الباب الحادي والعشرون
في جامع الدعوات التي لا تختص بوقت ولا سبب
قال الله تبارك وتعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} البقرة 201
{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} البقرة 286
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} آل عمران 8 الآيتين
{ربنا ما خلقت هذا باطلا} آل عمران 191 الآيات
{ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين} يونس 85
{ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا} الكهف 10
{ربنا اصرف عنا عذاب جهنم} الفرقان 65 الآيتين
{ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} الفرقان 74
{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} النمل 19
{رب هب لي من الصالحين} الصافات 100
{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} الأحقاف 15
936 وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي زاد مسلم وأبو داود قال وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه
937 وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال (قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)
رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظهم واحد وفي رواية لمسلم في صلاتي وفي بيتي
قوله كثيرا روي في مسلم بالمثلثة وبالموحدة
938 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)
939 وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول (اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)
متفق عليهما
940 وعن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ولفظهم سواء
941 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)
رواه مسلم والنسائي
942 وعن علي رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم) وفي رواية (اللهم إني أسألك الهدى والسداد)
943 وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر)
944 وعن أبي مالك عن أبيه رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأتاه رجل فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي قال (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وجمع أصابعه إلا الإبهام قال هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك) زاد في رواية أخرى (واهدني)
انفرد بالثلاثة مسلم
945 وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو (رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك مخبتا إليك واثقا منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني واهد قلبي واسلل سخيمة صدري)
رواه الأربعة والحاكم وابن حبان في صحيحيهما واللفظ للترمذي وقال الحاكم صحيح الإسناد
(المخبت) الخاشع ويقال المخلص في خشوعه و (الأواه) الدعاء ويقال المتأوه المتضرع ويقال المؤمن ويقال البكاء و (الحوبة) بفتح الحاء المهملة والحوب والحوب بالفتح والضم كل ما يتحوب منه أي يتحرج من فعله و (السخمة) بفتح السين المهملة وبالخاء المعجمة هي الحقد وجمعها سخائم
946 وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوكئ على عصا فلما رأيناه قمنا قال (لا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها) قلنا يا رسول الله لو دعوت الله لنا قال (اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله) قال فكأنا أحببنا أن يزيدنا فقال (أو ليس قد جمعت لكم الأمر)
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ له وحديث أبي داود مختصر
947 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا كلمات (اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا)
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
948 وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار)
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه بلفظ واحد وأخرجه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح الإسناد
949 وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قام على المنبر فقال قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام أول على المنبر فقال (سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية)
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب من هذا الوجه عن أبي بكر ولفظ الحاكم سلو الله العفو والعافية واليقين في الأولى والآخرة)
950 وعن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا أن نقول (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب)
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه زاد الحاكم فيه وخلقا مستقيما وقال صحيح على شرط مسلم
951 وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن وقال الحاكم (1) على شرط البخاري وزاد في أوله اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وأعلنت وما أنت أعلم به مني)
952 وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال (اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا) ثم قال (أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة) ثم قرأ {قد أفلح المؤمنون} المؤمنون 1 حتى ختم عشر آيات
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
953 وعن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبيه (يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك) قال فلما أسلم حصين قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال (قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي)
رواه الترمذي وقال حسن غريب ورواه النسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما من حديث حصين والد عمران أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يسلم فلما أراد أن ينصرف قال ما أقول قال (قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي رشد أمري) فقالها ثم انصرف ولم يسلم ثم أسلم قال يا رسول الله فما أقول الآن وقد أسلمت قال (قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على رشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت) وقال الحاكم واللفظ له على شرط الشيخين
954 وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأل الله فقال لي (يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة)
رواه الترمذي وقال صحيح
955 وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة وصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته قال لنا (على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد فقلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري قالها ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء عرفت فقال يا محمد قلت لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات رب قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الجمعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكراهات قال ثم فيم قال قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قال اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إنها حق فادرسوها ثم تعلموها)
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح وروى الحاكم منه في المستدرك فصل الدعاء من حديث ثوبان وقال صحيح على شرط البخاري
956 وعن شهر بن حوشب قال قلت لأم سلمة رضي الله تعالى عنها يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) قال (يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ) فتلا معاذ {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} آل عمران 8
رواه الترمذي وقال حسن ورواه النسائي من حديث عائشة وابن ماجه من حديث أنس والحاكم في المستدرك من حديث جابر وقال صحيح على شرط مسلم
957 وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو فيقول (اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من يظلمني وخذ منه ثأري)
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب من هذا الوجه ورواه الحاكم في المستدرك بمعناه وقال صحيح على شرط مسلم
958 وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كان من دعاء داود عليه الصلاة والسلام يقول (اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد) قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكر داود يحدث عنه قال (كان أعبد البشر)
رواه الترمذي واللفظ له ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
959 وعن عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول (اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا فيما تحب)
رواه الترمذي وقال حسن غريب
960 وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله تعالى عنهما قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفا قال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف اللهم عائذ من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين)
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال على شرط الشيخين وفي رواية للنسائي ولا مانع لما أعطيت