قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: عشرة أحاديث من الأربعين النووية (01-10) الخميس 28 مارس 2013, 7:19 am
عشرة أحاديث من الأربعين النووية (01-10)
الحديث الأول:
1- عَنْ أَمِيرِ المؤْمِنِينَ عمر بْنِ الخطاب رضيَ الله عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَى الله عليه وسلم يقولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّياتِ، وإِنَّمَا لِكُلّ امرئ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يصِيبُها أوْ امْرَأَةٍ ينْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إِليهِ)) رَوَاهُ البُخَارِي وَمُسْلِم.
التعريف بالراوي:
هو الصحابي الجليل: عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، رضي الله عنه، أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين.
لقبه: الفاروق.
كان إسلامه نصراً عظيماً للمسلمين.
استشهد رضي الله عنه عام 23هـ حيث قتله أبو لؤلؤة المجوسي.
معاني الكلمات:
النية: هي إرادة العمل.
هجرته: الهجرة هي الانتقال من دار الشرك إلى دار الإسلام.
فوائد الحديث:
1- أن الله تعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً لوجهه الكريم.
2- إخلاص العمل لله معناه أن يعمل المسلم العمل يبتغي بذلك وجه الله ولا يطلب ثناء الناس أو مدحهم.
3- النية الصالحة لا تحسن العمل القبيح.
4- النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة منكرة.
5- النية الصالحة تحول العادات إلى عبادات.
6- الرياء يبطل العمل الصالح.
7- على العبد أن لا يترك العمل الصالح خوفاً من الرياء، بل عليه أن يعمله ويجاهد نفسه في إخلاصه.
أقوال السلف:
1- قال الفضل بن زياد رحمه الله: سألت أبا عبد الله -يعني أحمد- عن النية في العمل، قلت: كيف النية؟ قال: يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس.
2- قال زيد الشامي رحمه الله: إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب.
3- قال سفيان الثوري رحمه الله: ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي ؛ لأنها تتقلب عليَّ.
4- قال يوسف بن أسباط رحمه الله: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
5- قال ابن المبارك رحمه الله : رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
6- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب.
7- قال يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر.
الحديث الثاني:
2- عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضيَ الله عَنهُ أَيضاً قالَ: بَينَما نَحْنُ جُلُوس عِنْدَ رَسُولِ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم ذَاتَ يوْمٍ ِإذْ طَلَعَ عَلَينَا رَجُل شَدِيدُ بياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عَلَيه أَثَرُ السَّفَرِ، ولا يعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حتى جَلَسَ إلى النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم فأَسْنَدَ رُكْبَتَيهِ إلى رُكْبَتَيهِ، وَوَضَعَ كَفَّيهِ على فَخِذَيهِ، وَقالَ: يا محمدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ؟ فَقالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم: ((الإِسْلامُ أَن تشهد أنْ لا إِله إِلا الله، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصُومَ رَمضَانَ، وَتحُجَّ البَيتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيهِ سَبِيلاً)) قال: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا لَهُ يسأَلُهُ وَيصَدِّقُهُ! قالَ: فأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلائكَتِه، وكتبه، وَرُسُلِهِ، واليوْمِ الآخِر، وَتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِه وَشَرِّهِ))، قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسانِ؟ قالَ: (( أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ، فإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّهُ يرَاكَ))، قال: صَدَقْتَ. قالَ:فأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قالَ: ((ما المَسْئُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ))، قال: فأَخْبِرْنِي عَنْ أَمارَاتِها، قالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتَطاوَلونَ في البنيان)) ثمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيا، ثمَّ قالَ لي: يا عمرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائل؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: ((هَذا جِبْريلُ أَتاكُمْ يعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ)) رَوَاهُ مُسْلِم.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث الأول.
معاني الكلمات:
ربتها: سيدتها.
العالة: الفقراء.
مليَّاً: وقتاً طويلاً.
فوائد الحديث:
1- استحباب تجميل الثياب والهيئة عند الدخول على العلماء.
2- على العالم إذا سئل عن شيء لا يعلمه أن يقول: (لا أدري) أو يقول: (الله أعلم).
3- أن الغيب لا يعمله إلا الله، وأن كل من ادعى أن هناك أناس يعلمون الغيب فهو كافر.
أقوال السلف:
1- قال بكر المزني رحمه الله: مَنْ مثلك يا ابن آدم، خُلِّي بينك وبين المحراب وبين الماء كلما شئت دخلت على الله عز وجل ليس بينك وبينه ترجمان.
2- قال مسلم بن يسار رحمه الله: ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل.
الحديث الثالث:
3- عَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عبد الله بْنِ عمر بن الخَطَّابِ رضِيَ الله عَنهُما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُولُ: ((بُنِي الإِسْلامُ على خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وإِقامِ الصَّلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم.
