أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:07 am | |
| قصة الأكراد (2) نشأة الأكراد قرأ الجميع واستمعوا في نشرات الأخبار خلال الأيام الماضية إلى طلب الحكومة التركية الإذن من البرلمان لشن غارات عبر الحدود العراقية ضد المتمردين الأكراد في إقليم كردستان العراق، ثم تمَّت موافقة البرلمان الأربعاء 17/ 10/ 2007م بأغلبية ساحقة، واندهش الجميع بسبب عدم معرفتهم بحقيقة الأكراد ولا أسباب الخلاف، فوسائل الإعلام تصور الأكراد على أنهم إرهابيون متمردون على تركيا، ولكننا نكتشف أن الأكراد يعيشون في عدة دول أخرى أيضًا، كما أنهم يتهمون تلك الدول -في نفس الوقت- بانتهاك حرياتهم واستقلالهم، فما حقيقة الأمر؟!
ونسمع -كذلك- من يتهم الأكراد بمحاولة الاعتماد على أمريكا من أجل الانفصال عن العراق وتركيا؛ فما الصواب في كل ما نسمعه؟!
هذا ما يأتي هذا المقال ليبينه من خلال توضيح أصول الأكراد، وبلادهم، ومذهبهم، وقضاياهم التي يسعون لحلِّها، ومطالبهم التي يحرصون عليها، وأماكنهم التي يعيشون فيها، وموقعهم في عالم السياسة اليوم.
بإيجاز هذه هي قصة الأكراد.
برز الأكراد في التاريخ الإسلامي من خلال دولة كبرى كانوا هم مؤسسيها، وقامت هذه الدولة بجهود كبيرة في توحيد مصر والشام بينما كانت الخلافة العباسية في حالة ضعفٍ شديد، وتصدَّت هذه الدولة للصليبيين في مصر والشام، وتمكنت من الانتصار عليهم في معارك عظيمة في (حطين) و(المنصورة)، واستمرت الدولة ما يقرب من مائة عام من 569هـ إلى 661هـ.
هذه الدولة هي الدولة الأيوبية التي أسسها القائد المسلم الكردي الفذُّ صلاح الدين الأيوبي -والذي ربما لا يعلم الكثيرون أنه كان كرديًّا- وقد نشأ هذا البطل في تكريت بالعراق، وجاء مصر مع عمه أسد الدين شيركوه، وتمكن من إسقاط الدولة العبيدية الإسماعيلية وإقامة دولة سُنية، ثم تمكن من توحيد مصر والشام في دولةٍ قوية انتصرت على الصليبيين، وتولت أسرته الكردية الحكم من بعده حتى نهاية الدولة، وقيام دولة المماليك.
ومن أهم العلماء الأكراد في التاريخ الإسلامي، والذين لهم أثر كبير الإمام أحمد بن تيمية، والشيخ بديع الزمان النورسي.
يتفق أغلب الباحثين على انتماء الأكراد إلى المجموعة الهندوأوروبية، وأنهم أحفاد قبائل الميديين التي هاجرت في مطلع الألف الثانية قبل الميلاد، واستطاعت أن تنشر نفوذها بين السكان الأقدمين وربما استطاعت إذابتهم لتتشكل تركيبة سكانية جديدة عرفت فيما بعد بالأكراد.
وتنتمي اللغة الكردية إلى مجموعة اللغات الإيرانية التي تمثل فرعًا من أسرة اللغات الهندوأوربية وهي التي تضم اللغات الكردية والفارسية والأفغانية والطاجيكية، وقد مال أكراد العراق وإيران إلى اللغة العربية؛ فهجروا الأبجدية الخاصة بهم، وبدأوا يستخدمون الأبجدية العربية في كتابة لغتهم، بينما ظل أكراد تركيا وسوريا يستعملون الأبجدية اللاتينية، وأما أكراد الاتحاد السوفيتي فكانوا يستعملون الأبجدية الروسية.
ولم تشكِّل كردستان (الموطن الأساسي للأكراد) بلدًا مستقلًا ذا حدود سياسية معينة في يوم من الأيام، على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس عرقًا.
وظهرت كلمة (كردستان) كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الـ12 الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجار القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه، وأطلق عليه كردستان.
وكانت هذه الولاية تشتمل على الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان (مناطق سنا، دينور، همدان، كرمنشاه... إلخ) إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاجروس، مثل شهرزور وكوي سنجق.
وكلمة كردستان لا يُعتَرف بها قانونيًّا أو دوليًّا، وهي لا تُستَعمل في الخرائط والأطالس الجغرافية.
كما أنها لا تُستَعمل رسميًّا إلا في إيران.
وتتوزع كردستان بصورة رئيسية في ثلاث دول هي العراق وإيران وتركيا مع قسم صغير يقع في سوريا، فيما يوجد عدد من الأكراد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق.
وتشكل كردستان في مجموعها ما يقارب مساحة العراق الحديث.
وتضم كردستان الكبرى إداريًّا 46 إمارة مستقلة أهم مدنها: ديار بكر، وديندر، وشاريزور، ولور، وأرديال.
ويشغل الأكراد 19 ولاية من الولايات التركية البالغ عددها 90، تقع في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي، ويعيش الأكراد بشكل متفرق في دول أخرى أهمها أرمينيا وكذلك في أذربيجان وباكستان وبلوشستان وأفغانستان.
وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 27 إلى 40 مليونًا، موزعين بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسوريا.
وأغلب أقاليم كردستان غنية بالثروة المعدنية والمناجم خاصةً مناطق ديار بكر وماردين، ورغم وجود هذه المناجم والمعادن فلا تزال الصناعة في كردستان متأخرة؛ حيث تنعدم الصناعات الثقيلة، ولا يوجد أثر للصناعات العملاقة؛ وذلك بسبب الظروف السياسية، أما الصناعات اليدوية والخفيفة فهي منتشرة بكثرة لا سيما صناعة السجاد المنتشرة في جميع البيوت الكردستانية.
يعتنق الأكراد الإسلام بأغلبية ساحقة، وذلك على المذهب السُني الشافعي، وهناك عدد قليل للغاية من الشيعة يعيشون في جنوب كردستان، والنصرانية شبه معدومة بينهم، فالنصارى في كردستان هم من السريان الذين كانوا يسمون بالأثوريين والآن يسمون أنفسهم أشوريين، وهم يعيشون في النصف الشمالي من كردستان العراق، وكذلك الكلدان وهم أقل من الأشوريين ويعيشون في مدينة السليمانية.
كما توجد بعض الملل والعقائد المارقة من الإسلام كالكاكائيَّة وطائفة أهل الحق وأغلبهم يعيشون في الجزء الجنوبي من كردستان العراق وإيران، ولكن بأعداد نادرة.
كان الأكراد يعيشون في كنف الإمبراطورية الفارسية كرعايا؛ ومن هنا بدأت علاقتهم بالإسلام أثناء الفتوحات الإسلامية في فارس في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه.
في هذا الوقت توالت الانتصارات الإسلامية على القوات الفارسية في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند (فتح الفتوح).
وكان من نتائجها أن حدث احتكاك بين المسلمين الفاتحين وبين الأكراد.
وقد فُتِحَت غالبية المناطق الكردية من مدن وقرى وقلاع في أقاليم الجبال الغربية ومناطق الجزيرة الفراتية وأرمينيا وأذربيجان صُلحًا، ماعدا مناطق قليلة فُتِحَت عنوة؛ إذ لاقى المسلمون فيها مقاومةً عنيفةً.
وبحلول عام 21هـ دخلت غالبية المناطق الكردية في الإسلام، ودخل الأكراد في دين الله أفواجًا.
وقد دخل غالبية الأكراد في الإسلام طوعًا، وكان لهم إسهام بارز في الفتوحات.
ظلَّ الأكراد يتمثلون روح الإسلام، كما أنهم أصبحوا جنودًا للخلافة الإسلامية في شتى عصورها، ولم تؤثر فيهم الاحتكاكات العقائدية والحزبية والمذهبية التي طغت على العديد من القوميات التي تؤلِّف المجتمع الإسلامي آنذاك، بل أصبحوا سندًا ومُدافعًا أمينًا عن الثغور الإسلامية في وجه الروس والبيزنطينيين وحلفائهم من الأرمن والكرج (الجورجيين)، أما دورهم في مقاومة الصليبيين والباطنيين تحت قيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي فأشهر من أن يُعرَف.
وفي العصور العباسية كان لهم دور مشهود في الدفاع عن حياض الخلافة، وحتى عندما شكَّلوا إمارات خاصة بهم كغيرهم من الأمم أيام تدهور الخلافة العباسية في العصر البويهي (334-447 هـ) فإنهم بقوا على إخلاصهم لرمز الإسلام آنذاك (الخلافة العباسية)، ولم يحاولوا القيام بحركات التمرد والانفصال أو احتلال بغداد مثل أمم أخرى كالفُرس والبويهيين، وكان في استطاعتهم فعل ذلك لو أرادوا، ولكنه الإخلاص للإسلام وللخلافة العباسية لا غير. ---------------------------------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:09 am | |
| قصة الأكراد (3) جذور المشكلة الكردية في العصر الحديث بدأت المشكلة الكردية بصورة واضحة في العصر الحديث عند اصطدام الدولتين الصفوية الشيعية والعثمانية السنية عام 1514م في معركة جالديران التي كانت كبيرة وغير حاسمة، كان من نتائجها تقسيم كردستان عملياً بين الدولتين الصفوية والعثمانية.
فقد كانت كردستان قبل سنة 1514م تسود فيها إمارات مستقلة مشغولة بتنظيم شئونها الداخلية، لكن سوء معاملة الشاه إسماعيل الصفوي، إضافة إلى الاختلاف المذهبي جعل سكان إمارات الأكراد وبلاد الجزيرة في انتظار من يخلصهم من الحكم الصفوي، بالإضافة إلى جهود الشيخ إدريس البدليسي الذي ندبه السلطان العثماني لإقناع أمراء الأكراد ورؤساء العشائر وحكام المقاطعات بالانقلاب على حكم الشاه؛ لكل هذا بدأت المدن الكردية تثور على الحكم الصفوي مثل: ديار بكر، وبدليس، وأرزن، وميافارقين، وكركوك، وأردبيل. تقسيم كردستان: في عام 1515م قام العلَّامة إدريس، بعد تفويضه من قبل السلطان العثماني، بعقد اتفاقية مع الأمراء الأكراد، يتضمن اعتراف الدولة العثمانية بسيادة تلك الإمارات على كردستان، وبقاء الحكم الوراثي فيها، ومساندة الأستانة لها عند تعرضها للغزو أو الاعتداء مقابل أن تدفع الإمارات الكردية رسوم سنوية كرمز لتبعيتها للدولة العثمانية، وأن تشارك إلى جانب الجيش العثماني في أية معارك تخوضها الإمبراطورية، إضافة إلى ذكر اسم السلطان والدعاء له من على المنابر في خطبة الجمعة.
وقد تضمن هذا الاتفاق اعترافًا من الدولة العثمانية بالسلطات الكردية، ولم يكن ذلك شيئًا يسيرًا في مسيرة الأكراد؛ إذ قدَّم لهم اعترافًا بوجود المشكلة الكردية، يقتضي حلها، حتى لو كان الحل وقتيًا! ومنذ ذلك الحين تغيرت مخططات الأكراد لمستقبلهم، وصاروا يتطلعون إلى الانفصال عن كل الدول التي يعيشون فيها، وإقامة دولة كردية تقوم على وحدة العِرق الكردي، وليس على أية رابطة أخرى، ومن ثَمَّ الانفصال عن الخلافة الإسلامية الكبرى القائمة في عصرهم وهي الخلافة العثمانية. ولكن في عام 1555م عقدت الدولتان العثمانية والصفوية اتفاقية ثنائية بين السلطان العثماني سليمان القانوني والشاه طهماسب عُرِفت باتفاقية (أماسيا)، وذلك بعد ثلاث حملات عسكرية قام بها السلطان سليمان، واستولى فيها على مدينة تبريز عاصمة الصفويين، وعديد من المدن؛ ولكن في كل مرة كان الصفويون يستغلون عودته لبلاده، وينقضّون على هذه المدن مرةً أخرى، وفي آخر حملة وصلته رُسل طهماسب وهو في مدينة أماسيا التركية؛ فقبل أن يوقِّع المعاهدة هناك رغبةً في التفرغ للميادين الأخرى التي كان يواجه فيها صعوبات شتى، وتُعدُّ هذه المعاهدة أول معاهدة رسمية بين الدولتين.
وتم بموجبها تكريس تقسيم كردستان رسميًّا وفق وثيقة رسمية، نصت على تعيين الحدود بين الدولتين، وخاصة في مناطق شهرزور، وقارص، وبايزيد (وهي مناطق كردية صرفة)؛ مما شكَّل صفعة لآمال الأكراد في الحصول على استقلالهم. وقد تم توقيع عدة معاهدات تالية لتلك الاتفاقية؛ منها معاهدة (زهاو) أو تنظيم الحدود عام 1639م، وتم التأكيد على معاهدة أماسيا بالنسبة لتعيين الحدود؛ مما زاد من تعميق المشكلة الكردية، ثم عقدت بعد ذلك معاهدات أخرى مثل (رضروم الأولى) 1823م، و(أرضروم الثانية) 1847م، واتفاقية طهران 1911م، واتفاقية تخطيط الحدود بين الدولتين: الإيرانية والعثمانية عام 1913م في الأستانة، وكذلك بروتوكول الأستانة في العام نفسه.
أسهمت هذه المعاهدات في تكريس تقسيم إقليم كردستان، وقد زاد من حدة مشاعر الغضب الكردية بدء الأفكار القومية في الانتشار في الشرق مع بدايات القرن التاسع عشر؛ حيث بدأت الدول الأوروبية تحتك بكردستان عن طريق الرحّالة الأجانب والإرساليات التبشيرية، وكذلك عن طريق بعض القنصليات، وأهمها البريطانية والروسية والفرنسية ثم الأميركية.
وقد مارست كل هذه الجهات أدوارًا مهمة في تحريض العشائر الكردية ضد الدولة العثمانية خاصةً، ثم الإيرانية، لكي يحصلوا على مزيد من الامتيازات، أو يزداد نفوذهم في الدولة العثمانية خاصة؛ وذلك بغية تحقيق هذه الدول الأوروبية مآربها في إثارة القلاقل داخل الدولة العثمانية؛ لتتمكن من إضعافها عن طريق إثارة المشاكل الداخلية. دخلت القضية الكردية منعطفًا جديدًا مع اشتداد الصراع الدولي في المنطقة، وخاصة بين بريطانيا وروسيا؛ إذ أخرج هذا الصراع القضية الكردية من الحيز الإقليمي إلى النطاق الدولي، فقد بدأت روسيا ثم بريطانيا في وقت مبكر اتصالاتهما بالأكراد كما حاولت فرنسا الأمر ذاته.
كما كانت أمريكا موجودة في المنطقة على عكس ما كان شائعًا من تطبيقها لمبدأ (مونرو) الذي يؤكد على عدم التورط في المشاكل السياسية خارج أمريكا.
في ذات الوقت التقت رغبات الدول العظمى بمحاولات بعض الأكراد التقرب من الأجانب، من أجل البحث عن حلٍّ للقضية الكردية؛ حيث كانت جهود الدبلوماسي الكردي شريف باشا واضحة ضربت الجهود الكردية للاستقلال في مقتل إثر اتفاقية سايكس بيكو 1916م في هذا المجال، إذ حاول الاتصال بالإنجليز عام 1914م لكي يعرض خدماته، لكن الحكومة البريطانية لم تستجب له. عندما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م لم يكن للأكراد مصلحة فيها، وبرغم ذلك وجد الأكراد أنفسهم وقد جرفتهم أحداث الحرب للاشتراك في القتال على الجبهتين: القوقازية والعراقية؛ فقد انضم الأكراد إلى جانب تركيا في الحرب، حيث تمكن الأتراك من توجيههم لقتال الأرمن والأثوريين (الأشوريين) الذين خانوا تركيا، وتمردوا عليها، وانضموا إلى جبهة الحلفاء المعادية.
وقد أُصيب الأكراد بخسائر فادحة شأنهم في ذلك شأن الشعوب الأخرى التي تورطت في الحرب، ولكنهم قد أثبتوا أنهم مفيدون للأتراك في أداء المهمات التي أُنِيطت بهم.
ضُرِبت الجهود الكردية للاستقلال في مقتل إثر اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م؛ حيث اجتمع وزراء الخارجية الروسية والبريطانية والفرنسية، ودارت بينهم مباحثات سرية حول الترتيبات المقبلة للشرق الأوسط، بعد أن أصبحت هزيمة ألمانيا وحليفتها الدولة العثمانية وشيكة، وتضمنت الاتفاقية تقسيم تركة الدولة العثمانية، وبما أن القسم الأكبر من كردستان كان تحت السيطرة العثمانية، فقد شملها التقسيم، وهذا الوضع الجديد عمَّق بشكل فعّال من تعقيد المشكلة الكردية؛ حيث تُعَدُّ معاهدة سايكس بيكو أول معاهدة دولية اشتركت فيها ثلاث دول كبرى، وحطمت الآمال الكردية في تحقيق حلمهم في تقرير المصير.
ما بعد الحرب: تحرك الأكراد لاستثمار الظروف الدولية وهزيمة الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى لنَيل مطالبهم والاستفادة من مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون بحق الشعوب في تقرير المصير، وقد تحرك الأكراد وبذلوا جهودًا مضنية لإيصال صوتهم إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919م، ولا سيما بعد أن صرح رئيس الولايات المتحدة الأميركية ويدرو ويلسون بحق الشعوب في تقرير مصيرها في بنوده الأربعة عشر المشهورة، ولم يكن للأكراد كيان سياسي مستقل حتى يشارك وفدهم رسميًا في ذلك المؤتمر، شأنهم شأن القوميات والشعوب المضطهدة الأخرى، ولذلك خوَّل الشعب الكردي من خلال العشائر والجمعيات السياسية شريف باشا لتمثيلهم والمطالبة بالمطالب الكردية المشروعة. بدأ الأكراد يركزون جهدهم لمطالبة الهيئات الدولية التي احتلت الأستانة بتوحيد المناطق الكردية ومنحها حكمًا ذاتيًا؛ فراجعوا اللجان الأوروبية والأمريكية التي تكونت لاستفتاء الشعوب التي انفصلت عن الإمبراطورية العثمانية لهذا الغرض، كما رأى مفكرو الأكراد وجوب الاتجاه بمساعيهم الوطنية إلى خارج الدولة العثمانية بعد أن رفضت وزارة فريد باشا منح الاستقلال الذاتي للأكراد.
وقد ركز الأكراد اهتمامهم نحو مؤتمر الصلح الذي انعقد في باريس في مارس 1919م، خاصة وأن هذا العام قد حفل بالآمال بالنسبة للأكراد والعرب والأرمن، فقد أقبلت هذه السنة ومعها وعود ويلسون بتقرير مصير الشعوب.
وقد أصدر الحلفاء بعد استكمال تحضيراتهم للمؤتمر قرارًا في شهر يناير1919م نص على ما يأتي: "إن الحلفاء والدول التابعة لهم قد اتفقوا على أن أرمينيا وبلاد الرافدين وكردستان وفلسطين والبلاد العربية يجب انتزاعها بكاملها من الإمبراطورية العثمانية".
وانطلاقًا من هذا القرار قدَّم الممثل الكردي شريف باشا مذكرتين مع خريطتين لكردستان إلى المؤتمر، إحداهما بتاريخ (21/3/1919م)، والأخرى يوم (1/3/1920م).
كما طلب من القائمين على شئون المؤتمر تشكيل لجنة دولية تتولى تخطيط الحدود بموجب مبدأ القوميات، لتصبح كردستان المناطق التي تسكن فيها الغالبية الكردية، وإضافة إلى ذلك فقد جاء في المذكرة الأولى: "إن تجزئة كردستان لا يخدم السلم في الشرق". كما جاء في المذكرة الثانية: "إن التُرك يتظاهرون علنًا بأنهم مع المطالب الكردية، وأنهم متسامحون معهم، لكن الواقع لا يدل على ذلك مطلقًا".
كما طلب شريف باشا رسميًا من رئيس المؤتمر جورج كليمنصو أن يمارس نفوذه مع حكومة الأستانة لمنع اضطهاد الشعب الكردي، وجاء في رسالته إلى رئيس المؤتمر: "إنه منذ أن تسلمت جماعة الاتحاد والترقي (العلمانيون) السلطة، فإن جميع الذين يحملون آمال الحرية القومية قد تعرضوا للاضطهاد المستمر، وإنه من الواجب الإنساني في المجلس الأعلى أن يمنع إراقة الدماء مجددًا، وإن السبيل لضمان السلم في كردستان هو التخلي عن مشروع تقسيم هذه البلاد (أي كردستان)".
ودل كل ذلك على أن المشكلة الكردية تقدمت خطوة كبيرة إلى الأمام في أعقاب الحرب.
وعندما رأى شريف باشا أن تعاطف الدول الأوروبية كبير نحو القضية الأرمنية -ربما بسبب الانتماء الديني للأرمن- استطاع عقد معاهدة ائتلافية بينه وبين نوبار باشا رئيس الوفد الأرمني في ديسمبر سنة 1918م بباريس لحل المسائل المتنازع عليها بين الأكراد والأرمن حلاًّ سلميًّا بدون ترك فرصة للتدخل فيها من القوى الأخرى، وعلى أساس أن تكون كردستان دولة مستقلة عن الدولة الأرمنية المزمع تأليفها.
في المقال القادم: - ماذا حدث في مؤتمر باريس؟! - موقف دول أوربا من القضية الكردية!! - موقف الأتراك!! --------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:11 am | |
| قصة الأكراد (4) المواقف الدولية من القضية الكردية لم تر معاهدة سيفر النور؛ بسبب صعود نجم "مصطفى أتاتورك" والحركة الكمالية، وتوسيع مناطق نفوذها، وكذلك لرغبة أوروبا في إبراز مصطفى كمال كبطل؛ لدعمه في حربه على الإسلام والخلافة الإسلامية في تركيا مقر الخلافة؛ لذا لم يكن من مصلحتهم إضعافه بتمكين الأكراد من الحصول على استقلالهم.
مصطفى كمال أتاتورك يعيش الأكراد في أربع دولٍ بصورة أساسية، وقد عرفوا الإسلام خلال الفتوح الإسلامية في فارس أيام الصِّدِّيق والفاروق، ويلتزمون بالمذهب الشافعي السني، وكانوا مخلصين دائمًا لدولة الخلافة الإسلامية.
انضم الأكراد للدولة العثمانية في صراعها ضد الصفويين الشيعة، ولكن الدولتين اتفقتا في (أماسيا) على تقسيم كردستان، كما انضم الأكراد لتركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم بدأوا يطالبون بالاستقلال من خلال المؤتمرات الدولية.
معاهدة سيفر (1920م) نجح ممثل الأكراد شريف باشا في إدخال ثلاثة بنود تتعلق بالقضية الكردية في معاهدة سيفر التي أبرمها الحلفاء بباريس في أغسطس 1920م، وقد كرس ذلك عملية تدويل القضية الكردية بصورة رسمية، رغم أن الدولة العثمانية حاولت مرارًا أن تصف القضية الكردية بأنها قضية داخلية تستطيع الدولة حلها.
وكان من الممكن أن تصبح معاهدة سيفر محطة مهمة في تاريخ القضية الكردية، حيث نصت على تحقيق حل المشكلة الكردية على مراحل، وإذا اجتاز الأكراد هذه المراحل وطالبوا بالاستقلال، ورأت دول الحلفاء أهلية الأكراد لذلك يصبح الاستقلال أمرًا واقعيًّا، وعلى الحكومة التركية الاعتراف بذلك.
لكن كان رد تركيا على المعاهدة عنيفًا، ووصف كمال أتاتورك المعاهدة بأنها بمثابة حكم الإعدام على تركيا، وحاول بمختلف الوسائل وضع العراقيل لمنع تطبيق المعاهدة.
وهكذا لم تر معاهدة سيفر النور؛ بسبب صعود نجم "مصطفى أتاتورك" والحركة الكمالية، وتوسيع مناطق نفوذها، وكذلك لرغبة أوروبا في إبراز مصطفى كمال كبطل؛ لدعمه في حربه على الإسلام والخلافة الإسلامية في تركيا مقر الخلافة؛ لذا لم يكن من مصلحتهم إضعافه بتمكين الأكراد من الحصول على استقلالهم.
لكل ذلك لم يمر عام ونصف العام على توقيع معاهدة سيفر حتى طرحت فكرة إعادة النظر فيها، وجاءت هذه المواقف من قبل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واتخذ المجلس الأعلى للحلفاء قرارًا بهذا الشأن يوم (25 من يناير 1921م)، إضافة إلى توجيه الدعوة إلى وفد حكومة أنقرة لحضور المؤتمر القادم، الأمر الذي دلّ على اعتراف الحلفاء بالواقع الجديد في تركيا.
مؤتمر لندن (1921م) عقد مؤتمر بلندن في فبراير 1921م لبحث المشاكل العالقة، ومن ضمنها المشكلة الكردية، حيث اعتزم الحلفاء إعطاء تنازلات مهمة في هذه القضية، لكن الحكومة التركية أصرت على أن المسألة يمكن حلها داخليًّا، لا سيما وأن الأكراد لهم الرغبة في العيش مع إخوانهم الأتراك حسبما زعمت آنذاك.
وأثناء انعقاد مؤتمر لندن، عقدت حكومة أنقرة عددًا من الاتفاقيات الدولية التي كرست الشرعية الدولية القانونية للنظام الجديد في تركيا، ثم قامت الحكومة الجديدة بإلغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمتها حكومة الأستانة ومن ضمنها معاهدة سيفر.
كل ذلك أدى إلى تعزيز مكانة الحكومة التركية الجديدة، وبذلك فشل مؤتمر لندن؛ لتوجه ضربة إضافية للآمال القومية الكردية.
معاهدة لوزان (1923م) جاءت فكرة عقد معاهدة لوزان بعد تنفيذ المسرحية التي خططت لها المخابرات الإنجليزية من أجل هدم الإسلام، والقضاء على الخلافة الإسلامية في تركيا؛ بإبراز اليهودي الحقود مصطفى كمال أتاتورك كبطل مغوار استطاع إنقاذ شرف الدولة العثمانية من الحلفاء واليونان الذين احتلوا أزمير بتمكين من بريطانيا عام 1920م، وتوغلوا في الأناضول؛ فقام مصطفى كمال باستثارة روح الجهاد في الأتراك، وخدعهم برفع القرآن، ورد اليونانيين على أعقابهم، وتراجعت أمامه قوات الحلفاء بدون أن يستعمل أسلحته، وأخلت له المواقع؛ وعندها بزغ نجم مصطفى كمال في العالم الإسلامي كله، ولُقِّب بالغازي، ومدحه الشعراء، وأشاد به الخطباء.
ونصت معاهدة لوزان الموقعة في (24 من يوليو 1924م) على أن تتعهد أنقرة بمنح سكان تركيا الحماية التامة والكاملة، ومنح الحريات دون تمييز، من غير أن ترد أية إشارة للأكراد فيها، كما لم تجرِ الإشارة إلى معاهدة سيفر، وعدَّ الأكراد هذه المعاهدة ضربةً قاسية ضد مستقبلهم ومحطمة لآمالهم.
عملت بريطانيا بعد المعاهدة على إلحاق جنوب إقليم كردستان -والمعروف بولاية الموصل- بالعراق، بينما اعتبر الأتراك أن بقاء أكراد الموصل خارج نطاق سيطرتهم يمهد السبيل أمامهم لإثارة أكراد تركيا؛ لذا طالبوا بضم ولاية الموصل إلى أراضي تركيا.
وصلت المفاوضات لطريق مسدود؛ فأحالت بريطانيا القضية إلى عصبة الأمم التي أمرت بتشكيل لجنة لبحث القضية؛ وذلك من أجل استنفاد الوقت، وخلق أوضاع جديدة على أرض الواقع؛ حتى لا تعود الولاية لتركيا، وهذه هي طريقة الاحتلال دائمًا.
قامت هذه اللجنة باستطلاع آراء أهل الموصل في القضية؛ فمنهم من كان يريد الرجوع إلى الحكم التركي بدافع الدين الإسلامي، ورفض حكم الإنجليز غير المسلمين، بينما كانت الأقليات المسيحية واليهودية تصر على عدم العودة للحكم التركي.
أمَّا الأكراد الذين يؤلِّفون ثلاثة أخماس الولاية فكانوا ضد الحكم العربي والتركي، وكان كبار الملاَّك منهم هم الطبقة الوحيدة المؤيدة للحكومة العربية، وترى تبعية الولاية لحكومة بغداد.
في ذلك الوقت قامت ثورة كردية بزعامة الشيخ سعيد بيران في مارس 1925م ضد السلطات التركية، واتهمت تركيا الحكومة البريطانية بتحريض الأكراد على الثورة، ورغم عدم وجود أدلة على ذلك، إلا أن الثابت أن بريطانيا قد قابلت الثورة بارتياح.
عبد السلام البارازاني بداية من عام 1931م بدأ الأكراد في القيام بالثورة ضد الدولة الإيرانية والعراقية والتركية؛ وذلك بقياد عائلة البارزانيين الذين ظهروا على مسرح الأحداث منذ 1908م، والذين عُرِفوا بالسيادة والقيادة الدينية والعسكرية، وكان من أبرزهم الشيخ عبد السلام الذي قاد الأكراد لمقاومة القوانين الجديدة التي فرضها نظام تركيا الفتاة العلماني، وأعلن الثورة المسلحة ضدهم حتى تمَّ الصلح عام 1909م، ولكن السلطات التركية قامت بعد ذلك بإعدامه عام 1914م؛ لتقدمه بمطالب كردية خاصة بجمع الضرائب بما يوافق الشريعة الإسلامية، وإنفاقها في إصلاح المرافق في كردستان، وطلب تعيين مفتيين على المذهب الشافعي، وطلب اعتماد التعليم في كردستان باللغة الكردية، وكذلك لرفضه إرسال متطوعين للقتال مع الجيش التركيفي الحرب العالمية الأولى، وكان منهم الشيخ أحمد البارزاني الذي اتصف بالقسوة حتى مع الأكراد.
المُلا مصطفى البارزاني ثم ظهر المُلا مصطفى البارزاني على مسرح الأحداث من هذا الوقت ولفترة طويلة خاض فيها معارك كثيرة، وأعلن التمرد على الحكومة العراقية، وتنقَّل بين العراق وتركيا وروسيا، وحُدِّدَت إقامته لمدة عشر سنوات في الناصرية، ثم السليمانية، ثم فرَّ من منفاه؛ ليتزعم الحركة الثورية الكردية، ويؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
دعَّم مصطفى البارزاني قواته بعد ذلك، ودخل في معارك كثيرة مع الجيش العراقي مستعينًا بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة التي كانت ضد العراق، ومستعينًا كذلك بإمدادات عسكرية كبيرة من إيران التي كانت تعادي العراق، ولكن من يعتمد على الولايات المتحدة لا بد أن يخسر في النهاية.
هينري كيسنجر إذ قامت أمريكا برعاية اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في 6 من مارس 1975م عن طريق وزير خارجيتها اليهودي الشهير هنري كيسنجر؛ ومن ثَمَّ سحبت إيران الشاه أسلحتها، وتركت الأكراد فريسةً لهجوم عراقي كاسح أسفر عن هزيمة تامة لقوات البارزاني، وانتهاء الثورة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت تمامًا، ولجوء البارزاني إلى إيران، وقد نشأت بعد هذه الهزيمة تيارات سياسية مختلفة انبثق عنها أحزاب جديدة. -------------------------------------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:12 am | |
| قصة الأكراد (5) التيارات السياسية الكردية خيَّمت حالة من الإحباط والذهول على حركة المقاومة الكردية إثر انهيار الثورة الكردية.
يعيش الأكراد في أربع دولٍ بصورة أساسية، انضم الأكراد للدولة العثمانية في صراعها ضد الصفويين الشيعة، ولكن الدولتين اتفقتا في (أماسيا) على تقسيم كردستان، كما انضم الأكراد لتركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم بدءوا يطالبون بالاستقلال من خلال المؤتمرات الدولية، وعندما لم يحصلوا على بغيتهم قاموا بعدة حركات ثورية بقيادة البارزانيين، واستعانوا خلالها بإيران وأمريكا، التي خذلتهم برعايتها لاتفاقية 6 من مارس 1975م بين العراق وإيران، وتركتهم فريسة لهجوم عراقي كاسح أسفر عن هزيمة تامة لقوات البارزاني، وانتهاء الثورة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت تمامًا، ولجوء الملا مصطفى البارزاني إلى إيران[1].
خيَّمت حالة من الإحباط والذهول على حركة المقاومة الكردية إثر انهيار الثورة الكردية، وإعلان القيادة العشائرية الكردية إنهاء الكفاح المسلح، وتسريح قوات البشمركة (الفدائيين)، وإنهاء النضال السياسي أيضًا، غير أن بعض القوى حاولت استئناف الحركة مرةً أخرى؛ ففي يونيو 1975م أُعلِن قيام الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني (الرئيس العراقي الحالي).
وكان هذا الاتحاد يشمل: 1- الحركة الاشتراكية الكردستانية. 2- العصبة الماركسية – اللينينية الكردستانية[2].
كان هذا الاتحاد إذن يساري النزعة بدرجة متطرِّفة، وكان من منهجه -بطبيعة الحال- القضاء على الإمبريالية، والطبقات البرجوازية، والملكية العقارية، وكذلك القضاء على الإقطاعية والعلاقات العشائرية في كردستان، وإقرار حق الشعب الكردي في الحكم الذاتي ضمن جمهورية عراقية مستقلة، وإجراء الإصلاح الزراعي.
وقد أنشأ الاتحاد الوطني قوة عسكرية خاضعة له تسمى قوات (الأنصار).
وفي الوقت الذي كان الملا مصطفى البارزاني يعيش لاجئًا في إيران ثم الولايات المتحدة؛ كان أبناؤه والبقية الباقية من العناصر القيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني، تحاول استئناف العمل من إيران [3].
وفي نوفمبر 1975م تم تشكيل القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني من هذه العناصر القيادية المثقفة التي اختارت مسعود البارزاني (رئيس إقليم كردستان الحالي وابن الملا مصطفى البارزاني) رئيسًا مؤقتًا للحزب، ولكن كان هذا التشكيل يحمل في طياته بذور الانشقاق؛ لوجود اتجاهات فكرية متباينة [4].
وقد تحقق الانشقاق بالفعل بعد مؤتمر الحزب الذي انعقد ما بين 4 و11 من نوفمبر 1979م؛ إذ انسحبت العناصر اليسارية في الحزب بسبب اتجاه مسعود البارزاني وأخيه الأكبر إدريس إلى التعاون مع الثورة الإيرانية ضد أكراد إيران، وأسست تلك العناصر حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني.
حفلت الساحة الكردية بالعديد من الأحزاب التي خالفت المنهج الإسلامي كالأحزاب الثلاثة السابقة، وغيرها خاصة اليسارية؛ فأسست الشبيبة الكردية (نوادي الثقافة الثورية الديمقراطية) وظهرت جمعية النساء الثورية الديمقراطية، وجمعية المعلم الديمقراطي وغيرها من التنظيمات اليسارية؛ لذا كان من الطبيعي أن تظل تعاني من الانشقاقات والمؤامرات، وغياب الهوية.
وفي خِضَمّ هذا الحراك انبثق حزب العمال الكردستاني (PKK) من منظمة شيوعية تركية كانت تُدعَى منظمة الشباب الثوري، وأُعلِن عن إنشائه يوم 27 من نوفمبر 1978م، واختير عبد الله أوجلان رئيسًا له.
ويُعرَف عن الحزب توجهه الماركسي اللينيني؛ ومن أهدافه الجوهرية إنشاء دولة كردستان الكبرى المستقلة.
وقد تحول الحزب بسرعة من مجموعة قليلة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية، إلى أهم تنظيم سياسي يقود عملاً مسلحًا يحظى بتعاطف الكثير من كرد تركيا وخصوصًا العمال والمثقفين والفلاحين.
ومنذ سنة 1984م بدأ الحزب نشاطه العسكري داخل كردستان، وقد أعانت تضاريس المنطقة الوعرة متمردي الحزب في حربهم ضد الجيش التركي.
وقد اتخذوا من كردستان العراق منطقة تحمي قواعدهم الخلفية، كما أقاموا تحالفًا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة البارزاني.
وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن تطبيق قانون الطوارئ في الأقاليم الكردية سنة 1979م، وقررت التدخل العسكري المباشر في المنطقة منذ سبتمبر1980م.
وقد تجاوز عدد عناصر جيش حزب العمال في التسعينيات 10 آلاف مقاتل.
ورغم التوجه اليساري للحزب فإنه لم يحصل على تمويل من المنظومة الاشتراكية بل اعتمد في تمويل عملياته وإعداد مقاتليه على مصادره الخاصة، وتتهمه الأوساط التركية بأن تمويله مشبوه وغير شرعي.
وكان عقد الثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أكثر فترات الصراع بين الأكراد والجيش التركي دموية؛ فقد قام الجيش التركي بتعقب المسلحين، واتُّهم بتدمير آلاف القرى الكردية، وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا.
كما تذهب بعض الإحصاءات إلى أن مجموع من قتلهم المسلحون الكرد يبلغ 40 ألف شخص.
ولم تقتصر عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية على الجيش التركي بل شملت المدنيين أتراكًا وكُردًا، وخصوصًا المتعاونين مع الحكومة التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب.
وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية.
تم اعتقال زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان بنيروبي يوم 15 من فبراير 1999م بعد 15 سنة من العمل العسكري المسلح، وحكم عليه بالإعدام في يونيو من نفس السنة.
وقد خفف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد بجزيرة صغيرة في بحر مرمرة.
ومنذ اعتقال ومحاكمة أوجلان أخذت القضية الكردية بما فيها العمل العسكري منعطفًا جديدًا وإن لم يستمر.
من أبرز معالمه: 1- إعلان الأكراد عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في سبتمبر 1999م، وهو الإعلان الذي لم يصمد بعد ذلك.
2- حل حزب العمال الكردستاني (PKK) وإنشاء حزب مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني (كاديك) في نوفمبر 2003م؛ تفاديًا لإدراجه على قوائم الجماعات الإرهابية، ليغير اسمه مرة ثانية فيصير المؤتمر الشعبي الكردستاني (KONGRA GEL).
وقد أُدرِجَ حزب كاديك أو كونغرا جيل (الصيغة الجديدة لحزب العمال الكردستاني) ضمن قائمة المنظمات الموضوعة أوروبيًّا وأميركيًّا على لائحة التنظيمات الإرهابية.
وكان عثمان أوجلان الأخ الأصغر لعبد الله أوجلان قاد الحزب، ثم انشق عنه مشكّلاً حزب الوطنيين الديمقراطيين الكرد ذا التوجه القومي والمتبني النهج السلمي لحل القضية الكردية.
ومنذ يونيو 2004م عاد الوضع العسكري في منطقة كردستان تركيا للتأزم بعد خمسة أعوام من الهدوء، فاستأنف المسلحون الكرد الهجوم على الجيش التركي، وظهر تنظيم عسكري جديد أطلق عليه اسم صقور الحرية بكردستان، تصفه تركيا بكونه استمرارًا لحزب العمال الكردستاني.
وقد استمرت الأوضاع بين كرٍّ وفرٍّ بين الحزب والجيش التركي، حتى آلت إلى ما هي عليه الآن من قيام قوات الحزب بقتل جنودٍ أتراك انطلاقًا من الأراضي العراقية، وتهديد الحكومة التركية باكتساح شمال العراق؛ للقضاء على قواعد حزب العمال.
ولكن القوى الكردية الفاعلة في المجتمع الكردي ليست يسارية فقط؛ فهناك قوى إسلامية ظاهرة يتم التعتيم الإعلامي عليها وعلى جهودها البارزة في خدمة الأكراد، مثل: الاتحاد الإسلامي الكردستاني. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] د. حامد محمود عيسى: المشكلة الكردية في الشرق الأوسط، ص236: 240. [2] المصدر السابق نفسه، ص247. [3] كريم زه ندى: حول الحركة التحررية، ص40. [4] البديل الثوري، ص30: 32. ------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:14 am | |
| قصة الأكراد (6) القوى الفاعلة في المجتمع الكردي يعيش الأكراد في أربع دولٍ بصورة أساسية، انضم الأكراد للدولة العثمانية في صراعها ضد الصفويين الشيعة، ولكن الدولتين اتفقتا في (أماسيا) على تقسيم كردستان، كما انضم الأكراد لتركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم بدأوا يطالبون بالاستقلال من خلال المؤتمرات الدولية، وعندما لم يحصلوا على بغيتهم قاموا بعدة حركات ثورية بقيادة البارزانيين، واستعانوا خلالها بإيران وأمريكا، التي خذلتهم برعايتها لاتفاقية 6 من مارس 1975م بين العراق وإيران، وتركتهم فريسة لهجوم عراقي كاسح أسفر عن هزيمة تامة لقوات البارزاني، وانتهاء الثورة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت تمامًا، ولجوء الملا مصطفى البارزاني إلى إيران.
وقد تشكَّل في كردستان العديد من الأحزاب السياسية ذات الميليشيات العسكرية، وكان أغلبها ذا توجهات يسارية، مثل: الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، وحزب العمال الكردستاني (PKK) بقيادة عبد الله أوجلان. واليوم نتحدث عن أقوى الأحزاب الإسلامية في كردستان، وهو الاتحاد الإسلامي الكردستاني. صلاح الدين محمد بهاء الدين: تأسس الاتحاد الإسلامي الكردستاني في 6/ 2/ 1994م بعد حصول الإقليم على الحكم الذاتي إثر هزيمة نظام صدام حسين أمام التحالف الدولي؛ وذلك استجابة لعمق الانتماء للإسلام داخل الشخصية الكردية.
ويرأس الاتحاد الأمين العام صلاح الدين محمد بهاء الدين الذي نشأ على أيدي والده أحد علماء الكرد المعروفين، وقد اختير في انتخابات حرة بنسبة 93%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثاني المنعقد بتاريخ 20/8/ 1996م بنسبة 96%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثالث المنعقد في 3/ 9/ 1999م بنسبة 91%. الشيخ الصواف: ويتأثر الحزب بأفكار الصحوة الإسلامية التي قادها في العراق الشيخ محمد محمود الصواف مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في العراق مع الشيخ أمجد الزهاوي.
سلك الاتحاد الإسلامي السبيل السياسي، ورفض أن يكون له ميليشيا مسلحة على عكس بقية الأحزاب بما فيها الأحزاب الإسلامية الأخرى كحركة الوحدة الإسلامية، والجماعة الإسلامية في كردستان العراق.
صار الاتحاد القوة السياسية الثانية في إدارتي الإقليم؛ وذلك بحسب نتائج الانتخابات البلدية التي أُجريت خلال الأعوام الماضية؛ حيث جاء في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظتي كركوك والسليمانية، وكذا في محافظتي دهوك وأربيل بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ مما يعكس شعبية ضخمة للحزب في مواجهة الحزبين الأولين صاحبي التاريخ السياسي الطويل في الحياة الكردية. منهج الاتحاد الإسلامي: يعتمد الاتحاد منهج الإصلاح الإسلامي في جميع المجالات؛ إذ ينبني منهجه على الركائز التالية:
الإصلاح السياسي الإسلامي: تعتبر السياسة في مفهوم الكثيرين بعيدة تمامًا عن الإسلام ومبادئه النقية، وهذا ما يسعى الحزب لتغييره نهائيًّا؛ إذ الإصلاح في القرآن مفهوم عام وشامل يُعنَى بالمفاهيم الحديثة للتغير بأساليب مدنية سياسية نحو الأحسن.
وهذا يعني أن تكون السياسة جزءًا من العمل والنضال الإسلامي.
التعددية: يؤمن الاتحاد الإسلامي الكردستاني بالتعددية السياسية، والأهم أنه يمارسها بالإقرار العملي، وقد شهدت الأحزاب السياسية الأخرى بانفتاح الحزب على الساحة السياسية في كردستان.
ويعتبر الحزب أن القوى السياسية الأخرى أصحاب اجتهادات خاصة لتحقيق أهداف سياسية معينة؛ لذا لا يخونهم، أو يخرجهم عن الدين.
الشورى: يعتمد الاتحاد الإسلامي الشورى وسيلة للإصلاح السياسي، ونظامًا للممارسة السياسية، في إطار عدم مخالفة الشريعة الإسلامية؛ فهو يقبل بها في إطار حرية الفكر، وحرية التعبير، واختيار الممثلين عن الشعب، ولكن يرفض منها ما يمنح حق التشريع المطلق للشعب، ويُلغي حكم الشريعة الإسلامية.
القناة التليفزيونية: جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين المرجعية الإسلامية والهوية القومية.
اتخذ الاتحاد الإسلامي الكردستاني العديد من الوسائل لأداء رسالته، وكان من ذلك أن بدأ في 1/7/ 1996م يبث قناة السليمانية التليفزيونية على مدار 7-8 ساعات يوميًّا، تضم العديد من البرامج برؤية ومرجعية إسلامية.
وتُعَد هذه القناة منافسًا جيدًا لقنوات الأحزاب الأخرى، ويتضح ذلك من خلال الشعبية والجماهيرية التي تحظى بها برامج القناة بين الأكراد في المنطقة.
وتتنوع المواد التي تقدمها القناة ما بين الأخبار، والرياضة، والبرامج السياسية، والبرامج التربوية، والشرعية، والتعليمية، وبرامج الأطفال، والبرامج الأدبية، والبرامج الفلكلورية، ومباريات كرة القدم، وبرامج المرأة والطفل، وغير ذلك من مواد، وجميعها يتم اختيارها وفق ضوابط إسلامية. رؤية الاتحاد الإسلامي الكردستاني للقضية الكردية: جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني خلال ثلاثة عشر عامًا نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين المرجعية الإسلامية والهوية القومية؛ فهو يناضل في سبيل المشروع الإسلامي، وفي نفس الوقت يناضل من أجل رفع الظلم عن الشعب الكردي، وفي سبيل حقوقهم المشروعة التي لا تعني الانفصال عن العراق، أو غيره من الدول التي يعيش فيها الأكراد؛ فهو يتبنى ويدافع عن وحدة الأراضي العراقية، ووحدة القوميات في إطار حفظ واحترام الخصوصية تحت سقف الوطن الواحد.
وقد كانت المرجعية الإسلامية عاملاً مساعدًا في إيصال صوت الشعب الكردي، والتعريف بقضيته في أرجاء العالم الإسلامي من خلال المؤتمرات والندوات والعمل الإعلامي. كان هذا عرضًا سريعًا لأهم الأحزاب السياسية الإسلامية على الساحة الكردية، والذي يمثل بحقٍّ نموذجًا للأحزاب الإسلامية الغيورة على دينها، والساعية لإقرار الحق في أية جهة كان. وفي المقال القادم -وهو المقال الأخير في سلسلة الأكراد بإذن الله- نتناول رؤيتنا لمستقبل القضية الكردية، وطموحاتنا لحل المشكلة وفق المعايير والضوابط الإسلامية. ----------------------------------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:17 am | |
| قصة الأكراد (7) رؤيتنا حول قصة الأكراد
بعد استعراضنا لجذور القضية الكردية، وأبعادها المختلفة ينبغي التصدي لعرض رؤيتنا لمستقبل المشكلة الكردية، وما هي صائرة إليه في المستقبل بإذن الله.
بدايةً المشكلة معقدة، ولعلها تستمر فترةً طويلةً أخرى، وهذا ما تدل عليه المعطيات الحالية للقضية، وما تؤكده في نفس الوقت نتيجة الاستبيان الذي طرحناه للتصويت في الموقع؛ إذ صوَّت ما يزيد عن 76% على خيار استمرار المشكلة.
كما لا بد من الإقرار بأن المشكلة الكردية نشأت نتيجةً لضعف الخلافة العثمانية، ثم إسقاطها، وتحكم القوى الصليبية فيها، وفي العالم بأسره، وأن هذه الخلافة لو ظلَّت قويةً على حالها لحصل الأكراد على حقوقهم كاملة كمواطنين في الدولة الإسلامية، لا فرق بينهم وبين غيرهم، ولما تعنَّتت دولهم معهم في حدود المطالب المشروعة التي ينبغي لكل مواطن أن يحصل عليها؛ كأحقية الأكراد -كمواطنين- في تولِّي المناصب العُليا في الدولة التي ينتمون إليها، ولو حدث ذلك لما برزت لديهم مطالب الانفصال والاستقلال؛ فإن المسلمين جميعًا جسدٌ واحدٌ؛ قال الله عز وجل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92].
والأكراد منذ القدم معروفون بتدينهم، وارتباطهم الشديد بأمتهم الإسلامية؛ وذلك ما جعلهم أحرص الناس على الارتباط بالخلافة العباسية في فترات ضعفها، في الوقت الذي هبَّ فيه كل أمير، وكل صاحب بدعة إلى الانفصال عنها -كما ذكرنا في المقال الأول من هذا الملف.
كما أن من أسباب تفاقم المشكلة اختراق الأفكار القومية واليسارية لعقول نفر من الأكراد؛ مما قاد هؤلاء النفر إلى التخلي عن انتمائهم الإسلامي على حساب انتمائهم العِرقي القومي، وتلك مصيبة ابتُلِي بها العالم الإسلامي منذ أوائل القرن العشرين على أيدي الاستعمار الغربي الذي أراد تفتيت وحدة الأمة الإسلامية العقائدية بهذه الدعوات العصبية المنتنة.
نشأت المشكلة الكردية نتيجة ضعف الخلافة العثمانية، ثم إسقاطها، وتحكم القوى الصليبية فيها.
وبناءً على ما سبق، فإنه ليس من المقبول لحل القضية الكردية أن يتم التغافل عن مشاكل الأكراد ومعاناتهم المستمرة منذ زمن، كما أنه ليس من المقبول في الوقت ذاته أن يكون هناك انفصال لجنس الأكراد عن الدول الإسلامية التي يعيشون فيها؛ فإن ذلك يشجع كل جنس من الأجناس المشكِّلة لجسد الأمة على أن ينفصل عنها مكوِّنًا دولة عِرقية لا مكان فيها لغير هذا الجنس؛ وهذا باب عظيم من أبواب تدمير الأمة، فضلاً عن أن ذلك يقطع صلة الأكراد بالمحيط الإسلامي، ويقيم الحواجز السياسية والنفسية بينهم وبين إخوانهم.
ونحن لا نستطيع أن نعوِّل في الوقت الراهن، وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة من تمزق وتشرذم، وسيطرةٍ للأعداء عليها على فكرة أن يتحد المسلمون، ويعيدون الخلافة من جديد؛ فذلك رغم أنه المطلب الأساسي لكل الغيورين على الأمة مطلب بعيد؛ لذا فالتعويل عليه في حلِّ مشاكل الأكراد الآنيَّة ما هو إلا تسويف لهذه المشاكل. ولذلك فإن رؤيتنا لحل المشكلة الكردية تتضح في النقاط التالية: أولاً: الإبقاء على القضية حيةً وسط جموع المسلمين؛ وذلك عن طريق التوعية المستمرة، والفهم الواضح لجذور المشكلة الكردية، وتطوراتها على مرِّ السنين، وحقيقة أطراف الصراع، وأهدافهم العاجلة والآجلة.
ثانيًا: يجب المحافظة على طرح قضية الأكراد في لقاءات منظمة المؤتمر الإسلامي باستمرار، مع تفعيل دور المنظمات الإسلامية للقيام بدورها نحو الأكراد، وخاصة الجامعات الإسلامية الكبرى؛ كجامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، والجامعة الإسلامية بباكستان التي يجب أن تقدم المنح الدراسية للطلاب الأكراد؛ لكي يتم التواصل الغائب بين الأكراد والعالم الإسلامي.
ثالثًا: نشر الوعي الإسلامي الصحيح في وسط الأكراد؛ ليكون منطلقهم في مطالباتهم بحقوقهم إسلاميًّا يَدين بوحدة الأمة الإسلامية، والحفاظ على قوتها، وليس قوميًّا يدعو للعصبية الجاهلية، ويحرِّض على الانفصال، وتشتيت قوى الأمة أكثر مما هي عليه بالفعل؛ مما يصب في مصلحة أعدائها، وهذا النشر للوعي لن يتم إلا بالتواصل المستمر عن طريق وسائل الإعلام المتاحة؛ كالفضائيات، والكتب، والمجلات، ومواقع الإنترنت، وخاصةً لو تم استخدام اللغة الكردية فيها.
كما يتم ذلك الهدف أيضًا بإقامة مدارس إسلامية تربي النشء الكردي على المبادئ الإسلامية الصحيحة، وكذا إقامة فروع للجامعات الإسلامية في أراضي الأكراد.
رابعًا: ممارسة الضغوط الإعلامية على الحكومتين: التركية والعراقية؛ من أجل إعطاء الأكراد حقوقهم كمواطنين، فهذه الضغوط قد تسفر عن نتائج إيجابية.
يجب المحافظة على طرح قضية الأكراد في لقاءات منظمة المؤتمر الإسلامي لكي يتم التواصل الغائب بين الأكراد والعالم الإسلامي.
خامسًا: طرح الحلول العادلة البديلة للانفصال في هذه المرحلة؛ وذلك كالحصول على حكم ذاتي، أو تخصيص حصة برلمانية لهم، أو عدد من الوظائف القيادية في الدولة، واعتماد اللغة الكردية لغة دراسة في مدارس الأكراد بجوار اللغة العربية.
وهذه الإجراءات وإن كانت في الظروف العادية تُعتَبَر إجراءات تعزز الطائفية- نرى أن اتخاذها في ظروف الأكراد بصورة استثنائية ولمدة محددة، قد يُسهم في تدارك الكثير من الظلم الذي وقع عليهم، كما يُعزِّز من شعورهم بالانتماء إلى بلادهم، ويُشعرهم بالمواطنة الحقيقية.
سادسًا:
يجب على الأكراد وقياداتهم أن يشتركوا في إنجاح الحلول المطروحة؛ وذلك بتخفيض سقف مطالباتهم، والامتناع عن الدعوة للانفصال عن الأمة، وكذلك توقف القيادات عن التعاون مع أعداء الأمة كأمريكا وإسرائيل اللتين تستغلان الورقة الكردية في تفتيت الأمة الإسلامية أكثر، كما أنهما خذلتا الأكراد قبل ذلك -كما ذكرنا سابقًا في مقالاتنا.
هذا ما نراه من أفكار لحل المشكلة الكردية، نسأل الله عز وجل أن يكون صوابًا، ونسأله أن يوحِّد الأمة الإسلامية على الحق والخير، وعلى الأخوة في سبيله، وأن ينصرها على أعدائها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. -------------------------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:21 am | |
| قصة الأكراد (8) القضية الكردية بأقلام المحللين أخيرًا يلح عليّ سؤال هو: أين الجامعة العربية من ذلك الخطر الذي يُهَدِّدُ دولة عضوة بها؟
ولماذا لا نرى سوى تركيا في الساحة تعمل جاهدة للحفاظ على وحدة العراق؟
القضية الكردية من أبرز القضايا التي تناولتها أقلام كبار الكتاب والباحثين والمحللين السياسيين في كتاباتهم ومقالاتهم.
وها نحن نعرض لبعض منها: 1- فهمي هويدي: يعجبنا كلام الأكراد وتدهشنا أفعالهم[1] إذا صح ما نشر بخصوص دخول العرب وإقامتهم فى كردستان العراق، فإنه يعد جرس إنذار جديد ينبهنا إلى خطورة ما يجرى هناك، ليس على ذلك البلد المدمر المستباح فحسب، وإنما أيضاً على المنطقة بأسرها.
إذا قررت البقاء في الإقليم ومزاولة عمل أو مهنة ما، فعليك أن تراجع دائرة الإقامة التابعة لمديرية الأمن العام في الإقليم، حيث تقدم طلباً خاصاً وتملأ عدداً من الاستمارات الخاصة، التي تحوي تفاصيل كاملة عن حياتك الخاصة، وإلى جانب ذلك أنت بحاجة إلى شخص كردي يتعهد بأن يكون كفيلاً لك أمام السلطات عند الحاجة، وفي حال لم تجد "الكفيل" فإن الحصول على الاستمارة يصبح أمراً مستحيلاً.
من ناحية أخرى فإننا لا نستطيع أن نتجاهل تأثير تيار قوى بين الأكراد، استثمر خلفية المعاناة من مظالم وعسف النظام العراقي، وشرع في تعبئة الجماهير -الشباب خاصة- ضد كل ما هو عربي وإسلامي.
وهذا التيار يقوده نفر من الأكراد المتعصبين والشيوعيون السابقون وغلاة المتطرفين.
وقد حقق في مسعاه نجاحات ينبغي عدم الاستهانة بها حتى برز جيل من الشباب يتبنى موقف الخصومة إزاء الانتماءين العربي والإسلامي.
الأمر الذي سبب متاعب كثيرة للعرب الذين يعيشون في المحافظات الكردية أو يمرون بها.
ليس ذلك فحسب، وإنما عمد ذلك التيار -التيار المعادي للإسلام والعروبة- إلى قمع المثقفين الأكراد الذين يعارضون موقفهم، ولا يرون غضاضة في الجمع بين الهوية الكردية وعروبة اللسان، والانتماء الإسلامي.
بكلام آخر فإن الإجراءات التي تتم على أرض الواقع لا تؤيد ما يقال عن استبعاد نوايا الانفصال.
ورغم أن ثمة عقبات لا يستهان بها تجعل من فكرة الانفصال طموحًا يتعذر بلوغه في ظل الأوضاع الراهنة، إلا أن الثابت أن ممارسات المتطرفين الأكراد القابضين على السلطة في أربيل تعمق من الانفصال الوجداني على الأقل حتى أننا لا نكاد نرى فى تلك الممارسات إجراء واحدًا يخدم التواصل والائتلاف مع العرب فى بقية أجزاء العراق وهو ما يدعونا إلى القول بأن عدم إقدام النخبة المتطرفة على إعلان الانفصال ليس راجعًا لأنهم لا يريدونه، ولكن لأنهم لا يستطيعون الإقدام على ذلك الإعلان بسبب الظروف غير المواتية المحيطة بهم ، خصوصًا فى ظل عدم وجود منفذ لكردستان إلى العالم الخارجي، وإزاء عدم تحقق الهيمنة على نفط كركوك رغم الجهود التي تبذل لتكريد المدينة وتهجير سكانها التركمان والعرب.
2- فوزي الاتروشي [2]: مستقبل الأكراد خارج مشرحة التقسيم والتجزئة إن سياسة بعض الأطراف تجاه "الحالة الكردية" ليست قائمة على رؤية الحقيقة، بل على التشويه وخلط الأوراق، وهذا ما يضاعف الخوف المشروع لدى أكراد العراق ويجبرهم على التشبث بمنطق المثل الشهير "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة".
إن الكرة الآن في ملعب الأطراف الإقليمية وبعض الأطراف العراقية المعارضة لتعزيز الثقة بالتوجه الكردي وطمأنة الأكراد على إن "حلالهم" سيبقى في يدهم في ظل التغيير الذي يجب أن يكون ديمقراطيًا، وإلا فمن العبث دفع الأكراد إلى شفا هاوية من النار دون ضمانات لإطفاء الحريق إذا ما شبّ في جسدهم، وهم الذين غبنهم التاريخ مرارًا وأدخلتهم الجغرافيا مشرحة التقسيم والتجزئة وغيّبتهم عن الخارطة السياسية للعالم.
3- د. عبد الفتاح علي البوتاني[3]: كل عربي مطالب بتفهم القضية الكردية ويشارك الشعب الكردي آلامه وآماله يعد الشعب العربي من أقرب الشعوب -التي تتقاسم دولها كردستان إلى الشعب الكردي، والكرد يكنون لإخوانهم العرب فائق الاحترام والتقدير، وتعاطفوا مع حركة القومية العربية التحررية منذ ظهورها، ولم تشكل الحركة القومية الكردية عائقًا أمام مسارها وتطورها ابدًا، وتأسيسًا على هذه الخلفية التاريخية، تشهد الساحة السياسية والثقافية العربية أحيانًا مواقفًا متقدمة حول الحقوق القومية للشعب الكردي، مثل مواقف الرئيس الليـبي معمر القذافي ومواقف السادة: الدكتور سعد ناجي جواد.
ولا تتناول الصحافة العربية القضية الكردية بالشكل المطلوب، فالكثير من الكتاب العرب لم يسمعوا بمذبحة حلبجة ولا بعمليات الأنفال السيئة الصيت، والبعض منهم يعد مثل هذه الكوارث تمثيليات كردية، كيف لا وهم يعدون الكرد قبائل عربية استكردت بفعل عوامل تاريخية!
باتت الحركة القومية الكردية (اليوم) تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية، وترسخت القناعة بأنها قضية عادلة، قضية شعب صاحب حق يريد ممارسة حياته بالأسلوب الذي يرتضيه، ويقف إلى جانب الحق الكردي اليوم العديد من الكتاب العرب الذين يتميزون بالموضوعية والنزاهة، ويكتبون خارج إطار تفكير الدول التي تضطهد الكرد فوق أرض بلادهم.
ونتمنى أن يتطور المفهوم القومي العربي للقضية الكردية، على يد هؤلاء وأمثالهم، وعلى الكتاب غير الموضوعيين السائرين في ركاب الحكومات التي تضطهد الكرد، أن يتخلوا عن خطابهم السياسي الموروث، لأن ما يكتبونه ويفكرون به يضلل الآخرين، وأقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم يخونون الأمانة، وإذا لم يتمكنوا من أن يتخلصوا من رواسبهم وسطوة ماضيهم فليخفوا رؤوسهم خجلاً على الأقل، ولا يذكروننا.
4- فهمي هويدي: أكراد العراق يلعبون بالنار [4] "الحل الناقص" هو الحل في دفاعي عن فكرة "الحل الناقص" استشهدت بالقاعدة الأصولية والمنطقية التي تدعو إلى القبول بالضرر الأدنى تجنبًا لضرر آخر أكبر وأفدح.
وهي القاعدة التي تنطبق بشدة على الملف الكردي؛ باعتبار أن بقاءهم في إطار الدولة العراقية لا يُلبي رغبتهم في تقرير المصير الذي يطمحون إليه، لكنه إذا ما حفظ لهم كرامتهم وهويتهم؛ فإنه يجنبهم ويجنب المنطقة بأسرها ضررًا محققًا من جراء إعادة رسم خرائطها الجغرافية والسياسية، وما يستصحبه ذلك من شرور لا حدود لها.
ما أدعو إليه ليس أمرًا شاذًا أو غريبًا؛ فذلك هو وضع البربر في شمال أفريقيا والآذريين في إيران والأوزبكيين في أفغانستان.
إذ بقيت تلك الجماعات كمواطنين في دول أخرى غير وطنها الأم، أو توزعت على أقطار عدة، مرتضية العيش ضمن حدود الجغرافيا السياسية التي استقرت منذ عقود، ولم تجد في ذلك غضاضة، طالما وفر لها ذلك الوضع حق المواطنة، وفي ظله احترمت هويتها ضمن النسيج العام.
إن ما تمارسه القيادات الكردية الراهنة ليس سوى لعب بالنار، لم تحسب عواقبه جيدًا، من حيث إنه يتعلق بالأماني والطموحات، متجاهلة حقائق الواقع المعقد وخرائطه، ووحدها تلك القيادات القادرة على إطفاء تلك النار.
أخيرًا يلح عليّ سؤال هو: أين الجامعة العربية من ذلك الخطر الذي يهدد دولة عضوة بها؟ ولماذا لا نرى سوى تركيا في الساحة تعمل جاهدة للحفاظ على وحدة العراق؟
5- خالد عزيز الجاف: بين حلم الانتصار والانفصال فشلت فرحة قادة الأكراد [5] وأبرز ما يمكن استخلاصه من هذه الأزمة التي حصلت بين الترك والأكراد هو إن من يعين الانفصاليين من أمثال جلال الطالباني والبرزاني اليوم ينقلب عليهم في الغد، وهذا ما حدث لحزب العمال الكردستاني حيث كان يحظى بدعم السوريين في الأمس، بينما قررت دمشق اليوم الوقوف إلى جانب أنقرة.
وحتى الولايات المتحدة على وشك أن تسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الأقزام في الشمال.
وإذا وقعت الحرب في شمال العراق هذه المرة فإنها ستكون حرب طويلة المدى بين تركيا والأكراد وستهرب القيادة الكردية الشوفينية إلى جبال العراق مرة أخرى لتمارس حرب العصابات الإرهابية وبالطبع الضحايا سوف يكونون أكراد وأتراك مسلمون بجانب ضياع الموارد في شراء السلاح يعني بصريح العبارة كل شيء ينصب في مصلحة أعداء الأمة الإسلامية والمسلمين، إنهم الصهاينة يخططون ليل نهار والمسلمون ينفذون باقتدار وبغباء شديد وبالطبع سوف تتأثر فرص التنمية والتطور للبلدان الإسلامية سواء كانت تركيا أو العراق أو إيران.
6- صلاح الدين حافظ: المصالحة الوطنية بدلاً من العنف الطائفي [6] في الأفق سحابات سوداء من العنف الطائفي, أو الفتنة الطائفية, إن شئت, تظلل بكآبتها أكثر من دولة في المنطقة, فتهدد وحدتها في الأساس, أكثر مما تهدد مجرد استقرارها الراهن.
إن كان طبيعيًا أن تتعايش هذه التنويعات الدينية والطائفية والعرقية فوق أرضنا العربية بسلام وتسامح وتوازن ومساواة, فمن غير الطبيعي أن تتناقض إلي حدود الصدام والقتال تمهيدًا للتقسيم والتفتيت والانفصال.
المسئول الأول والأخير, هي حكوماتنا التي عمقت التناقضات وتجاهلت, أو ارتكبت المظالم, وفق أفكار خاطئة وسياسات قاصرة, ثم جاءت التدخلات الأجنبية ذات المطامع والمطامح, لتستغل هذه الأوضاع والتناقضات المتفجرة, لتحقيق مصالحها هي, وإن كان الغطاء الجاذب والسلاح السحري هو إنقاذ المضطهدين ومساعدة المظلومين...
العراق هو الآن الساحة المثلي لتطبيق هذه السياسات الاستعمارية الأمريكية الجديدة, وراثة عن السياسات الاستعمارية البريطانية في الماضي...
وهي ساحة مثلى لأن فيها كل عوامل التناقض والتفتيت العرقي والديني, الجاهزة للاشتعال في كل لحظة, أغلبية إسلامية وأقلية مسيحية, أغلبية عربية وأقلية كردية, وتركمانية وأشورية, أغلبية شيعية وأقلية سنية.
لا شك أن هذا المشهد المأساوي, يعيدنا إلي بداية المقال, لنفهم جيدا أن تهميش الأغلبية للأقلية, لا يقل خطرًا عن هيمنة الأقلية علي الأغلبية, كلاهما يزرع بذور الشر ويُنبت زهور الشيطان والعنف الطائفي..
فلماذا لا نعود الي الأصول والقواعد القائمة علي العدل والمساواة, عبر مصالحات وطنية حقيقية ودائمة؟!
7- زوهات كوباني: حذار للكرد الوقوع في فخ الأعداء [7] يتكرر اليوم مرة أخرى محاولات الأعداء في دق الإسفين بين الكرد كما فعلوه كثيرًا في الماضي القريب وجعلهم يتعاركون مع البعض من خلال اتباع سياسة "فرق تسد" والتهديد بالتوغل والتلويح باستعمال العصا أو تفضيل البعض على الآخر، أو تقديم مصالح للبعض في جزء دون الآخر أو إبراز البعض إلى الواجهة وتسويد الآخرين ونعتهم بمختلف الصفات، أو وضع مصالحهم في خطر إذا ما لم يقفوا في وجه الكرد الآخرين، بالضغط عليهم أو فرض الحصار عليهم أو منعهم من العمل والنضال في مناطقهم، للإعلان في المنابر الإعلامية والصحفية وإعطاء التصريحات ضد الكرد، أو التفوه كما يتفوه الأعداء ووصفهم بصفات أخرى كما يصفهم الأعداء تارة بقيامهم بالأعمال المخربة وتارة بأنهم يلحقون الضرر بالكرد عامة وتارة بأنهم إرهابيين وتارة بأنهم يضعوننا في الخطر حتى يصفهم الأعداء بأنهم تعقلوا وفهموا الأمور.
كل هذا من باب إرضاء أعداء الكرد الذين طبقوا بحق الكرد منذ التاريخ سياسات الإنكار والامحاء والجيوناسيد.
لنسأل هل تغيرت المعادلة وأصبح أعداء الكرد أصدقاء، والكرد أصبحوا أعداء أنفسهم كمثل "الحجل خوان قومه"، وهم الذين يقدمون فاتورة ذلك أنهار الدماء تراق منذ قرون من أجل الحفاظ على الكرامة والشرف تجاه ما يرتكب بحقهم من المجازر وأعمال القتل والدمار الذي وصل إلى درجة دمار الطبيعة وتدمير البنية التحتية في كردستان وتدمير القرى وكأنهم يعلنون للكرد عامة "لن نبقي شيئًا حيًا إذا لم تركنوا لنا ولعبوديتنا حتى سنجعلكم تندمون على ولادتكم".
دعوتي إلى بعض كتاب الكرد للعودة إلى العقل والواقعية والبعد من تمثيل عقلية الأعداء والتفوه بما يتفوه الأعداء، وليحدد موقعه بشكل سليم من صراع الوجود والفناء هذا، تجاه الأعداء، فأما إن تكون في جبهة الشعب وتدافع عنهم وتحمل أعباءه وتناضل من أجل حريته رغم العراقيل والصعوبات، أو أن تكون في جبهة الأعداء وتعلن علنية وهذا ما لا خجل فيه، لأن التاريخ مليء بالعبر والدروس بمن باعوا أوطانهم وشعبهم من أجل بضعة عظام أو تلقي كلمة الشكر "عفارم " من الأعداء وأصبحوا سببًا وعاملاً مساهمًا في تلك المجازر المرتكبة، أو أدوات بيد الأعداء يرتكبون المجازر بحق شعبهم سواء بالسلاح أو بالقلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] (الشرق الأوسط - الأربعاء 20 شعبـان 1427 هـ 13 سبتمبر 2006 العدد 10151). [2] ( كاتب من كردستان). [3] (كلية الآداب/جامعة دهوك) [4] ( الشرق الأوسط). [5] (دنيا الوطن 20 نوفمبر 2007). [6] (الأهرام المصرية 15 - ديسمبر - 2004). [7] (صحيفة كوردستان المستقلة). المصدر: قصة الإسلام ------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:23 am | |
| قصة الأكراد (9) مدن كردية يستعرض الكاتب بعض المدن الكردية ومواقعها وتاريخها
أربيل: هي عاصمة إقليم كردستان العراق ومقر رئيسه وحكومته، حسب اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد عام 1970م، ويعتبر في الوقت الحالي عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق الذي تشكل على أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991م.
تتميَّز بأهمية تاريخية حيث يعود تأسيسها إلى العصر الآشوري وإليه يرجع أصل اسمها كما أنها تعد مركزاً ثقافياً وحضارياً مؤثراً في كردستان العراق، يوجد في أربيل أكثر من 110 تلال ومواقع أثرية يرجع تاريخها إلى أزمان مختلفة من العصر الحجري وحتى الفتح الإسلامي، وصل عدد سكانها إلى حوالي مليون وثمانمائة ألف نسمة.
وتتألّف محافظة أربيل من خمسة أقضية تتبعها إحدى عشر ناحية، والأقضية الخمسة هي: (قضاء مخمور، وقضاء كويسنجق، وقضاء راوندوز، وقضاء رانية، وقضاء شقلاوة). القامشلي: يُظنّ أن معنى القامشلي، مأخوذ من لفظة قديمة هي (قامش) وتعني القصب كما ورد في عدة لغات أولها الأكادية (كما في اسم گلگامش)، وذلك لكثرة استنبات القصب على نهر (جغجغ) الذي ينبع من الأراضي التركية ماراً بمدينة القامشلي.
وتنسب تسمية القامشلي تارةً حسب بعض المصادر إلى الكلمة الكردية (gamesh le) وتعني أن (فيها جواميس) حيث كانت ترعى الجواميس على ضفاف نهر (الجغجغ) الذي يشطر المدينة إلى شطرين، وتارةً أخرى تنسب التسمية إلى كلمة أخرى تركية (qamish le) وتعني (أم القصب) الذي ينمو عادةً على ضفاف الأنهار أيضاً.
وتقع شمال شرقي سوريا على الحدود مع تركيا وقريبة من العراق، ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف معظمهم من الكرد.
وهي جزء من محافظة الحسكة ومركز المنطقة الإدارية.
ويعيش فيها اليوم الآشوريون والعرب والكرد جنبا إلى جنب.
وقد شهدت المدينة حوادث احتجاجات كردية عام 2004 خلفت وراءها 30 قتيلاً.
بدأ تخطيط المدينة منذ اللحظة الأولى لتأسيسها في عام 1925 وبشكل مبدئي تطور فيما بعد مخططها فنظمت الشوارع المستقيمة والمتوازية وقد اشتهرت مدينة القامشلي بتنسيق أحيائها وشوارعها، وربما كانت الأولى من هذه الناحية من بين مدن القطر كافة واستمر تطور مخططها التنظيمي حتى بلغت مساحته 2000 هكتار في عام 1985م،.
ومن الأحياء والتقسيمات الهامة بالمدينة (حي الزهراء المعروف باسم حي الوسطى، وحي القصور، وحي الموظفين، وحي قدور بك). مهاباد: تقع شمالي غربي إيران وجنوب بحيرة أورميا في وادي ضيق على ارتفاع 1300 متر عن سطح البحر، ويقدر عدد سكانها بنحو 170 ألف نسمة، وتعتبر مهاباد مركزاً لمنطقة زراعية خصبة والمركز الرئيسي للثقافة والأدب الكردي في كردستان إيران.
كانت مهاباد مقراً لأول دولة كردية عرفت باسم جمهورية مهاباد أنشئت أواسط الأربعينيات من القرن الماضي ولم تدم غير أقل من عام واحد.
تُعَدُّ المدينة مركزًا زراعيًا غنيًا، والمدينة متصلة بواسطة الطرق البرية مع تبريز التي تبعد عنها بـ300 كلم شمالاً. ديار بكر: مدينة كردية تركية رئيسية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا على ضفاف نهر دجلة، ويبلغ عدد سكانها مع الضواحي أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، توجد في المدينة مساجد ومدارس دينية تعود للعصور الوسطى.
وأثناء الحرب العالمية الأولى طرد معظم سكان المدينة من الآشوريين والأرمن، وفي عام 1925 أصبحت المدينة مركزاً للعصيان الكردي الشهير ضد كمال أتاتورك، ولكونها دائماً مركزاً للقومية الكردية أصبحت ديار بكر معقلاً لحزب العمال الكردستاني عقب بداية حرب العصابات في جنوبي شرقي تركيا عام 1984. السليمانية: تقع شمالي شرقي العراق، وهي جزء من منطقة الحكم الذاتي الكردية العراقية، أنشأها الأمير الكردي إبراهيم باشا بابان عام 1786.
ومنذ نشأتها كعاصمة لإمارة كردية قوية، نما عدد سكانها ليصبح أكثر من مليوني شخص حالياً حسب الإحصائية الرسمية، وهي مركز ثقافي للكرد الذين يتحدثون بلهجة السوراني، كما أنها تعتبر مركزاً اقتصادياً لكردستان العراق، وأحد مركزي القرار الرئيسيين في كردستان العراق إلى جانب أربيل، وتشتهر بعلاقاتها الاقتصادية القوية مع إيران.
كانت السليمانية معقلاً للعقيدة البهائية، كما تعتبر مركزاً للثقافة السورانية في كردستان التي تطورت إلى لغة أدبية حديثة في هذه المدينة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي. ---------------------------------------------------------- |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52545 العمر : 72
| موضوع: رد: (1) مقدمة قصة الأكراد الأحد 05 مايو 2024, 8:27 am | |
| قصة الأكراد (10) شخصيات كردية بارزة يستعرض المقال شخصيات كردية بارزة وسيرتها ودورها في التاريخ.
الصحابي جابان (أبو ميمون): صحابي كردي عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، ويعتبر رمزاً لدخول الكرد المبكر في الإسلام حتى قبل الفتح الإسلامي للعراق ومناطق الكرد في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
لم تتوفر عن الصحابي جابان الكردي معلومات كثيرة، وهو عرف باسم أبي ميمون نسبة لابنه ميمون الكردي الذي نقل الحديث وروى بعضه عن أبيه الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورد ذكر جابان الكردي في بعض المصادر الإسلامية مثل (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير، وفي (الإصابة في تمييز الصحابة) لابن حجر العسقلاني. صلاح الدين الأيوبي: أحد أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يذكر له المسلمون قيادته حملة تحرير بيت المقدس من احتلال الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، وكذلك العديد من الإنجازات والإصلاحات السياسية والعمرانية في كل من مصر وبلاد الشام.
صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، كردي مسلم ولد في تكريت بالعراق سنة 1138م، وتعود جذوره إلى منطقة حرير شمال غرب أربيل، سافر مع والده وعمه إلى الموصل ليدخلوا في خدمة صاحبها عماد الدين زنكي، ثم أخيه نور الدين.
شارك مع عمه أسد الدين شيركوه الذي قاد جيش نور الدين زنكي في حملته إلى مصر لنجدة العاضد الفاطمي ضد خصومه، وهناك تولى الوزارة وقيادة الجيش ولقب بالملك الناصر، ثم أنهى حكم الفاطميين وأصبح صاحب السلطة في مصر واستقل بها.
وبعد وفاة نور الدين زنكي شهدت الشام اضطرابات دُعي صلاح الدين إلى ضبطها، فقام هناك بتهدئة الأوضاع وتوحيد البلدان حولها وبدأ إصلاحات فيها وكذلك في مصر التي بنى قلعتها الشهيرة والعديد من المدارس والمستشفيات، وتتابعت إنجازاته حتى دانت له البلاد وأصبحت دولته الأيوبية تمتد من النوبة في أقصى جنوب مصر إلى بلاد الأرمن شمالاً والجزيرة والموصل شرقاً، وحينها بدأ يكرس جهده لمواجهة حملات الصليبيين وغاراتهم.
غادر صلاح الدين مصر آخر مرة سنة 1182م متوجها إلى الشام لمواجهة الصليبيين بنفسه، ودخل معهم في معارك عديدة حتى جاءت المعركة الحاسمة في حطين سنة 1187م التي كسرت شوكة الصليبيين وفتحت أمام جيوش صلاح الدين الطريق لتحرير القدس في نفس العام وقبلها استرداد طبرية وعكا ويافا إلى ما بعد بيروت.
عرفت عن صلاح الدين مزايا عديدة وضعته في مكانه من التاريخ الإسلامي، فقد كان حاكماً عادلاً يجلس للقضاء بنفسه ولا يحكم بالشبهة وقد بلغ عدله جنود أعدائه الصليبيين من الأسرى الذين أمر بمعاملتهم برفق في الوقت الذي كان فيه الصليبيون يقتلون أسرى المسلمين.
وتمكن صلاح الدين من توحيد شتات المسلمين بعد تفرقهم في دويلات متناحرة هيأت للصليبيين السيطرة على أراضيهم ومنها بيت المقدس سنين طويلة، وكان رجل سياسة وحرب بعيد النظر، كما أنه عرف بعطائه وإنفاقه في سبيل الله حتى إنه لم يدخر لنفسه مالاً ولا عقاراً، وكان يهتم بإصلاح الشؤون العامة من عمران ومجالس علم وحلقات أدب.
وكان فقيهاً درس الفقه الشافعي والحديث والعقيدة وتعلّم على يد كبار فقهاء ومحدثي عصره مثل قطب الدين النيسابوري وأبي طاهر السلفي وأبي الطاهر بن عوف وعبد الله بن بري النحوي وغيرهم.
توفي بدمشق سنة 1193م وكان عمره سبعة وخمسين عاماً، وتفرقت دولته بعده بين أولاده. ابن خلكان: قاضٍ ومؤرخ وأديب كردي مسلم ولد عام 608هـ-1211م في أربيل بالعراق، وتتلمذ على يد كبار الفقهاء مثل المؤيد الطوسي وتفقه بالموصل على يد الكمال بن يونس وبالشام على يد ابن شداد، ولقي كبار العلماء وبرع في الفضائل والآداب.
كان ابن خلكان عالما وإماما فقيها، وقضى معظم حياته في مصر والشام، واشتغل بالقضاء في مصر ودمشق التي أصبح قاضي قضاتها، وتوفي فيها عام 681هـ - 1282م.
اشتهر ابن خلكان بمؤلفه الشهير (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان)، الذي يتناول التراجم الشخصية للشخصيات العربية والإسلامية البارزة منذ العصر الجاهلي حتى عام 654هـ، ويحتوي على سير لـ(826) شخصية، ويعتبر هذا الكتاب مرجعا أساسيا لدراسة التاريخ العربي والإسلامي وقد ترجم إلى العديد من اللغات. ابن تيمية: عالم ومصلح وفقيه حنبلي اسمه أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم.
ولد لأبوين كرديين في حران عام 1263م، تعلم القرآن الكريم واللغة العربية صغيراً.
وانتقل مع أهله وعمره سبع سنين إلى دمشق إثر زحف المغول نحو بلده.
تعلّم في دمشق على يد أكثر من مائتي شيخ حتى وصفه بعض معاصريه بأنه ما تحدث في المسألة من العلم إلا وقال من سمعه إنه لا يعرف في العلم سواها من شدة ما يفصل فيها.
كان عصر ابن تيمية مليئاً بالجدل الفكري والتغييرات السياسية، فقد اجتاح التتار بغداد قبل مولده ببضعة أعوام واحتلوا بعدها دمشق.
شرع ابن تيمية في التأليف والتدريس بالشام ومصر، فألف كما يقول أبو المحاسن بن تغري بردي أكثر من خمسمائة مجلد وصلنا منها حتى الآن أقل من مائة مجلد، وكتب في نقد الفلسفة وعلم الكلام والتصوف، وجدد في الآراء الفقهية فقال باحتساب طلاق الثلاثة طلقة واحدة في المجلس الواحد. وكتب رسالة الحسبة بَيَّنَ فيها آراءه وأفكاره في الإصلاح الاجتماعي، وخاض بنفسه عمليات الحسبة فكان يدخل محال بيع الخمر بين المسلمين فيأمر بإغلاقها، وهاجم بيوت البغاء في مصر والشام، وألف رسالة في فضل العرب، وقال بوجوب العربية إذ كان حكام المسلمين من غير العرب كالأيوبيين قد انتشرت بينهم العجمة.
وكتب ابن تيمية رسالة القتال، فبين فيها أن حكم رد الصائل فرض عين ولو كان مسلماً، حيث كان المغول في عهده قد دخلوا الإسلام مع البقاء على ما هم فيه من بطش وفساد كما فعل السلطان غازان. وقال في رسالته تلك إن حكم دفع المغول فرض عين باعتباره جهاد دفع وليس جهاد طلب.
وألّفَ في مصر الرد على المنطقيين وفيه قدَّم نقداً للمنطق الأرسطي، وانتقد أيضاً فلاسفة الإسلام من أمثال الفارابي وابن سينا وابن سبعين.
ويُعد كتاب (منهاج السُنة) الذي ألفه فيما بين عامي 1316 و 1320م من أهم كتبه، وكان رداً على كتاب (منهاج الكرامة) للحلي تلميذ نصر الدين الطوسي.
تعرَّض ابن تيمية للسجن في مصر ورأى ما فيها من عذاب، فطلب من السلطان بن قلاوون إصلاحها، كما وضع للسلطان كتاباً حول السياسة الشرعية بَيَّنَ فيه دور الحاكم وواجباته.
وحَرَّضَ الناس على الجهاد دفاعاً عن دمشق من المغول، وسافر إلى مصر لحث ابن قلاوون على القتال، وكذلك فعل مع أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي.
ولَمَّا دارت المعركة في شقحب أو مرج الصفر جنوبي دمشق كان ابن تيمية قد حشد لها قوة كبيرة هيأت للمسلمين النصر، وفي تلك المعركة التي وقعت خلال رمضان أفتى ابن تيمية بالإفطار للجند وأنه خير من الصيام.
ولم يشفع لابن تيمية ما قَدَّمَ، فقد استدعاه ابن قلاوون إلى مصر بعد أن وشى به بعض الفقهاء والمتصوفة والمتكلمين ورموه بتهم التجسيم والتشبيه وانتقاص قدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقوال أخرى حول عدم جواز الاستغاثة بالرسول الكريم أو بالأولياء، وحاول ابن تيمية أن يرد في مجلس السلطان بأن الاستغاثة لا تكون إلا بالله لكن الحُكم كان قد صدر فحُبِسَ ثم أخرج ثم حُبِسَ ثم عاد إلى دمشق.
اتهم ابن تيمية مرة أخرى في دمشق بنفس التهم، وحُبِسَ في سجن القلعة حتى مات في سجنه عام 1328م. سعيد النورسي: الشيخ العالم والفقيه بديع الزمان النورسي، أثر في تاريخ تركيا الحديثة بعلمه ومكانته، وخاض معارك سياسية مدافعا عن القرآن الكريم والإسلام الذي اعتبره دائماً أهم من القومية، فلم يعرف عنه نشاط سياسي خاص بالكرد.
عاش حياة حافلة بالإنجازات العلمية في قضايا الفقه والشريعة، وتعرَّض للأسر والنفي والملاحقات.
ولد سعيد عام 1877م في قرية نورس الواقعة شرقي الأناضول بتركيا، حفظ القرآن الكريم مبكراً، وتتلمذ على أيدي المشايخ والعلماء.
وكان ذا ذكاء وبداهة ودقة ملاحظة وقوة ذاكرة وقدرة كبيرة على الاستيعاب والحفظ، الأمر الذي جعله ينال الإجازة العلمية وهو ابن أربعة عشر ربيعاً.
تَبَحَّرَ في العلوم العقلية والنقلية، وحفظ الكثير من كتب علم الكلام والمنطق وكتب التفسير والحديث الشريف والفقه والنحو.
كما عكف على دراسة العلوم الكونية الطبيعية في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ والفلسفة الحديثة، وتعمَّق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمي بـ(بديع الزمان) اعترافا من أهل العلم بذكائه الحاد وعلمه الغزير واطلاعه الواسع.
أسَّسَ الاتحاد المحمدي عام 1909م، رداً على دعاة القومية الطورانية والوطنية الضيقة، كجمعية الاتحاد والترقي وجمعية تركيا الفتاة، وتجوَّل عام 1910م، بين القبائل والعشائر الكردية في مدينة وان يعلمهم أمور دينهم.
عُيّنَ النورسي عام 1912م، قائداً لقوات الفدائيين الكُرد الذين جاؤوا من شرقي الأناضول، واشترك هو وتلاميذه عام 1916م، في حرب الدولة العثمانية ضد روسيا القيصرية.
ورفض جميع الوظائف التي عرضت عليه من قبل الدولة إلا ما عينته له القيادة العسكرية عام 1918م، من عضوية في دار الحكمة الإسلامية التي كانت تضم كبار العلماء والشعراء والشخصيات، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته منها تفسيره (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز)، (المثنوي العربي النوري)، (السنوحات)، (الطلوعات)، (لمعات)، (شعاعات) وسواها باللغة العربية.
اعتزل النورسي الناس عام 1923 في مدينة وان وانقطع للعبادة على جبل أرَك، ورفض تأييد حركة الشيخ سعيد بيران ضد حكومة مصطفى كمال أتاتورك، لأنها تؤدي إلى اقتتال المسلمين فيما بينهم وإراقة دمائهم، وهذا لا يجوز شرعاً حسب رأيه.
ورغم موقفه إلا أن الحكومة التركية ألقت القبض عليه ونفته إلى مدينة بوردور جنوبي غرب الأناضول، ثم نفي إلى مدينة بارلا في شتاء 1926 على أمل أن يلقى حتفه في بردها القارس، لكنه أمضى في منفاه ثماني سنوات ونصف السنة، ألف فيها معظم رسائل النور التي تصدى بها للعلمانيين والقوميين ودعا إلى إنقاذ الإيمان وعودة الإسلام إلى الحياة، وعودة المسلمين إلى دينهم وقرآنهم، وتحكيم شرع الله في سائر أمورهم وأحوالهم، ونسخت هذه الرسائل يدوياً ونشرت من أقصى تركيا إلى أقصاها.
توفي النورسي عام 1960، ودفن في مدينة أورفه، ثم نقل رفاته إلى جهة غير معلومة. ابن الأثير: عز الدين بن الأثير، ولد في مدينة (جزيره)- كردستان تركيا.
أحد كبار المؤرخين في العصر الإسلامي، تمتع بثقافة واسعة وصاحب القائد صلاح الدين الأيوبي في معاركه.
أشهر أعماله كتابه (الكامل في التاريخ) في 12 مجلداً، يبدأ فيه بالتأريخ منذ بدء الخليقة وحتى عصره معتمداً على منهج علمي مع ذكر شامل لكافة مظاهر الحياة وبشكل شمل معظم أنحاء العالم المعروفة آنذاك.
تعتمد كتبه على النقد والتعليل والابتعاد عن الزخرفة اللفظية مع تحليل ممتاز جعل رجال الفكر في الغرب يعتبرونه أحد أهم المؤرخين في تاريخ العالم. زرياب: ولد ببغداد، يعتبر أكبر موسيقيي العصر الإسلامي.
أعجب الخليفة هارون الرشيد بموهبته مما كان سبباً في حقد وحسد أستاذه إسحاق الموصلي عليه وتهديده له فَفَرَّ مُكْرَهًا إلى الأندلس حيث نال رعاية الخليفة هناك وقام بتأسيس أول مدرسة لتعليم الموسيقى معروفة حتى الآن.
أبدع زرياب في كافة أصناف الموسيقى فقام باختراع شكل (الموشح)، وابتكر العديد من المقامات الجديدة، وأضاف وتراً خامساً للعود، وأدخل تحديثات هامة في أساليب التلحين والإيقاع.
كان لزرياب وموسيقاه تأثيراً هاماً على تطور الموسيقى الأوربية. الدينوري: أبو حنيفة أحمد بن داوود، ولد في دينور- كردستان إيران.
من كبار علماء النبات والفلك في العصر الإسلامي.
كان مثالاً في إتقانه العديد من العلوم وتمتع باحترام كبير من معاصريه.
درس النبات في مناطق مختلفة معتمداً على التجريب والاستنتاج والمقارنة، كما أقام مرصداً فلكياً في بيته.
أشهر أعماله كتاب (النبات) الذي أصبح عمدة لطلاب الطب وعلم الأعشاب فلا يتخرج أحد إلا بعد أن يستوعبه ويؤدي الامتحان فيه. إبراهيم وإسحاق الموصلي: من يهود كردستان المتأسلمين.
الأب إبراهيم الموصلي: كان أشهر مغنيي عصره وكان صديقاً للمهدي والرشيد، ولد في الكوفة وقام بتدريس الموسيقى بالموصل واشتهر بالتلحين والغناء.
توفي في بغداد سنة 188هـ.
الابن إسحاق الموصلي: ولد في الري، كان ذو معرفة واسعة إلا إنه ركز على الموسيقى قبل كل شيء وكان من أنصار المدرسة الكلاسيكية.
برع في التلحين والإيقاع وألفَ ألحاناً وكُتُباً عديدة.
يُقَالُ إنه أول مَنْ وضع تصنيفاً للمقامات الشرقية واستطاع أن يتفوَّق على معاصريه.
توفي سنة 235 هـ. إسماعيل بن علثي (أبو الفداء): إسماعيل بن علي الأيوبي: جغرافي وسياسي وشاعر، ولد بدمشق ويعود نسبه إلى شاهنشاه بن نجم الدين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي.
برع في علم الجغرافية وكان ملكاً على حماة وبقي ملكاً عليها حتى بعد خروجها عن سيطرة الأيوبيين.
كان له مجلس علمي شهير وكان يرعى العلماء ويساعدهم.
أشهر آثاره كتابه (تقويم البلدان) الذي نال به شهرة واسعة وظل أهم كتاب في علم الجغرافية باللغة العربية حتى العصر الحديث.
توفي أبو الفداء سنة 732 هـ. ابن فضلان: أحمد بن العباس أحد أشهر الرحالة في الإسلاميين، قاد رحلة إلى بلاد البلغار والخزر والروس استجابة لطلب ملك الفولكا.
سجل تفاصيل غاية في الأهمية عن البلاد التي مَرَّ فيها.
يعتبره مفكرو الغرب أحد أبرز أعلام التواصل الحضاري بين الشرق والغرب.
تفاصيل حياته ووفاته ليست معلومة بشكل كاف. ابن شداد: أبو المحاسن بهاء الدين، مؤرخ وسياسي كردي، ولد في الموصل ودرس ببغداد.
اشتهر بالحكمة ورجاحة العقل.
وَلَّاهُ السلطان صلاح الدين الأيوبي قضاء العسكر وبيت المقدس، وقد رافق صلاح الدين في حروبه ودَوَّنَ أخبارها ووقائعها.
عَيَّنَهُ الملك غازي بن صلاح الدين قاضياً على حلب وبقي هناك حتى وافته المنية.
أشهر كتبه (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية) في وصف سيرة السلطان صلاح الدين الأيوبي. ابن النديم: محمد بن أبي يعقوب أبو الفرج، ولد في بغداد.
كان من المعتزلة الشيعة، أهم كتبه (الفهرست) وهو أول تصنيف دقيق وموضوعي للحركات الثقافية التي ظهرت في عصره. عبد الرحمن الكواكبي: ولد في حلب من أصل كردي، كاتب ومفكر وصحفي درس الشريعة الإسلامية وعمل في الصحافة.
أسَّسَ جريدة الشهباء واشتهر بمعارضته للحكم العثماني الاستبدادي فسجن عدة مرات ونفي إلى مصر بسبب ذلك، توفي في مصر مسموماً من قبل الأتراك على الأرجح.
أشهر أعماله (طبائع الاستبداد)، و (أم القرى). سعيد بيران: هو أبرز زعماء الكرد في تركيا وأول من قاد حركة مسلحة ضد سلطة الزعيم التركي كمال أتاتورك، للمطالبة بما يعتبره الكرد حقوقهم القومية التي وعدهم بها أتاتورك ثم تراجع عنها.
ولد سعيد بن محمود بن علي في قرية بالو عام 1865م، وهو سليل أسرة دينية نقشبندية، حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والشريعة الإسلامية، وأصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو عقب وفاة والده وانتقال الزعامة الدينية إليه.
خاض الشيخ سعيد العمل السياسي منذ بدء تأسيس الجمعيات في الدولة العثمانية عام 1908، وأقام صلات مع العائلات الكردية الكبيرة في المناطق الكردية المختلفة، وعرف عنه انشغاله بالعلم وسعيه لتحديث علوم الدين ورغبته بإنشاء جامعة في مدينة وان الكردية على غرار الجامع الأزهر، لكن المشايخ التقليديين والحكام الأتراك وقفوا ضد رغبته.
تولى عام 1924 رئاسة جمعية آزادي الكردية التي قررت القيام بحركة مسلحة شاملة ضد الحكم التركي للحصول على ما وصفوه الحقوق القومية للشعب الكردي، بعدما تراجع أتاتورك عن وعوده للكرد بمنحهم حكما ذاتيا في مقابل مساعدتهم له في حروبه ضد أعدائه، وبعد اعتقاله بعض قادة جمعية آزادي. نشبت حركته المسلحة قبل حلول ربيع عام 1925 وسرعان ما امتدت المعارك إلى 14 ولاية تمثل معظم الأراضي الكردية جنوب شرقي تركيا، وشارك فيها نحو 600 ألف كردي ومعهم مجاميع من الشركس والعرب والأرمن والآثوريين كما تقول الروايات الكردية، وتمكن المقاتلون الكرد من تحقيق مكاسب عسكرية مهمة وحاصروا مدينة ديار بكر الإستراتيجية، لكن قوات أتاتورك فكت الحصار وتمكنت من قمع الحركة بشدة وقسوة.
حاول الشيخ سعيد أن ينجو بمقاتليه عبر دعوته لهم للتراجع، لكن القوات التركية أحكمت الطوق حولهم، واعتقلت الشيخ سعيد وقادة الحركة أواسط أبريل/ نيسان 1925، وحكمت عليه بالإعدام الذي نفذ بحقه مع 47 من قادة الكرد يوم 30 مايو/ أيار من نفس العام. قاضي محمد: رئيس ومؤسس أول دولة كردية في التاريخ الحديث، ويعتبره الكرد بطلاً أسطورياً ورمزاً للحرية والكفاح في تاريخهم.
هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901 في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفياتي (سابقا).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية.
عُيّنَ مسؤولاً ثقافياً في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكرد، عارض القبلية بشدة، وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء.
وتشير الكتابات الكردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكردي.
تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927.
وفي عام 1942 تأسست جمعية بعث كردستان، وتركز نشاطها في مهاباد، ثم تحول اسمها عام 1945 إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان بزعامة قاضي محمد، وكان برنامجه يتلخص في تحقيق الحرية بإيران، والحكم الذاتي لكردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية، وانتشرت شعبية الحزب في المنطقة وضمت مختلف فئات الكرد.
استثمر قاضي محمد ظروف ضعف الحكم في طهران ووجود القوات السوفيتية في الأراضي الإيرانية، ليعلن يوم 22 يناير/كانون الثاني 1946 قيام ما عرف بجمهورية مهاباد أو جمهورية كردستان الديمقراطية بالوصف الكردي، وانتخب رئيسا لها.
حاول التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهوريته بوصفها سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية، لكن الحكومة الإيرانية ردت في ديسمبر/كانون الأول 1946 بإرسال حملة عسكرية (بعد انسحاب القوات السوفيتية من إيران) نجحت في القضاء على الجمهورية الكردية الفتية.
اعتقلت القوات الإيرانية قاضي محمد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام إلى جانب عشرات من مساعديه، ونفذ فيه الحكم نهاية مارس/آذار1947 بساحة جوار جرا بمهاباد التي أعلن منها ولادة جمهوريته. مصطفى البارزاني: رجل أثار الجدل وشغل المنطقة لنحو ربع قرن، يصفه الكرد بالزعيم الخالد، ويطلق عليه خصومه أوصافاً تبدأ بالدهاء ولا تنتهي بالخيانة، لكن أحداً لا يستطيع أن ينكر على الملا مصطفى البارزاني إصراره وقدرته على المناورة السياسية وزعامته للحركة الكردية في العراق طوال عدة عقود بلا منازع.
سُمّيَ بالمُلا لمكانة عائلته الدينية التي ورثتها عن جده وأبيه، وبدأ في عمر مبكر رحلة العمل المسلح، فقد شارك على رأس قوة من مائتي مقاتل في حركة الشيخ محمود الحفيد عام 1919 بينما كان في السادسة عشرة فقط، وسافر عام 1920 إلى تركيا مبعوثاً من أخيه الأكبر أحمد البارزاني للتنسيق مع الشيخ سعيد بيران الذي قاد بعد ذلك حركة واسعة ضد حكم أتاتورك، وبعد ذلك بنحو عقد كان قد بدأ رحلة طويلة من التحرك المسلح ضد الحكومات العراقية حتى موته.
في عام 1932 شارك بصحبة أخيه في مقاتلة القوات العراقية المدعومة من البريطانيين، لكن الحركة فشلت، ونفي الملا مصطفى إلى السليمانية عام 1933 حيث بقي عشر سنوات ليهرب بعدها عائداً إلى قريته بارزان التابعة لأربيل شمال العراق.
في عام 1945 عاد لمقاتلة القوات العراقية، لكن حركته انتهت ليتوجه إلى مهاباد الإيرانية حيث أعلنت أول جمهورية كردية بمساعدة السوفييت عام 1946، وليتولى هناك قيادة جيش الجمهورية الناشئة بعد أن منحته موسكو رتبة جنرال حتى لقب لفترة بالجنرال الأحمر.
كان من بين قادة جمهورية مهاباد القلائل الذين تمكنوا من الهرب قبل انهيار تلك التجربة الكردية في نفس عام إنشائها، فقد نجا من جيش شاه إيران الذي اقتحم مهاباد وأعدم رئيسها ومساعديه، لكنه قبل ذلك كان قد أسس في مهاباد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عرف آنذاك بالبارتي، وأرسل مساعديه إلى السليمانية ليعقدوا أولى مؤتمرات الحزب هناك.
هرب إلى الاتحاد السوفيتي بعد أن ضاقت به السبل، ولم يعد منها إلى العراق إلا بعد ثورة تموز 1958 التي أطاحت بالملكية، حيث استقبله زعيم الثورة عبد الكريم قاسم بحفاوة ومنحه الكثير من الامتيازات، لكن ذلك لم يكن كافيا لحل المشكلة الكردية، فاستأنف الملا مصطفى عام 1961 حركته المسلحة ضد قاسم التي استمرت هذه المرة أربعة عشر عاما متصلة برغم تغير الوجوه والنظم الحاكمة في بغداد.
في عام 1975 عقد العراق اتفاقية مع إيران أنهت طهران بموجبها دعمها لحركة الملا مصطفى، فانهارت قواته على الفور وبدأ من جديد رحلة لجوء إلى إيران ثم إلى أميركا قبل أن يموت هناك عام 1979 متأثرا بمرض السرطان.
خلال حياته تقلب البارزاني في تحالفاته مع أطراف عديدة لدعم حركاته المسلحة، فقد تحالف مع إيران وسوريا وأميركا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي وإسرائيل من أجل تحقيق أهدافه، لكن خصومه الذين يعترفون بدهائه السياسي والعسكري يتهمونه بتفويت فرص عديدة للحل وبالارتهان للقوى الأجنبية التي دعمته على حساب الأمن العراقي لا سيما من خلال علاقاته الوثيقة مع إسرائيل، أما أنصاره فيقولون إنه من وضع القضية الكردية على الطاولة الدولية وإنه فعل ما كان يتوجب فعله لخدمة قضية الكرد حسب وصفهم. جلال الطالباني: أول رئيس كردي للعراق منذ تأسيسه قبل أكثر من ثمانين عاماً، وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تميَّز بتغير تحالفاته وإقامته علاقات متحولة شملت مختلف الأطراف، على سيرة معلمه القديم الملا مصطفى البارزاني الذي ما لبث أن انشق عنه ليؤسس لنفسه كياناً سياسياً وعسكرياً سحب جزءاً من سلطة العائلة البارزانية في كردستان العراق.
ولد جلال حسام الدين الطالبانى صيف عام 1933، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني الأب نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وخلال بضع سنين أصبح عضوا قياديا في الحزب.
درس الحقوق في بغداد، وبدأ نشاطاته الخارجية مبكرا، فقد سافر عام 1957 إلى موسكو ودمشق مروجا لدولة كردية، وأقنع الحكومة المصرية بفتح إذاعة كردية من القاهرة.
عمل في الصحافة الكردية السرية منها والعلنية، وخدم كضابط مجند في الجيش العراقي قبل أن يصبح من قادة البيشمركة الكردية في حركة البارزاني المسلحة عام 1961، لكنه استمر في العمل السياسي رئيسا للوفد الكردي المفاوض مع الحكومة العراقية عام 1963، وممثلا للبارزاني في جولة شملت عدة دول أوروبية في نفس العام.
بدأت تحولات الطالباني العلنية بدءا من عام 1965، حينما شكل مع آخرين جناحا منشقا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وشارك مع الحكومة العراقية العام التالي في حملة عسكرية ضد قوات الملا مصطفى فيما اعتبره كثير من الكرد وصمة في تاريخه، لكن فصيله المنشق انحل عام 1970 بعدما عقد الملا مصطفى اتفاقا مع الحكومة العراقية فيما عرف ببيان 11 مارس/ آذار.
في عام 1975 أسس الطالباني في دمشق -التي منحته جواز سفر دبلوماسي- حزبه الحالي الاتحاد الوطني الكردستاني بعد قليل من انهيار قوات البيشمركة وخروج الملا مصطفى من العراق إثر اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، وتبنى اتجاها يساريا وأصبح لاحقا عضوا في الاشتراكية الدولية، لكن علاقاته بالغرب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا تواصلت بقوة.
في عام 1976 بدأ الطالباني حركة مسلحة ضد السلطة المركزية، وتمركز نشاطه العسكري في منطقة السليمانية التي أصبحت بعد ذلك معقله، ومع بدء الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينيات فشلت محاولات السلطة المركزية للتفاوض معه، وقد استغل تلك الحرب للمناورة في علاقاته بين إيران وسوريا من جانب والسلطة في بغداد من جانب آخر، الأمر الذي دعم مركزه في كردستان لا سيما بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979.
يتهمه بعض الشيوعيين العراقيين بالتعاون مع المخابرات العراقية ورئيسها آنذاك برزان التكريتي حينما قام بالهجوم لصالحها على موقع للحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتا شان المعزولة شمال العراق في مايو/أيار 1983 وارتكاب ما يصفونه بالمجزرة هناك، كما يتهم بالتعاون مع القوات الإيرانية خلال الحرب، وقد تعرضت قواته لانتكاسة بعد عام 1988 مع نهاية الحرب وسيطرة الجيش العراقي على كردستان مما اضطره للجوء إلى إيران، لكن صلاته بالرئيس السابق صدام حسين تواصلت.
أسَّسَ الطالباني لنفسه إقليماً وحكومةً في السليمانية منذ انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992، لكنه دخل في صراع نفوذ على المنطقة مع مسعود البارزاني، وخاض الطرفان حرباً ضروساً منذ عام 1994، وكادت قوات الطالباني أن تقضي على قوات مسعود تماماً بعد أن دخلت معقله في أربيل عام 1996، لولا أن الأخير استنجد بالرئيس السابق صدام حسين الذي أرسل قوات طردت مقاتلي الطالباني الذين هربوا مع زعيمهم إلى إيران.
احتفظ الطالباني بعلاقات جيدة مع الأميركيين قبل غزو العراق وبعده، ودخل منذ البداية في العملية السياسية تحت إشرافهم وأصبح عضوا في مجلس الحكم، ثم اختير رئيسا مؤقتا للعراق ربيع عام 2005، وجدد انتخابه من قبل مجلس النواب لرئاسة من أربع سنوات في أبريل/نيسان 2006. مسعود البارزاني: أول رئيس لكيان كردي شبه مستقل في إطار واحدة من دول الإقليم، ووريث العائلة البارزانية التي تحولت إلى زعامة تاريخية للكرد في العراق على مدى أكثر من سبعين عاما.
ولد عام 1946 وهو نفس العام الذي أسس فيه والده الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه اليوم، والمفارقة الأخرى أنه ولد في الدولة الوحيدة التي أنشأها الكرد حتى الآن وهي جمهورية مهاباد في إيران، والتي لم تستمر سوى أقل من عام واحد وشغل فيها والده الملا مصطفى منصب قائد الجيش.
خاض مع والده كل المعارك ضد الحكومة المركزية منذ عام 1961 وحتى 1975 حينما انهارت الحركة البارزانية المسلحة بعد اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، حتى غادر مع والده لاجئا إلى الولايات المتحدة وكان قربه عند وفاته.
في عهد والده عمل مسعود رئيسا لمخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارستن) وتسلم رئاسة الحزب بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979، لكنه حينما عاد إلى العراق بعد ذلك لم يكن لديه القوة التي كانت لأبيه من قبل، لا سيما وأن حزب غريمه ثم حليفه بعد ذلك جلال الطالباني كان قد تصدر واجهة العمل الكردي المسلح.
يتهم بالتعاون مع إيران خلال الحرب بين عامي 1980- 1988، ورغم ما يشاع عن وجود إسرائيلي شمال العراق، فإنه لم تتأكد علاقة مسعود بالإسرائيليين الذين انقطعت علاقتهم بالحركة الكردية بعد عام 1975، ومع ذلك فقد منحته منظمة تسمى الجمعية اليهودية العراقية ومقرها نيويورك لقب منقذ الشعب اليهودي، لأنه كما جاء ببيانها في الرابع من أبريل/نيسان 1987 (أنقذ حياة خمسة آلاف يهودي عراقي بين عامي 1970 و1973).
بعد انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992 أسهم حزبه في الإدارة المشتركة للمنطقة الكردية مع حزب الطالباني، لكن الخلافات نشبت بين الطرفين وتحولت إلى معارك عنيفة عام 1994 أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات الآلاف من الكرد، وكادت قوات الطالباني أن تحتل معقل مسعود في أربيل لولا أن الأخير استنجد بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أرسل يوم 31 أغسطس/ آب 1996 كتيبة من الجيش، طردت قوات الطالباني من المدينة وأعادت البارزاني الذي كان يتهيأ للجوء إلى تركيا.
بعد غزو العراق كان له دور مباشر في العملية السياسية إذ أصبح عضوا ورئيسا لمجلس الحكم، وشارك في تحالف انتخابي مع الطالباني حصل على المرتبة الثانية من مقاعد البرلمان العراقي، لكنه ترك لعدد من مساعديه أن يتولوا مناصب رسمية في الحكومة العراقية، فيما فضل هو أن يكون رئيسا لإقليم كردستان الذي توحد في إدارة مشتركة وبرلمان موحد عام 2006، وبات يتمتع باستقلال نسبي هو أكثر ما حصل عليه الكرد في المنطقة حتى الآن.
يُصِرُّ البارزاني على نيل كل ما يعتبره حقوق الشعب الكردي ومنه مدينة كركوك الغنية بالنفط، وهو لم يؤكد حتى الآن رغبته بالانفصال عن العراق لكنه يشدد على الحق في تقرير المصير، كما أنه يرفض بإصرار رفع العلم العراقي في كردستان ويستخدم بدلا من ذلك علم إقليم كردستان ذا الشمس الصفراء في الوسط، وهو ذاته علم جمهورية مهاباد التي ولد البارزاني الابن على أرضها. عبد الرحمن قاسملو: هو أبرز زعماء الكرد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من المثقفين الكرد الذين روجوا لقضايا ومطالب شعبهم.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية بإيران، درس في العراق وأتم دراسته في أوروبا حيث حصل على شهادة الدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا.
انتخب عام 1973 سكرتيرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بينما كان يعمل محاضرا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا، قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليعمل في جامعة السوربون أستاذا في اللغة والتاريخ الكردي.
في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعا لحزبه، واستولى أتباعه على مقاليد الأمور بالمناطق الكردية في الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية.
في أعقاب الثورة الإسلامية شعر الكرد بسير الأمور ضدهم، وتقول الروايات الكردية إنهم منعوا من المشاركة في كتابة الدستور الإيراني عام 1979 بسبب كونهم من السُنة، ولم يحصلوا في ذلك الدستور على ما يعتبرونه حقوقا قومية فجرت مواجهات مسلحة بين الكرد والقوات الحكومية كان دور قاسملو فيها قيادياً، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد الإيرانيين في محاكم خلخالي الشهيرة.
حصل قاسملو على دعم العراق في مواجهته للحكم الإيراني، لكن ذلك الدعم لم يكن كافياً لمواجهة القوات الإيرانية التي أخمدت الحركة الكردية بقوة.
حاول بعد ذلك تحقيق مكاسب لشعبه عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس/آب 1988، دعا قاسملو للحوار مع وفد إيراني رسمي في فيينا، لكن الدعوة كانت على ما يبدو محاولة لإيقاع الزعيم الكردي في فخ إيراني.
خلال وجوده في فيينا لغرض التفاوض مع الوفد الإيراني، تم اغتيال قاسملو مع اثنين من مساعديه يوم 13 يوليو/تموز 1989، واتهمت المخابرات الإيرانية بتنفيذ عملية الاغتيال، وغداة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران أعلنت السلطات النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال قاسملو. عبد الله أوجلان: مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني في تركيا، قاد حركة تمرد مسلح ضد الحكومة التركية على مدى خمسة عشر عاما، كما قاد حملات دموية لتصفية معارضيه من الكرد، ويعد بطلا قوميا مناضلا في نظر العديد من الكرد بالرغم من اختلافهم معه في توجهاته العقائدية والفكرية.
ولد عام 1949، في بلدة أومرلي إحدى قرى ولاية أورفه الواقعة جنوبي شرقي تركيا على مقربة من الحدود السورية، انخرط في التنظيمات اليسارية منذ وقت مبكر من حياته، وفي عام 1972 ألقي القبض عليه وسجن لمدة سبعة أشهر بسبب نشاطات موالية للكرد.
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 بالاشتراك مع أقرانه من الطلاب الكرد ذوي الميول الشيوعية، ليحل محل حزب التحرير الوطني لكردستان، وفضل الكفاح المسلح على (إضاعة الوقت على القضية الكردية في جدال سياسي) حسب رأيه، سعيا لقيام دولة كردستان الكبرى المستقلة.
واتخذ لنفسه لقب (أبو APO).
قاد الحزب بزعامته صراعاً دموياً عام 1984 ضد قوات الأمن التركية، كما اتجه إلى تصفية معارضيه من الأحزاب الكردية الأخرى.
اتخذ من دمشق ملجأ له خلال مرحلة اضطراب العلاقات التركية السورية، وأنشأ معسكرات لتدريب مقاتلي حزبه في سهل البقاع اللبناني الذي كان تحت السيطرة السورية.
وقد أغلق بعض هذه المعسكرات عام 1992 بعد ضغط من تركيا على سوريا ولبنان.
حاول فتح حوار سياسي مع الحكومة التركية، فأعلن عام 1993 هدنة لوقف إطلاق النار رفضت الحكومة التركية الاعتراف بها، وكرر محاولاته بإعلان هدنة ثانية عام 1995 وثالثة 1998 وباءت كلها بالفشل.
اضطر أوجلان إلى ترك دمشق بعد تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا، ولجأ في أكتوبر/تشرين الأول 1998 إلى روسيا، ثم تنقل بطائرة خاصة بين عدة عواصم أوروبية رفضت استقباله.
ثم انطلق نحو كينيا بجواز سفر قبرصي مزور، وأقام في مبنى السفارة اليونانية في نيروبي بصفة رجل أعمال يوناني.
تمكنت قوة خاصة من القوات التركية من خطفه من كينيا في فبراير/ شباط 1999، ونقل إلى تركيا لِتُدِينُهُ محكمة أمن الدولة العليا بتهمة الخيانة العظمى ومسؤولية قتل ثلاثين ألف شخص، وأصدرت قراراً بإعدامه يوم 29 يونيو/حزيران 1999.
لم يتقدم أوجلان أثناء المحاكمة بأي دفاع في مواجهة الاتهامات، لكنه قدم اعتذاره لأسر الضحايا من الأتراك الذين قتلوا في أعمال العنف التي نفذها حزبه، كما طالب أعضاء حزبه بتسليم السلاح وترك أعمال المقاومة المسلحة، وأبدى استعداده لأن يكون وسيطاً بين تركيا والكرد بشرط عدم إعدامه.
أيَّدَتْ الولايات المتحدة قرار إعدام أوجلان باعتباره (إرهابياً دولياً) إلا أن هذا القرار أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي اشترط على تركيا إلغاءه لنيل عضوية الاتحاد، فألغى البرلمان التركي عقوبة الإعدام على أوجلان وحوَّلها إلى سجن مؤبد صيف 2001م. -------------------------------------- المصدر: موقع طريق الإسلام
الرابط: https://ar.islamway.net/collection/10759/
|
|