قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
ثامنًا: لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن)
كاتب الموضوع
رسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
موضوع: ثامنًا: لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن) الأربعاء 05 أبريل 2023, 6:05 pm
ثامنًا: لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن) من فضائل شهر رمضان أن الله -تعالى- أنزل فيه القرآن، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. فرمضان هو شهر القرآن، وقد كان جبريل -عليه السلام- يُدارسُ النبي ﷺ القرآن في رمضان، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي ﷺ القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المُرسلة".
قال ابن رجب -رحمه الله-: "دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على مَنْ هو أحفظ له؟ وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان". اهـ.
وهكذا كان حال السَّلف مع القرآن في رمضان: فها هو الإمام مالك -رحمه الله- كان إذا دخل عليه رمضان ترك قراءة الحديث، ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن في المصحف.
وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليال دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث وفى العشر الأخير منه في كل ليلة.
وكان الشافعي -رحمه الله- يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة.
ويبقى السؤال: لماذا أَقْرأُ القرآن؟ ما هي النِّيَّات التي أستحضرها عند قراءتي للقرآن؟
والجواب: 1- أَقْرأُ القرآن لأنه شفاء: قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82].
وأخرج البخاري عن عائشة- رضي الله عنها-: "أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلمَّا اشتد وجعهُ كنت أَقْرأُ عليه وأمسحُ بيدهِ رجاءَ بركتها".
2- أَقْرأُ القرآن لأنه سَبَبٌ لنُزول السَّكينة وغشيان الرَّحمة: فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسُونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السَّكينة، وغشيتهم الرَّحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهمُ اللهُ فيمَن عنده".
3- أَقْرأُ القرآن لأن الله -تعالى- يُفرِّج به الهَمَّ، ويُذْهِب به الغُمُوم: أخرج الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح صحَّحهُ الألباني أن النبي ﷺ قال: "ما أصاب أحدًا قط همُّ ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حُكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك أو علَّمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونُور صدري وجلاء حُزني وذهاب همِّي؛ إلا أذهب اللهُ همَّهُ وحُزنهُ، وأبدلهُ مكانه فرحًا. فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمُها، فقال: بلى. ينبغي لِمَنْ سَمِعَهَا أن يتعلَّمها".
4- أَقْرأُ القرآن حتى يكون نورًا لي في الدنيا وذُخرًا لي في الآخرة: فقد أخرج ابن حبان بسند حسن عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن فإنه نُورٌ لك في الأرض، وذُخرٌ لك في السماء".
5- أَقْرأُ القرآن حتى يُزاد لي في الإيمان: فمَن أراد زيادة الإيمان يومًا بعد يوم فعليه بكتاب الله، فقد قال تعالى: {َوإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2].
وفى "نزهة الفضلاء: 1/ 383" يقول جندب -رضي الله عنه-: "كنا غلمانًا حزاورة (1) مع رسول الله ﷺ، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن ثم تعلَّمنا القرآن فازددنا به إيمانًا".
6- أَقْرأُ القرآن حتى لا أُكْتَب من الغافلين: فقد أخرج الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "مَن قرأ عشر آياتٍ في ليلةٍ لم يُكتب من الغافلين، ولو قرأ مائة آيةٍ كُتِبَ من القانتين".
فقد أخرج الحاكم أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "مَن حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكْتَب من الغافلين، ومَن قرأ في ليلةٍ مائة آيةٍ كُتِبَ من القانتين".
7- أَقْرأُ القرآن حتى أتحصَّلُ على جبالٍ من الحسنات: فقد أخرج الترمذي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الـم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". (صحيح الجامع: 6469).
8- أَقْرأُ القرآن لأنه خَيْرٌ من الدُّنْيَا وما فيها: إذا فرح أهل الدنيا بدنياهم، وأهل المناصب بمناصبهم، وأهل الأموال بأموالهم، فجديرٌ أن يفرح حاملُ القرآن بكلام الله الذي لا توازيه الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل.
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "أيحبُّ أحدُكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفاتٍ عظامٍ سِمَانٍ؟ قلنا: نعم. قال: فثلاثُ آياتٍ يقرأ بهن أحدكُم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خلفاتٍ عظامٍ سِمَانٍ".
وأخرج مسلم عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: "خرج رسولُ الله ﷺ ونحن في الصُّفَّة، فقال: أيُّكُمْ يُحِبُّ أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ (2) أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْن (3) في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا يُحِبُّ ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعْلمُ أو فيقرأُ آيتين من كتاب الله -تعالى- خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ من أربع ومن أعْدادِهن من الإبل".
9- أَقْرأُ القرآن حتى يفتح على أبواب الخير الكثيرة: فقد أخرج الترمذي عن أنس -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ قال: "مَن قرأ "قل يا أيها الكافرون"؛ عدلت له بربع القرآن، ومَن قرأ "قل هو الله أحد" عدلت له بثلث القرآن ". (صحيح الجامع: 6466).
