سودة بنت زمعة رضي الله عنها Ocia_993
سودة بنت زمعة
رضي الله عنها

هي سودة بنت زمعة، بن قيس، بن عبد شمس، القرشية العامرية، وأمها الشموس بنت قيس.

تزوَّجت من السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري.

أصبحت سودة -رضي الله عنها- وحيدة فريدة لا يُؤْمَنُ أن يُجبرها أهلها على العودة إلى عبادة الأصنام فتزوَّجها النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- حِفَاظَاً على دينها وعِرْضِهَا وقياماً بأمرها، وكانت كبيرة عجوزاً ولم تكن شابة.

كانت سودة -رضي الله عنها- سيدة جليلة عظيمة كثيرة الطاعة مُتَأَسِّيَةً برسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما رأيتُ امرأةً أحَبَّ إلِيَّ أن أكون في مِسْلَاخِهَا من سودة من امرأة، فيها حِدَّة، فلمَّا كَبُرَتْ جعلت يومها من النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لعائشة.

وتقصد عائشة من هذا الكلام تَمَنِّي الوصول إلى أعمال سودة -رضي الله عنها- في البر والطاعة، وروت عائشة أيضاً: أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة، وفي رواية: تبتغي بذلك رضي رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

مسلاخها:
أي هديها وطريقتها.

وتزوَّجها رسولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في ذي القعدة سنة سبع بعد عُمْرَةِ القضاء، فيُقَالُ أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوَّجها منه، ويُقَالُ إن العباس وصفها له وقال قد تأيَّمت من أبي رهم فتزوَّجها.

وقال بن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه ثم تزوَّج بعد صفية ميمونة قال يونس بن بكير وحدثني جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن يزيد قال تزوَّجها رسول الله  -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وهو حلال وبنى بها في قبة لها وماتت بعد ذلك فيها.. انتهى.

عن عائشة -رضي الله عنها- ثم أن بعض أزواج النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قلن للنبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- أيُّنَا أسرعُ بِكَ لُحُوقاً؟ قال: "أطْوَلُكُنَّ يَدَاً فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يداً فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصَّدقة وكانت أسرعنا لحوقاً به وكانت تُحِبُّ الصَّدقة".

وكانت سودة -رضي الله عنها- كثيرة الصَّدقة، جوَّادة بالمال، مُعطية للمساكين، وكان النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يرفق بسودة، ولا يُحَمِّلْهَا ما لا تطيق ومن ذلك أنه أذِنَ لها بالدَّفع قبل الناس يوم مزدلفة لِكِبَرِ سِنِّهَا وضعفها.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: استأذنت سودة ليلة المزدلفة، أن تدفع قبل حُطَمَةُ الناس وكانت امرأةً ثبطةً فأذِنَ لها، فدفعت قبل حُطَمَةِ الناس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا، فلأن أكون استأذنتُ رسول الله كما استأذنته سودة أحَبُّ إلِيَّ من مفروج به.

الحُطَمَةِ:
الزَّحمة أي قبل أن يزدحموا ويَحْطِمُ بعضهم بعضاً.
ثبطةً:
أي ثقيلة.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال لنسائه عام حَجَّةِ الوداع: "هذه ثم طهور الحُصْر".

الحُصْرِ:
جمع حصير، والمُراد أن يلزمن بيوتهن ولا يخرجن منها.

توفيت رضي الله عنها في آخر زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

الفوائد:
1- اصطلاح الزوجة مع زوجها بأن تهب يومها لِضُرَّتِهَا، كما فعلت سودة بأن وهبت يومها لعائشة -رضي الله عنها-.

2- الزوجة المؤمنة تكون مع زوجها المؤمن في الجنة، حيث أن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا، كما ثبت ذلك عن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

3- بها نزلت آية الحجاب.

4- حِرْصُ الزوجة على رضاء زوجها، ونزولاً لرغبته.

5- إنها أطول أمَّهَاتِ المؤمنين يَدَاً، وهذا كِنَايَةً عن كثرة الصَّدقة.

6- جواز دفع النساء والضَّعَفَةِ من مزدلفة قبل الناس، كما أذن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- لسودة بالدفع قبل الناس يوم مزدلفة.