التعريف بالراوي:
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، رضي الله عنهما.
أسلم بمكة مع أبيه وهو صغير وهاجر إلى المدينة، وكان من فقهاء الصحابة وعلمائهم، ومن أكثرهم رواية للحديث وكتابة له، وكان صاحب زهد وورع.
توفي رضي الله عنه سنة 73هـ.
فوائد الحديث:
1- تعريف الإيمان: هو قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
2- أعمال الجوارح شرط صحة في الإيمان.
3- تارك الصلاة كافر خارج عن الإسلام، لا يجوز الأكل معه، ولا الجلوس معه، ولا يتزوج بالمسلمات، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين.
أقوال السلف:
33- قال عبد الله بن شقيق رحمه الله: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة.
34- قال أيوب السختياني رحمه الله: ترك الصلاة كفر لا يُختلف فيه.
- هو الصحابي الجليل: عبد الله بن مسعود الهُـذلي، رضي الله عنه
كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة، شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأوصى أن يؤخذ القرآن منه، وكان من كبار علماء الصحابة ومن المكثرين لرواية الحديث النبوي.
- توفي رضي الله عنه سنة 32هـ.
معاني الكلمات:
نطفة: منيَّاً، وأصل النطفة الماء القليل.
علقة: الدم الجامد الغليظ، سمي بذلك لتعلقه بما يمر به.
مضغة: قطعة من لحم، سميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ.
فيسبق عليه الكتاب: يغلب عليه ما تضمنه.
فوائد الحديث:
1- الحث على الدعاء بالثبات على الدين، وقول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
2- الحث على الاستعاذة من سوء الخاتمة.
3- الإخلاص لله وعمل الطاعات في السر من أسباب حسن الخاتمة.
4- ذنوب السر من أسباب سوء الخاتمة.
أقوال السلف:
1- كان سفيان الثوري رحمه الله يشتد قلقه من السوابق والخواتيم، فكان يبكي ويقول: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقياً، ويبكي ويقول: أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت.
2- كان مالك بن دينار رحمه الله يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ويقول: يا رب قد علمتَ ساكن الجنة من ساكن النار، ففي أي الدارين منزل مالك؟.
الحديث الخامس:
5- عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ عبدِ الله عائشة رضيَ الله عَنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم: ((مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذَا ما لَيسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدُّ)) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم، وفي روايةٍ لِمُسْلِم ((مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدُّ)).
التعريف بالراوي:
هي الصحابية الجليلة أم المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما.
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة وعمرها تسع سنين، اشتهرت بالعلم والفقه ورواية الحديث.
كان الصحابة يسألونها عما يشكل عليهم فتجيبهم حتى عدَّت أفقه نساء الأمة على الإطلاق، روت أكثر من 2210 حديث.
توفيت رضي الله عنها سنة 57 هـ.
معاني الكلمات:
أحدث: أنشأ واخترع.
في أمرنا: في ديننا.
ما ليس منه: ما ليس من الدين، بأن لا يشهد له شيء من أدلة الشرع وقواعده العامة.
ردّ: مردودٌ عليه لا يقبله الله تعالى.
فوائد الحديث:
1- البدعة: هي التعبد لله تعالى بما لم يشرعه الله ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون.
2- العمل إذا كان مبتدَعاً فهو باطل مردود، لا يقبله الله تعالى.
3- ليس في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة، بل كل البدع سيئة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل بدعة ضلالة).
4- الأصل في العبادات المنع، إلا بدليل، والأصل في المعاملات الإباحة.
5- من أمثلة البدع: الاحتفال بالمولد النبوي، الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب بعبادات مختلفة، الذكر الجماعي.
6- يمكن تقسيم البدع إلى ستة أقسام:
الأول / البدعة في السبب:
وهي أن يتعبد الإنسان عبادة يقرنها بسبب غير شرعي.
مثال: إحياء ليلة السابع والعشرين من رجب بالتهجد والصلاة
فالتهجد في الأصل عبادة مشروعة لكن لما اقترن بسبب غير ثابت وهو ليلة السابع والعشرين أصبح العمل بدعة.
الثاني: البدعة في الجنس:
مثالها: أن يضحي رجل بفرس، فهذه بدعة لأن الأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام.
الثالث: البدعة في القدْر:
مثالها: أن يصلي الظهر خمس ركعات.
الرابع: البدعة في الكيفية:
مثالها: أن يغير ترتيب أركان الصلاة، فيبدأ بالتشهد ثم يقرأ الفاتحة ثم يسجد ثم يركع... وهكذا.
الخامس: البدعة في الزمان:
مثالها: أن يصوم شهر محرم بدلاً من شهر رمضان، أو يحج في أي شهر غير شهر ذي الحجة.
