منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:34 am

الفصل الحادي عشر:
الصهيونية: استعمار احلالي
بعد أن تناولنا الصهيونية باعتبارها تنتمي الى نمط الاستعمار الاستيطاني، يمكننا في هذا الفصل أن نخفض من مستوانا التعميمي وندرس الجانب الإحلالي للصهيونية.
وقد تركزت الجهود الصهيونية على احلال الكتلة البشرية اليهودية الوافدة محل السكان الأصليين، أي أن الترانسفير الذي بدأ في اوروبا بتهجير اليهود الى فلسطين ينتهي ويتحقق من خلال طرد الفلسطينيين من ديارهم ثم الاستيطان في بلادهم.

إحلالية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني
يطلق مصطلح (الاستعمار الاستيطاني الاحلالي) على هذا النوع من الاستعمار حين يقوم العنصر السكاني الوافد (عادة الأبيض) بالتخلص من السكان الاصليين إما عن طريق الطرد او عن طريق الإبادة حتى يفرّغ الأرض منهم ويحل هو محلهم.
ففي أميركا اللاتينية، كان هدف الاستعمار الاستيطاني هو استغلال كل من الأرض وسكانها عن طريق انشاء المزارع الكبيرة التي يقوم السكان الاصليون بزراعتها لتحقيق فائض القيمة من خلالهم، ولذا لم يطرد السكان الاصليون.
أما في الولايات المتحدة، فقد كان المستوطنون البيوريتان يبغون الحصول على الأرض فقط لانشاء مجتمع جديد، فكان طرد او إبادة السكان الاصليين واحلال عنصر جديد محل العنصر القديم أمراً لا مفر منه.
وكانت جنوب افريقيا، حتى عهد قريب، من هذا النوع الاحلالي، فنجد أن المستوطنين البيض استولوا على خير أراضيها وطردوا السكان الاصليين منها.
ولكن، بمرور الزمن، طرأت تغيرات بنيوية على الدولة الاستيطانية في جنوب افريقيا، وأصبح تحقيق فائض القيمة واستغلال السكان الأصليين احد الأهداف السياسية.
ولذا، كان يوجد في جنوب افريقيا استعمار استيطاني يقوم بتجميع السود في أماكن عمل ومدن مستقلة (بانتوستان) تقع خارج حدود المناطق والمدن البيضاء، ولكنها تقع بالقرب منها حتى يتسنى للعمال السود الهجرة اليومية داخل المناطق البيضاء للعمل فيها.
والأمر بالنسبة لاسرائيل لا يختلف كثيراً عنه في جنوب افريقيا إذ أن الهدف من الصهيونية هو انشاء دولة وظيفية قتالية تستوعب الفائض البشري اليهودي وتقوم بحماية المصالح الغربية.
وحتى تحتفظ هذه الدولة بكفاءتها القتالية، لابد أن تظل بمعزل عن الجماهير (العربية) التي ستحارب ضدها، ولذا كان طرد العرب من نطاق الدولة الصهيونية ضرورياً حتى تظل يهودية خالصة، فكأن يهودية الدولة مرتبطة بوظيفتها القتالية ووظيفتها مرتبطة بإحلاليتها.
وقد كان جابوتنسكي مدركاً لشيء من هذا القبيل حين بيّن أن الدولة الصهيونية المحاطة بالعرب من كل جانب، ستسعى دائما الى الاعتماد على (امبراطورية قوية غير عربية غير اسلامية).
وقد اعتبر جابوتنسكي هذه الانعزالية (أساساً الهياً لاقامة تحالف دائم بين انجلترا وفلسطين اليهودية (واليهودية فقط)، (يرى أعضاء الجماعات الوظيفية أن عزلتهم علامة من علامات الاختيار الإلهي ومن علامات تميّزهم على العالمين).
واصرار جابوتنسكي على صفة اليهودية هو اصرار على العزلة، فالعزلة هي أساس الكفاءة الوظيفية.
ففلسطين عربية ستدور في الفلك العربي (على حد قوله)، بل ستهدد المصالح الغربية (على حد قول نوردو)، ذلك لأن العرب عنصر مشكوك في ولائه.
أما فلسطين اليهودية (الوظيفية) ذات التوجه الحضاري الغربي فستكون حليفاً موثوقاً به وسيشكل سكانها عنصراً موالياً للغرب بشكل دائم، فهو بسبب عزلته لا ينتمي للمنطقة (على حد قول جابوتنسكي ونوردو ووايزمان).
وقد قام الصهاينة بتهويد دوافع طرد العرب بطرق مختلفة.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:35 am


وتذهب العقيدة الصهيونية الى أنها تهدف الى توطين اليهود في دولة يهودية خالصة (ومن ثم طرد العرب) لأي سبب من الأسباب الآتية:
1 ـ ان تصبح الدولة مركزاً ثقافياً ليهود العالم.
2 ـ ان يحقق اليهود حلمهم الازلي بالعودة لوطنهم الاصلي.
3 ـ ان يتم تطبيع الشخصية اليهودية تحى يصبح اليهود أمة مثل كل الامم (ومن هنا المفاهيم العمالية المختلفة عن اقتحام العمل والحراسة والزراعة والانتاج).
4 ـ ان يؤسس اليهود دولة يمارسون من خلالها سيادتهم ومشاركتهم في صنع القرار والتاريخ.
وعلى كل صهيوني ان يختار الديباجات التي تلائمه.
ولكن، مهما كانت الدوافع، فان الامر المهم هو ان تكون الدولة المزمع انشاؤها دولة يهودية خالصة ليس فيها عنصر غير يهودي بحيث أصبح حضور الدولة يعني غياب العرب (ومن ثم اصبح حضور العرب يؤدي الى غياب الدولة)، ومن هنا طرح كل من الاستعماريين غير اليهود والصهاينة اليهود شعار (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض).
ولكن مثل هذه الارض لا توجد الا على سطح القمر (على حد قول حنه أرنت).
ولذا، كان يتحتم على الاستعمار الصهيوني ان يستولي على قطعة أرض ثم يفرغها من سكانها عن طريق العنف.
ولذا فطرد الفلسطينيين من أراضيهم جزء عضوي من الرؤية الاستيطانية الصهيونية، ولا تزال هذه هي السمة الاساسية للاستعمار الصهيوني في فلسطين، فهو استعمار استيطاني إحلالي، واحلاليته احدى مصادر خصوصيته بل تفرده، وهي في الواقع مصدر صهيونيته ويهوديته المزعمة.
وإخلاء فلسطين من كل سكانها أو معظمهم (على أقل تقدير) هو أحد ثوابت الفكر الصهيوني، وهو أمر منطقي ومفهوم إذ لو تم الاستيلاء على الارض مع بقاء سكانها عليها لأصبح من المستحيل تأسيس الدولة اليهودية، ولتم تأسيس دولة تمثل سكانها بغض النظر عن انتمائهم الديني او الاثني وتكتسب هويتها الاثنية الاساسية من الانتماء الاثني لأغلبية سكانها.
ومثل هذه الدولة الاخيرة لا تعد تحقيقاً للحلم الصهيوني الذي يطمح الى تأسيس الدولة / الجيتو.
ومن هنا، كان اختفاء العرب ضرورياً.
والعنصرية الصهيونية ليست مسألة عرضية، ولا قضية انحلال خلقي او طغيان فرد او مجموعة من الافراد.
وانما هي خاصية بنيوية لانه (لكي يتحقق الحلم الصهيوني) لابد ان يختفي السكان الاصليون، ولو لم يختفوا لما تحقق الحلم.
ولهذا، نجد ان الصهاينة (كل الصهاينة، بغض النظر عن انتمائهم الديني او السياسي، وبغض النظر عن القيم الاخلاقية التي يؤمنون بها) يسهمون في البنية العنصرية وينمونها.
فالمستوطن اليهودي الذي يصل الى فلسطين سوف يسهم ـ حتى لو كان حاملاً مشعل الحرية والاخاء والمساواة وملوحاً بأكثر الألوية الثورية حمرة ـ في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وفي تشويه علاقتهم الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، وسوف يعمل (شاء أم ابى) على تقوية مجتمع استيطاني مبني على الاغتصاب.
وهذه مشكلة أخلاقية حقيقية تواجه الاسرائيليين الذين يرفضون الصهيونية، والمولودين على أرض فلسطين المحتلة.
ويؤكد كل هذا التوجه اسرائيل زانجويل إذ يقول: (إن أردنا أن نعطي بلداً الشعب بلا أرض، فمن الحماقة ان نسمح بأن يصبح في هذا الوطن شعب).
وقد كان بن جوريون مدركاً تماماً للفرق بين الاستعمار الاستيطاني والاستعمار الاحلالي.
وفي إطار إدراكه هذا، اقترح على ديجول ان يتبنى الشكل الاحلالي من الاستعمار الاستيطاني حلاً للمشكلة الجزائرية، فتقوم فرنسا باخلاء المنطقة الساحلية من الجزائر من سكانها العرب، ليوطن فيها الاوروبيون وحدهم أو يقيموا فيها المستوطنات، ثم تعلن دولة مستقلة لسكانها حق تقرير المصير (وكان رد ديجول يتسم بالذكاء التاريخي إذ قال: (أتريدني ان اخلق اسرائيل أخرى؟).
وقد أشار كارل كاوتسكي اشارة عابرة لتلك السمة المميزة والاساسية للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في كلاسيكيته هل يشكل اليهود جنساً؟ كما تكهن بأن يعاني المستوطنون اليهود الكثير خلال النضال العربي من أجل الاستقلال، (ذلك لان الاستعمار اليهودي لفلسطين يدل على أنهم ينوون البقاء فيها، وعلى أنهم لا ينوون عدم استغلال السكان الاصليين فحسب بل طردهم نهائياً).
وثمة عناصر خاصة بالاستعمار الاستيطاني الاحلالي الصهيوني تضمن استمرار آليات الاحتكاك والتوتر بينه وبين السكان الاصليين وسكان المنطقة ككل.فمعظم التجارب الاحلالية الاخرى حلت مشكلتها السكانية (أي وجود سكان أصليين) بعدة طرق: التهجير أو الإبادة أو التزاوج مع عناصر السكان الاصليين، او بمركب من هذه العناصر.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:36 am


ولكن التجربة الاستيطانية الصهيونية تختلف عن معظم التجارب الإحلالية الأخرى فيما يلي:
1 ـ أنها بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، أي في تاريخ متأخر نوعاً عن التجارب الأخرى.
2 ـ انها لم تتم في المناطق النائية عن العالم القديم (الامريكيتين وأستراليا ونيوزيلندا) وانما تمت في وسط المشرق العربي، في منطقة تضم كثافة بشرية لها امتداد تاريخي طويل وتقاليد حضارية راسخة وامتداد بشري وحضاري يقع خارج حدود فلسطين.
ولكل هذا، فان حل التهجير صعب الى حد ما، كما ان حل الابادة يكاد يكون مستحيلاً.
والتزاوج أمر غير مطروح اصلاً، وهو ما يجعل المسألة الفلسطينية (السكانية والتاريخية) مستعصية على الحل الاستعماري التقليدي الذي مورس في مناطق أخرى في مراحل تاريخية سابقة، ولذا فان من المتوقع استمرار التوتر والعزلة والشراسة.
والتعرف على الجذور الحضارية الاستعمارية الاستيطاني الاحلالي له أهميته، إذ يبدو ان النوع الاستيطاني (غير الاحلالي) في الجزائر وأنجولا قد نشأ في الدول الكاثوليكية بينما تعود جذور النوع الاحلالي في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الى الدول البروتستانتية ذات النوع الحلولي.
فالحلولية الكونية تؤدي الى حلول المطلق في النسبي وكمونه فيه بل توحده به، ولذا يتوحد الدال والمدلول وتسد كل الثغرات، وهو ما يؤدي الى انتشار التفسيرات الحرفية للعهد القديم والتي تخلق حالة عقلية تسهل عملية نقل السكان وتجعلها أمراً طبيعياً، فالأوامر المقدسة الحرفية بتدمير الكنعانيين قد جاءت من عل ولا يمكن تفسيرها الا بشكل حرفي.
كما أن معظم ديباجات الاستعمار الاستيطاني والاستعمار الاستيطاني الاحلالي مستمدة من العهد القديم.
والكنيسة القومية هي عادةً كنيسة حلولية، إذ انها موضع الحلول وكل عضو فيها وكل مؤمن بعقيدتها هو عضو في جماعة مقدسة ـ جماعة من الانبياء أو أشباه الانبياء.
وهي، لهذا السبب، كنيسة مقتصرة على مجموعة بشرية يجمعها انتماء الثني او عرقي واحد (كما هو الحال مع الكنيسة الهولندية الاصلاحية في جنوب افريقيا التي لا تسمح للسود بالانضمام اليها).
ومثل هذه الكنيسة تضفي قدراً من القداسة على الافعال التي يأتيها اعضاؤها، وتقدم التبريرات الدينية التي تكون عادةً ذات طابع انجيلي مقدس.
فتسوغ عمليات الطرد باعتبار ان الآخر يقع خارج نطاق القداسة.
اما الكنيسة الكاثوليكية، فقد حاصرت الحلول الإلهي، وهي تؤمن بالتفسيرات الرمزية والروحية بحيث تفسر اوامر الطرد والابادة تفسيراً رمزياً، الامر الذي يخلق مجالاً للحوار مع النص المقدس.
وهي ايضاً كنيسة عالمية، أي كنيسة تفتح أبوابها لأي إنسان، فهي تمنح المؤمن (سواء كان من المستوطنين او كان من السكان الاصليين) حقوقاً معينة بغض النظر عن انتمائه القومي او العنصري، وهو ما يجعل تبني المستوطنين الذين يتبعون الكنيسة العالمية الرؤية الحلولية للكون والنمط الاحلالي من الاستعمار امراً صعباً.
وكان هرتزل يدرك تماماً الاعتراض الكاثوليكي على مشروعه، ولكنه كان يعتقد أن هذا الموقف قد نجم عن المنافسة المستمرة بين كنيستين او ديانتين عالميتين (اليهودية والكاثوليكية) تتنازعان القدس (باعتبارها قاعدة أرشميدس)، وهو تفسير ينم عن عدم الفهم وعن عدم ادراك لطبيعة اليهودية.
ومهما يكن الامر، فيبدو ان هناك نوعاً من العلاقة الاساسية التي تستحق المزيد من الدراسة بين الشكل المحدد الذي تتخذه مختلف الجيوب الاستيطانية، وبين جذورها الحضارية.
ولعل أطروحة عالم الاجتماع الألماني، ماكس فيبر، بشأن علاقة الرأسمالية بالبروتستانتية، قد تساعد بعض الشيء في هذا المضمار، شريطة ان يضع الدارس في الاعتبار الاطروحات الخاصة بالحلولية والاحلالية والعلاقة بينها.
ويعد قانون العودة التعبير القانوني الواضح عن طبيعة الاستعمار الاستيطاني الاحلالي.
ولكن يبدو ان الاستعمار الصهيوني بدأ يفقد شيئاً من طبيعته الاحلالية بعد عام 1967، ويكتسب بدلاً من ذلك شكلاً مماثلاً للاستعمار الاستيطاني في جنوب أفريقيا القائم على التفرقة اللونية والذي يقوم على استغلال الارض والسكان معاً.ولكن، تجب الاشارة الى ان ثمة رفضاً عميقاً لهذا التحول بين بعض الصهاينة، لانه يعني ان الدولة الصهيونية ستفقد هويتها الخالصة.
