قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.
يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب):"لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين)فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُمِصْرَعلى سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض،والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحيفيلسوف العمارة ومهندس الفقراء:هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية،وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول،اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن،ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كوروناغير المتوقعة للبشريةأنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباءفيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض..فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي(رحمه الله)قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني،وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.
موضوع: قصص الشهداء العرب في البوسنة والهرسك (3) الأحد 07 أغسطس 2011, 7:33 am
الفصل الثالث
من قصص الشهداء العرب مشعل القحطاني من حفظة كتاب الله الكريم ومن الطلبة المتفوقين في كلية الشريعه بالأحساء ومن حملة العلم الشرعي، تتعجب من أخلاقه الفاضله وسمته العالي ووقاره العجيب وهيبته التي وضعها الله فيه إذا رأيته ترى نور الطاعه يخرج من وجهه بلا مبالغة، كان ممن شارك إخوانه الافغان في جهادهم ضد الروس والشيوعيين هو وأخ له يكبره قتل هناك رحمه الله وتقبله في الشهداء وبعد مقتل أخيه رجع لوالدته في مدينة الجبيل في الشرقية بالسعودية وواصل دراسته الجامعيه حتى توفيت والدته رحمها الله وكان يراودها بذهابه إلى البوسنة فترفض وخطب من عائلة مباركه وعقد على المرأه وحدد موعد الزواج ولكن الله يأبى الا أن يزوجه من الحور العين إن شاء الله وبينما هو في المستوى الأخير في الجامعة لم يصبر على ترك الجهاد وهو يتابع أخبار المجاهدين هناك فحزم حقائبه مع دخول شهر رمضان المبارك لعام 1415هـ وأراد أن يمضي الشهر الكريم هنالك فوصل رحمه الله برفقة أحد الإخوان إلى عاصمة كرواتيا وهي زاغرب حيث سكن في فندق هناك ثلاثة أيام حدثت له فيها حادثة غريبه مع أمرأة جميلة.
حاصلها أنه أقام في الفندق لمدة ثلاثة أيام مع الأخ الذي كان برفقته وكانت هنالك أمرأة تعمل في الفندق أعجبت بشخصه حيث كان وسيماً كث اللحيه وشكله أنيق فبدأت تحاول اغواءه وتتودد له ولكن الله عصمه منها حتى ثالث يوم فأتت لتنتصر لنفسها وكانت على الاستقبال وقالت له لو أردتك لنفسي لأغويتك وعشرة من أمثالك وذهب وتركها، وانطلقت رحلته بالطائرة حتى مطار سبليت ثم استقل باصاً للدخول إلى البوسنة فيسر الله له الدخول إلى الأرض التي طالما حلم بدخولها وكان على موعد مع الأجل فيه (وما تدري نفس بأي أرض تموت) فكانت سعادته عند دخوله لا تكاد توصف.. هل صحيح أنه دخل أرض جهاد؟ هل صحيح أنه سيقاتل أعداء الله الصرب؟ هل صحيح أنه سيرابط؟ و..و.., نعم كل ذلك صحيح.
ذهب الى منطقة ترافنيك والتحق بالمجاهدين هناك وكان مكان المجاهدين في منزل متوسط قرى صغيره وبها عدة مساجد وهي على بعد قريب من الصرب وبدأ رحمه الله كالغيث يعلم الصغار الفاتحه والصلاة ويعلم الكبار وهذا برنامجه إذا كان في القرية حتى أحبه أهل القرية ولم يكن حاجز اللغه عائقا حيث تكفي مع النية الصادقه لغة الإشاره وإذا صعد للجبهه يكون أكثر اختلاطه مع البوسنويين ليوصل أكبر قدر ممكن من الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته.
واستمر به الوضع هكذا حتى آخر شهر رمضان المبارك حيث صاح المنادي ياخيل الله اركبي، حيث أتت عملية جبل فلاشيج الشهيرة وهي على قمة مرتفعة شاهقه استراتيجيه يسيطر عليها الصرب ولكم آذوا المسلمين بالقذائف منها فأعد المجاهدون لتلك المعركة الفاصلة فقد كانت الخطه أن يتسلل المجاهدون داخل أراضي الصرب بحدود ثلاثة كيلو مترات كما كان يتحدث بذلك من شارك فيها ومن ثم قطع الامدادات عن الصرب ويقتحم الجيش الجبل بكامله.
قبل العمليه بيومين تحدث أبوعبدالله مع أحد الأخوة وقال له لقد رأيت في منامي أنني أقتل اثنين من الصرب وتأتيني رصاصتان هنا وأقتل فبشره الأخ بالشهادة على ظاهرها فما برح يردد الله المستعان لسنا أهلاً لها وأمره بكتمان الرؤيا.
تحرك أسود الله نحو المعركه وتسللوا حتى الفجر وهم يصعدون الجبال حتى قرب خروج الفجر وكان المجاهدون منهكين من الطريق ولم تبدأ بعد المعركه فأمر القائد جميع المجاهدين بالافطار فأفطر المجاهدون ليتقووا على عدوهم إلا هو فلم يفطر واستأذن بذلك الأمير فأذن له، بدأت المعركة شديدة وقوية مع طلوع الفجر واستبسل أخونا في المعركه وتقدم الركب هو واثنان من المجاهدين فخرج مجموعة من الصرب المذعورين وتواجهوا وجهاً لوجه فأطلق أبوعبدالله رشاشه تجاههم فقتل اثنين منهم واتته طلقتان في نحره وتحققت رؤياه وسقط الأخوان اللذان كانا معه جرحى بين الصرب وباقي المجاهدين خلفهم بأمتار ولكنهم لا يستطيعون انقاذ الجرحى لوقوعهم بين الصرب فأراد الصرب أخذهم كأسرى فدعى الله أحد الاخوه الجرحى بحراره ياالله.. ياالله.. ياالله.. وماهي إلا ثوان معدودة حتى نزل ضباب كثيف استطاع المجاهدون ان يقتربوا من الأخوه وأنقذوهم وفر الصرب مذعورين خائبين، ووجدوا أخانا أبا عبدالله الشرقي قد فارق الحياة وهو صائم لم يفطر وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضه عجيبة بل هي آية.
ثم لما أنزله إخوانه للقرية وحفروا قبره خرجت منه رائحة المسك التي يشهد بها كل من حضر دفنه.
فرحم الله أبا عبدالله الشرقي ذلك الحافظ التقي الورع المتواضع وكثر الله من أمثال المجاهدين الصالحين في الامة المسلمة.
فهد القحطاني
في بداية الحديث عن هذا المجاهد الشهيد إن شاء الله نسوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيموت ثم يدخل الجنه) أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه أخونا أبودجانه رحمه الله كان سائق شاحنة في المنطقة الشرقية وكانت جاهليته كبيرة وسمعته بهذا الأمر مشهورة وفي يوم من الأيام بينما كان ذاهبا للبحرين ليوصل حمولة وكان في وضع شبه فاقد العقل من المؤثرات التي كان يتعاطاها انحرفت به الشاحنه وأنزلقت من على جسر البحرين ولكن الله سلم بأن تعلقت بالسياج ولم تسقط إلى البحر وأغمي عليه في هذه الاثناء ومن أقدار الله وكان هذا عام 1413هـ في نهايته او بداية عام 1414هـ كان اثنان من الإخوه يريدان الذهاب للبوسنة عن طريق البحرين وبينما هم على الجسر رأيا شاحنة ليست بغريبة عليهما فوقفا ونزلا ووجداه صاحبهما حيث كان جاراً لأحد الأخوه فنزلا وأخرجاه من الشاحنة وذهبا به للشرقيه ولما أفاق أمراه بالاغتسال والوضوء وبعد ذلك صلى ثم بدأ الأخوان يناصحانه ويقولان له لو أنك مت لكانت ميتتك على معصيه بل كبيره فاحمد الله الذي نجاك منها ولم يختم لك عليها ووقعت كلماتهما في قلبه ثم ذهبا وسافرا فأخذ أبو دجانه يحاسب نفسه واعتزل أصحابه الفاسدين وكلما رأوه في موقف للشاحنات ذهبوا إليه ووجدوه منفرداً بالمصحف ويتلوه فلم يصدق رفاقه ذلك المنظر وظنوه يتخفى بذلك من جهة حكومية، ومرت عدة أشهر ورجع الأخوان اللذين أنقذاه من السفر للمنطقة الشرقية فذهب إلى أحدهما وطرق عليه الباب وسلم عليه بحرارة ولم يعرفه الأخ؟ حيث اللحية قد خرجت والثوب قصر والنور يشع من وجهه فعرفه بنفسه ففرح الأخ أيما فرح بذلك المنظر الجميل وأدخله المنزل وبدأت الاسئله عن الجهاد والبوسنة وفضل الشهداء والمجاهدين والرباط و.. و.. و..
فقال إذاً أقرب طريق للجنة هو الجهاد في سبيل الله وأنا قد بلغت السادسة والثلاثين وكلي ذنوب ومعاصي سألتك بالله أن أرافقك للجهاد؟ فقال الأخ الان يوجد حصار على البوسنة وليس من السهل الدخول والأخوه ينتظرون أن يفتح الطريق أما في كرواتيا أو سلوفينيا وكلتا هاتين الدولتين مليئة بالمعاصي والخمور والنساء والفتن ما لا يطيق الصبر عليه بشر فقال سأذهب ولو انتظرت سنة كامله وأخذ الأخ بمحاولة إقناعه ولكن دون جدوى، وفعلاً ذهب أبودجانه لكرواتيا وفي مدينة ساحلية من أكثر المناطق في أوروبا فتنة وجمالًا وأبودجانه حديث الإلتزام بعد فمع إصراره وصل لتلك المدينه الساحلية الحدودية مع البوسنه والهرسك ومكث في بيت صغير هو وأخ تركي قرابة ستة أشهر يترقب الطريق وكان كل وقته صلاة وعبادة وتعلم أمور الدين من الأخوة الدعاة هناك حتى أتته البشرى بفتح الطريق فذهب ودخل إلى البوسنة التى طالما حلم بدخولها المجاهدون وتوجه إلى كتيبة المجاهدين في زينيتسا وتدرب هناك وأعد واستعد وكانت هناك معركة قرب قرية شيريشا فدخلها وكانت أول معركة له في جهاده وفتح الله على المجاهدين في هذه العمليه وتخندق المجاهدون في تلكم الجبهه ونال شرف الرباط في سبيل الله وبعدها بشهرين أتت عملية أقوى وأكبر وهي عملية فيسيكو قلافا ايضا في نفس المنطقه..
وشارك بها وكانت سعادته لا توصف وكذلك شجاعته فقد كان يمتاز رحمه الله بقلب لا يعرف الخوف وبه نخوة قلما تجدها وإيثار ومحبة عجيبين يعرفها كل من رافقه رحمه الله وبعد تلك العمليات في عام 1414هـ ذهب مع جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية وعمل معهم في مدينة ترافنيك ومكث فترة هناك وتزوج ببوسنوية من أصل داغستاني وكان رحمه الله شديدا في إنكار المنكر في تلك المدينة حتى هابه جميع الفساق بها بل وصل صيته إلى الكروات في منطقة فيتز المجاوره فلم يكن أحد منهم يجرؤ بالمرور في مكان به أبودجانة، ومقابل ذلك واصل الليل بالنهار لخدمة البوسنويين وخصوصاً الكبار والاطفال حتى أحبته المدينه بتواضعه الجم وروحه المرحه وإجادته للغة البوسنية واصبح حديث الألسن هناك بالخير ومع ذلك يذهب للمجاهدين في ترافنيك ويقضي حوائجهم ويرابط معهم وأخبروه بوجود عمليات قريبة فاستعد وكان في كل عمليه (معركة) يرجع في منتصف الطريق حيث لا يستطيع المواصله لأنه مصاب بمرض الربو وزاد عليه في الفتره الأخيره حتى أتت عملية فلاشيج الثانيه في ليلة عرفة من عام 1415هـ وواصل مع الأخوة المشي نحو العدو وكان على غير عادته!
كان هادئاً وكثير التلفت وكأنه ينظر لشئ وكان وقت العمليه الساعة الثانية عشر ليلاً وبدأت المعركه وتقدم الليث أبودجانه ومعه سلاح الزوليا (قذيفه محموله) وتقدم نحو الصرب ومعه الأخ مصطفى البوسنوي حتى أصبح مقابل للخندق بأقل من عشرة أمتار وهو يستعد لضرب الصرب فأتته طلقات في نحره فسقط شهيداً وخرج من فمه مثل النور وتأكد الأخ مصطفى من مقتله وذهب وتركه حيث شدة القصف وانسحب المجاهدون وهو لا يكاد يمشي من البكاء على خله أبي دجانه فلما سمع المجاهدون أمر الأمير بالتأكد من مقتل أبي دجانة وأحضار جثته فذهب أثنان من أسود الله ليتأكدوا وفعلا قتل ولكن جثته قد سحبها الصرب عندهم ومكثت جثته عند الصرب أكثر من شهرين ثم اتصل الصليب الأحمر بالجيش البوسني يخبره بطلب الصرب تبادلا للجثث ومن ضمن الجثث جثة عربي فأخبر الجيش المجاهدين و ذهب الأمير ومعه عدد من المجاهدين، يقول الأمير ذهبنا للمشرحه فوجدنا الجثث حديثة القتل (لها يوم أو أقل) وروائحها كريهه ومنبعثه بشدة فدخلت غاصباً نفسي بين الجثث حتى وجدت نعشا مكتوب عليه -عرب- فحملته أنا والأخوه وأخرجناه فإذا الجثه مغطاة بكيس نايلون به سحاب وأخبرنا الجيش أن هذه الجثث ومن ضمنها جثة العربي لم تكن في ثلاجة للأموات بل مرمية في العراء فقربنا أخونا من القبر وفتحت بنفسي السحاب من جهة الرأس وكانت الخواطر تدور برأسي ورأس الإخوة كيف تكون حالته بعد شهرين ونصف هل أكله الدود؟ أم تغيرت ملامحه؟ أم؟ أم.؟
وبدأت بفتح السحاب ويدي وجسمي يرتجفان من المفاجأه فإذا وجهه كأنه القمر ولحيته المهيبه التي يكسوها البياض وجسمه هو.. هو.. لم يتغير ورائحة كرائحة الحناء والله يشهد على ذلك ثم الأخوه الحاضرون…
له شهران ونصف لم يتغير منه شيء حتى رائحته. فرحم الله ذلك الأسد ورزق ابنته ( نورة) الصلاح والهداية وهي الآن في السادسة من عمرها مع والدتها في البوسنة في مدينة توزلا ووداعا يا أبادجانه وأكثر الله من أمثال الصالحين المجاهدين.
عبدالعزيز الحربي
إن الأنامل لتحتار والحروف لتختلف حين يقف مثلي يكتب عن الجبل الأشم والطود الشامخ والعلم في أرض الجهاد في البوسنه والهرسك أبوعمر الحربي؟
سيرته على كل لسان عربياً كان أو بوسنوياً لأنه صاحب القلب الطاهر والمحبة لإخوانه والتفاني لخدمتهم والإيثار لهم لا يفرق بين عربي وبوسنوي أو مجاهد وآخر كلهم أحبهم ويحبونه ويودهم ويودونه كان ممن شارك إخوانه الجهاد في افغانستان تلك البلاد التي صنعت الرجال أمثال المعتز بالله وأبي ثابت ووحي الدين المصريين رحمهم الله الذين أثروا في بلاد البلقان بخبرتهم العسكرية وإخلاصهم ولا نزكي على الله أحدا بعد أن تم فتح كابل وبدأت المعارك بين الأفغان ذهب الى السعودية حيث مكث عند أهله وهو يتقلب على أحر من الجمر يريد الذهاب للمشاركة في الجهاد هناك ونيل شرف الشهادة، وكانت رحلته في عام 1414هـ الى بلاد البلقان حيث كان الحصار الكرواتي على أشده في ذلك الوقت والمعارك بينهم وبين المسلمين مشتعله فذهب إلى إيطاليا حيث محطة الترانزيت للمواصلة إلى زاغرب فنزل هو وأحد رفاقه إلى ايطاليا وخرجوا من المطار لكي لا يلفتوا الانتباه إلى أن يحين موعد الرحلة وصاحب أبوعمر لا يملك التأشيرة وهو يملكها فأوقفتهم الشرطة خارج المطار وأخذوا يسألون أباعمر عن التأشيره ولا يعرف يخاطبهم إلا بلغة الإشارة فأخذت الشرطة صاحبه وتركت أباعمر الذي جن جنونه كيف وأين ومتى سيرجع صاحبه؟ وإلى أين أخذوه؟ فما تبقى على الرحلة إلا القليل فذهب الأخ للمطار حزيناً على فراق صاحبه ولا يعلم ما يقول لمن يسأله عنه أين هو أو ماذا صار أمره وبينما هو يتأمل بحزن إذ وجد صاحبه قد قطعوا له تذكرة على رحلة أخرى وتقابل هو واياه فأخذ بالبكاء من الفرحة لمقابلة صاحبه فرحم الله ذلك القلب الرقيق فانطلقا نحو بوابة الاقلاع متجهين الى زاغرب ومكث بها قرابة الشهرين ينتظر الطريق أن يفتح حتى كتب الله له الدخول الى البوسنة والتحق بكتيبة المجاهدين العرب وأحبه اخوانه البوسنويون قبل إخوانه الأنصار حيث يسهر على راحة المرضى والجرحى ويشارك المهمومين في همومهم ويسري عن المجاهدين بروح الدعابة التي وهبها الله اياه حتى أن أمير الجبهة ما كان يسمح له أن يغادر الجبهه إلا نادراً للفراغ الذي يتركه بين الأخوان .
وكان ذات مرة صائماً يوم الاثنين وهو جالس في مسجد جبهة شيريشا ينتظر الآذان لكي يفطر هو وأبو زياد النجدي رحمه الله واثنان من الأخوه وكانوا متحلقين حول صحن التمر يدعون الله وينتظرون الآذان وكان أحد الأخوه المجاهدين يقود سيارة بالخارج بها تموين، وموقع معسكر المجاهدين في منزل منخفض في الأرض فلما نزل الأخ بسيارته وكان الجو ممطراً تزحلقت سيارته نحو المسجد بسرعة والمسجد مبني من خشب هش فاخترقت جدار المسجد والناس في هدوء وطمأنينة فدخلت السياره بصوت مرعب وسرعة مذهلة فالتفت أبوعمر فإذا مقدمة السيارة تضرب كتفه والاخوة الصيام تحتها فأغمي عليه فلما أفاق قال ضننتها قذيفه ضربتني فاستبشرت بأنني كنت صائما لألقى الله وأنا صائم مرابط في سبيله ولكن الله لم يشأ لي...
مرت الأيام وكان كلما راودته الأفكار بالرجوع إلى أهله يقول أنا لم آت هنا إلا لأصاب هنا وأدخل الجنة من هنا (وكان يشير إلى رأسه) ومرت الأيام حافلة بقصص أبي عمر المرحة ومقالبه مع إخوانه وشجاعته وإقدامه وكان رحمه الله يرفض الأماره رفضاً شديداً حتى ألزم بها في عملية الكرامه فكان امير على مجموعة معه في شهر صفر لعام 1416هـ وتحرك بمجموعته نحو الصرب بكل ثقة وشجاعة وكان الصرب على علم بقدوم المجاهدين لهم في تلك الليله حسب إخبارية أتتهم من قوات الأمم المتحدة فكانوا مستعدين فأمر أبوعمر الحربي رحمه الله المجاهدين بالتوقف وتقدم قبل بداية المعركة بقليل فكان الصرب يمشطون بشكل أعمى فأصابت أبوعمر رصاصات في صدره وقع بعدها مقتولاً رحمه الله وكان قد حادث والدته ووالده حفظهما الله وكانا يستعطفانه أن ينزل لهما ليريانه ثم يرجع لأن لهما سنة ونصف لم يريانه خلالها فأخبرهما أنه بعد هذه المعركه سيرجع إليهما وقال جهزا لي العروسة أريد الزواج فور رجوعي ولكن الله أختار له زواجاً من نوع آخر إن شاء الله فرحم الله أباعمر الحربي وتقبله في عداد الشهداء ورآه أحد الإخوه الأفاضل في رؤيا بعد مقتله فقال له ماذا حدث لك بعد مقتلك؟ فقال أبوعمر رأيت اثنتين من أجمل النساء أحداهما تمسح التراب عن وجهي وتقول لي لا تخف يا أباعمر لا تخف يا أباعمر...
فوداعا أباعمر إلى جنات الخلد إن شاء الله ولا نزكي على الله أحداً والهِم والديك الصالحينَ الصبر والسلوان.
أبو همام الشهراني
شاب من سكان مدينة خميس مشيط في جنوب المملكة العربيه السعودية نشأ على طاعة الله حيث أنه من صغر سنه وهو في حلقات تحفيظ القرآن الكريم يغلب عليه طابع الهدوء والتواضع ولين الجانب والبساطة المطلقة وصفاء القلب الذي تميز به عن غيره ، بدأت أحداث البوسنة وهو في العشرين من عمره فكان يتابع أخبار إخوانه بكل ألم وحسره وكان يتمنى أن يقدم لهم أي شئ باستطاعته وبينما هو ذات يوم جالس مع أحد أصحابه يتبادلان مشاعر الحزن تجاه البوسنة ورغبتهم في المشاركة في الجهاد في تك البلاد هناك وفعلا عقدا العزم وأخذا يسألان ويتابعان ويتتبعون الأخبار كيف الوصول البلاد حتى وجدا الطريق وذهبا إلى كرواتيا حيث طريق الدخول ولكن الكروات ردوهما ولم يدخلوهما فرجعا بكل حسره وأعينهما تفيض من الدمع ثم أعادا الكرة بعد فتره حتى كتب الله لهما الدخول إلى البوسنة في نهاية شهر جمادى الآخره من عام 1415هـ وصل الرفاق الثلاثه إلى كتيبة المجاهدين وكانوا على مستوى عال من الخلق والدين وذهبا للمعسكر وتدربا وبعد ذلك ذهبا إلى الجبهة وكان الأخ أبوهمام رحمه الله يتمنى الشهادة في كل لحظه وكان حريصاً على أن يتم حفظه للقرآن ومراجعته له وكان رحمه الله صاحب صوم نافلة وصاحب قيام ليل ومكث مرابطاً قرابة الستة اشهر حتى أتى صيف عام 1415هـ..
فوقعت معركة من أكبر المعارك في البوسنة والتي ذاع صيت المجاهدين فيها بين أعداء الله حيث حدثت معركة الفتح المبين وهي والله على اسمها حيث كان الصرب مسيطرين على قمم مهمه واستراتيجية ومتحصنين فيها أشد تحصين وفقد الجيش البوسنوي الأمل في استردادها حيث جرب من قبل فمني بأعظم الخسائر في الأرواح وبعدها أجمع القادة البوسنويون على أن المنطقة لايفتحها إلا سلاح الطيران الذي لايملكه الجيش البوسنوي وطلبوا من كتيبة المجاهدين أن تذهب إلى المنطقه وتحاول فتحها وفعلا توجه الأسود نحوها ومكثوا يرابطون بها قرابة الثمانية أشهر حتى أتى يوم المعركه وقسمت المجموعات وكانت لكل مجموعة قصص ولكل مجموعه شهداء فكان أبوهمام رحمه الله مع مجموعة أبوسعد الفلسطيني كانت العمليه بعد الفجر وكان الوقت مظلماً جداً ويقول أحد المجاهدين لم نستطع أن نميز الخندق الذي به الصرب وبدأت المعركه فكنا نرمي بالقنابل اليدويه فقتل من قتل من الصرب ولكن هذا الخندق استعصى علينا حيث ظل يقاوم لفترة كبيرة حيث أن أحد الصرب لم يمت فلما تقدمنا نحوه هرب الصربي وأتى من خلف الخندق فقتل أباالغريب البريطاني رحمه الله وهرب الصربي من بين خمسة من المجاهدين وكانوا يظنونه الأمير يريد التقدم ولكن عناية الله ورحمته ثم خوف الصربي وهلعه جعله لم يستطع أن يقتل الخمسه وكان باستطاعته قتلهم فتبعه أحد المجاهدين حتى أكرمه الله بقتله وتقدم الأخوه ووجدوا صربياً جريحاً متوارياً فقتله أحد الإخوه ومن القصص العجيبه أن الأمير أباسعد الفلسطيني اقتحم على خندق به اثنين من الصرب وهو يكبر فلما اقتحم عليهما وأصبح وجهاً لوجه معهما وأراد أن يطلق عليهما تعطل سلاحه الكلاشن ولم تخرج منه طلقة واحده فانقض الأسد أبوسعد على الصربي بمؤخرة الكلاشن على وجه الصربي وأتى الصربي الآخر فأطلق عليه فتفاداها فأصابت يده واذا بأحد المجاهدين من أرض اليمن ينتبه للموقف فيطلق على الصرب بسلاح البيكا فأرداهم قتلى وسلم الله أباسعد... المهم... تقدمنا بعد سقوط الخنادق نحو قمتي الجبلين حيث كانت ثلاث قمم وكان عدد الأخوه قليل حيث قتل منا اثنان من الأخوه وجرح الكثير...
ومنهم الأمير فآلت الإمارة إلى أحد الإخوه القدامى فنزل هو وأبوهمام رحمه الله نحو خندق مبيت للصرب كبير وبه عدد كبير من الصرب فحاصر القائد وأبوهمام الخندق وأخذا يطلقان على الصرب بنيران كلاشناتهم حتى هرب الصرب من الخندق وبعد ذلك أتى أبوهمام وطلب من الأمير ان يلقي نظره على الشهداء أبي عبدالله الشباني وصفي الدين اليمني والغريب فقال الأمير نحن عددنا قليل والمنطقه تحتاج للحراسة فلا تذهب فألح عليه أبوهمام فوافق بشرط السرعه فذهب وألقى نظرة عليهم وقبلهم ورجع فلما رجع طلب الأخ أبوسليمان الحضرمي من الأمير ان يلقي نظره ويرجع فرفض الأمير فرجع الإخوه إلى خنادق حراساتهم فسقطت قذيفة بالقرب من الأخ حاطب المني فأصابته في بطنه فقتل رحمه الله وماهي إلا دقيقة حتى سقطت قذيفة أخرى بين أبي همام وأبي سليمان فقتلا على الفور رحمهما الله وتقبلهما من الشهداء في سبيله وكان أبو سليمان من حفظة كتاب الله ولا يختلف في أخلاقه ودينه عن أخيه أبي همام رحمهما الله جميعا...