في غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

فَلاَ يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ
        فَرُبَّمَا فِيهِ تَأدِيْبٌ وتِبْيَانُ

لَيَنْتَبِهْ غَافِلاً أَو قَائِلاً زَلَلاً
        ومُعْجَبٌ غَرَّهُ بالعُجْبٍ شَيْطَانُ

كَمَا جَرَة في حُنَيْنْ إذْا قَالَ قَائِلُهُمْ
        اليَوْمَ مِنْ كَثْرَةٍ يَأتِيْ لَنَا شَانُ

فأَدْيَرُوْا عن رَسُولِ اللهِ وانْهَزَمُوا
        لم يَلُووْا مِنْ أحَدِ والْكُلُّ فُرْسَانُ

لَمْ يَبْقَ إلا نَبِيُّ اللهِ يَطْعُنُهُمْ
        أَنَا ابنُ مُطَّلِبٍ والجَدُ عَدْنَان

حَتَّى إِذَا قَالَ يَا أَصْحَابَ سَمْرَتِنَا
        هَلُمَّ إِنَّ عَلَى الرِّضْوَانِ رِضْوَانُ

جَاؤُوا يُلَبُونَ والأَسْيَافُ مُصْلَتةٌ
        كأنَّهُنَّ بأَيْدِي القَومِ نِيْرَانِ

تِلكَ الأُمُورُ مِنَ البَارِي يُدَاوِلُهَا
        فكُل يومٍ لَهُ في خَلْقِهِ شَانُ

لَم يَأْتِ مِن خَلَلٍ إلاَّ لَهُ سَبَبٌ
        فانظُرْ فَمِنْ أيِ بَاب جَاء نَقْصَانُ

اجْعَلْ مُرَادَكَ دِيْنَ اللهِ تَنْصُرُهُ
        فالْمُلْكُ بالدِّيْنِ لا بالجُنْدِ يُنْصَانُ

وَكُنْ معَ اللهِ لاَ تَخْشَى المَلاَ أَبَدًا
        يَكُنْ لَكَ اللهُ والأَمْلاَكُ أَعْوَانُ

والناسُ إلاَّ قَلِيْلٌ قَالَ أَكْثَرُهُمْ
        إذَا رَأَوْا نَاصِحًا قَالُوا بِهِ جَانُ

عن نُصْرَةِ الدِّيْنِ أَمْوَاتٌ بِهِمْ وَهَنٌ
        وَنُصْرَةً المَالِ فُرْسَانٌ وَشُجْعَانُ

صَلِّحْ لِدُنْيَاكَ مَا يَخْصُصْكَ مِن أحَدٍ
        لِلنَّاس وَادٍ وَقَدْ آوَتْكَ وُدْيَانُ

تُنَفِّرُ الناسَ والإِخْوَانُ قَدْ سَكَتُوا
        أَعْرِضْ وَكُنْ مِثْلَهم ودِنْ بما دَانُوْا

كُنْ لِلْمُلُوكِ عَلَى الأَهْواء تَعِشْ مَعَهُمْ
        فاللهُ في جَنْبهِ عَفْوٌ وَغُفْرَانُ

يَا قَاتَلَ اللهُ منْ هَذِيِ مَقَالَتُهُ
        هَذَا ابْنُ إبْلِيْسَ غَشَّاشٌ وَفَتَّانُ

يا حَسْرَةَ الدِينِ مِن هَذَا وَشِيْعَتِهِ
        إِنْ سُوْعِدُوْا لَمْ يَقُمْ لِلدِّيْنِ بُنْيَانُ

«هَذَا وأَمْثَالُهُ كَمْ ثَبَّطُوْا أمَمًا
        عَن نَصْرِ دِيْنٍ ولِلشَّيْطَانِ أَعْوَانُ»

«في كُلّ وَقْتٍ فَكُنْ مِنْهُم عَلَى حَذِرٍ
        لا يَخْدَعُوكَ فَهُم في المَكْرِ فُرْسَانُ»

انْتَهَى