أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: التعقيبات المفيدة على كتاب كلمات القرآن تفسير وبيان الخميس 10 يناير 2013, 7:24 am | |
| التعقيبات المفيدة على كتاب كلمات القرآن تفسير وبيان للشيخ حسنين محمد مخلوف د. محمد بن عبدالرحمن الخميس أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي ahalalquran@hotmail.com دار الصميعي للنشر والتوزيع *** بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد: يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ) (سورة آل عمران, الآية (102)) وقال أيضـاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (سورة النساء, الآية (1)) وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (سورة الأحزاب الآية (70 – 71))
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد فقد جرى الأستاذ/ حسنين محمد مخلوف في كتابه (كلمات القرآن تفسير وبيان) على طريقة أهل الكلام من تأويل بعض الآيات المتعلقة بالصفات وعدم إجرائها على ظاهرها وإمرارها كما جاءت وقد طلب مني بعض الفضلاء التعليق على ما وقع فيه المؤلف من التأويلات فأجبته إلى طلبه رغبة مني في إظهار الحق وبيانه، وكتبت ما بدا لي من ملحوظات على الكتاب، والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها المسلمين والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل. كتبه د. محمد عبدالرحمن الخميس *** بسم الله الرحمن الرحيم ملحوظات على كتاب (كلمات القران وبيان) للشيخ محمد مخلوف أولاً: جاء في صفحة (88) الآية (54) من سورة (الأعراف)، وكذلك صفحة (112) وصفحة (134) وصفحة (177) وصفحة (211) وصفحة (236) وصفحة (277) وصفحة (323).
وفي قوله تعالى: (استوى على العرش) قال الشيخ مخلوف: (استوى بالمعنى اللائق به سبحانه). • قلت: إن كان يريد بكلامه هذا تفويض كيفية الاستواء فهذا حق، لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه ولا يعلم ذلك إلا الله كما قال الإمام مالك: (... والكيف مجهول)، وأما إن كان يريد بذلك أن معنى الاستواء نفسه مجهول فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرض لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار(انظر صحيح البخاري 4/387 ومن أراد المزيد فليراجع كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" وكتاب "العلو").
وعبارة المؤلف مبهمة تحتمل كلا المعنيين، ولكن السلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره (الاستواء معلوم) (الأثر: أخرجه ابن عبدالبر في التمهيد 7/138 من طريق عبدالله بن نافع عن مالك بن أنس الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18, وأبونعيم في الحلية 6/325-326 جمعهم من طريق جعفر بن عبدالله عن مالك وأخرجه الصابوني في عقيدة السلف ص17 من طريق جعفر بن ميمون عن مالك والبيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبدالله بن وهب عن مالك قال الحافظ في الفتح 103/406-407 إسناده "جيد" وصححه الذهبي في العلو ص103.
وورد في ألفاظ أخرى: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول). ***
ثانياً: جاء في صفحة (114) الآية (21) من سورة يونس.
في قوله تعالى: (قل الله أسرع مكرا ). قال الشيخ مخلوف : (أعجل جزاء وعقوبة).
• قلت: حقيقة المكر تدبير محكم في إنزال العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق العقوبة والجزاء, لأنه عقوبة على وجه مخصوص. ***
ثالثاً: جاء في صفحة (135) الآية (9) من سورة الرعد.
في قوله تعالى: (الكبير المتعال). قال الشيخ مخلوف: (المستعلي على كل شيء بقدرته).
• قلت: هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه، فهو المتعالي على كل شيء بقهره، والمتعالي بذاته فوق خلقه. ***
رابعاً: جاء في صفحة (235) الآية (27) من سورة لقمان.
في قوله تعالى: (ما نفدت كلمات الله). قال الشيخ مخلوف: (مقدوراته وعجائبه أو معلوماته).
• قلت: تفسير كلمات الله بمقدوراته أو بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له، لأنه سبحانه أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء, ولم يزل ولا يزال بتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لابد أن يفنى وينتهي، وكلام الله لا نفاد له، وتفسير كلمات الله بمقدوراته أو معلوماته تفسير لها بأمور وجودية وعدمية، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنه لا تنفد هي أمور وجودية، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع الى مذهب الأشاعرة في كلامه، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة فانهم يقولون: (لم يزل الله ولا يزال يتكلم بما شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها, فيوصف تعالى بأنه قال ويقول ونادى وينادي وكما أخبر بذلك تعالى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه) (انظر تفسير ابن جرير 21/80-82, وتفسير البغوي 6/292, وتفسير السعدي 6/166). ***
خامساً: جاء في صفحة (248) الآية (10) من سورة فاطر.
في قوله تعالى: (والعمل الصالح يرفعه). قال الشيخ مخلوف: (يرفع الله العمل الصالح ويقبله).
• قلت: هذا أحد القولين في تفسير الآية، والقول الثاني أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب لأنه برهان صدق الإنسان في كلامه الطيب, فإذا صدق فعله قوله كان حقيقاً وجديراً بان يرفعه الله تعالى ويقبله، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى (انظر تفسير ابن كثير 5/572-573). ***
سادساً: جاء في صفحة (329) الآية (3) من سورة الحديد.
في قوله تعالى: (الظاهر والباطن). قال الشيخ مخلوف: (الظاهر بوجوده ومصنوعاته وتدبيره) (والباطن بكنه ذاته عن العقول).
• قلت: الأولى تفسير هذين الاسمين: (الظاهر والباطن) بما فسرهما به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء)، فيكون اسمه الظاهر دالاً على علوه على خلقه واسمه الباطن دالاً على إحاطة علمه وانه لا يحجبه شيء فسمعه واسع لجميع الأصوات، وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات. ***
سابعاً: جاء في صفحة (350) الآية (42) من سورة القلم.
في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق). قال الشيخ مخلوف: (كناية عن شدة هول القيامة).
قلت: هذا أحد القولين في تفسر الآية, والقول الثاني: أن المراد يكشف الله عن ساقه، ويدل لهذا الحديث الثابت في الصحيح(أخرجه البخاري – كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) 13/431 حديث رقم 7439 وأخرجه أيضاً مسلم حديث 183 من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري)، والسلف لم يختلفوا في إثبات صفة الساق كرجله ويده وإنما اختلفوا في تفسير هذه الآية.
فقال بعضهم: (المراد بالساق ساق الله فالله يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون حينئذ كما في الصحيحين) (لفظه عند البخاري أن أبا سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال (هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً؟) قلنا: لا, قال: (فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضرون في رؤيتها.
ثم قال: (ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغيره من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنه سراب فيقال لليهود ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً ابن الله, فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون؟ قال: نريد أن تسقينا, فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم, ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله, فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون, فيقولون نريد أن تسقينا, فيقال: اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر, فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس, فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي راؤه فيها أول مرة, فيقول: أنا ربكم, فيقولون: أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء, فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق, فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياءً وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاُ واحداً.. الحديث)).
وقال بعضهم: (إن المراد شدة الهول) فلم يجعلوها من آيات الصفات، ولكنهم لم ينفوا صفة الساق الثابتة في السنة فلم يثبتوا صفة الساق بنص القرآن وإنما أثبتوها بالسنة ولا منافاة بين القولين فالله يكشف عن ساقه يوم شدة الهول.
بخلاف المعطلة فانهم لا يؤمنون بصفة الساق ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسنة بل حملوا الآية والحديث على شدة العذاب، وهذا وان كان محتملا في الآية فانه لا يحتمل في تفسير الحديث لورود الساق مضافة الى الضمير العائد على الله تعالى(انظر تفسير ابن جرير 29-38-42, وتفسير ابن كثير 7/90-91). ***
ثامنا: جاء في صفحة (384) الآية (1) من سورة الأعلى.
في قوله تعالى: (سبح اسم ربك) ولم يذكر الأعلى وهي تمام الآية.
ومعناه الأعلى من كل شيء، فهو أفعل تفضيل دال على علوه تعالى بكل معاني العلو فهو الأعلى قدراً ومنزلة، وهو الأعلى بالقهر والغلبة, وهو الأعلى بذاته فوق كل شيء وفي ذكر اسمه الأعلى في هذا الموضع بيان لموجب استحقاقه للتسبيح وهو التنزيه عن النقائض. *** فهرس المراجع 1- تفسير ابن جرير الطبري (جامع البيان) طبعة مكة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر الطبعة الثالثة (1388هـ). 2- تفسير البغوي المسمى (معالم التنزيل) للإمام أبى محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن ومروان سوار دار المعرفة ببيروت لبنان الطبعة الأولى (1406هـ). 3- تفسير ابن السعدي طبع المؤسسة السعدية. 4- العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي ط السلفية المدينة. 5- عقيدة السلف أصحاب الحديث لأبي إسماعيل الصابوني تحقيق وتخريج بدر البدر الدار السلفية الكويت. 6- مجموع فتاوي ابن تيمية جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تصوير عن الطبعة الأولى (1398هـ). |
|