كبشة
بنت رافع
أم الأبطال
هي:
كبشة بنت رافع بن عبيد بن الأبجر – وهو خدرة – بن عوف بن الخزرج الأنصارية الخدرية.
أمها:
أم الربيع بنت مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة.
كانت من المسلمات الأوائل منذ دخول الإسلام في المدينة.
هي أم الصحابي الجليل البطل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، الذي اهتز عرش الرحمن لموته.
ابنها الذي حكم بحكم الله من فوق سبع سموات.
زوجها معاذ بن النعمان من بني عبد الأشهل، وقد ولدت له سعداً وعَمراً وإياساً وأوساً وعقربَ وأم حزام.
كانت أم سعد -رضي الله عنها- من السابقات في الخير، حيث كانت أول من بايع النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- مع أم عامر بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن.
لها مواقف تدل على إيمانها وجهادها وصبرها، فقد خرجت في غزوة أحد مع من خرجن من النساء تطمئن على سلامة رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وقد وصلها خبر استشهاد ولدها عمرو بن معاذ -رضي الله عنه-، ومع هذا فقد كانت تريد الاطمئنان على سلامة رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.
وعندما وصلت أرض المعركة وعلمت بسلامة رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- حمدت الله تعالى واعتبرت مصيبتها هينة.
وكان ابنها عمرو بن معاذ -رضي الله عنه- يقاتل في المعركة، حتى لقيه ضرار بن الخطاب فقتله، وكان يومئذٍ ما يزال على شركه.
ومن مواقفها الإيمانية رضي الله عنها التي تدل على صبرها وجهادها وشجاعتها أيضاً.
حين كانت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في غزوة الخندق في حصن بني حارثة، وقد كان رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا الذراري والنساء في الحصون مخافة العدو عليهم.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي، فمر سعد بن معاذ، وهو يقول:
لبث قليلاً يلحق
الهيجا حَمَل
ما أحسن الموت
إذا حان الأجل
فقالت له أمُّهُ -رضي الله عنها-: الحق يا بني فقد تأخرت،
فقلت: يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي،
قال: فأصابه السهم حيث خافت عليه،
وقال الذي رماه: خذها وأنا بن العرقة،
فقال: عَرَّقَ اللهُ وجهك في النار.
وابن العرقة، اسمه حبان بن عبد مناف من بني عامر بن لؤي.
والعرقة، أمُّهُ، وقيل إن الذي أصاب سعد أبو أمامة الجشمي.
انظر كم هي شجاعتها -رضي الله عنها-، وأرضاها وأكرمها في جنات الخلد مثواها.
يا حبذا لو تسلك نسائنا وبناتنا طريق هؤلاء الصحابيات الجليلات، وأن يقتدن بهن.