| التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الأربعاء 28 أبريل 2010, 4:57 am | |
|
التراجم القرآنية ترجم القرآن الكريم الى (22) لغة منها كاملة ومنها ناقصة وفيما يلي ذكر للتراجم واعدادها: اللغة الاراكنية، ترجمة واحدة. البوهيمية، ثلاث تراجم. السويدية، ست تراجم. التركية، ست وثمانون ترجمة. الافريقية، ست تراجم. الدانماركية، ثلاث تراجم. الالبانية، ترجمتان. الروسية، احدى عشر ترجمة. لغة الخميادو- اللغة القديمة لاسبانيا- خمس وثلاثون ترجمة. الرومانية، ترجمة واحدة. اللغة الالمانية، اثنان واربعون ترجمة. الايطالية، احدى عشر ترجمة. الانجليزية، سبع وخمسون ترجمة. الفرنس! ية، ثلاث وثلاثون ترجمة. الاوكرانية، ترجمة واحدة. الفنلندية، ترجمة واحدة. لغة اسبرانتو، ترجمة واحدة. اللاتينية، اثنان واربعون ترجمة. اللغة البرتغالية، اربع تراجم. وبذلك يكون مجموع التراجم المدونة بكافة اللغات ثلاثمائة وواحدا وثلاثين ترجمة. البلغارية، ترجمتان. اللغة البولندية، عشر تراجم. لغة البوسناق، ثلاث عشر ترجمة http://www.islamiyyat.com/quran.htm يتبع إن شاء الله تعالى..
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 07 يونيو 2021, 10:57 am عدل 2 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الأربعاء 28 أبريل 2010, 5:17 am | |
| تاريخ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية ترجمة القرآن الكريم إلى اللاتينية فيها من الحذف والإضافة والتصرف بحرية ما جعل هذه الترجمة لا تشتمل على أي تشابه مع الأصل. جذب القرآن الكريم بطريقته المثلى في عرض عقيدته وشريعته، وبأسلوبه المتفرد في صياغة أفكاره ومبادئه، اهتمام كثير من الأوروبيين وبخاصة القساوسة والرهبان، فدعوا إلى ترجمته أولاً قبل دراسته ومنافحته بعد ذلك، والذي يفسر لنا ذلك كله، أن أول من دعا إلى ترجمة القرآن الكريم هو الراهب 'بيتر المحترم' رئيس دير 'كولني' في فرنسا سنة 1143م، وأن اللذين قاما بهذه الترجمة هما الراهبان 'روبرت' و'هرمان'. يقول 'محمد صالح البنداق': 'أول ترجمة للقرآن الكريم باللغات الأوروبية كانت باللاتينية، وقد تمت بإيعاز وإشراف رئيس دير 'كلوني' في جنوب فرنسا الراهب 'بطرس المبجل'، وهذا اسمه وكان ذلك سنة 1143م، وعلى يد راهب إنجليزي يدعى 'روبرت الرتيني' وراهب ألماني يدعى 'هرمان'. جاء في خطاب 'بيتر المحترم' إلى القديس 'برنار'، ما يلي: 'قابلت روبرت وصديقه هرمان الدلماطي العام 1141م، بالقرب من 'الأبر' في إسبانيا وقد صرفتهما عن علم الفلك إلى ترجمة القرآن باللاتينية، فأتماها سنة 1143م، وكانت أول ترجمة للقرآن استعانا فيها باثنين من العرب'. والمثير للاستغراب، أن الدوائر الكنسية منعت طبع هذه الترجمة وإخراجها إلى الوجود، لأن إخراجها من شأنه أن يساعد على انتشار الإسلام بدلاً من أن يخدم الهدف الذي سعت إليه الكنيسة أصلاً وهو محاربة الإسلام، يقول G.H Bousquet: 'منذ سنة 1141م، اجتمع رجال الدين بإيعاز من 'بيتر المحترم' رئيس 'دير كلوني' لترجمة القرآن إلى اللاتينية، قصد محاربة الإسلام'. وظلت هذه الترجمة مخطوطة في نسخ عدة، تتداول في الأديرة مدة أربعة قرون فقط إلى أن قام 'ثيودور بيبلياندر' بطبعها في مدينة 'بال' في سويسرا في 11 يناير سنة 1543م، وسميت هذه الترجمة ترجمة 'بيبلياندر' وتميزت بمقدمة لـ'مارتن لوثر' و'فيليب ميلانختون'، تحدث عنها 'جورج سال' قائلاً: 'إن ما نشره 'بيبلياندر' في اللاتينية زاعمًا بأنها ترجمة للقرآن الكريم لا تستحق اسم ترجمة، فالأخطاء اللانهائية والحذف والإضافة والتصرف بحرية شديدة في مواضع عدة يصعب حصرها يجعل هذه الترجمة لا تشتمل على أي تشابه مع الأصل'. وهذه شهادة أخرى على فساد هذه الترجمة ننقلها عن أحد المستشرقين البارزين في مجال الدراسات القرآنية، هو المستشرق الفرنسي 'بلاشير'، الذي يقول: 'لا تبدو الترجمة الطليطلية للقرآن بوجه من الوجوه ترجمة أمينة وكاملة للنص'. ومع ذلك، شكلت هذه الترجمة النواة الأولى لباقي الترجمات الأوروبية الأخرى للقرآن الكريم. بل مارست عليها تأثيرًا قويًا إلى درجة الاقتباس منها والسير على منهجها. ثم توالت الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية بعد ذلك في الظهور: حيث ظهرت أول ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية سنة 1647م، على يد 'أندري دي ريور' وقد كان لهذه الترجمة صدى كبيرًا لفترة طويلة من الزمن، حيث أعيد طبعها مرات عدة وترجمت إلى مختلف اللغات الأوروبية، يقول J.D Pearson: 'إن الترجمة الفرنسية القديمة جدًا، هي ترجمة 'أندري دي ريور'، طبعت كثيرًا بين الأعوام 1647م، و 1775م، وكانت كلها تحتوي على مختصر لديانة الأتراك وبعض المستندات، وقد نتج من هذا العمل أول ترجمة للقرآن إلى الإنجليزية بوساطة 'ألكسندر روس' وكانت أيضًا للأب Le Pere ترجمات أخرى إلى الهولندية بوساطة 'جلازماخر' وإلى الألمانية بوساطة 'لانج'، وإلى الروسية بوساطة 'بستنكوف' و'فريفكين'. وفي القرن السابع عشر، عملت ترجمة من العربية مباشرة إلى اللاتينية للإيطالي 'مركي' سنة 1698م، وتعتبر هذه الترجمة عمدة كثير من الترجمات الحالية، في كتاب lslamologie وكانت كما يلي: 'في العام 1698نشر 'لودفيك مركي'. بعد أكثر من أربعين سنة من دراسته للقرآن، ولمختلف المفسرين المسلمين ـ النص العربي للقرآن مصحوبًا بترجمة لاتينية وجيزة جدًا وبنقط وردود، وقد كان هذا المؤلف مصدرًا لكثير من المترجمين الحاليين الذين أخذوا منه أهم المواد'. واعتبر 'هنري لامنز' هذه الترجمة أكثر الترجمات إنصافًا للقرآن الكريم، ومرجع كثير من المترجمين الأوروبيين، غير أنهم لا يشيرون إليها في معظم الأحيان، والنتيجة كما يقول 'لا مينز': 'إننا لا نملك ترجمة وحيدة للقرآن لا عيب فيها وأكثرها إنصافًا هي الترجمة اللاتينية القديمة لـ'مركي' '1691 ـ1698م' والتي تستند إليها جميع التراجم اللاحقة، من غير اعتراف في أكثر الأحيان'. وفي القرن الثامن عشر، ظهرت ترجمات أنجزت أيضًا على أصل عربي، حيث نشر الإنجليزي 'جورج سال'، ترجمة مباشرة من العربية إلى الإنجليزية سنة 1734م زعم في مقدمتها أن القرآن إنما هو من اختراع 'محمد' ومن تأليفه وأن ذلك أمر لا يقبل الجدل، ونشر الفرنسي 'سافاري' ترجمة مباشرة إلى الفرنسية سنة 1751م 'حظيت بشرف نشرها في مكة سنة 1165هـ'، وإن كان 'إدوارد مونتيه' E.montet يقول: 'إنه رغم أن ترجمة 'سافاري' طبعت مرات عدة، وأنيقة جدًا، لكن دقتها نسبية'. وفي سنة 1840م ظهرت إلى الوجود ترجمة 'كزيمرسكي'، التي تعتبر ـ مقارنة مع ترجمة 'سافاري' أكثر عراقة واستعمالاً. رغم عوزها بعض الأمانة العلمية وفهم البلاغة العربية يقول 'مونتيه' عن هذه الترجمة: 'لا يسعنا إلا الثناء عليها، فهي منتشرة كثيرًا في الدول الناطقة بالفرنسية'. وفي سنة 1925م ظهرت ترجمة 'إدوارد مونتيه' التي امتازت بالضبط والدقة، والتي تحدث عنها الأستاذ 'محمد فؤاد عبد الباقي' بما نصه 'كنت طالعت في مجلة المنار مقالاً للأمير 'شكيب أرسلان' عن ترجمة فرنسية حديثة للقرآن الكريم وضعها الأستاذ: 'إدوارد مونتيه' ـ
وقد قال عنها: إنها أدق الترجمات التي ظهرت حتى الآن وقد نقل عنها إلى العربية مقدمة هذه الترجمة، وهي في تاريخ القرآن وتاريخ سيدنا رسول الله، وقد نشرت في المنار، فاقتنيت هذه الترجمة فوجدتها قد أوفت على الغاية في الدقة والعناية وقد ذيلها المترجم بفهرس لمواد القرآن المفصل أتم تفصيل. وفي العام 1949م، ظهرت ترجمة 'بلاشير'، التي توجد السور فيها مرتبة حسب التسلسل التاريخي، يقول الدكتور 'صبحي الصالح' يرحمه الله: 'تظل ترجمة 'بلاشير' للقرآن في نظرنا أدق الترجمات، للروح العلمية التي تسودها لا يغض من قيمتها إلا الترتيب الزمني للسور القرآنية. وأهم ما يميز هذه الترجمة استعمال 'بلاشير' أساليب مطبعية مناسبة، وإرفاق نص الترجمة ببعض التعاليق والبيانات، وكثيرًا ما يورد للآية الواحدة ترجمتين يبين في إحداهن المعنى الرمزي، وفي الثانية المعنى الإيحائي، وغالبًا ما يميل إلى المعنى الإيحائي، وهذا ما جعلها أكثر الترجمات الفرنسية انتشارًا وطلبًا، جاء في كتاب lslamologie: إن المطلوب 'من مجموع هذه الترجمات، ما هو لـ'بيل' الإنجليزي، ولـ'بلاشير' الفرنسي ولـ'بوسني' الإيطالي'. ويبدو أن لـ'جاك بيرك' رأيًا مخالفًا حول هذه الترجمة، إذ يقول: 'ترجمة 'بلاشير' لها مزاياها، فهو رجل من أفضل المستشرقين الأوربيين إطلاعًا وضلاعة في قواعد اللغة العربية وآدابها، ولكن من نواقصه أنه كان علمانيًا. أي أنه لم يكن قادرًا على تذوق المضمون الروحي للقرآن وأبعاده الصوفية، ولا شك أن 'بلاشير' هو أستاذ عظيم فذ، فقد كان أستاذًا لي وصديقًا كبيرًا، ولكننا لو تكلمنا كعلماء بعيدًا عن العلاقات الخاصة، فإنني أقول: 'إن ترجمته للقرآن ـ على الرغم من مزاياها ـ فإن لها نواقصها، ولكنها تبقى من أفضل الترجمات الفرنسية للقرآن'. ومع مرور الوقت ـ كما يقول Bousquet ـ لم تلق الترجمات الجديدة للقرآن الكريم في فرنسا الاهتمام بنفسه. رغم ظهور ترجمات كثيرة غمرت السوق الفرنسية في السنوات الأخيرة. إلى أن صدرت في العالم 1990م ترجمة 'جاك بيرك' التي استغرق في إنجازها ثمان سنوات من العمل المتواصل، استعان فيها بعشرة تفاسير أولها تفسير 'الطبري'، وتفسير 'الزمخشري' من التفاسير القديمة، وتفسير 'محمد جمال الدين القاسمي' من التفاسير الحديثة، وأهم ما ميز هذه الترجمة تلك المقدمة التي خصها 'بيرك' لتحليل النص القرآني ومميزاته ومضامينه والخصوصيات التي يتمتع بها، لكن بالرغم مما أحدثته هذه الترجمة من ضجة كبيرة في الأوساط الفرنسية، واعتبرت حينها حدثًا ثقافيًا بارزًا، فإن صاحبها يرى أن عمله الترجمي لن يصل إلى مرحلة الكمال، وإنما سيكون موجهًا إلى المسلمين الذين لا يحسنون اللغة العربية، ويحسنون اللغة الفرنسية. وبالرجوع إلى تاريخ الترجمات الفرنسية للقرآن الكريم، يتضح لنا أنها مرت بثلاث مراحل رئيسة هي: 1ـ مرحلة الترجمة من اللاتينية إلى اللغة الفرنسية. 2ـ مرحلة الترجمة من اللغة العربية مباشرة إلى اللغة الفرنسية، وهذا مسلك نهجه كثير من المستشرقين الفرنسيين في ترجماتهم للقرآن في القرن العشرين أمثال 'بلاشير' و'بيرك'. 3ـ مرحلة دخول المسلمين ميدان الترجمة إلى اللغة الفرنسية، مثل ترجمة الجزائريين 'لايمش' و'ابن داود'، والتي كانت ـ كما يقول BousQuet ـ بأسلوب بليغ وعجيب. وترجمة 'أحمد يتحاني' العام 1936م، وترجمة 'حميد الله' سنة 1959م، وترجمة الدكتور 'صبحي الصالح' يرحمه الله سنة 1979م. وفي سنة 1966م، ظهرت ترجمة المستشرق الألماني 'رودي بارت'، وتعتبر أحسن ترجمة للقرآن الكريم باللغة الألمانية، بل باللغات الأوروبية عمومًا، وقد حرص صاحبها على أن يكون عمله علميًا وأقرب ما يكون من الدقة والأمانة في نقل المعاني القرآني من العربية إلى الألمانية حتى إنه حينما تعترضه كلمة يشكل عليها فهمها على الوجه المقصود، أو لا يطمئن إلى قدرته على تحديد معناها باللغة الألمانية، فإنه يثبتها بنصها العربي كما وردت في الآية الكريمة، ولكن بالحروف اللاتينية ليفسح المجال أمام القارئ لأن يتوصل بنفسه إلى إعطائها المعنى الذي يراه ملائمًا لسياق الكلام دون أن يفرض عليه وجهة نظره الشخصية. هذه أهم الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية المختلفة، وهناك ترجمات أخرى كثيرة لا يتسع لنا المقام لذكرها كلها، لكن للمزيد من التوسع في هذا المجال يستحسن الرجوع إلى كتاب 'شوفان'. ملاحظات عامة على الترجمات الأوروبية للقرآن الكريم إن المطلع على قائمة الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية، يمكن أن يقف على ملاحظات عدة، نرى من الضروري أن نسجل بعضًا مما تبدى لنا منها: الملاحظة الأولى: لقد كانت الترجمة اللاتينية الأولى للقرآن الكريم، الشرارة الأولى التي فجرت كمًا هائلاً من الترجمات بمختلف اللغات الأوروبية، حيث استمدت منها أصولها ونهجها، فظهرت الترجمة الإيطالية أولاً سنة 1547م أي بعد أربع سنوات فقط من ظهور الترجمة اللاتينية الأولى إلى الوجود، وبعدها بتسع وستين سنة ظهرت الترجمة الألمانية سنة 1616م وهلم جرا. الملاحظة الثانية: أن المدارس الاستشراقية الكبرى التي كان لها الشأن الكبير في مجال الدراسات القرآنية, نجدها تبرز بشكل واضح في مجال الترجمة القرآنية, كالمدرسة الألمانية, والفرنسية، والإنكليزية، والإيطالية، والهولندية. الملاحظة الثالثة: اختفاء أسماء كثير من المستشرقين من ذوي الحظ الوافر في الدراسات الموضوعية للقرآن، عن ترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم، كالمستشرق الألماني 'تيودور نولدكه' و'فلوجل' و'براجشترسر'، مع احتفاظ مستشرقين آخرين بمكانتهم وحظهم الوافر في ميدان ترجمة القرآن مثل 'بلاشير'، في حين برزت أسماء أخرى مثل الإيطالي 'جيوفاني بانزير'، والألماني 'أولمان لودفيج'، والهولندي 'جلازماخر'، والفرنسي 'دي ريور' والإنجليزي 'جورج سال'. الملاحظة الرابعة: مشاركة بعض المسلمين في ترجمة القرآن إلى اللغات الأوروبية المختلفة، مثل 'حميد الله' الذي ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية، و'صدر الدين' الذي ترجم القرآن إلى الألمانية، و'أحمد علي أمير' الذي ترجم القرآن إلى الإنكليزية. الملاحظة الخامسة: هناك ترجمات أوروبية، اعتمد فيها أصحابها الترتيب الزمني للسور مثل ترجمة الفرنسي 'بلاشير' والإنجليزي 'روديل' سنة 1861م. الملاحظة السادسة: عمد بعض المستشرقين في ترجماتهم للقرآن الكريم إلى وضع مقدمات منهجية لترجماتهم وتفسير بعض الألفاظ القرآنية، مثل ما فعل 'أربري' و'بلاشير' و'كزيمر سكي' و'بيرك'. الملاحظة السابعة: تتناثر بعض الترجمات الجزئية إلى جانب الترجمات الكاملة للقرآن، مثل ترجمة المستشرق السويدي 'سترستين' الذي ترجم فصولاً عدة من القرآن إلى الإسبانية ونشرها في مجلة العالم الشرقي سنة 1911م، وترجمة المستشرق الدنماركي 'بول' الذي نقل أجزاء عدة من القرآن إلى الدنماركية أظهر فيها سعة وإطلاع على الإسلام. الملاحظة الثامنة: صدور بعض الترجمات بأسماء مستعارة مثل الترجمة الإسبانية التي صدرت الطبعة الأولى منها بقلم OBB، وصدرت الطبعة الثانية بقلم JBB، وأخيرًا صدرت في الطبعتين الثالثة والرابعة بقلم JBBO. الملاحظة التاسعة: أن الظاهرة الغالبة على الترجمات القرآنية، أن أصحابها كثيرًا ما يصدرونها بالكلام عن تاريخ القرآن، ومصادره وموضوعاته وأحيانًا بالكلام عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل ترجمة 'بلاشير' و'إدوارد مونتيه'. الملاحظة العاشرة: أن الترجمات الأوروبية للقرآن الكريم، كانت من قبل مترجمين يحسنون اللغة التي ترجموا إليها أكثر من اللغة العربية، أو العكس، ولذلك كانت تلك الترجمات الأوروبية معرضة للخلل والنواقص الكثيرة. الملاحظة الحادية عشرة: أن القرآن الكريم ترجم إلى أكثر من مائة لغة أوروبية تتوزع على الشكل التالي: 57 ترجمة إلى الإنكليزية و42 ترجمة إلى الألمانية، و33 ترجمة إلى الفرنسية. الملاحظة الثانية عشرة: إعادة نشر وطبع ترجمات معينة طبعات عدة، خصوصًا تلك التي سادتها الضغينة وكثر فيها التحريف. والنتيجة ـكما قال 'لامينز'ـ 'إننا لا نملك ترجمة جيدة للقرآن لا عيب فيها'، بسبب أن المترجمين للقرآن الكريم: 1ـ لم يحاولوا فهم القرآن قبل كل شيء من نصه، كما يقضي بذلك قانون علم التفسير، بل إنهم انزلقوا دون تريث في البحث عن معاني الألفاظ. 2ـ لم يعنوا بمعاني الآيات ولا بمدلولات الألفاظ. 3ـ لم يكونوا من المسيطرين على دقائق علم النحو ولا هم من المتمكنين من المجاز والاستعارة. 4ـ عدم اعتنائهم بأسباب النزول. 5ـ عدم اعتنائهم ببيان الأحكام الفقهية وغيرها من الأحكام الواردة في الآيات. 6ـ عدم تعرضهم لبعض الأدوات الضرورية التي تساعد على فهم الآيات القرآنية كالنصوص الحديثية مثلاً. وأخيرًا، فإن ترجماتهم كانت حرة أكثر من اللازم، ما أدى كثيرًا إلى انغلاق المعنى على القارئ بالإضافة إلى فقدانها لعنصر التأثير والجذب، يقول R.Aznaldez: 'إن الترجمات الفرنسية كغيرها من الترجمات الأخرى للقرآن، مهما كانت نوعيتها وضبطها وقيمة أسلوبها، فإنها لا تؤثر في قلب غير المسلم، كما يؤثر القرآن وحده في قلب المتقين'.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 07 يونيو 2021, 11:05 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الأربعاء 28 أبريل 2010, 5:26 am | |
| تراجم بَلْقَانية للقرآن يتميز البلقان عن بقية أوروبا في أنه شهد انتشارًا متواصلا للإسلام بين سكانه الأصليين دام عدة قرون، منذ القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي على الأقل، وأدى إلى أن أصبح الإسلام يمثل دين نصف السكان على نحو غير مألوف. فقد اعتنقت الإسلام بعض الشعوب بغالبيتها (الألبان والبشناق) بينما اعتنقت الإسلام الشعوب الأخرى بأقليتها (الصرب والكروات والبلغار واليونان). وبالإضافة إلى الأتراك المسلمين الذين جاءوا واستوطنوا شرق البلقان (بلغاريا بشكل خاص) فان الغجر الذين يكثرون في البلقان فقد انقسموا أيضا كبقية السكان إلى مسلمين وغير مسلمين. وضمن هذا الخليط الإثني الذي يميز البلقان أصبح المسلمون هناك (من الألبان والبشناق والصرب والكروات واليونان والغجر والأتراك) يتقاربون ضمن ثقافة واحدة جديدة (الثقافة الإسلامية). وضمن هذه الثقافة كانت هناك لغة واحدة جديدة تنتشر بينهم بالتدريج وتقرب ما بينهم ، ألا وهي اللغة العربية. وفي الحقيقة ان هذا ما كان ليتم لولا القرآن الكريم. فقد تمحور التعليم عند المسلمين في البلقان خلال عدة قرون (حتى عهد التنظيمات / الإصلاحات العثمانية) على المستوى الأول (للأطفال / الأولاد) الذي كان يقتصر على تعلم / حفظ بعض سور القرآن الكريم، وعلى المستوى الثاني (المدرسة medrese) الذي يؤدي إلى تخريج الأئمة والوعاظ لتلبية حاجات المسلمين المحليين. ولكن مع بروز الحركات القومية في البلقان ، التي نمت الاهتمام باللغات القومية، وانطلاق التنظيمات / الإصلاحات العثمانية التي أدت إلى تدخل الدولة و إرسالء نظام تعليمي جديد يشمل كل المستويات، طرح لأول مرة بشكل مفاجئ وفرض نفسه في النهاية موضوع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات البلقانية، وبالتحديد عند البشناق والألبان الذين يشكلون غالبيته المسلمين في البلقان. البداية في بلغراد وكانت البداية في بلغراد في حين صدرت في 1895 ترجمة صربية لمعاني القرآن الكريم أنجزها أحد المثقفين الصرب الأرثوذكس ميتو لوبيبراتيتش، الذي تزعم انتفاضة الهرسك في 1875م؛ بهدف ضمها إلى صربيا. وفي مقدمة الترجمة يبدو أيضًا الهدف الآخر، ألا وهو ضم البشانقة إلى مظلة الصرب باعتبارهم "من المحمَّديين من القومية الصربية". وقد جاءت هذه الترجمة في وقتها (1895)؛ لتشكيل مفاجأة قوية للمجتمع المسلم التقليدي في البوسنة؛ ففي هذا المجتمع -كما في ألبانيا وغيرها- كان قد تكرّس الاعتقاد بعدم إمكانية ترجمة القرآن إلى أية لغة أخرى، بل إن الترجمة في حد ذاتها كانت بمثابة اقتراف ذنب عظيم. وبشكل عام فقد كان رجال الدين -العلماء- في البوسنة يرون أن القرآن الكريم لا بد أن يبقى كما هو (في العربية)، تحت رعايتهم ولم يرحبوا بأي تدخل للآخرين -المترجمين (اللائكيين- العلمانيين) في هذا المجال؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن هؤلاء "يريدون بآرائهم اللائكيية أن يفسروا ويحرفوا الدين"، ويصلون إلى القول بأن ترجمة القرآن الكريم "لدى كل شعب مسلم .. أعظم رغبة لكل المستعمرين". أما الحل عند هؤلاء فقد كان التأكيد على تعلم الأولاد -الشباب- اللغة العربية لكي يقرءوا القرآن الكريم في اللغة الأصلية التي أنزل بها. ولكن في حالة البوسنة بشكل خاص فقد كان قيام أحد الصرب -الكفار- بترجمة القرآن لإقناع المسلمين أنهم من "قومية واحدة" مع الصرب - تحمل الكثير من التحدي. وعلى الرغم من تحفظ واستنكار العلماء المسلمين لهذه الترجمة، ومن الترجمة بشكل عام .. فقد وجد بين الجيل الجديد من المثقفين المسلمين من يتقبل ويتمنى إنجاز ترجمة (مقبولة) لمعاني القرآن الكريم في اللغة المحلية. وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى بدأت محاولات الترجمة من قِبل المسلمين. وهكذا فقد قام محمد سعيد سرادرفيتش (1882 - 1918) بترجمة بعض سور القرآن الكريم، مع تفسيرها خلال 1913 في مجلة "مصباح"، بينما قام شكري الأغيتش (1881 - 1936) بترجمة "تفسير المنار"، الذي كان يصدره محمد رشيد رضا، ونشر جزأين منه في سراييفو خلال 1926 - 1927. وقد أثارت هذه المحاولات المزيد من الاهتمام والنقاش في الصحف والمجلات بين العلماء والمثقفين المسلمين، ومهدت لظهور وتقبل ترجمات جديدة كاملة للقرآن الكريم. وقد صدرت في سراييفو خلال 1937 ترجمتان: الأولى أنجزها العالمان محمد بانجا وجمال الدين تشاوشيفيتش، على غرار الترجمة التركية لعمر رضا، والثانية قام بها الحاج على رضا كاربك. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الترجمات البوسنية للقرآن الكريم توالت بعد أن نضجت الظروف أكثر بعد الحرب العالمية الثانية؛ (تأسيس فرع ومعهد للاستشراق في 1950، وتأسيس كلية للدراسات الإسلامية في 1976). وصدرت ترجمة بسيم كركوت في 1979، ثم ترجمة مصطفى مليفو في 1994، وأخيرًا ترجمة أنس كاريتش في 1995. ألبانيا تواصل الطريق وقد بقي الألبان يتواصلون مع القرآن الكريم، في اللغة العربية حتى نهاية الحكم العثماني (1912). ومع نمو الروح القومية وإعلان استقلال ألبانيا.. بادر أحد المثقفين الألبان الأرثوذكس ( ايلول ميتكو تشافزيزي) إلى ترجمة معاني القرآن الكريم من الإنجليزية في 1921، ودعا الألبان في مقدمته إلى أن يجعلوا "من الكتب الدينية قضية قومية بحتة". وعلى غرار البوسنة فقد أثارت هذه الترجمة علماء المسلمين في ألبانيا، ودفعتهم إلى ترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية مباشرة. وهكذا أخذ العالِم المسلم علي كورتشا منذ 1924 ينشر ترجمة سور القرآن الكريم على حلقات في مجلة "الصوت السامي، بينما صدرت في 1929 ترجمة معاني القرآن الكريم لعالم مسلم آخر إبراهيم داليو، بالإضافة إلى محاولات أخرى. وعلى نمط ما حدث في البوسنة.. فقد كانت هذه الترجمات محاولات أو "بروفات" أولية للترجمات اللاحقة التي جاءت في ظروف أفضل (تأسيس فرع الاستشراق في بريتشتنا 1973، وإعادة فتح المدرسة الشرعية "علاء الدين" وتواصُل أوسع مع معالم العالم العربي الإسلامي. وهكذا فقد صدرت أولاً في 1985 ترجمة فتحي مهدي، ثم ترجمة الحافظ حسن نامي في 1988، وأخيرًا ترجمة الحافظ شريف أحمدي في 1988 أيضًا. يتبع بإذن الله تعالى..
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 07 يونيو 2021, 11:13 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الأربعاء 28 أبريل 2010, 5:35 am | |
| أول ترجمة مقدونية لمعاني القرآن ضمن الجهود الكبيرة التي يبذلها "مَجْمَع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف" صدرت مؤخرًا (1419هـ) ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم في اللغة المقدونية، أنجزها الأستاذ حسن جيلو. وبالمقارنة مع الترجمات الكثيرة لمعاني القرآن الكريم في اللغات البلقانية (اليوغسلافية، الألبانية، البلغارية واليونانية). –فإن هذه الترجمة تتميز بكونها الأولى من نوعها، ولذلك فهي تمثل حدثاً ثقافياً مهمًّا على مستوى الجمهورية. ونفترض هنا أن هذه الترجمة ليست موجهة للمسلمين فقط الذين يشكلون أقلية، وإنما كل المهتمين الذين ينتمون إلى الغالبية في هذه الجمهورية، التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وتجدر الإشارة إلى أن المسلمين في جمهورية مقدونيا ينتمون إثنياً إلى أربعة أطراف- شعوب: المقدونيين والألبان والأتراك والغجر، ويشكل الألبان (حوالي 25% من سكان الجمهورية) ولديهم عدة ترجمات في اللغة الألبانية، وكذلك الأتراك (4% من سكان الجمهورية)، بينما الغجر (2.5%) ينتظرون قريباً صدور الترجمة الخاصة بهم. وهذه الترجمة المقدونية يُفترض أن تكون موجهة لفئتين: -المقدونيين المسلمين الذين يتراوح عددهم ما بين 50-70 ألف نسمة، أي حوالي 2% من سكان الجمهورية. -المقدونيين بشكل عام الذين يشكلون الغالبية في هذه الجمهورية (حوالي 65%) مع أن غالبيتهم من المسيحيين. ونقول هنا "يُفترض" لأنه لا يوجد ما يميّز الترجمة المقدونية عن الترجمة الألبانية التي تتوجه لغالبية ذات ثقافة مسلمة، بينما غالبية المقدونيين ذات ثقافة مسيحية؛ ولذلك كان لا بد للمترجم (الأستاذ حسن جيلو) أن يأخذ هذا بعين الاعتبار، وأن يكون له دور أكبر سواء في المقدمة أو في الخاتمة. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ جلو (كما يرد اسمه في مقدمة الترجمة) تخرّج في مدرسة الغازي خسرو بك في سراييفو، وعمل بعد عودته في المشيخة الإسلامية (أمين مكتبة عيسى بك في سكوبيه)، وقد تعلم خلال دراسته عدة لغات منها: العربية والإنكليزية، إضافة إلى لغات محيطه البلقاني (البوسنية والألبانية). وقد بدأ اهتمامه بالثقافة الإسلامية من خلال الترجمة أولاً؛ إذ ترجم من الإنجليزية كتاب "الإسلام والثقافة" للمرحوم إسماعيل الفاروقي (سكوبيه 1986)، ثم اهتم بعد ذلك بابن سينا وتفسيره للقرآن الكريم؛ حيث أصدر في 1996 أول كتاب له بعنوان: "رسالة ابن سينا عن السور الثلاثة الأخيرة في القرآن"، بالإضافة إلى العديد من المقالات التي كان ينشرها باستمرار في مجلة "الهلال" وغيرها. ويعتبر البعض أن عمل جيلو الذي استغرقه في السنوات الأخيرة لم يكن سهلاً؛ نظراً لحداثة اللغة المقدونية؛ فقد صدر أول كتاب في هذه اللغة في 1945، حيث إن يوغسلافيا الملكية لم تكن تعترف بها وتسمح بتعلمها، وكذلك بلغاريا المجاورة التي تعتبر مجرد لهجة بلغارية، ولذلك فإن تقاليد الترجمة (خاصة فيما يتعلق بالثقافة الإسلامية) ليست متجذّرة كما في اللغات البلقانية الأخرى. ولكن من ناحية أخرى كان مما ساعد الأستاذ جيلو في ترجمته وجود "تراث" لا بأس به من ترجمات القرآن الكريم في اللغات البلقانية ( البلغارية والبوسنية والألبانية) التي يعرفها والتي ليست ببعيدة عن اللغة المقدونية، وخاصة البلغارية والبوسنية، وهكذا كان لا بد أن تحظى هذه الترجمة باهتمام؛ لأنها آخر ترجمة في اللغات البلقانية، لأن المقدونية وحدها لم تحظ بمثل هذه الترجمة، ولن تكون آخر ترجمة في المقدونية ذاتها التي يمكن أن تتسع لترجمة أخرى. تحمل هذه الترجمة في العربية -كسائر الترجمات التي صدرت عن مجمع الملك فهد- عنوان "القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة المقدونية" بينما العنوان في المقدونية مختصر ومباشر "القرآن مع ترجمته"، وتتصدر هذه الترجمة مقدمة الدكتور عبد الله التركي -وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السابق- التي يشير فيها إلى دور المجمع بتقديم مثل هذه الترجمة؛ "تسهيلاً لفهمه على المسلمين الناطقين بغير العربية" و "خدمة لإخواننا الناطقين باللغة المقدونية". ومن هنا فقد كان من الضروري أن تكون هناك مقدمة أخرى للأستاذ جيلو باللغة المقدونية يفتح فيها آفاق التواصل مع بقية المقدونيين (المسيحيين)، الذين يشكّلون الغالبية في الجمهورية؛ حيث إن الاهتمام بمثل هذا الإنجاز قد لا يقتصر على المسلمين فقط، لأنه حدث ثقافي مهم على مستوى الجمهورية؛ إذ إنه لأول مرة أصبح في وسع المهتمين من المقدونيين أن يتعرفوا على الكتاب المقدّس لإخوانهم في لغتهم القومية (المقدونية) يتبع بمشيئة الله تعالى..
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 07 يونيو 2021, 11:17 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: *الترجمات الكاملة للقرآن: الإثنين 20 سبتمبر 2010, 7:37 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم *الترجمات الكاملة للقرآن: ليس هناك من شك في أن القرآن، باعتباره الكتاب المقدس للمسلمين، قد ترجم وفسِّر حتى منذ انتشار الإسلام في بلادنا. ولكن بسبب الفهم الخاطئ حول قدسيته واستحالة ترجمته إلى لغة أجنبية لم تتم أية ترجمة مكتوبة للقرآن حتى القرن التاسع عشر. إلا أن هناك حقيقة لا يمكن لأحد أن يرفضها: أن القرآن مكتمل من الناحية اللغوية والأسلوبية إلى ذلك الحد، حتَّى أنه من الصعب، إذا لم نقل من المستحيل، ترجمته إلى أية لغة دون أن يفقد قوة التعبير القرآني العظيم(9). وعلى كل حال فقد أصبح من المؤكد أن ترجمة القرآن إلى أية لغة عالمية ليست ذنباً. وأكثر ما في هذا فقد أصبح في حكم المقرر أنه من الضروري ترجمة هذا الكتاب وذلك بهدف الاكتشاف والتعرف على حضارة كبيرة ومدّ صلات مع عالمٍ جديدٍ تماماً بالنسبة لأوروبا من خلال الاستفادة من الينبوع الأصيل لتلك الثقافة والحضارة. وفيما يتعلق ببلادنا فقد أخذ المسيحيون على عاتقهم هذه المبادرة. إن سنة (1895) تعتبر تاريخية في التاريخ الثقافي ليوغسلافيا نظراً لأنها شهدت صدور الترجمة الأولى الكاملة للقرآن في اللغة الصربوكرواتية، تلك التي جاءت لتلبي حاجات علمية من ناحية ودعائية من ناحية أخرى، لقد كانت تلك ترجمة ميتشو لبيبراتيتش (10)، التي نشرت بعد وفاته سنة (1895) مع أن فكرة نشر الطبعة الصربوكرواتية للقرآن تعود إلى سنة (1868) كما يذكر سكيرليتش(11). لقد كانت تلك مفاجأة كاملة، خاصة للعلماء المحافظين في البوسنة والهرسك. وقد قوبلت هذه الترجمة بنقد مُرٍّ من العلماء المحافظين إذ أن "ترجمة القرآن إلى لغة الكافرين". (12). كانت تبدو كحدث مثير. وقد وجدت كل تلك الانتقادات ضد المترجم مكاناً لها في مجلة "حكمت" (13)، حيث كان يسود الرأي بأن القرآن لا يمكن ترجمته إلى أية لغة، بل يجب على الجيل الجديد أن يتعلم العربية لكي يفهم مافي القرآن، الشيء الذي كان يعبر في الواقع عن تزمت المشايخ. ومن المتوقع أن جذور هذا الموقف تعود إلى النقاشات التي جرت في ذلك الوقت بالضبط في صحف القاهرة بين المحافظين من جهة وبين مدير "مجلة الأزهر" من جهة أخرى(14). ففي تلك المناقشات برز الرأي الذي يقول بتعلم العربية كبديل لترجمة القرآن لأنه يُخشى ـ كما كان يُدَّعى ـ أن يأتي وقت تتناقص فيه هيبة الأمة العربية حين يدَّعي ذلك الشعب الذي تَرجم القرآن إلى لغته بأن القرآن قد أوحي به إلى الرسول في تلك اللغة وليس في العربية(15). 1 ـ الترجمة الأولى للقرآن: بغض النظر عن كل هذا، فقد أصبح أخيراً في متناول القراء الترجمة الكاملة للقرآن في اللغة الصربوكرواتية في نهاية القرن التاسع عشر. كانت هذه الترجمة تحمل على غلافها مايلي: القرآن، ترجمة ميتشو لوبيبراتيتش ـ هرسكوفاتس، بلغراد (1895)، وفوق اسم المترجم كانت هناك إشارة الصليب دلالة على أن المترجم قد توفي. إلا أن لوبا ستويا نوفيتش كان قد أوصى حينئذٍ بنزع ذلك الصليب لأن ذلك يمكن أن يكون "فضيحة بالنسبة للمسلمين وفرصة مناسبة للإثارة ضدنا نحن المسيحيين"(16)، وحول هذا يقول د.محمد حاجيأهيتش: "على كل نسخة يمكن ملاحظة أثر الصليب المنتزع فوق اسم المترجم، ولكن وجدت نسخة واحدة فقط أعيد طبع غلافها من جديد".(17). إن هذه الترجمة ـوكما يبدو من صفحة الغلاف الداخليـ قد طبعت على نفقة وقف ايليا ميلوسافليفيتش ـ كولاراتس في بلغراد وذلك في المطبعة الحكومية لمملكة صربيا. وقد امتدت هذه الترجمة على (476) صفحة بالإضافة إلى ثلاث صفحات خصصت لـ"معجم بعض الأشياء والأسماء التي تذكر في القرآن ومكان ورودها". وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الترجمة قد طبعت بالأبجدية الكيريلية(18). لقد انحصرت ترجمة القرآن من صفحة (3) إلى صفحة (476) دون أن يكون هناك مقدمة أو تفسير. وعوضاً عن "سورة" يلجأ المترجم لوبيبراتيتش إلى تعبير "رأس". كما أنه لا يقدم اسم السورة في الأصل العربي بل يترجمه فقط. وهكذا بعد اسم السورة تأتي الآيات مرقمة، وكل آية تبدأ دائماً من أول السطر. لقد حاول لوبيبراتيتش أن يترجم القرآن حرفياً. والقصد هنا أن ترجمته لم تكن مثقلة بالتفسيرات داخل النص الأصلي كما في ترجمة بانجاوتشاوشيفيتش. ولكن في بعض المواضع كان المترجم يعطي بعض التوضيحات في أسفل الصفحات دون أن يُغْرِق في التفاصيل(19). إن ترجمة لوبيبراتيتش يمكن اعتبارها حرة، ويبدو هذا أولاً في ترقيمه للآيات وفي ترجمته لها(20). فمثلاً نجد أن آية (إن الله عَلِيمٌ بذاتِ الصدُورِ). قد ترجمها كما يلي: "خافوا من الله لأنه يعرف داخل قلوبكم"..الخ. في أواخر هذه الترجمة (ص 477 ـ 479). يقدم لوبيبراتيتش "معجم بعض الأشياء والأسماء التي تذكر في القرآن ومكان ورودها". وهنا يظن لوبيبراتيتش أن لفظ "جِبْت" هي اسم لأحد الأصنام، ولكن يبدو لي أن هذا اللفظ يراد به "القبط" أي المصريون القدماء. وبعد الطبعة الأولى لهذه الترجمة (1895) أعيد نشر مختارات منها مرتين متتاليتين، ففي المرة الأولى لدينا مختارات بعنوان "الحياة والصحة والمرض والموت في القرآن"، تلك التي اختارها د.م.يوفانوفيتش ونشرها "المعهد الصحي" في سراييفو سنة 1927. وقد نُشرت مختارات أخرى في بلغراد سنة (1967)، بعناية ميودرا مكسيموفيتش، حيث نشرت معها دراسة المستشرق د.حسن كلشي التي نشرت سابقاً في مجلة "أزرار"(21). 2 ـ الترجمة الثانية للقرآن: في سنة 1937 ظهرت ترجمة جديدة لاثنين من علماء المسلمين المعروفين في البوسنة والهرسك: محمد بانجا وجمال الدِّين تشاوشيفيتش. وقد صدرت هذه الترجمة في سراييفو تحت عنوان: القرآن الكريم ـ ترجمة وتفسير (22). وفي مقدمة هذه الطبعة يذكر تشاوشيفيتش أن "هذا العمل قد تم على غرار ذلك الذي قام به العالم التركي العظيم عمر رضا. وبالإضافة إلى هذا يضيف تشاوشيفيتش لاحقاً الدافع الذي أثاره للقيام بهذا العمل: "إني آمل من كل قلبي أن يصل هذا الكتاب الجميل والمقدس إلى أيدي الناس لدينا. وبهذا العمل آمل أن يتمكن المسلمون من الاهتداء بيسر إلى المعاني السامية للقرآن العظيم الكريم، الشيء الذي كان هدفي الأساسي". (23). إن هذا يعني أن تشاوشيفيتش كانت له أهداف أخرى أيضاً: أن يبين للعالم " أننا نحن المسلمون أيضاً في هذا الجزء من أوروبا، وعلى الرغم من قلة عددنا، نقدر ونرغب أن نترجم ونفسر المنبع السامي لديننا، أي كما يمكن أن تفعل أيضاً المراكز الرئيسية في للعالم الإسلامي. لقد أردت من هذا أن أثبت أنه لا يمكن قياس روحيتنا بعددنا الصغير في هذا الركن من أوروبا". (24). بعد هذا نجد في هذه الطبعة "الكلمة الأولى عن ترجمة وتفسير القرآن للعالِم الكبير عمر رضا". وهنا يتفق عمر رضا وتشاوشيفيتش، الذي نقل هنا كلمته لهذا الغرض، مع بقية مترجمي القرآن في أن القرآن لا يمكن أن يترجم. وهكذا، بالاستناد إلى رأي المستشرق بيكثال Picthal، نقرأ حرفياً مايلي: "أن القرآن لا يمكن أن يترجم. لقد كان علماء المسلمين القُدامى مع هذا الرأي وأنا أيضاً أتفق معهم كلياً. ولذلك لا أستطيع أن أؤكد أنني نجحت في ترجمة القرآن. إنني أحاول وأجتهد في نقل المعاني القرآنية. وإذا نجحت في هذا فإنني سأكون سعيداً. ولكن هذا العمل، وبالتحديد هذه الترجمة، لا يمكن أن تكون بديلاً عن القرآن الأصيل الصحيح، ولا يمكن أبداً أن يتم هذا في يوم من الأيام"(25). وفي الوقت الذي يعد فيه "بيكثال" نفسه سعيداً إذا نجح فقط في نقل المعاني القرآنية إلى اللغة الإنكليزية، فإن عمر رضا يبدو أشد تواضعاً في هذا المجال، ولذلك نجده يقول: "ونحن لا نؤكد أيضاً بأننا نجحنا في ترجمة القرآن. إننا نحاول ونجتهد في نقل وتفسير المعاني القرآنية. وبالنسبة لنا سنشعر بأكبر سعادة إذا نجحنا في ذلك، بل حتى إذا تمكنا فقط من التقدم عدة خطوات إلى الأمام"(26). بعد هذا، تأتي الصفحات التي تحمل الأعداد الرومانية VII- LXVIII لتعرِّف ببعض الأمور من تاريخ القرآن وذلك تحت عناوين منفصلة: ما القرآن، ترتيب القرآن وتقسيمه، جمع القرآن، توزيع القرآن الكريم، القرآن والكتب المقدسة، حفظ القرآن الكريم. وفي القسم الثاني لدينا عناوين أخرى: الوحدة الإلهية ـ الآخرة ـ العالم الخالد ـ الجنة والجحيم ـ الوحي الإلهي وحياة محمد. وبعد هذه الإيضاحات العامة تأتي ترجمة القرآن، القرآن الكريم ـ ترجمة وتفسير (ص 1 –957). وهنا تتضح لدينا فروق بارزة بين هذه الترجمة وبين ترجمة لوبيبراتيتش سواء فيما يتعلق بالأسلوب أو المضمون. ففي بداية كل سورة نجد ملخصاً لمضمونها ومكان نزولها وعدد آياتها. وفي هذه الترجمة ترد السور مرقمة بالأرقام العربية، وتحمل كل سورة عنوانها الأصيل في العربية. وبعد هذه المعطيات نجد محتوى كل السورة، بينما نجد أن حجم هذا المحتوى أو المضمون يختلف حسب طول السورة. فالسور الطويلة كانت تقسم إلى أجزاء، كسورة البقرة التي قسمت إلى (40) جزءاً وسورة الهجرة إلى (6) أجزاء الخ. وبعد كل هذا تأتي الترجمة تبدأ بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" مرة في اللغة الاصلية، ومرة مترجمة في الصربوكراتية. إن الترجمة في هذه الطبعة تتميز بكونها متطابقة بآياتها المرقمة من الأصل القرآني، الشيء الذي ينسجم مع معايير الطبعة النقدية. فالقارئ أصبح في وسعه أن يجري مقارنة مع الأصل، وأن يعطي رأيه في هذه الترجمة. أما فيما يتعلق بالترجمة، فيمكن القول إنها غير حرفية وليست مثقلة بالتوضيحات الموضوعة داخل قوسين. ونجد هنا أن الترجمة تصاحبها أحياناً تعليقات تتعلق بآية ما في بعض السّور. ومع أنه يُعتقد بان بانجا وتشاوشيفيتش قد استندا في ترجمتهما وتعليقاتهما على عمر رضا، الذي بدوره استند على ترجمة محمد علي زعيم الأحمدية في لاهور، إلا أن الأمر لا يمكن أن يعتبر حقيقة مطلقة لأننا نجد في ترجمتهما توضيحات قليلة بالمقارنة مع ما نجده لدى محمد علي(27). في نهاية هذه الطبعة، ص 958 ـ 976 هناك الفهرس والكشاف، بينما نجد في الصفحة (977) متى ولدى أيّ الآيات يجب القيام بالسجود حين يقرأ القرآن، وتنتهي الطبعة أيضاً بكلمة على امتداد صفحة لمترجم القرآن إلى التركية عمر رضا. لقد حظيت هذه الترجمة بطبعة جديدة في زغرب(28). وفي هذه المرة قام بمراجعة الترجمة الحافظ عمر موشيتش، بينما تولى علي ناميتاك المراجعة الأسلوبية بالاعتماد على الأصل العربي. وفي مقدمة هذه الطبعة نجد أن الناشر يقرر بأنه: "لا توجد هناك ضرورة لترجمة جديدة تماماً، نظراً لجودة الترجمة التي قام بها م.بانجا وج.تشاوشيفيتش".(29). وتجدر الإشارة هنا إلى الأمر المتعلق بالتحضيرات الضرورية لترجمة جديدة تماماً يختلف عما ورد هنا. فليس من المعقول أن الناشر كان يجهل أن بسيم كركوت قد قام بترجمة جديدة وأن هذه الترجمة كانت جاهزة للطبع، في الوقت الذي ظهرت فيه هذه الطبعة في زغرب. ويبدو لنا أن الدافع وراء هذا هو التهرب من حقوق التأليف ونفقات الطبع. ومن المؤكد بالنسبة لنا أن ترجمة كركوت كانت معروفة لأن مجلة "غلاسنيك" كانت تعلن عنها. أما فيما يتعلق بالتأكيد على عدم الحاجة لترجمة جديدة فإن الأمر لا يبدو مقنعاً على الإطلاق، خاصة إذا عرفنا أن ترجمة كركوت كانت الوحيدة التي تمت ترجمتها من اللغة العربية مباشرة. على كل حال نجد أن الطبعة الجديدة للقرآن في زغرب قد بدت في توزيع جديد، فعلى سبيل المثال نجد أن الفهرس وتوضيح الكلمات العربية والمختصرات قد أصبحت في المقدمة، بينما أصبحت التعليقات (ما هو القرآن، ترتيب السور، الخ). في المؤخرة. وفي الواقع لقد كان التوزيع في الطبعة الأولى أفضل مما جاء الآن على هذا الشكل. وفي الطبعة الجديدة نجد أن بعض التدخلات من الناحية اللغوية هنا وهناك بينما قدمت المعطيات التاريخية بترتيب زمني وبشكل مقولب كما في الطبعة الأولى. وبعد مقدمة الناشر نجد الفهرس (ص VII-X) حيث وردت أسماء في الآيات العربية بالحروف اللاتينية، أي دون ترجمة. أما في الصفحات XI-XII فقد ورد بشكل مختصر وواضح "توضيح الكلمات العربية والمختصرات"، مع أن الأمر كان يستدعي في بعض المواضع مزيداً من التوضيح كما في "الجزية"، "الجنب"، "الإسلام"، الخ. ففيما يتعلق بـ"الإسلام" مثلاً نجد أن المترجم يجعل هذا مجرد مرادف للإيمان. أما ترجمة القرآن مع التوضيحات القصيرة فتمتد عبر الصفحات (1 ـ 834) وكما في الطبعة الأولى نجد هنا الأصل أيضاً، النص العربي للقرآن مع الآيات المرقمة، بينما تبدأ ترجمة كل آية من أول السطر وهو الشيء الذي لم يكن في الطبعة الأولى، ولاشك أن هذا يزيد النص وضوحاً. إن الإخراج الفني للترجمة والتفسير ـالنص الأصلي، الترجمة ثم التفسيرـ لدى تشاوشيفيتش يكاد يكون هو نفسه في الترجمة الإنكليزية لمحمد علي وهذا يُثبت من جديد أن المترجمين بانجا وتشاوشيفيتش قد قاما بعملهما على غرار الترجمة التركية لعمر رضا، الذي ترجم القرآن بدوره على غرار الترجمة الإنكليزية المذكورة، وفي هذه الطبعة أيضاً لم يتغير أسلوب الترجمة. فبعد المعطيات الأساسية عن كل سورة، وبعد التوضيح الموجز للسورة تأتي الترجمة المتطابقة مع النص العربي. والنص العربي هنا يقدم بصفحاته كما هي واردة في القرآن، بينما تبدو الترجمة هنا بشكل أفضل من الناحية الفنية بالمقارنة مع الطبعة الأولى. وفي بعض الأماكن نجد أن الترجمة تمتد للصفحة الثانية أو قد تسبق الأصل، إلا أن هذا لا يمثل أية عقبة طالما أن الآيات مرقمة (30). وفي هذه الطبعة أيضاً نجد أن السور قد قسمت إلى أجزاء حسب مضمونها وطولها، بحيث يحمل كل جزء عنواناً خاصاً. فمثلاً نجد أن سورة "النازعات" قد قسمت إلى جزأين مع (46 آية). الجزء الأول يحمل عنوان "الزلزلة الكبيرة"، بينما يحمل الجزء الثاني عنوان "الكارثة الكبرى". وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الآيات قسمت إلى عشرة أجزاء أو أكثر، بينما لم يشمل التقسيم بعض الآيات الأخرى(31). لقد أثقل المترجمان بانجا وتشاوشيفيتش الترجمة بفتح الأقواس داخل الآيات لإقحام بعض المترادفات في اللغة الصربوكرواتية أو لوضع مفردات أخرى لغرض التوضيح (32). وعلى كل حال إن هذا الأسلوب في الترجمة يدفعنا للتساؤل عن السبب في ذلك: هل هو عدم معرفة اللغة الأم4 أم لعدم الفهم الدقيق للنص الذي ترجماه؟ ومن هنا نتفق في الرأي تماماً مع محمد هانجيتش الذي يطالب في معرض حديثه عن ترجمة القرآن أن يترجم القرآن بشكل علمي ويضع لذلك الشروط التالية: "معرفة المترجم للغتنا ثم معرفته للغة العربية وكل العلوم الدينية".(33). أما فيما يتعلق بتفسير وملاحظات جمال الدِّين تشاوشيفيتش، فقد كان من الأفضل أن يكتب الملاحظات فقط لأنه لم يكن هناك لا المجال ولا الوقت لكي يقدم تفسيراً عن بعض الأمور (34). وقد قدمت الملاحظات على شكل هوامش وهي لم تتعد بأرقامها السور إلى سور أخرى كما هو الأمر لدى محمد علي. وفيما يتعلق بهذه الملاحظات فقد انتقد تشاوشيفيتش من قبل العلماء المسلمين الذين كانوا يلتفون حول مجلة "الهداية"(35). وقد اتهمه العلماء حينئذٍ بأنه يتعاطف مع الطريقة الأحمدية التي كانوا يقفون ضدها. ففي ذلك الوقت اعتبر هؤلاء العلماء أن هذه الطريقة تتبنى "التعاليم التي تخالف الأحكام الواضحة وروح منبع الإسلام". وهذا كان "في خدمة قوى معينة مشحونة بالعداء ضد الإسلام والمسلمين".(36). ولذلك فقد عبر العلماء المسلمون عن شكهم في موقف رئيس العلماء ج.تشاوشيفيتش: "إننا لا نعرف ماهي العلاقة بين رئيسنا السابق وزعيم الحركة الأحمدية في برلين".(37). وفي الواقع أن ملاحظات العلماء المسلمين ليست في مكانها لأنه لا يوجد في التعليقات التي كتبها ج.تشاوشيفيتش أي شيء يتعارض مع تعاليم الإسلام5. وعلى كل حال فقد كان تشاوشيفيتش قد اختصر كثيراً تعليقات محمد علي. 3 ـ الترجمة الثالثة للقرآن: في سنة (1937) وبعد عدة شهور فقط من صدور ترجمة بانجا وتشاوشيفيتش صدرت ترجمة أخرى للقرآن دون تفسير للحاج علي رضا كارابك(38). وقد صدرت هذه الطبعة حينئذٍ في خمسة آلاف نسخة (39). ومع أن المترجم قد ذكر بأنه قد ترجم القرآن من العربية إلا أن هذه الترجمة تكاد تكون تقليداً لترجمة لوبيبراتيتش، ولذلك فقد اعتبرت مجرد "تبديل سطحي لترجمة لوبيبراتيتش". (40). في هذه الطبعة لدينا أولاً مقدمة (ص 1 ـ 6)، حيث يتحدث المترجم عن الترقيم بشكل عام، وخاصة عن المصاعب التي تعترض مترجم القرآن. وفي معرض حديثه عن هذه المشكلة يشير كارابك إلى أن القرآن يمتد عمره إلى أربعة عشر قرناً ولذلك فإنه من الصعب إعادة صياغته في اللغة العربية الحالية، فكيف بترجمته إلى اللغات الأخرى:"لو أراد المرء أن يترجم القرآن إلى اللغات الأخرى، بل حتى إلى الأسلوب الأدبي الحالي للغة العربية، لتطلب الأمر الابتعاد عن بلاغة القرآن، وإذا أراد الاحتفاظ ببلاغة القرآن فعليه الابتعاد عن أسلوب الكتابة الحالية في اللغة العربية".(41). وبعد هذا يتعرض كارابك في مقدمته إلى مضمون القرآن ثم إلى محاولته بأن تكون الترجمة دقيقة إلى أبعد حد ممكن، أي أن لا تتجاهل أي شيء في النص الأصلي وألاَّ تضيف أي شيء غير موجود في الأصل. ولأجل هذا يعترف بأنه استفاد من "أشهر تفسيرين للقرآن".(42). أما عن عدم تقديمه للنص الأصلي للقرآن فقد أورد ثلاثة أسباب: 1 ـ في هذه الحالة سيرتفع ثمن الترجمة بينما هدفي هو أن أطرحها في أقل ثمن ممكن لكي تنشر بشكل أفضل بين المسلمين. 2 ـ في ظروف كثيرة لن ينال هذا النص الاحترام كما يجب. 3 ـ في هذا الشكل لن تقل قيمة الترجمة لأنني رقمت الآيات المترجمة كما هي مرقمة في المصحف، التي تفصل النقاط فيما بين آياته. ومن ناحية أخرى أعتقد أن كل مسلم يحتفظ بقرآن في بيته".(43). وطالما أن هذه الترجمة قد صدرت في الوقت الذي كانت قد وصلت للأيدي ترجمة بانجا وتشاوشيفيتش، فقد وجد كارابك من المناسب أن يقول شيئاً: "إذا كنا، نحن المسلمون اليوغسلاف، لا نعرف البخل فعلاً -كما يقول الكثيرون في الحديث وفي الكتابة- فليس من الكثير أن تكون هناك ترجمات، ترجمة السيد تشاوشيفيتش وترجمتي، لأقدس كتاب لدينا. فقد صدرت هاتان الترجمتان تقريباً في وقت واحد بعد أن مرَّ وقت طويل لم تظهر فيه أية ترجمة إلى لغتنا".(44). وفي نهاية المقدمة ينبه كارابك القارئ إلى أنه قد ترجم بعض الكلمات :كـ"رب"، "رحمة"، "نبي"، "رسول"، الخ بعدة أشكال أي أنه لم يعتمد دائماً على معنى واحد. لقد سار كارابك في ترجمته على غرار لوبيبراتيتش. وقد اعترف كارابك نفسه بأنه قد استفاد من ترجمة لوبيبراتيتش، إلا أنه وجد نوعاً من الإهانة فيما قيل عن ترجمته بأنها مجرد "تبديل سطحي لترجمة لوبيبراتيتش". ففي مقالة: "رد على العرض المتعلق بترجمتي للقرآن"، الذي نشر في مجلة "الهداية" يوضح كما يلي صلته بترجمة لوبيبراتيتش: "لقد أخذت بالفعل ترجمة لوبيبراتيتش واستفدت من تلك المقاطع التي أعجبتني والتي كانت مترجمة بشكل صحيح. إنني لا أنفي أن وجود ترجمة لوبيبراتيتش قد ساعدني، وقد كان في وسعي أن آخذ منها ما هو جيد وجميل، إلا أن ما يجرحني هو ذلك الادعاء بأن هذا مجرد تبديل سطحي لترجمة لوبيبراتيتش".(45). وفي الواقع أن تشابه هاتين الترجمتين هو مسألة خاصة في حد ذاتها. وعلى كل حال إن التشابه إلى حد ما هو أمر طبيعي. ولكن يبقى على المختصين أن يُقرروا مدى الصلة بين هاتين الترجمتين وذلك بالمقارنة بينهما. إن ترتيب السور عند كارابك مرقم بالأرقام الرومانية، وهو يسمي السورة "رأساً "Glava كما عند لوبيبراتيتش، إلا أنه يختلف عنه بوضع التسمية العربية "سورة" Sura بين قوسين. وكما يبدو من الأمثلة المختلفة فإن كارابك يختلف عن لوبيبراتيتش في أنه يقدم أسماء السور في أصلها العربي، مع أنه يستثني من ذلك بعض الآيات. فسورة البقرة مثلاً لا يذكرها باسمها العربي، بينما يتلافى ذلك ابتداء من السورة الثالثة "آل عمران"، حيث يبدأ بتقديم التسمية الأصلية في العربية مع ترجمتها إلى اللغة الصربوكرواتية. وفيما يتعلق أيضاً بترقيم الآيات فقد اختار طريقة يتميز بها عن لوبيبراتيتش، إذ أنه لا يبدأ كل آية من أول السطر بل يميز بداية الآيات بالأرقام المطبوعة بشكل ملفت للنظر, وكما قلنا: إن هذه الترجمة تخلو من تفسير، إلا أن المترجم يعمد إلى تقديم بعض التوضيحات هنا وهناك على شكل هوامش يصل عددها إلى خمسة وتسعين. وفي نهاية هذه الطبعة لدينا جدول بالأخطاء المطبعية (ص 1 ـ 4) وأخيراً الفهرس (ص I-IV). لقد تعرفت الأوساط العلمية لدينا على القرآن في نهاية القرن التاسع عشر، حين صدرت ترجمة ميتشو لوبيبراتيتش سنة (1895). ومع أن هذه الترجمة لم تبقَ الوحيدة إلا أنها دون شك الأولى من نوعها. وقد أنجزت حتى الآن عدة ترجمات للقرآن في اللغة الصربوكرواتية، إلا أن نصفها تقريباً لا يزال مخطوطاً. إن القرآن الآن لم يعد الكتاب المقدس للمسلمين فقط، كما كان الأمر حتى نهاية القرن التاسع عشر، بل إنه أصبح الآن هدفاً للدراسات العلمية في المجالات الاستشراقية والقانونية والتاريخية، الخ... *الهوامش والأحالات: *العنوان الأصلي للبحث "ترجمات القرآن في اللغة الصربوكرواتية"، أي أن الأمر يتعلق بترجمات القرآن إلى اللغة الأولى من حيث الانتشار في يوغسلافيا. إن هذا البحث في الأصل قسم من أطروحة لنيل درجة الماجستير، وقد نشر هذا القسم لأول مرة في اللغة الصربوكرواتية: Feti Mehdiu, Stpskohrvatski prevodi Kur’ana, Studia Humanistica III Pristina 1980 s. 149-163. 1-Dr. Muhamed Hadziahic, Bibliografske Biljeske o prijevodima Kur’ana kod nas, Bibliotekartsvo, br 3. Sarajevo 1967. 2-Dr . Savo Ljubibratic – Todor Krusevac, Prilozi za proucavanje hercegovackih ustanaka 1857-1878 godine, Godisnjak Istorijskog drustva BiH VIII Sarajevo 1956, s. 185. 3 ـ إن الترجمة الأخيرة للقرآن، التي قام بها بسيم كركوت، هي الوحيدة التي يمكن اعتبارها ترجمةعلمية. 4 ـ في الأزمنة القديمة، بل وحتى اليوم، لا يتم التمييز بين "الدين الإسلامي"، وبين "الدين التركي"، الشيء الذي يعبر عن مغالطة كاملة، ويبدو لي أن هذا جاء نتيجة تحول الشعوب البلقانية من النصرانية إلى الإسلام نتيجة للفتح العثماني. 5 ـ محمد فريد وجدي. الأدلة العلمية على جواز ترجمة معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية، مجلة الأزهر، القاهرة (1936). 6 ـ المصدر السابق. 7 ـ المصدر السابق. 8 ـ المصدر السابق. 9 ـ المصدر السابق. 10 ـ ولد م. لوبيبراتيتش في لوبوف، بالقرب من تربينيا، سنة (1839)، وكان من زعماء الانتفاضة في الهرسك سنة (1875) عاش لاحقاً في مملكة صربيا وتوفي في بلغراد (1889). Beograd 1906, s.221 11-Omladina I njena Knjizevnost (1848- 1871). 12-Hadziahic, Bibliografske Biljeske, s.41. 13-Hikjmet. Br 9, Tuzla 6. IV. 1936. S.267. 14 ـ المقطم، القاهرة 22/4/1936. 15 ـ في مقالة المذكور (هامش 5)، يقدم محمد فريد وجدي رداً واسعاً ومثبتاً بالأدلة ضد معارضيه من المحافظين. 16-Hadziahic, Bibliografske Biljeske, s. 43. 17 ـ المصدر السابق. يبدو أن الصليب لم يتم انتزاعه من جميع النسخ. فالنسخة التي استفدت منها (نسخة مكتبة فرع الاستشراق في بلغراد) تحتفظ بالصليب، بينما لا يوجد الصليب في نسخة مكتبة غازي خسرو بك في سراييفو، ومن المؤكد أن حاجي أهيتش قد استفاد من هذه النسخة. 18 ـ في مقالة "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية والشرقية"، (منار الإسلام رقم 2، 1976)، يذكر الشيخ طه الوالي أيضاً ترجمات القرآن إلى اللغة الصربوكرواتية. فتحت الرقم المتسلسل 12 يذكر الشيخ الوالي أن القرآن مترجم إلى اللغة البوسنوية (اليوغسلافية): مرتان بالحروف العربية. و(9) مرات بالحروف اللاتينية، ومرتان بالحروف الروسية. ويبدو هنا أن الأمر يتعلق بالحروف الكيريلية، إذ أن بقية المعطيات أيضاً لا يمكن اعتبارها صحيحة. 19 ـ في هذه الترجمة لا يوجد إلا (56) هامشاً، وهي لا ترد مرقمة بل يشار إلى الواحد منها بنجمة. 20 ـ في بعض الأماكن يزيد أو ينقص عدد الآيات، أو تبدو بعض الآيات بأرقام تختلف عن الأصل العربي. فعلى سبيل المثال نجد أن سورة النساء تتضمن (175) عوضاً عن (176) بينما عمد لوبيبراتيتش في سورة المائدة إلى تقسيم الآية الواحدة أحياناً إلى شطرين. 21-Dr. Hasan Kalesi, Kur’an – remek delo arapske knjizevnosti, Izraz, br. 2, Sarajevo 1967.,s. 183. 22-Kur’an Casni, prevod I tumac, preveli I “sredeli’ Hafiz Muhamed Pendza I Dzemaludin Causevic Sarajevo 1937. 23- Ibid. “Rijec izdavaca” . 24-Ibid. 25-Ibid. S.V. 26-Ibid. 27 ـ هنا لدينا (1480) توضيحاً بينما لدينا في الترجمة الإنكليزية (2822) توضيحاً. انظر: The Hcly Qur’an, containing the arabic text with english translation and comentary by Maulavi Muhammad Ali, second edition 1920, Lahore, Panjab, India. 28-Kur’an Casni, preveli hafiz Muhamed Pandza I Dzemaludin Causevic, tumacenje I biljeske: Dzemaludin Causevic , Zagreb 1969. بعد هذه الطبعة صدرت عدة طبعات لاحقة (1972، 1974، 1978). 29 ـ المصدر السابق، مقدمة الناشر. 30 ـ في هذه الناحية يبقى من الأفضل ما فعله محمد علي، أي تقديم الترجمة جانب الأصل. 31 ـ على سبيل المثال نجد أن سورة البقرة في الطبعة الأولى (1927) قد قسمت إلى 40 جزءاً، بينما قسمت في الطبعة الثانية (1969) إلى 39 جزءاً. 32 ـ في الترجمة الإنكليزية لمحمد علي لا يوجد هذا الشيء. 33-El-Hidaje, br. 9. Sarajevo 1938. s.142. 34 ـ لقد تم إنجاز هذه الترجمة في وقت قصير جداً. فقد بدأ العمل في هذه الترجمة، كما يذكر د.حاجي ـ أهيتش، في (1936) بينما نشرت خلال (1937). 35 ـ بمناسبة صدور هذه الترجمة جرت نقاشات حادة بين ممثلي مجلة "الهداية" الناطقة باسم "الجمعية العلمية لمملكة يوغسلافيا"، وبين المترجمين بانجا وتشاوشيفيتش. 36-El-Hidaje, br. 11-12 Sarajevo 1938. s. 168. 37-Hadziahié, Bibliogafske Biljeske, s. 48. 38-Kur’an, vreveo sa arapskog hadzi Ali Riza Karabeg, Mostar 1937, str 6+ 423+ 4 IV. 39-Hadziahic, Bibliografske Biljeske, s. 48. 40- Muhamed Pasic, Moje misljenje o prevodu Kur’ana od g. H.Riza ef. Karabega, El. Hidaje br. 11- 12 , Sarajevo 1938. s. 173. 41 ـ مقدمة المترجم ص 1. ولد المترجم كارابك سنة (1872) وقد تخرج من المدرسة الشرعية، إلا أنه لم يتول أي عمل في المنظمات الدينية للمسلمين. توفي في مدينة موستار خلال (1944). 42 ـ المصدر السابق ص 3. 43 ـ المصدر السابق. 44 ـ المصدر السابق ص 5. 45-H. Ali Riza Karabeg, Odgovor na prikaz moga prevoda Kur’ana. El – Hidaje br . 11- 12. Sarajevo 1938. s. 171. 1 ـ أستاذ في فرع الاستشراق بجامعة بريشتينا / كوسوفا ـ يوغسلافيا. 2 ـ الذي اتفق عليه علماء المسلمين أن ترجمة القرآن ترجمة حرفية لا تجوز لعدم استطاعة أي من اللغات العالمية الأخرى التعبير عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم كما عبر اللفظ القرآني العربي بصورته الرائعة، إضافة إلى عجز الكثير من اللغات العالمية عن التعبير الحرفي في الترجمة لأن هناك الكثير من الألفاظ القرآنية لا يمكن للغات الأخرى محاكاتها بشكل أو بآخر. أما ترجمة معاني الكلمات إلى اللغات العالمية من القرآن الكريم على هامش المصحف فذلك ما أقره الكثير من العلماء من المسلمين في عدد كبير من الأقطار. على أن يحظى المترجم بثقة المسلمين في بلاده على الأقل، ومن هؤلاء العلماء الأستاذ محمد فريد وجدي الذي سيشير إليه كاتب المقال بعد قليل (هيئة التحرير). 3 ـ هو محمد سليمان إبراهيم عنَّارة. قاض مصري، ولي القضاء الشرعي في "ببا" من أعمال بني سويف، ثم كان نائباً في المحكمة العليا الشرعية في القاهرة. من مؤلفاته العديدة رسالة في ترجمة معاني القرآن ـ وهي التي رد عليها محمد فريد وجدي ـ مات سنة 1355 هـ ـ 1936م. انظر ترجمته ومصادرها في "الأعلام" للعلامة الزركلي (6/ 153) الطبعة الرابعة (هيئة التحرير). 4 ـ يريد لعدم فهمهما للغة العربية حق الفهم. (هيئة التحرير). 5 ـ كان الأجدر بالكاتب أو المترجم إيراد كلا الرأيين ليتاح للقراء المحايدين الحكم بصحة رأي أحد الطرفين، أما أن يحكم الكاتب أو المترجم بصحة أو عدم صحة رأي أحد الطرفين دون بيانه فذلك ما ينافي قواعد النقد السليم (هيئة التحرير). نشر هذا البحث في: مجلة التراث العربي- مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 37 و38 - السنة العاشرة - تشرين الأول كانون الثاني "أكتوبر ويناير" 1990 - ربيع الأول جمادى الآخرة 1410.
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 07 يونيو 2021, 11:44 am عدل 3 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 20 سبتمبر 2010, 7:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة القرآن بـلغة "اللوجندا" "اللوجندا" لغة تنتشر في جنوب شرق أوغندا، ويتكلم بها ما يزيد عن ثلاثة مليون مسلم. وكانت أول ترجمة للقرآن بهذه اللغة قد ظهرت على أيدي بعض المنصرين سنة 1973م، وأعيدت طباعتها سنة 1983م، وكُتبت هذه الترجمة بالأحرف اللاتينية، وكان الهدف منها تضليل من هداه الله للإسلام، والتلبيس على المسلمين .
وقد تشكلت لجنة علمية، ضمت العديد من خريجي الجامعات الإسلامية؛ كالأزهر الشريف في مصر، وجامعة الملك عبد العزيز في الرباط، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وأوكل إليها القيام بترجمة معاني القرآن للغة ( اللوجندا ) مراعية لطبيعة النص القرآني وخصائصه، ومستوفية للشروط العلمية للترجمة .
وقد قامت هذه اللجنة بوضع ترجمة كاملة للقرآن الكريم، وفق المعايير المعتبرة بهذا الخصوص، ويُؤمل أن تكون هذه الترجمة على المستوى الذي يليق بالقرآن الكريم. وقد قطعت اللجنة شوطًا جيدًا، وجهدًا طيبًا في إعداد هذه الترجمة، وهي على وشك وضعها بين أيدي طالبيها، والمستفيدين منها .
وبهذه المناسبة، لا بد من القول: إن ميدان ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم الحية، يحتاج إلى جهود مضنية، وتعاون على المستويات كافة؛ وهو يحتاج أول ما يحتاج إلى تكوين هيئة عالمية للقرآن الكريم، تكون على علم أصيل بمعرفة تفسير كتاب الله، وعلى دراية واسعة بتبليغ معاني القرآن الكريم لشعوب العالم الإسلامي، على اختلاف لغاتها، وتباين أجناسها، حاملة شعار مصحف لكل إنسان، وتفسير لكل إنسان .
والمتتبع لتاريخ الإسلام في القارة السمراء، يجد أن الدعوة الإسلامية في تلك القارة، قد بدأت منذ فجر الإسلام، وتوالى الدعاة على نشر دين الإسلام في هذه القارة جيلاً بعد جيل، ولم تتوقف تلك الجهود - رغم كل المحاولات الساعية لإيقافها والحد منها - إلى يومنا هذا، وهي ماضية بأمر ربها، لا تلوي على أحد، واضعة نصب عينيها قوله تعالى: { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } (التوبة:122) .
ومما ساعد على السير في هذا الاتجاه، إرسال الشعوب الإفريقية العديد من أبنائها إلى حواضر العالم الإسلامي، كمصر والسعودية لتلقي العلم الشرعي من تلك البلاد، ثم العودة إلى بلادها، وقد تزودت بالعلم الذي يؤهلها لنشر دعوة الإسلام في تلك الربوع، وتوعية الناس بحقيقة دينهم، ورد كل ما يبذل من جهود تنصيرية، يقوم بها أعداء هذا الدين في القارة الإفريقية، لرد المسلمين عن دينهم، وفتنتهم عن عقيدتهم. مع العلم أن نسبة كبيرة من الشعوب الإسلامية في القارة الأفريقية، ما زالت لا تقرأ ولا تكتب، وهي تحتاج إلى من يبلغها رسالة الإسلام تبليغًا شفويًا، الأمر الذي لا يمكن أن يتصدى له ويقوم به إلا من درس اللغة العربية وعلومها على أيدي أبنائها، وتلقى فقه علوم الإسلام من معين علمائه، ليشرحوا لأبناء جلدتهم أمر دينهم، ويفقهوهم في أحكامه، وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم .
ويُشار بهذا الصدد، إلى أن القيام بدراسة علمية متأنية للشعوب الإسلامية في القارة الإفريقية، ودراسة لغاتها الرئيسة، والعمل على التنسيق بين جامعات العالم الإسلامي لاستقبال طلاب العلم من تلك البلاد، وتزويدهم بالعلم الشرعي، ومن ثم الدفع بهم إلى بلادهم لنشر العلم الشرعي بين شعوبهم، نقول: إن القيام بذلك سيكون له أكبر الأثر، في نشر الإسلام بين أبناء شعوب العالم الإسلامي .
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 12:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم "القرآن في الصين" دخل الإسلام الصين قبل نحو ألف وثلاثمائة سنة. في الفترة الأولى للوجود الإسلامي بالصين لم يكن بها مصحف مطبوع أو مصحف مترجم إلى اللغة الصينية، وكان نشر القرآن يعتمد على دراسة مضمونه مباشرة والشروح الشفوية لرجال الدين، وكان تعليم القرآن مقتصرا على المساجد والأسر المسلمة.
لم تبدأ ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الصينية إلا في فترة أسرتي مينغ وتشينغ (1368-1911 م).
ومنذ أكثر من خمسمائة سنة، من أجل نشر الإسلام وإبراز الثقافة الإسلامية للصينيين، شرع بعض العلماء المسلمين يترجمون معاني القرآن ويترجمون الكتب التي تتناول الشرعية الإسلامية والتاريخ الإسلامي.
في البداية كانوا يترجمون معاني بعض الآيات للاستشهاد بها في كتبهم باللغة الصينية، وبعد ذلك، من أجل تلبية حاجات المسلمين لدراسة الكتب الإسلامية المكتوبة بالصينية، حاول بعض العلماء الذين يجيدون اللغة العربية ترجمة معاني سور كاملة من القرآن وبعض الآيات التي يستخدمها المسلمون الصينيون دائما إلى اللغة الصينية، وجمعوها في كراس وأصدروه، وذلك تيسيرا لقراءتها وحملها.
بسبب العائق اللغوي بين المسلمين الصينيين والعربية، لم تظهر في الصين ترجمة موجزة لمعاني القرآن حتى القرن التاسع عشر، عندما ظهر كتاب ((تفسير ختم القرآن)) وهو تفسير لمختارات من آيات القرآن، ترجمه ما تشي بن؛ وكتاب ((تفسير القرآن)) الذي ترجمه ما فو تشو، لكن حتى هذه الفترة، لم تظهر ترجمة كاملة لمعاني القرآن.
في أواخر القرن التاسع عشر، ومع دخول الثقافات الغربية إلى الصين، وصلت إلى الصين ترجمات لمعاني القرآن باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأوروبية، وصادفت هذه الفترة الحركة الثقافة الجديدة الصينية، فبدأ بعض المثقفين والعلماء المسلمين محاولة ترجمة معاني القرآن كاملا.
أقدم الترجمات الكاملة لمعاني القرآن هي ترجمة ((كه لان جينغ)) للقرآن عن الترجمة اليابانية، وقد قام بها لي تيه تشنغ، وهو غير مسلم، وصدرت في بكين عام 1927.
وهناك عمل آخر يعتبر من أقدم الترجمات الكاملة لمعاني القرآن هو ((ترجمة القرآن باللغة الصينية)) الذي أصدرته دار النشر بشانغهاى في عام 1931، قام بالترجمة عن الإنجليزية جي جيويه مي، وهو غير مسلم أيضاً.
غير أن هؤلاء المترجمين غير المسلمين كانت تعوزهم المعارف الإسلامية، ولم يكن أي منهم يعرف اللغة العربية، ولهذا جاءت ترجماتهم لمعاني الكتاب العظيم صعبة الفهم وبها أخطاء كثيرة، فلم تنتشر على نطاق واسع.
في القرن العشرين، وعى المسلمون الصينيون بعمق أنه لنشر دينهم الحنيف يجب أن تكون هناك ترجمة كاملة لمعاني القرآن إلى اللغة الصينية، لأن ذلك لا يساهم في نشر الإسلام في الصين على نحو أفضل فحسب بل يفيد في تعريف وتدريس القرآن للمسلمين الصينيين ومتابعة وتطوير الثقافة والتقاليد الإسلامية الطيبة.
من هذا المنطلق، اعتبر المسلمون الصينيون ترجمة القرآن "فريضة".
ومن أجل تفادي وقوع الخطأ والزلل في الترجمة كان على المترجمين أن يجيدوا اللغتين العربية والصينية، ليس هذا فحسبـ، بل أن يكونوا على معرفة جيدة بقواعد الإسلام.
وكان عليهم أن يترجموا معاني القرآن المنزل باللغة العربية إلى اللغة الصينية مباشرة وليس عبر لغة أخرى وسيطة.
بعد ذلك الوعي، بدأ في مدن بكين وتيانجين وشانغهاى وغيرها مد الترجمة الكاملة لمعاني القرآن التي قادها العلماء المسلمون.
في عام 1914 بدأ العالم الكبير الإمام وانغ جينغ تشاى ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الصينية الكلاسيكية واللغة الصينية الحديثة حتى أصدر في عام 1932، عام 1943، عام 1946 على التوالي ثلاث طبعات أ، ب، جـ من ((تفسير القرآن)).
ومن الترجمات الأخرى في تلك الفترة ((القرآن باللغة الصينية وملحقاته)) الذي ترجمه ليو جين بياو وصدر في بكين عام 1946، و((معاني القرآن)) للأستاذ يانغ تشونغ مينغ الذي صدر في عام 1947، وفي عام 1946 صدر المجلدان الأول والثاني من ((القرآن باللغة الصينية)) الذي ترجمه تشانغ بينغ دوه على طريقة الشعر النثري الصيني وهو شكل أدبي فريد.
بعد تأسيس الصين الجديدة، تبنت الحكومة سياسة حرية العقيدة والمساواة بين القوميات، ودعت وشجعت المسلمين من مختلف القوميات على متابعة وتطوير الثقافة والتقاليد الإسلامية الحميدة، ودراسة وبحث الشريعة الإسلامية والقرآن.
خلال أكثر من خمسين عاما، قام العلماء المسلمون من مختلف القوميات بترجمة معاني القرآن إلى طبعات متعددة، منها طبعة ((ترجمة القرآن)) باللغة الصينية للأستاذ محمد مكين ما جيان التي صدرت في عام 1981، والتي صدرت الطبعة الثانية لها في عام 1986 في الكويت، وصدرت الطبعة العربية الصينية لها في المملكة السعودية في عام 1987 عن مطابع الملك فهد.
وهناك ((ترجمة القرآن بنظام القوافي)) للأستاذ يحيى صنوبر لين سونغ التي صدرت عام 1988، والتي استخدم فيها الأستاذ لين نظام القوافي القوي للغة الصينية لتجسيد جاذبية علم العروض التي يتحلى بها القرآن؛ وهناك ((تفسير القرآن بالعربية الصينية)) للأستاذ قونغ داو تشانغ الذي صدر في عام 1989، وهناك ((ترجمة القرآن)) للأستاذ ما تشن ووالتي صدرت في عام 1998، وهناك ((ترجمة وتفسير القرآن)) للإمام وانغ جينغ تشاى التي أصدرتها الجمعية الإسلامية الصينية هذا العام.
تجاوز عدد ترجمات معاني القرآن باللغة الصينية أكثر من عشر طبعات، تشتمل على أشكال أدبية متعددة، منها الشكل الأدبي القديم والحديث والشكل التقليدي للغة المسجدية وشكل نظام القوافي الخ.
إضافة إلى اللغة الصينية، توجد أيضاً ترجمات لمعاني القرآن بلغتي الويغور والقازاق.
من زاوية تاريخية، ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الصينية ولغات القوميات الصينية الأخرى لا تساعد المسلمين الصينيين الذين لا يفهمون اللغة العربية على دراسة هذا الكتاب المقدس فحسب، بل تيسر نشر الإسلام في الصين وخارج شبه الجزيرة العربية، ولا شك أنها مساهمة ثقافية بارزة في تاريخ العالم.
يدرس المسلمون الصينيون القرآن ويبحثون فيه بأشكال مختلفة؛ تُعرض في الأسواق الصينية أعمال أدبية وكتب إسلامية وأعمال فنية كثيرة بعناوين متعلقة بالقرآن؛ ويبدع بعض الفنانين المسلمين الصينيين تصميمات زخرفية لكتابة آيات القرآن، ويرسمونها في لوحات زيتية وغيرها، وبها يحققون نتائج فنية جيدة.
في مكتبة الجمعية الإسلامية الصينية كثير من نسخ ((القرآن)) المخطوطة باليد وبالنقش، ومعظم النسخ ذات تاريخ يتراوح بين 300 و 500 سنة، وكلها محفوظة بحالة سليمة، وهذا يحظى بتقدير كافة الزوار المسلمين من أنحاء العالم.
وسوف نواصل جهودنا في حماية هذا التراث الإسلامي، من أجل متابعة وتطوير الثقافة الإسلامية الصينية.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 12:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم سلمان أول مَنْ «فرّس» البسملة.. وعشرات الترجمات من دون اتفاق يُقال إن أول مَنْ قام بترجمة أجزاء من المصحف الشريف إلى الفارسية كان سلمان الفارسي، صحابي الرسول الأكرم الذي هرب من بلاط الأكاسرة ليلتحق بالرسول والدين الجديد.
وترجمته لعبارة ‘’بسم الله الرحمن الرحيم’’ مشهورة لدى المؤرخين الإيرانيين حيث ترجمها إلى عبارة ‘’بنام يزدان بخشنده بخشاينده’’.
ويذكر المؤرخون أن ترجمته لبعض أجزاء المصحف نالت استحسان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ويتفق معظم هؤلاء أن الفارسية كانت أول لغة في التاريخ يترجم إليها القران.
غير ان الترجمة الكاملة للقرآن الكريم لم تحظ برضا جميع علماء المسلمين من سنة وشيعة، إذ كان هناك معارضون باعتبار النص القرآني، كلام وحي لا يمكن ترجمته إلى لغات البشر.
وكان الأشاعرة المعتقدون بقِدَم القرآن من المعارضين لترجمته إلى لغات أخرى.
فالموافقون -ومعظمهم من المعتزلة- يستدلون بأن لا مانع في ترجمة القرآن حيث يجب أن تفهمه الشعوب المختلفة بلغتها الأم.
وعندما شعر الأمير منصور بن نوح الساماني، وهو من أمراء السلالة السامانية الحاكمة في منطقة ما وراء النهر (القرنين التاسع والعاشر الميلاديين)، أن هناك صعوبة في فهم القرآن لدى الفرس، اخذ فتوى من علماء عصره لترجمة القرآن إلى الفارسية.
وبترجمة كتاب ‘’جامع البيان في تفسير القرآن’’ للمؤرخ والمفسر الإسلامي الكبير محمد بن جرير الطبري، تمت أول ترجمة كاملة للقرآن إلى اللغة الفارسية.
غيران الترجمة لم تنشر بصورة منفصلة من التفسير بل بقيت كملحق له.
وبهذا الانجاز كسر الإيرانيون ما وصف آنذاك بممنوعية ترجمة القرآن.
تجب الإشارة إلى احد اعرق التراجم التي تمت للقرآن إلى الفارسية في القرن الحادي عشر الميلادي وهو كتاب ‘’تغيير التفاسير’’ لأبي بكر عتيق بن محمد السورآبادي النيسابوري.
فالنثر الفارسي للترجمة التي برع بها السورآبادي في كتابه هذا، يعد نثراً فخيماً ومسجعاً وفصيحاً تأثرت به الأجيال المتعاقبة من الشعراء والكتاب الفرس و نهلوا من أدبيته وفصاحته.
وقد توالت تراجم المصحف إلى الفارسية في العصر القديم، أهمها ‘’قرآن القدس’’ و’’تاج التراجم في تفسير القرآن للأعاجم’’ و’’كشف الأسرار وعُدة الأبرار’’؛ غير أنها كانت دائما ملحقة بتفاسير القرآن لأسباب ذكرناها سابقا.
وقد بلغت التراجم التي تمت من النسخ المخطوطة للقران إلى الفارسية نحو 300 ترجمة وهي إما ترجمة لكل القرآن وإما لأجزاء منه.
وفي العصر الحديث بدأت التراجم الفارسية للمصحف تنشر من دون أن تكون ملحقة للتفاسير. وقد بلغت هذه التراجم في العهد الحديث إلى أكثر من 30 ترجمة.
في الحقيقة ما تمت ترجمته من القران إلى الفارسية بعد قيام الثورة في إيران وهو نحو 15 ترجمة، يظهر مدى الاهتمام الكبير للمترجمين الإيرانيين بترجمة النص الكامل للقرآن في عهد الجمهورية الإسلامية قياساً بما تم عبر التاريخ.
ويعود ذلك إلى دعم السلطة لمترجمي القرآن أولاً، وإقبال الجماهير الفارسية لقراءة القرآن باللغة الفارسية ثانيا.
كما لا ننسى أن بعض الشعراء و الروائيين الإيرانيين أخذو يهتمون بقراءة التراجم الفارسية للقرآن وخصوصاً تلك المترجمة بطريقة أدبية ولغة فارسية فخمة وأنيقة لأغراض أدبية، الأمر الذي يذكرنا بأجداد هؤلاء من أمثال الفردوسي وناصر خسرو البلخي ومولانا الرومي وحافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي الذين تأثروا أيما تأثير بالقرآن.
فعلى سبيل المثال كان حافظ الشيرازي وهو أعظم شاعر فارسي على الإطلاق (وهو يعادل المتنبي بين العرب) يحفظ القرآن عن ظهر قلبه بأربع عشرة رواية مختلفة.
ويعترف بعض الأدباء الإيرانيين انه لو لم ينهل حافظ الشيرازي من الأدب العربي الجاهلي والإسلامي وخصوصاً من القرآن لما أصبح شاعرا عالميا يعتز به الشاعر الألماني الكبير غوته و يعنون احد دواوينه باسمه.
ففي العهد القاجاري (1770- 1925) لم تكن هناك إلا ترجمة واحدة مهمة للقرآن وهي لمحمد طاهر المستوفي الشيباني المعروف ببصير الملك، والذي كان من مثقفي بلاط الشاه ناصر الدين القاجاري.
وفي العهد الشاه رضا البهلوي (1925- 1941) الذي كان يكنّ العداء للإسلام و العرب، لم تظهر إلا ترجمتين فارسيتين للقرآن: الأولى لعبدالحسين آيتي، والأخرى للشيخ محمد كاظم المعزي.
وفي عهد الشاه السابق (1941- 1979) ظهرت تراجم للقرآن إلى الفارسية اهمها للمترجمين: مهدي محيي الدين الهي قمشئي، وعلي نقي فيض الإسلام، وأبو القاسم باينده. وتعتبر ترجمة قمشئي من اكثر التراجم الفارسية للقران رواجا في ايران على الاطلاق خلال العقود الخمس الماضية.
كما قام مهدي قمشئي بترجمة ‘’الصحيفة السجّادية’’ للإمام زين العابدين بن الحسين، و دعاء ‘’مفاتيح الجنان’’ إلى الفارسية؛ والدعاء الأخير هو من أشهر الأدعية لدى الطائفة الشيعية. إذ كانت ترجمة قمشئي نقطة ختام للترجمة الفارسية الحرفية للنص القرآني في تاريخ هذه الترجمة.
ومن ابرز التراجم الفارسية للقران بعد قيام الثورة الإيرانية يمكن إن نشير إلى ما قام به في هذا المجال عبدالمحمد آيتي وجلال الدين فارسي و آية الله مكارم الشيرازي ومحمد مهدي فولادوند وبهاء الدين خُرّم شاهي.
ويعترف معظم المترجمين للقرآن في إيران انه -وعلى رغم تطور اللغة الفارسية ومفرداتها قياساً للقرون المنصرمة، وعلى رغم الدقة التي يبذلها المترجمون الذين يتقنون اللغة العربية- لا تزال هناك هفوات في تراجم القرآن إلى الفارسية.
فلذا قرر البعض منهم طرح مبادرة جديدة وهي القيام بعمل جماعي لترجمة القرآن إلى الفارسية يقوم به فريق من المترجمين وذلك عوض التراجم التي تتم بصورة فردية http://www.ahwazstudies.org/main/ind...49%E2%8C%A9=EN
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 1:02 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الألبان" وترجمة معاني القرآن بالرغم من دخول الإسلام لبلاد الألبان قبل 5 قرون فإن أول ترجمة كاملة وصحيحة لمعاني القرآن الكريم لم تتم إلا منذ 20 عاما فقط، أي في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، جاء هذا رغم المحاولات الجادة التي بدأت منذ مطلع القرن العشرين والتي اقتصرت على أجزاء معينة، وشابها كثير من الأخطاء اللغوية وغيرها.
بداية التواصل والأبجدية الثالثة ورغم هذا التأخر فإن مشوار محاولات العلماء الألبان في هذا المجال قد بدأت قبل ذلك بكثير؛ فقد كان أول اتصال للألبان بالإسلام عن طريق التجار العرب المسلمين الذين حضروا خصيصا من الأندلس للتجارة بمنطقة البلقان.
وظلت هذه المعرفة محدودة إلى أن قام العثمانيون بفتح ألبانيا بقيادة السلطان محمد الفاتح الأمر الذي ساعد الألبان على التعرف المباشر على الإسلام ومن ثم بدءوا في الدخول التدريجي فيه خلال وقت ليس بالقصير.
وقد بدأ الأتراك تدريجياً، وبعد أن استقر الأمر لهم في ألبانيا، في توسيع المدن القديمة مع بناء مدن جديدة، وأقاموا في قلب كل مدينة مسجداً ألحقوا به مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية التي كانت في أول الأمر تدرس باللغة التركية ثم أصبحت تدرس باللغة العربية بعد ذلك.
وهذا ساعد على انتشار واسع للغة العربية وسط الطلاب المتخرجين في هذه المدارس الذين انتشروا بدورهم في المدن الأخرى والقرى المحيطة بها لتعليم الناس مبادئ الإسلام وشرحها لهم بأسلوب مبسط باللغة الألبانية.
وبعد أن كانت اللغة الألبانية تكتب بالحروف اللاتينية عند الألبان الكاثوليك في شمال ألبانيا، وبالحروف اليونانية عند الألبان الأرثوذكس في الجنوب الألباني، أصبحت هناك أبجدية ثالثة يستخدمها الألبان المسلمون -والذين أصبحوا يتبعون المشيخة الإسلامية التركية في إستانبول- والمتمثلة في الأحرف العربية.
وبدخول معظم الألبان تدريجياً في الإسلام أصبحت الغالبية العظمى منهم تستخدم الأحرف العربية في كتابة لغتهم؛ حباً منهم في التميُّز وحرصاً، من جهة أخرى، على عدم الذوبان في المحيط الأرثوذكسي والكاثوليكي.
انقسام.. وشعور بالأهمية ورغم شعور الألبان المسلمين الأوائل من خلال معايشتهم العملية لتعاليم القرآن الكريم بحاجتهم الماسَّة لترجمة معانيه وتفسير آياته بهدف فهمه بشكل أكثر عمقا، فإن العلماء الألبان انقسموا في مسألة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية إلى فريقين: الفريق الأول: رفض المبدأ من أصله، ووافقهم على ذلك شيخ الإسلام في إستانبول الذي كان يرفض أيضاً ترجمة معاني القرآن إلى التركية.
والقسم الثاني: رأوا أهمية وضرورة الترجمة.
ويُعلّق على ذلك المفكر الإسلامي الألباني المعاصر: "نجات إبراهيم" قائلاً: "إن مواقف كلا الفريقين من قضية ترجمة القرآن كان لها مبرراتها المقبولة في ذلك الوقت؛ ولكنها في النهاية كانت فترة مؤقتة تغيَّرت بعدها الأمور تماماً وظهرت الحاجة الماسَّة إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية، وتحوَّل النقاش بعد ذلك بين العلماء في اتجاه آخر هو كيف نقوم بالترجمة؟ وما هو المنهج الذي يجب اتباعه خلال هذا المشروع؟".
ومما شجع العلماء على ضرورة القيام بترجمة معاني القرآن الكريم ومن بعده الحديث الشريف وباقي العلوم الإسلامية هو التزايد المتصاعد والمستمر في النشاط الأرثوذكسي والكاثوليكي وسط الألبان، خاصة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ حيث شهدت تلك الفترة ازدهارا لحركة الطباعة والترجمة المدعمة من الغرب والتي تركزت في البداية على ترجمة الإنجيل والكتب الدينية المسيحية إلى اللغة الألبانية.
وفي نفس الفترة، انتقلت حركة الترجمة إلى القرآن الكريم وذلك خلال عام 1921م حين طبع منه أول ترجمة غير كاملة من قبل ألباني أرثوذكسي هو "تشفزازي" اشتملت على حوالي ثلث السور القرآنية، وقد عانت ترجمتها من السطحية، وشابها كثير من الأخطاء وافتقدت لأي تعليقات جانبية.
ومع ذلك اعتبرت تجربة تاريخية هامة في هذا المجال.
للتأخر أسباب.. ويمكننا أن نجمل أهم أسباب تأخر ترجمة القرآن الكريم وانشغال الألبان عن هذا المشروع إلى أسباب لغوية تتمثل في عدم وجود أبجدية موحدة للغة الألبانية مع وجود لهجتين للغة الألبانية، في الشمال لهجة "جيجي"، وفي الجنوب لهجة "توسكى".
كما أن موضوع اللغة نفسها اعتبر عاملاً سلبياً؛ حيث ثراء اللغة العربية بكلماتها ومفرداتها عن مثيلتها في اللغة الألبانية؛ إضافة إلى عدم وجود قاموس ألباني عربي للمساعدة في قضية الترجمة؛ الأمر الذي دفع ببعض المترجمين إلى الاستعانة بالترجمات الإنجليزية مع العربية أثناء قيامهم بترجمة معاني القرآن للألبانية.
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 1:07 pm | |
| أدب وترجمة موضوعية أحد المساجد بألبانيا المميز في الحالة الألبانية أنه منذ القرن السابع عشر الميلادي سلك كثير من العلماء والأدباء الألبان المسلمين مسلكا أدبيا جديدا لتوضيح موضوعات قرآنية أو أجزاء من القرآن الكريم وشرح آياته وما تتضمنه من تعاليم وتوجيهات إسلامية عن طريق الأدب والشعر الألباني المكتوب بالأحرف العربية.
فلمخاطبة العامة من الشعب الألباني استخدم الأدب لشرح موضوعات شتى من سير الأنبياء أو إبراز حرمة وقبح المحرمات خاصة الكبائر كالزنا وشرب الخمر، بهدف تبسيط فهم الآيات القرآنية وما تشتمل عليه من أوامر ونواه، وقد ظهر بوضوح هذا الأدب الألباني الجديد ونما في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي.
وتعد قصيدة "مولود"، أبرز الأمثلة على ذلك، وألفها العالم الألباني "حسن زيكو كامبري" وهي تحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما نظم "كامبري" شعرا عن حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام شرح من خلاله الآيات القرآنية التي ألقت الضوء على سيرته.
كما تم تقديم تاريخ يوسف عليه السلام بما تضمنته سورة يوسف من آداب عبر ما كتبه العالم الألباني "محمد كيتشكو"، الذي ولد في عام 1784 ودرس في الأزهر الشريف في مصر ثم عاد ليعمل إماماً بقريته بمحافظة دلفينا جنوب ألبانيا، كما ألّف كيتشكو قصصاً في مجال السلوك الإسلامي والأخلاق.
ومع بدايات القرن العشرين سلك بعض العلماء الألبان مسلكاً آخر تمثَّل باختيار موضوعات مهمة وتجميع كافة الآيات القرآنية التي تتحدث عنها والقيام بترجمة معانيها وشرحها باللغة الألبانية، ومثال ذلك كتاب "الصلاة" للعالم الألباني المعروف "الحافظ إبراهيم داليو" الذي جمع كافة الآيات التي تتحدث عن الصلاة في القرآن الكريم وبدأ في ترجمتها وشرحها باللغة الألبانية.
محاولات جادة بعد استقلال ألبانيا عن تركيا في عام 1912م وحسم قضية كتابة اللغة الألبانية بالأحرف اللاتينية نهائيا في عام 1920م شعر المسلمون الألبان أكثر من ذي قبل بأهمية ترجمة القرآن الكريم وبدأت محاولات جدية لإخراج ترجمة كاملة للقرآن الكريم باللغة الألبانية، غير أنها لأسباب كثيرة لم تكتمل في بعض مراحلها.
وكانت محاولة العالم الألباني إبراهيم داليو أهمها إلا أنها لم تر النور كاملة، وكذا اختلفت الآراء حول أسباب عدم الانتهاء منها أو لعدم طباعتها كاملة بينما ضاعت أجزاء منها.
وفي عام 1929م بدأ العالم الألباني "إبراهيم داليو" بترجمة أجزاء من القرآن الكريم وسماه "المختار في معاني القرآن الكريم"، وكان منهجه في هذه الترجمة هو كتابة النص العربي أولا ثم كتابة كيفية نطقه بالحروف اللاتينية لمن لا يعرف الحروف العربية، ثم ترجمة معاني الآيات القرآنية، وقد وضع فيه بعض التعليقات والتوضيحات حول المعاني القرآنية المترجمة،
وقد لاقت هذه النسخة، في حينها، قبولاً واستحساناً من قبل علماء ألبانيا، ولم ينتظر حتى يكمل ترجمة القرآن كاملاً وبدأ بطباعة الأجزاء التي انتهى منها خلال الفترة من 1929م وحتى عام 1937م، وبدخول إيطاليا ألبانيا ثم بدء الحرب العالمية الثانية واعتلاء الحزب الشيوعي للحكم تم وقف أنشطة الطباعة للمؤلفات الدينية في ألبانيا، ولم يعد يسمع شيء عن هذه النسخة المترجمة.
وفي عام 1981م في برشتينا بكوسوفا وتحت إشراف جمعية علماء كوسوفا "المشيخة الإسلامية" تم تشكيل لجنة من 8 من العلماء والأساتذة المتخصصين برئاسة العالم الألباني الكوسوفي شريف أحمد (Sherif Ahmetit 1920م - 1998م) حيث قامت اللجنة بتسليم النسخة المترجمة لجمعية علماء كوسوفا في 6 يونيو لعام 1984م ولأسباب لم يفصح عنها لم تطبع النسخة إلى اليوم.
وكانت أول طباعة كاملة لترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الألبانية تمت في عام 1985م وكانت للترجمة التي قام بها فاتي مهديو Feti Mehdiu أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة برشتينا.
وتحمل هذه الترجمة قيمة كبيرة من حيث إنها المرة الأولى التي يتم فيها ترجمة كلية لمعاني القرآن الكريم باللغة الألبانية.
وتم تداول هذه الترجمة فقط وسط ألبان إقليم كوسوفا والألبان المهاجرين في الخارج بينما لم تتح الفرصة للألبان في دولة ألبانيا تداول هذه الترجمة نتيجة منع النظام الشيوعي وقتها أي مظهر من مظاهر الدين أو تعلمه، كما لم تتضمن هذه الترجمة أي تعليقات جانبية حول الترجمة، الأمر الذي لم يساعد على انتشارها؛ إلا أنه أعيد طباعتها في عام 2000م بإقليم كوسوفا.
ثاني طباعة كاملة لترجمة القرآن الكريم باللغة الألبانية تمت في عام 1988م من قبل الأستاذ حسن ناهي في كوسوفا والذي أنهى دراسته الإسلامية في مصر، وتميَّزت ترجمته بالدِّقة اللغوية، وقد جعل النَّصَّ القرآني باللغة العربية بجانب الترجمة الألبانية.
طباعة أفضل.. وجهد أكبر ثالث طباعة لترجمة كاملة للقرآن الكريم تمَّت على يد العالم الألباني الكوسوفي شريف أحمدي في عام 1988م وتحت إشراف مسئولي المشيخة الإسلامية الألبانية في العاصمة الكوسوفية برشتينا، وهذه تعتبر أفضل ترجمة ألبانية لمعاني القرآن الكريم حتى الآن وأشهرها وأكثرها تداولاً بين الألبان الذين يصل تعدادهم لحوالي 17 مليونا.
وقد لقي أمر وضع النص العربي وسط الكتاب وحوله ترجمة معاني الآيات القرآنية إضافة إلى تعليقات في الهامش كي تساعد القارئ الألباني على فهم المقصود من الآيات القرآنية -استحساناً عند الغالبية العظمى من الألبان.
رابع طباعة لآخر ترجمة كاملة للقرآن الكريم تمَّت على يد شخص غير ألباني هو "محمد زكريا خانيت"، الباكستاني الجنسية، وهي ترجمة مليئة بالأخطاء وخاصة العقائدية، وبها انحراف كبير عن الترجمة الصحيحة لمعاني القرآن الكريم، وقد طبعت في إسلام آباد سنة 1990م.
ورغم النجاح الكبير نسبياً الذي حققه مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية فإن هناك جهداً علميا ولغوياً كبيراً ما زال يحتاج إلى البذل في هذا المجال. http://taarafu.islamonline.net/arabi...rticle14.shtml |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 1:18 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم كيف تعرَّفت إيطاليا على القرآن؟ تكشف المحاولات التي خاضها العقل الأوربي لفهم الإسلام واستكشاف العالم الإسلامي عن المنعطفات التاريخية التي مرت بها الصورة الإسلامية في أذهان الأوربيين، وظلت مدارا للبحث لعدة قرون، واختلف الغربيون عليها؛ فجاءت المفاهيم تارة متشددة مشوهة، وتارة أخرى موضوعية تتقبل الآخر وتتفهمه، ولا يأتي هذا بمعزل عن الخلفية المسيحية للعقلية الأوربية والتوجه الكنسي، ومدى تأثيره سياسياً وثقافياً، وتدخله في مجرى الأحداث، وإن كان القارئ للأعمال التي حاولت فهم الإسلام يدرك أنها تطورت مع تطور الوعي الأوربي والانفتاح على ثقافة الآخر.
ولأن إيطاليا من الدول التي كان لها احتكاك مباشر مع العالم الإسلامي والعربي وخاصة مع مدن الجنوب كصقلية والبندقية فقد مثل هذا دافعاً قوياً لدى الإيطاليين لمعرفة هذا العالم، ونشطت حركة الترجمات عن العربية واليونانية، وزادت الرغبة في التعرف على الكتاب المقدس للمسلمين "القرآن الكريم" فقاموا بترجمته مرات عديدة منذ 500 عام وحتى الآن.
وهو ما تؤكده دراسة "حول ترجمات معاني القرآن إلى الإيطالية" التي قدمتها الدكتورة نجوى عمر بكلية الألسن جامعة عين شمس المصرية.
أولى الترجمات الدراسة تشير إلى أن أول ترجمة للقرآن تمت في مدينة البندقية عام 1547م، وقام بها أندريا أريفاييه عن الترجمة اللاتينية لمعاني القرآن.
وامتلأت بالأخطاء لجهل المترجم باللغة العربية؛ حتى إن الترجمة وقعت في 150 ورقة فقط. ورغم ذلك فقد أثارت استفزاز الكنيسة التي رمت المترجم بالهرطقة والكفر، وحظرت تداولها، وإن ظلت نسخ الترجمة محفوظة حتى الآن في المكتبات العامة.
ولكن مع مرور الوقت تخلت الكنيسة عن موقفها الرافض لترجمة معاني القرآن؛ رغبة منها في التعرف على الأتراك المسلمين الذين يحاصرون إيطاليا من كل الجوانب.
فجاءت الترجمة الثانية عام 1698م للقس لوديفكايا مارتش الذي استغرق 7 سنوات كاملة في الترجمة، وكان من اللافت تسجيله إعجابه الشديد بسورة الفاتحة، وقوله: "كيف يصدر هذا الكلام الفاضل والمُقَدَّس عن محمد؟".
ترجمة محايدة ولكن.. بعد ذلك توالت الترجمات.. وأهمها طبعة فاينشتال عام 1847م، وترجمتان قبل الحرب العالمية الثانية للويدجيبو نويلي وألكسندر بالي.
غير أن الترجمات الدقيقة والمهمة ابتدأت عام 1955م بقيام القس ألسكندر باوزاني بوضع ترجمة بالغة الدّقة، وكتب مقدمة تقع في 100 صفحة تكشف عن تعمُّقه في العلوم الإسلامية، وحياديته الشديدة؛ فقد خلت الترجمة من الغمز واللمز الذي ارتكبه سابقوه؛ بل إنه دافع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مسألة تعدُّد الزوجات، ونفى أن يكون وراء ذلك شهوانية، واستشهد بأن النبي ظل طوال شبابه متزوجًا من امرأة واحدة تكبُرُهُ سِنًّا وهي السيدة خديجة، ولم يتزوَّج إلا بعد وفاتها.
وأنه ليس من المعقول أن تستيقظ الشهوة عنده في هذه السن، كما عرف المترجم بالصلاة وكيفية أدائها وبقية أركان الإسلام الأخرى بشكل دقيق، لكنه وقع في بعض الأخطاء؛ منها تشكيكه في صحة ترتيب سور القرآن، وادعاؤه وقوع خطأ في جمع القرآن بعد وفاة الرسول أسفر عن الخطأ في ترتيب السور، كما أخطأ باوزاني عندما خالف الثابت تاريخيًّا، وادعى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أميًّا، وإنما كان يعرف القراءة والكتابة، واستشهد بفعل "اكتتبها" بقوله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا} [الفرقان: 5]، ومن الواضح أنه فهم "اكتتبها" بمعنى "كتبها"، في حين أن اكتتبها تعني أن الرسول طلب من غيره كتابتها.
وأخطأ أيضا عند ترجمة قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [آل عمران: 71]، فترجم الفعل "يلبس" بمعنى "لبس الثياب"، والمعنى الصحيح هو "الخلط" أي لماذا تخلطون الحق بالباطل؟ لكن باوزاني ترجمها "لماذا تغطون الحق بأثواب الباطل؟".
وغالبية الأخطاء على نفس المنوال.
ويُحسب لهذه الترجمة أنها نجحت في "طلينة" معاني القرآن وتقريبها للإيطاليين باستعارة تشبيهات إيطالية لتوضيح المعنى للقارئ.
وقال المترجم: إن القرآن الكريم يأتي في مقدمة الكتب الصادرة عن المؤسس الأول -يقصد النبي محمد- وإن الثابت تاريخيًّا أن القرآن لم يُحَرَّفْ، وأنه وصل إلينا مباشرة عن محمد، وهو يرفض ذلك الإقرار بأن القرآن من عند الله.
ما بين حمزة وبيرونيه وجاءت ترجمة الإيطالي المسلم حمزة ربيتو بيكاردو في التسعينيات من القرن العشرين كأول ترجمة اعتمدها الأزهر الشريف، وكان من أهم ما فيها أنه عمل في ترجمته على تطويع اللغة الإيطالية على استيعاب المعاني الواردة في القرآن الكريم، ونظرًا لأن العديد من التشبيهات والمعاني العربية لا يوجد ما يقابلها بالإيطالي فقد وضع هوامش وإحالات كثيرة تشرح معاني التشبيهات.
وقد كتب مقدمة الترجمة الإيطالي المسيحي بيبو بلازوني في 100 صفحة، ويتضح من المقدمة تأثره الشديد بالإسلام.
فجاءت مقدمته مليئة بالود ناحية المسلمين وكتاب المسلمين، ولم يستخدم الاسم الإيطالي للنبي "ميمتو" وإنما استخدم الاسم العربي "محمد"، وسلم بأن القرآن كتاب سماوي من عند الله، وأن هناك تشابهاً كبيراً بين الكتب السماوية الثلاث، وساق بعض الاستشهادات؛ منها أن كلمة "القرآن" تعني التلاوة بصوت مرتفع، وأن اليهود والمسيحيين أيضاً لديهم التلاوة بصوت مرتفع في الطقوس الدينية.
إضافة إلى هذه الترجمة قام عالم اللغة الإيطالي فديرويكو بيرونيه بوضع ترجمة جديدة لمعاني القرآن، اتسمت بالموضوعية والحيادية الشديدة، وقد وضع بيرونيه لترجمته مقدمة في 60 صفحة، أوضح فيها أنه سيترجم معاني القرآن في ضوء علم اللغويات الحديث، ونظرية الاتصال عند رومان جاكسبون التي تقول بأن أي عملية اتصال لغوي تتكون من مرسل ورسالة ومستقبل.
وفي حالة النص القرآني فإن المُرسل هو الله، والرسالة هي القرآن، وجاءت باللغة العربية الشمالية الغربية وهي لهجة قريش، كما أن الموضوعات الواردة في القرآن عديدة ومتنوعة ومتداخلة بحيث يصعب فهرستها وتبويبها، ومن وجهة نظره أن القرآن اتبع أسلوبًا غريبًا بالقفز بين الموضوعات دون أن يكون بينها صلة، وهو ما اعتبره المترجم أمرًا شاذًّا بالنسبة للعقلية الغربية التي اعتادت الرد بطريقة تداعي الأحداث وتسلسلها، ويضيف المترجم أن أسلوب القفز جعل القرآن أكثر تشويقًا كلما قرأته.
وحين تحدَّث بيرونيه عن المُخاطَبين بالقرآن قال: إنهم العرب ومن بعدهم العالم بأسره. وبذلك اختلف بيرونيه عن كثير من المستشرقين الذين اعتبروا القرآن كتابًا يخص العرب وحدهم، ولا شأن لمسيحيي أوربا به.
وقد لفت بيرونيه الانتباه إلى أن القرآن الكريم استخدم الوظائف الست للغة، وهي: (1) الوظيفة الإخبارية: واستخدمها القرآن في الإخبار عن حوادث وقعت في الماضي، وحوادث أخرى تنبئ بحدوثها في المستقبل.
(2) الوظيفة العاطفية: استخدام القرآن شحنة عاطفية عالية، وأبدى بيرونيه استغرابه من مقدرة القرآن على الجمع بين الوظيفة الإخبارية والوظيفة العاطفية؛ حيث إنه كلما زادت الشحنة العاطفية في اللغة قل الإخبار فيها، لكن القرآن جمع بين الوظيفتين، دون أن تطغى إحداهما على الأخرى.
(3) الوظيفة الأمرية: استخدام القرآن للنداء، مثل "يا أيها الذين آمنوا"، أو باستخدام فعل الأمر ذاته.
(4) الوظيفة الانتباهية: استخدمها القرآن في لفت الانتباه، بتحويل الحديث من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم.
(5) الوظيفة ما بعد اللغوية: استخدمها القرآن في شرح المصطلحات الغامضة، مثل ما هو المقصود بـ"الصلاة" و"الزكاة"، "الربا"؛ فهي غير واضحة بذاتها، وتحتاج إلى إيضاح، وقام القرآن بإيضاحها.
(6) الوظيفة الجمالية: واستخدمها القرآن من وجهة نظر المترجم للزخرفة وتجميل النص القرآني، وأن السور المكية الأولى كانت أبرز تطبيق لذلك عند الحديث عن مشاهد يوم القيامة.
وقد اعترف بيرونيه صراحة بالإسلام عندما قال في المقدمة: "كي يحدث التقارب العميق والجاد بين العالمين الإسلامي والمسيحي؛ فإن الأمر يحتاج إلى أن نقنع أنفسنا بأن كلا المنهجين الإسلامي والمسيحي منهج من الله، وأنها صارت جسدًا في بيت لحم (موطن السيد المسيح) وصارت كلامًا في مكة". http://www.islamonline.net/arabic/ar...rticle10.shtml
|
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. الإثنين 07 يونيو 2021, 1:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ د.محمود الربداوي
يعتقد بعض الناس أن ترجمة القرآن ظاهرة متأخرة، ويحسبون أنها ظاهرة عرفها المفكرون والتراجمة في القرون الأخيرة، وحقيقة الأمر أنّ ترجمة القرآن قديمة موغلة في القدم، يعود بعضها إلى حقبة نزول القرآن نفسه، نقرّر ذلك مستشهدين بالخبر الذي يروى عن الصحابي سلمان الفارسي، خلاصته أن بعض قومه من الفرس الذين لا يعرفون العربيّة، طلبوا منه أن يترجم لهم بعض الآي إلى لغتهم الفارسية، فاستجاب لطلبهم وترجم لهم البسملة وسورة الفاتحة، وظلوا يقرؤونها في صلواتهم بالفارسية حتّى لانت ألسنتهم للعربية.
ومع أن المسلمين، الأوائل من الأعاجم كانوا يرغبون بالفهم الدقيق لمعاني القرآن الكريم، ولا يتم لهم ذلك إلا إذا تُرجم إلى لغتهم التي حذقوا دلالتها، إلا أنهم تساموا بأنفسهم، وصعَّدوا قدراتهم اللغوية إلى تعلّم اللغة العربية نفسها التي نزل بها القرآن، فاعتكفوا على تعلّمها، وكان لهم ذلك، ويمكن إرجاع كل حركة التأليف والتدوين التي انطلقت في القرون الأولى للإسلام، وبزوغ الفكر العلمي اللغوي إلى تعامل العجم مع القرآن وتفاعلهم معه، ومع كل ذلك ظلّت الحاجة ملحّة لتقديم أفكار القرآن ومعانيه إلى الجماهير الغفيرة من أمم شتى التي أخذت تدخل في الإسلام أفواجاً دون أن تتمكن من فهم العربية، فنشأت حاجة ملحّة لترجمة الفكر العربي الإسلامي الجديد، وعلى رأس هذا الفكر الناشئ القرآن الكريم بأفكاره ومعانيه وما يتضمنه من تنظيم سياسي واجتماعي وتربوي وأخلاقي فنشأت ثلاثة أنماط من الترجمة:
النمط الأول: الترجمات الشرقية، ونقصد به ترجمات القرآن إلى لغات الأمم الشرقية كالفارسية والتركية والأوردية والجاويّة والبنغالية، وأغلب ترجمات هذا النمط كانت تتم على أيدي عناصر مسلمة، ولذلك كانت تتوفر فيها النظرة القدسية للقرآن، ومن هذا النمط ما ذكره الجاحظ عن موسى بن سيّار الأسواري (المتوفى سنة 255هـ) أنه كان يدرّس القرآن ويشرحه بالفارسية (2)، ومن هذا النمط أيضاً ما ذُكر عن ترجمات القرآن على أيدي علماء ما وراء النهر في سنة 345هـ للملك منصور بن نوح الساماني، وتوالت الترجمات الفارسية والجاوية، وهي أكبر اللغات الأندونوسية وأكثرها انتشاراً، وقد ترجم إليها القرآن مع تفسير البيضاوي.
كما ترجمت اللغة الأوردية -وهي اللغة التي تتكلمها شعوب الباكستان والهند- ترجمات عدّة أشهرها ترجمة (الشيخ عبد القادر بن الشاه ولي الله)، وترجمة (الدكتور عماد الدين أمر تسار) طبعت في مدينة (الله آباد) وهي أول طبعة بحروف أوردية إفرنجية، وهناك طبعة أخرى ظهرت سنة 1315هـ فيها الأصل العربي وترجمة بالفارسية والأوردية، وتأتي الأوردية في الهند بعد اللغة البنغالية، وقد ترجم إليها الراهب (وليم جلودساك) القرآن سنة 1908.
أمَّا في تركية -ومعظم شعبها من المسلمين- فالمعروف أن السلطان عبد الحميد كان يمنع منعاً باتاً ترجمة القرآن إلى اللغة التركية.
ويلحق بالنمط الشرقي ما وضعه كل من (فارجنيل ويوفات) من شرح للقرآن الكريم باللغة الصينية (3)، ونشراه في مجلة تسمى (مجلة العالم الإسلامي).
فإذا أضفنا إلى كل ما سبق ترجمة تنسب إلى (بار صليبي) المعاصر للحجاج الثقفي للسريانية، وما ذكرته دائرة المعارف اليهودية أنه توجد بعض ترجمات للقرآن باللغة العبرية، اكتملت لدينا صورة النمط الشرقي لترجمات القرآن.
النمط الثاني: وهو الترجمات إلى اللغات الأوروبية، والملاحظ أن القرآن جذب بطريقته المثلى في عرض جوانب من عقيدته وشريعته، وبأسلوبه المعجز المتفرّد في صياغة أفكاره ومبادئه، اهتمام كثير من الأوروبيين، وخاصة رجال الدين من القساوسة والرهبان، فدعوا إلى ترجمته أولاً قبل دراسته، ومنافحته بعد ذلك.
وهذا النمط أغلبه لم يكن بأيدي المسلمين، ولم يكن الهدف المقصود منه تدبُّر أحكام القرآن، ولم تكن روح التقديس والإجلال التي عرفناها في الترجمات الشرقية متوفرة فيه.
وقد نشطت هذه الترجمات على أثر اندحار العرب في الأندلس ونشوء الحروب الصليبية.
وتُجمع الدراسات التي أرّخت لترجمات القرآن إلى اللغات الأوروبية أن أول ترجمة في أوروبة كانت كما تروي الكتب الموثَّقة، بإيعاز من القديس (بطرس المبجَّل) رئيس دير (كلوني) المتوفى سنة 1175، في دير في جنوبي فرنسة وذلك في سنة 1143، فكلّف بطرس المبجّل ثلاثة رهبان: أحدهم إنكليزي يُدعى (روبرت الرتيني)، والثاني ألماني يُدعى (هيرمان الدلماطي)، والثالث إسباني بترجمة القرآن إلى اللاتينية، وتمّت هذه الترجمة بالاستعانة باثنين من العرب.
ووضعت هذه الترجمة تحت تصرف رجال الكنيسة ليستعملوها في استكمال دراساتهم اللاهوتية، أو القيام بأعمال التبشير الدينية، وقد كان ظهور هذه الترجمة بعد الحملة الصليبية الثانية بأربع سنوات، غير أن الدوائر الكنسية منعت طبع هذه الترجمة وإخراجها إلى الوجود؛ لأنَّ إخراجها من شأنه أن يساعد على انتشار الإسلام بدلاً من أن يخدم الهدف الذي سعت إليه الكنيسة أصلاً وهو مناهضة الإسلام.
ومن طريف ما يروى: أن رجال الدين في أوروبة حاربوا القرآن الكريم بإطلاق الشائعات التي تقول بأن من يترجمه أو يطبعه أو ينشره فإنه يلاقي الموت الزؤام قبل أن يحين أجله الطبيعي، وعلى الرغم من ذلك فإن حركة ترجمة القرآن وطبعه استمرت قروناً طويلة، وخاصة في ألمانيا. وظلت هذه الترجمة مخطوطة تُتداول في الأديرة حوالي أربعة قرون، إلى أن قام (ثيودور بيبلياندر) فطبعها في بال سنة 1543، ونُقلت بعد ذلك إلى الإيطالية والألمانية والهولندية، ولكن هذه الطبعة وُصفت بأنها لا تستحق اسم ترجمة، فالأخطاء الكثيرة، والحذف، والإضافة والتصرّف بحريّة شديدة في مواضع يصعب حصرها يجعل هذه الترجمة لا تشتمل على أي تشابه مع الأصل، ويقول فيها (بلاشير): "لا تبدو الترجمة الطليطلية للقرآن بوجهٍ من الوجوه ترجمة أمينة وكاملة للنص".
وعلى الرغم من ذلك شكّلت هذه الترجمة النواة الأولى لسائر الترجمات الأوروبية الأخرى، بل كان لها تأثير كبير إلى درجة الاقتباس منها والسير على منهجها.
ظهرت بعد ذلك ترجمات عبر القرون اللاحقة، وعبر لغات أوروبية مختلفة، ففي القرن السابع عشر ظهرت أول ترجمة فرنسية سنة 1647 قام بها (أندريه دي ريور) وقد تركت أثراً جيداً لفترة طويلة، حيث أعيد طبعها عدّة مرات.
وتُرجمت إلى مختلف اللغات الأوروبية، منها الترجمة التي قام بها (الكسندر روس) إلى الإنكليزية و(غلازماخر) إلى الهولندية و(يستنكوف وفريفكين) إلى الروسية و(لانج) إلى الألمانية.
ولعلّ من أهم ترجمات القرآن في ألمانيا ترجمة (رودي بارت) وتعدّ أحسن ترجمة للقرآن الكريم باللغة الألمانية، بل باللغات الأوروبية عامّة، وقد حرص صاحبها على الدقة والأمانة العلمية لدرجة أنه عندما تعترضه كلمة يُشكل عليه فهمها أو لا يطمئن إلى قدرته على تحديد معناها فإنه يُثبتُها بنصّها العربي كما وردت في الآية، ولكن بالحروف اللاتينية لكي يتوصّل القارئ نفسه إلى فهم المعنى الذي يراه ملائماً للسياق.
وجدير بالذكر إن (رودي بارت) لم يقدم على ترجمة القرآن إلا بعد أن درسَهُ في أصله العربي، ودرس الترجمات الإنكليزية والفرنسية الموثوقة، ورجع إلى مجموعة الكتب والمصادر التي تساعد على الترجمة الدقيقة للقرآن، كتفاسير الطبري والزمخشري والبيضاوي.
ومن البديهي أن الأوروبيين لا تستوقفهم آيات العبادات بمقدار ما تستوقفهم آيات المعاملات، فلذا نراهم يقفون طويلاً بالتحليل والمقارنة والتعقيب عند آيات التشريع والميراث والقانون والتنظيم الاجتماعي وأحوال المرأة ونظام الأسرة والزواج في الإسلام.
ومن هنا أطال بارت وقوفه عند الآية: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، أو ما ملكت أيمانكم) (4) لأنَّه ككل المستشرقين تستوقفهم ظاهرة تعدُّد الزوجات التي نصَّت عليها الآية السابقة، ولكنه بقدرة فائقة من نفاذ البصيرة استطاع أن يربط بين أوّل الآية المُتعلقة باليتامى وأموال اليتامى والأيامى وبين آخر الآية المتعلقة بتعدُّد الزوجات، وأن يربط كل ذلك بالظروف السياسية والاجتماعية وخاصة أن هذه الآية نزلت بعد معركة أُحُدٍ التي قُتل فيها من المسلمين عددٌ كثير، وترمَّل على أثرها العديد من النساء.
وفي القرن ذاته أيضاً ترجم الإيطالي (لودفيك مركي) القرآن من العربية مباشرة إلى اللاتينية سنة 1698، وتُعَدُّ هذه الترجمة عمدة ترجمات أوروبية كثيرة؛ لأنَّ مترجمها اعتكف على دراسة القرآن أكثر من أربعين سنة، واطلع على كتب المفسرين المسلمين، مثلما فعل قبله بارت، لذلك عدَّه (هنري لامنس) أكثر المترجمين إنصافاً، مع أن (لامنس) هذا يقول: "إننا لا نملك ترجمة وحيدة للقرآن لا عيب فيها"(5).
في القرن الثامن عشر ظهرت ترجمات عن الأصل العربي مباشرة كتلك التي نشرها (جورج سال) بالإنكليزية سنة 1734 وعيبها الكبير أن (سال) زعم أن القرآن من صياغة محمد، وترجم القرآن سنة 1715 (سافاري) إلى الفرنسية.
|
|
| |
| التاريخ الكامل لترجمة القرآن الكريم.. | |
|