تحسن تربية زوجتك وتتعاون معها على البر والتقوى، حتى يزيد إيمانها وتتغلب على نفسها وشيطانها.
حفظكما الله، وجمع بينكما على خير ورزقنا وإياكم الذرية الصالحة.