توهُّم عدم المطابقة بين النعت والمنعوت
توهُّم عدم المطابقة بين النعت والمنعوت Ocia1689
زعموا أن القرآن خالف قاعدة المطابقة ـ في العدد ـ بين النعت والمنعوت.

وفيما يلي الآيات التي استشهدوا بها:
1) قوله تعالى: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} آل عمران: 15؛ حيث جاء الوصف مفردًا "مطهرة" وموصوفه جمعًا "أزواج"، والصواب -في زعمهم- أن يُقال: وأزواج مطهرات.

2) قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الأعراف: 180؛ حيث وصف "الأسماء" وهي جمع، بالمفرد "الحسنى"!

3) قوله تعالى: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} طه: 51؛ حيث وصف "القرون" وهي جمع، بالمفرد "الأولى"!

وهذا جهلٌ منهم بقاعدة لغوية يسيرة تقول:
إن جمع التكسير يجوز أن يُعَامَل معاملة المفرد المؤنث، كما يجوز أن يُعَامَل معاملة جمع المؤنث السالم، وعلى الوجه الأول جاءت الآية.

والآيتان الأخريان:
* {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} البقرة: 25.

*{لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} النساء: 57.

ويجوز أن يُقال:
أزواج مطهرات، وهما وجهان فصيحان[1]، بل ما جاءت به الآية الأولى أفصح الوجهين في هذا السياق؛ لأن جمع التكسير إذا أريد به الكثرة جاء على صيغة الواحدة، وإذا أريد به القلةُ جاء على صيغة جمع المؤنث السالم، والمُراد في الآية جمع الكثرة؛ لأنه في مقام وصف نعيم الجنة، وقد ورد في الحديث الصحيح ما يدل على كثرة الأزواج في الجنة[2].

كما أن الأسماء والقرون في الآيتين التاليتين أريد بهما الكثرة؛ لذلك وصفت بالمفرد المؤنث بدلاً من جمع المؤنث السالم الذي يدل على القلة.

************************
[1] الكشاف 1 : 262.
[2] البحر المحيط 1 : 117.