أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: أحاديث رمضانية مشهورة لكنها ضعيفة أو موضوعة الثلاثاء 28 مارس 2023, 11:38 pm | |
| أحاديث رمضانية مشهورة لكنها ضعيفة أو موضوعةمحمد رفيق مؤمن الشوبكي ترد على ألسنة الكثير من الناس، بل حتى من الوعاظ أحاديث بخصوص شهر رمضان وفضائله إلا أنها ضعيفة أو موضوعة.
نذكر أهمها:1- حديث (صوموا تصحوا): وهو من حيث المعنى صحيح، إلا أنه حديث ضعيف، ضعفه العراقي، والمناوي، والعقيلي، والألباني. وقال عنه الصاغاني والفتني والشوكاني حديث موضوع.
2- حديث (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار): وهذا الحديث قال عنه الإمام العقيلي في الضعفاء الكبير: لا أصل له، وقال عنه الإمام الألباني في صحيح الجامع: حديث ضعيف جداً، وقال عنه في السلسلة الضعيفة: حديث منكر، وقال عنه الشيخ أبو إسحاق الحويني: حديث باطل.
إلا أنني أقول أن شهر رمضان ليس أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، بل كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة " (رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني).
3- حديث (إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ كُلِّ مَنْ مَضَى): وهذا الحديث قال عنه الإمام البيهقي في شعب الإيمان: حديث مرسل –وهو ضعيف-، وقال عنه الإمام ابن حبان: لا أصل له، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب: حديث ضعيف.
ولكن الصحيح أن لله عتقاء في شهر رمضان في كل ليلة بأعداد لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: " ... ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة " (رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني).
وعنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " (راوه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني).
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة " (رواه أحمد وصححه الألباني).
4- حديث (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله): وهذا الحديث: حديث موضوع، كما بين الإمام ابن الجوزي في الموضوعات، والإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة، والإمام الألباني في ضعيف الترغيب والسلسلة الضعيفة.
ونقول هنا ما ذكرناه في الحديث السابق أن لله عتقاء في كل ليلة بأعداد لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى. 5- حديث (إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة... قال: ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن الجوزي في العلل المتناهية: لا يصح، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب: حديث موضوع.
6- حديث (لو يعلمُ العبادُ ما في رمضانَ لتمنَّت أمَّتي أن يكونَ رمضانُ السَّنةَ كلَّها، فقال رجلٌ من خزاعةَ: حدِّثْنا به قال: إنَّ الجنَّةَ تزيَّنُ لرمضانَ من رأسِ الحولِ إلى الحولِ ، حتَّى إذا كان أوَّلُ يومٍ من رمضانَ ، هبَّتْ ريحٌ من تحتِ العرشِ فصفَّقتْ ورقُ الجنَّةِ ، فينظرُ الحورُ العينُ إلى ذلك فيقلن: يا ربِّ اجعلْ لنا من عبادِك في هذا الشَّهرِ أزواجًا تقرُّ أعينُنا بهم، وتقرُّ أعينُهم بنا، قال: فما من عبدٍ يصومُ رمضانَ إلَّا زُوِّج زوجةً من الحور العينِ في خيمةٍ من درٍّ مجوَّفةٍ ممَّا نعت اللهُ عزَّ وجلَّ حورٌ مقصوراتٌ في الخيامِ على كلِّ امرأةٍ سبعون حُلَّةً ليس فيها حُلَّةٌ على لونِ الأخرَى...): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن الجوزي في الموضوعات: حديث موضوع، وقال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية: ضعيف جداً، وقال عنه الإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة: حديث موضوع، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب: حديث موضوع.
7- حديث (يا أيُّها النَّاسُ قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ... ومَن تقرَّبَ فيهِ بخَصلةٍ منَ الخير كانَ كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواهُ، ومَن أدَّى فريضةً كانَ كمَن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سِواهُ): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير: حديث ضعيف، وقال عنه الإمام الألباني في تحريج مشكاة المصابيح: حديث ضعيف جداً، وقال عنه في السلسلة الضعيفة: حديث منكر.
وليس معنى ضعف هذا الحديث أن الأجر ليس مضاعفاً في رمضان، بل إن الله يضاعف الحسنات في رمضان وغيره إلى سبعمائة ضعف، وأجر الصيام ينفرد بعلم ثوابه وتضعيف حسناته الله سبحانه وتعالى، فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي" (رواه مسلم).
