منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الباب الخامس: الدولة العباسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 1:06 pm

الباب الخامس: الدولة العباسية 5111
الباب الخامس
الدولة العباسية
(132 - 656 هـ) (749 - 1200 م)
الفصل الأول
قيام الدولة العباسية
نسب العباسيين:-
تنسب الخلافة العباسية للعباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمؤسس هذه الدولة هو عبد الله (السفاح) محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. ويعتبر قيامها انتصارًا للفكرة التي نادى بها بنو هاشم (العلويون) عقب وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإسناد الخلافة إلى أهل الرسول وذويه، وقد هُزِمت هذه الفكرة في مطلع الإسلام.
وانتصر التفكير الإسلامي الصحيح وهو أن الخلافة ملك للمسلمين يولُّون على أنفسهم مَنْ يصلح لذلك.
* * *
بداية الدعوة:-
ادَّعت فرقه الكيسانية (الرافضة) أن الإمامة في عقب محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية).
فدعوها بعد وفاته لابنه أبي هاشم، الذي كان ينتقد الأمويين وقبل موته ذهب إلى ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الحميمة (الأردن)، وطلب منه أن يعمل على تقويض الحكم الأموي والدعوة لآل البيت.
* * *
المرحلة السرية 100 - 129 هـ/718 - 746 م:-
وكان محمد طموحًا، فحمل الفكرة، وبدأ بتنفيذها منذ سنة 100 هـ، فكانت الحميمة مركزًا للتخطيط وتنظيم العمل، واختار الكوفة مركزًا للدعوة، واختار خراسان مجالًا لانتشار الدعوة، واختار لها دعاة ونقباء أكفاء لنشرها فكانت تنتشر بسرية تامة وببطء باسم آل البيت.
فكان عمله يتسم بالسياسة والدهاء وبعد وفاة محمد تولى الدعوة ابنه إبراهيم عام 125 هـ/742 م، وكان الأمويون قد ضعفوا وتفرقوا بعد وفاة هشام بن عبد الملك، بينما أخذت الدعوة العباسية بالانتشار.
* * *
* المرحلة الجهرية وإخضاع خراسان والعراق:-
في سنة 129 هـ/746 م أمر إبراهيم أبرز قواده أبي مسلم الخراساني (وهو داهية خطير وعظيم من عظماء العالم العسكريين)، أن يعلن الدعوة في خراسان ففعل، فقبض مروان بن محمد (آخر الخلفاء الأمويين) على إبراهيم وسجنه، فتولى أخوه عبد الله (السفاح) الأمر والذي قدم إلى الكوفة مع أهله، ونزل في دار أبي سلمة الخلال وبقي أمره سرًا.
استطاع أبو مسلم أن يقضي على نصر بن سيار (والي خراسان) رغم أن هذا الأخير بذل كل جهوده ومحاولاته لصد أبي مسلم واستنجد بالخليفة مروان بن محمد مرتين.
واستنجد بيزيد بن عمر بن هبيره (والي مروان على العراق)، ولكن لم يلق أي استجابة لانشغالهم جميعًا بالحروب والفتن.
فتمكن أبو مسلم من الاستيلاء على خراسان سنة 130 هـ/747 م.
ثم انتزعت العراق من يد يزيد بن عمر بن هبيرة سنة 132 هـ/749 م.
ورغم أن ابن هبيرة لم يستسلم للعباسيين إلا بعد أن أعطاه السفاح العهود والمواثيق والأمان إلا أنهم غدروا به وخانوا العهد وقتلوه.
كذلك قتل السفاح بعد إعلان خلافته أبي سلمة الخلال متهمًا إياه بالتواطؤ لنقل الخلافة إلى العلويين.
رغم أن هذا الأخير كانت له جهود جبارة في القضاء على الأمويين.
وانتشار الدعوة العباسية.
نرى من خلال ذلك مدى اندفاع حماس العباسيين لتأمين قيام دولتهم.
* * *
إعلان الخلافة العباسية:-
خرج عبد الله (السفاح) من مخبئه، وذهب مع جماعته إلى جامع الكوفة، وأعلن خلافته، فبويع بها، في ربيع أول سنة 132 هـ/749 م.
* * *
معركة الزاب والقضاء على الأمويين:-
سير السفاح جيوشه لقتال مروان بن محمد (آخر خليفة أموي) والذي عسكر على نهر الزاب (قرب الموصل) فهزم مروان، وفرَّ من مكان إلى مكان، إلى أن تمكن العباسيون من قتله في مصر سنة 132 هـ/749 م، فاستتب الوضع لبني العباس في جميع الأقطار الإسلامية عدا الأندلس.
* * *
عصور الدولة العباسية (إجمالًا)
قامت عام 132 هـ/749 م على أنقاض الدولة الأموية، وزالت عام 656 هـ/1258 م بعد أن دمر المغول بغداد، وقتلوا آخر خليفة عباسي، فحكم العباسيون في الفترة (132 - 656 هـ) أي 524 عامًا.
وتنقسم هذه الفترة إلى مرحلتين (حسب اصطلاح أغلب المؤرخين):-
1 - الدولة العباسية الأولى (132 - 247 هـ/749 - 861 م).
وهي مرحلة قوة وسيطرة الخلفاء، وقد حكم عشرة خلفاء في هذه المرحلة.
2 - الدولة العباسية الثانية (247 - 656 هـ/861 - 1258 م).
وهي مرحلة ضعف الخلفاء وفقدإنهم للسلطة، وسيطرة العسكريين على الأمر.
وقد حكم سبعة وعشرون خليفة في هذه المرحلة.
* * *



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 1:16 pm

الباب الخامس: الدولة العباسية 5212
الفصل الثاني
العصر العباسي الأول
(132 - 247 هـ) (749 - 861 م)
* * *
خلفاء عصر القوة
م ــ الخليفة ــ اللقب ــ فترة الحكم
1 - أبو العباس عبد الله بن محمد... السفاح... 132 - 136 هـ/749 - 753 م
2 - أبو جعفر عبد الله بن محمد... المنصور... 137 - 158 هـ/753 - 774 م
3 - محمد بن عبد الله بن محمد... المهدي... 158 - 169 هـ/774 - 785 م
4 - موسى بن محمد بن عبد الله... الهادي... 169 - 170 هـ/785 - 786 م
5 - هارون بن محمد بن عبد الله... الرشيد... 170 - 193 هـ/786 - 808 م
6 - محمد بن هارون بن محمد... الأمين... 193 - 198 هـ/808 - 813 م
7 - عبد الله بن هارون بن محمد... المأمون... 198 - 218 هـ/813 - 833 م
8 - محمد بن هارون بن محمد... المعتصم... 218 - 227 هـ/833 - 841 م
9 - هارون بن محمد بن هارون... الواثق... 227 - 232 هـ/841 - 846 م
10 - جعفر بن محمد بن هارون... المتوكل... 232 - 247 هـ/846 - 861 م
* * *
خلفاء العصر العباسي الأول
العباس (رضي الله عنه)
|
عبد الله (رضي الله عنه)
|
علي
|
محمد
|
• (1) عبد الله (السفاح)
• (2) عبد الله (المنصور)
|
• (3) محمد (المهدي)
|
• (4) موسى (الهادي)
• (5) هارون (الرشيد)
|
• (6) محمد (الأمين)
• (7) عبد الله (المأمون)
• (8) محمد (المعتصم)
|
• (9) هارون (الواثق)
• (10) جعفر (المتوكل)
* * *
1 - أبو العباس السفاح 132 - 136 هـ/749 - 753 م:-
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
أول خلفاء بني العباس والده هو الذي حمل فكرة الدعوة وعمل على نشرها، فعرف عبد الله الكثير عن الدعوة وأسرارها، ولاه أخوه إبراهيم قبل أن يقبض عليه الأمويون سنة 129 هـ/746 م فقدم مع جماعته إلى الكوفة سرًا.
* * *
خلافته:-
لما استولت الجيوش العباسية على خراسان والعراق.
خرج من مخبئه، وبويع بالخلافة سنة 132 هـ/749 م، ثم هزم مروان بن محمد وقضى على الدولة الأموية في نفس العام.
* * *
ويلاحظ أنه اعتمد في خلافته على ثلاث دعائم:-
1 - أسرته: فأعمامه وأخوانه وأبناء عمومته كثيرون، وقد تسلموا له قيادة الجيوش وأمرة الولايات، والنصح والشورى.
2 - أبو مسلم الخرساني: هذا القائد الفذ المحنك، الذي استطاع بحزمه وقوته إخضاع خراسان والعراق.
وأن يمهد الأمر لقيام الدولة.
3 - العصبية القبلية: استفحل أمرها في أواخر العهد الأموي، فاستغلها العباسيون فكانوا مع اليمانيين ضد القيسيين (أنصار الأموين) (1).
-----------------------------
(1) الدولة العباسية الأولى/محمود شاكر، ص 85.
-----------------------------

العاصمة:-
كانت الكوفة مركز الدعوة العباسية، وفيها بويع السفاح، ثم غادرها إلى الأنبار، وجعلها عاصمته سنة 134 هـ/751 م.
* * *
الفتوحات:-
كان مشغولًا بتوطيد أركان الدولة، التي لم تستقر بعد، لذا فقد انصرف عن الفتوحات، واستمرت المناوشات في بلاد الترك وبلاد ما وراء النهر.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 136 هـ/753 م، فكانت خلافته أربع سنوات.
* * *
2 - أبو جعفر المنصور 137 - 158 هـ/753 - 774 م:-
هو عبد الله بن محمد علي بن عبد الله بن العباس.
كان فحل بني العباس شجاعة وحزمًا ودهاءً، ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، انتقل مع أبو العباس إلى الكوفة وعمل معه على تأسيس الدولة، وتوطيد أركانها، وكان الساعد الأشد والعضد الأقوى له، ثم كان واليًا على الجزيرة وأرمينيا وأذربيجان قبل خلافته.
* * *
خلافته:

استخلف بعد أخيه العباس بعهدٍ منه.
* * *
الأحداث:-
قابل المنصور ثورات خطيرة، من شأنها أن تهز العروش، وتزعزع النفوس، ولكنه كان ثابت الجأش، واستطاع بحنكته وسياسته ومهارته أن ينتصر فيها جميعًا.
* * *
 وكانت أهم هذه الأحداث:-
1 - ثورة عمه عبد الله بن علي: ادَّعى عمه أنه أحق بالخلافة، لأنه قتل مروان بن محمد، وثبت دعائم الدولة، كما ادَّعى أن السفاح عهد إليه بالخلافة من بعده فبايعه جيشه، كما بايعه أهل الشام والجزيرة، فسار بجيشه إلى حران فتحصن بها، سير إليه المنصور أبي مسلم الخراساني، فقاتله خمسة شهور، فانهزم عبد الله وفرَّ إلى البصرة، ثم قبض عليه المنصور سنة 137 هـ/753 م وسجنه حتى مات.
2 - قتل أبي مسلم الخراساني: كان قويًا، داهية (وأصله فارسي)، وكان السيد الوحيد المطاع في خراسان، وكان المنصور يخاف أن يتمرد على الدولة، فاستقدمه بعد أن كلفه بالقضاء على عمه عبد الله، فقدم بعد إلحاح شديد وتهديد، فقتله المنصور سنة 137 هـ/753 م.
3 - ثورة محمد وإبراهيم: وهم أبناء عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي، ثار محمد في المدينة المنورة فتبعته سنة 145 هـ/762 م، فسير إليه المنصور جيشًا قضى عليها وثار أخوه إبراهيم في نفس العام في البصرة، فأطاعته، ثم أخضع معظم العراق وفارس والأهواز.
وقاوم المنصور مقاومة عنيفة إلى أن قضى عليه في عام 145 هـ/762 م، وكان هؤلاء العلويون يطالبون بالخلافة ويؤكدون أنهم أحق بها من العباسيين.
4 - الخوارج: نشطوا أيام المنصور وبالذات في بلاد المغرب، حيث أقام الخوارج الصفرية دولة لهم في سجلماسة بالغرب سنة 140 هـ/757 م، ونشط المنصور في جهادهم.
* * *
الدولة الأموية في الأندلس:-
فرَّ عبد الرحمن بن معاوية بن هشام عبد الملك إلى الأندلس بعد انهيار الدولة الأموية، فسمي عبد الرحمن الداخل، واستطاع أن يؤسس فرعا للدولة الأموية هناك بعد جهود مضنية سنة 138 هـ/755 م.
وعجز المنصور عن قتاله، فتركه.
* * *
الفتوحات:-
بعد استقرار الأوضاع سير الجيوش إلى بلاد الروم، وأنشأ ثغور للمرابطة كانت تنظم منها غارات منتظمة عرفت بالصوائف والشواتي.
الغرض منها حماية الحدود، وأخضع البلدان التي نقضت العهد كطبرستان والديلم وكشمير وغيرها.
* * *
أهم أعماله:-
بنى مدينة بغداد واتخذها عاصمة للدولة سنة 146 هـ/763 م، بنى مدينة الرافقة وسع المسجد الحرام عام 139 هـ/756 م.
والمنصور هو الذي أصل الدولة، وضبط المملكة ورتب القواعد وأقام الأنظمة والقوانين.
* * *
وفاته:-
تُوفي في مكة أثناء حجه عام 158 هـ/774 م، حكم أحد وعشرين عامًا.
* * *
3 - محمد المهدي 158 - 169 هـ/774 - 785 م:-
هو محمد المهدي بن المنصور.
بويع بالخلافة بعد أبيه بعهد منه عام 158 هـ/774 م.
وكان جوادًا كريمًا، كثير العطايا، رد المظالم لأهلها، وسع المسجد الحرام والمسجد النبوي.
* * *
الأحداث:-
كانت الأوضاع مستقرة في عهده.
فلم تقم حركات تُذكر.
* * *
الزنادقة:-
كان هذا اللقب يطلق على من اعتنق المانوية أو الثنوية (أي عبدة النور والظلمة) وأصلها القديم من فارس (تنسب إلى مزدك) ثم أطلق لقب زنديق على كل ملحد أو مبتدع، وأطلق أحيانًا على من كان يحيا حياة المجون والخلاعة من الأدباء، وكان المهدي أكثر الخلفاء العباسيين إيقاعًا بالزنادقة، وتعقبًا لهم.
وقد أوصى ابنه الهادي بتعقبهم، وقد استجاب الهادي لوصية أبيه.
* * *
الخوارج:-
قامت الدولة الرسمية في تاهرت (الجزائر) وهم خوارج إباضية، وقامت دولتهم سنة 160 هـ/776 م.
* * *
الفتوحات:-
حقق انتصارات كبيرة في بلاد الروم.
وقد تولى ابنه الرشيد قيادة الجيوش، فوصل إلى سواحل بحر مرمرة، وصالح الإمبراطورة أغسطة على الجزية عام 166 هـ/782 م.
وفاته:-
توفي عام 169 هـ/785 م فحكم 10 سنوات وعدة أشهر.
* * *
4 - موسى الهادي 169 - 170 هـ/785 - 786 م:-
هو موسى الهادي ابن محمد المهدي.
بويع بعد أبيها تتبع الزنادقة وعمل على إبادتهم كوالده.
حاول أن يخلع ولاية العهد عن أخيه الرشيد إلى إبنه، فلم يتحقق له ذلك.
* * *
الأحداث:-
ثورة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي: في المدينة ومكة، كان يريد الخلافة، استطاع الهادي القضاء عليه وعلى جماعته في معركة فخ (قرب مكة) عام 169 هـ/785 م.
أفلت من هذه المعركة إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.
فوصل إلى المغرب الأقصى وأسس دولة الأدارسة هناك، كما ثار أخوه يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم.
وكثرت جموعه واشتدت شوكتها فسير إليه جيشًا ضخمًا، فتمكن من القضاء عليه.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 170 هـ/786 م، وتقول بعض المصادر التاريخية أن أمه الخيزران أوعزت بقتله، لأنه جردها من النفوذ والصلاحيات الواسعة التي كانت تتمتع بها في عهد زوجها المهدي (1).
فلم يحكم إلا سنة، وثلاثة أشهر.
* * *
5 - هارون الرشيد 170 - 193 هـ/786 - 808 م:-
هو هارون الرشيد بن المهدي.
درة التاج العباسي، ويعتبر بحق أحد عظماء الملوك في التاريخ، وفي عهده شمل الرخاء الإمبراطورية الإسلامية على نحو لم يتوافر من قبل.
بلغت الدولة في أيامه قمة أوجها وعظمتها واستقرارها.
واكتملت لها ألوان من العظمة والقوة والمجد العلمي.
وكانت الدولة مهيبة الجانب عظيمة القدر.
يقول السيوطي:- إن أيام الرشيد كانت كلها أيام خير.
كأنها في حسنها أعراس وأعياد.
وكان شجاعًا، قاد الجيوش إلى بلاد الروم، فأخضعهم في عهد أبيه وهو في سن العشرين، وكان تقيًا يخشى الله في أموره كلها.
حج تسعة مواسم، فشاع بين الناس أنه يحج عامًا، ويغزو عامًا.
وكان يستمع إلى الوعاظ، فيبكي من خشية الله.
فكان من أفاضل الخلفاء وفصحائهم وعلمائهم وكرمائهم.
ومن فضائله رعايته للعلم وتأسيسه (بيت الحكمة) ذلك العهد الذي كان المنار للثقافة والفكر في العالم آنذاك، والذي انبعثت منه الشعلة التي أضاءت الطريق للنهضة الأوروبية فيما بعد (2).
وقد أشيعت الشائعات المغرضة، الباطلة حول الرشيد، ووجهت له التهم بصفته أعظم خلفاء بني العباس، فأشاعوا عن لهوه وكأسه وعرضه.
-----------------------------
(1) ابن الأثير 6/ 34. ابن خلدون 3/ 217.
(2) التاريخ الإسلامي/أحمد شلبي، 3/ 146.
-----------------------------

الأحداث:-
كان عهده هادئًا مستقرًا، فلم تقم أي أحداث بارزة.
ثورة يحيى بن عبد الله (من ذرية الحسن بن علي): ثار في بلاد الديلم، وأخضع بعض الأقاليم سنة 176 هـ/792 م، فقضى عليه الرشيد سنة 180 هـ/796 م.
* * *
الخوارج:-
هبت للخوارج عاصفة قوية في عهد الرشيد كان يقودها رجل ذو بأس شديد، هو الوليد بن طريف (الشاري).
وقامت ثورته سنة 178 هـ في الجزيرة، واستطاعت جيوش الخلافة القضاء عليه بعد جهد جهيد.
* * *
الزنادقة:
تغلبوا على جرجان وعاثوا فيها بالفساد، فقضي عليهم سنة 181 هـ/797 م.
* * *
نكبة البرامكة:
وهم من أصل فارسي مجوسي.
وكان لهم نفوذ كبير وسيطرة واسعة أيام الرشيد.
حيث جعلهم أمراء ووزراء، فتحكموا بالدولة ومقدراتها.
ثم قضى عليهم الرشيد.
وأنهي وجودهم سنة 187 هـ/802 م، لأسباب غير واضحة، واختلف المؤرخون كثيرًا في تلك الأسباب.
* * *
ثورة خراسان:
قامت ثورة عنيفة في خراسان قادها رافع بن ليث بن نصر بن سيار نتيجة استبداد وتعسف والي خراسان، فعزل الرشيد هذا الوالي وحبسه ولكن الثورة استمرت، وقد استمر رافع في سلطانه حتى خضع للمأمون.
* * *
الفتوحات:-
فتح هرقلة: كان الغزو في بلاد الروم لا ينقطع، ويقوده الرشيد بنفسه أحيانًا، وفي عام 187 هـ/802 م.
نقض الروم بعد أن ولوا عليهم نقفور، الذي كتب إلى الرشيد "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، إذا قرأت كتابي هذا، فاردد إلى ما حمل إليك من الأموال، وافتد نفسك، وإلا فالسيف بيننا وبينك".
فغضب الرشيد غضبًا شديدًا.
وكتب إليه: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه وسار إليه على جيش كبير.
حتى دخل العاصمة (هرقلة) وانتصر عليهم، وأسر ابنة ملكهم، وغنم الكثير.
وفرض عليهم الجزية.
ونقض أهل قبرص فأخضعهم.
* * *
وفاته:-
عهد من بعده لولديه الأمين ثم المأمون، وكان ذلك باب فتنة هوجاء هبت عقب وفاته بين الأخوين.
فأكلت الآلاف من المسلمين.
وتُوفي الرشيد عام 193 هـ/808 م.
دام حكمه ثلاثة وعشرون عامًا.
* * *
6 - محمد الأمين 193 - 198 هـ/808 - 813 م:-
محمد الأمين بن هارون الرشيد، وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور، وليس في خلفاء بني العباس من أمه وأبوه هاشميان سواه.
كان أبوه قد أخذ البيعة له ثم لأخيه المأمون من بعده، ثم القاسم وولاه العراق.
وولى المأمون الشرق (خراسان) وكان الرشيد قد أخذ لهما البيعة في مكة وأقسمهما على عدم الاختلاف وأشهد عليهما جميع من حضر، ووضع كتاب البيعة في جوف الكعبة.
فقام الفضل بن الربيع (وزير الأمين) بإغرائه بخلع أخيه المأمون ومبايعة ابنه موسى، ففعل، ومزق كتاب البيعة.
فخرج عليه المأمون.
* * *
الصراع على السلطة ونهاية الأمين:-
في عام 195 هـ/810 م، أرسل الأمين جيشين لقتال أخيه، فهزمها طاهر بن الحسين قائد المأمون وفي 196 هـ/811 م ألحق بهم هزيمة أخرى.
ثم سار طاهر إلى بغداد فحاصرها وضيق في حصارها.
فانفض أتباع الأمين من حوله.
وزاد اتباع المأمون.
ودخل جيش المأمون في بغداد سنة 198 هـ/813 م.
فاستحر القتال بين الطرفين، فانهزم الأمين وفرَّ، ثم قتل في عام 198 هـ/813 م.
وقد كان الأمين كثير اللهو، ومحبًا للصيد، تاركًا أمور الدولة.
وتروى عنه كتب التاريخ أنه كان خالعًا مسرفًا في التهتك والمجون (1).
استمرت خلافته خمس سنوات.
-----------------------------
(1) الجاحظ/التاج، ص 43، المسعودي/مروج الذهب، جـ 2، ص 301 - 302.
-----------------------------

7 - عبد الله المأمون 198 - 218 هـ/813 - 833 م:-
عبد الله المأمون بن هارون الرشيد.
بايع الرشيد ابنيه الأمين ثم المأمون.
فخلع الأمين أخاه كما مر معنا.
فاستطاع المأمون بعد صراع دموي عنيف وبتدبير وزيره الفضل بن سهل.
أن يقضي عليه ويتولى الخلافة سنة 198 هـ/813 م.
الأحداث:-
ثورة بغداد وتعيين إبراهيم بن المهدي:
بايع وليًا لعهده علي بن موسى الرضا (من أحفاد الحسين بن علي) بإيعاز من وزيره الرافضي الفضل بن سهل.
فغضب عليه العباسيون وخلعوه، وبايعوا عمه إبراهيم بن المهدي سنة 201 هـ/816 م.
فقدم المأمون من مرو وقد كان مستقرًا بها منذ توليه ففر عمه.
ومات على الرضا فاستقرت له الأمور سنة 202 هـ.
* * *
الخُرَّمية:
هو من مذاهب الزنادقة، وامتداد لأفكار مزدك.
وتنسب إلى مدينة فارسية اسمها (خُرَّمه)، والخرمية أباحوا كل المحرمات.
وأشهر زعمائهم هو بابك الخرمي كان يقول بعقيدة التناسخ ووجود إلهين للنور والظلمة، ظهر سنة 201 هـ/816 م، واستطاع أن يسيطر على همدان وأصبهان، واستمر المأمون في قتاله طوال فترته، وقد عظم شأنه، وتولي المأمون ولم ينته منه.
* * *
فتنة خلق القرآن:
حدثت في عهد المأمون في عام 218 هـ/833 م، وهي القول بأن القرآن مخلوق وليس مُنَزَّلٌ، وآمن المأمون بهذا الاعتقاد وهو رأي المعتزلة، وقد تعرض عدد من العلماء للتعذيب في ذلك، منهم الإمام أحمد بن حنبل (1).
ولم يَزُلْ هذا المعتقد الفاسد إلا في عهد المتوكل الذي انتصر لرأي أهل السنة.
* * *
الفتوحات:-
الفتوحات عمومًا محدودة جدًا أيام العباسيين.
فقد توقفت منذ أواخر دولة بني أمية.
فتح اللاز والشيزر من بلاد الديلم سنة 202 هـ/817 م وتمت فتوحات في بلاد النوبة والبجاة.
والمأمون هو الذي بدأ باستقدام العسكر من الترك.
* * *
ولاية العهد:-
من أجلّ أعمال المأمون أنه كان أول خليفة عباسي أفاد من أحداث التاريخ، فلم ينظر للخلافة على أنها ملك خاص له يتوارثه أبناؤه بل على أنها مصلحة عليا، يجب أن يراعي فيها خير الناس واسعادهم، فتجاوز ابنه (العباس) رغم أنه من القادة العسكريين البارزين، وعين أخاه (المعتصم) إذ رأى أنه يرجح ابنه كفاءةً وشجاعة.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 218 هـ/833 م، فحكم عشرين عامًا.
* * *
8 - أبو إسحاق المعتصم 218 - 227 هـ/833 - 841 م:-
هو محمد بن هارون الرشيد.
تولى الخلافة بعد أخيه المأمون بعهدٍ منه عام 218 هـ/833 م.
استخدم الجند الأتراك بكثرة، حتى ازداد أذاهم في بغداد، فبنى لهم مدينة سامراء، ويبدو أن المعتصم لجأ إلى الترك لفقده الثقة في الفرس والعرب، أما الفرس فقد اتضح أنهم يقصدون الاستبداد بالسلطة، وقد نكل بهم الخلفاء العباسيين (بداية بأبي سلمة الخلال فأبي مسلم الخرساني والبرامكة والفضل بن سهل وغيرهم).
وأما العرب فقد زال سلطانهم بزوال دولة الأمين بسيوف الفرس.
لكل هذا اضطر المعتصم أن يبحث عن عنصر جديد فكان العنصر التركي.
ولم يدر أنه بذلك التصرف وقع وأوقع أولاده والدولة الإسلامية في شر مرير، حيث وضع أمور الدولة في أيدي هؤلاء الأوغاد الطغاة.
تابع المعتصم مقولة خلق القرآن، واستمر في تعذيب الإمام أحمد بن حنبل فهو كان امتداد لسياسة المأمون في أغلب أموره.
* * *
الأحداث:-
حركة بابك الخُرَّمي: قاتله عدة مرات، حتى قضى عليه عام 223 هـ/837 م، وكان يوم الانتصار على بابك من أزهى أيام النصر التي شهدها المسلمون.
فقد قُضِي بذلك على الخُرَّمية بعد جهاد استمر أكثر من عشرين عامًا.
* * *
الفتوحات:-
فتح عمورية:
سار ملك الروم ومعه الخرمية، قد خلوا زلطرة وملاطية، وفعلوا الأفاعيل بالمسلمين.
ويقال أن امرأة مسلمة أعتدي عليها في زبطرة، فصرخت: وامعتصماه.
فلبى النداء وسار بنفسه إلى أقوى مدن الروم، وهي عمورية، فدخل المدينة بعد معركة عظيمة وفتحها عام 223 هـ/837 م.
وقد خلد الشاعر أبو تمام هذه الواقعة في قصيدته الشهيرة ومطلعها:-
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت ... عنك المنى حفلا معسولة الحلب
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 227 هـ/833 م.
وكانت مدته تسع سنوات.
* * *
9 - هارون الواثق 227 - 232 هـ/841 - 846 م:-
هو هارون بن محمد المعتصم.
تولى الخلافة بعد أبيه المعتصم عام 227 هـ/841 م، ولم تحدث في عهده أحداث ذات أهمية.
* * *
الأتراك:-
وصل القواد الأتراك في عهده إلى مكانة مرموقة، وقد منح الواثق للقائد التركي (أشناس) لقب سلطان، فكانت له صلاحيات واسعة.
* * *
وفاته:-
تُوفي عام 232 هـ/846 م.
فكان حكمه خمس سنوات.
* * *
10 - جعفر المتوكل 232 - 247 هـ/846 - 861 م:-
هو جعفر بن محمد المعتصم.
تولى الخلافة بعد أخيه الواثق، نصَّبه القادة الأتراك الذين أصبحت مقاليد السلطة في أياديهم، وحاول هذا أن يتخلص من هؤلاء الترك.
ولكنه فشل وانتهت حياته أخيرًا على أيديهم.
وهو الذي منع القول بخلق القرآن، وألغى هذه البدعة.
وأكرم الإمام أحمد بن حنبل.
* * *
الأحداث:-
أغار الروم على دمياط بمصر، فدمروا وقتلوا وعادوا إلى بلادهم دون أن يتعرض لهم أحد عام 238 هـ/852 م.
وتكررت اعتداءاتهم على بلاد المسلمين المجاورة لهم.
فخرجت لهم عدة حملات.
ولكن لم تحقق نتائج هامة.
* * *
وفاته:-
تآمر عليه ابنه المنتصر مع بعض القادة الأتراك فقتلوه.
وكان الأتراك قد استفحل أمرهم وعظم شأنهم، كان مقتله في عام 247 هـ/861 م.
وقد حكم خمس عشرة سنة.
وبمقتل المتوكل انتهى العصر العباسي الأول عصر قوة الخلفاء.
* * *



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 1:20 pm

الباب الخامس: الدولة العباسية 5312

الفصل الثالث

الدويلات المنفصلة في القرن الثاني الهجري

ظل العالم الإسلامي وحدة واحدة طيلة عهد الخلفاء الراشدين، وعهد الأمويين وبسقوط الأمويين بدأ التفكك في العالم الإسلامي، فانفصلت بعض الأجزاء عن الدولة العباسية، واستقلت بنفسها كإمارات منفصلة.

فكان أولها قيام الدولة الأموية في الأندلس عام 138 هـ/755 م ثم دولة الخوارج في المغرب عام 140 هـ/757 م.

وكان العباسيون يحاولون القضاء عليها في البداية، ثم تركوها وشأنها.

ونلاحظ أن جميع الإمارات المنفصلة في هذه الفترة من مغرب العالم الإسلامي فقط.

* * *

الدول المنفصلة

م ــ الدولة ــ الموقع ــ فترة الحكم

1 - الدولة الأموية ... الأندلس 138 - 422 هـ/755 - 1030 م

2 - دولة بني مدرار ... سجلماسة (المغرب) 140 - 297 هـ/757 - 909 م

3 - الدولة الرستمية ... المغرب الأوسط (الجزائر) 160 - 296 هـ/776 - 908 م

4 - دولة الأدارسة ... مراكش (المغرب) 172 - 375 هـ/788 - 985 م

5 - دولة الأغالبة ... القيروان (تونس) 184 - 296 هـ/800 - 908 م

* * *

1 - الدولة الأموية في الأندلس

138 - 422 هـ/755 - 1030 م:-

وهي أول دولة تنفصل وتستقل عن جسم العالم الإسلامي.

مؤسس هذه الدولة هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي.

وكان قد فرَّ من وجه الدولة العباسية، بعد انهيار الدولة الأموية، فدخل الأندلس فسُمي عبد الرحمن الداخل.

وقد كان هناك نزاع بين المضرية واليمانية، فكان الأمر بيد يوسف الفهري (مضري) وتجمع اليمانية والأمويين تحت راية عبد الرحمن الذي سار إلى يوسف في قرطبة فاقتتلا وتحاربا مدة عام تقريبًا، إلى أن غلبه عبد الرحمن وتولى الحكم عام 138 هـ/756 م، وعرفت الموقعة الحاسمة التي انتصر فيها عبد الرحمن على يوسف باسم (المصارة)، وعظم شأنه واستقرت له الأحوال حتى أنه فكر في انتزاع بلاد الشام من العباسيين.

أرسل له أبو جعفر المنصور عدة جيوش للقضاء عليه ففشل فسماه (صقر قريش) إعجابًا به وكف عن قتاله.

ثم حاول المهدي قتاله فانهزم، فتركوه وشأنه.

مات الداخل سنة 172 هـ/788 م (كانت قرطبة هي عاصمة الدولة).

ومن أبرز حكام هذه الدولة عبد الرحمن الناصر (الثالث) 300 - 350 هـ/912 - 961 م.

فقد تولى والبلاد في غاية الاضطراب، فأخضع الثوار، ثم بدأ يشن الغارات على ممالك المسيحيين، فحقق عليهم انتصارات عظيمة، وقاد الجيوش بنفسه عدة مرات، وانهزم مرة أمام المسيحيين في معركة الخندق عام 308 هـ/920 م ثم استرد قوته سريعًا.

عاشت الأندلس في عصره فترتها الذهبية، فبلغت أوج عظمتها وأبهتها من الناحية السياسية والحضارية والعمرانية.

وكسبت احترام وتقدير الجميع.

* * *

السيطرة العامرية:-

في الفترة 366 - 399 هـ/976 - 1008 م استبد الحاجب المنصور العامري بالملك والسلطة لضعف بني أمية، ووصيًا عن الخليفة هشام (10 سنوات) وكان المنصور في غاية الذكاء والشهامة والشجاعة.

أخضع الثورات والفتن.

ومضى في فتوحاته ضد المسيحيين.

وكان يتولى الغزو بنفسه، ولم يهزم قط في الخمسين غزوة التي غزاها طوال حكمه ووصل إلى أقصى الركن الشمالي الغربي من أسبانيا فهابه ملوك أوروبا كلهم.

فتولى بعده ابنه عبد الملك وكان ككفاءة أبيه، ثم تولى أخوه عبد الرحمن وكان ضعيفًا وقتل سنة 399 هـ، وبذا انتهت السيطرة العامرية، ثم عادت السلطة إلى بني أمية وكانوا ضعفاء متناحرين فسقطوا عام 422 هـ/1030 م.

وتفككت إلى إمارات ملوك الطوائف (1).

وسنتحدث عن ملوك الطوائف فيما بعد.

-----------------------------

(1) في الأدب الأندلسي/جودت الركابي، ص 21، 22.

-----------------------------

أبرز الحكام الأمويين في الأندلس:

1 - عبد الرحمن الداخل 138 - 172 هـ/755 - 788 م.

2 - الحكم بن هشام 180 - 206 هـ/796 - 821 م.

3 - عبد الرحمن بن الحكم 206 - 238 هـ/821 - 852 م.

4 - محمد بن عبد الرحمن 238 - 273 هـ/852 - 886 م.

5 - عبد الله بن محمد 275 - 300 هـ/888 - 912 م.

6 - عبد الرحمن بن محمد (الناصر) 300 - 350 هـ/912 - 961 م.

* * *

2 - دولة بني مدرار في سجلماسة (بالمغرب)

140 - 297 هـ/757 - 909 م:-

وهم من الخوارج الصفرية.

وقد هادنوا العباسيين.

وانصرفوا إلى شؤونهم الداخلية وتجارتهم، قضت عليهم الدولة العبيدية (الفاطمية) عام 297 هـ/909 م.

* * *

أبرز حكامها:-

1 - عيسى بن يزيد الأسود (المؤسس) 140 - 155 هـ/757 - 771 م.

2 - أبو القاسم سمكو 155 - 168 هـ/771 - 784 م.

3 - اليسع بن أبو المقاسم 174 - 208 هـ/790 - 823 م.

4 - ميمون بن مدرار 224 - 263 هـ/838 - 876 م.

* * *

3 - الدولة الرستمية (في المغرب الأوسط)

160 - 296 هـ/776 - 908 م.

وهم فرقة من الخوارج الإباضية، أسسها عبد الرحمن بن رستم بعد القضاء على البربر. ثم شيد تاهرت وجعلها عاصمة حكمه، قضى العبيديون على هذه الدولة، وضموها إلى نفوذهم عام 296 هـ/908 م.

* * *

أبرز حكامها:-

1 - عبد الرحمن بن رستم 160 - 168 هـ/776 - 784 م.

2 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن 168 - 208 هـ/784 - 823 م.

3 - الأفلح بن عبد الوهاب 208 - 258 هـ/823 - 871 م.

4 - أبو اليقظان محمد بن الأفلح 260 - 281 هـ/873 - 894 م.

* * *

4 - دولة الأدارسة في مراكش 172 - 375 هـ/788 - 985 م:-

بعد أن بطش العباسيون بالبيت العلوي في معركة فخ عام 169 هـ/785 م، فر إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأخوه يحيى، فيحيى ثار في بلاد الديلم ثم قضى عليه الرشيد، أما إدريس فقد سار إلى المغرب الأقصى وأيده البربر هناك، فأسس إمارته في مراكش، ثم قويت شوكته.

وتولى بعده ابنه إدريس ويعتبر إدريس أبرز حكام هذه الدولة ومؤسسها الحقيقي، وهو الذي بنى مدينة فاس وفي زمن يحيى بن إدريس بن عمر امتد نفوذ الدولة على جميع بلاد المغرب ودولة الأدارسة هي أول دولة شيعية في التاريخ، وينسب للأدارسة أنهم أول من نقلوا الحضارة الإسلامية إلى المغرب.

قضى عليهم العبيديون (الفاطميون).

* * *

أبرز الحكام:-

1 - إدريس بن عبد الله بن الحسن 172 - 177 هـ/788 - 793 م.

2 - إدريس بن إدريس 177 - 213 هـ/793 - 828 م.

3 - محمد بن إدريس بن إدريس 213 - 221 هـ/828 - 835 م.

4 - يحيى بن إدريس بن عمر 292 - 310 هـ/904 - 922 م.

* * *

5 - دولة الأغالبة في القيروان (تونس)

184 - 296 هـ/800 - 908 م:-

ولى الرشيد إبراهيم بن الأغلب على أفريقية لتأديب البربر وخوفًا من زحف الأدارسة على مصر والشام عام 184 هـ/800 م، فاستطاع ضبط الأمور وإخماد الثورات، وجعل مركز حكمه في القيروان واستقل بمنطقته عن الدولة العباسية فتركته وشأنه، وامتد نفوذ هذه الدولة على تونس وكل طرابلس (ليبيا).

* * *

الفتوحات الخارجية:-

استطاع زيادة الله بن إبراهيم أن يفتح جزيرة صقلية عام 212 هـ/827 م وقد غزاها المسلمون منذ عهد معاوية غير أن أقدامهم لم تثبت إلا في عهد الأغالبة، وشارك في فتحها القائد أسد بن الفرات (قاضي القضاة) واستمر النفوذ الإسلامي فيها حتى عام 483 هـ/1090 م.

وتوالت هجمات بني الأغلب على جزر البحر الأبيض المتوسط، ففتحوا مالطة سنة 256 هـ/869 م.

وقاموا بغارات ناجحة على جنوبي فرنسا وجنوبي إيطاليا، فسيطروا على سواحل فرنسية، وفتحوا عدة مدن إيطالية (برنديزي - نابلي - كالبريا - تورنتو - باري).

وقضت الدولة العبيدية عليهم عام 296 هـ/908 م.

* * *

وأبرز حكامها:-

1 - إبراهيم بن الأغلب بن سالم 184 - 196 هـ/800 - 811 م.

2 - زيادة الله بن إبراهيم 201 - 223 هـ/816 - 837 م.

3 - إبراهيم بن أحمد 261 - 289 هـ/874 - 901 م.

* * *



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 1:26 pm

الباب الخامس: الدولة العباسية 5412
الفصل الرابع
العصر العباسي الثاني
(247 - 656 هـ) (861 - 1258 م)
(عصر الخلفاء الضعفاء)
تمتد هذه المرحلة من عام 247 هـ/861 م إلى عام 656 هـ/1258 م.
أي أكثر من 400 عام.
* * *
وأهم مميزات هذا العصر:-
1 - ضعف الخلفاء، وسيطرة العسكريين على مركز الخلافة.
2 - نشوء دويلات كثيرة نتيجة بروز قادة استقلوا في مناطقهم واعترف بهم الخليفة.
3 - ظهور نتائج الحضارة الإسلامية السابقة، لهذا العصر، على شكل علوم، وعمران، ورفاهية، وترف.
4 - قيام حركات ادعاء النسب الهاشمي، والحركات الباطنية.
5 - الغزو الصليبي لبلاد المسلمين.
6 - الغزو المغولي، والقضاء على الخلافة العباسية وسقوط بغداد عام 656 هـ/1258 م (1).
-----------------------------
(1) الدولة العباسية الثانية/محمود شاكر، ص 7 - 42.
-----------------------------

أهم أحداث فترة الدولة العباسية الثانية
(247 - 656 هـ/861 - 1258 م)
* * *
أولًا: سيطرة الأتراك:-
الفترة (247 - 334 هـ/861 - 945 م) هي فترة سيطرة العسكريين الأتراك على الخلفاء الضعفاء، فهم الذين يختارون الخليفة، ويخلعونه، ويقتلونه كما يشاؤون، وكان الخليفة المعتصم هو الذي استقدم الترك لتعبئة الجيوش لهم.
وقد استقدمهم المعتصم من بلاد ما وراء النهر، وأسند لهم في البداية أمر سلامته الشخصية فجعل منهم حرسه الخاص، ثم أدخلهم في جيشه، واستطاعوا بشجاعتهم وبطولاتهم أن ينالوا تقدير الخليفة.
فوصلوا إلى القمة والقيادة في أمور الحرب.
ولم يدر أنه بتصرفه هذا وقع وأوقع أولاده وأوقع الدولة الإسلامية في شر مرير على أيدي هؤلاء الأوغاد الطغاة -كما ذكرنا آنفًا-.
وقد بدأ شرهم يظهر في عهد المعتصم، فاعتدوا على كثير من الناس في بغداد، واعتدى الناس عليهم، وكثرت الشكوى، فبنى المعتصم مدينة سامراء (سرى من رأى) وانتقل إليها ونقل إليها جيشه.
وأخذ هؤلاء يزحفون بسرعة إلى السلطة الكاملة، حتى استطاعوا قتل المتوكل واكتمل سلطانهم في عهد المنتصر.
فصارت لهم السيطرة الكاملة، فكانوا يعينون من شاؤوا ويخلعون من أرادوا، وتعرض الخلفاء لأشد إيذاء على أيديهم، فقتلوا وسجنوا وعذبوا وخلعوا.
وفي عهد المعتمد والمعتضد (256 - 289 هـ) شهدت الخلافة فترة صحوة واستعادت قوتها وهيبتها.
وعاد الضعف بعد ذلك.
* * *
ثورة الزنج 255 - 270 هـ/868 - 883 م:-
أثار الزنج وهم طائفة من عبيد أفريقية الخوف والرعب في حاضرة الدولة العباسية أكثر من 14 عامًا، كان يقودهم رجل فارسي يدعى علي بن محمد، من أهالي الطالقان، ادعى أنه من ولد علي زين العابدين بن الحسين، وادعى الغيب والنبوة، وجهر بعقائد الخوارج ودعى إلى تحرير العبيد فانضم إليه الكثيرون وقويت شوكته، قدم إلى العراق والبحرين ثم قدم بغداد عام 254 هـ/868 م، وبنى له مدينة سماها (المختارة)، انتشرت جيوشه في العراق وخوزستان والبحرين، واستولوا على سفن الحجاج، وكانوا يدمرون المدن ويذبحون سكانها.
انتصروا على الجيش العباسي في كثير من المواقع، واستولوا على مدينة الأبلة الفارسية، والأهواز وعبدان والبصرة عام 257 هـ/870 م، وواسط عام 267 هـ/880 م، فخرج المعتمد العباسي يقود الجيوش بنفسه فأجلاهم عن الأهواز، ثم حاصر المختارة، وتمكن من قتل زعيمهم الخبيث وتفرق من معه، وانتهت الثورة عام 270 هـ/883 م.
وسقط فيها مليونان ونصف (في رواية ابن طباطبا) (1)، ومليون ونصف (في رواية السيوطي) (2).
-----------------------------
(1) ابن طباطبا الفخري ص 221.
(2) تاريخ الخلفاء/السيوطي، ص 224.
-----------------------------

حركة القرامطة 287 - 470 هـ/900 - 1077 م:-
وهم فرقة دينية باطنية، تستند في مبدئها الأساسي إلى أن لكل ظاهر باطن، فآيات القرآن لها ظاهر ولها باطن ولا يعرف هذا الباطن إلا الإمام العلوي، والمذهب الباطني ينحدر من الفكر الفارسي الخبيث الفاسد.
وهم فرقة ضالة منحرفة، ادعوا التشيع في بدايتهم إلى الإسماعيلية، ثم دعوا إلى أنفسهم وتفرقوا إلى فرق، وينسبون إلى مؤسس دولتهم حمدان بن الأشعث الملقب بـ (قرمط)، وهو يمني الأصل تلقى الباطنية من فارسي يدعى حسين الأهوازي، وقد تزعم الحركة في الكوفة سنة 287 هـ/900 م، وامتد نشاطهم إلى الشام والخليج العربي ثم اليمن والحجاز.
استطاع الخليفة العباسي المعتضد أن يقضي عليهم قضاءً مبرمًا في العراق ثم في سوريا بعد عدة حروب طاحنة وبقيت أكبر قوة لهم في البحرين والأحساء.
وكان أول دعاتهم في البحرين أبو سعيد حسين الجنابي (287 - 301 هـ) وبنى ابنه سليمان (301 - 332 هـ) مدينة الأحساء على أنقاض هجر عام 317 هـ/929 م، وجعلها عاصمتها وارتكب مذابح عظيمة في البصرة والكوفة.
وفي عام 317 هـ هاجم مكة والمدينة، فدخل مكة أيام الحج وارتكب مذبحة عظيمة فقتل الحجاج ورمى بجثثهم في بئر زمزم، ثم اقتلع الحجر الأسود، وجرد الكعبة من كسوتها وحمل ذلك إلى القطيف.
وظل هناك إلى أن أعادوه بشفاعة حاكم مصر الفاطمي عام 339 هـ/950 م.
* * *
نهاية القرامطة:-
في عام 462 هـ/1069 م انتصر عليهم عبد الله العيوني بمساعدة العباسيين والسلاجقة فأخرجهم من أوال ثم من البحرين، وأخيرًا حدثت في الأحساء معركة الخندق فقضت على دولة القرامطة نهائيًا عام 470 هـ/1077 م، وحلت محلها الدولة العيونية.
* * *
ثانيًا: سيطرة البويهيين:-
الفترة (334 - 447 هـ/945 - 1055 م) هي فترة سيطرة البويهيين على الخلفاء وهم شيعة من بلاد الديلم حاقدين على الإسلام، بدرت منهم أعمال منكرة ضد الإسلام.
* * *
سيطرة دول الشيعة:-
تميزت هذه الفترة بسيطرة الشيعة على مناطق واسعة، حيث قامت لهم ممالك ودول، فالدولة البويهية حكمت العراق وفارس والري والكرج والأهواز.
والدولة العبيدية (الفاطمية) دانت لها المغرب ثم مصر وأجزاء من الشام.
والدولة الحمدانية في الموصل والشام، والقرامطة حكموا البحرين والحجاز.
والدولة السامانية قامت في بلاد ما وراء النهر.
في هذه الفترة وضعت أسس ومبادئ التشيع، ووضع عن آل البيت أقوال وأفعال لم تصدر عنهم أبدًا (نتيجة هيمنة الدول الشيعية)، وكثر القتال وزادت الفتن بين السنة والشيعة.
* * *
نشاط الروم:-
منذ عام 350 هـ/961 م مالت كفة الروم على المسلمين، فازداد هجومهم على بلاد الشام واحتلوا بعض أجزائها، وأبرز من تصدى لهم الدولة الحمدانية. ولكن تشيعهم وضعفهم شجع الروم على التمادي.
* * *
معركة ملاذكرد عام 463 هـ/1071 م:-
وقعت بين السلاجقة المسلمين بقيادة آلب أرسلان، والروم البيزنطيين، انتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا، وسيطروا على آسيا الصغرى، فضموا إلى ديار الإسلام مساحة تزيد على 400 ألف كم2 (1).
وطرد سلطان الروم من آسيا نهائيًا.
وتعد هذه المعركة نقطة تحول في التاريخ الإسلامي بصفة عامة وتاريخ غربي آسيا بصفة خاصة، لأنها يَسَّرَتْ القضاء على نفوذ الروم في أكثر أجزاء آسيا الصغرى. وفتحت الطريق لزحف جديد.
وقد كان ذلك مثيرًا لأوروبا.
فكان من العوامل التي سببت الحروب الصليبية (2).
* * *
ثالثًا: سيطرة السلاجقة:-
الفترة (447 - 656 هـ/1055 - 1258 م) هي فترة سيطرة السلاجقة على مركز الخلافة وهم مسلمون سنيون، من قبائل الغز التركية.
-----------------------------
(1) الدولة العباسية الثانية/محمود شاكر، ص 36.
(2) التاريخ الإسلامي/د. أحمد شلبي، ص 38.
-----------------------------

في هذه المرحلة ضعف أمر الشيعة بعد أن انقرضت أكثر دولهم: الحمدانية، السامانية، البويهية، القرامطة، وضعف العبيديون.
* * *
الحملات الصليبية:-
في هذه الفترة حصلت الحملات الصليبية الأوروبية الحاقدة على بلاد المسلمين (الأندلس، الشام، مصر)، واحتلوا بلاد الشام.
برزت دول في هذه المرحلة كان لها أثر كبير في محاربة الصليبيين، كدولة المرابطين ثم الموحدين (في المغرب والأندلس)، والدولة الزنكية ثم الأيوبية (في مصر والشام)، وسيأتي الحديث عنها.
* * *
الحشاشون (في قلعة الموت وبلاد الديلم)
483 - 654 هـ/1090 - 1256 م:-
هم جماعة نشروا الذعر في كثير من البلاد الإسلامية خلال عهد السلاجقة واشتهروا بالتآمر والغدر والقتل وهم باطنية ملاحدة، وزعيمهم هو الحسن بن الصباح (428 (*) - 518 هـ)، أصله فارسي، كان يدعو للفاطميين، بدأ دعوته في فارس سنة (473 هـ/1080 م).
استولى سنة 483 هـ/1090 م على قلعة حصن الموت وهو حصن خطير تابع للسلاجقة في أعالي الجبال شمال غرب بحر قزوين.
ثم استولى على العديد من الحصون في فارس وسوريا، وفشل السلاجقة في
-----------------------------
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع، 483 هـ، وهو خطأ ظاهر مما بعده، والتصحيح من الأعلام للزركلي.
-----------------------------

القضاء عليه، واتسع نفوذهم، إلى أن تمكن المغول في عهد هولاكو من احتلال معاقلهم في فارس سنة 659 هـ/1260 م.
وكان السلطان المملوكي بيبرس هو الذي سحق هذه الفرقة في سوريا إلى الأبد سنة 671 هـ/1272 م.
* * *
معركة الزلاقة 479 هـ/1086 م:-
جرت في الأندلس بين المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين والنصارى الأسبان، وانتهت بانتصار إسلامي ساحق، تبعها سيطرة المرابطين على كل بلاد الأندلس.
* * *
معركة اقليش 502 هـ/1108 م.
انتصر فيها المرابطين بقيادة تميم بن يوسف بن تاشفين انتصارًا كبيرًا على نصارى الأندلس.
* * *
معركة الأرك 591 هـ/1194 م:-
انتصر فيها الموحدين انتصارًا ساحقًا على النصارى الأسبان في الأندلس.
* * *
ملوك الطوائف 422 - 898 هـ/1030 - 1492 م:-
قامت في الأندلس دويلات كثيرة متفرقة، وضعيفة، ومتناحرة، استطاع النصارى القضاء عليها كلها، واستمرت دولة بني الأحمر في غرناطة إلى عام 898 هـ/1492 م، وبعد طردهم انتهى الوجود الإسلامي في الأندلس.
* * *
الحملات الصليبية 489 - 692 هـ/1095 - 1292 م:-
هي الحملات التي وجهها المسيحيون في أوروبا إلى الشرق الأوسط للاستيلاء على بيت المقدس، وكان البابا هو الذي يثير الحماس ويدعو للقتال.
* * *
أسباب الحملات الصليبية:-
- أخذت تسميتها من الصليب دلالة على أن الدِّين كان من أهم أسبابها.
- رغبة البابوية المسيحية بالقضاء على الإسلام.
- أسباب تجارية: الرغبة في امتلاك موانئ على البحر المتوسط لربط تجارتهم بالشرق.
- انتشار الحروب والمجاعات والأمراض والإقطاع في أوروبا جعلهم يبحثون عن أرض غنية.
- انحلال وضعف وتفرق الجبهة الإسلامية.
- انتقامًا لهزيمة البيزنطيين المروعة في معركة ملاذ كرد سنة 463 هـ/1071 م.
قدمت الحملة الأولى 489 هـ/1095 م فتصدى لهم السلاجقة وأفنوهم.
استطاعوا الاستيلاء على بيت المقدس ومعظم بلاد الشام عام 493 هـ/1099 م.
ارتكبوا مجزرة أليمة وحشية، حيث أبادوا جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى.
واستولو على جميع ممتلكاتهم.
* * *
وأقاموا الإمارات التالية:
الرها، إنطاكية، بيت المقدس، طرابلس.
ثم تتالت الحملات من أوروبا، وأشهرها وأهمها الحملات السبعة.
* * *
الجهاد ضد الصليبيين:-
1 - الدور الجهادي للدولة الزنكية:-
تصدى لهم عماد الدين زنكي في الفترة (521 - 541 هـ/1127 - 1146 م) في بلاد الشام فوحد صفوف المسلمين، واسترد الرها وهدد بعض المدن.
ثم واصل ابنه نور الدين محمود الجهاد في الفترة (541 - 569 هـ/1146 - 1173 م) يساعده أخوه سيف الدين غازي، وكان مجال الجهاد في بلاد الشام ومصر واستطاعوا حفظ دمشق وحلب من الاحتلال.
* * *
2 - الدور الجهادي للدولة الأيوبية:-
ويعتبر صلاح الدين الأيوبي من أعظم قواد وأبطال المسلمين الذين أبلوا بلاءً حسنًا ضد الصليبيين.
وقد استطاع صلاح الدين أن يحقق عليهم انتصارات ساحقة فانهزموا في معركة حطين عام 583 هـ/1187 م، وتعتبر من أشهر المعارك في تاريخ العالم، واسترد منهم بيت المقدس ومعظم بلاد الشام.
وكانت حياته جهاد متواصل ضدهم.
* * *
3 - الدور الجهادي للمماليك:-
وبعد صلاح الدين جاءت العديد من الحملات المسيحية، ولكنها باءت كلها بالفشل، كان آخرها حملة لويس التاسع ملك فرنسا على دمياط بمصر عام 649 هـ/1251 م، فتصدى له توران شاه الأيوبي وهزمهم بمساعدة المماليك.
ثم حمل المماليك راية الجهاد ضدهم إلى أن أخرجوهم من الشرق الإسلامي كليًا عام 702 هـ/1302 م.
وكان الظاهر بيبرس وهو أعظم سلاطين المماليك أبرز من وقف في وجه الصليبيين واسترد منهم معظم مدن الشام ومن بعده قلاوون، والأشرف خليل، وبرسباي.
* * *
الغزو المغولي المدمر ونهاية الدولة العباسية 656 هـ/1258 م:-
المغول هم شعب من أواسط آسيا، وموطنهم منغوليا بأطراف الصين.
ويشكلون مجموعات كبيرة من القبائل المتفرقة وحدهم (جنكيز خان) (603 - 624 هـ/1206 - 1226 م) واتخذ (قره قورم) عاصمة له (1).
وهم بدو صحراويين معروفين بالشر والغدر، ويحبون الحرب والسلب وسفك الدماء، ويعبدون الأوثان والكواكب والشمس، ويأكلون كل شيء حتى لحوم الكلاب، وتنتشر عندهم الإباحية.
-----------------------------
(1) ملخص التاريخ الإسلامي/مطلق العتيبي، ص 11.
-----------------------------

المغول في بلاد الإسلام:-
تمهيدًا للقضاء على بغداد والخلافة الإسلامية استولى المغول على بلاد ما وراء النهر وخراسان وفارس، وقضوا على الدولة الخوارزمية (كما سيمر معنا) واستولوا على آسيا الصغرى، فأصبحت العراق مفتوحة أمامهم.
* * *
تدمير بغداد وقتل الخليفة:-
هجم هولاكو على بغداد بجيش عرمرم، فانتصر منذ الجولة الأولى، واستسلم الخليفة (المستعصم بالله)، وخرج إلى معسكر المغول، ثم خرج القادة والفقهاء والأعيان، فخلت بغداد من المدافعين، قتل هولاكو الخليفة ومن معه شر قتلة، وأذن لجيشه باستباحة بغداد فدمروها وأحرقوها، واستمر السلب والقتل حوالي 40 يومًا، وبلغ عدد القتلى قرابة المليونين (كما ذكر بعض المؤرخين) (1).
ونشير هنا إلى دور الرافضي الخبيث (ابن العلقمي) وزير المستعصم الذي تواطأ مع المغول وساعدهم في أعمالهم.
انقرضت بذلك الخلافة العباسية سنة 656 هـ/1258 م.
-----------------------------
(1) تاريخ العراق في العصر العباسي/بدوي فهد، ص 59.
-----------------------------



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 5:05 pm

الباب الخامس: الدولة العباسية 5513
الفصل الخامس
أهم الدول المستقلة في زمن العصر العباسي الثاني
استقلت دول كثيرة في هذه الفترة (247 - 656 هـ/861 - 1258 م) وأهمها:-
* * *
أ - الدول في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي:
م ــ الدولة ــ المكان ــ فترة الدولة
1 - الدولة الطاهرية ... بخراسان 205 - 259 هـ/820 - 872 م
2 - الدولة اليعفرية ... بصنعاء 225 - 393 هـ/839 - 1002 م
3 - الدولة الزيادية ... زييد 203 - 412 هـ/818 - 1021 م
4 - الدولة الزيدية (الطالبية) ... بطبرستان 250 - 316 هـ/864 - 928 م
5 - الدولة الطولونية ... مصر والشام 254 - 292 هـ/868 - 905 م
6 - الدولة الصفارية (إيران وهرات وما وراء النهر) 254 - 298 هـ/868 - 910 م
7 - الدولة السامانية ببلاد ما وراء النهر وغيرها 261 - 390 هـ/874 - 1000 م
8 - الدولة الزيدية (بنو الرسي) بصعدة وصنعاء 280 - 1382 هـ/893 - 1962 م
9 - الدولة العبيدية (الفاطمية) بمصر 297 - 567 هـ/909 - 1171 م
* * *
الدولة الطاهرية بخراسان

 205 - 259 هـ/820 - 872 م:-
عين المأمون قائده العسكري المظفر طاهر بن الحسين أميرًا لخراسان سنة 205 هـ مكافأة له على جهوده العسكرية الجبارة.
فاستمرت الإمارة في ذريته إلى سنة 259 هـ.
حيث استقلوا بإماراتهم دون أن يعلنوا انخلاعهم وخروجهم على الخليفة، حتى أزاحهم يعقوب الصفار.
وقامت على أنقاضهم الدولة الصفارية.
* * *
الدولة اليعفرية (بصنعاء)

 225 - 393 هـ/839 - 1002 م:-
أسسها إبراهيم بن يعفر الحميري 225 - 247 هـ/839 - 861 م، وكان نائبًا عليها من قبل الوالي العباسي، فاستقل بها، ويعتبر حفيده يعفر بن عبد الرحيم بن إبراهيم 247 - 259 هـ/861 - 872 م رأس الدولة، ومبدأ استقلالها الحقيقي، وكانوا يدفعون في البداية جزية لآل زياد، وبدأ استقلالهم الحقيقي 247 هـ/861 م.
دارت معارك كثيرة بينهم وبين الأئمة الزيدية كما أنهم غزوا القرامطة وأبادوهم.
وفي عام 393 هـ/1002 م دخلوا في طاعة الإمام العياني الزيدي وانقرضت دولتهم.
* * *
الدولة الزيادية (بزبيد)

 303 - 412 هـ/818 - 1021 م
أسسها محمد بن عبد الله بن زياد (من ولد زياد بن أبيه) 203 - 245 هـ/818 - 859 م.
وكان الخليفة المأمون قد أرسله إلى تلك المنطقة كي يقضي على حركة علوية، ويسوي الأمور فيها، فاستولى على المنطقة واستقل بها.
وكان عهده عهد السلطة والنفوذ، وهو الذي بنى مدينة زبيد.
لما آلت السلطة إلى عبد الله بن إسحاق كان هذا طفلًا، فكفلته أخته وعبد لأبيهما اسمه الحسين بن سلامة النوبي. فاستبد هذا بالأمر وقبض على الأمور كلها، فقضى على كل التمردات والاضطرابات في الدولة، وأخضع أكثر اليمن وأجزاء من الحجاز. وله إصلاحات كثيرة مذكورة وبعد موته، انهارت دولة بني زيادة. وتنازع بعض عبيده على السلطة، فاستقرت أخيرًا لبني نجاح (وهم طبقة من العبيد).
* * *
الدولة الزيدية (الطالبية) بطبرستان

 250 - 316 هـ/864 - 928 م:-
نجح الحسن بن زيد (علوي من نسل الحسن بن علي) في تكوين هذة الدولة، حيث اقتطع من ملك بني العباس وآل طاهر طرفًا عظيمًا تحميه الجبال، بطبرستان والديلم (جنوب بحر قزوين)، ثم حكم أخوه محمد بن زيد.
وتوالت الأسرة على الحكم، إلى أن استولى (مراداويج بن زيار) على السلطة، وكان من القادة العسكريين للزيديين (316 - 323 هـ/928 - 934 م).
وتعاقبت ذريته على الحكم حتى سنة 471 هـ/1078 م، ثم جاءت الإسماعيلية.
* * *
الدولة الطولونية بمصر والشام

 254 - 292 هـ/868 - 905 م:-
الدولة الطولونية هي أول دولة إسلامية تستقل بمصر.
عين الخليفة العباسي في عام 254 هـ/868 م أميرًا تركيًا على مصر هو (بايكباك) وهو بدوره أناب عنه أحمد بن طولون (الذي كان أبوه مملوك تركي من تركستان وكان رئيس حرس الخليفة المأمون).
استقل أحمد بمصر وكون جيشًا عظيمًا فاستولى على بلاد الشام، ثم زحف شمالًا إلى الروم.
وانتصر في طرسوس، وتولى حماية الثغور من الروم.
واستمر حكمه (254 - 270 هـ/868 - 883 م).
تولى بعده ابنه خمارويه 270 - 282 هـ/883 - 895 م الذي جرت بينه وبين الخليفة العباسي المعتمد عدة حروب، ثم تصالحا وتزوج الخليفة المعتضد (ابن المعتمد) بنت خمارويه، وتعتبر هذه الزيجة من أبرز الزيجات التي دونها التاريخ ولا يضاهيها في عظمتها ومواكبها وما أنفق عليها إلا زواج الرشيد من زبيدة، وزواج المأمون من بوران.
وأفقرت هذه الزيجة خزينة خمارويه.
وبعد خمارويه عمت الفوضى في البلاد، إلى أن انهارت الدولة عام 292 هـ/905 م.
* * *
الدولة الصفارية (إيران وهرات وما وراء النهر)

 254 - 298 هـ/868 - 910 م:-
دولة شيعية تأسست على يد يعقوب بن الليث الصفار (وهو من أصل فارسي)، وكان هذا يعمل صفارًا للأواني النحاسية في بداية حياتها ثم انخرط جنديًا في فرقة عسكرية في سجستان، فعلا شأنه، وصار قائدًا عظيمًا.
فاستولى على سجستان وما حولها.
وأغار على الدولة الطاهرية بخراسان، واستولى على عاصمتها نيسابور، وحارب الترك، وتوسع واستولى على جنديسابور والأهواز، وحكم خراسان وفارس وأصبهان وسجستان والسند وكرمان.
وقد اعتمد في فتوحاته على ضعف الخلافة العباسية، حتى أنه طمع في الزحف إلى بغداد للسيطرة على الخلافة، ثم جاء المعتمد (256 - 279 هـ) وفي عهده تولى أخوه الموفق قيادة الجيش، وكان حازمًا قويًا، أعاد للخلافة صحوتها وهيبتها وراح الموفق يصارع كل المتمردين في الشرق والغرب.
وكان يعقوب واحدًا من هؤلاء.
وقد قلم الموفق أظفاره، فانفلتت من يعقوب ولايات كثيرة، كانت خاضعة له، ثم هزمه الموفق هزيمة قاضية.
فنزل به المرض والهم فتُوفي سنة 265 هـ.
وخلفه أخوه الذي حاول استرداد بلاد ما وراء النهر، فهزمه السامانيون، ووقع في أسرهم وقضى عليه، وأخيرًا وقعت الدولة بأكملها في قبضة السامانيين.
* * *
وأبرز حكامها:-
- يعقوب بن الليث الصفار 254 - 265 هـ/868 - 878 م.
- عمرو بن الليث الصفار 265 - 288 هـ/878 - 900 م.
- طاهر بن محمد بن عمرو 288 - 296 هـ/900 - 908 م.
* * *
الدولة السامانية في بلاد ما وراء النهر وغيرها
261 - 390 هـ/874 - 1000 م:-
وهم شيعة رافضة.
وتنسب هذه الأسرة إلى رجل فارسي اسمه سامان، كان مجوسي، ثم اعتنق الإسلام، وهو من أسرة عريقة الجد في فارس، وخلفه ابنه أسد وظهر أبناء أسد كزعماء في عهد المأمون.
فأحمد بن أسد تولى فرغانة، ونوح بن أسد تولى سمرقند، ويحيى تولى الشاس وأشروسنة، وإلياس تولى هراة عام 204 هـ/819 م.
وعندما آل حكم خراسان والمشرق إلى طاهر بن الحسين أقرهم.
وتولى بعد أحمد بن أسد ابنه نصر، فأقره الطاهريون.
وفي سنة 261 هـ/874 م ولاه الخليفة المعتمد بلاد ما وراء النهر كلها، فجعل عاصمته سمرقند وولى أخوه إسماعيل بخارى.
وكانا قد تقاتلا ثم اصطلحا، وبعد وفاة نصر خلفه إسماعيل.
ويعتبر إسماعيل المؤسس الحقيقي للدولة السامانية، وفي عهده تحولت الإمارة السامانية إلى مملكة وأصبحت بخارى عاصمتها، ويعتبر عهد إسماعيل عهد قمة في العهود السامانية، قضى على الدولة الزيدية بطبرستان وضم أراضيها، ثم قضى على الدولة الصفارية فضم أراضيها وممتلكاتها، وأصبح ملك السامانيين يشمل ما وراء النهر وخراسان وسجستان وجرجان وطبرستان والري وكرمان فبلغت الدولة بذلك قمة اتساعها، ونذكر عن هذه الدولة أنها شجعت التشيع وأجلته حتى أصبح فيما بعد المذهب الرسمي لإيران.
ضعفت دولتهم في أواخر عهدها، ثم انقرضت على يد الدولة الغزنوية، والترك الخاقانية.
* * *
وأبرز حكامها:-
نصر بن أحمد بن سامان 261 - 279 هـ/874 - 892 م.
إسماعيل بن أحمد 279 - 295 هـ/892 - 907 م.
نصر الثاني بن أحمد 301 - 331 هـ/913 - 942 م.
* * *
الدولة الزيدية (بنو الرسي) في صعدة وصنعاء
280 - 1382 هـ/893 - 1962 م:-
(وهم شيعة رافضة).
قدم الحسين بن القاسم الرسي (من ذرية الحسن بن علي) إلى اليمن واستقر بها سنة 280 هـ، فخلفه ابنه يحيى بن الحسين ودعا لنفسه، وتلقب بالهادي، واتخذ صعدة عاصمة له، وبويع بالإمامة سنة 284 هـ/893 م.
وملك صنعاء وقوي نفوذه، وكان عادلًا كريمًا شجاعًا، وخلفه ابنه، ثم تتابعت ذريتهم على ملك اليمن.
كما في حديثنا عن الإمارات اليمنية نتوقف عند سنة 569 هـ وهي السنة التي دخل فيها الأيوبيون اليمن.
لكننا مع الأئمة الزيدية لن نقف عند ذلك التاريخ لأن هؤلاء لم يختفوا كما اختفي سواهم.
لكنهم بقوا في أكثر فترات التاريخ حتى سنة 1382 هـ/1962 م.
ومما يذكر أن الأئمة عاشوا في صراع مع الدول اليمنية الأخرى منذ بداياتهم وحتى سنة 1045 هـ/1635 م حيث خلصت لهم اليمن الشمالية حتى قيام الثورة -فيما عدا فترة الاحتلال العثماني- وقد كان سلطانهم سابقًا محصورًا في المنطقة الشمالية (صعدة) حتى القرن 7 هـ/13 م، بعدها امتد للجنوب.
ومنذ أوائل القرن 11 هـ/17 م حاول الأئمة الاندفاع لليمن الجنوبية ففشلوا لاختلاف المذاهب ولتعصبهم.
* * *
وأهم الأئمة الزيدية:-
- الهادي يحيي بن الحسين 284 - 298 هـ/898 - 911 م.
- المتوكل أحمد بن سليمان 532 - 567 هـ/1137 - 1171 م.
- المهدي محمد بن المطهر 697 - 728 هـ/1298 - 1327 م.
- شرف الدين بن المهدي 912 - 965 هـ/1507 - 1558 م.
- يحيى بن محمد بن حميد الدين 1322 - 1367 هـ/1904 - 1948 م.
- البدر بن أحمد 1382 - 1962 م (حكم عدة أيام ثم هبت ثورة السلال).
* * *
الدولة العبيدية (الفاطمية) في مصر والمغرب
297 - 567 هـ/909 - 1171:-
وهم شيعة رافضة.
ادَّعوا (كذبًا وافتراءًا) أنهم من نسل فاطمة الزهراء.
اختلف المؤرخون في نسبهما فقيل ينسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، لذا سموا بالإسماعيلية أيضًا.
وقيل إنهم يرجعون إلى رجل فارسي هو عبد الله بن ميمون القداح الأهوازي. الثنوي المذهب الذي يقول بوجود إلهين (إله النور وإله الظلمة).
* * *
تأسيس الدولة:-
ومؤسس هذه الدولة عبيد الله بن محمد المهدي وإليه تنسب الدولة.
وكان أبوه قد استطاع نشر الدعوة الفاطمية في بلاد اليمن، ثم اليمامة والبحرين والسند ومصر والمغرب.
ثم واصل عبيد الله طريق والده.
ووسع نفوذه.
وتصدى للهجمات والثورات حتى قبض عليه اليسع بن مدرار أمير سجلماسه وسجنه.
واصل قائده أبو عبد الله الشيعي فتوحه، ومد نفوذه إلى أكثر أجزاء المغرب.
ودخل أخيرًا (رقادة) عاصمة الأغالبة وأزال دولتهم عام 296 هـ/875 م.
ثم سار إلى سجلماسه فهرب حاكمها.
فأطلق زعيمه عبيد الله عام 296 هـ/875 م فبايعوه.
وتلقب بخليفة المسلمين وأمير المؤمنين.
وواصل انتصاراته، وهكذا استطاع القضاء على ملك الأغالبة.
وآل رستم، والأدارسة، ودان له الشمال الأفريقي كاملًا، واتخذ القيروان عاصمة ملكه.
وفي عام 304 هـ/916 م بنى (المهدية) وجعلها عاصمته، مات سنة 322 هـ/933 م وخلفه ابنه القائم، ثم تتالى عليها ذريته.
* * *
السيطرة على مصر:-
في سنة 358 هـ/968 م تمكن القائد الفاطمي جوهر الصقلي من الاستيلاء على مصر سلمًا، فأجرى الكثير من الإصلاحات الداخلية، ومن أبرز أعماله بناء مدينة القاهرة، وبناء الجامع الأزهر.
ثم انتقل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى القاهرة سنة 362 هـ/972 م، واتخذ القاهرة عاصمة لبلاده.
* * *
حدود ملك الفاطميين:-
امتدت حدودهم في فترات ازدهارهم من نهر العاصي بالشام إلى حدود مراكش.
ومن السودان إلى آسيا الصغرى.
ففاقوا بذلك ممالك ذلك العصر.
قضى عليهم صلاح الدين الأيوبي.
ومات العاضد آخر حكامها عام 567 هـ/1171 م.
* * *
ومن أبرز حكامها:-
- عبيد الله المهدي 297 - 322 هـ/909 - 933 م.
- القائم أبو القاسم محمد 322 - 334 هـ/933 - 945 م.
- المعز لدين الله 342 - 365 هـ/953 - 975 م.
- العزيز بالله 365 - 386 هـ/975 - 996 م.
- الحاكم بأمر الله 387 - 411 هـ/996 - 1020 م.
* * *
ب - أهم الدول في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي:-
م ــ الدولة ــ المكان ــ فترة الدولة
1 - الحمدانية ... في الموصل وحلب 317 - 394 هـ/929 - 1003 م
2 - البويهية ... عدة ولايات 320 - 447 هـ/932 - 1055 م
3 - الأخشيدية ... مصر 323 - 358 هـ/934 - 968 م
4 - عمران بن شاهين ... البطيح 329 - 408 هـ/940 - 1017 م
5 - الغزنوية ... غزنة ومعظم إيران وما وراء النهر وبعض الهند 349 - 579 هـ/960 - 1183 م
6 - الزيرية ... الجزائر وتونس 362 - 563 هـ/972 - 1167 م
7 - العقيلية ... الموصل 386 - 489 هـ/996 - 1095 م
8 - الزناتية ... طرابلس (ليبيا) 390 - 540 هـ/999 - 1145 م
* * *
1 - الدولة الحمدانية في الموصل وحلب
317 - 394 هـ/929 - 1003 م:-
وهم شيعة رافضة.
ينتسبون إلى حمدان بن حمدون.
من قبيلة تغلب العربية.
قام حمدان بدور هام في الحوادث السياسية في الموصل منذ عام 260 هـ/873 م.
ثم اشتهر ابنه الحسين بن حمدان بحروبه ضد القرامطة.
وعين الخليفة المقتدر أخاه عبد الله بن حمدان على الموصل وما حولها عام 292 هـ/904 م.
بعد سيطرة بن بويه على مركز الخلافة طرد معز الدولة البويهي الحمدانيين من الموصل.
فذهبوا إلى حلب.
وكان سيف الدولة الحمداني قد استقل بها عام 333 هـ/944 م.
ثم استعادوا الموصل.
ولكن دبَّ فيهم الضعف والتناحر إلى أن أزال الأكراد دولتهم في الموصل عام 380 هـ/990 م.
أما حلب فقد استقل بها سيف الدولة 333 - 356 هـ/944 - 966 م، وامتاز عهده بكثرة حروبه مع البيزنطيين.
وكان يوغل في بلاد الروم.
وتولى بعده ابنه سعد الدولة.
ثم ضعفت الدولة، واستمرت في الضعف حتى قضى عليها الفاطميون في حلب عام 394 هـ/1003 م.
* * *
وأبرز الحكام:-
- ناصر الدولة أبو محمد الحسن 308 - 358 هـ/920 - 968 م.
- سيف الدولة أبو المحاسن علي 333 - 356 هـ/944 - 966 م.
- سعد الدولة أبو المعالي شريف 356 - 381 هـ/966 - 991 م.
* * *
2 - الدولة البويهية

 320 - 447 هـ/932 - 1055 م:-
امتازت هذه المرحلة بسيطرة آل بويه، وهم يعودون إلى بلاد الديلم (جنوب بحر قزوين)، وهم شيعة، حاقدين على الإسلام، متعصبين، أتوا بأفعال منكرة، وكانوا في البداية من الرعايا العاديين، على أن الأمجاد العظيمة التي حصل عليها بنو بويه دفعت بعض المؤرخين إلى أن يتوهموا لهم نسبًا رفيعًا.
فنسبوهم أحيانًا إلى ملوك آل ساسان.
وأول من برز منهم بويه بن شجاع، وكان فقيرًا، صياد سمك، وكان أبناؤه أحمد وحسن وعلي جنودًا في جيش (ما كان بن كالي) أحد زعماء الديلم، وتدرجوا حتى صاروا أمراء في الجيش، ثم تركوه وانحازوا إلى الأمير مرداويج الذي رجحت كفته في السيطرة على الديلم، فخشي خطرهم وصرفهم، فجهز علي الجيوش وقاتل مرداويج حتى غلبه واستولى على الأهواز والكرج وعلى ممالك كثيرة.
وأخرج أخاه حسن من السجن، فاستولى على أصبهان والري وهمذان.
بدأ نفوذهم عام 320 هـ/932 م ووصلوا إلى قمة المجد والسلطان والنفوذ، واكتمل سلطانهم على مساحة شاسعة من أملاك الدولة العباسية.
وطلبوا من الخليفة العباسي الاعتراف بهم، فتم لهم ذلك، وكانوا يتحكمون في الخلفاء العباسيين ويهينونهم، ويعينونهم ويخلعونهم كيفما شاءوا!.
ولم يبق للخلفاء معهم نفوذ ولا سلطان وذهبت هيبة الخلافة طيلة هذا العهد الأسود، وأصبح مصير العالم الإسلامي مرتبطًا بهؤلاء السلاطين الجدد.
استقدم الخليفة المتقي معز الدولة أحمد ليستولى على بغداد ويجعلها تحت حمايته وهكذا دخلت في سيطرتهم وحمايتهم.
* * *
وأبرز حكامهم أبناء بويه بن شجاع:-
- عماد الدولة علي. حكم فارس وله الإشراف والسلطان العام 320 - 338 هـ/932 - 949 م.
- ركن الدولة حسن. حكم الري وهمذان وأصفهان وطبرستان 320 - 366 هـ/932 - 976 م.
- معز الدولة أحمد. حكم العراق والأهواز وكرمان وواسط 320 - 356 هـ/932 - 966 م.
* * *
تقاسم هؤلاء الثلاثة الكبار البلاد على هذا النحو.
وهو نظام يحمل في طياته بذور الشقاق.
وهذا ما حصل.
فبعد هؤلاء انتهت السلطة إلى عضد الدولة (بن ركن الدولة)، وفي عهده بلغ بنوبويه أقصى درجات سلطانهم.
وبعد وفاته دبت الحروب بين أبنائه الثلاثة.
واستمرت بين أخلافهم حتى دمرتهم جميعًا.
وكان آخرهم (الملك الرحيم) واقتحم السلاجقة بغداد في عهده وسجنوه.
وانتهى بذلك عهد البويهيين.
* * *
3 - الدولة الأخشيدية في مصر:
323 - 358 هـ/934 - 968 م:-
أصل الأخشيديين أتراك من فرغانة (من بلاد ما وراء النهر) مؤسسها هو محمد الأخشيد بن طغج وهو من موالي ابن طولون فبعد الدولة الطولونية ظلت مصر تحت الخلافة العباسية مباشرة 30 سنة (293 - 323 هـ/905 - 934 م)، فتولاها محمد الأخشيد من قبل الخليفة الراضي.
وازدهرت البلاد في عهده.
واستطاع أن يضم بلاد الشام.
ثم ضم الحجاز وحاول سيف الدولة الحمداني انتزاع الشام منه ففشل.
بعد موته خلفه ابناه وكانا صغيرين.
فكانا تحت وصاية مولاه كافور الذي كان عبدًا حبشيا للأخشيد.
فحكم الدولة واستبد بالأمر دونها، وحارب الحمدانيين، وراجت التجارة في عصره.
وشجع الأدباء والشعراء ومنهم أبو الطيب المتنبي.
وبعد وفاته ضعفت الدولة، حتى قضى عليها الفاطميون عام 358 هـ/968 م.
* * *
فأبرز الحكام:-
- محمد الأخشيد بن طغج 323 - 334 هـ/934 - 945 م.
- أبو المسك كافور (مولى الأخشيد) 355 - 357 هـ/965 - 967 م.
* * *
4 - دولة عمران بن شاهين في البطيح بالعراق
329 - 408 هـ/940 - 1047 م:-
هذا كان جابيًا لمعز الدولة البويهي.
ثم هرب إلى البطيح (بين واسط والبصرة)، فكثر أصحابه حوله.
ونظم بهم جيشًا.
أرسل معز الدولة ثلاث جيوش متوالية للقضاء عليه فمنيت كلها بالهزيمة فقوي أمره.
واستمر يحكم أربعين سنة.
كان شوكة في حلق بني بويه.
وحكمت ذريته إلى سنة 408 هـ/1017 م.
* * *
وأبرز حكام هذه الدولة:-
- عمران بن شاهين 329 - 369 هـ/940 - 979 م.
- مهذب الدولة علي بن نصر 376 - 408 هـ/986 - 1017 م.
* * *
5 - الدولة الغزنوية (في غزنة ومعظم إيران وما وراء النهر وبعض الهند)
349 - 579 هـ/960 - 1183 م:-
كان البتكين من موالى الأتراك.
وكانت له منزلة عظيمة عند السامانيين.
فعينوه عاملًا على مدينة هراة وغزنه، فبدأت أمجادهم من هنا.
وفي الفترة 366 - 387 هـ/976 - 997 م، تولى الحكم مملوك تركي يدعي سبكتكين. ويعتبر المؤسس الحقيقي للدولة.
مد نفوذه إلى الشرق.
وجعل عاصمته بشاور.
واستولى على خراسان وأجزاء واسعة من الهند.
فاتسع ملكه وثبتت أركانه.
* * *
السلطان محمود الغزنوي:-
وخلفه أبناؤه إسماعيل ثم محمود الذي يعتبر أعظم سلاطين الدولة.
هاجم السامانيين وقضى عليهم، فاستولى على خراسان.
وأصبح بذلك أكبر قوة في شرق العالم الإسلامي.
ثم زحف إلى الهند، وأخضع عدة مدن أدخل فيها الإسلام ودمر الأصنام، وهو أول حاكم مسلم يحكم معظم بلاد الهند، ثم سيطر على كشمير ومعظم بلاد ما وراء النهر وأصفهان ومعظم إيران.
فأصبحت له مملكة شاسعة جدًا.
وعرف محمود بالعدالة.
واشتهر بحب وتقدير العلم والعلماء (1).
كان للسلطان محمود ابنان مسعود وهو الأكبر ومحمد، وقد عهد بالولاية للأصغر. وكان ذلك سببًا لنشوب الحروب والصراعات بين الأخوين مما أضعف الدولة وهد كيانها.
حتى قضى عليهم السلاجقة والغوريون.
وقد كانت دولة عظيمة أضافت الكثير للفتوحات والحضارة الإسلامية.
* * *
أبرز حكام الدولة الغزنوية:-
- البتكين 351 - 352 هـ/962 - 963 م.
- سبكتكين أبو منصور 366 - 387 هـ/976 - 997 م.
- محمود (يمين الدولة) بن سبكتكين 388 - 421 هـ/998 - 1030 م.
- إبراهيم ظهير الدولة 451 - 492 هـ/1059 - 1098 م.
-----------------------------
(1) تاريخ الدول الإسلامية/أحمد سليمان، جـ 2.
-----------------------------

6 - الدولة الزيرية في الجزائر وتونس
362 - 563 هـ/972 - 1167 م:-
كانت هذه المناطق بيد الفاطميين.
ولا تمكنوا من مصر انتقلوا إليها سنة 363 هـ/973 م، وأنابوا عنهم بلكين بن زيري الصنهاجي في حكم الشمال الأفريقي.
فاستقل هذا بالمنطقة.
وأقام دولته.
وتولى ابنه حماد بن بلكين ولاية المغرب الأوسط (الجزائر) وأقام بها الدولة الحمادية -كما سيرد- وتدين هذه الدولة بالمذهب الشيعي.
وعندما أعلنت هذه الدولة استقلالها وانفصالها عن الفاطميين، أطلق عليهم الخليفة الفاطمي (المستنصر) قبائل بني سليم وبني هلال البدوية (كانوا يعيشون بصعيد مصر) فجازوا النيل إلى أفريقية سنة 444 هـ/1052 م.
واستباحوا البلاد وألحقوا بآل زيري هزائم منكرة.
فضعفت دولتهم واستمرت في الانحدار إلى أن قضت تمامًا.
* * *
وأبرز حكام الدولة:-
- بلكين (وهو مؤسس مدينة الجزائر) 362 - 374 هـ/972 - 984 م.
- باديس 385 - 407 هـ/995 - 1016 م.
- المعز بن باديس 407 - 441 هـ/1016 - 1049 م.
- تميم 454 - 502 هـ/1062 - 1108 م.
- الحسن 515 - 563 هـ/1121 - 1167 م.
* * *
7 - الدولة العقيلية في الموصل
386 - 489 هـ/996 - 1095 م:-
أسسها أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي.
وخلفه أخوه حسام الدولة المقلد بن المسيب.
سيطروا على الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها.
دعوا للخليفة العباسي على المنبر.
استمروا إلى أن قضى عليهم السلاجقة عام 489 هـ/1095 م.
* * *
أبرز حكام الدولة:-
- حسام الدولة المقلد بن المسيب 386 - 391 هـ/996 - 1000 م.
- معتمد الدولة قرواش بن المقلد 391 - 442 هـ/1000 - 1050 م.
- شرف الدولة مسلم بن قرواش 453 - 478 هـ/1061 - 1085 م.
* * *
دولة آل خزرون الزناتيون بطرابلس (ليبيا)
390 - 540 هـ/999 - 1145 م:-
مؤسس هذه الدولة هو فلفول بن سعيد بن خزرون الزناتي (390 - 400 هـ)، كان واليًا لآل زيري.
وانتهز فرصة الخلاف بين الفاطميين وآل زيري، فاستقل بطرابلس.
وكانت فترة هذه الدولة غير مستقرة.
وحروبهم مستمرة مع الفاطميين والصنهاجيين حتى استولى بنو مطروح على السلطة.
ثم احتلها الفرنجة سنة 541 هـ، وامتد سلطانهم على كل الساحل إلى تونس، وظلت تحت سيطرتهم حتى استنقذها الموحدون سنة 555 هـ.
* * *
ج - أهم الدول في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي:-
م ــ الدولة ــ المكان ــ فترة الدولة
1 - الدولة الأسدية ... الحلة 403 - 551 هـ/1012 - 1156 م
2 - السلجوقية الكبرى ... عدة ولايات 432 - 583 هـ/1037 - 1187 م
3 - بنو حماد ... الجزائر 398 - 547 هـ/1007 - 1152 م
4 - النجاحية ... زبيد باليمن 403 - 554 هـ/1012 - 1159 م
5 - المرداسية ... حلب 414 - 472 هـ/1023 - 1079 م
6 - ملوك الطوائف ... الأندلس 422 - 484 هـ/1030 - 1091 م
7 - المرابطون ... المغرب والأندلس 448 - 541 هـ/1056 - 1147 م
8 - الصليحية ... اليمن 450 - 569 هـ/1058 - 1173 م
9 - العيونية ... البحرين 466 - 636 هـ/1073 - 1238 م
10 - الخوارزمية ... خوارزم 470 - 628 هـ/1077 - 1230 م
11 - بنو زريع ... عدن 476 - 569 هـ/1083 - 1173 م
12 - الهمدانية ... صنعاء 492 - 596 هـ/1099 - 1174 م
13 - الأرتقية ... حصن كيفا وماردين 495 - 811 هـ/1101 - 1408 م
14 - البورية ... دمشق 497 - 549 هـ/1103 - 1154 م
* * *
الدولة الأسدية (الحلة: غرب بغداد)
403 - 551 هـ/1012 - 1156 م:-
وهي دولة شيعية.
وأصلهم من قبيلة عربية، أقاموا لهم هذه الإمارة الصغيرة ومؤسسها هو أبو الحسن علي الأسدي.
وكانوا معروفين بإثارة الفتن والمشاكل في الدولة العباسية، فقد ساعدوا الرافضي المارق / البساسيري في تمرده على العباسيين سنة 450 هـ/1058 م.
وساعدوا الروم في حصار حلب ضد المسلمين.
وقد أمر الخليفة العباسي بطردهم سنة 551 هـ/1156 م، لكثرة فسادهم.
* * *



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

الباب الخامس: الدولة العباسية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الخامس: الدولة العباسية   الباب الخامس: الدولة العباسية Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 5:06 pm

الدولة السلجوقية الكبرى 432 - 583 هـ/1040 - 1187 م:-
نشأة السلاجقة:-
السلاجقة هم من عشائر الغز الكبيرة من الترك، وينسبون إلى مقدمهم سلجوق بن تقاق. كان يعيش في بلاد التركستان تحت حكم الأتراك الوثنيين.
استنجد به السامانيون لرد غارات الترك الكفار عن بلادهم، فأمدهم بولده أرسلان.
ومن بعده ميكائيل بن أرسلان واستمر في قتالهم كوالده.
خلف ميكائيل ولداه طغرل بك وداود بك.
زالت الدولة السامانية عام 390 هـ/1000 م، فاستولى طغرل على مرو ونيسابور وجرجان وطبرستان وكرمان والديلم وخوارزم وأصفهان وغيرها من الأقاليم، وأعلن قيام دولتهم سنة 432 هـ/1040 م.
تقاسم السلاجقة البلاد الواسعة التي بحوزتهم، وانتخب طغرل بك ملكًا عليهم جميعًا، واتخذ عاصمته الري.
* * *
السلاجقة في بغداد:-
في سنة 448 هـ/1056 م دخل طغرل بك بغداد وقبض على آخر سلاطين بني بويه وهو الملك الرحيم، وبذلك انقضت دولة بني بويه وبرزت دولة السلاجقة هذه الدولة السنية العظيمة التي أنقذت العاصمة بغداد من البويهيين الرافضة الضالين، وأنقذت الخليفة العباسي من حركة البساسيري المنحرف.
* * *
حركة البساسيري:-
والبساسيري هو أحد القواد الأتراك التابعين للملك الرحيم آخر سلطان بويهي. وقد تمرد على سيده وعلى الخليفة وحاول أن يستبد بالأمر.
فاستنجد الخليفة (القائم) بزعيم السلاجقة (طغرل بك) الذي قَدِم، وقضى على البساسيري، فخضع له الخليفة، واستقرت بذلك قدم السلاجقة في بغداد.
وكان السلاجقة يعاملون الخلفاء بكل إجلال وتعظيم واحترام وولاء، ويذكر المؤرخون أن أهم سبب لذلك هو الإتفاق المذهبي، وأعظم وزراء السلاجقة الوزير الإيراني/نظام الملك وسبعة من أولاده وأحفاده.
* * *
وقد انقسمت الدولة السلجوقية إلى خمس بيوت كبيرة:-
1 - السلاجقة العظمى، وقد ملكت خراسان والري والعراق والجزيرة وفارس والأهواز.
* * *
2 - سلاجقة كرمان.
3 - سلاجقة العراق وكردستان (تفرع عن السلاجقة العظام).
4 - سلاجقة سوريا.
5 - سلاجقة الروم (آسيا الصغرى).
* * *
حدود دولة السلاجقة:-
حكموا ما وراء النهر وخراسان وإيران والعراق والشام والأناضول (أي مكان السامانيين والغزنويين والبويهيين والروم).
* * *
معركة ملاذكرد:-
أعظم إنجازاتهم إنتصارهم العظيم على الروم البيزنطيين في معركة ملاذكرد واستيلائهم على آسيا الصغرى سنة 463 هـ/1070 م، وتعد هذه المعركة نقطة تحول في التاريخ الإسلامي بصفة عامة وتاريخ غربي آسيا بصفة خاصة، لأنها يسرت القضاء على نفوذ الروم في أكثر أجزاء آسيا الصغرى، وفتحت الطريق لزحف جديد.
* * *
وأبرز الحكام من هذه البيوت:-
- المؤسس ركن الدين طغرل بك (السلجوقية العظمى) 432 - 455 هـ/1040 - 1063 م.
- ألب أرسلان (السلجوقية العظمى) 455 - 465 هـ/1063 - 1072 م.
* * *
- ملكشاه بن ألب أرسلان (السلجوقية العظمى) 465 - 485 هـ/1072 - 1092 م.
- عماد الدين قرا أرسلان (كرمان) 433 - 465 هـ/1041 - 1072 م.
- مغيث الدين محمود (العراق وكردستان) 511 - 525 هـ/1117 - 1130 م.
- تقاق بن تتش (سوريا) 488 - 507 هـ/1095 - 1113 م.
- سليمان بن قطلمش (سلاجقة الروم) 470 - 485 هـ/1077 - 1092 م.
* * *
تدهور السلاجقة ونهايتهم:-
أضعفتهم الحروب الصليبية، وثورة الحشاشين، والانقسامات الداخلية نظرًا لاتساع المملكة، وقيام إمارات الأتابك، وهذه كانت أهم عوامل الانحلال الداخلي وهي عبارة عن إقطاعات أقطعها الوزير نظام الملك للقادة والمبرزين في الدولة بدل رواتبهم وفي زمن ضعف الدولة استقل هؤلاء بإقطاعاتهم وانفصلوا عن السلاجقة، ومن هذه اتابكية دمشق، واتابكية الموصل، واتابكية الجزيرة وغيرها، وقضى عليهم أخيرًا الخوارزميون.
* * *
- دولة بني حماد في الجزائر 398 - 547 هـ/1007 - 1152 م:-
هم فرع من آل زيري، ودولتهم شيعية، وهم سلالة بربرية، أنشأها حماد بن بلكين عام 398 هـ في المغرب الأوسط (الجزائر)، ثم استولى على فاس.
ويعتبر عهد الناصر وابنه المنصور أزهى عصور آل زيري وآل حماد حيث استقرار الأوضاع وازدهار حركة العمران والتنمية.
انتهت دولتهم على يد الموحدين عام 547 هـ/1152 م.
* * *
وأبرز حكامها:-
- حماد بن بلكين 398 - 419 هـ/1007 - 1028 م.
- القائد بن حماد 419 - 447 هـ/1028 - 1055 م.
- الناصر بن علناس 454 - 481 هـ/1062 - 1088 م.
- المنصور بن الناصر 481 - 498 هـ/1088 - 1104 م.
* * *
الدولة النجاحية (زبيد) 403 - 554 هـ/1012 - 1159 م:-
مؤسس الدولة هو نجاح، وهو من أرقاء الحبشة، وكان مملوكًا للدولة الزيادية.
حكم زبيد إلى أن توفي، ثم انتزعها منهم الصليحيون، ثم استردوا سلطانهم وانتقموا من الصليحيين، وكانت الحروب والصراعات مستمرة بينهم.
واستقر الأمر لهم في عهد سعيد الأحول بن نجاح.
بعده سيطر على بلادهم الوزراء الأحباش، فقاتلهم الأمير المنصور بن فاتك، ولكنهم قتلوه أخيرًا.
وفي أواخر عهدهم تولى الأمر طائفة من العبيد حتى زالت الدولة، وقضى عليها بنو المهدي (من الخوارج) سنة 554 هـ/1159 م.
ويقيت بأيديهم حتى استولى عليها الأيوبيين عام 569 هـ/1173 م.
* * *
وأبرز ملوك الدولة:-
- المؤيد نجاح 403 - 452 هـ/1012 - 1060 م.
- سعيد الأحول بن نجاح 452 - 482 هـ/1060 - 1089 م.
- المنصور بن فاتك 503 - 527 هـ/1109 - 1127 م.
* * *
الدولة المرداسية في حلب 414 - 472 هـ/1023 - 1079 م:-
استولى صالح بن مرداس من قبيلة كلاب العربية، على حلب من يد عامل الفاطميين، فأحسن السيرة في الرعية، وملك من بعلبك إلى عانة في عام 420 هـ/1029 م. سير إليه الظاهر صاحب مصر جيشًا، والتقوا في طبرية فانهزم صالح وقتل هو وابنه في عام 420 هـ/1029 م.
ونجا ولده أبو كامل نصر بن صالح فعاد إلى حلب وملكها، واستمرت الدولة حتى قضى عليها الفاطميون عام 472 هـ/1079 م، ثم احتواها ملك السلاجقة.
* * *
وأبرز حكام الدولة هم:
- صالح بن مرداس 414 - 420 هـ/1023 - 1029 م.
- نصر بن صالح 420 - 429 هـ/1029 - 1037 م.
- معز الدولة طمل بن صالح 434 - 449 هـ/1042 - 1057 م.
* * *
ملوك الطوائف في الأندلس 422 - 484 هـ/1030 - 1091 م:-
بعد ما ضعفت الدولة الأموية في الأندلس واستبد العامريون بالسلطة بدأ أمراء الطوائف يستقلون بالإمارات التي يحكمونها، فعرفوا بملوك الطوائف وانقسموا إلى أكثر من 20 دويلة.
وكان هذا العصر مليء بالاضطراب والفوضى والفتن والتناحر والأنانية.
* * *
أهم هذه الدويلات:-
- الدولة الزيرية:
في غرناطة 403 - 483 هـ/1012 - 1090 م وهم بربر.
- الدولة الحمودية:
التي تنقلت بين قرطبة ومالقة والجزيرة الخضراء في الفترة 407 - 450 هـ/1016 - 1058 م وهم شيعة ينتسبون إلى إدريس (من سلالة الحسن بن علي).
- الدولة الهودية:
في سرقسطة 410 - 536 هـ/1019 - 1141 م وهم عرب.
- الدولة العامرية:
في بلنسية 412 - 478 هـ/1021 - 1085 م وهم من موالي بني عامر.
- الدولة العبادية:
في أشبيلية 414 - 484 هـ/1023 - 1091 م وهم عرب من بني لخم، وهي أشهر وأقوى هذه الدول، وأبرز حكامها المعتمد بن عباد.
- دولة بني الأفطس:
في بطليوس 421 - 487 هـ/1030 - 1094 م.
- الدولة الجهورية:
في قرطبة 422 - 461 هـ/1030 - 1068 م، وقد قضى عليها بنو عباد.
- دولة ذي النون:
في طليطلة 427 - 487 هـ/1035 - 1094 م وهم بربر.
* * *
وكانت هذه الدويلات ضعيفة ومتفرقة ومتناحرة، ولم يتوان بعضهم عن أن يستنجد بملوك الفرنجة ضد إخوانه المسلمين.
ودام أمرهم قرابة مائة سنة استطاع في أواخرها ملوك الأسبان أن يجمعوا كلمتهم، فأخذوا يبتلعون هذه الإمارات، حتى بلغوا أشبيلية (أكبر الممالك الإسلامية بالأندلس)، فطلب حاكمها المعتمد بن عباد النجدة من يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين في المغرب، ولما حذره بعض أتباعه من ذلك قال قولته المشهورة: " لأن أكون سائق جمال في صحراء أفريقية خير من أن أرعى الخنازير في قشتاله " وهو موقف عظيم منه نسجله بالإجلال لهذا الملك العظيم الذي عمل لخير بلاده.
ولم تشغله نفسه، فقدم يوسف، وهزم النصارى، ومحا ملوك الطوائف ووحد الأندلس، فأصبحت جزءًا من دولة المرابطين (1).
* * *
دولة المرابطين في المغرب والأندلس
448 - 541 هـ/1056 - 1147 م:-
وهم بربر أبناء صحراء من قبيلة لمتونة وهي فرع من صنهاجة، سموا بالمرابطين لأنهم تتلمذوا على يد عبد الله بن ياسين في الرباط الذي أنشأه للدرس والعبادة في صحراء المغرب.
وكانوا يعرفون (بالملثمين) أيضًا.
تولى أبو بكر بن عمر اللمتوني تنظيمهم والجهاد بهم، ففتح السوس والصامدة، وكان معه في الجيش ابن عمه يوسف بن تاشفين الذي ارتفع شأنه، فاضطر أبو بكر أن يتنازل له عن السلطة.

وهو أول ملك بربري حكم المغرب (وكان جيشه خليطًا من جميع قبائل المغرب)
ويقال أنه كان أعظم الحكام المسلمين في عصره.

-----------------------------
(1) في الأدب الأندلسي/جودت الركابي، ص 23 - 25.
-----------------------------

انضمام الأندلس إلى المرابطين:-
استنجد به المعتمد بن عباد حاكم أشبيليه في الأندلس ضد النصارى الأسبان،
فزحف من فوره، والتقى بالنصارى بقيادة ملكهم الفونس السادس وهزمهم شر هزيمة
في معركة الزلاقة الشهيرة عام 479 هـ/1086 م.
استولى بعدها على كل الأندلس.
فوحدها وأزال ملوك الطوائف الضعفاء، فأصبحت الأندلس ضمن دولة المرابطين.
وامتدت دولته في المغرب من تونس شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن
البحر المتوسط شمالا إلى حدود السودان جنوبًا، اختط مدينة مراكش، وجعلها
عاصمة مملكته خلفه ابنه علي بن يوسف، فواصل جهاد والده وانتصر على نصارى
الأسبان في موقعة أقليش عام 502 هـ/1108 م وهي أعظم موقعة بعد موقعة الزلاقة
بعد ذلك أخذت الدولة تضعف وتضمحل، حتى قضى عليها الموحدون سنة
1147/ 541 م.
* * *
أبرز حكامها:-
- يحيى بن عمر (مؤسس الدولة) توفي عام 448 هـ/1056 م.
- أبو بكر بن عمر 448 - 453 هـ/1056 - 1061 م.
- يوسف بن تاشفين 453 - 500 هـ/1061 - 1106 م.
- علي بن يوسف 500 - 537 هـ/1106 - 1142 م.
* * *
الدولة الصليحية في اليمن 429 - 569 هـ/1037 - 1173 م:-
وهي دولة شيعية.
أسسها علي بن محمد الصليحي، الذي نشر الدعوة الإسماعيلية في اليمن بمساعدة الخليفة الفاطمي.
وقد سيطر على بلاد اليمن جميعها، وجعل عاصمته صنعاء، قتله بنو نجاح.
فتولى ابنه المكرم وانتقم منهم سنة 469 هـ/1076 م، ولاه الخليفة الفاطمي عمان، وكلفه أن يهتم بالحجاز والأحساء.
وبعد وفاته ضعفت الدعوة الإسماعيلية في اليمن.
وبعد زوال الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 567 هـ زالت الدولة الصليحية، حيث أرسل صلاح الدين أخاه توران شاه، فأخضع بلاد اليمن كلها سنة 569 هـ/1173 م.
* * *
وأبرز الحكام:-
- مؤسسها علي بن محمد الصليحي 429 - 459 هـ/1037 - 1066 م.
- المكرم بن علي 459 - 484 هـ/1066 - 1091 م.
- أروى بنت أحمد الصليحي (زوجة المكرم) 492 - 532 هـ/1098 - 1137 م.
* * *
الدولة العيونية (في البحرين) 466 - 636 هـ/1073 - 1238 م:-
ينسب العيونيون إلى فرع من قبيلة بني عبد القيس سكنوا في العيون بالأحساء ويقصد بالبحرين الساحل الشرقي للجزيرة كاملًا.
ثار عبد الله بن علي العيوني على القرامطة الفاسدين الذين كانوا يحكمون المنطقة. فتمكن من القضاء عليهم بمساعدة العباسيين والسلاجقة في الفترة (466 - 470 هـ/1073 - 1077 م) فأخرجهم من المنطقة نهائيًا، وخضعت له المنطقة كلها بعده توالى أمراء ضعفاء كثرت بينهم الفتن والمؤامرات إلى أن سقطت الدولة، واستولى عليها الفرس، فأبرز الحكام هو مؤسس الدولة عبد الله بن علي العيوني (466 - 500 هـ/1073 - 1106 م).
* * *
الدولة الخوارزمية (شاهات خوارزم)
470 - 628 هـ/1077 - 1230 م:-
تنسب إلى أنوشتكين.
كان مملوكًا تركيًا لأمير سلجوقي (من سلاجقة خراسان) فقاد له عدة معارك، فقربه الأمير حتى ولاه على خوارزم ولقبه خوارزم شاه، فحكمها هو وذريته، واستقلوا بها، ووسعوا نفوذهم، فاستولوا على دولة السلاجقة بخراسان والري وفارس وبلاد ما وراء النهر وكرمان والسند وغزنه، فوصلت بلادهم إلى أقصى اتساعها.
قضى عليهم المغول سنة 628 هـ/1230 م.
* * *
وأبرز الحكام:-
- أنوشتكين 470 - 490 هـ/1077 - 1096 م.
- قطب الدين محمد بن أنوشتكين 490 - 521 هـ/1096 - 1127 م.
- آتسز بن محمد 521 - 551 هـ/1127 - 1156 م.
- علاء الدين تكش 568 - 596 هـ/1172 - 1199 م.
- علاء الدين محمد 596 - 617 هـ/1199 - 1220 م.
* * *
دولة بنو زريع في عدن 476 - 569 هـ/1083 - 1173 م:-
هي دولة شيعية.
كانت تابعة للصليحيين ثم استقلت عنهم، واستمرت بدفع الجزية لهم، لما استقر الأمر للمكرم الصليحي في عدن وما حولها جعل ولايتها للعباس ومسعود الزريعيين وهما أخوان وكانا من أتباعه المخلصين.
وكان يدفعان للصليحي جزية سنوية.
واستمر أبناؤهما على ذلك.
وكان تنصيب الحكام يصدر من الخليفة الفاطمي في مصر، وكانت أقوى دولة في اليمن بعد الصليحيين.
واستمروا حتى قضى الأيوبيون عليهم وأخضعوا كل بلاد اليمن سنة 569 هـ/1173 م.
* * *
الدولة الهمدانية (صنعاء) 492 - 596 هـ/1099 - 1174 م:-
مؤسس الدولة هو حاتم بن الغشم الهمداني.
الذي تمكن من الاستيلاء على صنعاء من الملك سبأ الصليحي.
واستمرت لذريته من بعده، وكانت فترة هذه الدولة فترة حافلة بالفوضى والاضطرابات.
وقد مهد ذلك لتدخل الأيوبيين الذين كانوا يرون أنهم الورثة الحقيقيون لأملاك الفاطميين فدخلت المنطقة في حوزه الأيوبيين مع باقي اليمن سنة 596 هـ.
* * *
الدولة الأرتقية (حصن كيفا وماردين)
495 - 811 هـ/1101 - 1408 م:-
تنسب إلى أرتق التركماني.
وهو مملوك من مماليك السلطان ملكشاه السلجوقي.
وقائد من قواده، وأول من أسس هذه الدولة سقمان بن أرتق.
حيث استولى على حصن كيفا عام 495 هـ/1101 م من التركمان ثم ضم إليها ماردين.
وحكم في الفترة 495 - 498 هـ/1101 - 1104 م.
* * *
وفي عام 502 هـ انقسمت إلى مملكتين:-
ملوك الحصن بكيفا (495 - 629 هـ/1101 - 1231 م)، وأبرز ملوكها: ركن الدولة داود بن سقمان (502 - 543 هـ/1108 - 1148 م) وانتهت على يد الأيوبيين.
وأما مملكة ماردين (502 - 811 هـ/1108 - 1408 م).
فأبرز ملوكها: نجم الدين غازي بن أرتق (502 - 516 هـ/1108 - 1122 م).
وقد صار أمراء هذه المملكة عمالًا للمغول الذين سيطروا على آسيا الصغرى (الأناضول) سنة 541 هـ/1243 م.
انتهوا على يد الدولة العثمانية.
* * *
الدولة البورية (دمشق) 497 - 549 هـ/1103 - 1154 م:-
جد أسرة البوريين هو طوغتكين، وكان أحد القادة في جيش السلاجقة التابع للسلطان تتش، وعينه ابن تتش أتابكا على دمشق.
وسرعان ما سلب السلطة منه، واستقل بدمشق.
* * *
وأهم أمراء هذه الدولة:-
- سيف الإسلام طوغتكين 497 - 522 هـ/1103 - 1128 م.
- تاج الملوك بوري 522 - 526 هـ/1128 - 1131 م.
- مجير الدين أبتي 534 - 549 هـ/1139 - 1154 م.
وقد استولى عليها نور الدين زنكي سنة 549 هـ/1154 م.
* * *
د - أهم الدول في القرن السادس الهجري/الثامن عشر الميلادي:-
م ــ الدولة ــ المكان ــ فترة الدولة
1 - الموحدين ... المغرب والأندلس 514 - 674 هـ/1120 - 1275 م
2 - الزنكية ... الشام ومصر 521 - 660 هـ/1127 - 1261 م
3 - الغوربة ... الهند 543 - 686 هـ/1148 - 1287 م
4 - بنو مهدي ... اليمن 554 - 569 هـ/1159 - 1173 م
5 - الأيوبية ... مصر والشام اليمن 567 - 648 هـ/1171 - 1250 م
* * *
دولة الموحدين (المغرب والأندلس)
514 - 668 هـ/1120 - 1269 م:-
بدأت على يد محمد بن تومرت من قبيلة مصمودة، الذي ادعى أنه المهدي وأنه معصوم.
بدأ دعوته في أغمات، ودعا إلى إزالة دولة المرابطين بسبب ظلمهم وتعسفهم وتخليهم عن مبادئ الشريعة الإسلامية (حسب زعمه)، وكانت للموحدين فلسفة في الحكم قوامها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الزهد في الدنيا.
خلف المهدي عبد المؤمن بن علي الذي قضى على دولة المرابطين سنة 541 هـ/1147 م، واستطاع أن يخضع بلاد المغرب كلها تحت نفوذه.
وتُوفي في 558 هـ.
وأبرز من جاء بعده يعقوب بن يوسف الذي انتصر على النصارى في الأندلس انتصارًا ساحقًا في معركة الأرك سنة 591 هـ/1194 م، واستطاع إخضاع معظم بلاد الأندلس تحت راية الموحدين.
ولكن الموحدين عادوا فهُزِموا في موقعة حصن العقاب سنة 609 هـ، فهان بذلك أمرهم.
ثم بدأت الدولة تضعف وتنهار بسبب الحروب الداخلية بين زعمائها في الفترة (609 - 668 هـ/1212 - 1269 م) واستغل نصارى الأسبان ذلك فاستولوا على معظم مدن الأندلس في هذه الفترة الكئيبة.
وقد قضت عليها الدولة المرينية.
* * *
وأبرز حكام الموحدين:
- محمد بن تومرت (المهدي) 514 - 524 هـ/1120 - 1129 م.
- عبد المؤمن بن علي 524 - 558 هـ/1129 - 1162 م.
- يوسف بن عبد المؤمن 559 - 580 هـ/1163 - 1184 م.
- يعقوب بن يوسف 580 - 595 هـ/1184 - 1198 م.
* * *
الدولة الزنكية (الشام ومصر)
511 - 660 هـ/1127 - 1261 م:-
وهم أتراك الأصل وينتسبون إلى السلاجقة، وتعود هذه الدولة إلى عماد الدين زنكي بن آق سنقر، وكان أبوه مملوكًا للكشاه السلجوقي، ومن كبار قواده.
لما شب عماد الدين ولاه السلطان السلجوقي / تتش على الموصل سنة 521 هـ / 1127 م.
فكان له جهاد ضد الصليبيين طوال فترته (521 - 541 هـ/1127 - 1146 م) فاسترجع منهم الرها وبعض المواقع.
وبعد موته انقسمت مملكته بين ولديه، فكان الموصل لسيف الدين غازي (541 - 544 هـ/1146 - 1149 م) وتعاقب عليها ذريته.
وأما حلب لنور الدين محمود (541 - 569 هـ/1146 - 1173 م) وهو أعظم ملوك الدولة، وكان صلاح الدين الأيوبي من قواده.
وكلاهما له باع طويل في الحروب الصليبية.
وكان مجال الجهاد في بلاد الشام ومصر.
بعد موت نور الدين دخلت المنطقة تحت نفوذ صلاح الدين الأيوبي، وأمَّا آل زنكي في الموصل فقد قضى عليهم المغول سنة 660 هـ/1261 م.
* * *
الدولة الغورية (في أفغانستان والهند)
543 - 686 هـ/1148 - 1287 م:-
تنسب الدولة إلى مكان نشأتها في المناطق الجبلية بين هراة وغزنة في أفغانستان، وكانت عاصمتها هي فيروزكوه.
وكان الغزنويون يعينون ولاة من الغور على غزنة وما حولها.
وكان أول هؤلاء هو عز الدين حسين وهو مؤسس الأسرة الغورية.
وبعد موته تقاسم أبناؤه السلطة، واستطاعوا القضاء على الغزنويين سنة 582 هـ/1186 م ثم زاد نفوذهم وشمل بلاد الأفغان والهند.
وأعظم سلاطين الغوريين غياث الدين وأخوه شهاب الدين اللذين تمكنا من إخضاع جميع المناطق التي كانت خاضعة لحمود الغزنوي بالهند وواصلا الفتوحات العظيمة ونشر الإسلام وتحطيم الأصنام هناك.
* * *
وتقول دائرة المعارف الإسلامية عن نهاية الدولة الغورية:-
كان يمكن أن ينتظر ملوك الغور عهد طويل من السلطان، ولكن قوات همج آسيا الوسطى المتزايدة أوقفت تقدمهم فجأة، فقد أغار الغز وشاهات خوارزم والمغول بقيادة جنكيز خان على البلاد في تعاقب سريع.
فوضعوا حد لهذه الدولة.
* * *
دولة بني مهدي (في اليمن) 554 - 569 هـ/1159 - 1173 م:-
سيطر علي بن مهدي على زبيد بعد سقوط الدولة النجاحية وهم أسرة حميرية، ثم خلفه أبناؤه المهدي وعبد النبي وعبد الله، وقد استطاعوا بسط نفوذهم على بلاد اليمن وتهامه.
ونذكر هنا أن اليمن أحسنت استقبال هذه الأسرة لأنها أسرة وطنية تمامًا.
ولأن منشئها كان يمتاز بالعلم والخلق: ولكن المهدي وعبد النبي انحرفت أخلاقهما وتغيرا إلى الشدة والقسوة فكرههما الأهالي.
ثم كان الزحف الأيوبي بقيادة توران شاه (شقيق صلاح الدين).
الذي ضم بلاد اليمن ضمن الحظيرة الأيوبية.
* * *
الدولة الأيوبية (مصر والشام وغيرها)
567 - 648 هـ/1171 - 1250 م:-
وهم من أسرة كردية من أذربيجان هاجرت إلى العراق.
ومؤسس الدولة هو صلاح الدين يوسف بن أيوب، كان والده (نجم الدين أيوب) واليًا على تكريت ثم انتقل إلى الموصل فدمشق، ثم صار نجم الدين (والد صلاح الدين) وأخوه أسد الدين شيركوه من كبار أمراء نور الدين محمود الزنكي (صاحب الشام). وأصبح أسد الدين نائبًا لنور الدين على مصر، وبعد موت أسد الدين خلفه ابن أخيه صلاح الدين.
فكان وزيرًا للخليفة الفاطمي الشيعي (العاضد) ونائبًا عن نور الدين محمود السني فاستقل بحكم مصر بعد فترة.
وبعد موت نور الدين أخذ دمشق
وكثير من بلاد الشام 569 - 571 هـ/1173 - 1175 م وأرسل أخاد توران شاه فأخضع كل بلاد اليمن سنة 569 هـ/1173 م.

* * *
بذلك كون صلاح الدين جبهة إسلامية موحدة قوية بعد أن عانى المسلمون طويلًا من الفُرقة والضعف والتشتت فوقف بهذا الجيش في وجه الصليبيين، وانتصر عليهم انتصارًا حاسمًا في موقعة حطين المشهورة سنة 583 هـ/1187 م فاسترجع بعدها بيت المقدس وطرد الصليبيين من معظم بلاد الشام بعد احتلال تجاوز التسعين عامًا.
وبعد صلاح الدين من أعظم القواد المسلمين الذين وقفوا في وجه الصليبيين واستعادوا البلاد المغتصبة منهم.
* * *
حدود دولة صلاح الدين:-
بالإضافة إلى مصر والشام خضعت له سواحل طرابلس وتونس وبلاد النوبة والسودان، والحجاز واليمن.
* * *
وفاته وصفاته:-
تُوفي صلاح الدين سنة 589 هـ / 1193 م وكان معروفًا بالعدل والتسامح والكرم، والزهد والقناعة.
ولم يكن من جاء بعده مثله فأخذت الدولة في الانحدار، وانتهت بموت آخر ملوكها الملك الصالح نجم الدين.
فتولَّت السلطة زوجته المملوكة شجرة الدر بعد أن قتلت ابنه توران شاه عام 648 هـ / 1250 م.
وهكذا انتهت الدولة الأيوبية وقامت على أنقاضها دولة المماليك.
* * *
هـ - أهم دول القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي:-
وهو القرن الذي شهد مصرع الدولة العباسية على يد الغزاة المغول.
م ــ الدولة ــ المكان ــ فترة الدولة
1 - بنو رسول ... اليمن 626 - 858 هـ/1228 - 1454 م
2 - الحفصية ... تونس 625 - 941 هـ/1227 - 1534 م
3 - بنو عصفور وبنو جبر ... البحرين 636 - 927 هـ/1238 - 1520 م
4 - المرينية ... المغرب 642 - 871 هـ/1244 - 1466 م
5 - المماليك ... مصر والشام 648 - 792 هـ/1250 - 1389 م
* * *
ويأتي تفصيلها ضمن الباب القادم.
* * *
أسباب وعوامل انهيار الدولة العباسية:-
نلاحظ كثرة الأحداث التي مرت بالعالم الإسلامي خلال فترة الدولة العباسية.
وكثرة الدول التي استقلت وعلا شأنها، ثم انطفأت واختفت من الوجود.
ولاحظنا أن الدولة العباسية مرت بفترات قوة كانت السيطرة فيها بيد الخلفاء.
ثم أخذ خطها البياني في الانحدار إلى أن دمرها المغول في النهاية.
فيا ترى ما هي أسباب انهيار الدولة العباسية.
* * *
قد تكون أهم عوامل الانهيار ما يلي:-
1 - قيام حركات التمرد الديني كفتنة الزنوج وحركة القرامطة والحشاشين، والدولة العبيدية، والحركات الباطنية.
2 - تسلط العسكريين على الخلافة.
فأذلوا الخلفاء والشعب.
3 - طغت الظاهر المادية والحضارية.
فمال الناس إلى الترف والدعة.
4 - غير أن أخطر العوامل التي أسقطت الدولة إهمالهم لركن من أهم أركان الإسلام .. وهو الجهاد.
فلو أنهم وجهوا طاقة الأمَّة نحو جهاد الصليبيين.
ما ارتفعت رايات العصيان الداخلي.
وتسببت في انهيار الدولة.
5 - وأخيرًا كان الغزو المغولي المدمر وهو القشة التي قصمت ظهر البعير.
* * *



الباب الخامس: الدولة العباسية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الخامس: الدولة العباسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس: الأزهر في عهد الدولة الأيوبيّة
» الباب الأول: الدولة
» الباب الأول: الدولة والمجتمع
» الباب الثانى: الدولة الصهيونية الوظيفية
» الباب الثالث: الدولة العثـمانية وفارس بعد انتشار الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: موجز التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: