أحمد الصاوي (مهندس مصري مسلم) تزوج فلسطينية مسيحية تحمل زواج سفر إسرائيلياً، تزوجها في مصر، وأنجبا طفلة، وحين غادرت لرؤية أهلها في القاهرة لم يكن لديه شك في عودتها.
أحمد الصاوي [تحمل زوجته جواز سفر إسرائيلياً): فوجئنا بعد كده وهو نازلة على حدود رفح، الحدود المصرية بمنعها بالدخول هي والبنت. لازم تقدم على إذن تجنس بالجنسية الأجنبية أولاً ثم تطلب بيها الجنسية المصرية، في حين إن الواقع والقانون غير كده خالص، المفقروض أنا لا أقدم على إذن تجنس لأن البنت مصرية بالتبعية لأبوها، فتوجهت وأصدرت لها شهادة ميلاد مصرية، وأصدرت لها جواز سفر مصري، ونفذت كل التعليمات اللي اتبلغت بيها من الجهات المصرية حفاظاً على مستقبل بنتي طبعاً، ودا الطبيعي اللي مفروض يكون، للأسف فوجئت بعد كده بسحب الجواز المصري بطريقة غير لائقة جداً.
يسري فوده: سحب جواز بنتك؟
أحمد الصاوي: بسحب جواز بنتي المصري بعد ما أصدرته وإن البنت دي (Never)، انسى خالص إنها تدخل مصر، دي إسرائيلية، حتى ما فيش مرونة في الكلام، يعني أو مافيش مرونة للنقاش، أو مجال للنقاش واخد بال حضرتك، بس فاضطريت.. وصدر قرار وزراي من وزارة الداخلية بإسقاط الجنسية عن البنت وترتب على هذا القرار منعها من الدخول هي ووالدتها، اللي هي زوجتي، فاضطريت إن أنا أطعن على هذا القرار أمام القضاء الإداري.
يسري فوده: أحمد الصاوي وهشام طلبة ومجدي نظمي، جمعيهم رفعوا قضايا بحق وزير الداخلية المصرية، ولا يزالون في انتظار الحكم، قبلهم رفعت عشرات القضايا، فصل في بعضها ولم يفصل في البعض الآخر.
توفيق حواش (محام): وسقت في القضية من ضمن دفاعي أن معاهدة السلام لا تمنع ذلك، وأن القوانين المصرية تمنع ذلك، وأن القيادات.. وأن القيادات العربية والقيادات المصرية، ويمكن لعلكم سمعتم إنها يعني تهرول إلى التطبيع مع العدو، ودول شباب لا حيلة له ولا.. والبطالة موجودة في مصر، والبطالة موجودة في العالم العربي، وهو ذهب إلى عرب.. إلى آخره وحكمت المحكمة له بالعودة، لكن هل عاد؟! لم ينفذ الحكم.
يسري فودة: لماذا؟
توفيق حواش: لأن الشرطة هي التي تقوم على التنفيذ، إن شاءت نفذت، وإن لم تشأ لم تنفذ.
محمد هاشم (محام): دا هو مكتمل أهلية إذا هو أخطأ يتحمل خطأه، ليه أنشئت المحاكم ليه؟ عشان تحاكم الصح والخطأ وتبين الحاجات دية، إذا أخطأ يتحمل و.. و.. ويتعاقب طبقاً للقانون، ما أخطأش يبقى هو.. ما تفرضش عليه وصاية، كده إنت فرضت منعه من السفر وصاية، إمنعه لإسرائيل بذاتها، إنما ما تمنعوش منع كلي من السفر، كده يعني إنت حجرت عليه بمعنى أصح، فإحنا رفعنا (...) مستعجل واستجابت لينا المحكمة، وأخدنا وقف بقرار.. قرار وزير الداخلية بالمنع من السفر، وأخدنا الصيغة التنفيذية على بعض الحكم، وقدمنا لهم الصيغة التنفيذية ولسه مازال ما.. ما نفذش.. ما نفذش يعني الحكم.
د. مصطفى الفقي: للأمن في أي بلد في العالم إجراءاته المرتبطة بمعلومات تختلف عن السياق القانوني، موجودة في كل مكان.
يعني أنا رأيت بنفسي في بريطانيا في مطلع حياتي، كيف أن المتهم بخرق.. كسر الفيزا زي ما يقولوا، قعد مرة أطول، يتم حبسه وضربه. أنا ضرب عندي عدد من المصريين وأنا نائب قنصل في ظل الديمقراطية البريطانية. الأمن له تقاليده أخرى، Concept مختلف، ما تقيسش عليه كسياسة دولة، الأمن بياخد احتياطات متقدمة، يعني يسمع إن الخطر جاي على بعد 10 سنين لازم ياخد إجراءاته.
محمود عوض: إذا استنيت إن معاهدة السلام تسمح لك، ما بتسمحلكش، دي مش بس ما تسمحلكش، فيه 26 اتفاقية تكميلية لمعاهدة السلام بتاعة السادات مع إسرائيل، حتى الآن.. حتى اللحظة اللي بنتكلم فيها دي لم تنشر في مصر مطلقاً، الـ 26 اتفاقية دول ناقص يقول لك فيها عليك كمصري إنك تقول لي كل يوم صباح الخير 5 مرات، ما سابتش حاجة إلا ما تكلمت فيها، دا إيه ده.. دفين ده؟
يعني إيه عرب إسرائيل؟ وهأديك مثل بسيط جداً، في الحكومة الأخرانية بتاعة شارون دي تمسك وسائل كتير في الإعلام العربي نشرات الأخبار في التليفزيون، جرائد في الصفحة الأولى تقول لك إيه تعيين أول وزير عربي في الحكومة الإسرائيلية. الله!!، طيب وإذا إسرائيل لها مصلحة تقول هذا الكلام وهو كلام مخدرات، إنت توزع المخدرات دي ليه على الجمهور بتاعك؟ اللي اتعمل وزير ده لم يعد بصفته عربي، ده دورزي يحمل الجنسية الإسرائيلية، ضابط في الجيش الإسرائيلي، حارب جميع حروب إسرائيل، ولما عُيِّن.. عُيِّن مكافأة على ولاءه لإسرائيل.
يسري فودة: في فترات الغموض السياسية تختلط جوانب الصورة ويزيد اختلاطها تعقيدات الموقف الاقتصادية، تحت مطلة دينية، ومظلة سياسية، ومظلة قانونية، لم يتركب هؤلاء ما يمكن أن نلومهم عليهم، كبراؤهم سبقوهم، لكن للعملة وجهين، ولا يمكن للأساس المتناقض إلا أن يلد المزيد من المتناقضات ماءُ هذه التوليفة ماء عكر لمن يريد أن يصطاد بين دواعي الأمن القومي ودعاوى حقوق الإنسان.
د. مصطفى الفقي: أيوه، أنت وضعت يدك على نقطة شديدة الحساسية والأهمية، يجب أن ندرك أننا نتعامل مع الآخر، وأن الغير يرفض تصرفاتنا، مثل هذه الموضوعات إذا طرحت على الرأي العام العالمي بوجهة نظر مصرية أو عربية متشددة تمنع زواج العربي بإسرائيلية سوف تكون نقطة علينا وليست لنا.
بالتأكيد لأن مثل هذه الأطر من التفكير هي ضد حقوق الإنسان، وضد المشاعر الإنسانية، وأي مشاهد أجنبي في أي بلد لما يسمع يقول له دا.. الإسرائيلي بقى يقول له دا العرب مستنفزين من العلاقات الإنسانية العادية، عمرك شفت واحد حب واحدة فاتجوزها الحكومة بتتدخل والبوليس يمنعه. ما هو الخلفية الثانية مش موجده بقى عنده.
محمود عوض: وحياة والدك، آخر حاجة أحب اسمعها حكاية حقوق الإنسان دي، وآخر حاجة أحب أسمعها إن.. أن يحاضرني أحد -مش إنت شخصياً- تحت برنيطة أميركاني أو برنيطة فرنساوي عن حقوق الإنسان، يعني ما فيش داعي نفتح الملفات لبعض، وحقوق الإنسان دي ما حدش خاد ترخيص من سيدنا جبريل أو كذا إن هو اللي يتكلم باسم الإنسانية ضد الإنسانية هـأديك (يا أخي مثال) سنة 4 بعد هجوم اليابان في (بيرل هاربر) على أميركا.. الحكومة الأميركية قامت باعتقال 200 ألف مواطن أميركاني من أصل ياباني، اعتقال إداري، ودون أسباب.
يسري فوده: من السهل أن يتهمك أحدهم بأن فتح هذا الملف في حد ذاته لا يخدم إلا إسرائيل، ومن الصعب في ظل ثقافة تغيب عنها مبادئ الحريات المدنية أن تدافع عن نفسك.
ربما يكون موقف تل أبيب من هذه الظاهرة، موقف الحق الذي يراد به باطل، وربما يكون موقف القاهرة من أبنائها موقف الباطل الذي يراد به حق، لكن بين هذا وذاك بشراً من لحم ودم تمزقت حياتهم في انتظار المستحيل. أخطأوا؟ ربما أذنبوا؟ ربما لكننا في واقع الأمر ننتظر منهم ونحن مكتؤون وهم يتعذبون أن يقوموا بما لم يستطع أن يقوم به كبراؤهم.
طيب الله أوقاتكم.
--------------------------------
المصدر: الجزيرة