أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 6:36 pm | |
| الباب الأول فضائل وأدعية الشتاء وفي هذا الباب سنتحدث بإذن الله تعالى عن فضائل الشتاء والأعمال الصالحة فيه والأدعية الواردة بشأنه.
وذلك على النحو التالي: الفصل الأول فضائل الشتاء والأعمال الصالحة فيه الشتاء بستان الطائعين وميدان العابدين، فيتميز بنهاره القصير وليله الطويل، فهو فرصة حقيقية أمام المسلم للتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام وجميع أنواع العبادات، والمؤمن بحق يحرص على استثمار كل دقيقة من وقته، ويُوظف كل ذرة من عمره وأنفاسه في طاعة ربه، ولا يترك فرصة سانحة أمامه لتحصيل مثوبة من الله تعالى إلا ويغتنمها، ولا يترك باباً من الأبواب الموصلة إلى رضا الله ورضوانه إلا ويلج من خلاله، والشتاء باب خير من الأبواب التي تعين المسلم على الحصول على مرضات ربه تبارك وتعالى، فالمسلم يقدر فيه على الطاعة بيُسر الصيام والقيام، حيث يقل فيه الجوع والتعب، فالنهار قصير والليل طويل.
ومن الأدلة وأقوال أهل العلم يتبين لنا فضل الشتاء، ونذكر منها ما يلي: 1- روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: "الشِّتاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ"، وأخرجه البيهقي وَزَادَ فيهِ: "طَالَ لَيْلُهُ فقامَهُ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ" (وهذا الحديث قال عنه بعض علماء الحديث حسن، ومنهم من ضعَّفه).
قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: " إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام ".
2- عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ » (رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: " وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء ".
قال الإمام الخطابي: الغنيمة الباردة أي السهلة, ولأن حرة العطش لا تنال الصائم فيه.
قال ابن رجب الحنبلي: معنى أنها غنيمة باردة أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفواً صفواً بغير كلفة.
3- عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضيَ الله عنه أنه قالَ: " الشِّتَاءُ غَنِيمَةُ العَابِدِينَ" (رواه أبو نعيم بإسناد صحيح).
4- قال الحسن البصْرِي رحمه الله: " نِعْمَ زَمَانُ المؤمِنِ الشِّتَاءُ ليلُهُ طويلٌ يَقُومُهُ، وَنَهَارُهُ قَصِيرٌ يَصُومُهُ ". 5- عن عبيد بن عمير الليثي رحمه الله أحد كبار التابعين: أنه كان إذا جاء الشتاء قال: " يَا أهلَ القُرْءَانِ، طَالَ لَيلُكُمْ لِقِرَاءَتِكُمْ فَاقْرَؤُوا، وَقَصرَ النَّهارُ لِصِيامِكُمْ فَصُومُوا ".
6- قال ابنُ رَجَبٍ الحنبَلِيُّ: "قِيَامُ لَيْلِ الشِّتَاءِ يَعْدِلُ صِيامَ نَهارِ الصَّيْفِ". (معنى يعدل: يساوي).
7- كانَ أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْسِمُ ليلَهُ ثَلاثَةَ أَقْسَام بينَ القِيَامِ وَالنَّومِ وَطَلَبِ العِلمِ، وَكانَ يَقُولُ: " جَزَّأْتُ الليلَ ثَلاثَةَ أَجْزاء: ثُلُثًا أُصَلِّي، وَثُلُثًا أنَامُ، وَثُلُثًا أَذْكُرُ فيهِ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ".
8- بكى مُعَاذ بْن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الاحْتِضَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ وَتَبْكِي؟! فقَالَ: "مالِي لا أَبْكِي، وَمَنْ أَحَقُّ بِذلكَ مِنِّي؟ واللهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصاً عَلَى دُنْيَاكُمْ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى ظَمَإِ الهَوَاجِرِ وَقِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ" (معنى ظمأ الهواجر: الصوم في الحر).
وعن قتادة أن عامر بن قيس لما حضره الموت جعل يبكي. فقيل له: "ما يبكيك؟!"، قال: "ما أبكي جزعًا من الموت: ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام الليل في الشتاء".
وبكى عامر بن عبد الله عند الموت، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "هذا الموت غاية الساعين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أبكي جزعاً من الموت، ولكني أبكي على حر النهار وبرد الليل -يقصد الصيام والقيام- وإني أستعين الله على مصرعي هذا بين يديه".
وبكى أحد السلف بكاء شديداً عند الموت، فقيل له في ذلك فقال: "ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكره الذاكرون ولست فيهم، فذلك الذي أبكاني ".
9- قال التابعي الجليل مِعْضَدٌ أَبُو زَيْدٍ الْعِجْلِيُّ: " لَوْلا ثَلاثٌ: ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَطُولُ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَلَذَاذَةُ التَّهَجُّدِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً ". (أي ما تمنيت أن أكون شيئاً ولو يعسوب، واليعسوب: ذَكَر النحل).
وقول معضد رحمه الله ليس بغريب؛ لأنّ في العبادة لذة من وجدها وجد كل شيء ومن حُرمها حُرم الخير الكثير، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهب: " كُلُّ مَلْذُوذٍ إِنَّمَا لَهُ لَذَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلاَّ العِبَادَةَ فَإِنَّ لَهَا ثَلاثَ لَذَّاتٍ: إِذَا كُنْتَ فِيهَا، وَإِذَا تَذَكَّرْتَهَا، وَإِذَا أُعطِيتَ ثوابَها ". أسأل الله أن يرزقنا اللذة الأولى والثانية وأن لا يحرمنا من اللذة الثالثة يوم نلقاه.
ويتضح من الأدلة والأقوال السابقة أن الصحابة والتابعين وأهل السلف رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يجتهدون في فصل الشتاء في طاعة الله تعالى.
وتبين الأدلة والأقوال أن من أهم الأعمال الصالحة في الشتاء ما يلي: 1- الصيام: وهو الغنيمة الباردة في الشتاء كما بينا، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً. متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم (باعَد).
قال الإمام النووي: " معناه المباعدة عن النار والمعافاة منها، و(الخريف) السنة، والمراد سبعين سنة "، ومُقتضى ذلك: الأمن مِن سَماع حسيسها، والنجاة منها ومِن دُخولها.
ولذا علينا أن نكثر من الصيام في فصل الشتاء، لا سيما: أ- الأيام الثلاثة البيض (الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر -على القول الراجح- من كل شهر هجري).
ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام". قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري: " الذي يظهر أن المراد بها البيض ".
وعَنْ ابْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ: وَقَالَ: هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ " (رواه النسائي وحسنه الألباني).
ب- صيام يومي الاثنين والخميس، عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها، قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ " (رواه الترمذي وصححه الألباني).
وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: " تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " (رواه الترمذي وصححه الألباني).
ج- أفضل الصيام لمن يقدر عليه، وهو صيام داود عليه السلام كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْماً، عن عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو قال: أُخبِرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أني أقولُ : واللهِ لأصومَنَّ النهارَ، ولأقومَنَّ الليلَ ما عِشتُ. فقُلْتُ له: قد قُلْتُه بأبي أنت وأمي، قال: فإنك لا تستطيعُ ذلك، فصُمْ وأفطِرْ، وقُمْ ونَمْ، وصُمْ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فإن الحسنةَ بعشْرِ أمثالِها، وذلك مثلُ صيامِ الدهرِ. قُلْتُ: إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك قال: فصُمْ يومًا وأفطِرْ يومَين قُلْتُ إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: فصُمْ يومًا وأفطِرَ يومًا فذلك صيامُ داودَ عليه السلامُ، وهو أفضلُ الصيامِ. فقُلْتُ: إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا أفضلَ من ذلك " (متفق عليه).
2- القيام: وكان الصحابة والتابعين وأهل السلف يحرصون على قيام الليل، خاصة في الشتاء؛ لطول ليله، إذ يمكن أن تأخذ النفس في ليله حظها من النوم، ثم يقوم المسلم بعد ذلك إلى الصلاة، فيجتمع له نومه المُحتاج إليه مع إدراك قيامه لجزء من الليل، فيحقق بذلك مصلحة دينه، وراحة بدنه.
وقد قال ابن رجب الحنبلي مبيناً عظم فضل قيام ليل الشتاء أنه يساوي صيام النهار في الصيف. وفي فضل قيام الليل وضرورة اتصاف المؤمنين به، قال الله سبحانه: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ" [السجدة:16].
وقال سبحانه وتعالى أيضاً -في وصف عباده المؤمنين-: "كَانُوا قَلِيلاً مِّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" [الذاريات:17].
ورغّب رسول الله في قيام الليل في كثير من أحاديثه، ومنها ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ".
وما رواه الترمذي وأحمد من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ... كَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ".
3- الصدقة: نضيف على ما سبق الصدقة على الفقراء المحتاجين، فينبغي على المسلم أن يتذكر إخوانه الفقراء الذين قد لا يكون لديهم مسكن يؤويهم ولا كساء يدفيهم من برد الشتاء، فلينفق مما آتاه الله، روى البخاري في صحيحه من حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ".
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عَنْ مُعَاذٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ, وَقِيَامُ الْعَبْدِ مِنَ اللَّيْلِ", ثُمَّ قَرَأَ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ سورة السجدة آية 16 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
4- شكر الله تعالى: إن منة الله تعالى علينا أن جعل لنا سرابيل تقينا الحر وسرابيل تقينا البرد، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾ (النحل:81).
جاء في كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: " بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة منته على خلقه; بأنه جعل لهم سرابيل تقيهم الحر، أي: والبر; لأن ما يقي الحر من اللباس يقي البرد.
والمراد بهذه السرابيل: القمصان ونحوها من ثياب القطن والكتان والصوف.
وقوله هنا: وسرابيل تقيكم بأسكم: المراد بها الدروع ونحوها، مما يقي لابسه وقع السلاح، ويسلمه من بأسه ".
وخلق الله تعالى لنا من أصواف بهيمة الأنعام وأوبارها وأشعارها ما فيه دفء ووقاية، قال تعالى: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (النحل:5)، فينبغي أن نشكر الله تعالى فإن الشكر سبب في المزيد قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾، والشكر يكون بالقول والعمل الصالح، قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ:13).
واتساقاً مع ما سبق أقول ينبغي للمسلم أن يستثمر فصل الشتاء، وأن يتاجر فيه مع الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة، فالتجارة معه سبحانه وتعالى تجارة رابحة لا محالة، وعلينا أن نتذكر حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقول فيه: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ".
فمن يعلم ربما يأتي عليه يوم لا يستطيع فيه العبادة ولا يقوى فيه الطاعة، بل قد ينقضي الأجل وتفوت فرصة الاستزادة من العمل الصالح، فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل، قال تعالى: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلتَنظُر نَفسٌ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُون " (الحشر:18).
وعنْ عَمْرِو بْنِ مَيمُونٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ, وَصِحَتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ, وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ, وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ, وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِك " (رواه النسائي وصححه الألباني).
* الشتاء عبرة وعظة: إن في الشتاء موعظة للمؤمنين، ونبين ذلك في النقاط التالية: 1- إن في شدة البرد عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، عنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا, فَقَالَتْ: أَيْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفْسٌ فِي الصَّيْفِ, وَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ" (رواه البخاري ومسلم).
ومن وقف عند ذلك وتأمّل واعتبر كان ذلك تشجيعاً وتصبيراً له على العبادة حتى يسلم من زمهرير جهنم وحرها، وتوجب عليه الاستعاذة من زمهريها.
ومن اجتهد في طاعة الله سبحانه وتعالى، كان حقًّا عليه سبحانه أن يقيه برد جهنم وحرها. وقد وصف الله سبحانه وتعالى أهل النار وما يتعرضون له من عقاب أليم بقوله: " لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا، إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا، جَزَاءً وِفَاقًا " [النبأ:24-26].
والغسّاق قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إنه: " الزمهرير البارد الذي يحرق من برده ".
وأضاف مجاهد: "الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده".
وروي عن ابن عباس قال: " يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها ، فيسألون الحر ويستغيثون بحر جهنم ". نسأل الله العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.
2- إن كثيراً من الزهاد العابدين كان المطر والثلج والبَرَد والبرق والرعد موعظة لهم وتذكرة لهم بالآخرة، فيقول أحد الزهاد: (ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر).
3- إن الطين في الشتاء وترابه يرخو بفعل مياه الأمطار المنهمرة، وهذا الأمر فيه دعوة إلى ذلك الكائن الضعيف المخلوق من هذا الطين (الإنسان) بأن يرق قلبه، وتلين جوارحه لذكر ربه، ويذكّر الإنسان بأصل خلقته وقدرة ربه وفضل الله تعالى الكريم المنان عليه.
* الشتاء عدو فاحذروه: على الرغم من أن الشتاء له فضل والأعمال الصالحة فيه أيسر من غيره من الفصول؛ لقصره نهاره وطول ليله، إلا أنه عدو ينبغي الحذر منه: 1- روى ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: " كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهد رعيته وكتب لهم بالوصية: إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً، فإن البرد عدو سريع دخوله، بعيد خروجه ".
ومعنى الشعار: الملابس التي تلي البدن، ومعنى الدثار: ما يلبس فوق الشعار (أي الملابس الخارجية). وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "وإنما كان يكتب عمر إلى أهل الشام لما فتحت في زمنه، فكان يخشى على من بها من الصحابة وغيرهم ممن لم يكن له عهد بالبرد أن يتأذى ببرد الشام، وذلك من تمام نصيحته، وحسن نظره وشفقته وحياطته لرعيته رضي الله عنه ".
2- قيل لأبي حازم الزاهد: إنك لتشدد (يعني في العبادة)، فقال: وكيف لا أشدد وقد ترصد لي أربعة عشر عدواً؟ ، قيل له: لك خاصة؟ ، قال: بل لجميع مَنْ يعقل، قيل له: وما هذه الأعداء؟ ، قال: " أما أربعة: فمؤمن يحسدني ومنافق يبغضني وكافر يقتلني وشيطان يغويني ويضلني.
وأما العشرة: فالجوع والعطش والحر والبرد والعري والمرض والفاقة والهرم والموت والنار، ولا أطيقهن إلا بسلاح تام ولا أجد لهن سلاحاً أفضل من التقوى ". وقد عدّ رحمه الله البرد من جملة أعدائه.
3- من الضرورة بمكان الإشارة هنا إلى ضرورة إطفاء النار التي توقد غالباً في الشتاء قبل النوم، فهي عدو، ومثل ذلك المدافئ، جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من اللَّيل، فحُدِّث بشأنهم النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال " إِنَّ هذه النَّارُ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ , فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ "، وروى الإمام مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما, قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: " لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ ".
والعِلَّة من الأمر بإطفاء النار قبل النوم جاءت في حديث جابر رضي الله عنه في رواية البخاري قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: " وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ " (ومعنى الفويسقة: فأرة البيت).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، ثم قال: قيده بالنوم لحصول الغفلة به غالباً، ويستنبط منه أنه متى وجدت الغفلة حصل النهي". ويستفاد من ذلك وجوب الحذر الشديد من إبقاء المدافئ مشتعلة حال النوم، وقد حصلت كثير من الحوادث أن احترقت بيوت بأهلها بسبب شمعة أو مدفئة فينبغي الحذر من ذلك، نسأل الله العافية والسلامة.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 8:09 pm | |
| الفصل الثاني أدعية الشتاء أولاً: أدعية الاستسقاء: 1- (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا)، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا ، ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِثْنَا ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَال: " اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا... الحديث".
2- (اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا)، روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ الْمِنْبَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اسْقِنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا... الحديث".
3- (اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعاً نافعًا غير ضارٍّ عاجلاً غير آجل)، روى الإمام أبو داود في سننه من حديث جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في الاستسقاء فقال: " «اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعاً نافعًا غير ضارٍّ عاجلاً غير آجل»، قال: فأطبقت عليهم السماء ".
قوله: (غيثاً): الغَيْثُ: المطر. قوله: (مُغِيثًا): أَيْ مُعِينًا مِنْ الْإِغَاثَة بِمَعْنَى الْإِعَانَة، وقيل: أي مشبعاً، وقيل: منقذاً من الشدة، وقيل: المحيي بإذن الله تعالى. قوله: (مريئاً): أي هنيئاً صالحاً خالياً عن كل ما ينغصه كهدم أو غرق (محمود العاقبة). ومعنى قوله: (مَرِيعاً): أي مُخْصِباً ناجعاً، ويروى: مُرْبِعاً: أي منبتاً للربيع، ويروى: مَرتَعاً: أي: يُنبت الله فيه ما ترتع فيه المواشي. قال الخطابي: مريعاً يروى على وجهين بالياء والباء، فمن رواه بالياء جعله من المراعة، يقال: أمرع المكان: إذا أخصب، ومن رواه مربعاً، كان معناه منبتاً للربيع.
4- (اللهم اسقنا غيثا مريئاً مريعاً طبقاً عاجلاً غير رائث نافعا غير ضار)، روى الإمام ابن ماجه في سننه من حديث شرحبيل بن السمط أنه قال لكعب: يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله استسقِ الله، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: " اللهم اسقنا غيثا مريئاً مريعاً طبقاً عاجلاً غير رائث نافعا غير ضار... ".
ومعنى قوله : (طبقاً) : أي مالئاً للأرض مغطياً لها.
5- (اللهم اسقنا غيثاً مُغيثاً مَرِيعاً مريئاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضار)، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن مرة السلمي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ ، قَالَ : فَقَالَ : " إِنَّكَ لَجَرِيءٌ ، أَلِمُضَرَ ؟ " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَنْصَرْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَنَصَرَكَ ، وَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَجَابَكَ. قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ، يَقُولُ: " اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيعًا مَرِيئًا، طَبَقًا غَدَقًا، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ...".
ومعنى قوله : (غدقاً): أي مطراً كبارٌ قطره. ومعنى قوله : (غيرَ رائث) : أي غير بطيء.
6- (اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأَحْيِ بلدك الميت)، روى الإمام أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال: «اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأَحْيِ بلدك الميت».
7- أخرج الشافعي في كتابه الأم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَسْقَى، قَالَ : " اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا ، هَنِيئًا مَرِيئًا ، مَرِيعًا غَدَقًا ، مُجَلِّلًا عَامًّا ، طَبَقًا سَحًّا دَائِمًا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ , وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ ، اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ وَالْبَهَائِمِ وَالْخَلْقِ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَالْجَهْدِ وَالضَّنْكِ مَا لَا نَشْكُو إِلَّا إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ , وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ, وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ, وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْجَهْدَ وَالْجُوعَ وَالْعُرْيَ, وَاكْشِفْ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا".
قال الإمام الشافعي رحمه اللّه: وأحبُّ أن يدعوَ الإِمام بهذا.
معنى قوله: (مجلِّلا): أي عاماً، يُجلِّلُ الأرضَ أي يَعُمُّها. ومعنى (سحاً): السح هو شديد الوقع على الأرض، ومعنى (اللأواء): شدة المجاعة. ومعنى (مدراراً): بِكَسْرِ الْمِيمِ والمدرار الكثير الدر والقطر المتوالي.
8- (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ)، روى الإمام أبو داود في سننه من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَبَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ...".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 12 مارس 2023, 8:15 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 8:10 pm | |
| ثانياً: الأدعية عند نزول المطر وبعده وما يستحب فعله: 1- من السنة الدعاء عند نزول المطر بــــــ(اللهم صيباً نافعاً)، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر، قال: «اللهم صيِّباً نافعاً» (رواه البخاري). وفي رواية عند النسائي: (اللهم اجعله صيباً نافعاً). وفي رواية عند ابن ماجه: ( اللَّهُمَّ سَيْبًا نَافِعًا). وفي رواية عند أحمد وأبي داود: (اللهم صيباً هنيئاً). وفي رواية عند أحمد وابن ماجه: (اللهم اجعله طيباً هنيئاً).
قوله: (صيباً): بتشديد الياء والصيب هو المطر كما فسره ابن عباس، وقيل المطر الشديد الذي يصوب أي ينزل ويقع، وقيل الصيب السحاب، وقال ابن الأثير معنى صَـيِّـبًا: أي مُنْهَمِرًا مُتَدَفِّـقًا، ووُصِفَ في الحديث بِالنَّفْعِ احترازاً عن النوع الآخر من الصيب وهو الضار.
وقوله: (سيباً) بالسين: بمعنى العطاء؛ لأن العطاء يعم المطر وغيره من أنواع الخير والرحمة.
وندعو بأن يكون الصيب (نافعاً)؛ لأن المطر قد يكون كثيراً لكنه لا نفع فيه, روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا ، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا ، وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا ". يقصد بـــ(السَّنَةُ) في الحديث: القحط الشديد، قال القاضي عياض رحمه الله: " المعنى أن القحط الشديد ليس بأن لا يمطر، بل بأن يمطر ولا ينبت؛ وذلك لأن حصول الشدة بعد توقع الرخاء، وظهور مخائله وأسبابه أفظع مما إذا كان اليأس حاصلا من أول الأمر، والنفس مترقبة لحدوثها ".
قوله: (هَنِيئًا): أَيْ نَافِعًا مُوَافِقًا لِلْغَرَضِ لا ضرر فيه ولا تعب، وقيل: طيباً سائغاً لا ينغصه شيء.
2- يسن قول "رحمة" عند نزول المطر، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي، وَيَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: رَحْمَةٌ ".
3- يسن أن يقال عند نزول المطر وبعده: (مُطِرنا بفضل الله ورحمته)، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ" (رواه البخاري ومسلم).
معنى (على إثر سماء): على إثر مطر. معنى (نوء): نجم وقيل الأنواء: منازل القمر. قال الإمام النووي في كتابه الأذكار: " ويُكره أن يقول : مُطرنا بنوْءِ كذا، فإن قاله معتقداً أن الكوكب هو الفاعل فهو كفر، وإن قاله معتقداً أن اللّه تعالى هو الفاعل وأن النوْءَ المذكور علامة لنزول المطر لم يكفر، ولكنه ارتكب مكروهاً لتلفظه بهذا اللفظ الذي كانت الجاهلية تستعملُه ".
4- يسنُّ أن يكشف الإنسان شيئاً من بدنه ليصيبه المطر ففيه البركة، يقول الله تعالى: "وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَـارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ" (سورة ق:9).
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَنَسٌ قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَطَرٌ قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: (لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى).
قال الإمام النووي شارحاً هذا الحديث في شرح صحيح مسلم: " معنى (حسر) كشف أي كشف بعض بدنه، ومعنى (حديث عهد بربه)، أي بتكوين ربه إياه، معناه أن المطر رحمة ، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها. وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع: " قوله: «ويسن أن يقف في أول المطر»، السنة في اصطلاح الفقهاء: هي ما يثاب فاعله امتثالاً، ولا يعاقب تاركه. قوله: "أن يقف"، أي: أن يقف قائماً أول ما ينزل المطر. قوله: (وإخراج رحله وثيابه ليصيبهما المطر) ، أي: متاعه الذي في بيته، أو في خيمته إن كان في البر، وكذلك ثيابه يخرجها؛ لأن هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه الشافعي في الأم ، والثابت من سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه" ؛ أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: "لأنه حديث عهد بربه". وهذه السنّة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإِنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه حتى يصيبه المطر اتباعاً لسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم".
5- يستحب الدعاء عند المطر فإنه مظنة الإجابة، فيدعو الإنسان بما يشاء: عن مكحول عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث» (أخرجه الشافعي في الأم وصححه الألباني).
قال الشافعي في الأم: (حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة). قال البيهقي: وقد روينا في حديث موصول عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الدعاء لا يُرَدُّ عنِدَ النداءِ، وَعِنْدَ البَأس، وتَحْتَ المَطَرِ". وروينا عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تُفتَحُ أبوابُ السماء، ويُستجابُ الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصُّفوف، وعِندَ نُزُول الغَيْث، وعندَ إقَامَة الصَّلاةِ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الكَعْبَةِ ".
وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ثنتانِ ما تُرَدَّانِ: الدعاءُ عند النداءِ، وتحتَ المطرِ " (رواه الحاكم وحسنه السيوطي والألباني). وفي رواية لأي داود في سننه " وَوَقْتُ الْمَطَرِ " بدلاً من " وتحت المطر".
وقال الإمام المناوي رحمه الله في كتابه فيض القدير: " (ثنتان ما) في رواية لا (تردان الدعاء عند النداء) يعني الأذان للصلاة (وتحت المطر) أي دعاء من هو تحت المطر لا يرد أو قلما يرد فإنه وقت نزول الرحمة لاسيما أول قطر السنة والكلام في دعاء متوفر الشروط والأركان والآداب ".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 12 مارس 2023, 8:16 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 8:11 pm | |
| ثالثاً: دعاء الاستصحاء: إذا كثر المطر وخيف الضرر منه، فيستحب أن يدعو رافعاً يديه ويدعو، وورد دعاء الاستصحاء بصيغ عدة في الروايات التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: 1- (اللهم حوالَيْنا ولا علينا اللهم على الآكام والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر). وجاءت هذه الصيغة في صحيح البخاري من حديث أنس أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما قيل له: هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِك المطر، قال: (اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالْآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ).
2- (اللَّهُمَّ حَوْلَنَا وَلَا عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ). وجاءت هذه الصيغة في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.
3- (اللهم حوالينا لا علينا)، وهذه الصيغة وردت في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي وسنن ابن ماجه.
شرح الدعاء: حَوَالَيْنَا: أي قريباً منا لا على نفس المدينة. لا علينا: لا على المدينة نفسها التي خاف أهلها من كثرة الأمطار. الآكام: الجبال الصغار. الآجام: الشجر الكثير الملتف، وقيل: أرض تتكاثف فيها الأشجار. الظِّراب: الروابي الصِّغار، وهي الأماكن المرتفعة من الأرض، وقيل: الجبال المنبسطة، والمعنى: بين الظِّراب والآكام مُتقارب. وبطون الأودية: داخل الأودية، والمقصود بها مجاري الشعاب. ومنابت الشجر: الأمكنة التي تكون منبتًا للشجر.
رابعاً: الدعاء عند سماع الرعد: عن عبد الله بن الزبير أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ : سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ. (رواه الإمام مالك في الموطأ، والبخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الكبرى، وصححه الألباني).
وهذا اللفظ هو الموافق للقرآن في قوله تعالى: "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" (الرعد: 13).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ما القول المشروع عند سماع الرعد أو رؤية البرق؟ فأجاب فضيلته: " جاء في بعض الأحاديث أنه يقال إذا سمع الرعد: (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) وكان ابن الزبير يفعل ذلك إذا سمعه رضي الله عنه، فأما البرق فهذا فلا أذكر شيئاً في هذا ، لا أذكر شيئاً يقال عند رؤية البرق، لا أعلم شيئاً من السنة في هذا ".
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل هناك ذكر يقال عند رؤية البرق أو سماع الرعد؟ فأجاب فضيلته: " أما ما يقال عند الرعد أو عند البرق، فقد جاء عن بعض الصحابة والتابعين أنه يقال عند الرعد: [سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته] ويقول عند البرق: [سبحان الله وبحمده]، وأما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبلغنِ أنه يقال شيء عند البرق أو الرعد، لكن من قال: [سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته] اتباعاً لبعض الصحابة كـعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فحسن، وكذا من قال: (سبحان الله وبحمده) فإنه يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند ضعيف جداً أنه قال: [من قال حين يرى البرق: سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة] فهذا حسن ".
تنبيه هام: سمعت من كثير من الناس الدعاء بــــ (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) عند سماع الرعد، وبعد طول بحث لم أقف على حديث ينص على ذلك، وإنما هذا الدعاء ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله في ركوعه وسجوده، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ ".
معنى (سبوح): المُبَرَّأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإلاهية.
معنى (قدوس): المُطهر من كل ما لا يليق بالخالق، وقيل: السبوح يدل على تنزيه الذات، والقدوس على تنزيه الصفات.
الروح الأمين وروح القدس: جبريل عليه السلام، والروح: ما به حياة الأنفس.
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: " قيل: الروح ملك عظيم، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام، وقيل خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. والله سبحانه وتعالى أعلم".
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 12 مارس 2023, 8:19 pm عدل 1 مرات |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 8:12 pm | |
| خامساً: الدعاء عند اشتداد الريح: ونذكر هنا الأحاديث التي وردت في هذا السياق: 1- روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح قالَ: «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا، وَشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ».
2- روى الإمام أبو داود في سننه وابن ماجه في سننه بإسناد حسن من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها ". معنى من روح الله - بفتح الراء - قال العلماء معناه من رحمة الله بعباده كما بين الإمام النووي في كتابه المجموع.
3- روى الإمام الترمذي في سننه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أمرت به ".
قال الإمام الشافعي في كتابه الأم: " ولا ينبغي لأحد أن يسب الرياح فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجند من أجناده يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء ".
4- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً لعن الريح عند النبي ، فقال: "لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه" (رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني).
5- روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَتْ: فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ".
معنى (مستجمعاً ضاحكاً): مبالغاً في الضحك. معنى (لهواته): جمع لهاة، وهي اللحمة المعلقة في الحنك الأعلى داخل الفم.
وروى الإمام البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً في السَّماء، أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ودَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا أَدْرِي؟ لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قوم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾».
معنى «مَخِيلَةً»: سحابة يخال ويظن فيها المطر. «سُرِّيَ»: كشف عنه ما ألم به من الخوف وآثاره. «فَعَرَّفَتْهُ»: أي أخبرته بما تراه من حاله وسألته عن ذلك.
ويتضح من هذين الحديثين أن الخوف كان يظهر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤيته الغيم أو اشتداد الريح، فإذا نزل المطر من السماء فرح صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان يخشى من أن يكون الريح أو الغيم عذاباً على أمته، كما عذب قوم عاد بالريح. وكان خوفه صلى الله عليه وسلم شفقته على أمته كما وصفه الله تعالى بذلك، قال تعالى: " لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة: 128).
6- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول: "اللهم لَقْحاً لا عَقِيماً" (رواه ابن حبان بسند حسن ورواه ابن السني بإسناد صحيح وصححه الألباني). ومعنى (لقحاً) حامل للماء كاللقحة من الإبل و(العقيم) التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 51866 العمر : 72
| موضوع: رد: الباب الأول: فضائل وأدعية الشتاء الأحد 12 مارس 2023, 8:13 pm | |
| سادساً: أدعية مشهورة لكنها ضعيفة أو موضوعة: ترد على لسان الكثير من الناس بل حتى من الوعاظ أحاديث وأدعية بخصوص الشتاء وأحكامه إلا أنها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، نذكر أهمها: 1- الشتاء ربيع المؤمن، جاء في حديث أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: "الشِّتاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ" (رواه أحمد)، وأخرجه البيهقي وَزَادَ فيهِ: "طَالَ لَيْلُهُ فقامَهُ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ".
وعلى الرغم من أن الإمام الهيثمي قال في مجمع الزوائد: حديث حسن، وقال عنه الإمام الزرقاني في مختصر المقاصد: حديث حسن، وقال عنه الإمام العجلوني في كشف الخفاء: حديث حسن لغيره، إلا أن من العلماء من ضعفه، فقال عنه الإمام الذهبي في المهذب: حديث ضعيف، وقال عنه الإمام السيوطي في الجامع الصغير: حديث ضعيف، وقال عنه الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء: حديث منكر (والمنكر من أنواع الضعيف)، وقال عنه الإمام الألباني حديث ضعيف. وقال بعض العلماء أن ضعفه مُنْجَبِر.
2- عنِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: "مَرْحَبَاً بِالشِّتَاءِ، تَنْزِلُ فيهِ البَرَكَةُ وَيَطُولُ فيهِ الليلُ لِلْقِيَامِ، ويَقْصرُ فيهِ النَّهَارُ لِلصِّيَام".
وهذا الأثر وإن كان معناه صحيحاً إلا أنه ضعفه كثير من العلماء، فقال عنه الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال: حدث منكر، وقال عنه الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء: حديث منكر. وقال عنه الإمام ابن رجب في لطائف المعارف: روى عنه مرفوعاً ولا يصح رفعه. 3- عن ابن عباس قال: " ما هبت ريح إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلهما ريحاً، قال ابن عباس: في كتاب الله تعالى: (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصراً) (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) (وأرسلنا الرياح لواقح) (يرسل الرياح مبشرات)" (رواه الشافعي والبيهقي).
وقال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع وتخريج مشكاة المصابيح: ضعيف جداً. وقال الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء: هو إلى الضعف أقرب. وقال عنه الإمام الطحاوي في شرح مشكل الآثار: لا أصل له.
4- عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح عظيمة فعليكم بالتكبير فإنه يجلي العجاج الأسود " (رواه ابن السني).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث موضوع. وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية: حديث غريب وسنده ضعيف جداً. وقال الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء: حديث مضطرب (والمضطرب من أنواع الضعيف). وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: حديث متروك (والمتروك من أنواع الضعيف جداً).
5- عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك" (رواه الترمذي وأحمد).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث ضعيف. وقال عنه الإمام النووي في الأذكار: إسناده ضعيف.
6- عنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَطَرِ: " اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ ، وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ ، وَلَا بَلَاءٍ ، وَلَا هَدْمٍ ، وَلَا غَرَقٍ ، اللَّهُمَّ عَلَى الظِّرَابِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا "(رواه الشافعي والبيهقي).
قال عنه الإمام الألباني في تمام المنة: الدعاء الأول (اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، وَلَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَلَا بَلَاءٍ، وَلَا هَدْمٍ، وَلَا غَرَقٍ) غير صحيح، أما ما بعده فهو من الصحيحين. وقال الإمام الذهبي في المذهب: حديث ضعيف. وقال الإمام البيهقي في السنن الكبرى والإمام ابن كثير في إرشاد الفقيه: حديث مرسل (والمرسل من أنواع الضعيف).
7- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «لا تقولوا: قوس قُزح؛ فإن قُزحَ شيطانٌ، ولكن قولوا: قوس الله –عز وجل-، فهو أمانٌ لأهل الأرض مِن الغَرَق». (أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة: حديث موضوع. وأخرجه الإمام ابن الجوزي في كتابه الموضوعات.
8- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: " لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي، لأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ " (رواه أحمد وأبو داود والحاكم).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث ضعيف.
9- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلُوبُ بَنِي آدَمَ تَلِينُ فِي الشِّتَاءِ، وَذَلِكَ لأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ، وَالطِّينُ يَلِينُ فِي الشِّتَاءِ " (أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث موضوع. وقال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال: شبه موضوع. وقال الإمام ابن الجوزي في الموضوعات: لا يصح. وقال الإمام السيوطي في الجامع الصغير: حديث ضعيف.
10- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَفْرَحُ بذهابِ الشِّتَاءِ رَحْمَةً لَمَّا يَدْخُلُ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الشِّدَّةِ "(رواه الطبراني).
قال عنه الإمام الألباني في ضعيف الجامع والإمام السيوطي في الجامع الصغير: حديث ضعيف. وقال الإمام ابن رجب في لطائف المعارف: إسناده لا يصح. وقال الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء والإمام الألباني في السلسلة الضعيفة والإمام العقيلي في الضعفاء الكبير: حديث منكر. وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: حديث متروك.
11- قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اتَّقُوا البَرْدَ؛ فإنّه قتل أخاكم أبا الدَّرداء". قال عنه الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة: لا أعرفه، وقال المُحدِّث ملا علي قاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: لا أصل له.
12- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: " أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرْد ". وفي رواية أخرى لأنس بن مالك وأخرى لأبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرَدَةُ ".
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث ضعيف جداً. وقال الإمام ابن عدي في الكامل في الضعفاء: حديث منكر، وقال أيضاً عنه: بهذا الإسناد باطل.
13- عن أنس بن مالك قال: "أمطرتِ السَّماءُ بَرَدًا، فقالَ لي أبو طلحة: ناوِلني من ذلِكَ البَرَدِ، فَناولتُهُ، فجعلَ يأكلُ وَهوَ صائمٌ في رمضانَ، قالَ: قلتُ لَهُ: ألستَ بصائمٍ، قالَ: بلى إنَّ ذا ليسَ بطعامٍ ولا شرابٍ وإنَّهُ برَكَةٌ منَ السَّماءِ تَطهرُ به بطونُنا، قال أنسٌ فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فذَكَرتُ ذلِكَ لَهُ، فقالَ: خُذهُ عن عمِّكَ ".
وهذا الحديث هناك من يستدل به على جواز أكل البَرَد للصائم، وأنه لا يفطر. قال عنه الإمام ابن الجوزي في العلل المتناهية: لا يصح. وقال ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية: إسناده ضعيف. وقال الإمام البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة: حديث ضعيف.
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة عن هذا الحديث: " وهذا الحديث الموقوف من الأدلة على بطلان الحديث المتقدم: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، إذ لو صح هذا لكان الذي يأكل البرد في رمضان لا يفطر اقتداء بأبي طلحة رضي الله عنه، وهذا مما لا يقوله مسلم اليوم فيما أعتقد ". ومفاد كلام الإمام الألباني أن هذا الحديث باطل.
14- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّعْدَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ، فَإِنَّهُ لا يُصِيبُ ذَاكِرًا " (رواه الطبراني).
قال عنه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع: حديث ضعيف جداً. وقال ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية: في سنده ضعف. وقال الإمام السيوطي في الجامع الصغير: حديث ضعيف. وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: حديث ضعيف.
15- عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ قَوْمًا سَمِعُوا الرَّعْدَ، فَكَبَّرُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّعْدَ فَسَبِّحُوا وَلا تُكَبِّرُوا " (رواه أبو داود في كتابه المراسيل مع الأسانيد).
قال عنه الإمام الألباني في ضعيف الجامع: حديث ضعيف. وقال الإمام السيوطي في الجامع الصغير: مرسل ضعيف. 16- عن عِكْرِمَةُ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ ، قَالَ: " سبحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ، قَالَ : إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ ، كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ " (رواه البخاري في الأدب المفرد).
معنى (ينعق): يصيح. والمعنى العام لهذا الأثر أن الرعد صوت ملك. قال الإمام الألباني عن هذا الأثر في ضعيف الأدب المفرد: ضعيف الإسناد موقوف.
17- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "من قال حين يرى البرق: سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة". قال عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: سنده ضعيف جداً.
18- عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا ، قَالَ : " مَنْ سَمِعَ الرَّعْدَ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَةٌ " (رواه ابن أبي الدنيا وابن أبي شيبة). قال عنه الإمام الدارقطني: متروك.
|
|