ولكن لم تحل اتفاقية أوسلو أياً من الاشكاليات الاساسية للاستعمار الاستيطاني الاحلالي الصهيوني.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:36 am


حتمية طرد الفلسطينيين ونقلهم (ترانسفير)
يهدف المخطط الصهيوني (شأنه شأن أي مشروع استيطاني احلالي) الى طرد وترحيل السكان الاصليين الذين يشغلون الارض التي سيقام فيها التجمع الصهيوني.
وهذا امر حتمي حتى يتسنى اقامة دولة يهودية خالصة لا تشوبها أية شوائب عرقية او حضارية أخرى.
ولذا طرح شعار (أرض بلا شعب).
وهو ما يجعل طرد الفلسطينيين أمراً حتمياً نابعاً من منطق الصهيوني الداخلي.
وقد كتب هرتزل في يومياته عن الطرق والوسائل المختلفة لنزع ملكية الفقراء، ونقلهم، واستخدام السكان الاصليين في نقل الثعابين وما شابه ذلك، ثم إعطائهم وظائف في دول أخرى يقيمون فيها بصفة مؤقتة.
وحينما كتب هرتزل لجوزيف تشامبرلين (وزير المستعمرات البريطاني) عن قبرص، بوصفها موقعاً ممكناً آخر للاستيطاني الصهيوني، لم يتردد في ان يرسم له الخطوط العريضة لطريقة إخلائها من السكان: (سيرحل المسلمون، اما اليونانيون فسيبيعون أرضهم بكل سرور نظير ثمن مرتفع ثم يهاجرون اما الى اليونان او الى كريت).
كما نجد ان اسرائيل زانجويل، المفكر الصهيوني البريطاني، يؤكد في كتاباته الاولى ضرورة طرد العرب وترحيلهم، فيقول: (يجب الا يسمح للعرب أن يحولوا دون تحقيق المشروع الصهيوني ولذا لابد من اقناعهم بالهجرة الجماعية… اليست لهم بلاد العرب كلها… ليس ثمة من سبب خاص يحمل العرب على التشبث بهذه الكيلومترات القليلة… فهم بدو رحل يطوون خيامهم وينسلون في صمت وينتقلون من مكان لآخر).
وذكر جوزيف واينز، مسئول الاستيطان في الوكالة اليهودية، في عدد 29 سبتمبر 1967 من جريدة دافار، انه، هو وغيره من الزعماء الصهاينة، قد توصلوا الى نتيجة مفادها انه (لا يوجد مكان لكلا الشعبين (العربي واليهودي) في هذا البلد) وان تحقيق الاهداف الصهيونية يتطلب تفريغ فلسطين، او جزء منها، من سكانها، وانه ينبغي لذلك نقل العرب، كل العرب، الى الدول المجاورة.
وبعد اتمام عملية نقل السكان هذه ستتمكن فلسطين من استيعاب الملايين من اليهود.
وكان جابوتنسكي بطبيعة الحال من مؤيدي هذا المخطط، فأعد حيلة جديرة بعقله الصهيوني الصغير، إذ اقترح ان تعلن المنظمة الصهيونية العالمية معارضتها نزوح العرب عن فلسطين، وبذا تهدئ مخاوف العرب بشأن مخطط نقل السكان الاصليين، بل سيظن هؤلاء السكان، السذج، أن الصهاينة يريدون منهم البقاء حتى يتسنى لهم استغلالهم، ولذا فانهم سيحملون متاعهم ويرحلون.
وهذه الخطة، أو الحيلة تتسم بالغباء اكثر مما تتسم بالخبث، فقد أثبت الفلاحون العرب انهم أقل جهلاً مما كان يتصور الزعيم الصهيوني، واكثر ارتياباً مما تعشم.
ويمكن القول بان جابوتنسكي (متطرف)، ولكن سنجد ان وايزمان كان من المطالبين بهذا.
وقد نشرت مجلة الجويش كرونكيل، في 13 أغسطس 1937، وثيقة، وقعها وايزمان بالحروف الاولى من اسمه، تدل على ان الزعيم الصهيوني كان يرى ان نجاح مشروع التقسيم يتوقف على مدى اخلاص الحكومة البريطانية للتوصية الخاصة بنقل السكان.
ولا يختلف آرثر روبين مدير دائرة الاستيطان الصهيوني كثيراً عن ذلك.
فقد اقترح منذ مايو 1911 (ترحيلاً محدوداً) للفلاحين العرب الذين سيجردون من أملاكهم الى منطقتي حلب وحمص في شمال سوريا.
كان تجريد المزارعين العرب وإجلاؤهم عن أراضيهم، كما كتب روبين بعد تسعة عشر عاماً، أمراً لا مفر منه، لان (الارض هي الشرط الحيوي لاستيطاننا فلسطين.
لكن لما لم يكن ثمة أرض قابلة للزراعة إلا وهي مزروعة من قبل، فقد نجد اننا حيثما نشتري أرضاً ونسكنها لابد لزراعها الحاليين من ان يطردوا منها…).
ولم تكن خطة نقل المواطنين اليهود مقصورة على أولئك الذين استولوا الارض من أجل أغراض رأسمالية دنيئة، او لأسباب قومية عادية، بل كانت أيضاً خطة تبناها أولئك الذين استوطنوا فلسطين لكي يقيموا فيها مجتمعاً مثالياً قوامه المساواة.
وقد أبدى بوروخوف، أبو اليسار الصهيوني، وعياً ملحوظاً بحقيقة ان الحل الصهيوني، الذي يتلخص في نقل اليهود وتوطينهم في أرض خاصة بهم، لا يمكن ان يتم (بدون نضال مرير وبدون قسوة وظلم وبدون معاناة البريء والمذنب على السواء).
وفي تحديد اطار تصوره لمستقبل المواطنين، قال ان المهاجرين اليهود سيقومون ببناء فلسطين، وان السكان الاصليين سيتم استيعابهم، في الوقت المناسب، من جانب اليهود من الناحيتين الاقتصادية والثقافية على السواء.
(ان تاريخ الاستيطان الصهيوني سيكتب بالعرق والدموع والدم).
وقد وصف الكاتب الاسرائيلي موشي سميلانسكي ما تصوره اجتماعاً للرواد الصهاينة الاشتراكيين، في عام 1891، حيث تم توجيه بعض الاسئلة الخاصة بالعرب:
ـ (ان الارض في يهودا والخليل يحتلها العرب).
ـ (حسناً سنأخذها منهم).
ـ (كيف؟) (صمت).
ـ (ان الثوري لا يوجه اسئلة ساذجة).
ـ (حسناً، إذن، ايها الثوري، قل لنا كيف؟).
وجاءت الاجابة في شكل عبارات واضحة لا لبس فيها ولا ابهام: (ان الامر بسيط جداً.
سنزعجهم بغارات متكررة حتى يرحلوا.. دعهم يذهبوا الى ما وراء الاردن).
وعندما حاول صوت قلق ان يعرف ما اذا كانت هذه ستكون النهاية ام لا، جاءت الاجابة، مرة اخرى، محددة وقاطعة: (حالما يصبح لنا مستوطنة كبيرة هنا، سنستولي على الارض وسنصبح اقوياء وعندئذ سنولي الضفة الشرقية اهتمامنا وسنطردهم من هناك ايضاً، دعهم يعودوا الى الدول العربية).
ثمة رؤية احلالية صهيونية واضحة لها منطقها الواضح الحتمي، تحولت الى خطة لحل مشكلة الصهاينة الديموجرافية (التي تشبه مشكلة الانسان الابيض الديموجرافية في جميع الجيوب الاستيطانية) وهذه المشكلة عادة ما يطرح حل نهائي جذري لحلها، وقد تتأرجح بين حد أقصى (الترانسفير الكامل او الابادة الجسدية الكاملة) او حد أدنى، خلق أغلبية من العنصر السكاني الجديد.وبين سنتي 1937 و1948، صيغت وقدمت عدة خطط ترحيل صهيونية، منها: خطة سوسكين للترحيل القسري (سنة 1937)، وخطة فايتس للترحيل (ديسمبر 1937)، وخطة بونيه (يوليو 1938)، وخطة روبين (يونيه 1938)، وخطة الجزيرة (1938 ـ 1942)، وخطة إدوارد نورمان للترحيل الى العراق (1934 ـ 1948)، وخطة بن جوريون (1943 ـ 1948)، وخطة يوسف شخنمان للترحيل القسري (1948)، واثناء الفترة نفسها الفت ثلاثة لجان ترحيل، نيطت بها مهمة مناقشة وتصميم الطرق العملية لترويج خطط الترحيل: اللجنتان الاوليان ألفتهما الوكالة اليهودية (1937 ـ 1942)، اما اللجنة الثالثة فقد ألفتها الحكومة الاسرائيلية سنة 1948.
والثوابت واضحة والخطة ليست أقل وضوحاً، والآلية في مثل هذه التجارب الاستيطانية الاحلالية معروفة، فالبشر لا يتركون ارضهم هكذا، ولا يطوون خيامهم وينسلون من الارض ويختفون، كما كان يتمنى زانجويل، ولابد من استخدام القوة والعنف.
ومع هذا لا تفتأ الدعاية الصهيونية تنفي عن نفسها تهمة العنف العسكري الموجه ضد العرب.
بل ان بن جوريون بلغت به الجرأة ان يزعم ان كل مفكري الصهيونية العظماء لم يطرأ لهم على بال قط ان الحلم الصهيوني لا يمكن تحققه الا من خلال الانتصار العسكري على العرب.
ولكن بن جوريون، بلا شك، قرأ رسالة هرتزل الى البارون دي هرش التي يحدثه فيها عن خطته لخلق البروليتاريا اليهودية المثقفة من قيادات وكوادر الجيش الصهيوني التي ستبحث وتكتشف ثم تستولي على الارض، أي الوطن القومي.
ولا شك في انه سمع بخطاب زانجويل (في مانشستر في أبريل 1905) الذي قال للصهاينة فيه: (لابد ان نعد انفسنا لاخراج القبائل (العربية) بقوة السيف كما فعل آباؤنا، او أن نكابد مشقة وجود سكان أجانب كثر، معظمهم من المحمديين) (أي المسلمين).
ولابد أنه قرأ ما كتبه اهرون اهرونسون عن ضرورة (اخراج المزارعين العرب بالقوة).
وبعد وفاة هرتزل، واصل صديقه نوردو الدفاع عن العنف العسكري، فاقترح تعبئة جيش ضخم، قوامه 600.000 يهودي للذهاب الى فلسطين حتى يفرض نفسه، بوصفه أغلبية سكانية على الفلسطينيين.
وقد كان الزعيم الصهيوني العمالي جوزيف ترومبلدور اكثر تواضعاً، إذ اقترح تكوين جيش قوامه 100.000 فحسب.
اما جابوتنسكي، الوريث الحقيقي لفكر هرتزل، فقد رسم خطة لخلق أغلبية يهودية فورية في فلسطين، وسماها (مشروع نوردو).
وعندما حذر أحد الصهاينة الالمان من نشوب حرب شاملة مع العرب، سخر جابوتنسكي منه، ثم ضرب امثلة استقاها من تاريخ الاستعمار الغربي في أفريقيا وآسيا: (ان التاريخ يعلمنا ان كل المستعمرين قوبلوا بقليل من التشجيع من جانب السكان الاصليين.. وقد يكون ذلك مدعاة للحزن.
ونحن اليهود لن نشذ عن القاعدة).
وفي خطابه امام اللجنة الملكية لفلسطين، عام 1937، قال جابوتنسكي: (ان أمة كأمتكم، عريقة في تجربتها الاستعمارية العملاقة، تعرف بكل تأكيد ان المشروع الاستعماري لم ينجح دون نزاعات مع السكان… (ولذا يجب) المساح لليهود باقامة حرس خاص بهم، مثل الاوربيين في كينيا).
وبعد عام من ذلك التاريخ، وخلال اجتماع فرع منظمة بيتار في بولندا ـ وهي منظمة عسكرية صهيونية ـ لعب مناحم بيجين، تلميذ جابوتنسكي المخلص، دوراً مؤثراً وفعالاً في تغيير يمين الولاء ليتضمن قسماً بالاستيلاء على الوطن اليهودي بقوة السلاح.
وقد تولى بيجين زعامة المنظمة عام 1939.
ومن المعروف انه مع بداية هذا القرن كان الشباب، من عمال صهيون الذين استوطنوا فلسطين يسيرون مسلحين بعصي كبيرة وبعضهم يسير حاملاً مدى ومسدسات.
وفي عام 1907 تأسست منظمة عسكرية صهيونية سرية شعارها (لقد سقطت يهودا بالدم والنار وستنهض بالطريقة نفسها).
وقد تحول اسم هذه المنظمة عام 1909 الى منظمة الهاجاناه.
وقد أسقطت الهاجاناه وهي الذراع العسكري للوكالة اليهودية، وللمنظمة الصهيونية العالمية، الشعار الارهابي آنف الذكر.
ولكن الارجون (أو هاجاناه بيت)، التي كان يترأسها مناحم بيجين، احتفظت به.
وقد اتخذت الارجون -رمزاً لها- يداً تمسك بندقية فوق خريطة فلسطين وشرق الاردن، ايضاً، نقشت تحته هذه الكلمات: (هكذا فقط)، وفي سنة 1948 اندمجت كل من الهاجاناه، والارجون لتكونا جيش الدفاع الاسرائيلي.
ومن المستحيل ان يكون كل هذا قد فات على بن جوريون، وقد كان واحداً من أهم المخططين الاساسيين في مخطط الاستيطان والتوسع الصهيوني.
وخلال السنوات الاولى للاستيطان الصهيوني تم تحصين المستوطنات التعاونية الزراعية بمعدات بدائية، تحولت فيما بعد الى التاكتيك المسمى (البرج والسور).
وبعد عام 1948 اصبحت اسرائيل كلها (الدولة القلعة) أو (الجيتو المسلح).
وقد تنبأ جابوتنسكي بهذا الوضع حينما قال ان (سوراً حديدياً من القوات المسلحة اليهودية سيقوم بالدفاع عن عملية الاستيطان الصهيوني).
وبعد انشاء الدولة الصهيونية، اصبح الحديث عن نقل (ترانسفير) العرب خافتاً ولكنه لم ينته قط، إذ لا تزال مشكلة اسرائيل السكانية قائمة، وخصوصاً أن المصادر البشرية للهجرة الاستيطانية آخذة في الجفاف.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:37 am


طرد ونقل (ترانسفير) الفلسطينيين
ان إفراغ فلسطين من سكانها هو هدف صهيوني، وضرورة يحتمها منطق الاسطورة والعنف الادراكي الصهيوني.
ولكي يحقق الصهاينة مخططهم تبنوا تكتيكات مختلفة، فلم يكن العنف المسلح الوسيلة الوحيدة، وانما استخدموا وسائل أخرى ايضاً.
وقد اتهم عالم الاجتماع البولندي اليهودي، لودفيج جومبلوفيتش، هرتزل بالسذاجة السياسية، ثم طرح عليه سؤالاً بلاغياً: (هل تريد ان تؤسس دولة بدون عنف مسلح او مكر؟ هكذا… بالتقسيط المريح؟).
ومن المؤكد ان العنف المسلح والمكر هما الاداتان اللتان استخدمهما الصهاينة.
ويتمثل المكر في نشر الذعر والارهاب بين العرب، اما العنف فيتمثل في تعريضهم للارهاب الفعلي.
ويمكن القول بأن الارهاب الصرحي ضد الفلسطينيين قد استخدم قبل 1948، ثم خلال فترة الحرب كلها، اما نشر الرعب بين السكان، أي الحرب النفسية، فقد تصاعدت حدتها في المرحلة الاخيرة.
وليس لهذا التمييز بين العنف المسلح والمكر أية اهمية، الا من الناحية التحليلية البحتة، حيث ان الاسلوبين متداخلان، بل إنهما، في الواقع، مجرد عنصرين في مخطط واحد متكامل.
ففي حالة مذبحة دير ياسين، على سبيل المثال، حرص الصهاينة حرصاً شديداً على اطلاع جميع الفلسطينيين على الحادث، ليقوموا من خلاله بغرس الخوف والهلع في القلوب.
وكان أكثر أساليب الحرب النفسية شيوعاً هو اسلوب استخدام مكبرات الصوت والاذاعات لخلق جو من الذعر بين سكان قضي على قيادتهم اثناء الثورات المتكررة السابقة، ولا سيما بعد قمع ثورة عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني.
وعلى سبيل المثال، فقد حذر راديو الهاجاناه العرب، يوم 19 فبراير عام 1948، من ان الزعماء العرب سيتجاهلون أمرهم.
وفي الساعة السادسة من مساء يوم 10 مارس اذاع الراديو ان (الدول العربية تتآمر مع بريطانيا ضد الفلسطينيين).
وفي الساعة السادسة من مساء يوم 14 مارس عام 1948 أذاع الراديو (ان سكان يافا في حالة ذعر كبيرة، الى درجة انهم ظلوا داخل منازلهم).
واشار الكاتب اليهودي هاري ليفين في مذكراته الى البيان، الذي كان قد سمعه يوم 15 مايو أثناء اذاعته من عربات مكبرات الصوت الصهيونية باللغة العربية، والذي كان يحث العرب على (مغادرة الحي قبل الساعة الخامسة والربع صباحاً)، ثم نصحهم بقوله: (ارحموا زوجاتكم واطفالكم، واخرجوا من حمام الدم هذا… اخرجوا من طريق اريحا، الذي ما زال مفتوحاً، وان مكثتم هنا، فانكم بذلك ستجلبون على انفسكم الكارثة)، وقد تجولت ايضاً مكبرات الصوت التابعة للهاجاناه في جميع انحاء حيفا، تهدد الناس، وتحثهم على الفرار مع اسرهم (وذلك وفقاً لما جاء في كتاب المؤلف الصهيوني جون كيمشي الاعمدة السبعة المنهارة).
إن الإشارات المتكررة الى الكوارث المتوقعة والانهيار الوشيك هي من الموضوعات الاساسية التي ركزت عليها إذاعة الهاجاناه، ومكبرات الصوت التابعة لها، في المناطق الآهلة بالسكان العرب.
وثمة موضوع آخر تكرر في الحرب النفسية التي شنها المستعمرون الاستيطانيون، هو خطر انتشار الأوبئة الوشيك.
ففي الساعة السابعة والنصف مساء يوم 20 مارس 1948 بدأت الاذاعة الصهيونية في اذاعة بيان باللغة العربية جاء فيه: (هل تعلمون انه يعتبر واجباً مقدساً عليكم ان تطعموا انفسكم على وجه السرعة ضد الكوليرا والتيفوس وما شابه ذلك من الامراض، حيث ان من المتوقع انتشار مثل هذه الامراض في شهري أبريل ومايو بين العرب في التجمعات الحضرية).وقد تم استخدام الموضوع نفسه يوم 18 فبراير عام 1948، عندما أكدت السلطات الصهيونية، عن طريق الراديو، ان المتطوعين العرب (يحملون وباء الجدري)، واضافت تقول، يوم 27 فبراير، ان (الاطباء الفلسطينيين قد أخذوا يفرون).
ويقدم إيجال آلون، وزير الخارجية الاسرائيلية السابق، تقريراً في كتاب البالماخ عن مساهمته في تكتيكات الارهاب: (جمعت جميع العمد اليهود، الذين لهم صلة بالعرب في مختلف القرى، وطلبت منهم ان يهمسوا في أذن بعض العرب بأن قوة عسكرية يهودية كبيرة وصلت الى منطقة الجليل، وانها ستحرق سائر القرى منطقة الحولة.
وينبغي عليهم ان يقترحوا على هؤلاء العرب، بصفتهم اصدقاء لهم، الهرب حيث ما زال هناك وقت لتنفيذ ذلك).
وشرح آلون كلامه بقوله: (وانتشرت الشائعة في جميع مناطق الحولة بان الوقت قد حان للفرار، وبلغ عدد الهاربين آلافاً لا تحصى، وبذلك حقق التكتيك هدفه تماماً… وتم تنظيف المناطق الواسعة).
وكلمة (تنظيف) مناسبة جداً للتعبير عما يدور في ذهن الاستعماري الاستيطاني الاحلالي الذي لم يرد الارض فحسب، وانما أراد تفريغها من سكانها.
(وهي الكلمة نفسها التي استخدمها الصرب في حديثهم عن ابادة اهل البوسنة من المسلمين).
هذا عن أساليب الحرب النفسية، او أساليب المكر التي اتبعها الصهاينة، وهي، بلا شك اساليب كانت مبتكرة.
ولكن الملاحظ الموضوعي لا يملك الا ان يشهد بأن العقل الصهيوني بمقدرته اللامتناهية على الابداع في مجال العنف المسلح او الارهاب، قد طور وجدد في مجال العنف المباشر، اكثر من تجديده في مجال المكر والحرب النفسية.
ولعل من أهم الشخصيات في مجال العنف المسلح الصهيوني غير اليهودي تشارلز أورد وينجيت (1903 ـ 1944) الضابط البريطاني، المولود في الهند، لعائلة ذات تاريخ طويل في الارساليات المسيحية.
وتذهب سيرة وينجيت الى انه بعد انضمامه للجيش في سن العشرين ارسل عام 1927 الى السودان حيث بقي حتى عام 1933، وتعلم اثناء ذلك اللغة العربية ولكنه لم يستطع قط التغلب على كراهيته العميقة للاسلام والقرآن، وكان جده مبشراً.
وفي عام 1936، نقل الى فلسطين كضابط مخابرات، لدراسة الموقف السياسي والعسكري، وهناك ظهر حماسه الشديد للصهيونية، ولكنه كان كمعظم الصهاينة غير اليهود ممن يفسرون احداث العهد القديم تفسيراً حرفياً عسكرياً كأنها حدثت بالامس (على حد قول بن جوريون).
وقد اشرف على تنظيم وتدريب الفرق الليلية الخاصة التابعة للهاجاناه وكانت له دراية خاصة بأساليب التعذيب وحصل لقاء ذلك على وسام الخدمة المتميزة البريطاني.
كما ساهم في تطوير عمل المخابرات الصهيونية حيث أمد مصلحة المعلومات ببيانات وافية عن أوضاع الفلسطينيين وأبرز قياداتهم المناهضة للاستيطان الصهيوني والاحتلال البريطاني.
وقام وينجت بدور مهم في تطوير الاساليب التي استخدمها الصهاينة في حملاتهم الارهابية ضد الفلاحين الفلسطينيين، وقد تركت أساليبه غير التقليدية بصمات واضحة على العمل العسكري الصهيوني فيما بعد.
وبلغ اعتناقه الصهيونية درجة إعرابه عن ضيقه لعدم اتخاذ الحركة الصهيونية مواقف اكثر تحقيقاً لاهدافها، ولهذا أطلق عليه الصهاينة اسم (الصديق) او (لورانس يهودا).
وفي ربيع 1938، ادلى وينجيت بشهادة امام لجنة ودهيد في القدس فذكر ان أي تقدم قام به العرب في فلسطين انما يرجع لليهود، وان دولة صهيونية صناعية حديثة تحت الحماية البريطانية سوف تحمي الوجود البريطاني في المنطقة، وستمثل خير أمل للعالم الغربي.
وقد نقل وينجيت من فلسطين عام 1939، وعند عودته الى بلاده التقى بعدد من كبار القادة العسكريين البريطانيين وعبر لهم عن رأيه بأن الطريقة الوحيدة أمام بريطانيا لاستعادة السلام في فلسطين هي ان تتبنى سياسة مماثلة للصهيونية.
ومع نشوب الحرب العالمية الثانية.
ويمكننا ان نذكر بعض مساهماته في تدعيم تقاليد الارهاب الصهيوني وتطويرها بما يتفق مع خصوصية الموقف في فلسطين.
وقد نجح وينجيت في الحصول على موافقة القيادة البريطانية على تشكيل الفرقة الليلية، التي كان الهدف منها هجومياً وليس دفاعياً.
فبدلاً من انتظار الهجوم العربي، طالب وينجيت بان يقوم المستوطنون بتشكيل وحدات متحركة ليقوموا بالبحث عن العدو في أرضه خلال ظلمة الليل.
والافتراضات هنا غريبة بعض الشيء، إذ تفترض ان الفلاحين الفلسطينيين، داخل فلسطين نفسها، يمكن ان يكونوا في حالة (هجوم) في أي وقت من الاوقات.فطالما ظلوا في فلسطين، فهم في حالة دفاع مشروع عن النفس.
ولكن اذا ما عدنا للتصورات الصهيونية والاسترجاعية فاننا سنجد ان الاغيار الذين يقطنون فلسطين هم (معتدون)، بالضرورة فأصحاب الارض الحقيقيون والدائمون هم اليهود.
وقد اعترض بعض اعضاء الهاجاناه على خطط وينجيت خشية ان يؤدي الموقف الهجومي المقترح الى زيادة حدة توتر العلاقات بين المستوطنين الصهاينة وجيرانهم العرب.
بيد ان وينجيت اصر على موقفه، وتم تشكيل الفرقة الليلية.
وكانت العمليات العسكرية تبدأ عادة بأن يطلق وينجيت بعض العيارات النارية على احدى القرى العربية، فسيستفز العرب بذلك ويردون بوابل من الطلقات النارية.
وحينما يتجمع العرب بحثاً عن المهاجمين، يتم حصارهم بسرعة.
وفي احدى الغارات قتل الصهاينة، تحت قيادة وينجيت، خمسة من تسعة من العرب الذين ذهبوا يبحثون عن المهاجمين، واسر الاربعة الآخرون.
وقام وينجيت بتهنئة اعضاء فرقته في (هدوء وسكون)، ثم بدأ التحقيق مع العرب بشأن أسلحتهم المخبأة.
وعندما رفض العرب الادلاء بأية معلومات عنها، انحنى وينجيت وتناول حفنة من الرمال والزلط من الارض وارغم اول عربي على مضغها ودفع بها في حنجرته حتى كادت ان تخنقه (وتزهق روحه).
ولكن العرب مع هذا لم يستسلموا.
وهنا انتهج الصهيوني غير اليهودي اسلوباً آخر، إذ التفت الى أحد اليهود وأشار الى العربي قائلاً: (أطلق الرصاص على هذا الرجل).
فتردد اليهودي، في بادئ الامر، ولكن وينجيت قال: في صوت يشوبه التوتر (الم تسمع؟ أطلق الرصاص عليه).
فقام المستوطن الصهيوني -ممتثلاً- باطلاق الرصاص على العربي، واضطر المسجونون العرب الآخرون الى ان يتكلموا في النهاية.
وقد اشار الجنرال دايان في مذكراته الى ان الكثير من الرجال الذين كانوا يعملون مع وينجيت (قد أصبحوا ضباطاً في الجيش الاسرائيلي، الذي حارب العرب وهزمهم).
وأوضح ديان ان الذين استفادوا من معرفة وينجيت وتكتيكاته لم يكونوا مساعديه المباشرين فقط بل ان كل قائد في الجيش الاسرائيلي حتى اليوم هو تلميذ من تلاميذ وينجيت: (لقد أعطانا التكتيك الذي نسير عليه اليوم، وكان هو الالهام الذي نستوحي منه تكتيكاتنا، لقد كان ـ بالنسبة لنا ـ الديناميكية التي تعطينا القوة).
استفادت قوات الغزو الصهيونية من فكر وينجيت الارهابي العسكري قبل 1948 وبعدها (فكرة الضربة المجهضة على سبيل المثال)، ولكن ما يهمنا هنا هو الغارات الليلية التي كانت تشنها الهاجاناه والبالماخ عام 1948.
فقد أشار ديان الى ان الهاجاناه والبالماخ كانتا تشنان هذا النوع من الغارات خلال عام 1948.
وكما أشار المؤرخ اليهودي أرييه يتشاكي فان التكتيكات كانت شديد البساطة: (هجوم على قرية العدو، ثم تدمير أكبر عدد ممكن من المنازل).
وكانت النتائج بسيطة بالمثل: (مصرع عدد كبير من المسنين والنساء والاطفال في أي مكان تواجه فيه القوة التي تشن الهجوم أية مقاومة).
ولكن الهاجاناه أدخلت، على ما يبدو، بعض التحسينات المهمة على تكتيكاتها، ولا سيما في نهاية عهد الانتداب.
ففي الهجوم على القرى العربية كان رجال الهاجاناه يضعون، أولاً، وبهدوء، شحنات متفجرة حول المنازل المبنية من الحجارة، ويبللون اطارات النوافذ والأبواب بالبنزين.
وبمجرد أن يتم تنفيذ هذه الخطوة، يفتحون نيرانهم، في الوقت الذي يبدأ انفجار الديناميت، فيحترق السكان النائمون حتى الوت.
(لمزيد من التفاصيل انظر الفصلين الثاني والثالث عشر).
وقد علق حاييم وايزمان على نتائج الارهاب والمكر الصهيونيين قائلاً: إن خروج العرب بشكل جماعي كان تبسيطاً لمهمة اسرائيل ونجاحاً مزدوجاً: انتصار اقليمي، وحل ديموجرافي نهائي.
إن الأرض، بعد تفريغها من سكانها، أصبحت بلا شعب حتى يأتي الشعب الذي لا أرض له.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:38 am


المضمون الصهيوني للممارسات الاسرائيلية العنصرية
تعاونت أجنحة الصهيونية كافة في مرحلة ما قبل 1948 على انجاز العنصر المتضمن في الصيغة الصهيونية الاساسية، أي التخلص من السكان الاصليين وتغييبهم.
وثمة ادبيات ثرية في هذا الموضوع توثق النية الصهيونية المبيتة لطرد العرب، وتبين الطرق المختلفة التي لجأت اليها قوات المستوطنين لطرد الفلسطينيين (ولسحق مقاومتهم سواء قبل 1948 او بعدها او قبل الانتفاضة او بعدها).وقد علق حاييم وايزمان بأن خروج العرب بشكل جماعي كان تبسيطاً لمهمة اسرائيل ونجاحاً مزدوجاً: انتصاراً اقليمياً وحلاً ديموجرافياً نهائياً، بمعنى ان الارض تم الاستيلاء عليها وتم تفريغها من سكانها حتى يتسنى للشعب الذي لا أرض له ان يهاجر اليها ويستوطنها.
ولكن وايزمان كان مخطئاً في نبوءاته متعجلاً فيها، فالأرض لم يتم تفريغها تماماً من سكانها، فقد بقيت أقلية من العرب آخذة في التزايد.
وقد لجأت دولة المستوطنين الصهاينة الى اتخاذ اجراءات قانونية للضرب على يد هذه الاقلية العربية وتكبيلها.
ولم يكن ذلك أمراً عسيراً إذ انها ورثت فيما ورثت خاصية اليهودية باعتبارها خاصية رئيسية ومحورية تسم اليهود الذين تقوم على خدمتهم مجموعة من المؤسسات الاستيطانية المقصورة عليهم.
وبصدور قانون العودة في يوليه 1950، تحولت خاصية اليهودية هذه الى مقولة قانونية تمنح صاحبها حقاً تنكره على غير اليهود.
ويمنح هذا القانون بشكل آلي جميع اليهود في العالم حق الهجرة الى فلسطين والاستيطان فيها.
وقد جاء في القانون أن من حق كل يهودي ان يأتي الى اسرائيل كمهاجر، وان تمنح تأشيرة لكل يهودي يعرب عن رغبته في الاستقرار في اسرائيل.
وهكذا اصبح من حق أي يهودي، حتى وان لم تطأ قدماه أرض فلسطين من قبل أن يستقر في إسرائيل، بينما الفلسطيني الذي ولد ونشأ في فلسطين ويريد العودة الى وطنه لا يتمتع بهذا الحق وتحرم عليه العودة.
ويستند القانون الى المفهوم الصهيوني الفريد الخاص باليهودي الخالص أو المطلق صاحب الحقوق المطلقة في أرض فلسطين، والى مفهوم الشعب اليهودي الواحد.
وقد أكد بن جوريون المضمون الايديولوجي للقانون بقوله: ان الدولة لا تنوي من وراء هذا المشروع ان تمنح اليهود حق المجيء الى اسرائيل حيث ان هذا الحق متوارث، وانما يهدف القانون الى تحديد طابع الدولة الصهيونية الفريد وهدفها الذي لا يقل تفرداً.
فهذه الدولة تختلف عن بقية دول العالم من حيث عناصر قيامها واهدافها.فسلطتها قد تكون محصورة في سكانها ولكن أبوابها مفتوحة لكل يهودي أينما كان، أي انها دولة الشعب اليهودي بأسره.
وقد قارن كثير من الكتاب اليهود قانون العودة بالقوانين النازية، فهو يميز بين الافراد على اساس ديني او عرقي.
ثم قدم الى الكنيست قانون الجنسية (باعتباره قانوناً مكملاً لقانون العودة)، وتمت الموافقة عليه هو الآخر عام 1952.
وهذا القانون تجسيد للنزعة الاستيطانية الاحلالية الصهيونية التي تعبر عن نفسها من خلال قبولها ازدواج جنسية اليهود وجعلها مسألة صعبة بالنسبة الى السكان الاصليين إذ عليهم ان يتقدموا بطلب للحصول عليها.
وهذا القانون ينطلق، مثل سابقه، من مفهوم وحدة الشعب اليهودي، وهو شعب موزع في جميع أقطار العالم.
ولذا، فقد نص القانون على ان الحصول على الجنسية الاسرائيلية لا يتوقف على التنازل عن جنسية سابقة.
هذا هو الجانب الذي يخص المستوطنين.
اما بالنسبة الى العربي، فقد نص القانون على منح الجنسية الاسرائيلية للمقيمين من غير اليهود وكانوا مواطنين فلسطينيين ومسجلين بموجب مرسوم تسجيل السكان الصادر عام 1949.
ولكن، وبينما يعطي هذا القانون الجنسية بشكل آلي للمهاجر الصهيوني، فانه يلزم الفلسطيني وحده باتباع اجراءات التجنس الشائكة.
ولابد، لكي نفهم وضع العرب في فلسطين، من النظر الى قانوني العودة والجنسية في علاقتهما بالقوانين المتعسفة الاخرى التي تحكم حياة العرب اليومية.فهذه القوانين تطبق اسماً على جميع مواطني اسرائيل، ولكنها فعلاً تطبق على غير اليهود وحسب.
وأهم هذه القوانين ما يعرف باسم (قانون وأنظمة الطوارئ) التي اصدرتها سلطات الاحتلال الانجليزية في عام 1936 ثم أضيفت اليها نصوص جديدة عام 1945.
وقد صادق الكنيست على تمديدها بعد اجراء بعض التعديلات، فأصبحت سارية المفعول في الدولة الصهيونية، وعمم تطبيقها على المناطق المحتلة بعد يونيه 1967.
وقد تم تكميل العنصر البشري الفلسطيني عن طريق هذه القوانين التي بدأت بقانون العودة وتحول خاصية اليهودية الى مقولة قانونية.
بقي بعد ذلك الاستيلاء على الارض، وهنا نجد ان نقطة البدء هي دستور الصندوق القومي اليهودي الذي يستند ايضاً الى خاصية اليهودية كمقولة قانونية.والصندوق القومي اليهودي مؤسسة ضمن عدة مؤسسات صهيونية أخرى مقصورة على اليهود تحولت الى مؤسسات حكومية رسمية بعد إعلان الدولة، ولعله اهمها على الاطلاق.
وقد كان الصندوق مؤسسة خاصة للمساعدات الذاتية ينص دستوره على انه شركة تحت سيطرة اليهود تهدف الى توطين اليهود على الاراضي التي يتم الحصول عليها، والتي يحق لليهود وحدهم استخدامها.
ولا تنقل ملكية هذه الاراضي بالبيع أو بأية طرقة أخرى، فهي مملوكة ملكية خالصة للشعب اليهودي.
ويقوم الصندوق بمنح التبرعات التي من شأنها ان تخدم مصلحة اليهود.
ولا يمكن، علاوة على هذا كله، استئجار غير اليهود للعمل في هذه الاراضي.
فالصندوق يشجع الاستعمار الزراعي القائم على العمل العبري.
وقد تم تعريف اليهودي بأنه اليهودي بالمفهوم الديني او العرقي او بأنه يرجع الى أصل يهودي.
وتجمع المصادر على ان حوالي 90% من اراضي فلسطين المحتلة عام 1948 تقع تحت سيطرة الصندوق.
ويعاقب كل اسرائيل يقوم باستئجار العمال العرب بدفع غرامة لانتهاكه دستور الصندوق الذي ينص على ان من حق الصندوق ان يحرم المالك اليهودي من أرضه، دون دفع أي تعويض له اذا قام بانتهاك هذه المادة ثلاث مرات.
وكما قدر قانون العودة كقانون يجسد الفكرة الصهيونية وتبعته بعض القوانين التي تترجم المقولة الى اجراءات، فان (دستور) الصندوق القومي اليهودي قد تبعته عدة قوانين خاصة بالاراضي التي تهدف الى الاستيلاء عليها.
يمنح (قانون) الهستدروت والوكالة اليهودية مزايا خاصة فقط للمواطنين اليهود.
وهناك سلسلة من القوانين الاخرى تحصر الاستفادة من عدة مزايا اجتماعية فيمن ادوا الخدمة العسكرية وعائلاتهم (ومما هو معروف ان الخدمة العسكرية مقصورة على المستوطنين الصهاينة).
ويمكن القول بأن قانون المناسبات الرسمية وأيام العطل ذات مضمون إثني / ديني تميز ضد العرب، ولعل اهم هذه الاعياد هو إعلان استقلال اسرائيل الذي يسميه الفلسطينيون (النكبة).
ويلاحظ ان المحاكم في الخمسينيات والستينيات كانت وسيلة من الوسائل المستخدمة لسلب المواطنين العرب أراضيهم، ولم تقدم أية مساعدة للمتضررين من الحكم العسكري في تلك الفترة.
ولا يزال نظام المحاكم الجنائية في غير مصلحة العرب، فلا وجود لمحامين عرب على أي من مستوياته، وهذا يعبر عن قلة عدد المحامين العرب، ولكنه أكثر ارتباطاً بالعقبات الامنية (كالحصول على تأشيرة او تصديق أمني) التي تعترض تعيين العرب في أي منصب من مناصب النظام القضائي.
وغالباً ما تكون الاحكام جائزة ضد العرب.
والامر الذي يجدر تأكيده هو ان التمييز العنصري في اسرائيل ليس امراً ناجماً عن تعصب شخصي او انحراف فردي وانما هو امر نابع من القوانين الاسرائيلية نفسها ومن صهيونية الدولة، فمقولة (يهودي) هي مقولة قانونية أساسية.
فقوانين التمييز والتفرقة العنصرية تشكل جزءاً عضوياً من الاطار القانوني للدولة الصهيونية.
وهذه الخاصية بالذات هي ما يفصل بين التمييز العنصري الذي تمارسه الجيوب الاستيطانية، والتمييز العنصري في بقية أنحاء العالم.
فالتمييز العنصري في الحالة الاولى يستند الى قوانين الدولة نفسها، بينما يمارس التمييز العنصري في كل البلاد الاخرى ضد ارادة القانون.
وقد انعكست هذه القوانين على أحوال العرب في المناطق المحتلة قبل 1967 وبعدها في كثير من مجالات حياتهم.
وبطبيعة الحال تعبر العنصرية الصهيونية عن نفسها لا على المستوى الدستوري والقانوني وحسب وانما على مستوى الممارسة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية.
وكما قال موشيه أرنس، قطب الليكود، ووزير الدفاع السابق: (هناك في دولة اسرائيل شيء يهودي خاص، فهل يتمكن العرب من الشعور بالانتماء الكامل له…؟) فهناك بالفعل مجموعة من الثوابت التي تحكم الحياة السياسية، وهي قواعد عرفية وغير مقننة، ولا تنسجم بأية صورة مع اسس الديموقراطية.
فعلى سبيل المثال لا يعتبر امراً شرعياً إقامة ائتلاف حكومي تدخل فيه احزاب عربية، سن قوانين اعتماداً على أصوات غير يهودية في الكنيست.
ويقر سامي سمحا، وهو أكاديمي اسرائيلي يبحث في شئون الفلسطينيين في اسرائيل، بأن اسرائيل ليست ديموقراطية ليبرالية، ولكنها ديموقراطية من الدرجة الثالثة، ويفضل ان يطلق عليها عبارة (ديموقراطية عرقية).



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي   الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 9:38 am


ونورد هنا بعض النقاط التي تظهر تردي احوال السكان العرب قياساً بالسكان اليهود:
1 ـ ان المخصصات المالية الحكومية للمجالس المحلية اليهودية تتخطى خمسة اضعاف مساهمة الحكومة لميزانية المجالس المحلية العربية.
2 ـ ان المخصصات المالية لاعالة الاطفال وقروض السكان ونفقات الدراسة الجامعية للطلاب ترتبط جميعها بالخدمة العسكرية التي تمنح اليهود، بصورة آلية، مزية على العرب.
3 ـ ان دعم الحكومة لتكلفة المياه التي يستهلكها المزارعون اليهود يناهز ما تمنحه للمزارعين العرب بمائة ضعف.
4 ـ يبلغ عدد الاكاديميين في الجامعات الاسرائيلية نحو خمسة آلاف أكاديمي، لا يوجد بينهم سوى عشرة من العرب، في وقت تبلغ فيه نسبة العرب من 15 ـ 20% من السكان.
5 ـ تتاح للمهاجرين اليهود القادمين حديثاً دروساً جامعية بلغاتهم الاصلية، بينما يجبر الطلاب العرب على الدراسة باللغة العبرية.
6 ـ ثمة عربي واحد من مجموع 2400 يحتلون مراكز ادارية في الشركات التي تملكها الحكومة.
وبصورة عامة يمكن القول بأن الوضع الاقتصادي للاقلية العربية في اسرائيل يختلف اختلافاً جذرياً عن الوضع الاقتصادي للمستوطنين الصهاينة، فالوجود الفعال للعرب في قطاعي الزراعة والصناعة محظور، فمن غير المسموح لهم التواجد في المؤسسات التعاونية الزراعية، كما أنهم لا يستطيعون العمل في أية شركة صناعية اسرائيلية لها علاقة بصناعة السلاح، كذلك لا يحق لهم الوجود في المنشأة الحكومة المهمة.
أما من ناحية الدخل، فهناك فرق كبير بين معدل دخل الاسرة اليهودية ومعدل دخل الاسرة العربية.
حتى ان التقديرات لسنة 1983 تبين ان معدل دخل الفرد العربي هو 46% فقط قياساً بمعدل دخل الفرد اليهودي.
والتمييز ضد العرب قائم في مرافق الحياة الاسرائيلية كافة.
ويكفي المقارنة بين الوضع التعليمي للعرب بالوضع التعليمي لليهود في اسرائيل.
ففي سنة 1985، كانت نسبة من لا يذهب الى المدارس من السكان اليهود فوق سن 15 عاماً لا تتجاوز 5%، بينما بلغت هذه النسبة بين العرب اكثر من الضعف (13.6%).
اما نسبة اليهود (فوق 14 عاماً) الذين دخلوا الجامعات فكانت 22.2%، في حين كانت لدى العرب ثلث ذلك تقريباً (7.8%).
وأثار بعض العلماء من الصهاينة والمتعاطفين معهم كثيراً من الاعتراضات على وصف الصهيونية بالعنصرية، من أهم هذه الاعتراضات: كيف يمكن ان تكون الصهيونية حركة عنصرية اذا كان اليهود لا يعترفون بأنفسهم كعرق؟.وبالفعل، تجنح الاعتذاريات الصهيونية الآن نحو الابتعاد عن استخدام لفظة (عرق) ويشار بدلاً من ذلك الى (الإثنية اليهودية).
والاعتراض المثار اعتراض لفظي محض، ولكن حتى لو أخذنا به فان من السهل دحضه.
وقد أشرنا من قبل، اثناء حديثنا عن التعريف الصهيوني لليهودي، الى تطوره التاريخي من تعريف عرقي الى تعريف اثني والى الاسباب التي أدت الى ذلك (انظر: (الهويات اليهودية: التعاريف الصهيونية)).
ويمكننا ان نضيف هنا ان ذلك لمن يكن تطوراً حقيقياً إذ ان كلمتي (عرق) و(إثنية) تكادان تكونان مترادفتين.
وقد عرف معجم وبستر العالمي الجديد (بالانجليزية) كلمة (جنس) بالمعنى العرقي المحدد، ولكنه اورد كذلك معنى اكثر اتساعاً: (حالة كون الانسان عضواً في شعب او جماعة إثنية).
وقد خصص كاتب مدخل (العلاقات العرقية) في الموسوعة البريطانية قسماً كاملاً من مقاله لمشكلة التعريف بدأه بقوله: (ان كلمة (عرق) نفسها من الصعب تعريفها)، واقترح ان نستغني تماماً عنها وان تحل محلها كلمة (جماعة إثنية) التي يمكن وصفها بأنها ذات (نمط جسدي موروث (أي عرقي) او حضارة قومية موروثة (أي اثنية) او خليط من كل هذه الصفات).
وقد حاول اغناتز زولتشمان، باعتباره احد المفكرين الصهاينة، إثبات ان اليهود عرق، ولكنه كان مع هذا يتحدث عن اليهود كأمة من الدم الخالص احتفظت بأعظم الصفات الإثنية، أي ان الكلمتين حتى وان لم تكونا مترادفتين تماماً فإنهما وثيقتا الصلة الواحدة بالأخرى.
وعلى كل حال، مهما كان ما اصاب المجال الادلالي من اضطراب، ومهما اختلطت معاني الكلمات، فان كلمة (عنصرية) تظل مصطلحاً يشير الى نسق من القوانين والممارسات مبني على التفاوت، ويعمقه، ويمنح أفراد مجموعة بشرية بعينها عدداً من المزايا ينكرونها على سائر اعضاء المجتمع بسبب خاصية مقصورة على هؤلاء ولا يمتلكها الآخرون.
وفي اسرائيل، فان هذه الخاصية هي (اليهودية) سواء عرفت تعريفاً عرقياً أو عرفت إثنياً علمانياً أو إثنياً دينياً.
وانطلاقاً من هذا أصدرت هيئة الامم المتحدة (عام 1975) قرارها الذي يقضي بأن الصهيونية حركة عنصرية، وهو القرار الذي ألغته عام 1991 مع تغيير موازين القوى في العالم.



الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الحادي عشر: الصهيونية: استعمار احلالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثاني: العنف والرؤية الصهيونية
» الفصل الثالث: الرؤية الصهيونية للذات
» الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر
» الفصل الحادي عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحداث الفارقة في حياة الدول :: الصهيــونيـة والعُنف-
انتقل الى: