قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: قصص الشهداء العرب في البوسنة والهرسك (4) الأحد 07 أغسطس 2011, 7:17 am
عادل الغانم.. أبومعاذ الكويتي
ترى الرجل النحيل فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
رجل من رجالات هذه الأمه والتي قلما تجود بمثله نساء هذا الزمان من مواليد الكويت تربى وعاش على روح المغامرة وحب التحدي فكانت له صولات وجولات قبل أن ييسر الله له طريق الهداية وكان ممن يشار له بالبنان في الكويت حيث أنه كان من أشهر العدائين وأحرز للكويت كذا بطولة هداه الله عز وجل ونفسه تتوق للعزة والكرامة حتى وجد ضالته في الجهاد في سبيل الله فعقد العزم على السفر إلى بلاد الأفغان لنصرة المسلمين هناك ونيل شرف الجهاد والاستشهاد وفعلاً وصل هنالك وكان مميزاً من بين إخوانه المجاهدين حتى أصبح قائداً من قادة المجاهدين ، مكث رحمه الله فترة طويله في أفغانستان بالسنين وكانت له صولات وجولات ومن قصصه البطولية كان في منطقة يقوم بحراستها مع الأفغان فسمع أن قائداً روسياً موجوداً في الجبهة التي تواجهه من أعداء الله فعزم أن يأتي به أسيراً وفعلاً رسم الخطة ونزل باتجاه العدو حتى وصل اليهم دون أن يشعروا به ولكن لم يرد الله أن يؤسر ذلك القائد الروسي وانكشف أمر أبي معاذ والأخ الذي معه فتراجعا تحت وابل النيران حتى احتميا في بيت طين مهجور وبدأ الشيوعيون بالبحث عنهم وطال الانتظار فأراد أبي معاذ أن يرى الأحوال بالخارج وأخرج طرف عينه من النافذه فإذا وجهه بوجه الشيوعي فقتله فانفضح امرهما وبدأوا يقصفونهما من كل حدب وصوب حتى قتل الأخ المجاهد الذي مع أبي معاذ، وتم تبادل إطلاق النار وزحف أبو معاذ وخرج من البيت ونجاه الله وعاد إلى المجاهدين وكان رحمه الله يدرب المجاهدين الجدد بإنزالهم مباشرة معه في الترصد ومباغتة الشيوعيين بكر وفر، وما زالت قصص شجاعته ومغامراته يعرفها من كان هناك، بعد سنوات حافلة بالبطولات والتضحيات اعتدى العراق على دولة الكويت فسمع بذلك رحمه الله فرجع مباشرة إلى الكويت للدفاع عن بلده وكانت له القصص المشهورة حتى رجعت الكويت لأهلها فمرض رحمه الله فعكف على كتب أهل العلم يحصن نفسه من الجهل وليزداد معرفة بمسائل الجهاد وكانت وقتها أحداث البوسنه والهرسك قد غطت على أحداث العالم ومجازر الصرب المروعة لم تفارق مخيلة كل مسلم واغتصاب الكلاب الكروات للمسلمات لم يجعل للقعود والتنعم مجالاً فذهب رحمه الله إلى مكة ليأخذ عمرة وأخذ غفوة بعد العمره فرأى أطفال البوسنه ورجالهم ينادونه باسمه فاستيقظ وبدأ يفكر تفكير جدياً بالذهاب هناك فأعد العدة وانطلق هنالك في عام 1413هـ وشارك إخوانه بعض العمليات ثم رجع للكويت لينقل الصوره ويجمع التبرعات وفعلاً رجع للكويت وكان شعلة متقده رحمه الله وجمع ما يستطيع، وفي ذات يوم قال له أحد الكويتيين اتعرف فلاناً قال نعم أعرف اسمه وكان من كبار تجار الكويت فقال له إذا وصلت إليه فسيكفيك عن طلب