منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الجاثية الآيات من 26-30

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الجاثية الآيات من 26-30   سورة الجاثية الآيات من 26-30 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:31 am

قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٦)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: قُلْ لهم يا محمد (ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ..) (الجاثية: 26) أي: في الدنيا (ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ..) (الجاثية: 26) بعد البعث والنشور: (إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ..) (الجاثية: 26) لا شكَّ فيه: (وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (الجاثية: 26) فنفى عنهم العلم.

إن علمهم قاصر عن أنْ يدرك حقائق الأمور، فكما أن الخلق آية من آيات الله فكذلك الموت آية من آيات الله نراها ونلمسها كل يوم، وما دُمْت تصدق بآية الخلق وآية الموت وتراهما ولا تشك فيهما.

فحين نقول لك إن بعد هذه الحياة حياة أخرى فصدِّق، لأن صاحب هذه الآيات واحد، والمقدمات التي تحكم أنت بصدقها يجب أن تؤدي إلى نتيجة تحكم أيضاً بصدقها، وها هي المقدمات بين يديك صادقة.

(قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ..) (الجاثية: 26) أي: يعطي المحي ما يُحييه قوة يؤدي بها المهمة المخلوق لها، والإحياء الأول في آدم حين خلقه ربه وسوَّاه ونفخ فيه من روحه ثم أوجدنا نحن من ذريته.

وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ..) (البقرة: 28).

فكفركم لا حجةَ لكم فيه ولا منطق، فقضية الإحياء من عدم والخلق قضية لا تحتمل الجدل، فأين كان آدم قبل أن يخلقه الله، وأين كنتم: (هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً) (الإنسان: 1) أي: لم يكن له وجود.

فقضية الحياة والموت لا يمكن لأحد أن يجادل فيها، فالله سبحانه وتعالى خلقنا من عدم، ولم يدَّع أحد قط أنه خلق الناس أو خلق نفسه.

وقوله تعالى (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ..) (الجاثية: 26) فإن أحداً لا يشك في أنه سيموت، فالموت مُقدَّر على الناس جميعاً، والخَلْق من العدم واقع بالدليل، والموت واقع بالحسِّ والمشاهدة.

ولذلك فمن رحمة الله بالعقل البشري بالنسبة للأحداث الغيبية أن الله سبحانه قرَّبها لنا بشيء مشاهد..

كيف؟

فالحق تبارك وتعالى أخبرنا عن مرحلة في الخلق لم نشهدها، ولكن الموت شيء مشهود لنا جميعاً.

وما دام الموت مشهوداً لنا، فالحق سبحانه يأتي به كدليل على مراحل الخلق التي لم نشهدها، فالموت نقض للحياة.

ثم يقول الحق سبحانه: (ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ..) (الجاثية: 26) فالجمع هنا أي بعد البعث والإعادة والإحياء من الموت، إنه يوم الجمع، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ..) (الشورى: 7) أي: تُخوفهم من هذا اليوم وهو يوم القيامة،


والجمع في هذا اليوم يكون من عدة وجوه: البعث حيث يجمع بين الجسم والروح، ويجمع الملائكة في الملأ الأعلى بالبشر، ويجمع الظالم والمظلوم، والتابع والمتبوع.

يقول تعالى: (ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً) (النساء: 87).

ثم يقول الحق سبحانه: (وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ...).



سورة الجاثية الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 26-30   سورة الجاثية الآيات من 26-30 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:33 am

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) 


هنا أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور، أفاد قصر ملكية السماوات والأرض على الله وحده لا شريك له: (وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ..) (الجاثية: 27) تقوم القيامة كأنها كانت نائمة وقامتْ، وأبهم الساعة لننتظرها في أيَّ لحظة.

فالإبهام هنا كما قُلنا عَيْن البيان، لأنه يجعلنا دائماً على استعداد لها، كما أبهم الله تعالى أجل الإنسان ليستحضره دائماً في أيِّ وقت ولا يغفل عنه، ومَنْ لا يملك لنفسه البقاء طرفة عيْن جدير ألاَّ يغفل عن آخرته ويحذر أنْ يأتي أجله وهو على معصية الله.

فمَنْ مات على شيء بُعِث عليه خاصة إذا كان الموت لا ينتظر أسباباً.

فالموت من دون أسباب هو السبب، مات لأنه يموت وقد حان أجله، وقد تنبه الشعراء لهذا المعنى.

فقال أحدهم:
فِي الموْتِ مَا أعيَا وَفِي أسْبَابِهِ كلُّ امرئٍ رهْنٌ بطَيِّ كِتَابِهِ
أَسَد لَعْمركَ مَنْ يموتُ بظُفْرِهِ عندَ اللقَاء كَمَنْ يموتُ بنَابهِ
إنْ نامَ عنَكَ فأيُّ طلَب نافعٌ أَوْ لم ينَمْ فالطبُّ من أذْنابه

نعم يدخل غرفة العمليات فلا يخرج منها ويكون الطب هو سبب موته.

إذن: الحق سبحانه يبهم لحكمة وهدف.

ومن رحمته تعالى بخَلْقه أنه لما أبهم الساعة جعل لها علامات تنبّه الغافل حتى لا تُفاجئ الناس.

من رحمته بنا أن جعل لها علامات صغرى وعلامات كبرى، هذا حنان من الله على خَلْقه: (لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً..) (الأعراف: 187).

وقوله: (يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ) (الجاثية: 27) أي: المستمرون في الباطل، وكلمة (يخسر) من الخسارة التي يقابلها المكسب، وهذه مسألة يعرفها التجار، فكل تاجر يريد المكسب أي: الزيادة على رأس المال.

إذن: كل عمل من الأعمال يجب أنْ يُحسبَ من حيث المكسب والخسارة، فالكافر في الدنيا يظن أن عمله يعود عليه بالمكسب في الدنيا، لكن سيُفاجأ يوم القيامة حيث انتهى وقت العمل أنَّ عمله عاد عليه بالخسران.

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً..) (آل عمران: 30).

ومعنى الخسارة هنا أن يجد كل أعماله ذهبتْ هباء منثوراً دون فائدة: (وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ) (النور: 39).

لذلك لما سُئلنا عن أصحاب الاختراعات والابتكارات التي خدمت البشرية ويسَّرتْ على الناس حركة الحياة، وخفَّفتْ آلام المتألمين: كيف بعد هذا كله يدخلون النار؟

قلت: نعم، لأنهم عملوا هذه الأعمال لخدمة الإنسانية ولم يكُنْ الله في بالهم، لذلك أخذوا أجورهم من البشرية تكريماً وتخليداً لذكراهم وتمجيداً لهم، فعملوا لهم التماثيل وألفّوا فيهم الكتب.. إلخ.

إذن: لا نصيبَ لهم في ثواب الآخرة، ولو عملوا لله لوجدوا الأجر عند الله، لأن الأجير لا يطلب أجره إلا ممنْ عمل له.

لذلك سيُفاجأ الكافر بهذه الحقيقة، هذه المفاجأة نفهمها من قوله تعالى: (وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ..) (النور: 39) فُوجئ بإله لم يكُنْ في باله، أو كان مُنكراً له كافراً به.



سورة الجاثية الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 26-30   سورة الجاثية الآيات من 26-30 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:34 am

وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: يوم القيامة ترى كل أمة جاثية، من الفعل جثا جثواً أي: برك على ركبتيه، أو قام على أطراف أصابعه، وهذا وضْع الخائف الخاضع الذليل، ومنه قوله تعالى: (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً) (مريم: 68).

وقريب منه الفعل جثم جثوماً أي: لزم مكانه أو لصق بالأرض، ومنه قوله تعالى: (فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود: 94).

إذن: فالموقف موقف عصيب، موقف رعب وهَوْل وهلع بحيث لا يتمكن الناسُ من القعود على مقاعدهم فيقعدون على رُكَبهم، فإنْ اشتدَّ الهول وقفوا على أطراف أصابعهم، وهي وقفة مَنْ ينتظر الخطر والهول، أما القعود الطبيعي فيُمكِّن الإنسان مقعدته من الأرض ويكون في حال الاطمئنان.

وفرْقٌ بين القعود والجلوس وإن كانت المحصلة واحدة، إلا أن القعود يكون بعد الوقوف.

نقول: كان قائماً فقعد، أما الجلوس فيكون من حال الاضطجاع.

كان مضطجعاً فجلس.

إذن: هنا مسألة فلسفية: القعود يكون من وضع أعلى وهو القيام، والجلوس من وضع أدْنى وهو الاضطجاع، والجلوس أو القعود يضمن للإنسان الراحة حيث يكون معظم جسمه على الأرض فيرتاح على خلاف القائم مثلاً فتحمله قدماه.

لذلك إذا وقفتَ مدة طويلة تتعب وتبادل بين قدميك في الوقوف، ثم يزيد الحِمْل على القدمين إنْ أضفت إلى القيام المشي، ثم يزيد إذا أضفتَ على المشي شيئاً تحمله، وهكذا.

فإذا تعب الإنسانُ فأول شيء يضع الحِملَ الذى يحمله ليخفَ الحمل على القدمين، ثم يتوقف عن المشي ليقلّل المجهود، ثم يقعد، وبعد ذلك يضطجع فيلقي بكل جسمه على الأرض، وهذا الوضع يضمن منتهى الراحة للبدن.

لكن هذا التصوير القرآني في جاثية أو جاثمة لا يدل على الراحة، إنما يدل على الخضوع والذلَة والانكسار وشدة الخوف الذي يجعل الإنسان والعياذ بالله يلتصق بالأرض، أو يجثو على ركبتيه من شدة الخوف.

فالحق سبحانه يُصوِّر هذا الموقف تصويراً لفظياً يُشعرك بفظاعة الموقف وشدة كربه، ولك أنت أنْ تتخيل الموقف، وأنْ تأخذه تجربة مررت بها بالفعل في موقف رهيب ينشغل فيه كل امرىء بنفسه.

فالقيامة قامت، قامت يعني: لن تقعد والأمة جاثية، الكل المؤمن والكافر، الكل جَاثٍ ينتظر ما سيحدث، لا أحدَ هنا فوق القانون (مفيش جستنة) فالفزع والهول يَغشى الجميع، والكل ينتظر كلمة الحق.

(كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا..) (الجاثية: 28) فنسب الكتاب إلى الأمة، لذلك وقف المستشرقون عند هذه الآية يعترضون، لأن الحق سبحانه يقول في آية أخرى: (هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ..) (الجاثية: 29).

فمرة أسند الكتاب إلى الأمة، ومرة أسنده إليه سبحانه، ولو فهموا عن الله ما وجدوا في ذلك وجهاً للاعتراض.

فمعنى (كتابنا) أي: الذي طلبنا من الحفظة أنْ يكتبوه ليكون حجةً على صاحبه يوم القيامة، فنقول له: (ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (الإسراء: 14).

وهو أيضاً كتابهم أي الذي كُتِب عليهم فيه، وسجّل فيه أعمالهم، إذن: لكل لفظ معناه ودلالته، ومعلوم في أسلوب القرآن أنه يستعمل اللفظ هنا بمعنى وهناك بمعنى آخر.

والقرآن مُجمله يحتاج في فهمه إلى تأمل وتدبّر وعلم بأسباب النزول وملابسات الآيات: اقرأ مثلاً قول الله تعالى: (وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ..) (النساء: 5) السّفيه: هو الذي لا يحسن التصرف في ماله، لذلك لم يجعل له الشارع مالاً، إنما المال في حال السَّفه مِلْك لوليه.

لذلك قال: (أَمْوَالَكُمُ..) (النساء: 5) مع أنها من حَقِّ هذا السَّفيه، لأن المؤمنين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.

إذن: نأخذ مال السفيه ونحافظ له عليه حتى نأنس منه رُشداً فندفع إليه ماله ليتصرف هو فيه، لذلك قال تعالى في إعادته: (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ..) (النساء: 6) ونسبها إليهم لأنها صارتْ ملكاً لهم، ولهم حرية التصرف فيها.

وقوله سبحانه: (ٱلْيَوْمَ..) (الجاثية: 28) أي: يوم القيامة (تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية: 28) فالجزاء من جنس العمل.



سورة الجاثية الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 26-30   سورة الجاثية الآيات من 26-30 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:35 am

هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله: (هَـٰذَا كِتَابُنَا..) (الجاثية: 29) أي: كتاب الأعمال (يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ..) (الجاثية: 29) معلوم أن النطق يكون باللسان لأنه وسيلة البيان الأولى، واللسان هنا لسان الحال مع أن الكتاب في الواقع يُقرأ ولا يَنْطِق، لكن هذا الكتاب لشدة إظهاره للحق كأنه ينطق ويشهد على صاحبه.

(إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية: 29) معنى نستنسخ نثبت، أن نأخذ منه نسخة أخرى نعطيها لصاحب الكتاب ليقرأها وليطلع على ما قدّم في دنياه.

كما نقول مثلاً: أصل وصورة، فنعطيه صورة من كتابه ومن أعماله لتكونَ حجة عليه.

ومن معاني النسخ الإثبات الذي لا يترك شيئاً، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً..) (آل عمران: 30) وقال: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18).



سورة الجاثية الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 26-30   سورة الجاثية الآيات من 26-30 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:35 am

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ما دمنا بصدد الحديث عن كتاب الأعمال الذي يقرأه الإنسان، فهذه الآية تتحدث عن النوع الاول وهو المؤمن الذي عمل صالحاً، فأخذ كتابه بيمينه ووجده على أحسن صورة ففرح به وتباهى.

فهذه الآية أوضحها الحق سبحانه في آية أخرى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ) (الحاقة: 19-24).

وتأمل هنا كلمة (فِي رَحْمَتِهِ..) (الجاثية: 30) فكأن الرحمة ظرف لهم يُدخلهم فيه ويعمُّهم به، فالرحمة تغمرهم وتحيط بهم من كلِّ جانب، فليس لهم هنا إلا الرحمة لأنهم شَقُوا في الدنيا وتحمَّلوا أعباء العبادة والعمل الصالح وتقلَّبوا بين نعمة وشقاء، ومكسب وخسارة، وصحة ومرض، أما هنا فلن يجدوا إلا رحمة الله تعمُّهم وتشملهم.

وكلمة (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ..) (الجاثية: 30) دلتْ على أن الإيمان القلبي وحده لا يكفي، بل لا بدَّ له من ثمرة، وثمرة الإيمان وفائدته أنْ توظفه لخدمة امن آمنتَ به.

لذلك دائماً يقرن القرآن بين الإيمان والعمل الصالح، كما في قوله تعالى: (وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ..) (العصر: 1-3) لأن الإيمان بالله وبالبعث والحساب والقضاء والقدر يجعل الإنسان على يقين من أنه محاسبٌ مسئول عن كلِّ تقصير.

وما دام أنك ستُسأل فلا بدَّ أنْ تكون يقظاً لا تستهين بالذنب مهما كان صغيراً، ولا تزهد في الخير مهما كان يسيراً، فمَنْ كانت نهايته الحساب كان جديراً ألاَّ تُفلتَ منه هذه المسائل إلا سَهْواً أو نسياناً، فالسهو والنسيان يجبرهما الاستغفار والتوبة.

وقلنا: من رحمة الحق بالخلْق أنْ شرع لهم التوبة مجرد مشروعية التوبة، وفَتْح بابها للناس رحمة، رحمةٌ بالمقصِّر المذنب، ورحمة بالمجتمع الذي يَشْقى بذنوب المذنبين.

وقوله سبحانه: (ذَلِكَ..) (لجاثية: 30) إشارة إلى دخول أهل الإيمان والعمل الصالح في رحمته (هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ) (الجاثية: 30) الواضح المحيط بالنفع الكامل، بحيث لا يتسرب إليه شيء يناقض الحق في الرحمة.

ثم في المقابل: (وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ...).



سورة الجاثية الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الجاثية الآيات من 26-30
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الجاثية الآيات من 11-15
» سورة الجاثية الآيات من 16-20
» سورة الجاثية الآيات من 21-25
» سورة الجاثية الآيات من 01-05
» سورة الجاثية الآيات من 31-35

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الجاثية-
انتقل الى: