أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: على أي شيء حلف نبينا؟ الثلاثاء 28 يونيو 2022, 5:27 am | |
| الخطبة الثانية: الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا هو السميع البصير، وأشهد أن محمدًا عبد الله، دعا إلى الله، بشيرًا ونذيرًا، وأرسله رحمة للعالمين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى أصحابه وأزواجه، وخلفائه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك، ونبيك إمام المتقين، والشافع المشفع يوم الدين، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، اللهم أوردنا حوضه، واجعلنا من أهل شفاعته.
المقصود بالأشهر الحرم ووجوب تعظيمها وكيفية ذلك: عباد الله: يدخل عليكم شهر عظيم من شهور الله، من الأشهر الحرم التي عظمها الله، فقال في كتابه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36] ثلاث متصلات: أولهن: ذو القعدة، وواحد منفصل عنها، وهو رجب.
وسيطل علينا أول الأشهر الحرم: ذو القعدة، بعده ذو الحجة، وبعده المحرم.
وهذه الأشهر الحرم جديرة بالاحترام، وألا يعصى الله فيها، وأن يوقر عز وجل.
وإذا كان أهل الجاهلية، الكفرة المشركين، كانوا يعظمونها، فالمؤمنون من باب أولى، والله قال: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} بالمعاصي!. لا تظلموا أنفسكم، بالشرك، ولا بترك واجب، أو فعل محرم!.
قال قتادة -رحمه الله-: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا، من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء" [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: 4/ 148].
وتعظيمها، بإقامة فرائض الله فيها، ورعاية حقه، وترك المناهي التي نهى عنها، والحذر من ظلم العباد.
المقصود بأشهر الحج: ذو القعدة أيضاً من أشهر الحج، وقد قال الله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197].
قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أشهر الحج؛ شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة" [صحيح البخاري: 2/173] يعني أن ذا القعدة هذا شهر حرام، ومن أشهر الحج.
أما شوال، فمن أشهر الحج، وليس من الأشهر الحرم.
مشروعية العمرة في شهر ذي العقدة: وتسن العمرة في ذي القعدة؛ لأن النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- اعتمر أربع مرات كلهن في ذي القعدة: عمرة من الحديبية، أو زمن الحديبية، في ذي القعدة. وعمرة من العام المقبل الذي يليه في ذي القعدة. وعمرة من جعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة. وعمرة مع حجته، والعمرة التي مع حجته، وقع الإحرام بها من ذي الحليفة، ميقات المدينة، في ذي القعدة، وأما فعل العمرة نفسها، فقد كان في ذي الحجة.
والعمرة في ذي القعدة أفضل من بقية الشهور إلا رمضان؛ كما جاء عن كثير من أهل العلم.
وبعضهم فضلها على سائر شهور السنة؛ كابن عمر وعائشة، وعطاء، وتردد ابن القيم في الفضل بين عمرة رمضان وعمرة ذي القعدة، فقال: "لم يكن لِيختار لنبيه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فى عُمَرِهِ إلاَّ أولى الأوقات، وأحقَّها بها، فكانت العُمْرةُ فى أشهر الحج نظيرَ وقوع الحج فى أشهره، وهذه الأشهر قد خصَّها الله -تعالى- بهذه العبادة -يعني بالحج-، وجعلها وقتاً لها، والعمرةُ حجٌّ أصغر، فأولى الأزمنة بها أشهرُ الحج، وذو القِعْدة أوسطُها، وهذا مما نستخير الله فيه" هكذا قال في [زاد المعاد: 2/96].
والمقصود: أن العمرة في ذي القعدة مستحبة استحبابًا شديدًا.
حكم الصيام في شهر ذي العقدة: وأما الصيام فيه، فيصام دون اعتقاد تخصيص معين؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((صم من الحرم واترك)) [رواه أبو داود:2430، وضعف أسناده الألباني في ضعيف أبي داود: 419].
وقد ضعفه بعض أهل العلم.
والمقصود: أن الصيام فيه عظيم، لعظمة الأشهر الحرم، دون تخصيص شيء معين، أو اعتقاد شيء لم يرد في الشرع.
أحداث تاريخية حدثت في شهر ذي العقدة: وقد حصلت أحداث عظيمة في هذا الشهر، في تاريخ التوحيد والإسلام، فقد قال العلماء في قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142]. قالوا: إن الثلاثين كانت في ذي القعدة، والعشر، هي عشر ذي الحجة، فتم الميقات، فتم أربعين.
وكذلك فيه: غزوة بدر الموعد، لما واعد أبو سفيان المسلمين بعد أحد.
وكذلك غزة بني قريظة، في السنة الخامسة.
وكذلك غزوة الحديبية في السنة السادسة، وسماها الله: فتحًا مبينًا، لما قال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفتح: 1] يعني صلح الحديبية، وما ترتب عليه بعده من دخول العرب في دين الله أفواجًا، حتى غزا النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مشركي مكة بعشرة آلاف، والذين كانوا معه في الحديبية ألف وستمائة فقط، فهذا النماء كله حصل بسبب هذا الصلح العظيم.
اللهم اغفر لنا أجمعين، وتب علينا يا رب العالمين.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
اللهم استر عيوبنا، واقض ديوننا، وارحم موتانا، واشف مرضانا.
اللهم اجمع كلمتنا على الحق يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تعتق رقابنا من النار، وأن تدخلنا الجنة مع الأبرار، أدخلنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب يا كريم يا وهاب.
اللهم ارفع الغمة عن هذه الأمة، واكشف الكربة عن إخواننا المسلمين، اللهم نفس كروبهم، وارفع البأس عنهم، يا رب العالمين.
اللهم انصر أهل الإسلام على أهل الشرك.
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا في بلادنا هذه آمنين مطمئنين، وسائر بلاد المسلمين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، من أراد أمننا وإيماننا بسوء، فامكر به، وابطش به، واقطع دابره، يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا هادين مهدين، اللهم اهدنا، واهد بنا، يا أرحم الراحمين.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180 - 182].
محمد صالح المنجد أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه. |
|