أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: قصة جميلة اسمعها من الشيخ أبو إسحاق الحويني الأحد 20 يناير 2013, 10:54 pm | |
| قصة جميلة اسمعها من الشيخ أبو إسحاق الحويني
يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني في احد دروسه:
أنه زار أحد أصدقائه فوجده كئيباً حزيناً فلما سأله عن سبب حزنه بكى الرجل بكاءاً عظيماً ثم قال يا شيخ زوجتي مريضة وأنا ألازمها منذ أيام...
يقول الشيخ أبو أسحاق الحويني: استغربت... منه هذا البكاء العظيم...
فلما أنتبه الرجل قال: ياشيخ هل تستغرب أنني ابكي على زوجتي هذا البكاء والله لو عرفت عنها ما أعرف لعذرتني ولم تلمني فاسمع مني ياشيخ...
يقول الرجل: أنه رجل فقير الحال في وظيفة متواضعة بالكاد يسد حاجته وقد شاء الله أن يفاتحه أحد الأشخاص لما رأى أمانته وصلاحه بأن يزوجه ابنته لما رأى من صلاحه وتقواه وكان أبو الزوجة غني من الأغنياء فتم الزواج وكانت نِعمَ الزوجة الصالحة والتي جعلت حياته جنة في الأرض بكل ما تعني هذه الكلمة...
إلى أن جاءني والدها يوماً وقال لي: اتق الله يا فلان واشتري لزوجتك بعض الخبز والجبن والفلافل والفول ولا تكثر عليها اللحم فقد ملَّت من أكل الدهن واللحم والفاكهة...
يقول الرجل: فتحت فمي ولم أدر ما أجاوبه فلم أفهم ماذا قال وماذا يقصد حتى قابلت زوجتي وسألتها فكانت المفاجأة التي حركت الأرض من تحت أقدامي...
لقد كانت زوجته كلما ذهبت إلى أهلها ويقدمون لها اللحم والطبخ الدسم والفاكهة فكانت تقول لا أريد هذا الطعام فقد مللته ولا تأكل شيئاً منه...
وتقول لهم أن زوجها لا يحرمها من شيئ منه بل إنه أكثر عليها منه حتى ملت من اللحم والفاكهة لكنها تشتهي الجبنة والفلافل وما شابهها فهو لا يحضره لها...
بينما الحقيقة أنها في بيت زوجها لم تكن ترى اللحم في الشهر والشهرين إلا مرة وكان أغلب أكلها من الجبنة الحامضة والفلافل والفول...
ولم يكن الرجل يملك ما يسد جوعه ولا جوع زوجته لكن الزوجة الصالحة أرادت أن ترفع زوجها عند أهلها وتجعله كبيراً في أعينهم...
وكانت تتحمل الجوع والحرمان ولا ترضى أن يُعيره أي أحد بفقره وحاجته بل كانت تُصبره وتشد من أزره وتُذكره بموعود الله له إن صبر...
ولم يمنعها أنها كانت الغنية الثرية التي حُرِمَت متعة الدنيا بل كانت نِعم الزوجة الصالحة الصابرة...
فقال الرجل للشيخ ابو أسحاق الحويني: هل علمت الآن ما سبب بكائي وخوفي عليها يا شيخ؟...
وهل تعلم يا شيخ أن هذا الموقف أحد مواقفها فقط فماذا لو حدثتك عنها وعن صلاحها وصيامها وقيامها وتقواها وحسن خلقها معي ومع الناس ومع ذلك فلن أوفيها حقها...
فأطرق الشيخ أبو إسحاق رأسه وانصرف وهو يدعو لها من كل قلبه فوالله إنها لنِعم الزوجة فلا إله إلا الله...
الأخوة الكرام لا أخفيكم أنني عندما سمعت قصة تلك الزوجة الصالحة نزلت دموعي على عيني إكباراً وإجلالاً لهذه الزوجة التي عرفت كيف تُتاجر مع ربها وعلمت أن رضا زوجها من رضا ربها وهو مفتاح جنتها...
أختكم في الله.. { ساجدة لله} ܓ✿
|
|