منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الجاثية الآيات من 11-15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 11-15 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الجاثية الآيات من 11-15   سورة الجاثية الآيات من 11-15 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:13 am

هَٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(هَـٰذَا..) (الجاثية: 11) إشارة إلى الهدى، وهو المنهج الذي جاء به سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا القرآن، والهدى هو الذي يهديك يعني يدلُّك على الطريق الموصِّل للغاية من أقرب الطرق وأسهلها وأكثرها أمناً دون مشقة على النفس.

وفي أول سورة البقرة: (أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ..) (البقرة: 5) فكأن الهدى مركب يحملك إلى غايتك، ودابة تسير بك حتى تنجيك.

(وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ..) (الجاثية: 11) قال (ربهم) مع أنهم كافرون به، لأنهتعالى رَبُّ يتودَّد إليهم حتى مع كفرهم وجحودهم، وهذا كما قلنا عطاء الربوبية الذي لا يُفرِّق بين مؤمن وكافر فيعطي الكل ويتحنَّن إلى الجميع، فهم جميعاً عباده وصَنْعته.

(لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) (الجاثية: 11) مرة يقول: عذاب أليم، ومرة (لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ) (الجاثية: 11) والرجز هو أشد ألوان العذاب، والعذاب إيلام الحيِّ.

وكلمة (العذاب) هذه حَلَّتْ كثيراً من الإشكالات بين العلماء، حيث قال البعض: إنه لا يوجد رَجْم في القرآن إنما يوجد الجَلْد، واستدلوا بقوله تعالى في الأمة: (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ..) (النساء: 25).

الكلام هنا على الحد يُقام على الحرَّة وعلى الأَمَة، معنى المحصنات يعني: الحرائر، فقالوا: إن الرجم لا يُنصِّف والذي يُنصِّف هو الجَلْد، تُجلد هذه مائة، وهذه خمسين، وما دام الرجم لا يُنصَّف.

إذن: في الآية كلام.

ونقول: قد يكون كلامهم صحيحاً إذا قال تعالى: (نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ..) (النساء: 25) وسكت ولكنه قال بعدها: (مِنَ ٱلْعَذَابِ..) (النساء: 25) والعذاب إيلامُ الحيِّ ولكن الرجم إماتة.

إذن: إيلامُ الحيِّ في أنْ يُجلد، إنما الرجم يذهب بالحياة فلا تتعذب.

بدليل أن الحق سبحانه لما تكلم عن هدهد سيدنا سليمان -عليه السلام- قال: (لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ..) (النمل: 21) إذن: العذاب غير الذبح.

ومعنى (كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ..) (الجاثية: 11) يعني: ستروها وجحدوها، إذن: هي موجودة لكنهم أخفوْهَا، ومثله كفروا بالله يعني: ستروا وجوده سبحانه، فالسَّتْر لا يكون إلا لموجود أولاً ثم يُستر، فكأن الإيمانَ موجودٌ وأصله في النفس، ثم يأتي الكفر فيستره.



سورة الجاثية الآيات من 11-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 11-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 11-15   سورة الجاثية الآيات من 11-15 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:14 am

اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

التسخير يعني التذليل وأن يكون المسخّر رَهْناً لخدمة المسخّر له، وزمان كان في مصر نظام السُّخرة، وهو أنْ يعملَ العمال بدون أجر، فالحق سبحانه سخَّر لنا البحر وذلَّله لخدمتنا، ولولا ذلك ما استطعنا أبداً ركوبه، ولا السير فيه ولا الانتفاع به.

ومن تسخير البحر ما عرفناه من قصة سيدنا موسى لما ألقتْه أمه في البحر تنفيذاً لأمر الله، قال سبحانه: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ) (القصص: 7).

إذن: صدرت الأوامر إلى البحر أن يلقيه بالساحل، وألاَّ يأخذه إلى الداخل، كما قال سبحانه: (فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ..) (طه: 39).

فالحق سبحانه كما يأمر العاقل يأمر الجمادات فتأتمر وتطيع، لذلك قال عن السماء: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) (الانشقاق: 2).

والتسخير تكليف الشيء تكليفاً قهرياً أنْ يكونَ في خدمة الخليفة وهو الإنسان، فالكون كله مُسخَّر له.

يعني: يطيعه ويأتمر بأمره، ومن هذا التسخير سخَّر للإنسان جوارحه تُطيع مراده وتنفعل لإرادته انفعالاً تلقائياً سهلاً لا تكلُّفَ فيه.

فاللسان ينطق بلا إله إلا الله لمجرد أنْ أردت ذلك وينطق بكلمة الكفر والعياذ بالله أيضاً لمجرد الإرادة، اليد والعَيْن والرِّجْل، وكلُّ جوارحك لا تعصي لك أمراً، تنفعل لك من حيث لا تدري لأن خالقها سخَّرها لك وذلَّلها لخدمتك.

وقال لها: أطيعي عبدي، لأنني أريد أنْ أحاسبه بعد أنْ أعطيه الاختيار في أنْ يفعلَ أو لا يفعل، ولو كان الإيمانُ قهراً لقهرتُه عليه كما قهرتُ الملائكة، لكنني لا أريد قوالبَ تخضع، إنما أريد قلوباً تخشع، أريدك أنْ تأتي إليَّ طواعية وأنت قادر على الإعراض والانفلات.

لذلك قلنا: إن السيف في الإسلام لا ليفرض على الناس عقيدة، إنما ليحميَ اختيارهم لعقائدهم، وبعد ذلك يتشدَّقون بأن الإسلام فُرِضَ بحدِّ السيف، وهذا غير صحيح بدليل بقاء كثيرين على دينهم بعد الفتح الإسلامي.

والحق سبحانه حينما سخَّر كل شيء في الوجود لخدمة الإنسان قال سبحانه في الحديث القدسي: "يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتُك من أجلي، فلا تنشغل بما هو لك عما أنت له".

يعني: لا تنظر إلى عبيدك بل انظر أنت عبد لمن ومَنْ سيدك.

وهذا التسخير للجوارح موقوتٌ بالحياة الدنيا، أما في الآخرة فسوف تنطلق الجوارح من هذه القيود وتنفك من هذا القهر وهذا التسخير، لأنه كان مرتبطاً بإرادة العبد، وحيث لا إرادة له في الآخرة.

وأصبحت الإرادة للمريد الأعلى سبحانه، فلا طاعةَ له ولا خضوعَ لأوامره، فالأمرُ كله يومئذ لله: (لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ) (غافر: 16).

لذلك تتحول الأعضاء والجوارح إلى شهود، يشهدون بالحق أمام الواحد الأحد، فاللسان يقول: قُلْتُ.

واليد تقول: بطشْتُ.

والرِّجْل تقول: مشيتُ.

والعينُ: رأيت، وهكذا.

وقد شبَّهنا هذه المسألة بقائد الكتيبة يأمر الجنود، فيطيعون حتى لو كان المر خطأ، ثم حين يعودون للقائد الأعلى يقولون حدث من قائدنا كذا وكذا، ولم نخالف أوامره لأننا مأمورون بطاعة الأوامر ولو خطأ.

والحق سبحانه حينما يُسخِّر لنا جوارحنا وأعضاءنا إنما ليعطينا مثالاً ونموذجاً لقيوميته تعالى على كل شيء، وأنه إذا أراد شيئاً أنْ يقول له كُنْ فيكون، فيقول للمكابر: قُلْ لي بالله ما هي العضلات التي تُحركها لتتكلم أو تقوم أو تقعد؟

ما هي الحركة التي تحدث بداخلك لتفعل؟

ما الأعصاب التي تشارك في هذه الحركات؟

أنت لا تعرف شيئاً عنها ولا تأمرها، بل مجرد أن تريدَ تنفعل لإرادتك وتطيع، فإذا كان هذا عطاء الله لك، ونعمة من نعمه عليك، فكيف تستبعده في حَقِّ الله عز وجل؟

وكيف تنكر أنه إذا أراد شيئاً أنْ يقول له كُنْ فيكون؟

وأول مظاهر تسخير البحر أنْ جعله الله صالحاً لسيْر السفن على ظهره، كما قال سبحانه: (وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ..) (النحل: 14) وأول سفينة في الكون هي سفينةُ سيدنا نوح عليه السلام صنعها بأمر الله ووَحْيه إليه، حيث علَّمه كيفية صناعتها من ألواح ودُسر: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) (القمر: 13).

والسفينة لا تسير على صفحة الماء إلا إذا توفرتْ لها بعض القوانين، وهذا هو التسخير.

أولاً: لا بدَّ أنْ يكون الماء سائلاً ليسمحَ بجريان السفينة حين يُحرِّكها الهواء ويدفعها، ولو كان جامداً ما حصل السير.

ثانياً: يكون الماء خالياً من اللزوجة.

ثالثاً: تكون كثافة الماء أقلَّ من كثافة السفينة، فلو أخذتَ مثلاً قطعة من المعدن ورميتَ بها في الماء فإنها تغرق فيه، إنما لو طرقتَ هذه القطعة وجعلتَها مفلطحة ووسَّعتَ مساحتها فإنها تعوم.

فمن تسخير الله للبحر أنْ جعله صالحاً لسير السفن (ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ..) (الجاثية: 12) كما قال في موضع آخر: (بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا..) (هود: 41).

ومن تسخير الله للبحر أنْ جعله مصدراً لكثير من المأكولات والأرزاق (وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ..) (الجاثية: 12).

ففضلُ الله في البحر كثيرٌ، فيه القوت اللازم لاستبقاء الحياة، وفيه الترف والزينة مثل اللؤلؤ والمرجان وغيرهما من الأشياء الثمينة حتى قالوا: إن الثروات في أعماق البحار أكثر من الثروات فوق سطح الأرض.

ثم على سطح الماء تسير بكم السفن إلى مواطن الأرزاق في أي مكان.

وفي آيات أخرى فصَّل الحق سبحانه قوله: (وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ..) (الجاثية: 12) فقال: (وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً..) (النحل: 14) وهو أنواع الأسماك والحيوانات البحرية التي تؤْكل: (وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا..) (النحل: 14).

والمراد اللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة التي تُستخرج من أعماق البحار؛ لذلك قال العلماء: إن حلية البحر غير مُحرَّمة مع أنها أغلى من الذهب، لكن لم يأتِ النصُّ بتحريمها على الرجال كما فعل في الذهب.

لماذا؟

لأن الذهب نَقْد يتعامل الناسُ به على شكل عملات وجنيهات نقدية، فغرضه أساساً التعامل بين الناس في البيع والشراء، وهو واسطة بين الإنتاج والاستهلاك، وليست حلية البحر كذلك.

وقوله: (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الجاثية: 12) أمر بالشكر على النعمة، فكلما رأيتَ مظهراً من مظاهر نعمة الله قُلِ الحمد لله واعترف لله بالفضل، لذلك علَّمنا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاء الركوب للسُّفن أو غيرها، ومن هذا الدعاء: "سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون“.



سورة الجاثية الآيات من 11-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 11-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 11-15   سورة الجاثية الآيات من 11-15 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:15 am

وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه وتعالى ينقلنا من تسخير البحر إلى تسخير السماوات والأرض، فهي مسخَّرة للإنسان منذ خلقها الله، لكن لم يعلم الإنسان وجوه هذا التسخير مرة واحدة، إنما يعلمها بمرور الزمن وتطوُّر العلوم.

كما قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ..) (فصلت: 53).

فأنت مثلاً حين تقرأ قوله تعالى في الفُلْك: (وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ) (الرحمن: 24) لا بد أنْ تُعمِلَ العقل وتسأل كما سألنا: متى عرف الناس السفن ذات الأدوار؟

فكلمة المنشآت تدل على البناء، وكالأعلام يعني: عالية ومرتفعة كالجبال، قالوا: عرف الإنسانُ السفنَ ذات الأدوار في أواخر القرن الثامن عشر، وكانت قبل ذلك عبارةً عن سطح لا شيءَ عليه.

فمَنْ أخبر سيدنا رسول الله بأن السفن سيكون منها منشآت كالأعلام، كذلك في قوله تعالى: (وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) (الزخرف: 33).

والمعارج جمع معراج، وهو بلغة اليوم (الأسنسير) والحضارة الحديثة لم تعرف (الأسنسير) إلا في أواخر القرن العشرين، إذن: هذه مظاهر لإعجاز القرآن وصِدْقه وصِدْق المبلِّغ للقرآن، فصدق اللهُ وصدق رسوله.

وهذا يدلُّ على أن هذه المستحدثات موجودة في علمه تعالى ولها (ماكيت) قبل أنْ يصل إليها فكر البشر، والله يظهرها لعباده حسْب حاجتهم ومع مرور الزمن وتطور العلوم، وهذا معنى: (سَنُرِيهِمْ..) (فصلت: 53).

قوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ..) (الجاثية: 13) قلنا: كلٌّ من السماوات والأرض ظَرْف لأشياء كثيرة، منها ما نعلمه، ومنها ما لم نتوصل إليه حتى الآن، فالسماء ننظر إليها من جهة العلو، ولا نرى من مخلوقات الله فيها إلا الشمس والقمر والنجوم والسحاب، وهذا كله في السماء الدنيا.

لذلك قال سبحانه: (وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ..) (فصلت: 12) أما السماوات السبع فشيء آخر لا نعرف عنه شيئاً، ويكفي أنْ تعرف أن بينك وبين الشمس ثمانيَ دقائق ضوئية، وهناك مخلوقات بينك وبينها مائة سنة ضوئية اضربها في 365 يوماً في 24 ساعة في 60 دقيقة في سرعة الضوء.

إذن: فوقك عالم آخر فوق ما يتصوَّره عقلك، لذلك قال تعالى: (وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات: 47) بأيد، أي بقوة.

فيكفي أنْ تتأمل في مجال تسخير الكون لك أنْ تنظر إلى الشمس، وكيف سخَّرها الخالق لك فتعطيك النور والدفء والطاقة والأشعة المختلفة دون أنْ تبذل في سبيل ذلك شيئاً، ودون صيانة، ودون وقود، ودون أنْ تصلَ إليها أصلاً.

فهي تعمل في خدمتك منذ خلقها الله وإلى أنْ تقوم الساعة لا تحتاج منك إلى شيء، فقط عليك أنْ تستفيد منها، وأنْ تفكر في طبيعتها وكيفية استغلالها فيما ينفعك، ومثلها القمر يعطيك النور الحالم الهادئ، وبه نهتدي في ظلمة الليل: (وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل: 16).

والشمس والقمر خلقهما الله على هيئة الحركة، فهما متحركان منذ خلقهما الله وإلى قيام الساعة، يتحركان دون وقود وبلا طاقة بقانون العطالة كما قلنا، وهو أنْ يظلَّ المتحركُ متحركاً ما لم تُسكنه، ويظل الساكن ساكناً ما لم تحركه.

وهذه الحركة قلنا بحساب دقيق محكم: (ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن: 5).

والأرض كذلك ظرف لأشياء كثيرة وأجناس متعددة، ففيها الجماد وهو أدنى الأجناس، فإذا أضيفَ إليه النمو كان النبات، فإذا أضيف إليه الإحساسُ كان الحيوان، فإذا أضيف إليه العقل كان الإنسان وهو أعلى هذه الأجناس وأكرمها على الله.

لذلك سخَّر الله له كلّ هذه الأجناس وجعلها في خدمته، وجعله سيداً عليها وخليفة له في أرضه.

والحق سبحانه عندما تكلم عن الجماد قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (فاطر: 27) فقدَّم الثمار وهي من النبات قدَّمها على الجماد، لأننا لا نأكل الجماد وإنما نأكل النبات والثمار هي محصلته وما يهمني منه، وهي من مُقوِّمات الحياة.

ثم تكلم عن الجبال وهي مصدر الخيرات والثروات والمعادن والأحجار الكريمة؛ لذلك قال عنها في آية أخرى: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا..) (فصلت: 10) أي: في الجبال.

وسبق أنْ بيَّنا أن الجبال هي مصادر القوت ومخازنه في الأرض، ذلك لأنها مصدر التربة الغنية الخِصْبة التي تنساب مع ماء المطر، وتنتشر في أنحاء الأرض فتزيد من خصوبتها: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) (الحجر: 21).

فأجناس الخلق كلها فيها آيات، فالجماد انظر مثلاً إلى الجبال وما فيها من خيرات وألوان شتَّى فيها الرخام والجرانيت والمرمر وغيرها، والنبات ويمثل المصدر الأساسي للقوت، انظر مثلاً إلى النخلة العربية وقارنها بالنخلة الأفرنجي، فالنخلة عندنا مصدرٌ للقوت وننتفع بكل شيء فيها بحيث لا يُرمى منها شيء أبداً.

لذلك تجد لها درجاً يمكنك من الصعود عليها لتقليم جريدها أو جمع ثمارها، أما النخلة الأفرنجي فهي للزينة، لذلك تجدها ملساء يصعب الصعود عليها، هذا من حكمة الخلق ودقته، فتبارك الله أحسن الخالقين.

تأمل جريدة النخيل تجدها عريضة من أصلها ونحيفة رفيعة من طرفها، والورق فيها على عكس ذلك فهو مسطَّح منبسط من أعلى، ثم يأخذ (ينبرم) إلى أنْ يصيرَ شوكاً عند أصل الجريدة، القريب من الثمر، وذلك لأن هذه الأشواك تحمي الثمار من الفئران، ثم تأمل أن هذه الأشواك تنتهي عند أصل الجريدة، ولا تمتد إلى الشماريخ التي تحمل الثمار.

ثم تأمل الساق فهي في النخلة طويلة مستقيمة على خلاف الأشجار الأخرى تجدها قصيرة ومتفرعة، لأن الثمار عليها صغيرة يسهل حملُها على الفروع، أما ثمرة البطيخ مثلاً فهي على ساق رفيع لولبيٍّ يتمدد على الأرض، لأن الثمرة ثقيلة.

إذن: المسألة قدرة ليست (ميكانيكا)، وفي الأكل تأكل مثلاً قشرة المشمش وتترك اللبّ بعكس اللوز فتأكل اللب وتترك القشرة، هذه طلاقة قدرة وحكمة عالية للخالق عز وجل، ثمرة التين تأكلها كلها فليس لها قشرة، أما البرتقال أو اليوسفي فله قشرة، ثم تأمل اختلاف الألوان والطعوم في النباتات وهي تُسقى بماء واحد.

وقُلْ: سبحان الخالق.

تأمل الأشجار تجد منها أشجاراً خضراء ليس لها ثمار وتظن أنها لا فائدة منها، لكن لا بدَّ أن يكون لها فائدة إما لك وإما لغيرك من المخلوقات، ويكفي أنها زينة وجمال ومصدر للأكسوجين وربما كانت لها فوائد أنت لا تعرفها، تجد مثلاً من هذه الأشجار لها أزهار مختلفة الأشكال والألوان والروائح.

وهذا عالم آخر من الإبداع الجمالي في الطبيعة، ولهذه الألوان والروائح المختلفة حكمة لأنها تجذب الفراشات والحشرات التي تقوم بعملية التلقيح للمزروعات، ولكل فراشة أو حشرة مزاج في اللون وفي الرائحة.

لذلك لما انتشرت المبيدات الحشرية قلَّتْ هذه الظاهرة ولم نعُد نرى الأزهار في الحقول.

لماذا؟

لأن المبيدات قتلتْ الفراشات التي تقوم بمهمة التلقيح.

وحين تتأمل عملية التلقيح ذاتها تجد فيها آية من آيات الخَلْق وبديع صُنْع الله تعالى، فمن المزروعات ما نعرف كيفية تلقيحه كالنخيل مثلاً، ونعرف أن منه الذكر ومنه الأنثى، وهذا واضح في شكل الشجرة لكن شجرة المانجو مثلاً لا نعرف كيف تتم فيها عملية التلقيح؟

وحين ترى كل هذا الجمال في الخَلْق، عليك أنْ تذكر الخالق وتقول: تبارك الله أحسن الخالقين.

وأجمل من الحُسْن مَنْ خلق الحُسْن.

وكلمة (جَمِيعاً مِّنْهُ..) (الجاثية: 13) كلمة جميع من كلمات التوكيد، فهي تعني كل ما في السماوات وما في الأرض من الله بلا استثناء، فكل صغيرة وكل كبيرة من الذرَّة إلى المجرَّة من فضل الله، ما تعرفه وما لم يُحط به علمك.

وكلمة (مِنْهُ) قرأها بعضهم (منة) والمعنى لم يبعد عن المراد فهي من الله، وهي منة من الله.

وأنتم تعرفون أن القرآن أول ما جُمع جُمعَ بدون نقاط وبدون تشكيل اعتماداً على المَلَكة العربية في فهم المعاني واستنباطها، ويُروى أن حماداً الراوية كان لا يحفظ القرآن، فلما جاءوا له بالمصحف قرأ: (عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ..) (الأعراف: 156) وبالسين يظل المعنى صحيحاً، لكن لفظ القرآن (أشاء).

وقرأ: صنعة الله ومن أحسن من الله صنعة.

فنطق الغين عيناً وهي نفس المعنى.

إذن: عطاء القرآن عطاء ممتد، ويستطيع المتذوّق للعربية أنْ يصلَ إلى معانيه وحكمه.

لكن لما فسدتْ الملَكات اضطروا للنَّقْط والتشكيل ليتضح المعنى، مع أنهم كانوا زمان يعتبرون تشكيلَ الكتاب سُوءَ ظنٍّ بالمكتوب له، لأن في ذلك اتهاماً له بعدم الفهم.

ثم يقول سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ..) (الجاثية: 13) أي: في هذه المخلوقات المسخّرة لكم (لأيَٰتٍ..) (الجاثية: 13) عجائب ودلائل (لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية: 13).

إذن: هذه دعوة للإيمان، فالحق سبحانه يعرض علينا صنعته وإبداعه في الكون، ويدعونا أنْ نتأمل فيه، وأنْ نُعملَ فيه عقولنا، والصانع لا يفعل هذا بصنعته إلا إذا كان واثقاً من جودتها.

قلنا: لو أنك ذهبتَ إلى بائع القماش تشتري منه مثلاً بدلة صوف فتراه يعرض عليك أثوابَ القماش، ويُبيِّن لك جودتها، ثم يأخذ منها (فتلة) ويشعل فيها النار أمامك ليظهر لك حقيقة هذه الجودة، وهو لا يفعل ذلك إلا لثقته في بضاعته.

أما الآخر صاحب البضاعة الفاسدة المغشوشة (فيُدوّك) عليك ويُوهمك بالكلام والتدليس والزور، ولا يجرؤ أنْ يبينَ لك حقيقة ما عنده.

إذن: حينما يخاطبك ربك: اعقل، تدبَّر، تذكَّر، فهذا يعني أنك لو أعملتَ الفكر في هذه الآية لأوصلتْكَ إلى الحق وإلى مراده منك، لذلك يحذر الحق عباده من الإعراض عن الآيات: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف: 105).

ثم يقول الحق سبحانه: (قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ...).



سورة الجاثية الآيات من 11-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 11-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 11-15   سورة الجاثية الآيات من 11-15 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:16 am

قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كلمة (قُلْ) دلَّتْ على دقَّة رسول الله في البلاغ عن الله، وأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يأتي بشيء من عند نفسه ولا يبلغ كلام الله بالمعنى إنما بالحرف، وإلا فقد كان بإمكانه في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص: 1) أنْ يقول للناس: الله أحد.

وأنت مثلاً حين ترسل ولدك إلى عمه وتقول له: قُلْ لعمِّك: أبي يريدك، فالولد يذهب ويقول لعمه: أبي يريدك، فالمعنى وصل بهذا اللفظ وتم التعبير عنه بدون قُلْ.أما رسول الله فينطق بما نطق الله به، ولا يتدخل في نصِّ ما أُلقي إليه، كأنه يقول لنا: هذا الكلام ليس من عندي إنما هو كلام الله يبلغه كما سمعه.

والعجيب أنْ نسمع مَنْ ينادي بحذف هذه الكلمة من المصحف ويدَّعي أنها لا تضيف شيئاً للمعنى: ونقول له: يكفي أن الله نطق بها ونطق بها رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم إن لها مهمةً كما بيَّنا.

(قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ..) (الجاثية: 14) أي: يصفحوا ويتجاوزوا ولا يؤاخذوهم على التفاهات ما دام أنها لا تتجاوز القول إلى الفعل.

(لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ..) (الجاثية: 14) أي: الذين لا يخافون أيام الله ولا يعتبرون بها ولا يعملون لها حساباً، والرجاء نوع من الطلب، وفيه معنى تمنٍّ والطمع في حصول ما ترجوه، فالرجاء طلب الشيء المتوقَّع الحدوث.

والممكن على خلاف التمنِّي، وهو طلب المحال البعيد المنال.

كما قال الشاعر:
أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً فَأُخبرُه بمَا فَعَلَ المشيبُ

أما الرجاء فهو مظنة أنْ يتحقق، تقول: أرجو أنْ أُوفق أو أسافر.

ومعنى (أَيَّامَ ٱللَّهِ..) (الجاثية: 14) كما نقول مثلاً أيام العرب يعني: وقائعهم والأحداث الكبار التي مرَّتْ بهم، فأيام الله يعني وقائعه بأعدائه، فأيام الله على المؤمنين نَصْره لهم وعلى الكافرين هزيمتهم، فهم لا يقفون عند هذه الأحداث ولا يتأملونها ولا يأخذون منها عبرةً ويمرُّون عليها مَرَّ الكرام أو مرورَ الغافل عن حكم الأشياء، وهؤلاء هم المنافقون.

ولهذه الآية قصة، ففي غزوة بني المصطلق كان هناك بئر يشربون منه اسمه المريسيع، وعلى هذا البئر اجتمع غلامٌ لعمر بن الخطاب وغلام لعبد الله بن أُبيٍّ رأس المنافقين، فغلام عمر منع الآخر، وقال: لا حتى أسقي لرسول الله أولاً، فقال الآخر: أفرغتَ؟قال: لا.

لا يزال دَلْو أبي بكر، ثم دَلْو عمر، قال: هذا لعلمه أنه منافق.

فأبطأ العبد على عبد الله بن أُبيٍّ فقال: ما أبطأك؟

قال: مولىً لعمر بن الخطاب فعل كذا وكذا، فهزّ رأسه هزَّة المنافق وقال: إنّا وإياهم كما قال القائل: سَمِّنْ كلبك يأكلك، قال هذه الكلمة ليشفى بها ما في صدره، ووصلتْ هذه الكلمة إلى عمر فأخذ سيفه وأراد أنْ يقتله فأنزل الله هذه الآية: (قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ..) (الجاثية: 14).

نعم يغفرون لهم ويتجاوزون عن هذه الهفوات لأنها في حَيِّز القول ولم تصل إلى مستوى الأفعال، فإذا وصلتْ إلى الفعل كان لها شأنٌ آخر كما حدث في مسألة المرأة المسلمة في بني قَيْنقاع لما رفع واحد منهم ذيْلَ ثوبها إلى أعلى، فلما قامت انكشفتْ عورتها فكان لا بدَّ من قول يؤدبهم.

أما الكلام فلا بأسَ من التسامح فيه مع هؤلاء المنافقين، وحسبك في المنافق أنه يذل نفسه بالنفاق لأنه يفعل ما لا يعتقده ولا يؤمن به.

ثم إن النفاق في حَدِّ ذاته دليلٌ على قوة الإيمان، حيث أصبح الإيمان قوةً تُنافَق، وهذه من عزة الإيمان وذلة النفاق.

ولذلك حكى القرآن قولهم: (لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ..) (المنافقون: فصدَّق الله على قولهم أنْ يُخرج الأعز الأذل، لكن مَن الأعز ومَن الأذل؟

فقال سبحانه: (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ..) (المنافقون: 8).

يكفي أن هؤلاء المنافقين كانوا يقفون في الصلاة في الصف الأول ليَستروا بذلك نفاقهم، ففي داخلهم تناقض وتردد، وهذه ذلة أمام أنفسهم أولاً.

ورُوي أن فنحاص اليهودي لما نزل قوله تعالى: (مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً..) (البقرة: 245) ضحك وقال: افتقر رب محمد ويطلب منا السلف، وهي كلمة شفى بها ما في صدره من غِلٍّ، ومع ذلك كانوا في كل معركة وفي كل صلاة في الصف الأول.

فالحق سبحانه وتعالى حين أمر المؤمنين أنْ يغفروا لهؤلاء المنافقين إنما ليُذلَّ المنافق أمام نفسه، لذلك أثار المستشرقون ضجة حول قوله تعالى: (إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ..) (المنافقون: 1) فكيف يقول بعدها: (وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون: 1).

ذلك لأن هناك فرقاً بين القول ومقول القول، فهم صادقون في مقول القول، وهو: (إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ..) (المنافقون: 1) لكنهم كاذبون في القول لأنهم منافقون.

فالحق سبحانه لم يُكذِّبهم في إنك رسول الله.

إنما كذَّبهم في قولهم: (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ..) (المنافقون: 1) لأن الشهادة تعني موافقة القلب للسان، والمنافق قلبه في وَادٍ ولسانه في وادٍ آخر.

إذن: معنى (أَيَّامَ ٱللَّهِ..) (الجاثية: 14) الأحداث المشهورة مثل يوم بدر وأُحُد والحديبية، وهذه الأيام فيها نصْر للمسلمين يُفرحهم ويُثلج صدورهم، وفيها هزيمة للكافرين تحزنهم وتكدر حياتهم، ومثلها الوقائع التي حدثت في الأمم المكذِّبة للرسل.

وهؤلاء المنافقون لا يخافون هذه الوقائع بمعنى لا يعتبرون بها، لذلك لم تصرفهم عن اللدد والجدال والعناد، وهذه المسألة شرحها الحق سبحانه في قوله: (فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا..) (العنكبوت: 40).

وقوله سبحانه: (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الجاثية: 14) فكأن الحق سبحانه يقول لنبيه: اتركهم لي.

إذن: الأمر بالمغفرة لهؤلاء ليس إكراماً لهم ولا رحمةً بهم إنما ليُوقع بهم عذاباً أكبر وأشدّ، وليتولى الحق سبحانه تأديبهم بقوته سبحانه إذن: خلوا ساحتهم لانتقام الله منهم، لأنهم في واقع الأمر لا يقفون ضدكم، إنما يقفون ضد الحق سبحانه ثم إن المغفرة لها أصولٌ ولها حدودٌ، فأنت تغفر لمن أساء وتغفر وتغفر، ولا تجد في المقابل إلا اللدد والجحود، وعندها لا بدَّ أنْ تتحول من الحلم إلى الجهل فهو أنفع وأنسب في هذا الموقف.

وقد فطن الشاعر العربي إلى هذا المعنى، فقال:
مِنَ الحِلْم أنْ تستعملَ الجَهْل دُونَهُ إذَا اتسَعتْ في الحِلْم طُرْقُ المظالم

وقال الآخر:
صَفَحْنا عَنْ بَني ذُهْلٍ وقُلْنَا القَوْمُ إخْوانُ
عَسَى الأيامُ أنْ يرجعْنَ قوْماً كالذي كَانُوا
فلمّا صرّح الشرّ وَأَمْسَى وهْوَ عرْيانُ
مشيْنا مِشْيةَ الليْثِ غَدَا وَالليْثُ غضبانُ
بضربٍ فيه تَوْهِينٌ وإضعافٌ وإقرانُ
وطعْنٍ كفم الزِّقِّ غَدَا والزِّقُّ مَلآنُ
وبعْضُ الحِلْم عِنْدَ الجَهْل لِلذلَّة إذْعَانُ
وفي الشرِّ نجاةٌ حينَ لا يُنجيكَ إحسَانُ

وقوله تعالى: (بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الجاثية: 14) سبق أنْ أوضحنا أن كسب تُقال في الخير واكتسب للشر، لأن فيها افتعالاً، فالخير يأتي من فاعله طبيعياً لا تكلّف فيه والكسب في اللغة هو الزيادة في ثمن البيع عن ثمن الشراء، وهذا أمر محمود.

لكن قد يتعود المرء المعصية ويألفها، ولا يأنف من ارتكابها، وربما تباهي بها فتصير في حقه كسباً فيفعل المعصية كما تفعل أنت الطاعة، يعني لا يندم على فعلها ولا تُؤنبه نفسه عليها، فكأن هؤلاء يعتبرون المعصية كسباً يفرحون به، لذلك قال: (بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الجاثية: 14) ولم يقُل: يكتسبون.

إذن: أمر الحق سبحانه المؤمنين أنْ يغفروا الزَلَّة الخفيفة دفعاً بالتي هي أحسن لعل المقابل يرتدع، قال تعالى: (ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت: 34).

فالشارع الحكيم يحرص كل الحرص على الإبقاء على الروابط بين الناس، حتى في أعنف معارك العداوة وهي القتل تراه يبيح القصاص: (وَلَكُمْ فِي ٱلْقِصَاصِ حَيَٰوةٌ يٰأُولِي ٱلأَلْبَابِ..) (البقرة: 179).

وفي ذات الوقت يدعو إلى العفو: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ..) (البقرة: 178) تأمل كلمة (أخيه) هنا، فرغم العداوة هم إخوة: (فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ..) (البقرة: 178).

وكثيراً ما نسمع مَنْ يقول: دفعتُ بالتي هي أحسن ولم أجد النتيجة التي أخبر الله بها، نقول له: أنت في الواقع لم تدفع بالتي هي أحسن لأنك لو فعلتَ لوجدتَ الجواب كما أخبر الله، لكنك تخيلت أنك دفعتَ بالتي هي أحسن وجعلتها تجربة مع الله، والتجربة مع الله شكّ.

ثم يرتقي الحق سبحانه بالنفس الإنسانية إلى مرتبة أعلى من الغفر، لأنك قد تغفر لمن أساء إليك، لكن يبقى في نفسك منه شيء فيدعوك إلى أنْ تتخلص من آثار الإساءة ثم ينقلك إلى مرتبة أعلى، وهي أنْ تحسن لمن أساء إليك: (وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 134).

وقد سُئل الحسن البصري فقال: لأن الذي يسيئ إليك يجعل ربك في جانبك، والذي يجعل ربي في جانبي يستحق أنْ يُكافأ، ثم هو بعد ذلك نقل إليَّ حسناته.

لذلك الرجل الصوفي لمَّا بلغه أن رجلاً سبّه في مجلس أرسل إليه هدية طبقاً من الرطب وقال لخادمه: اذهب به إلى فلان وقُل له: سيدي يُهديك هذا لأنك أهديتَ إليه حسناته بالأمس.

ونحن نرى في واقع حياتنا العملية حينما يضرب أحدُ الأولاد أخاه تجد الوالد يعطف على المضروب و (يطبطب) عليه وينهر الضارب ويُؤنِّبه، فكأن الضرب جاء في مصلحة المضروب.

إذن: الحق سبحانه يريد أنْ يُحنِّن الخلق بعضهم على بعض، ومعنى ذلك أن الحياة تُبنى على المودة والمحبة لا على البغضاء والشحناء، تُبنى على التساند ولا على التعاند.

لذلك العلماء لما عالجوا هذه المسألة جعلوا المصيبة التي تصيب المرء على قسمين: مصيبة تصيبك ولك فيها خصمٌ، ومصيبة ليس لك فيها خصم، الأولى يتسبّب فيها شخص فتأخذه خصماً لك، وهذه تكون أشد على النفس لأنها تدعوك إلى الانتقام.

والأخرى هي التي تكون من الله لا دخلَ لإنسان فيها، وهذه أهون وأخفّ على النفس حيث لا خصم فيها، فالخصم من شأنه أنْ يحرِّك في نفسك نوازع الانتقام كلما رأيته.

لذلك جاء في وصية لقمان لولده: (وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ) (لقمان: 17) والمراد هنا المصيبة تصيبك من الله، لذلك لم يأت أمر بالمغفرة والتسامح، وحينما يتكلم عن المصيبة تصيبك من البشر يقول: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ..) (الشورى: 43) أي: غفر للخصم.

(إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ) (الشورى: 43) فزاد هنا التأكيد باللام في: (لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ) (الشورى: 43) لأن الصبر في هذه الحالة أشقّ، ويحتاج إلى مجهود ومجاهدة أكثر من الأولى.

وقوله تعالى في آخر الآية: (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الجاثية: 14) دلَّ على عدالة الجزاء، وأنه من جنس العمل، وقد أوضح الحق سبحانه هذه المسألة في الآية بعدها: (مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ...).



سورة الجاثية الآيات من 11-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الجاثية الآيات من 11-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الجاثية الآيات من 11-15   سورة الجاثية الآيات من 11-15 Emptyالسبت 05 فبراير 2022, 12:18 am

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فتأمَّل (فَلِنَفْسِهِ..) (الجاثية: 15) في العمل الصالح وعليها في الإساءة: (ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (الجاثية: 15) فكأن الجزاء السابق له وعليه قبل الرجوع إلى الله في الآخرة.

نعم هذا في الدنيا ليعتدلَ ميزانُ حركة الحياة، لأن الجزاء كله لو أُخِّر إلى الآخرة لاستسهل الناسُ الذنبَ، وهان عليهم الوقوع فيه فاستشرى الباطل وزاد الشر.

لذلك لا بدّ من حدوث شيء من العقاب الدنيوي لتستقيم الأمور؛ لذلك يقول تعالى: (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ..) (الطور: 47).

وقال عن عذاب أهل النار: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ..) (السجدة: 21) يعني: القريب في الدنيا: (دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة: 21) أي: في الآخرة.

وهذا المبدأ واضح في سورة الكهف في قول ذي القرنين: (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً) (الكهف: 87).



سورة الجاثية الآيات من 11-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الجاثية الآيات من 11-15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الجاثية الآيات من 16-20
» سورة الجاثية الآيات من 21-25
» سورة الجاثية الآيات من 26-30
» سورة الجاثية الآيات من 01-05
» سورة الجاثية الآيات من 31-35

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الجاثية-
انتقل الى: