أرجوزة عن لفظة "بلى" في القرآن
والمواضع الممنوع الوقوف عليها بها
محمد آل رحاب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد، فقد كنتُ نشرتُ من قبلُ أرجوزةً عن لفظة "بلى" في القرآن مطلعها:
واذكر "بلى" في جملة القرآنِ*** عشرون حرفًا بعدها حرفانِ
وعدد أبياتها: 6.
وهذه أرجوزة أخرى نادرة، عدد أبياتها: (11)، وقفتُ عليها في خبايا الزوايا، في بيان المواضع التي يمتنع الوقوف على" بلى" فيها خصوصًا؛ ليحذر القارئ منها، فأحببتُ نشرها ليعم الانتفاع بها:
واذكُر "بلى" في جملة التنزيلِ
عشرون واثنان بلا تطويلِ
قال الإمام العالمُ المرجاني
أبو الحسنْ (1): قال الإمام الداني (2)
إن الكرامَ (3) السالفين الفضلا
السبعة الأيقاظ (4) أصحاب العلا
كانوا يرون الوقف قل: على" بلى"(5)
إلا على مواضعٍ قد أهملا
عِدَّتهم: ثلاثةٌ وأربعهْ
إنْ وقف القاريْ اجتهدْ أن تمنعَهْ (6)
فأول القسْمِ من الأقسامِ:
حرفٌ أتى في سورة الأنعامِ (7)
وثانِيًا: في سورة الأحقافِ (8)
وفي سبا (9) جاء بلا خلافِ (10)
كذا أتى في سورة التغابنِ (11)
وذاك مِن أقسامه يا مَن عُنِي (12)
والنحل حرفٌ قد أتاك صدقا
قلت: "بلى وعدًا عليه حقَّا"(13)
والسابع المشهور: في القيامهْ
مِن بعدِ ذكْرِ الجَمْعِ في "عظامه"(14)
والابتدا (15) به فلا تمنَعْهُ
عن مانعٍ، وغيره فاسمَعْهُ
******************
(1) بالإسكان لأجل الوزن.
(2) الإمام العظيم مؤلف التيسير الذي هو أصل الشاطبية، ت: 444 هـ رحمه الله.
(3) في الأصل: الأئمة، وينكسر به الوزن.
(4) في الأصل: الإيجاز.
(5) في الأصل: كانوا يقفون على حرف بلى، وهو غير متزن.
(6) في الأصل: وإن وقف عليها قاري فتمنعه، وهو مكسور.
(7) يريد: قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (الأنعام: 30).
(8) يريد: الموضع الثاني في سورة الأحقاف، وهو قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (الأحقاف: 34).
أمَّا الأول الذي هو قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأحقاف: 33)، فلا حرج في الوقوف عليه.
(9) بإبدال الهمز.
(10) يريد: قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (سبأ: 3).
(11) يريد: قوله تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (التغابن: 7).
(12) في الأصل: وذاك من أقسام، ولم يُكمل الشطر، فأكملتُه بما ترى.
(13) وهو الموضع الثاني في سورة النحل، والآية بتمامها: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (النحل: 38).
أمَّا الموضع الأول، وهو قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل: 28)، فيجوز الوقوف عليه.
(14) يريد قوله تعالى: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) (القيامة: 4)، وهذه الآية وردت بعد قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ) (القيامة: 3)، وهو مراد الناظم في قوله:
مِن بعدِ ذكْرِ الجَمْعِ في "عظامه".
(15) بالقصر للوزن.
رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/sharia/0/129430/#ixzz6oaihb000