وفي "صحيح البخاري ومسلم" أن النبي ﷺ قال: "مَنْ قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
وأخرج الإمام أحمد والنسائي أن النبي ﷺ قال: "مَن قرأ بمائة آيةٍ في ليلة كُتِبَ له قُنُوتُ ليلةٍ". (صحيح الجامع: 6468).
وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس أن النبي ﷺ قال: "مَن قرأ "قل هو الله أحد"؛ حتى يختمها عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجَنَّة". (صحيح الجامع: 6472).
10- أَقْرأُ وأتَعَلَّمُ القرآن حتى أكون من خير الناس: فقد أخرج البخاري أن النبي ﷺ قال: "خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلّمه".
11- أَقْرأُ القرآن وأحافظ على قراءته حتى لا أردّ إلى أرذل العمر: فقد أخرج الحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "مَن قرأ القرآن لم يُرد إلى أرذل العمر، وذلك قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [التين: 5-6]، قال: الذين قرؤوا القرآن".
12- أَقْرأُ القرآن حتى يُحِبُّني اللهُ -تعالى- وأكونَ من أهله: فقد أخرج الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن رسول الله ﷺ بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ "قل هو الله أحد" فلمَّا رجعوا ذُكِرَ ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: سَلُوهُ لأي شيءٍ يصنعُ ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن: فأنا أحِبُّ أن أَقْرأُ بها، فقال رسول الله ﷺ: أخبروه أن الله يحبه".
فإذا أحبك اللهُ أصبحت في معيَّته الخاصَّة وصِرْتَ من أهله وخاصَّته.
أخرج النسائي وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "لله من الناس أهلون، قالوا: مَن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّتُه".
فإذا كان أهل القرآن كذلك فإن الله -تعالى- يُكرمُهُم.
انتبه!... فإن قراءتك في المصحف سببٌ لمحبتك لله ورسوله.
فقد أخرج البيهقي وأبو نعيم عن النبي ﷺ: "مَن سَرَّه أن يُحِبَّ اللهَ ورسولَهُ؛ فليقرأ في المصحف".
13- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أحْفَظُ من فتنة الدَّجَّال: فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي ﷺ قال: "مَن حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدَّجَّال".
14- أَقْرأُ القرآن حتى أكون سببًا في رحمة والداي: فقد أخرج الحاكم عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "مَن قرأ القرآن وتعلَّمه وعمِل به أُلْبِس والداه يوم القيامة تاجًا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسي والداه حُلَّتَين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كُسِينا هذا؟ فيُقالُ: بأخذ ولدِكُما القرآن".
15- أَقْرأُ القرآن حتى أحْفَظُ من الزَّيغ والضلال: فقد أخرج الحاكم والترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أن النبي ﷺ خطب الناس في حَجَّة الوداع، فقال: إن الشيطان قد يئس أن يُعْبَد في أرضكم، ولكن يرضى أن يُطاع فيما سوى ذلك ممَّا تحقِّرون من أعمالكم فاحذروا، إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب الله وسُنَّة نبيه" (الصحيحة).
16- أَقْرأُ القرآن حتى أنجو من فتنة القبر: فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر". (صحيح الجامع: 3643).
وأخرج الحاكم بسند حسن عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "يؤتى الرجلُ في قبره فتؤتَى رجلاه، فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ في سورة المُلك، ثم يؤتى من قِبَل صدره -أو قال: بطنه- فيقول: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ سورة المُلك، ثم يؤتى من قِبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قِبلي سبيل كان يقرأ في سورة المُلك فهي المانعة تمنع عذاب القبر، وهي في التوراة سورة المُلك مَن قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب".
وأخرج البخاري عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: "أن النبي ﷺ كان إذا صلَّى صلاة -وفى لفظ: صلاة الغداة- أقبل علينا بوجهه، فقال: مَن رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد (رؤيا) قصَّها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يومًا فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قلنا: لا. قال: لكن رأيت الليلة رجلين أتياني (فساق الحديث وفيه) فانطلقت حتى أتينا على رجل مضجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إلى الرجل حتى يصبح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى، فقلت: سبحان الله! ما هذا؟ فقالا لي انطلق -فذكر الحديث وفيه:... أمَّا الرجل الذي أتيت عليه يُثلغ رأسه بالحجر فهو رجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة".
17- أَقْرأُ القرآن وأحافظ على قراءته حتى يستقبلني القرآنُ عند خروجي من القبر: فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن بريدة -رضي الله عنه- قال: "كنتُ جالسًا عند النبي ﷺ فسمعته يقول: تعلَّموا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة، قال: ثم مكث ساعة، ثم قال: تعلَّموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، يُظلّان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك، القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرتُ ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيُعطى المُلك بيمينه والخُلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسي والده حُلَّتَين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بما كُسِينا هذه، فيُقالُ: بأخذ ولدِكُما القرآن، ثم يُقالُ له: اقْرَأْ واصعد في درجة الجَنَّة وغُرفها، فهو في صعود مادام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلًا".
18- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أنجو من عذاب النار: فالعبد يسعى بكل ما يستطيع لكي ينجو من عذاب النار، وقد كتب الله -تعالى- لمَن حفظ القرآن ابتغاء وجهه ألا تحرقه النار.
فقد أخرج البيهقي عن عصمة بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "لو جمع القرآن في إهابٍ ما أحرقه الله بالنار".
وأخرج الدارمي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: "اقرءوا القرآن فإن الله تعالى لا يُعَذِّبُ قلبًا وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله، فمَنْ دخل فيه فهو آمن، ومَنْ أحَبَّ القرآن فليبشر".
19- أَقْرأُ القرآن وأحافظ على قراءته حتى يشفع لي يوم القيامة: أخرج ابن حبان عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: "القرآن شافعٌ مُشفَعَّ وماحلٌ (4) مُصَدَّقٌ، مَنْ جعله أمامهُ قادهُ إلى الجَنَّة، ومَنْ جعلهُ خلف ظهرِه سَاقهُ إلى النَّار". (صحيح الجامع: 4443).
وقد مَرَّ بنا الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رَبِّ منعتهُ الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآنُ: رَبِّ منعتهُ النوم بالليل، فشفعني فيه قال: فيُشَفَّعَان (5)". (صحيح الترغيب والترهيب: 984) (صحيح الجامع: 3882).
قال الألباني -رحمه الله-: أي: يُشَفِّعْهُمَا اللهُ فيه ويُدْخِلُهُ الجنَّة.
20- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى يكون سبيلًا لدخول الجَنَّة إن شاء الله -تعالى: أخرج الطبراني في "الأوسط" عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "سورةٌ من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجَنَّة وهى تبارك".
21- أَقْرأُ القرآن وأحفظه حتى أرتقي في أعلى الدرجات في الجَنَّة: بل يرتقي الإنسان في الجنَّة، بقدر حفظه للقرآن، فقد أخرج أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: "يُقالُ لصاحب القرآن: اقراْ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ تُرتل في الدنيا، فإن منزلكَ عند آخر آية تقرأ بها".
قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- كما في "الفتاوى الحديثية ص156": " الخبر المذكور خاص بِمَنْ يحفظه عن ظهر قلب، لا بِمَنْ يقرأ بالمصحف، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ولا يتفاوتون قلة وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجَنَّة بحسب تفاوت حِفْظِهم".
قال أبو سليمان الخطابي -رحمه الله- في "معالم السُّنَن": " جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر دَرَجِ الجَنَّة، فيُقالَ للقارئ: "ارْقَ في الدَّرج على قدر ما كنت تقرأ في آي القرآن"، فمَنْ استوفى جميع القرآن استولى على أقصى دَرَجِ الجَنَّة في الآخرة، ومَن قرأ جزءًا منه كان رقِيُّه في الدَّرَجِ على قدر ذلك؛ فيكون مُنتهى الثواب عند مُنتهى القراءة".
22- أَقْرأُ القرآن حتى أكون في أعلى الجِنَانِ مع السَّفرة الكِرَام: فحين يفتخر أهل الدنيا بانتسابهم إلى العظماء والوجهاء والأغنياء، فإن حافظ القرآن يفتخر بأنه سيكون مع السفرة الكرام البررة الذين اختارهم الله عز جل، وشرَّفَهم بأن تكون بأيديهم الصُّحُفُ المُطهرة، كما قال رَبُّ العالمين في كتابه الكريم: {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} [عبس: 13-15].
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: "الماهرُ بالقرآن مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وَيَتَتَعْتَعْ فيه وهو عليه شاق له أجران".
وبعد هذا الشرف والتكريم الذي ناله أهل القرآن يتضح لنا قولُ الحبيب المُصطفى ﷺ، الثابت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عمر-رضي الله عنهما- أنه ﷺ قال: "لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل آتاه الله مالًا فهو يَتَصَدَّق به آناء الليل وآناء النهار".
وفى "صحيح البخاري" عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: يا ليتني أوتيتُ مثل ما أوتي فلان فعملتُ مثلما يعمل، ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو يُهلكهُ في الحق، فقال رجلٌ: يا ليتني أوتيتُ مثل ما أوتي فلانٌ فعملتُ مثلما يعمل".
فهيا لنكون من أهل القرآن، وهذه هي التجارة مع الله المضمونة الرَّابحة، والتي يُعطى اللهُ عليها من فضله الكريم وعطائه الذي لا ينفد.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30]. -------------------------------------- 1. الحزاورة: جمع حزور، وهو الغلام إذا قارب البلوغ. 2. بُطْحَانَ: موضع بالمدينة. 3. الكَوْمَاءُ: هي العظيمة السنام من الإبل. 4. ماحلٌ: ساع، وقيل: خصم مجادل. 5. فيشفعان: أي يطلبان من الله المغفرة والرضوان، ودخول الجنة.
ثامنًا: لماذا أَقْرأُ القرآن (نِيَّات قراءة القرآن)