التبرعات فقال كيف أصل إليه قال حاول ولكنه هو من سيكفيك في أمر التبرعات، وفعلًا ذهب وحاول وحاول حتى وصل إليه وقال ممكن أتكلم معك لحظه أرجوك فقال التاجر له هيا بسرعه فأخبره عن أحوال المسلمين هناك وما شاهده من أهوال ومصائب من قتل الشيوخ والأطفال واغتصاب النساء والقتل والتشريد.. و... و... و.. فكانت المفاجأه كان رد التاجر أن بصق بوجهه بكل احتقار وقال لست متفرغاً لك ولبوسنوييك فرد عليه بلطف وقال أبومعاذ رحمه الله هذه البصقة التي في وجهي لي أنا ولكن ماذا ستعطي إخواننا هناك؟
فأثرت هذه الكلمه في نفس التاجر وقال له سامحني واطلب ما تريد... رجع رحمه الله إلى البوسنه في عام 1414هـ في نهاية الحصار الكرواتي على البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين وكان مدرباً بها حتى رجع أتت معركة فيسيكو قلافا فاحتاجوا له رحمه الله وكان أميراً على مجموعة وانتقل المجاهدون إلى جبهة زافيدوفيتش وكان عدد المجاهدين قد كثر لأن الحصار الكرواتي قد زال فكان رحمه الله أميراً على قمة من القمم الثلاث هناك وكان رحمه الله إذا خرج بمجموعته للحراسة يقف بعد كل مسافة قصيره يتفقد المجاهدين ويريح المتعبين ويبث في نفوسهم روح الاحتساب وهكذا نزل الثلج بغزارة خلال تلك الأيام وانحاز المجاهدون إلى مدرسة في المدينة ليرتاحوا من مشقة الثلج وصادفت هدنة مع الصرب، خلال هذه الفتره أمره المجاهدون على أمارة العرب في الكتيبه لما يتمتع به من أخلاق فاضلة وابتسامة بشوشه يتميز بها عن غيره دون تكلف أو تصنع وكان شجاعاً مقداماً حليماً متواضعاً ويؤول الرؤى فكان رحمه الله كالأم للمجاهدين يواسي هذا ويعود هذا وينصح هذا ويسهر على راحة هذا حتى أحبه البوسنويون قبل الأنصار المجاهدين وتملك حبه قلوب الشباب المجاهد حتى أتت معركة الفتح المبين وتقسمت المجموعات ونادى المنادي يا خيل الله اركبي.. وتدافع الأبطال وبدأت المعركة فكان يوجه المعركه وهو واقف كالجبل الأشم وسلاحه معلق على كتفه وهو يوجه المجاهدين ويتابعهم بحرص والرصاصات والقذائف تمر من بين يديه ومن فوقه وهو لا ينثني ويتابع المجاهدين ويوجههم فسبحان من أعطاه الشجاعة والثبات..
انتهت المعركة بنصر لجند الرحمن وبعدها بشهر كانت هنالك معركة أخرى نزل أبومعاذ رحمه الله إلى المدينة وكان عازما على الزواج من بوسنوية واستصدر لها فيزة في الكويت وقرب زواجه ولكنه أجله لحين انتهاء العملية الثانيه ثم رجع للجبهه يحرس ويتابع...
نزل ذات يوم هو وأبو العلاء اليمني رحمه الله وأحد المجاهدين من الجبهة سيراً على الأقدام وتوقفا عند مقبرة الشهداء العرب والبوسنويين رحمهم الله وإذا بقبرين محفورين بهما ماء كثير فقال أبوالعلاء اليمني وهو من حفظة كتاب الله الذي سيوضع في هذا القبر مسكين ستغمره المياه فقال أبومعاذ المهم نقتل ويتقبلنا الله ولا مشكلة بعد ذلك في الدفن، وبعد المعركة دفن أبي العلاء وأبو معاذ في ذانك القبرين اللذين كانا يتحدثان عندهما...
