أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: اتق دعوة المظلوم الأربعاء 28 يونيو 2023, 8:37 pm | |
| اتق دعوة المظلوم وقال مالك بن دينار رضي الله عنه: من أراد السلامة فلا يظلمن أحداً، فقيل له في ذلك، فقال: بينما أنا امشي على ساحل البحر، إذ رأيت صيادا ومعه سبعة أنوان، فأخذت منه نوناً وهو كاره بعد أن ضربته علي رأسه، فعض النون على إبهامي، واتفقت الأطباء على قطعه، ثم وقعت الأكلة في كفي وسائر عضدي، فخرجت أسيح في الأرض و أريد قطع يدي، فآويت إلى شجرة ونمت تحتها، فقيل لي في المنام: لأي شيء تقطع يدك، رد الحق إلى أهله، فانتبهت وجئت مسرعا إلى الصياد وقلت له: أخطأت ولا أعود، فقال لي: ما أعرفك.
فقصصت عليه قصتي وتضرعت إليه في اللين فحاللني، قمت قائماً على قدمي والدور يتناثر من عضدي، وسكن الوجع بإذن الله تعالى، فقلت: يا أخي، بأي شيء دعوت علي؟ فقال: لما ضربتني وأخذت السمكة مني، نظرت إلى السماء وبكيت بكاء شديداً، وقلت: يا رب أسألك أن تجعله عبرة لخلقك.
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، كم تنادي أن لا أجمع بيتك وبين خصمك يوم القيامة، وعزتي وجلالي لأوقفنك مع خصمك ولأوردنك مقاماً ترعد منه الأرض، وتنكس الملائكة أجنحتها، لا يجاوزني ظلم ظالم.
وقيل: إن نملة دبت على ذيل سليمان عليه السلام، فغضب عليها من ذلك، فأخذها وألقاها، فنادت النملة لفرط الألم، وقالت: يا نبي الله، هذه السطوة أظهرت القوة على ضعفي، وهو مطلع على ما فعلت بي، فكن على أهبة الجواب السؤال على ظلمي، فقد أوهنت عظمي، فهبط الأمين جبريل عليه السلام، وقال: يا نبي الله، الحق يقرؤك السلام، ويقول لك: وعزتي وجلالي لئن لم تطلب العفو من النملة لأطلبنك بذنبها يوم القيامة.
وقيل: إن بعض الملوك بنى قصراً وخرج يدور حوله ينظر إلى بنيانه، وإذا ببابه عجوز لها خصي، وكان الملك قد قصدها في بيعه، فأبت، فقال الملك: وأين هي؟ قالوا: لم تكن حاضرة في بيتها، فقال: إهدموه.
فهدموه في أسرع وقت، فجاءت العجوز فوجدت بيتها خراباً، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم إني كنت أينما كنت، إلهي أما كنت أين كنت، هدموا بيتي واستضعفوني، ثم بكت بكاء شديداً، فبكت ملائكة السماء، فأمر الله تعالى أن يهدم القصر على من فيه.
إن في ذلك لعبرة لمن يخشى. وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، قل لبني إسرائيل: من ظلم امرأة أو صبية، أو من لا يعقل كحبة في الميزان، كويته بمقدارها في النار.
يا داود، وعزتي و جلالي لأوقفن الخصاء موقف الخصماء، ولأحفرنهم يوم القيامة، ولأسالنهم عن القليل والكثير، والفتيل والنقير، والقطمير، والأعمى من عمي عن حجته (ما فرطنا في الكتاب)، ولا قصرت رسلي وقد أتت بما أوحيت إليها، وأنا الشاهد وكفى بي أعظم الشاهدين.. |
|