أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: عضرة أحاديث من الأربعين النووية (31 - 40) السبت 13 أبريل 2013, 6:20 am | |
| الحديث الحادي والثلاثون
31- عَنْ سَهْلِ بْنِ سعد السَّاعِدِي رضي الله عنه قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى النبي -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- فقالَ: يا رَسُولَ الله دُلَّنِي على عَمَلٍ إِذَا عَمِلْته أَحَبَّني الله وَأَحَبّنِي النَّاسُ، فَقالَ: ((ازْهَدْ في الدُّنْيا يحِبَّكَ الله وازْهَد فِيما عِنْدَ النَّاسِ يحِبَّكَ النَّاسُ)) حَديثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ ماجة وَغَيرُهُ بأَسانِيدَ حَسَنَةٍ.
التعريف بالراوي:
- هو الصحابي الجليل: سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الساعدي، -رضي الله عنه-.
- وكان اسمه (حزَن) فغيره النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى (سهل) لأنه كان -صلى الله عليه وسلم- يحب الاسم الحسن ويتفاءل به، ويغير الأسماء القبيحة أو التي فيها شرك مثل عبد شمس ونحوها.
- كنيته: أبو العباس.
- وكان صوته من الأصوات الجميلة في ترتيل القرآن الكريم.
- توفي بالمدينة سنة 88هـ.
فوائد الحديث:
1- حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عما ينفعهم.
2- الإنسان بطبيعته يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس.
3- مَنْ زهد في الدنيا أحبه الله.
4- مَنْ زهد فيما عند الناس أحبه الناس.
أقوال السلف:
1- قال مسروق -رحمه الله-: إن أحسن ما أكون ظناً حين يقول الخادم: ليس في البيت قفيز من قمح ولا درهم.
2- قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: أصل الزهد الرضا عن الله -عز وجل-.
3- قال سفيان الثوري -رحمه الله-: الزهد في الدنيا: قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباء.
4- قال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
5- قال أبو سليمان -رحمه الله-: كل ما يشغلك عن الله من أهل ومال وولد فهو مشئوم.
6- قال الحسن رحمه الله: لا تزال كريماً على الناس ولا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم ، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك.
7- قال أيوب السختياني -رحمه الله-: لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عما يكون منهم.
8- كان عمر -رضي الله عنه- يقول في خطبته على المنبر: إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من شيء استغنى عنه.
الحديث الثاني والثلاثون
32- عَنْ أبي سَعِيدٍ سعد بْنِ مالِكِ الخُدْرِي -رضي الله عنه- أَنَّ رسول الله -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- قال: ((لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ)) حَديثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ ابْنُ ماجَهْ والدَّارَقُطْنِي وَغَيرهمَا.
التعريف بالراوي:
- هو الصحابي الجليل: سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الأنصاري.
- شهد بيعة الرضوان، وروى كثيراً من الأحاديث النبوية حيث تجاوزت مروياته ألف حديث، كان مفتي المدينة، وهو أحد الستة الذين بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على ألا تأخذهم في الله لومة لائم.
- توفي رضي الله عنه سنة 74هـ.
فوائد الحديث:
1- الضرر والضرار منفيان شرعاً.
2- الفرق بين الضرر والضرار: أن الضرر يحصل بلا قصد، والضرار يحصل بقصد.
3- من الأمثلة على نفي الضرار: لو أن إنساناً له جار، وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار أقصد المضارة، نقول له: حتى وإن لم تقصد لأن الضرر منفي شرعاً.
أقوال السلف:
1- قال ابن عباس رضي الله عنهما: الإضرار في الوصية من الكبائر.
الحديث الثالث والثلاثون
33- عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ الله -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- قالَ: ((لَوْ يعْطَى النَّاسُ بِدَعْواهم لادَّعَى رجالٌ أَمْوالَ قَوْمٍ وَدِماءَهْم، ولَكِن البَينَةُ على المُدَّعِي واليمِينُ على مَنْ أَنْكَرَ)) حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ البَيهَقِي وَغَيرُهُ هَكَذَا، وَبَعْضُهُ في الصَّحيحَينَ.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع عشر.
معاني الكلمات:
بدعواهم: بما يدعونه على غيرهم.
البينة: كل ما بان به الحق سواء كانت شهوداً أو قرائن.
فوائد الحديث:
1- حرص الشريعة الإسلامية على حفظ أموال الناس ودمائهم.
2- أن الدعوى لا تقبل إلا ببينة.
3- أن المدعي إذا أقام البينة على ما ادعاه حُكم له بما ادعاه.
4- أن اليمين على من أنكر الدعوى.
5- أن المدعى عليه إذا رفض أن يحلف يقضى عليه بالنكول.
الحديث الرابع والثلاثون
34- عَنْ أبي سعِيدٍ الخُدْرِي -رضي الله عنه- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- يقُول: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فلْيغَيرْهُ بِيدِهِ، فإِنْ لَمْ يسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإِن لَمْ يسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أَضْعَفُ الإِيمان)) رَوَاهُ مُسْلِم.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث الثاني والثلاثون.
فوائد الحديث:
1- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ذلك من خصال الإيمان.
2- وجوب تغيير المنكر على هذه المراتب.
3- تيسير الشرع حيث رتب هذه المراتب حسب الاستطاعة.
4- أهمية أن يكون تغيير المنكر بالحكمة وأن لا يؤدي إلى منكر أكبر منه.
أقوال السلف:
1- قال سفيان الثوري -رحمه الله-: لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى. 2- قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: الناس محتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلن بالفسق فلا حرمة له. 3- قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: يأمر بالرفق والخضوع، فإن أسمعوه ما يكره فلا يغضب فيكون يريد أن ينتصر لنفسه. الحديث الخامس والثلاثون
35- عَنْ أبي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- قال: قالَ رَسُولُ -صَلى الله عليهِ وسَلَّم-: ((لاَ تحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضوا، وَلا تَدابَرُوا، وَلا يبعْ بَعْضُكُمْ على بيعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبادَ اللّهِ إِخْوَانا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يظْلِمُهُ، ولا يـخْذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلا يحْقِرُهُ، التَّقْوَى هاهُنَا، -وَيشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرات- بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرّ أَن يحْقِرَ أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المسلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَماُلُه وَعِرْضُهُ)) رَوَاهُ مُسْلِم.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع.
معاني الكلمات:
لا تحاسدوا: الحسد هو كراهية نعمة الله على الآخرين مع تمني زوالها منهم.
لا تناجشوا: النجش هو أن يزيد الرجل في ثمن السلعة في المناداة وهو لا يريد شراءها، بل يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.
لا تدابروا: التدابر هو الهجران والقطيعة.
فوائد الحديث:
1- نهي الشريعة الإسلامية عن كل ما يؤدي إلى التباغض والقطيعة بين المسلمين.
2- أهمية الأخوة بين المسلمين.
3- بيان أهمية القلب وأنه محل التقوى.
4- تحريم دم المسلم وعرضه.
أقوال السلف:
1- قال عمر -رضي الله عنه-: إنا كنا نعرفكم إذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا وإذ ينـزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد انطلق به وانقطع الوحي فإنما نعرفكم بما نخبركم، ألا من أظهر منكم لنا خيراً ظننا به خيراً وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم شراً ظننا به شراً وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل.
2- قال الحسن -رحمه الله-: المصافحة تزيد في المودة.
الحديث السادس والثلاثون
36- عَنْ أبي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النبي -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- قالَ: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يوْمِ القِيامَةِ، وَمَنْ يسَّرَ على مُعْسِرٍ يسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنْيا والآخِرَةَ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ الله في الدُّنْيا والآخِرَةِ، والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْن أَخيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ الله لَهُ بِهِ طَرِيقاً إلى الجِنَّةِ، وَما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيت مِنْ بُيوتِ الله يتْلُونَ كتاب الله وَيتَدارَسونهُ بَينَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيهِمُ السَّكِينةُ، وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ الله فيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بطَّأَ بهِ عَمَلُهُ لم يسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)) رَوَاهٌ مُسْلِم بِهَذَا اللَّفْظِ.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع.
معاني الكلمات:
كربة: الشدة والضيق.
فوائد الحديث:
1- الترغيب في إعانة المسلمين بتنفيس الكرب والتيسير على المعسرين.
2- الترغيب في ستر المسلم الذي لا يجاهر بالمعاصي.
3- الحث على طلب العلم وبيان فضله.
4- فضيلة اجتماع الناس على قراءة القرآن.
5- أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل صالحاً.
أقوال السلف:
1- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. 2- قال الحسن -رحمه الله-: العلم علمان: علم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب فذاك العلم النافع.
3- قال الربيع بن أنس -رحمه الله-: إن الله ذاكر من ذكره، وزائد من شكره، ومعذب من كفره
الحديث السابع والثلاثون
37- عَنْ ابْن عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنهُمَا- عَنْ رَسول الله -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- فيما يرْويهِ عَنْ رَبَهِ َتبارَكَ وَتعالى، قال: ((إنَّ الله كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيئاِتِ ثَمَّ بَيَّن ذلكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَة، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَملَها كَتَبها الله عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنات إلى سبعمائةِ ضعفٍ إلى أضعاف كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيئَةٍ فَلَمْ يعْمَلْهَا كَتَبها الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كاملَةً، وَإن هَمَّ ِبها فَعَمِلَها كَتَبها الله سيئَةً وَاحِدَةً)) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف، فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الألفاظ وقوله (عنده) إشارة إلى الاعتناء بها، وقوله (كاملة) للتأكيد وشدة الاعتناء بها، وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها (كتبها الله عنده حسنة كاملة) فأكدها بـ(كاملة) (وإن عملها كتبها سيئة واحدة) فأكد تقليلها بـ(واحدة) ولم يؤكدها بكاملة، فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع عشر.
فوائد الحديث: 1- أن الله تعالى كتب للحسنات جزاءً وللسيئات جزاءً وهذا من تمام عدله وحكمته.
2- أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وأما السيئة فواحدة.
3- بيان الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة.
أقوال السلف:
1- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: من أتى فراشه وهو ينوي أن يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما نوى.
(فائدة):
قال ابن رجب رحمه الله: مضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بحسب حسن الإسلام - كما جاء ذلك مصرحاً به في حديث أبي هريرة وغيره-، ويكون بحسب كمال الإخلاص، وبحسب فضل ذلك العمل في نفسه، وبحسب الحاجة إليه.
الحديث الثامن والثلاثون
38- عَنْ أبي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ -صَلى الله عليهِ وسَلَّم-: ((إِنَّ اللّهَ تَعَالى قَالَ: مَنْ عادَي لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّب إليَّ عَبْدِي بشَيء أحَبَّ إليَّ مِمَّا افْترضتٌه عَلَيه، ولا يزَالُ عَبْدِي يتَقَرَبُ إليَّ بِالنَوافِل حتى أُحِبَّهُ، فإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَه الذي يبْصِرُ بِهً، وَيدَهُ التي يبْطِشُ بِها، وَرِجْلَهُ التي يمْشِي بِها، وَلَئِنْ سأَلَنِي لأُعْطِينَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعاذَنِي لأُعِيذَنَّه)). رواه البخاري.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع.
معاني الكلمات:
آذنته بالحرب: أعلمته بأني محارب له.
فوائد الحديث: 1- أن الله تعالى له أولياء من عباده الصالحين، يحبهم ويحبونه.
2- معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب وقد توعد الله من يعاديهم بإيذانه بالحرب.
3- الفريضة أحب إلى الله من النافلة، ولا يتقرب العبد إلا الله بشيء أحب إليه من أداء الفرائض.
4- الاستمرار على أداء النوافل سبب لمحبة الله تعالى للعبد.
5- إذا أحب الله العبد حفظ له سمعه وبصره ويده ورجله فلا يسمع الحرام ولا يبصر الحرام ولا يمشي إلى الحرام ولا يبطش بالحرام.
6- محبة الله للعبد سبب لإجابة دعاء العبد وإعاذته مما استعاذ منه.
أقوال السلف:
1- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله، وصدق النية فيما عند الله تعالى.
2- قال محمد بن النضر الحارثي -رحمه الله-: ما يكاد يمل القربة إلى الله تعالى محب لله، وما يكاد يسأم من ذلك.
3- قال خباب بن الأرت -رضي الله عنه- لرجل: تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
4- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم.
الحديث التاسع والثلاثون
39- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضيَ الله عَنْهُمَا- أَنّ رَسُولَ الله -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- قالَ: ((إِنَّ اللّهَ تَجَاوَزَ لي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنَّسْيانَ وَما اسْتُكْرِهُوا عَلَيهِ)) حَدِيثٌ حَسنٌ روَاهُ ابْنُ ماجَهْ والبَيهَقِي وَغَيرهمَا.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث التاسع عشر.
معاني الكلمات:
تجاوز: عفا.
فوائد الحديث: 1- سعة رحمة الله تعالى.
2- أن من أكره على شيء فعلي أو قولي فإنه لا يؤاخذ عليه.
3- الإكراه لا يبيح قتل الغير، وعلى الإنسان إذا أكره على قتل غيره أن يرفض ويتحمل ما يصيبه من أذى في سبيل الله.
4- لا يكون الإكراه في الزنا.
الحديث الأربعون
40- عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضيَ الله عَنْهُمَا- قال: أَخَذَ رَسُولُ اللّهِ -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- بِمَنْكَبِي فَقالَ: ((كُنْ في الدُّنْيا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عابِرُ سَبِيلٍ)) وكانَ ابْنُ عُمَرَ رَضيَ الله عَنْهُمَا يقُولُ: إِذَا أَمْسَيتَ فَلا تنَتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وَخُذْ مَنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَياتِكَ لِمَوْتِكَ. رَوَاهُ البخاري.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث الثالث.
معاني الكلمات:
غريب: هو المقيم في بلد ليس من أهلها.
عابر سبيل: هو الذي مرَّ بالبلد وهو مسافر.
فوائد الحديث:
1- ينبغي للإنسان ألا يجعل الدنيا مقر إقامة بل يكون فيها كالغريب أو عابر السبيل.
2- على العاقل أن يستغل أيام صحته بالاجتهاد في العبادة قبل أيام المرض ويستغل حياته قبل أن يموت.
3- فضيلة قصر الأمل بأن لا يحدث العبد نفسه بانتظار المساء إذا أصبح ولا بانتظار الصباح إذا أمسى.
أقوال السلف:
1- دخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه، فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر أين متاعكم؟ فقال: إن لنا بيتاً نتوجه إليه، فقال: إنه لا بد لك من متاعٍ مادمت هاهنا، فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
2- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
3- قال الحسن البصري -رحمه الله-: المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها، له شأن وللناس شأن. 4- قيل لمحمد بن واسع -رحمه الله-: كيف أصبحت؟ قال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة؟
5- قال الحسن -رحمه الله-: إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك.
6- قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- لرجل: كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ.
7- قال عون بن عبد الله -رحمه الله-: ما أنزل الموتَ كُنْهَ منزلته من عدَّ غداً من أجَلِهِ، كم من مسقبل يوماً لا يستكمله، وكم من مؤملٍ لغدٍ لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره. 8- قال عون بن عبد الله -رحمه الله: إن من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا ما ظن أنه لا يدرك آخره.
9- قال بكر المزني -رحمه الله-: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل لعلي لا أصلي غيرها. 10- قال سعيد بن جبير -رحمه الله-: كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: عضرة أحاديث من الأربعين النووية (31 - 40) السبت 13 أبريل 2013, 6:58 am | |
| الحديث الحادي والأربعون
41- عَنْ أَبِي محمَّدٍ عبدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ)) حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ روَيْنَاهُ فِيْ كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.
التعريف بالراوي:
- هو الصحابي الجليل: عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما.
- هو وأبوه صحابيان، أسلم قبل أبيه، وكان عالماً فاضلاً قارئاً للقرآن، من حفاظ الحديث والمكثرين لروايته.
- وكان كثير الصيام وقراءة القرآن.
- قيل إنه توفي سنة 65 هـ، -رضي الله عنه- وأرضاه.
معاني الكلمات:
هواه: ميله وإرادته.
فوائد الحديث:
1- نفي الإيمان في هذا الحديث مقصود به نفي كمال الإيمان وليس المراد نفي الإيمان بالكلية.
2- وجوب الانقياد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
3- يجب على الإنسان أن يتخلى عن هواه المخالف لشريعة الله.
أقوال السلف:
1- قال الحسن -رحمه الله-: قال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله إنا نحب ربنا حباً شديداً، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً، فأنزل الله هذه الآية: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
الحديث الثاني والأربعون:
42- عَنْ أَنَس بْن مالكٍ -رضي الله عنه- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ -صَلى الله عليهِ وسَلَّم- يقولُ: ((قالَ اللّهُ تعالى: يا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ ما دَعَوْتَني وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبالي، يا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطايا ثمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيئاً لأَتَيتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً)) رَوَاهُ الترمذي وقَالَ: حدَيثٌ حَسَنٌ صَحَيحٌ.
التعريف بالراوي:
سبق التعريف به في الحديث الثالث عشر.
معاني الكلمات:
عنان السماء: أعلى السماء، وقيل السحاب.
بقُراب الأرض: ملء الأرض.
فوائد الحديث:
1- أن الإنسان إذا دعا الله ورجاه غفر له مهما كانت ذنوبه عظيمة.
2- بيان سعة رحمة الله عز وجل وعظيم مغفرته.
3- التحذير من القنوط من رحمة الله حيث أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفر الإنسان منها ربه غفر له حتى لو بلغت عنان السماء.
4- فضيلة التوحيد وأنه إذا لقي العبد ربه به فإنه سبب لمغفرة الذنوب.
أقوال السلف:
1- قال الحسن -رحمه الله-: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم؛ فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.
2- قال ابن عمر -رضِيَ الله عَنهُمَا-: إن كنا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة يقول: رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الغفور.
3- قالت عائشة -رضي الله عنها-: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.
4- قال أبو المنهال -رحمه الله-: ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحب إليه من استغفارٍ كثير.
5- قال قتادة -رحمه الله-: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.
6- قال رياح القيسي -رحمه الله-: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة.
7- كان عمر -رضي الله عنه- يطلب من الصبيان الاستغفار، ويقول: إنكم لم تذنبوا.
8- كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول لغلمان الكُتَّاب: قولوا: اللهم اغفر لأبي هريرة، فَيُؤَمِّن على دعائهم.
هذا والله أعلم وأحكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وكتبــــــــــــــــه:
هاني الشيخ جمعة غفر الله له ولوالديه وللمسلمين. rowadt@gmail.com
المراجع:
1- قواعد وفوائد من الأربعين النووية - ناظم محمد سلطان.
2- شرح الأربعين النووية - الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
3- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثا النووية - إسماعيل بن محمد الأنصاري.
4- منهج الحديث للمرحلة المتوسطة - وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية.
كتب من إعداد المؤلف:
1- كيف تحفظ القرآن وتراجعه في 1000 يوم؟!. http://www.saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3258.
2- داء الحسد وأثره على طلبة العلم. http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=4202.
3- أقوال السلف من كتاب جامع العلوم والحكم. http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3740.
تم بحمد الله.
|
|