8- حديث (شهر رمضان شهر أمتي ترمض فيه ذنوبهم، فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب ولم يغتب وفطره طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها): وهذا الحديث قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الترغيب: حديث ضعيف جداً.
ومن الجدير بالذكر أنه قد ثبت في أحاديث أخرى صحيحة أن شهر رمضان تكفر فيه الخطايا والذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه" (رواه البخاري ومسلم).
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (رواه مسلم).
9- حديث (من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف: إسناده ضعيف، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب والسلسلة الضعيفة: حديث موضوع.
10- حديث (كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخَلَ رجبٌ قالَ: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف وقال عنه الإمام النووي في الأذكار: إسناده فيه ضعف، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب: حديث ضعيف.
وينبغي الإشارة هنا إلى أن هذا الحديث من حيث المعنى صحيح وطيب أن يدعو به الإنسان المسلم، ولكن لا ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن دعاء المسلم ربه أن يبلغه رمضان فهو دعاء طيب لا بأس به، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتاب لطائف المعارف: "قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان وتسلمه مني، متقبلاً".
11- حديث (رَجبُ شهرُ اللهِ، وشعبانُ شهري، ورمضانُ شهرُ أمتي...): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن الجوزي في الموضوعات، والحافظ ابن حجر العسقلاني في تبيين العجب، والشوكاني في الفوائد المجموعة، والحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام، والإمام ابن القيم الجوزية في المنار المنيف: حديث موضوع.
12- حديث (مَنْ فطّر صائماً في شهر رمضان من كسب حلال؛ صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبرائيل ليلة القدر، ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه، وتكثر دموعه. قال: فقلت: يا رسول الله! أفرأيت من لم يكن عنده؟ قال: فقبصة من طعام. قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز؟ قال: فمذقة من لبن. قال أفرأيت إن لم تكن عنده؟ قال: فشربة من ماء): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن حبان في المجروحين: لا أصل له، وقال عنه الإمام ابن الجوزي في الموضوعات: لا يصح، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الترغيب: حديث ضعيف جداً.
وقد صح في أجر إفطار الصائم أن مَنْ فطّر صائماً كان له مثل أجره، فعن زَيْدِ بْن خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ فطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غيْرَ أَنَّه لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِم شيْئًا" (رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني).
وعنه رضي الله عنه قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ فطَّر صائمًا أو جهَّز غازيًا؛ فله مثل أجره" (رواه البيهقي وصححه الألباني).
13- حديث (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَر، قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْت): وهذا الحديث قال عنه الإمام الشوكاني في نيل الأوطار والحافظ ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير: إسناده ضعيف، وقال عنه الإمام الألباني في إرواء الغليل: حديث ضعيف.
ملاحظة: يضيف البعض للدعاء السابق عبارة (وبك آمنت وعليك توكلت): وهذه الزيادة لا أصل لها، قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: "فزيادة، (وبك آمنت) لا أصل لها وإن كان معناها صحيحاً، وكذا زيادة (وعليك توكلت)".
14- حديث (كان النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أَفْطَرَ، قال: اللهم لك صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أنت السَّمِيعُ الْعَلِيم): وهذا الحديث قال عنه الإمام ابن القيم الجوزية في زاد المعاد: لا يثبت، وقال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية: سنده واهٍ جداً، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الجامع: حديث ضعيف.
ملاحظة هامة: صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الافطار، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" (رواه أبو داود وحسنه الألباني).
15- حديث (نومُ الصائمِ عبادةٌ، وصَمْتُه تسبيحٌ، وعملُه مُضاعَفٌ، ودعاؤُه مُستَجابٌ، وذنبُه مغفورٌ): وهذا الحديث قال عنه الإمام العجلوني في كشف الخفاء والإمام العراقي في تخريج الإحياء: إسناده ضعيف، وقال عنه الإمام الألباني في ضعيف الجامع: حديث ضعيف، وقال عنه في السلسلة الضعيفة: ضعيف جداً.
ومن الجدير بالذكر أنه ثبت أن الأعمال تتضاعف في رمضان وغير رمضان إلى سبعمائة ضعف كما سبق أن بينا، وكذلك ثبت أن دعوة الصائم لا ترد، وثبت أن الصيام يكفر الذنوب، لكن أن نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح فهذا لم يثبت بأي دليل صحيح.
