منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الزمر الآيات من 50-55

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 50-55 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الزمر الآيات من 50-55   سورة الزمر الآيات من 50-55 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:06 pm

فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا) (الزمر: 51) أي: السابقون الذين قالوا هذه الكلمة من قبل، أصابهم ونزل بهم ما كسبوا من السيئات، يعني: هم فعلوه بأنفسهم، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ) (الزمر: 51) أي: المعاصرين (سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) (الزمر: 51).

والمعجز هو الذي يعمل عملاً يتحداك به، وتعجز أنت عن الإتيان بمثله؛ لذلك نسمي آية صدق الرسل في البلاغ عن الله معجزةً، لأنها أعجزتْ المكابر المكذِّب، أما الذي آمن بمجرد البلاغ وصدَّق به فلا يحتاج إلى معجزة، والمعجزة يُشترط لها أن تكون مقرونة بالتحدي..  

لماذا؟

قالوا: لأنك حين تتحدَّاه وتخبره أنك ستعمل عملاً لا يقدر هو عليه فإنك بذلك تشحن مواهبه ليستعدَّ للمواجهة، وعندها تستطيع أن تقيم عليه الحجة، أما إنْ فاجأته بالتحدي فله أنْ يقول لك: والله لو فكرت في المسألة، أو لو كانت في بالي لفعلتُ.

إذن: معجز يعني يصيب الغير بالعجز عن مجاراته.

وقلنا في المعجزة: إنها ينبغي أن تكون من جنس ما نبغ فيه القومُ، ومناسبة للعصر الذي نتحدى فيه، لأنك لو تحديتَ قوماً بشيء لا علمَ لهم به ولا دُرْبة لكان لهم أنْ يقولوا: لو كنا نعلم هذا لفعلناه، وإلا لما كان للتحدي موضع.

وقد أعطانا القرآن الكريم نموذجاً للتحدي حينما تحدّى العرب وهم أهْلُ اللغة وأرباب الفصاحة والبيان، تحدَّاهم أنْ يأتوا بمثل هذا القرآن، وحين نتأمل هذا التحدي نجده يتدرج تنازلياً، وكلما تنازل في تحدّيه يعلو في إعجازه، لأنه لأول ما تحدَّاهم تحدَّاهم بمثل هذا القرآن، ثم بعشر سور، ثم بسورة واحدة من مثله.

ليس هذا وفقط، إنما يُخرِج التحدي من الإنس إلى الجن؛ لأن العرب وإنْ كانوا أمة كلام وفصاحة إلا أنهم نسبوا للجن قدرةً أعلى على الفصاحة والبلاغة، بدليل أنهم إذا نبغ منهم شاعر وأجاد قالوا: إن الجن يُوحى إليه بهذه المعاني، واعتقدوا أن هذا الجن يسكن وادي عبقر كما يقولون.

لذلك أخرج القرآن التحدِّي من دائرة الإنس إلى دائرة الجن، فقال سبحانه: (قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء: 88) أي: معيناً ومساعداً.

لذلك كانت معجزة سيدنا موسى عليه السلام نوعاً من السحر، لأن قومه نبغوا فيه، وكانت معجزة سيدنا عيسى أنْ يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، لأن قومه نبغوا في الطب.

وكلمة (وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) (الزمر: 51) أي: في الهرب والإفلات من العقوبة، لأنهم فعلوا أشياء تستحق العقوبة، فإذا أخذناهم للعقاب فلن يُعجزونا.

يعني: لن يفلتوا منا؛ لأن المسألة بالنسبة لنا قد يكون غريمك في يدك وفي نفس مكانك، وقد يهرب منك إلى مكان آخر، لكن بالنسبة للحق سبحانه فهو في كل مكان، وإلا فدلَّني على مكان ليس فيه الله سبحانه و تعالى، إذن: كيف الهرب؟

وإلى أين؟! فإنْ تواجدتم معه فلن يعجز عنكم، وإنْ هربتم فلن يعجز عن الإتيان بكم.



سورة الزمر الآيات من 50-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 50-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 50-55   سورة الزمر الآيات من 50-55 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:07 pm

أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

لأن قارون اغترَّ بماله وجاهه، وما كان فيه من غنى وزَهْوة في قومه، حتى قال: (قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ) (القصص: 78) فأراد الحق سبحانه أنْ يُصحح له المسألة ولمَنْ كان على شاكلته، فقال سبحانه: (أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ) (الزمر: 52) يبسط يعني: يُوسِّع على مَنْ يشاء، ويقدر يعني: يُضيق على مَنْ يشاء ويقبض، وكما نقول: يعطي مَنْ لا حيلَةَ له ليتعجب مَنْ له حيلة.

إذن: المسألة في الرزق والعطاء ليست شطارة ومهارة في تناول الأشياء، إنما هي قدر قدَّره الرازق سبحانه وقد ورد في الحديث القدسي قوله تعالى: "يا ابن آدم.. خلقتُك للعبادة فلا تلعب، وقسمتُ لك رِزقك فلا تتعب، فإنْ أنت رضيتَ بما قسمتُه لك أرحتُ قلبك وبدنك وكنتَ عندي محموداً، وإنْ لم ترْضَ بما قسمتُه لك فوعزّتي وجلالي لأُسلِطنَّ عليك الدنيا تركض فيها ركْضَ الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمتُه لك وكنتَ عندي مذموماً".

فالرزق قسمه الرازق سبحانه، ولا يُشترط له مهارة ولا رجاحة عقل وحُسْن تفكير.

لذلك قال أبو العتاهية:
يُرزَقُ الأحْمَقُ رزْقاً واسعاً وَتَرى ذَا اللُّبِّ محرُوماً نَكِد

والحق سبحانه و تعالى يرزق الإنسان من حيث لا يحتسب، لذلك يُحكى أن رجلاً راعياً وهو يسير في الطريق إذ عثرتَ رِجْله بحجر، فوجد عنده بئراً فجعل يتحسَّس ما في البئر، فوجد شيئاً له صوت (شخشخة) كصوت الذهب والفضة، فبحث عنه فوجدها غرارة مملوءة بالذهب والفضة فأخذ منها ما يملأ جيوبه وما يستطيع حمله، وترك الباقي في مكان يعلمه ليعود إليه حين الحاجة.

وبعد فترة نفد ما معه من المال، فجاء إلى نفس المكان ليأخذ من هذا المال فوجد شخصاً آخر قد سبقه إليه وأخذ ما تبقّى منه، فلما رآه يحمله على ظهره نظر إليه.

فقال الرجل: رزقني الله ما ظننته أنه لك، لكن هو لي.

لكن نلحظ في مسألة الرزق أن الناس يُخطئون حين يظنون ويُحجِّمون الرزق في المال وحده، فالرزق عندهم هو الغِنَى وكثرة المال، لكن الصواب أن نقول: الرزق هو كل شيء يُنتفع به وتستفيد منه، وعليه فالعلم رزق، والحلم رزق، والأمانة رزق، والصحة رزق.. إلخ.

لذلك ينبغي على الغني الذي رُزِق المال الوفير أنْ يسأل نفسه حين يرى فقيراً: يا ترَى ما رزق هذا الفقير؟

وبم تميَّز عني؟

ربما كان رزقه في عقله أو في أدبه أو في حلمه أو في سمعته الطيبة بين الناس أو في عافيته.

وسبق أنْ قلنا: إن مجموع المواهب عند أيِّ إنسان تساوي مجموع المواهب عند الآخر، فهذا عنده المال بنسبة عشرة على عشرة، لكنه حُرِم نعمة الولد بنسبة صفر على عشرة وهكذا؛ لأن الخَلْق جميعاً عيال الله، ولا يوجد منهم مَنْ هو ابن الله أو بينه وبين الله نسب.

إذن: علام يوجد التمييز بين واحد وآخر؟

نقول: الرزق يحتاج إلى جهات متعددة؛ لذلك يوزع الرازق سبحانه الأسباب فلا تستقيم الحياة إنْ كان الناس جميعاً أغنياء، أو كان الناسُ جميعاً عقلاء أو علماء؛ لأن العقل الواحد مثلاً يحتاج إلى أكثر من جارحة من الجوارح تخدم تفكيره، فالمهندس مثلاً حين يرسم تصميماً لعمارة سكنية، هو مهندس واحد لكن يحتاج إلى كم عامل لتنفيذ هذا العمل، ولخدمة هذه الفكرة الهندسية، فالعامل البسيط الذي يحفر الأرض لوضْع الأساس عنده من المواهب ما ليس عند المهندس، وهكذا تُوزَّع المواهب وتُوزَّع الأرزاق.

والرزق قد يكون بزيادة الدخل، وقد يكون سلباً بنقص المنصرف، فنجد مثلاً رجلاً راتبه الشهري مائة جنيه ويتعجب الناس كيف يعيش بهذا المبلغ، ونسوا أن المهم في الرزق أن يكون من الحلال، فالله يبارك في القليل منه، حتى يحلّ محل الكثير، فتجد هذا الرجل مثلاً إذا مرض ولده يكفيه قرص أسبرين والأم تعد له كوب شاي ويُشفى الولد بإذن الله.

بينما نجد آخر يحصل على أضعاف هذا المبلغ، لكنه لا يتحرَّى الحلال في كسبه، فإذا مرض ولده ذهب به إلى الطبيب، وأجرى التحاليل وأوهم نفسه أن المرض خطير، حتى يصرف على الولد مبالغ كبيرة.

لذلك ورد في الحديث الشريف: "مَنْ أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر".

إذن: رزق الإيجاب أنْ يزيد المورد، ورزق السلب أنْ يقلَّ المنصرف، لذلك نلحظ مثلاً موظفاً من أصحاب الرواتب العالية وزميله له راتب متواضع يذهبان إلى السوق، الأول يشتري الرومي أو السمك الكيلو بعشرة جنيهات، أما الآخر فيشتري السمك العادي الكيلو مثلا بأربعة جنيهات، ذهب كل منهما إلى بيته وأكل كل منهما سمكاً، لكن الأول صرف أضعاف أضعاف الآخر، وربما النتيجة واحدة، وكل منهما راضٍ بما أخذ وبما أكل، هذا نسميه رزق السلب.

والمؤمن ينبغي له دائماً أنْ يضع مسألة الاقتصاد في النفقات في باله، وأنْ يعلم أن رزق السلب أوسع من رزق الإيجاب، لأن رزق السلب منع ألماً، أمَّا رزق الإيجاب فقد يأتي بالألم.

وقوله سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الزمر: 52) أي: يؤمنون بالرازق الذي سمَّى نفسه الباسط، وسمى نفسه القابض، وما دام الحق سبحانه سمَّى نفسه الباسط وسمى نفسه القابض فلا بدَّ أنْ يكون لكل صفة متعلق، ولا بدَّ أنْ يوجد في الخَلْق مَنْ يبسط الله له الرزقَ، ومَنْ يقبض عنه ويُضيِّق عليه، وهذا وذاك بحكمته تعالى وقدره سبحانه فمَنْ وسَّع الله له رزقه، وبسط له عليه أنْ يشكر، ومن قُدِر عليه رزقه وضُيِّق عليه يجب أن يصبر وأنْ يرضى، وأنْ يسير في حركة حياته على قدر رزقه، ولا يفتح على نفسه أبواب المسألة، فمَنْ رضي بقدره أعطاه الله على قدره سبحانه؛ لذلك تجد عظماء العالم وأصحاب الكلمة والصِّيت لو نظرت إليهم في أوليات حياتهم لوجدتهم رَضُوا بقدر الله فيهم وعاشوا في مستوى دخولهم، فتحقق فيهم قوله: "مَنْ رضي بقَدَري أعطيته على قَدْري".

ثم يقول الحق سبحانه: (قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ...).



سورة الزمر الآيات من 50-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 50-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 50-55   سورة الزمر الآيات من 50-55 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:08 pm

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الإسراف هو تجاوز الحدّ، نقول: فلان مسرف يعني: يتجاوز الحدَّ في الإنفاق بما لا يتناسب مع دخله، وهؤلاء أسرفوا على أنفسهم ولم يقل: أسرفوا لأنفسهم.

إنما أسرفوا عليها.

مما يدلّ على أن هذا الإسراف يجر عليهم الوبال، فهو إسراف في المعاصي والذنوب والعياذ بالله.

قلنا: الإسراف تجاوز الحدّ، الحد إنْ كان بعد أمر فلا تتجاوزه، وإنْ كان بعد نهي فقال لا تقربه مجرد القرب منه؛ لذلك يقول تعالى في الأوامر: (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) (البقرة: 229) يعني: قفْ عندها.

أما في النواهي فيقول سبحانه: (تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) (البقرة: 187) لأن قربك من الشيء يغريك به.

وكما ورد في الحديث الشريف: "مَنْ حام حول الحِمَى يوشك أنْ يُواقعه".

لذلك حينما نهى الحق سبحانه سيدنا آدم عن الأكل من الشجرة لم يقل له: لا تأكل منها، إنما قال سبحانه: (وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ) (الأعراف: 19).

لذلك تجد أن لفظ الاجتناب أقوى من لفظ التحريم وأشدّ، وعجيبٌ أنْ نسمع من الذين يسرفون على أنفسهم يقولون: لم يردْ لفظ يحرم الخمر في كتاب الله، نقول: كيف وقد ورد ما هو أشدّ من التحريم وهو الاجتناب في قوله سبحانه: (إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ) (المائدة: 91).

لأن معنى (فَاجْتَنِبُوهُ) يعني: ابتعدوا عنها بالكلية فجانبوا مجلسها، وجانبوا شاربها، وجانبوا بائعها، وجانبوا ناقلها.. إلخ فهذا أبلغ في التحريم من قولنا لا تشرب الخمر، بدليل أن القرآن استخدم لفظ الاجتناب في قمة الإيمان العقدي، فقال سبحانه: (فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ) (الحج: 30).

فإذا تناولنا الإسراف في الإنفاق نجد أن الحق سبحانه و تعالى يريد أن تسير حركة الحياة في المجتمع الإيماني حركة متوازنة متساوية تتوسط في الأمور، بمعنى أنك تعرف دخلك ورزقك الذي يسوقه الله إليك، والله لا يريد منك أن تقبض هذا الرزق وتمسكه فلا تنفق منه، ولا يريد منك أن تنفقه كله أو تسرف فيه بل يريد الوسطية، كما بيَّن سبحانه: (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان: 67) فالإسراف والتقتير كلاهما مذموم منهيٌّ عنه، فمَن اتخذ سبيلاً غير سبيل الوسط أضرَّ بنفسه وبالمجتمع، لأنه إنْ أمسك المال قلَّتْ قوة الشراء وقوة البيع في الأسواق، ويترتب على ذلك ركود في الحركة التجارية والصناعية وبوار للسلع وكساد في السوق.

وإنْ أسرف وبذَّر فأنفق كل دَخْله لم يجد شيئاً يدخره لينمي به حياته ويُحسِّن من مستواه ويرتقي بحياته، وعندها يلوم نفسه لأنه يرى غيره يرتقي ويُرفّه حياته وهو لا يستطيع.

وهذا المعنى أوضحه الحق سبحانه في قوله تعالى: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً) (الإسراء: 29).

والمعنى: ملوماً حين تمسك وتضنّ، محسوراً حين تسرف وتبذر، لأنه سيجد أهل الوسطية يعيشون عيشة السعداء، لا لومَ ولا حسرة.

والعاقل هو الذي يُخضِع مصرفه لدخله، لا أنْ يُخضع دخله لمصرفه، لأنك حين تخضع دخلك لمصرفك فلابدَّ أنْ تمتدَّ يدك للاقتراض من الناس، وهذا سيتعبك ويشقّ عليك، وسوف تُعييك الحيل، ويقبض الناس عنك نفوسهم، وتهون في أعينهم حتى تعيشَ بسبب ذلك في كرب.

إذن: نقول: الإسراف تجاوز الحدّ فيما يعود عليك بالشر والضرر، لذلك قال تعالى: (أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ) (الزمر: 53) أما الإسراف الذي يعود عليك بالخير فهو إسراف لك لا عليك كالذي يدفع زكاة ماله عشرة بالمائة بدلاً من 2.5 بالمائة، لأنه أيقن أن هذا هو الباقي له والمدَّخر عند الله، فواحد يعمل لأمر دنياه فحسب، وواحد يعمل للدنيا وللآخرة.

لذلك لما سُئِل الإمام علي -رضي الله عنه-: يا إمام أريد أنْ أعرف أنا من أهل الدنيا، أم من أهل الآخرة؟

قال: ليس عندي جواب هذا السؤال، إنما جوابه عندك أنت، قال: كيف؟

قال: إذا دخل عليك اثنان: واحد بهدية، والآخر يريد صدقة أو معونة، فانظر إلى أيِّهما تبشّ، وبأيهما ترحب، فإنْ رحبتَ بصاحب الهدية فأنت من أهل الدنيا، لأنك تحب مَنْ يعمر لك دنياك، وإن كانت الأخرى فأنت من أهل الآخرة، لأنك تحب مَنْ يعمر لك آخرتك.

وتعرفون قصة الشاة التي أهديتْ لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتصدقت بها السيدة عائشة ولم تبْق منها إلا كتفها، فلما سألها رسول الله: "ماذا صنعتِ بالشاة"؟ قالت: كلها ذهب إلا كتفها - وكان -صلى الله عليه وسلم- يحب من الشاة الكتف - فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بل بقيت كلها إلا كتفها".

إذن: الباقي هو ما تصدَّقنا به، والذاهب ما أكلناه، ويؤيد هذا الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: "يا ابن آدم، ليس لك من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبستَ فأبليتَ، أو تصدقتَ فأبقيتَ".

ثم يفتح الحق سبحانه طاقةَ الأمل لمنْ أسرف على نفسه، فيقول لهم: (لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّه) (الزمر: 53) القنوط هو اليأس من رحمة الله، لكن لماذا نيأس من رحمة الله؟

قالوا: لأنهم أسرفوا على أنفسهم وبالغوا في المعصية وتمادَوْا فيها، وحين يعود المسرف ويرجع يلوم نفسه ويؤنبها وتعظم ذنوبه في نظره، ولا يرى نفسه أهلاً للمغفرة ولا للرحمة فيداخله اليأس والعياذ بالله.

والمتأمل يجد هذا اللوم للنفس وهذا اليأس من الرحمة هو من جهة أخرى ظاهرة صحية في الإيمان، لأن استعظامَ الذنوب وكوْن المسرف لا يرى نفسه أهْلاً للرحمة، هذا يدل على سلامة إيمانه وعلى خوفه من ربه.

قوله سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53).

قال عنها ابن عباس أنها أرْجَى آية في كتاب الله لأنها تعطي الأمل لكل مذنب مهما كانت ذنوبه.

ولولا أن الله تعالى أعقبها بقوله: (وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ) (الزمر: 54) لأورثتْ الناسَ التهاون وأطمعتهم في رحمة الله طمعاً يُنسيهم عذابه ونقمته، فالمؤمن يتقلًّب في حركة حياته بين الخوف والرجاء، ولا بدَّ له منهما معاً.

نعم ربك غفور رحيم، لكن لا بدَّ لكي تكون موضعاً لهذه الرحمة ومُتعلِّقاً لهذه المغفرة، لابُدَّ أنْ تنيب إلى الله، وأنْ ترجع إليه رجوعاً صادقاً مخلصاً، لأن الذي يذنب ويتوب، ثم يذنب ويتوب كالمستهزئ بربه، نعوذ بالله من هذا.

لما قال ابن عباس عن هذه الآية أنها أرجى آية في كتاب الله قال أحد جلسائه: وأنا أرى أن أرجى آية في كتاب الله هي قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ) (الرعد: 6) وأنا أنتقد العلماء الذين يفسرون: (عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ) (الرعد: 6) بمعنى: مع ظلمهم، وهذا لا يستقيم، ومعنى الآية بحيث نقول عنها أنها أرجى آية في كتاب الله، ونلاحظ هنا أن (مع) حرفان أما (على) فثلاثة حروف، فلا بدّ أن المعنى الذي تؤديه على لا تؤديه مع، لأنه ما دامت هنا مغفرة للذنب، والذنب يتطلب صفة القهار والجبار والمنتقم، لكن مغفرة الله تعلو على الذنب فتمحوه، وهذا المعنى لا تؤديه مع.

وهنا وقفة للمستشرقين الذين يحاولون النَّيْل من أسلوب القرآن، وقد رأوْا تعارضاً بين قوله تعالى هنا: (إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53) وبين قوله سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) (النساء: 48).

ونقول لهؤلاء: جهلكم بلغة القرآن ومعطيات الأسلوب أوقعتكم في هذا الخطأ، لأن الذنب يعني ارتكاب جُرم جرَّمه الله وجعل له عقوبة، والشرك بالله ليس ذنباً بهذا المعنى، لأن الشرك يُخرِج صاحبه من الملة أصلاً، وعليه فليس بين الآيتين تعارض كما تظنون.

قالوا: نزلت هذه الآية: (قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ..) (الزمر: 53) نزلتْ في شأن وحشي قاتل سيدنا حمزة في أُحُد لما أخذت هندٌ كبد سيدنا حمزة ولاكتْها.

ونقول: لقد قُتِل حمزة في أُحُد ولم يُسلم وحشي بعدها، إنما أسلم بعد فترة طويلة، لذلك قال الذين يريدون أنْ يُوفِّقوا بين الأقوال: لعل وحشياً لما قتل حمزة وتذكر مكانته في الإسلام، وأنه أسد الله قنطَ من رحمة الله، وهذا القنوط قد يدعوه إلى المزيد من الشر والفجور، وقابله أحد الصالحين وقال له: لا تقنط من رحمة الله، فقد قال الله تعالى: (قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53).

لما سمع وحشيٌّ هذا الكلام أسلم، فما منعه من الإسلام إلا الخوفُ مما فعل، فإذا كان أمر المغفرة على هذا النحو فلماذا لم يسلم، وقد ضمن له ربه المغفرة؟

إذن: الآية سابقة على هذه القصة، ولم تنزل في شأنه خاصة إنما نزلتْ قبله، لكنها قيلتْ له وقَرئت عليه، فكانت سبباً في إسلامه.

وكلمة (إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53) قصرت المغفرة والرحمة عليه سبحانه و تعالى، لأن كل ذنب من الذنوب حَقٌّ لله تعالى، وما دام الذنب حقاً من حقوق الله فهو وحده الذي يملك أن يغفره وأن يرحم صاحبه، وله سبحانه أنْ يُؤاخذ ويعاقب، لأن له سبحانه طلاقة القدرة، وليس معه سبحانه إله آخر يعترض عليه.

وهذا المعنى واضح في قصة سيدنا عيسى عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 116-118).

نلحظ هنا في تذييل هذه الآية أنه لم يقل: فإنك أنت الغفور الرحيم فهو المناسب للمغفرة إنما قال: (فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118) فقوله (العزيز الحكيم) دلَّ على أن عيسى عليه السلام يرى أنهم يجب أن يجازوا في هذه الفرية، ولكن الحق سبحانه له طلاقة القدرة في أنْ يغفر أو يُعذب، ولو كان له سبحانه شريك في هذه المسألة ما قال ذلك، إنما هو سبحانه عزيز حكيم لا يُعقِّب أحدٌ على ما تصرَّف فيه، فهو سبحانه الذي يغفر لهم لا لأنه غفور رحيم، إنما هم يستحقون العقوبة، وإذا غفر الله لهم فلأنه عزيز حكيم.



سورة الزمر الآيات من 50-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 50-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 50-55   سورة الزمر الآيات من 50-55 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:09 pm

وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الإنابة: هي التوبة والرجوع إلى ساحة الإيمان بالله إلهاً واحداً لا شريك له.

والإسلام: أنْ تنفذ مطلوبَ الله منك في الأمر والنهي بافعل ولا تفعل.

لكن هل تعني الإنابة أنهم كانوا مع الله ثم انصرفوا عنه إلى الكفر، فيطلب منهم العودة والرجوع إلى ساحة الإيمان مرة أخرى؟

نقول: لا بل معنى الإنابة هنا الرجوع إلى العهد الأول الذي أخذه الله على عباده وهم في عالم الذر، وهم في ظهر آدم عليه السلام، هذا العهد الذي قال الله فيه: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 172).

فالمعنى (وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ) (الزمر: 54) ارجعوا إلى إيمانكم به الإيمانَ الفطري الذي أخذ عليكم العهد به.

هذا الإيمان الفطري هو الذي يصحب الإنسان فيستيقظ ضميره بعد المعصية فيتوب أو بعد الكفر فيؤمن، هذا الإيمان الفطري المستقر في قرار النفس البشرية هو الذي ينبهها إنْ غفلت، هذا الإيمان هو الذي نبَّه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما، فآمنوا حينما رجعوا إلى العهد الأول والإيمان الفطري.

(مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) (الزمر: 54) ما معنى النُّصرة هنا والكلام عن الآخرة؟

أي: لا يتناصر أهل الباطل ولا يدافع أحدٌ منهم عن الآخر لا التابع ولا المتبوع، كما قال سبحانه في موضع آخر: (مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ * قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ * قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ) (الصافات: 25-30).

نعم، لا يتناصرون لأن الموقف هنا موقف خصومة ولوم، حيث يُلْقي كل منهم التبعة على الآخر، ويتبرأ كل منهم من الآخر؛ لذلك قال سبحانه: (ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ) (الزخرف: 67).



