توهُّم عدم المطابقة بين الفعل والفاعل
توهُّم عدم المطابقة بين الفعل والفاعل Ocia1695
زعموا أن القرآن خالف قاعدة المطابقة -في النوع- بين الفعل وفاعله.

وساقوا الشواهد التالية:
1) {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} البقرة: 275؛ حيث إن الفاعل مؤنث "موعظة"، والفعل مذكر "جاءه"، والصواب -في زعمهم- أن يُقال: جاءته.

وكذا قوله تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} الأعراف: 30؛ حيث إن الفاعل مؤنث "الضلالة"، والفعل مذكر "حَقَّ"، والصواب -في زعمهم- أن يُقال: "حقت" كما في الآية الأخرى: {وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} النحل: 36.

وقوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} هود: 67؛ حيث إن الفاعل مؤنث "الصيحة"، والفعل مذكر "أخذ" والصواب -في زعمهم- أن يُقال: وأخذت، كما في الآية الأخرى: {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} هود: 94.

وقد جَهل صاحب هذه الشبهة القاعدة اللغوية البسيطة التي تقول:
إنه لا يجب تأنيث الفعل مع الفاعل إلاَّ في حالتين:
الحالة الأولى:
أن يكون الفاعل ضميرًا، مثل: هند قامت، أو الشمس طلعت.

الحالة الثانية:
أن يكون الفاعل مؤنثًا "حقيقيًّا" متصلاً بالفعل غير مفصول عنه، كما في: قامت هند، صاحت الدجاجة.

أمَّا إذا كان الفاعل غير ما سبق فأنت مخيَّرٌ بين التذكير والتأنيث، فيجوز أن تقول: طلع الشمس، وطلعت الشمس.

ولك أن تقول: أَعيَى الرجَالَ النساءُ، وأعيَتْ الرجالَ النساءُ.

والفاعل في الشواهد الثلاثة التي جاءوا بها مؤنث مجازي "موعظة - الضلالة - الصيحة"، ويجوز فيها الوجهان حتى وإن لم يُفْصَل بينها وبين فعلها بفاصل.