اقترب موعد معركة الكرامه واستعد المجاهدون لها أيما استعداد وبدأت المعركه وانتصر جندالله وانقلب الصرب بغيظهم خاسرين مهزومين وبدأت عملية تثبيت الخط وانتصف النهار وأبومعاذ رحمه الله يتابع سير الخنادق وحفرها حتى صعد على قمة جبل فإذا بصربي لئيم جبان قد اقتنص أبامعاذ رحمه الله بطلقات سقط على أثرها شهيداً نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا وكانت الفاجعة بمقتله رحمه الله بأن فقدت الأمه أحد رجالاتها المخلصين وفقدت أرض الكويت أحد أبنائها البررة وفقد المجاهدون أحد قادتهم النادرين المتمكنين فرحم الله أبامعاذ الكويتي وأسكنه فسيح جناته وكان في وصيته بأن ترك ما يملكه في الكويت وهو محل لبيع العسل لصديق له في الكويت فقير الماده فانظر كيف لم ينس إخوانه وانظر رحمك الله لوفائه فوداعاً يا عادل...
أبوزيد الهاجري القطري
أبوزيد القطري شاب في ريعان شبابه ووردة في مقتبل العمر من أهالي قطر ومن سكان مدينة الدوحة التي انجبت ذلك الأسد، والده يعمل بالجيش القطري برتبة رفيعة وعندما بلغ عمر ابنه الرابعة عشر عاما بدأ الأب بأخذ أبنه معه للجيش واستطاع الأب أن يلحق الابن في الجيش فتعلم ما يستطيع ويناسب سنه حتى بلغ عمره سبعة عشر عاما وكانت في تلك الفتره أحداث البوسنه والهرسك قد غطت على كل الأخبار وأقضت مضاجع الأخيار ومن كان به خير هب وطار لنصرة إخوانه هناك بالنفس أو المال وأخذ أبوزيد يتتبع الأخبار وكيف يستطيع نصرتهم والأفكار تراوده أن يكون ممن قدموا أنفسهم لنصرة ورفع شأن دينهم على دمائهم واشلائهم حتى وفقه الله بأربعة من شباب قطر الأخيار هم أبوأحمد وأبومصعب وأبومعاذ وكانوا ينوون الذهاب إلى البوسنة ومناصرة إخوانهم هناك علهم ان يلحقوا بركب أبي صالح القطري وأبي معاذ القطري وأبي خالد القطري رحمهم الله جميعاً..
وفعلاً تحرك الأبطال ومعهم أبوزيد رحمه الله وواجهوا المشاق والمتاعب.. وتركوا الدنيا بزخارفها وزينتها وبهرجها خلف ظهورهم ويمموا يطلبون الشهادة.
وصلوا إلى البوسنة والتحقوا بكتيبة المجاهدين بعد أشهر اضطر رفاق دربه أن ينزلوا إلى أهلهم في قطر، ففكر وفكر وهم طلب الشهادة يراوده حتى اتخذ قراره القاطع بعدم الرغبة في الرجوع إلى قطر، وفعلاً ودع أصحابه وهو يحاول أن يثنيهم عن قرارهم ولكن دون فائده وفي شتاء عام 1414هـ نزل المجاهدون من الخنادق إلى الخطوط الخلفية للراحة شهراً كاملاً لأن في هذا الشهر تتعاظم الثلوج وتكون بالأمتار وهنا في الخط الخلفي للمسلمين تجمع المجاهدون في مدرسة للبوسنيين وفي هذا المكان ظهرت صفات الشهادة على أخينا أبي زيد القطري من تواضع وإيثار لاخوانه حيث كان هو من يقوم بتوزيع الأكل على المجاهدين ولا يأكل حتى يقوم آخر مجاهد من المائدة ثم يأكل ما يجد، وكانت روحه مرحة ويحب ملاطفة الشباب والترويح عنهم.
وفي الليل فلا تسل عن قيامه وخشوعه وتذلـله بين يدي ربه وفي النهار صيام يوم وأفطار يوم بعدها تحرك المجاهدون باتجاه الجبهه للقيام بواجب الحراسه وبينما هو يحرس ذات يوم والسماء صافيه والثلوج تملأ الأرض وفي آخر الليل كان أمير الخط يتجول على الخنادق فرأى أبي زيد مشخص البصر للسماء وينظر باستغراب شديد إليها فناداه الأمير ياأبا زيد… أبازيد… أبازيد فلم يرد عليه حتى اقترب منه الأمير وهزه ماذا بك قال لا شيء قال والله لتخبرني قال والله لقد رأيت السماء وكأنها انفتحت واذا بامرأه من أجمل ما رأيت في حياتي تشير لي بيدها وتسلم علي، كتم الأمير ذلك الأمر وواصلا الحراسة، واقتربت معركة الفتح المبين واستعد الأسود لخوض هذه المعركه الهامة والحاسمه والتي يقول عنها الخبراء العسكريون إن المنطقه -الجبهة- لا تفتح إلا بالطيران الحربي وقد جرب الجيش البوسنوي فتح المنطقه من قبل وباءت كل محاولاته بالفشل...
تقدم المجاهدون الى تلك المنطقة الحصينه وكل منهم لسان حاله يقول:
سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
وكل يتمنى الشهادة بصدق من قلبه بعد أن يثخن في أعداء الله الصرب ويذيقهم العذاب في الدنيا قبل الآخره، وعندما بدأت المعركه وتعالت صيحات التكبير سقط أخونا أبوزيدالقطري رحمه الله شهيداً مقبلا غير مدبر نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا...
فرحم الله ذاك البطل الصغير في عمره الكبير في أفعاله ذو السبعة عشر عاماً فوداعاً أبا زيد وإلى جنات الخلد إن شاء الله …
مخلد العتيبي أبو عبدالرحمن الكويتي
يقول أحد السلف والله إننا لنرى رجالاً نحبهم في الله فنزداد ثباتاً وايماناً برؤيتهم اياماً، وأخونا أبوعبدالرحمن رحمه الله من أولئك الرجال ولا نزكي على الله أحدا تعلو محياه ابتسامة عفويه.
ونور وجه له إشراقة مميزه ولا يختلف في شكل وجهه عن رفيق دربه أبي معاذ الكويتي رحمه الله، سمع بالجهاد في أرض البوسنة والهرسك فتتبع الأخبار وأخذ يسأل عن الطريق إلى نصرة إخوانه البوسنوين في بلدهم وتقديم روحه الزكية رخيصة في سبيل الله ويبيعها في سوق قال الله عنه {ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه} وصل رحمه الله إلى البوسنه والهرسك في بداية شهر شعبان لعام 1415هـ والتحق بكتيبة المجاهدين فكان نعم الرجل بأخلاقه وتعامله وإيثاره وتذلـله لأخوانه، وإذا سألت عن عبادته فهو من أصحاب قيام الليل وإذا سألت عن صيامه فلا يترك الاثنين والخميس واشترك رحمه الله في عملية جبل فلاشيج التي قتل فيها أبوعبدالله الشرقي رحمه الله واشترك بما بعدها من معارك حول مدينة ترافنيك..
وفي إحدى المعارك في ليلة عرفة لعام 1415هـ أصيب رحمه الله في رأسه وكتفه وكان فرحا جداً مسرورا بالإصابه لأنها ختم للشهادة وموعودا لقول النبي عليه السلام: {ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا أتى يوم القيامة وكلمه يدمي الريح ريح المسك واللون لون الدم).
واصل رحمه الله مشواره في بلاد البلقان حتى انتهى القتال فرجع إلى الكويت وبعدها بفتره سمع عن أخبار الشيشان وطلب إخوانه المسلمين للنصرة فأعد نفسه للذود عن إخوانه والدفاع عن حرمات المسلمين في ذلك البلد ثم بعد جهد جهيد استطاع دخول الشيشان قبل الحرب الثانيه بشهرين، كان القائد المعروف ابن الخطاب مع مجموعته قد توغلوا في أرض داغستان فاستطاع الروس أن يحاصروا الخطاب ومجموعته حتى إن الروس أخذوا ينادون على أبن الخطاب ومن معه أن يسلموا انفسهم وبينما الحصار في أشده تقدم نائب الخطاب حكيم المدني رحمه الله وكان أبوعبدالرحمن نائبه وقاتلوا قتال الأبطال حتى استطاعوا ان يفتحوا ثغرة من العدو ليتسلل الخطاب ومجموعته من خلالها إلى خارج الحصار وبينما يهم حكيم المدني ومجموعته بالرجوع إلى جبال الشيشان إذ كمن الروس لهم في قمة الجبل بإنزال سريع عملوه فدارت معركة قويه بينهما انتهت بفوز جند الرحمن على عدوهم وأخذ حكيم المدني بتفقد القتلى من الروس وإذ بأحدهم لم يمت وحينما ابتعد حكيم عنه ظاناً منه أنه قد مات ارتفع الخبيث وسدد رصاص الغدر في الظهر فقتل حكيم رحمه الله ثم قتل الشباب ذلك العلج واستلم الأمارة من بعده أبوعبدالرحمن وتقدم باتجاه القمه فإذا برصاص قناصة قد أصابته مع رأسه فقتل رحمه الله على الفور ، وهكذا تقدم الكويت الليوث رحمهم الله وفقدت أحد أبنائها البرره فرحم الله أباعبدالرحمن وأسكنه فسيح جناته وأبدل الأمة بخيرٍ منه فلقد تعب وبحث عن الشهادة حتى ظفر بها ولانزكي على الله أحدا ، ولحق برفيق دربه أبي محمد الكويتي رحمه الله.
سميرالثبيتي
شاب من شباب الطائف تلك المدينة الهادئة التي أخرجت هذا الرجل البطولي ، كان في أول عمره منهمكاً في المعاصي والغفلة عن الله حتى قيض الله له من ينصحه ويوجهه بكلمات يسيرات (وانظر أخي هل كان يظن من نصحه أن الرجل سيكون له شأن ويكون ممن يقدم نفسه في سبيل الله فكل الأجور ستكون لصالح من دعاه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) المهم أن الرجل وقف مع نفسه وقفة جادة وترك صحبته السابقه وكان عمره تسعة عشر سنة وكانت له الكلمه الأولى والأخيره بين أصحابه الذين يفوقونه بسنوات كثيرة ولكن الرجل له هيبة وقلب لايعرف الخوف، بدأ يقلب الكتب العلمية ويسأل العلماء عن أفضل الأعمال فقالوا له الجهاد في سبيل الله فعزم على مشاركة إخوانه في الجهاد في أرض البوسنه والهرسك وفعلا ذهب إلى البوسنة وروحه تكاد تطير من الفرح حتى وصل إلى البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين وكان رحمه الله وقوراً ذا هيبه ومحبوباً من الجميع وذا ذكاء مميز وشجاعة مطلقة وبعد مرور بضعة أشهر اختاره معتز عليه رحمة الله ضمن مجموعة الترصد وأوكل له قيادة مجموعة في معركة الفتح المبين وأصيب رحمه الله وواصل الجهاد حتى انتهى القتال في أرض البوسنة والهرسك ثم رجع بعد ذلك...
ثم سمع بمحنة إخوانه المسلمين في كوسوفا المسلمة فهب لنصرة إخوانه هنالك، وويل للصرب من رجل يعرفهم ويعرفونه التحق بمجموعة للمجاهدين الكوسوفيين واستبسل رحمه الله في المعارك هناك حتى ارتفع شأنه وعلا ذكره بين الكوسوفيين وكان في منطقة يقود الهجوم عليها جنرال صربي يسكن بالقرب من خط المواجهة مع المسلمين وكان هذا القائد الصربي قد آذى المسلمين وحرق منازلهم وأرضهم وأرقهم بالقصف المتواصل حتى أن اسم الجنرال الصربي قد ذاع صيته وانتشر خبره بشدته وما إلى ذلك، أخذ أبومصعب رحمه الله يفكر طويلاً وقال للكوسوفيين من يعاهدني على قتل الجنرال أو الموت عنده فعاهده بعضهم وفعلاً تسلل الليث الزؤور ومعه بعض المجاهدين إلى أن تعمقوا في أراضي الصرب ووصلوا إلى منزل القائد ودارت معركة خفيفة ودخل عليه أبومصعب في منزله واستل سكينا كانت معه وقتله وقطع رأسه ثم قفل راجعاً هو ومن معه من المجاهدين فأراح المسلمين من شره وهدأ الجنرالات الصرب وخافوا من انتقام كهذا
ترى هل كان يدور بخلد الأخ الذي نصحه أن هذا الرجل الغافل سيعمل هذه الأعمال البطولية فكم من رجل مثل هذا يحتاج إلى دعوة صادقه ، ارتفع شأن أبي مصعب بين الأهالي وأكرموه ورفعوا مكانته حتى انتهى القتال في كوسوفا ثم اشتعلت المعارك في الشيشان وأعد العدة للذهاب هنالك ونصرة إخوانه وطلباً لمرضات ربه وبحثا عن الشهادة في سبيله وفعلاً توجه تلقاء الشيشان ونزل في جورجيا ولكن الجورجيين لم يدخلوه إلى البلاد واحتجزوه داخل فندق لترحيله ، ففكر ملياً ثم قرر أن يهرب مع فتحة التهويه إلى الخارج وفعلاً قفز وهرب واستطاع الوصول إلى من يدخله إلى أرض الشيشان والتحق بالمجاهدين هناك وفرح به ابن الخطاب وأعطاه قيادة مجموعة من المجاهدين لما رأى من أهليته ، ومن قصصه في الشيشان أنه كان ماهراً بالرمي على سلاح الهاون وكان ذات يوم على قمة جبل وأسفله الجنود الروس يحشدون قواهم يريدون أن يكونوا معسكراً لهم وأخذ يقصفهم دون أن يصيبهم بمسافه حتى تيقن الروس أن سلاح المجاهدين لايصل اليهم وفي اليوم التالي احتشدت القوات الروسيه من مدرعات ومجنزرات وحوامات وجنود فلما رصدهم الليث أبو مصعب أخذ يقصفهم بكل مهاره فكانت كل قذيفة لاتخطئ له هدفاً فدمر طائره هيلوكوبتر وعدد من الآليات وعدد من الجنود الروس حتى فروا من المنطقه وقد كانت كنيته في الشيشان أباذر الطائفي...
أما عن قصة مقتله رحمه الله فقد كان سائراً بمجموعته بين القرى فوجد ألغاماً يريد أن يزيلها فأخذ يفك أحد الألغام وإذا باللغم مشرك فانفجر به رحمه الله وخر صريعاً فإلى رحمة الله وإن شاء الله إنك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر...
ومن قصصه الغريبه والتي يتضح بها معدن الرجل وقربه من الله... أنه حين سمع بمحنة إخوانه المسلمين في كوسوفا سافر إلى هناك على الحدود... وحاول أن يدخل إلى كوسوفا حتى استطاع الدخول هو ودليل كوسوفي معه... مع سائق تاكسي من دولة مجاورة لكوسوفا... فأوقفهم الصرب المقدونيون وأمروا السائق أن يسلم أبا مصعب إلى النقطة الأمامية... فتحرك سائق التاكسي فقام أبومصعب وأوقف السيارة بالقوه وأخذ أوراقه من السائق بالقوة وهرب هو والدليل إلى قرية مجاورة بها مصنع مهجور...
أخذت الشرطة الصربية بالبحث عنهما وأحاطت المنطقة بكامل قواتها... والكلاب البوليسية في كل مكان منتشرة... فرفع يديه ودعى الله بحراره لئن انجيتني من هذا الموقف لأجاهدن في سبيلك حتى ألقاك... فأعمى الله بصر الصرب عنه واستطاع هو والدليل أن يهربا حتى وصلا إلى حدود ألبانيا وهما لا يعرفان الطريق... فرآهما حرس الحدود الصربي فأطلقوا عليهما النار فقتل الدليل وبقي وحيداً...
ومن رحمة الله أنه وصل إلى المجاهدين... وهذا مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (تضمن الله للمجاهد في سبيله اذا خرج لا يخرجه الا جهادا في سبيله أن يرزقه الشهادة أو يرجعه إلى بيته الذي خرج منه بما نال من الأجر والغنيمة...) نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
شاب في العقد الثالث من العمر أحد شباب الأمه الإسلاميه من ليبيا كان منذ صغره له ميل وتوجه نحو الطاعة والبعد عن كل ما يغضب الله نشأفي أسرة طيبة والتحق بعد الثانويه بالجيش الليبي وفي نهاية عام 1412هـ انتشرت أخبار المذابح الصربيه للمسلمين العزل وانتشرت صورالمذابح.
فآثر نصرة إخوانه المسلمين في تلك البلاد وفعلاً أخذ الخرائط وبدأ يتتبع الأخبار ويسأل عن الطرق والسبل الموصله إلى تلك البلاد وفعلاً استطاع الدخول الى البوسنة والهرسك في نهاية عام 1412هـ والتحق بإخوانه المجاهدين في مدينة ترافنيك ، تميز أبوعبدالله عن غيره بالصمت الطويل والسمع والطاعة والتواضع الجم ومحبة إخوانه إضافة إلى الشجاعة والصبر خاض معارك شتى مع الكروات حينما غدروا بالمسلمين وحاصروهم من جهة الجنوب والصرب من جهة الشمال فأصبح المسلمين بين فكي كماشة وضرب أبو عبدالله للمجاهد العربي أروع صور الشجاعة والتضحية حتى ارتفع شأنه بين المجاهدين وأصبح من قادة الجبهة آنذاك ، وكان القائد المحنك وحي الدين المصري يولي أباعبدالله عناية خاصة، لما رأى فيه من صفات القيادة حتى قتل وحي الدين رحمه الله وآلت القيادة العسكرية إلى المعتز بالله وقيادة الجبهة الى حسام الدين وبعد مقتل حسام الدين رحمه الله آلت قيادة الجبهه إلى أبي عبدالله الليبي رحمه الله ، تولى أبوعبدالله القيادة في بداية عام 1414هـ وهي جبهة شريشا وكان رحمه الله شديد التواضع...
حتى إن الزائر للجبهه لايستطيع تمييز الأمير من تذللـه لإخوانه وكان رحمه الله صاحب مكر ودهاء في الحروب فلطالما أثخن في الكروات والصرب.
وكان أبوعبدالله يتميز عن غيره من القادة بالترصد الدقيق ، ومن قصصه في الترصد أنه ذات يوم ذهب ومعه أحد المجاهدين فاقترب اقتراباً شديداً حتى خاف الاخُ المرافق له وقال له يا أبا عبدالله انتبه فقد اقتربنا جداً فالتفت إليه وابتسم وقال بكل هدوء نحن نعمل بالأسباب والموت بيدالله سبحانه وقال قولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من أي يوم أفر من يوم لاقدر أو من يوم قدر فالذي لم يقدر لا أهابه ومن المقدور لا ينجو الحذر واستطاع أن يسجل أصواتهم ومحادثاتهم بجهاز تسجيل صغير معه ثم رجع قافلاً، ومن قصصه أنه كان بين يديه جهاز اتصال لاسلكي يتواصل به مع المجاهدين فإذا بأحد القادة الصرب قد دخل عليه في جهازه وأخذ يسب المسلمين وخصوصاً المجاهدين ويهدد ويتوعد فقال له أبوعبدالله أخبرني أين مكانك؟ وفي أي خندق أنت واحسب لي نصف ساعه وأكون عندك لنرى كيف تهدد فأقفل الصربي الجهاز ولم يدخل على المجاهدين مرة أخرى..
انتقل المجاهدون إلى جبهة أخرى حول مدينة زافيدوفيتش وأخذوا مواقعهم وكانت عبارة عن ثلاثة قمم وفي أحداها وادي مكشوف للعدو كان هو أميره المباشر وبعد ترصدات كثيره ورباط دام ثمانية أشهر اقترب موعد أبي عبدالله مع الشهادة إن شاء الله واستعد المجاهدون لخوض معركة الفتح المبين وتقدمت أسود الرحمن نحو ميدان المعركه ودارت رحاها حتى مكن الله للمجاهدين ففتحوا المنطقه وانهمك أبوعبدالله بترتيب الأوضاع وبينما هو يسير في أحد الأوديه إذ اتته طلقة قناصة على رأسه فسقط شهيدا رحمه الله ، وأصاب المجاهدين مصاب جلل بفقدهم لهذا القائد الهمام اللذي طالما أثخن في أعداء الله وأذاق الكروات والصرب الويلات تلو الويلات وقتل بيده رحمه الله عدداً منهم فلن تنس أرض البوسنه صولاتك ولن ينس اعداء الله جولاتك.