سورة الزمر الآيات من 50-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 50-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 50-55   سورة الزمر الآيات من 50-55 Emptyالأحد 25 أبريل 2021, 5:10 pm

وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كلمة (أحسن) أفعل تفضيل يدلّ على المبالغة، ونفهم منه أن الأقل في الخير حسن، نقول: هذا حسن وهذا أحسن منه.

والأمر هنا باتباع الأحسن، فمثلاً الحق سبحانه يُنزِّل من الأحكام ما يرضي النفس البشرية كي لا تمتلئ غيظاً وكرهاً للناس، فيقول سبحانه: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) (النحل: 126).

يعني: إياك أنْ تتجاوز المثلية إنْ أردتَ أن تعاقب، فإنْ قدرتَ على هذه المثلية دون أن تتجاوزها فهذا حسن، لكن الأحسن منه أنْ تعفو كما قال سبحانه في آية أخرى: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ..) (البقرة: 178).

وقال: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ) (الشورى: 43).

هذا هو الأحسن ومن ذلك قوله تعالى في مسألة التبني: (ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ) (الأحزاب: 5) تعرفون قصة تبنِّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزيد بن حارثة، وأن زيداً خُيِّر بين أهله وبين رسول الله فاختار البقاء مع رسول الله، وقال: ما كنتُ لأختار على رسول الله أحداً؛ لذلك كافأه رسول الله ونسبه إلى نفسه، فقال: زيد بن محمد.

فلما أراد الحق سبحانه أن يحرم التبني وأنزل: (ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ) (الأحزاب: 5) أنصف سيدنا رسول الله وجعل فعله حسناً، لكن مراد الله أحسن وفعل رسول الله قِسْط، واختيار الله أقسط: (هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ) (الأحزاب: 5) والحكمة من: (ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ) (الأحزاب: 5) حتى لا تهدروا سبب الوجود وهو الأب، لأن إهدار سبب الوجود المباشر وهو الأب يُجرِّئك أن تنكر سببَ الوجود الأعلى سبحانه أو نقول: معنى (وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ) (الزمر: 55) أن القرآن نزل وفي القوم ديانتان اليهودية وكتابها التوراة، والنصرانية وكتابها الإنجيل، ولما نزلتْ هذه الكتب وغيرها كان لها أناس آمنوا بها، وآخرون كفروا وأشركوا، بل ومنهم ملاحدة.

فالأمر في (وَاتَّبِعُوا) أمر للجميع يعني: يا مَنْ آمن بموسى، ويا مَنْ آمن بعيسى، لقد كان هذا الدين في وقته حسناً، أما الآن فقد جاء الإسلام الدين الخاتم المهيمن على كل الأديان، وأصبح هو الأحسن الواجب عليكم اتباعه.

ومرة يكون أفعل التفضيل يعطي للواقع، لكنه لا ينظر إلى المقابل وهو الأقبح، إنما ينظر إلى المساوي في الصفة بالقلة، إلا في شيء واحد لاحظناه فيما يتعلق بالحق سبحانه وتعالى.

فمن أسمائه الكبير وليس من أسمائه الأكبر، مع أنه كان المفروض حسب القاعدة أن نقول الأكبر لأنها مبالغة من الكبير, فلماذا إذن؟

نقول: كلمة أكبر وردتْ على أنها صفة للحق سبحانه نسمعها كل يوم في كل أذان وفي كل إقامة للصلاة، والصلاة عبادة لها خصوصيتها ومنزلتها في الدين، فهي العبادة التي تتكرر خمس مرات كل يوم، وهي العبادة التي لا تسقط بحال عن المؤمن ما دام فيه نفَسٌ يتردّد، وهي العبادة التي لم تُشرع بالوحي كباقي العبادات، إنما شُرعت بالمباشرة في رحلة المعراج، هذه العبادة حين ننادي لها نقول: الله أكبر ولم يقل: الله كبير.

وهنا موضع العظمة مع أن أكبر أبلغ في المعنى من كبير، لأن التكاليف من الحق سبحانه لا تريد منك مجرد الصلاة والصيام والحج.. إلخ إنما تريد منك أنْ تؤدي كل حركة نافعة في الحياة مُعينة للتدين؛ لذلك قالوا في القواعد الشرعية: ما لا يتم الواجبُ إلا به فهو واجب.

ولك أنْ تتأمل مثلاً فريضة الصلاة، كم من الأعمال لا بدّ منها لتؤدي هذه الفريضة؟

خُذْ مثلاً ستر العورة وهي واجب لا تتم الصلاة إلا به، لكي تستر عورتك لتصلي تحتاج إلى ثوب تلبسه، كيف يتوفر لك هذا الثوب؟

إنه يحتاج إلى خياط يخيطه، ويحتاج لتاجر التجزئة الذي تشتري منه القماش، ثم تاجر الجملة، ثم مصنع النسيج والغزل والصباغة والمحلج، ثم الفلاح الذي يزرع القطن ويجمعه.

كل هذه العملية تحتاج إلى عُدَد وماكينات وآلات وأيدٍ عاملة، كذلك الحال في الطعام، الذي لابُدَّ لك منه لتقوى على أداء الفرائض، كل هذه الحركة من أجلك، تخدمك وتعينك، فهذه الأعمال الدنيوية التي لا تقوم الديانة إلا بها هي واجبة لا يُستهان بها، بل ينبغي المحافظة عليها وتقديسها، لأنها في منزلة الواجب.

وحين يأخذك ربك من هذه الأعمال إلى الصلاة مثلاً لا يأخذك من عمل تافه هيِّن لا قيمة له، إنما يأخذك من عمل هو في حَدِّ ذاته عبادة، لذلك جعله كبيراً أما الذي يناديك للصلاة فأكبر من هذا كله، لذلك لم يُنادِ الحق سبحانه المؤمن في صلاة إلا في صلاة الجمعة، حيث قال سبحانه: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ..) (الجمعة: 9).

وخَصَّ البيع دون سائر الأعمال، لأنه ثمرة باقي الأعمال من تجارة وزراعة وصناعة، والإنسان أحرص على البيع منه على الشراء، لأن البيع هو الصفقة عاجلة الربح؛ لذلك نجد الإنسان حريصاً أن يبيع على خلاف المشتري، فالمشتري مثلاً حين لا يجد السلعة التي يريدها يقول (بركة يا جامع) لأنه سيدفع من جيبه، أما البائع فيأخذ ويربح.

فإذا ما انتهتْ الصلاة ردَّك ربك إلى العمل الذي استدعاك منه وأعادك إلى دنياك: (فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ..) (الجمعة: 10).

إذن: لا تستهنْ بعمل الدنيا ولا تظنه بعيداً عن الدين، بل هو جزء منه، وما لا يتم الواجب الديني إلا به فهو واجب، والذي يعصي في هذا مثل الذي يعصي في هذا، فحين نقول في النداء للصلاة: الله أكبر تذكَّر أن غيره كبيرٌ لا يُستهان به، لكن الذي يعطيك الطاقة أكبر من هذا الكبير، فلا تنشغل بالكبير عن الأكبر.

والآن تتضح الحكمة من أن الله تعالى سمَّى نفسه الكبير لا الأكبر، فحين نقول: الله كبير هذا يعني أن ما عداه صغير، لكن لو قلنا أكبر فما عداه كبير.

إذن: فحين تقف في أحكامه تعالى أمام (حسن) و (أحسن) فاتبع الأحسن مما أنزل: (وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ..) (الزمر: 55).

وقول الحق سبحانه و تعالى: (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ) (الزمر: 55).

كلمة (بغتة) يعني فجأة، والعذاب لا يفاجىء إلا الغافلَ اللاهي الذي يعيش، وليس في باله هذه المسألة، وإلا لو كان في باله لاتقاه وتجنَّب أسبابه، وحين يأتي لا يكون بغتة.

لكن كيف يفاجئه العذاب؟

نقول: ما الفارق بين أن يعيش الإنسانُ في حياته الدنيا وبين أنْ يلاقي العذاب؟

الفارق بينهما أن يموت، مجرد أن يموت وتخرج روحه ينتقل من سعة الدنيا إلى عذاب الآخرة إنْ كان من أهل العذاب والعياذ بالله.

ومعلوم أن خروج الروح ليس له ميعاد ولا يعلمه أحد، لأن النفس ربما في أيِّ لحظة يدخل ولا يخرج، هذه المسألة ينبغي أن تكون على بال المؤمن لا يغفل عنها أبداً.



سورة الزمر الآيات من 50-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الزمر الآيات من 50-55
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الزمر الآيات من 32-35
» سورة الزمر الآيات من 37-40
» سورة الزمر الآيات من 41-45
» سورة الزمر الآيات من 46-50
» سورة الزمر الآيات من 56-60

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الزمر-
انتقل الى: