أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: ذكر الفرق بين الخلافة والملك والسلطنة من حيث الشرع الأحد 03 ديسمبر 2023, 10:44 pm | |
| ذكر الفرق بين الخلافة والملك والسلطنة من حيث الشرع: قال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب، عن زادان، عن سلمان أن عمر بن الخطاب، قال له: أملك أنا أم خليفة؟ فقال: له سلمان إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهمًا أو أقل أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة، فاستعبر عمر. وقال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد العزيز بن الحارث، عن أبيه سفيان بن أبي العوجاء، قال: قال عمر بن الخطاب: والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك؟ فإن كنت ملكا، فهذا أمر عظيم، قال قائل: يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقًا، قال: ما هو؟ قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقًّا ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك، والملك يعسف الناس، فيأخذ من هذا، ولا يعطي هذا. فسكت عمر.
ذكر من يطلق عليه السلطنة من حيث المصطلح: قال ابن فضل الله في المسالك: ذكر علي بن سعيد أن الاصطلاح ألا تطلق هذه التسمية إلا على من يكون في ولايته ملوك، فيكون ملك الملوك فيملك، مثل مصر، أو مثل الشام، أو مثل أفريقية، أو مثل الأندلس، ويكون عسكره عشرة آلاف فارس أو نحوها، فإن زاد بلادا أو عددا في الجيش، كان أعظم في السلطنة. وجاز أن يطلق عليه السلطان الأعظم، فإن خطب له في مثل مصر والشام والجزيرة، ومثل خراسان (2/125) _________ وعراق العجم وفارس، ومثل إفريقية والمغرب الأوسط والأندلس، كان سمته سلطان السلاطين كالسلجوقية.
ذكر ما يلقب به ملك مصر: قال الكندي: قال تعالى حكاية عن اخوة يوسف: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} (1) فحكى أن اسم ملكها العزيز، وذكر جماعة من المفسرين أن فرعون لقب لكل من ولي مصر، ولعل هذا خاص بملوك الكفر. _________ (1) سورة يوسف: 88. (2/126) _________
ذكر جلوس السلطان في دار العدل للمظالم: قال ابن فضل الله: إذا جلس السلطان للمظالم، جلس عن يمينه قضاة القضاة من المذاهب الأربعة، الوكيل عن بيت المال، ثم الناظر في الحسبة، ويجلس عن يساره كاتب السر، وقدامه ناظر الجيش وجماعة الموقعين تكملة حلقة دائرة، وإن كان ثم وزير من أرباب الأقلام كان بينه وبين كاتب السر، وإن كان الوزير من أرباب السيوف كان واقفًا على بعد، مع بقية أرباب الوظائف، ويقف من وراء السلطان صفان عن يمينه ويساره من السلاح دائرة، والجمدارية (1) والخاصكية (2)، ويجلس على بعد تقديره خمسة عشر ذراعا من يمنة ويسرة، ذوو السن من أكابر أمراء المؤمنين، وهم أمراء المشورة، ويليهم من دونهم من أكابر الأمراء وأرباب الوظائف وقوفا وبقية الأمراء وقوف من وراء أمراء المشورة، ويقف خلف هذه الحلقة المحيطة بالسلطان الحجاب والدوادارية (3)، لإحضار قصص الناس وإحضار المساكين، وتقرأ عليه فما احتاج إلى مراجعة القضاة راجعهم فيه، وما كان متعلقًا بالعسكر تحدث مع الخاص وكاتب السر فيه. قال: وهذا الجلوس يكون يوم الاثنين ويوم الخميس، إلا أن القضاة وكاتب السر لا يحضرون يوم الخميس. قال: ومن عادته إذا ركب يوم العيدين ويوم دخول المدينة يركب، وعلى _________ (1) الجمدار هو الذي يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه، وأصله: "جاما دار، لفظان فارسيان".وانظر صحيح الأعشى 5: 459. (2) الخاصكية: فرقة من المماليك السلطانية، خاصة بالسلطان وحاشيته. (3) الداودارية: وظيفة تعادل وظائف السكرتارية الخاصة. (2/127) _________ رأسه العصائب السلطانية وهي صفر مطرزة بذهب بألقابه واسمه، وترفع المظلة على راسه، وهي قبة مغشاة بأطلس أصفر مزركش، عليها طائرة من فضة مذهبة، يحملها بعض أمراء المئين الأكابر، وهو راكب فرسه إلى جانبه، وأمامه الطبرداية (1) مشاة، وبأيديهم الأطبار. قلت: العصائب المذكورة حرام، وقد بطلت الآن ولله الحمد. _________ (1) الطبردار: هو الذي يحمل الطبر، أي الفأس، وهي فأس السلطان عند ركوبه في المراكب وغيرها.وانظر حواشي السلوك 1: 427. (2/128) _________
ذكر عساكر مملكة مصر: قال ابن فضل الله في المسالك: أما عساكر هذه المملكة، فمنهم من هو بحضرة السلطان، ومنهم من فرق في أقطار المملكة وبلادها، ومنهم سكان بادية كالعرب والتركمان، وجندها مختلط من أتراك وجركس وروم وأكراد وتركمان، وغالبهم من المماليك المبتاعين، وهم طبقات أكابرهم من له إمرة مائة فارس، وتقدمة ألف فارس، ومن هذا القبيل يكون أكابر النواب، وربما زاد بعضهم بالعشرة فوارس والعشرين. ثم أمراء الطبلخاناه، ومعظمهم من تكون له إمرة أربعين فارسا وقد يزيد إلى السبعين، ولا تكون الطبلخاناه لأقل من أربعين، ثم أمراء العشرات، ومنهم من كان يكون له عشرون فارسًا، ولا يعد إلا في أمراء العشرات، ثم جند الحلقة، وهؤلاء لكل أربعين نفرا، منهم مقدم ليس له حكم عليهم إلا خرج العسكر، كانت مرافقتهم معه، وتربيتهم في موقفهم إليه، ويبلغ بمصر إقطاع بعض أكابر الأمراء المئين المقربين من السلطان مائتي ألف دينار جيشه، وأما غيرهم فدون ذلك، ودون دونه إلى ثمانين ألف دينار وما حولها، وأما العشرات فنهايتها سبعة آلاف دينار إلى ما دون ذلك. وأما إقطاعات جند الخليفة، فمنه ما يبلغ ألفا وخمسمائة دينار، وما دون ذلك إلى مائتين وخمسين دينارًا. وأما إقطاعات أمراء الشام فعلى الثلاثين من مصر. (2/129) _________
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: ذكر الفرق بين الخلافة والملك والسلطنة من حيث الشرع الأحد 03 ديسمبر 2023, 10:44 pm | |
| ذكر أرباب الوظائف في هذه المملكة: قال ابن فضل الله: الوظائف الكبار من ذوي السيوف: إمرة سلاح الدوادارية، الحجوبية، إمرة جاندار (1) الأستاذ دارية (2)، المهمندارية (3)، نقابة الجيوش. ومن ذوي الأقلام: الوزارة، كتابة السر، نظر الجيش، نظر الأموال، نظر الخزانة، نظر البيوت، نظر بيت المال، نظر الإسطبلات. ومن ذوي العلم: القضاة، الخطباء، وكالة بيت المال، الحسبة. قال: وكانت وظيفة تسمى نيابة السلطان، أبطلها الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكان النائب أولا سلطانا مختصرا، وكان هو الذي يفرق الإقطاعات ويعين الإمرة والوظائف، ويتصرف التصرف المطلق في كل أمر، إلا في ولاية المناصب الجليلة، كالقضاء والوزارة وكتابة السر، لكن يعرض هو على السلطان من يصلح، وقل ألا يجاب، وكان يسمى كافل الممالك والسلطان الثاني. وأما الوزارة، فكان يليها من أرباب السيوف والأقلام على قدر ما يتفق، وكان الوزير النائب في المكانة. قال: وقد أبطل الناصر الوزارة أيضا، واستقل هو بما كان يفعله النائب والوزير، واستجد وظيفة يسمى مباشرها ناظر الخاص، أصل موضوعها أن يكون مباشرها متحدثا فيما هو خاص بمال السلطان يتحدث في مجموع الأمر الخاص بنفسه، وفي العام _________ (1) الجاندارية، مثل الخاصكية، مركبة من لفظين أحدهما جان، ومعناه سلاح، والثاني دار، ومعناه ممسك، ومعنى جاندار سلطان؛ أن صاحبها يستأذن على دخول الأمراء للخدمة، ويدخل أمامهم إلى الديوان. انظر حواشي السلوك 1: 133. (2) الأستاذدار هو الذي يتولى شئون مسكن السلطان أو الأمير وصرفه، وتنفذ فيه أوامره، وانظر صبح الأعشى 4: 20. (3) المهمندار: هو الذي يتلقى الرسل والعربان الواردين على السلطان، وينزلهم دار الضيافة ويتحدث في القيام بأمورهم. انظر صبح الأعشى 4: 22. (2/130) _________ يأخذ رأيه فيه، فيبقى بسبب ذلك كأنه الوزير لقربه من السلطان. وأول من ولي هذه الوظيفة كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله بن السديد. وأما إمرة سلاح فموضوعها أن صاحبها مقدم السلاح دارية، والمتولي بحمل سلاح السلطان في المجامع الجامعة، وهو المتحدث في السلاح خاناه وتعلقاتها، وهو من أمراء المئين. والدوادارية موضوعها أن صاحبها يبلغ الرسائل عن السلطان، ويقدم القصص إليه، ويشاور على من يحضر إلى الباب، ويقدم البريد إذا حضر، ويأخذ خط السلطان على عموم المناشير والتواقيع والكتب. والحجوبية موضوعها أن صاحبها يقف بين الأمراء والجند، وهو المشار إليه في الباب بالقائم مقام البواب في كثير من الأمور. وإمرة جاندار صاحبها كالمتسلم للباب، وهو المتسلم للزردخاناه (1)، ومن أراد السلطان قتله، كان على يد صاحب هذه الوظيفة. والأستاذدارية صاحبها إليه أمر بيوت السلطان كلها من المصالح والنفقات والكساوي، وما يجري مجرى ذلك، وهو من أمراء المئين. ونقابة الجيش صاحبها كأحد الحجاب الصغار، وله تحلية الجند في عرضهم، وإذا أمر السلطان بإحضار أحد، أو الترسيم عليه فهو صاحب ذلك. والولاية صاحبها هو صاحب الشرطة. وأما الوزارة فصاحبها ثاني السلطان إذا أنصف، وعرف حقه، ولكن في هذه المدد تقدمت عليها النيابة وتأخرت الوزارة وتقهقرت، فصار المتحدث فيها كناظر المال لا يتعدى الحديث في المال، ولا يتسع له في التصرف بحال، ولا يمد يده في الولاية والعزل كتطلع السلطان إلى الإحاطة بجزئيات الأحوال. ثم إن السلطان أبطل هذه الوظيفة، وعطل جيد الدولة من عقودها، وصار ما كان _________ (1) الزردخاناه: دار السلاح، كلمة فارسية مركبة، وقد أطلقها المقريزي على السلاح نفسه. حواشي السلوك 1: 306. (2/131) _________ إلى الوزير منقسما إلى ثلاثة: إلى ناظر المال أو شاد الدواوين، أمر تحصيل المال، وصرف النفقات والكلف، وإلى ناظر الخاص تدبير جملة الأمور، وتعيين المباشرين، وإلى كاتب السر التوقيع في دار العدل مما كان يوقع فيه الوزير مشاورة واستقلالا، ثم إن كلًّا من المتحدثين الثلاثة لا يقدر على الاستقلال بأمر إلا بمراجعة السلطان. ومن وظيفة كتابة السر قراءة الكتب الواردة على السلطان، وكتابة أجوبتها والجلوس لقراءة القصص بدار العدل، والتوقيع عليها وتصريف المراسيم، ورودا أو صدورا. وأما نظر الجيش فلصاحبه النظر في الإقطاعات، ومعه من المستوفين ما يحرر كليات المملكة وجزئياتها. وأما نظر الخزانة فكانت وظيفة كبيرة الوضع؛ لأنها مستودع أموال المملكة، فلما استحدثت وظيفة الخاص ضعف أمرها، وغالب ما يكون نظرها من القضاة أو نحوهم. وأما نظر البيوت فمنوط بالأستاذدارية فكل ما يتحدث فيه الأستاذدارية يشارك فيه. وأما نظر بيت المال فوظيفة جليلة موضوعها حمل حمول المملكة إلى بيت المال والتصرف فيه تارة بالميزان وتارة بالتسبيب بالأقلام، ولا يلي هذه الوظيفة إلا من هو من ذوي العدالة المبرزة. وأما نظر الإصطبلات، فلصاحبه الحديث في أنواع الإصطبل والمناخات، وعلفها وأرزاق خدمها وما يبتاع لها. وأما وظائف أهل العلم فمعروفة مشهورة لا تخلو مملكة من ممالك الإسلام منها. هذا كله كلام ابن فضل الله. ذكر في التاريخ أن الخليفة المقتفي بالله نقل المظفر بن جهير من الأستاذ دارية إلى (2/132) _________ الوزيرية في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، قال بعضهم: وذلك أول ما سمع بوظيفة الأستاذدارية في الدول. وقال بعض المؤرخين: لما تولى الظاهر بيبرس أحب أن يسلك في ملكه بالديار المصرية طريقة جنكيزخان ملك التتار وأموره، ففعل ما أمكنه، ورتب في سلطنته أشياء كثيرة لم تكن قبله بديار مصر، مثل ضرب البوقات وتجديد الوظائف، فأحدث أمير سلاح وأمير مجلس ورأس نوبة الأمراء وأمير خور، وحاجب الحجاب والدوادار والجمدار وأمير شكار. وموضوع أمير سلاح أنه يتحدث على السلاح داريه، وينال السلطان آلة الحرب والسلاح يوم القتال ويوم الأضحى، ولم تكن رتبته في زمن الظاهر أن يجلس في ميسرة السلطان، إنما كان يجلس في هذا الموضع أتابك، ثم في زمن الناصر ابن قلاوون كان يجلس فيه رأس نوبة الأمراء. وموضوع أمير مجلس، أنه يحرس مجلس السلطان وفرشه، ويتحدث على الأطباء والكحالين ونحوهم، وكانت وظيفة جليلة أكبر قدرا من أمير سلاح. ورأس نوبة، وظيفة عظيمة عند التتار ويفخمون فيها السين، ولما أحدثها الظاهر بمملكة مصر كان صاحبها يسمى رأس نوبة الأمراء؛ ومعناه أكبر طائفة الأمراء، وهو أكبر من أمير مجلس وأمير سلاح، وهو في مرتبة الأمير الكبير الآن، ولم يكن أحد يسمى بالأمير الكبير إذ ذاك؛ إلى أن ولي هذه الوظيفة شيخو العمري في زمن السلطان حسن، فلقب بالأمير الكبير زيادة على التقليب برأس نوبة الأمراء، وهو أول من لقب بالأمير الكبير كما ذكر. وموضوع أمير أخور النظر في علف الخيل، وأخور بالمعجمة المذود الذي يأكل فيه الفرس. والحاجب كان في الزمن الأول من أيام الخلفاء للذي يحجب الناس عن الدخول على (2/133) _________ الخليفة، وكان يرفأ حاجب عمر بن الخطاب، ثم عظمت الحجوبية في أيام الناصر بن قلاوون. والدوادار كان في زمن الخلفاء أيضا، وهو الذي يحمل الدواة ويحفظها، ومعناه ماسك الدواة، وأول من أحدث هذه الوظيفة الملوك السلجوقية، وكانت في زمنهم وزمن الخلفاء لرجل متعمم ثم صارت في زمن الظاهر لأمير عشرة. والجمدار: ماسك البقجة التي للقماش. (2/134) _________
|
|