16- (يوم صومكم يوم نحركم): ومعنى هذا الأثر أن أول يوم من شهر رمضان نفسه يوم عيد النحر (الأضحى). وهذا الأثر قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: لا أصل له، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "لا يُعرف في شيء من كتب الإسلام ولا رواه عالم قط"، وقال عنه ابن القيم في المنار المنيف: باطل، وقال عنه العراقي والسخاوي والزركشي والسيوطي والعجلوني والألباني وغيرهم: لا أصل له، وقال عنه الإمام النووي في المجموع: ضعيف بل منكر، وقال عنه العلامة ابن باز: "لا أعلم له أصلاً شرعياً، ولا أعلم أنه ورد في ذلك حديث يُعتمد عليه".
17- حديث (من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله، وإن صامه): وهذا الحديث قال عنه الإمام الدارقطني والإمام الألباني: حديث ضعيف، وقال عنه العلامة ابن باز: ضعيف مضطرب عند أهل العلم لا يصح.
وليس معنى ضعف هذا الحديث عدم وقوع الإثم على من أفطر متعمداً بدون عذر، بل إن ترك صيام شهر رمضان بدون عذر كبيرة من الكبائر التي تستوجب العقاب الشديد يوم القيامة.
فعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ –أي عضدي-، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا، فَقَالا لِي: اصْعَد، فَقُلْتُ: إِنِّي لا أُطِيقُهُ، فَقَالا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ، فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ –وسط الجبل- إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟ ، قَالَ: هذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّار، ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ –العُرقوب هو العَصَب الذي فوق مؤخرة قدم الإنسان- مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ –الشَّدْق هو جانب الفم مما تحت الخد- تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟، فَقِيلَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ -أي يفطرون قبل أن يحل الفطر لهم بغروب الشمس-" (رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي وصححه الألباني).
قال الإمام الألباني رحمه الله معلقاً على هذا الحديث في كتابه السلسلة الصحيحة: "أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة ".
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر: "الكبيرة السادسة إفطار يوم من رمضان بلا عذر"، وقال في موضع آخر من الكتاب: "عند المؤمنين مقرر: أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا عرض أنه شر من المكَّاس –السارق أو قاطع الطريق ويشمل كل من يستولي على المال بغير وجه حق- والزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال".
قال الإمام الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر: "الْكَبِيرَةُ الْأَرْبَعُونَ وَالْحَادِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ بَعْدَ الْمِائَةِ تَرْكُ صَوْمِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ رَمَضَانَ، وَالْإِفْطَارُ فِيهِ بِجِمَاعٍ أَوْ غَيْرِهِ بِغَيْرِ عُذْرٍ".
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
أخوكم/ محمد رفيق مؤمن الشوبكي إمام وواعظ
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: أحاديث رمضانية مشهورة لكنها ضعيفة أو موضوعة الأربعاء 29 مارس 2023, 12:09 am | |
| أحاديث ضعيفة مشتهرة في رمضان محمد الحمود النجدي هذه مجموعة من الأحاديث الضعيفة المشتهرة في رمضان بين الناس وبين بعض الخطباء، نبهنا عليها وذكرنا أقوال أهل العلم فيها، نسأل الله تعالى للجميع العلم النافع المستقى من الكتاب والسنة الصحيحة، والله الموفق للصواب لا ربَّ سواه.
1- حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ببلوغ رمضان، فكان إذا دخل شهر رجب قال: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان))
حديث ضعيف، رواه الطبراني في الأوسط –كما في مجمع البحرين (1486)– وفيه ضعيفان: زائدة بن أبي الرقاد الباهلي، منكر الحديث، قاله البخاري والنسائي والحافظ ابن حجر، وزياد بن عبد الله النميري ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وضعفه الحافظ ابن حجر.
2- حديث سلمان رضي الله عنه، قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: ((يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر. جعل الله صيامَه فريضة وقيامَ ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزاد فيه الرزق، ومن فطَّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثلُ أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا يا رسول الله: ليس كلُّنا يجد ما يفطِّر به الصائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب لمن فطَّر صائما على مُذْقَةِ لبنٍ أو تمرةٍ أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله عز وجل من حوضي شربة ً لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار حتى يدخل الجنة. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين تُرضون بهما ربَّكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان تُرضون بهما ربَّكم: فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، أما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الله الجنة،وتعوذون به من النار)). حديث ضعيف، رواه ابن خزيمة (1887 ) وقال: إنْ صح، والبيهقي، وإسناده فيه ضعف، فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف عند الأئمة، وقال أبو حاتم: حديث منكر، وكذا قال الألباني: في الضعيفة (871 ).
3- إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، نظر الله عز وجل إلى خلقه، وإذا نظر الله عز وجل إلى عبده لم يعذبه أبدا، ولله عز وجل في كل ليلة ألف ألف عتيق من النار، فإذا كان ليلة النصف من شهر أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق”. هذا الحديث موضوع، ففي سنده: عثمان بن عبد الله الشامي أحد الوضّاعين، ورواه بن الجوزي في (الموضوعات 1120)، ثم قال: ”موضوع، فيه مجاهيل، والمتهم به عثمان ”.
وقال ابن حبان: يضع على الثقات.
4- حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صام)). حديث ضعيف، رواه أحمد (2/458) وأبو داود (2396) والترمذي (115) وابن ماجه (1672) والدارمي، وذكره البخاري تعليقا بصيغة التمريض تضعيفا له، وقال الترمذي (115): سمعت محمداً –البخاري– يقول: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث، وقال الحافظ ابن حجر: لين الحديث، وضعفه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في السنن وفي الجامع (5462) وفي المشكاة (2013).
5- حديث عامر بن ربيعة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى وهو يتسوك وهو صائم. حديث ضعيف، رواه الترمذي (116) وأبو داود (2364) والدار قطني (2/202) والبيهقي (4/272) من حديث عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه.
قال الدار قطني: عاصم بن عبيد الله غيره أثبت منه. وقال البيهقي ليس بقوي، قلت: وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل وابن معين وابن سعد، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف.
وهذا لا يعني أنه لا يجوز استعمال السواك أثناء الصيام، فقد قال أبو عيسى الترمذي بعد الحديث: والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بالسواك للصائم بأساً، إلا أن بعض أهل العلم كرهوا السواك للصائم بالعود الرطب، وكرهوا له السواك آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأساً أول النهار ولا آخره.
وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار، انتهى.
وأخرج الطبراني –كما في التعليق المغني على الدار قطني– عن عبد الرحمن بن غنيم قال: سألت معاذ بن جبل، أتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم، قلت: أي النهار أتسوك؟ قال: أي النهار شئت غدوة أو عشية، قلت: إن الناس يكرهونه، ويقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) فقال: سبحان الله، لقد أمرهم بالسواك وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفم الصائم خلوف.
قال الحافظ في التلخيص الحبير: سنده جيد.
وقال الألباني في الإرواء ( 1/107 ) بعد ذكر قول الشافعي: وهو الحق لعموم الأدلة، كالحديث الآتي في الحض على السواك عند كل صلاة وعند كل وضوء، وبه قال البخاري في صحيحه، وأشار إلى تضعيف حديث عامر هذا، انتهى.
6- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ”اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، الله تقبل منا، إنك أنت السميع العليم” ويروى: ”اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت..”. هذا الحديث ضعيف وقد ورد من طرق عن ابن عباس، وأنس، ولا يصح، إذ كل طرقه ضعيفة ضعفا لا يتقوى، وهو كما قال بن القيم في ”الزاد”: لا يثبت.
حديث أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: اشتكت عيني، أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: (نعم). حديث ضعيف، رواه الترمذي (729) وقال: حديث أنس حديث إسناده ليس بقوي، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة يضعف، انتهى.
قلت: وهو طريف بن سلمان ويقال سلمان بن طريف، روى عن أنس، قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدار قطني: ضعيف، وذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث! وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف، وبالغ السليماني فيه.
قال الترمذي: واختلف أهل العلم في الكحل للصائم، فكرهه بعضهم، وهو قول سفيان وابن المبارك وأحمد وإسحاق، ورخص بعض أهل العلم في الكحل للصائم، وهو قول الشافعي، انتهى.
وهو الصحيح إن شاء الله تعالى، وقد جاء عن أنس رضي الله عنه أنه كان يكتحل وهو صائم، رواه أبو داود بسند حسن.
ومثله في الحكم: قطرة العين فإنه لا بأس بها للصائم، لأن العين ليست منفذاً إلى الجوف، والقطرة والكحل ليسا من الطعام والشراب ولا في حكمهما.
7- حديث: ((صوموا تصحوا)) وهو جزء من الحديث أبي هريرة مرفوعاً: ((اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا)). ضعيف مرفوعاً، رواه الطبراني في الأوسط (8308) – وكما في مجمع البحرين (1467، 2618) وأبو نعيم في الطب النبوي، كما في المقاصد الحسنة (ص 262) عن محمد بن سليمان بن أبى داود الحراني عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
قال الطبراني: لم يروه بهذا اللفظ إلا زهير.
وهو أبو المنذر الخراساني، قال أبو بكر بن الأثرم: سمعت أبا عبد الله وذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد، قال يروون عنه أحاديث مناكير هؤلاء…
وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدث من حفظه ففيه أغاليط، وما حدث من كتبه فهو صالح.
وقال الحافظ ابن حجر: سكن الشام ثم الحجاز، ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها.
قلت: وهذه منها فإن محمد بن سليمان حراني.
وأيضاً: شيخ الطبراني موسى بن زكريا متروك.
وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه موقوفاً.
8- خمس تفطر الصائم، وتنقض الوضوء: "الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظر بالشهوة، واليمين الفاجرة”. حديث موضوع؛ رواه بن الجوزي في الموضوعات وقال: ”موضوع”، ومن قبله قال أبو حاتم: هذا حديث كذب.
9- صائم رمضان في السفر، كالمفطر في الحظر” رواه ابن ماجة (1666) حديث منكر؛ وقد رواه ابن ماجة من حديث عبد الرحمن بن عوف، وقد ضعفه العلامة الألباني رحمه الله في الضعيفة (1/498/505).
10- "لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم”. حديث ضعيف؛ وقد رواه بن ماجه وغيره، من حديث أبي هريرة، ورواه بن الجوزي في ”العلل المتناهية في الأحاديث الواهية” من حديث سهل بن سعد، وقال بن الجوزي: هذا الحديث لا يصح.
11- "الصائم في عبادة، ما لم يغتب”. حديث منكر؛ وقد رواه اين عدي في الكامل (5/284) وجعله من منكرات عبد الرحيم بن هارون الغساني، وقد كذبه الدارقطني.
12- حديث: "شهر رمضان معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر". وهو حديث مشهور على ألسنة بعض الوعاظ والخطباء، وهو حديث ضعيف، رواه ابن شاهين في ترغيبه كما في فيض القدير (4 / 167) والضياء المقدسي من حديث جرير، ورمز له السيوطي بالضعف، وقال المناوي: أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: لا يصح، فيه محمد بن عبيد البصري، مجهول.
قال العلامة الألباني بعد أن ضعف الحديث: ثم إن الحديث لو صح لكانت ظاهر الدلالة على أن قبول صوم رمضان متوقف على إخراج صدقة الفطر، فمن لم يخرجها لم يقبل صومه، ولا أعلم أحداً في أهل العلم يقول به قال: أقول هذا، وأنا أعلم أن بعض المُفتين ينشر هذا الحديث على الناس كلما أتى شهر رمضان، وذلك من التساهل الذي كنا نطمع في أن يحذروا الناس منه، فضلاً عن أن يقعوا فيه هم أنفسهم!!
13- حديث: "إن الله ليس بتارك أحد من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له". حديث موضوع رواه الخطيب في تاريخه (5 / 91)، من حديث أنس رضي الله عنه، وفيه: سلام الطويل متهم بالكذب والوضع، وشيخه زياد ابن ميمون اعترف بالوضع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1121) وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحي: سلام ليس بشيء، وقال البخاري والنسائي والدار قطني: متروك.
قال يزيد ابن هارون وزياد ابن ميمون كذاب، وقال يحي ليس بشيء، وقال البخاري: تركوه وانظر، الضعفاء الصغير للبخاري (222) والميزان للذهبي (2970).
14- حديث: "إذا سلمت الجمعة سَلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة". الحديث موضوع، أخرجه أبو نعيم في الحلية (7 / 140) وابن عدي في الكامل (5 /288) البيهقي في الشعب (3708) وابن الجوزي في الموضوعات (1127) وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه عبد العزيز ابن أبان أبو خالد القرشي، قال ابن حزم: متفق علي ضعفه.
قال ابن الجوزي: تفرد به عبد العزيز، قال يحي: ليس هو بشيء، هو كذاب خبيث، يضع الحديث، وقال محمد ابن عبد الله بن نمير: هو كذاب.
وقال ابن عدي عن هذا الحديث: باطل ليس له أصل، والحديث قال عنه الألباني في الضعيفة (2565) موضوع.
15- حديث: "خمس تفطر الصائم وتنقض الوضوء: الكذب والغيبة والنميمة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة". حديث موضوع، رواه الجو رقاني في الأباطيل (1/351) وابن الجوزي في الموضوعات (1131) وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه.
قال ابن أبي حاتم في العلل، سالت أبي عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث كذب.
وقال الجورقاني: وهذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات، فيه جابان ومحمد ابن الحجاج، فإنهما ضعيفان.
وقال ابن الجوزي: وهذا موضوع.
قلت: وهذه الأشياء لا شك في حرمتها وتأكد حرمتها أثناء الصيام، وقد تذهب بأجر الصيام كله كما قال صلى الله عليه وسلم رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع رواه ابن ماجة (1690) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
لكن لا دليل على أنها تفطر الصائم، فهو حكم شرعي آخر لابد له من دليل صحيح من كتاب أو سنة.
وكذلك الحال بالنسبة لانتقاض الوضوء.
16- حديث: "مَنْ فطّر صائماً في رمضان من كسب حلال صلّت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل، ومَنْ يُصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه، قال رجل يا رسول الله فإن لم يكن ذاك عنده؟ قال ففلقة خبز قال: أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟ قال: فمذقة من لبن، قال أفرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: فشربة من ماء. ضعيف جداً، أخرجه ابن عدي في الكامل (2/306) وابن الجوزي في الموضوعات (1125) الطبراني في الكبير (6162) بنحوه مختصراً وغيرهم من حديث سلمان رضي الله عنه مرفوعاً.
وفيه: علي بن زيد وهو ابن جدعان، وهو ضعيف لسوء حفظه، والحسن ابن أبي جعفر الجفري ضعيف الحديث مع عبادته وفضلهن، قاله الحافظ وقد قال البخاري: منكر الحديث، وتركه احمد ابن حنبل.
وقد مر نحوه انظر الحديث (2).
17– حديث: "إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي، إلا كانت نوراً بين عينيه يوم القيامة“. ضعيف، أخرجه الطبراني في الكبير (3696) والدار قطني (2/204) البيهقي (4/274) وغيرهم من حديث علي رضي الله عنه. قال الهيثمي في المجمع (3/164 –165): رواه الطبراني في الكبير ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن علي، وفيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره أ.هـ. وكيسان أبو عمر ليس بالقوي، ضعفه أحمد وابن معين وقال الدار قطني ليس بالقوي، والحديث ضعفه الدارقطني البيهقي، والألباني في الضعيفة (401) وانظر التعليق على الحديث رقم (4).
18- حديث: "لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان. موضوع، أخرجه ابن عدي (7/2517) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (1118) والجو رقاني (2/88 – حديث 474) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفيه أبو معشر ضعيف.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر اسمه نجيح، وكان يحي ابن سعيد يضعفهن ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره، وقال يحي ابن معين: إسناده ليس بشيء.
قلت –ابن الجوزي–: ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى رمضان ولا يجوز أن يسمى به إجماعاً.
وفي الصحيحين: من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة انتهى.
قلت: قد أخرجه البخاري في الصوم (4/112) ومسلم في الصيام (2/758) وهو واضح الدلالة في جواز تسمية رمضان.
19 – حديث: أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت أمَّتِي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمَّة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليكِ، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ولكن العامل أنما يوفى أجره إذا قضى عمله. ضعيف جداً، أخرجه أحمد (2/292) والبزار (963) البيهقي في الشعب (3602).
وفيه: هشام بن أبي هشام القرشي أبو المقدام، متفق على ضعفه، ومحمد بن محمد الأسود مجهول الحال.
وله شاهد: من حديث جابر رضي الله عنه عند البيهقي (3603) وسنده ضعيف، فيه: زيد العمي ضعيف.
|
|