السادس: البدعة في المكان:
مثالها: أن يعتكف في غير المسجد.
أقوال السلف:
1- قال الإمام مالك رحمه الله: من زعم أن في الإسلام بدعة حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا)، ثم قال: ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً.
2- وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة.
الحديث السادس:
6- عَنْ أبي عبد الله النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ رضيَ الله عَنهُ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُول: ((إنَّ الحلال بَيِّنٌ، وإِنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ وبَينَهُما أَمُورٌ مُشْتَبِهاتُ، لا يعْلَمُهُنَّ كَثِير مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقى الشُّبهاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِدينِه وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبهاتِ وَقَع في الحَرَامِ، كالرَّاعِي يرْعَى حَوْلَ الحِمَى يوشِكَ أَنْ يرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وإنَّ لِكُلّ مِلَكٍ حِمَى، ألاَ وإِنَّ حِمَى الله مَحَارِمُهُ، أَلا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صلحتْ صَلَحَ الجَسَدُ كله، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كلهُ، أَلاَ وهِي القَلْبُ)) رَوَاه البُخارِي وَمُسْلِم.
التعريف بالراوي:
هو الصحابي الجليل: النعمان بن بشير الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهما.
هو وأبوه صحابيان، روى عدداً من الأحاديث، وعيَّنه معاوية رضي الله عنه أميراً على الكوفة، ثم على حِمص.
توفي رضي الله عنه سنة 64 هـ.
معاني الكلمات:
أمور مشتبهات: غير واضحة هل هي حلال أم حرام.
استبرأ لدينه: طلب البراءة لدينه من الذم الشرعي.
وعرضه: يصون عرضه عن كلام الناس فيه بما يشينه ويعيبه.
الحِمى: المحمي ، وهو المكان المحرم على غير مالكه.
يرتع فيه: تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.
فوائد الحديث:
1- على المسلم أن يبتعد عن محارم الله عز وجل ويجعل بينه وبينها حاجزاً.
2- الابتعاد عن المشتبهات أسلم لدين الإنسان وعرضه.
3- الحديث دليل على قاعدة سد الذرائع.
4- تعظيم أمر القلب والحث على بذل الجهد لإصلاحه، لأنه أمير الجوارح، فبصلاحه تصلح جميع الجوارح وبفساده تفسد جميع الجوارح.
أقوال السلف:
1- قال الحسن البصري رحمه الله: مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
2- قال ميمون بن مهران رحمه الله: لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال.
3- قال أبو يعقوب النهرجوري رحمه الله: كل من ادعى محبة الله عز وجل ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطل.
4- قال الحسن البصري رحمه الله: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت.
الحديث السابع:
7- عَنْ تمِيمِ الدَّارِي رضيَ الله عَنهُ أَنَّ النبي صَلى الله عليـهِ وسَلَّم قال: ((الدّينُ النَّصِيحَةُ)) (ثَلاثاً)، قُلْنا لِمَنْ يا رسولَ الله؟ قالَ: ((للهِ وَلِكِتابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهمْ)) رَوَاه مُسلِم.
التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل: تميم بن أوس الداري، رضي الله عنه، وكان له بنت اسمها رقية.
أسلم في السنة التاسعة من الهجرة، وكان كثير التهجد، وهو أول من أسرج السراج في المسجد.
توفي رضي الله عنه سنة 40 هـ.
معاني الكلمات:
النصيحة: تصفية النفس من الغش للمنصوح له.
أئمة المسلمين: حكام المسلمين.
فوائد الحديث:
1- النصيحة لله: تكون بالإيمان به وبإخلاص العبادة له وحده، والعمل بطاعته واجتناب معصيته.
2- النصيحة لكتابه: تكون بالاعتقاد بأنه كلام الله، وبإجلاله وتعظيمه، والاعتقاد بأنه منهج حياة، وبإتقان تلاوته وتعليمه للمسلمين.
3- النصيحة لرسوله: تكون بالتصديق بنبوته والعمل بطاعته واجتناب معصيته، ومحبته وتوقيره وتعظيم سنته.
4- النصيحة لأئمة المسلمين: تكون بتنبيههم عند الغفلة وردهم عن الظلم وجمع الكلمة عليهم.
5- النصيحة لعامة المسلمين: تكون بإرشادهم وتوجيههم إلى ما فيه صلاحهم في دنياهم وأخراهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والذب عن أعراضهم.
أقوال السلف:
1- قال الحسن البصري رحمه الله: إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما تعجز عنه.
2- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيِّر.
3- قال عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله: كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق فيؤجر في أمره ونهيه، وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره.
الحديث الثامن:
8- عَنْ عبد الله عُمَرَ رَضِي الله عَنهُمَا أَنَّ رَسُولَ صَلى الله عليهِ وسَلَّم قَال: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَيقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيؤْتُوا الزكاةَ، فإذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مني دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقً الإسْلامِ، وَحِسابُهُمْ على الله تعالى)) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث الثالث.
معاني الكلمات:
عصموا: منعوا وحفظوا.
إلا بحق الإسلام: بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قصاص أو حد أو غرامة متلف أو نحو ذلك
فوائد الحديث:
1- من نطق بالشهادتين وقام بواجبات الدين ولم يرتكب ما يبيح دمه فقد حرُم دمه وماله.
2- يباح دم الشخص في حالات منها:
- الزنا بعد الإحصان.
- قتل النفس التي حرم الله.
- الردة عن الإسلام.
3- الحديث دليل على أننا نقبل من الناس الأعمال الظاهرة، ونكل سرائرهم إلى الله تعالى.
أقوال السلف:
1- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها.
الحديث التاسع:
9- عَنْ أبي هٌرَيرَةَ رضيَ الله عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُولُ: ((ما نَهَيتُكُمْ عَنْهُ فاجْتَنِبوهُ، ومَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مْنُه ما اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّمَا أهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسائِلِهمْ واخْتِلافُهُمْ على أنْبِيائِهِمْ)) روَاه البُخارِي وَمُسْلِم.
التعريف بالراوي:
- هو الصحابي الجليل: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، رضي الله عنه.
- يكنى بأبي هريرة لأنه عاد من المرعى بهرة يحملها.
- أسلم في السنة السابعة للهجرة، وكان من أكثر الصحابة رواية للحديث لملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالحفظ.
توفي رضي الله عنه سنة 57 هـ.
فوائد الحديث:
1- وجوب اجتناب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم والإتيان بما يستطاع من الأوامر.
2- الأسئلة التي تكون سبباً في الهلاك أنواع، منها:
- السؤال فيما لا فائدة منه ولا حاجة له.
- السؤال على وجه الاستهزاء والسخرية.
- كثرة السؤال في المسائل التي لم تقع.
- السؤال عما أخفاه الله عز وجل عن الناس كموعد قيام الساعة وكالسؤال عن الروح.
أقوال السلف:
1- كان زيد بن ثابت رضيَ الله عَنهُ إذا سئل عن شيء يقول: كان هذا؟ فإن قالوا: لا، قال: دعوه حتى يكون.
2- قال الإمام مالك رحمه الله: المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل.
3- قال الإمام مالك رحمه الله: المراء في العلم يقسي القلب، ويورث الضغن.
الحديث العاشر:
10- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ صَلى الله عليهِ وسَلَّم: ((إِنَّ الله َتعالى طَيب لا يقْبَلُ إِلا طَيباً، وإِنَّ الله تعالى أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقالَ تعالى: (يأيها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيباتِ واعمَلُوا صَالِحاً) [المؤمنون: 51] وَقاَلَ تعالى: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طيبات ما رًزَقْناكُمْ واشكروا الله إن كنتم إِياهُ تَعْبُدُونَ) [البقرة: 172]، ثمّ ذكَرَ الرَّجُلَ يطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يمُدُّ يدَيهِ إلى السَّماءِ يا رَبِّ يا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وغُذِّي بالْحَرَامِ، فأَنى يسْتَجابُ لِذلكَ؟)) رَوَاهُ مُسْلِم.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع.
معاني الكلمات:
إن الله تعالى طيب: مقدس منزه عن النقائص والعيوب.
لا يقبل إلا طيباً: وهو من الأعمال ما كان خاليا من الرياء والعجب، وغيرهما من المفسدات، ومن الأموال الحلال الخالص
أشعث: جعد الرأس.
أغبر: مغبر اللون لطول سفره.
فأنى يستجاب له: من أين يستجاب لمن هذه صفته؟.
فوائد الحديث:
1- أن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا الطيب.
2- أكل الحرام وشرب الحرام ولبس الحرام من أسباب عدم استجابة الله تعالى للدعاء.
3- من أسباب استجابة الدعاء:
أ. إطالة السفر؛ حيث يؤدي السفر إلى انكسار النفس بسبب طول الغربة، وتحمل المشاق، وهذا من أعظم أسباب الإجابة.
ب. حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار.
ت. مد اليدين إلى السماء.
ث. الإلحاح بالدعاء والعزم في المسألة.
ج. إطابة المطعم والمشرب والملبس.
أقوال السلف:
1- قال وهيب بن الورد رحمه الله: لو قمتَ مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال أم حرام؟.
2- قيل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت.
3- قال وهب ابن منبه رحمه الله: مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر.
4- قال وهب ابن منبه رحمه الله: العمل الصالح يبلِّغ الدعاء، ثم تلا قوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).
5- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بالورع عمَّا حرَّم اللهُ يقبل اللهُ الدعاء والتسبيح.