|
| مدرسة الإسراء والمعراج | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:07 pm | |
| دكتور: بـدر عبد الحميد هميسه غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل في رحلة الإسراء والمعراج دروساً وعبر, ومواعظ لم يرى ويعتبر, والصلاة والسلام على نبينا محمد، خير البشر.
وبعد..؛ قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)" سورة الإسراء.
وقال: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)" سورة النجم.
سيدي يا رسول الله: أسـرى بك اللهُ ليلاً إذ ملائكـه * * * والرُّسلُ في المسجد الأقصى على قدم لما خطرت بهم التفوا بسـيدهم* * * كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم صلى وراءك منهم كل ذي خطر* * * ومن يفز بحـبـيـب الله يأتم جبت السماوات أو ما فـوقهن بهم * * * على مـنـورة درية اللـجـم مشيئة الله الـباري وصنعـته* * * وقدرة الله فـوق الشـك والتهم حتى بلغت سماء لا يطـار لها * * * على جناح ولا يسـعى على قدم وقـيل كل نبـي عند رتبـته * * * ويا محمد هــذا العرش فاستلم
لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج –بحق– معجزة خلدها القرآن الكريم في سورتين من سوره المباركة, سورة الإسراء وسورة النجم, فسمى سورة من سور القرآن باسمها, ليلفت أنظارنا إلى ما فيها من دروس وعظات وعبر, وقد التقطنا بعض هذه الدروس, لتكون نبراساً للسالكين, وهدىً للصالحين.
إن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن مجرد رحلة تسرية وتسلية لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وفقط, بل كانت رحلة تربية وتهذيب لنا, وهذه بعض الدروس التربوية التي يمكن أن نستخلصها من هذه الرحلة المباركة, ولعلنا ننتفع بهذه الدروس, ونحيي بها ما اندرس في النفوس. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. راجي عفو ربه: دكتور: بدر عبد الحميد هميسه hamesabadr@yahoo.com المواسير – إيتاي البارود – البحيرة في 15 من شعبان 1430هـ = 6/8/2009م
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:10 pm | |
| 1- الثبات على الحق وإلتزام المبدأ قصة ماشطة ابنة فرعون: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِى أُسْرِىَ بِى فِيهَا أَتَتْ عَلَىَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَالَ هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلاَدِهَا". قَالَ: قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِىَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِى؟ قَالَتْ: لاَ وَلَكِنْ رَبِّى وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا فَقَالَ: يَا فُلاَنَةُ وَإِنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِى؟ قَالَتْ: نَعَمْ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِىَ وَأَوْلاَدُهَا فِيهَا. قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِى إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِى وَعِظَامَ وَلَدِى فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. قَالَ: فَأَمَرَ بِأَوْلاَدِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِىٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ. قَالَ: يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِى فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ. فَاقْتَحَمَتْ. قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ. أخرجه أحمد 1/309 (2822). (رواه أحمد والبزار وابن حبان والحاكم وغيرهم).
نتعلم من هذا المشهد الثبات على الحق والمبدأ, وعدم التنازل عن الإيمان مهما كانت المغريات, وهذا ما طبقه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته.
ومن الأمثلة على ذلك: ما رواه ابن إسحق قال: وحدثني يعقوب بن عقبة بن المغيرة بن الأخنس، أنه حدّث، أن قريشاً حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: يا بن أخي. إن قومك قد جاءوني فقالوا لي: كذا وكذا (للذي كانوا قالوا له) فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. قال: فظن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قد بدا لعمه فيه بداء، وأنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه. قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته”. قال: واستعبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبكى.
وكذا ما رواه من قصة الوليد بن المغيرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيّ، قَالَ حُدّثْت أَنّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَكَانَ سَيّدًا، قَالَ يَوْمًا وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ، وَرَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَلَا أَقُومُ إلَى مُحَمّدٍ فَأُكَلّمَهُ وَأَعْرِضَ عَلَيْهِ أُمُورًا لَعَلّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا فَنُعْطِيهِ أَيّهَا شَاءَ وَيَكُفّ عَنّا؟ وَذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ حَمْزَةُ وَرَأَوْا أَصْحَابَ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَزِيدُونَ وَيَكْثُرُونَ فَقَالُوا: بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ قُمْ إلَيْهِ فَكَلّمْهُ فَقَامَ إلَيْهِ عُتْبَةُ حَتّى جَلَسَ إلَى رَسُولِ اللّه -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي، إنّك مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ مِنْ السطوة فِي الْعَشِيرَةِ وَالْمَكَانِ فِي النّسَبِ وَإِنّك قَدْ أَتَيْت قَوْمَك بِأَمْرِ عَظِيمٍ فَرّقْت بِهِ جَمَاعَتَهُمْ وَسَفّهْت بِهِ أَحْلَامَهُمْ وَعِبْت بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ وَكَفّرْت بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ فَاسْمَعْ مِنّي أَعْرِضْ عَلَيْك أُمُورًا تَنْظُرُ فِيهَا لَعَلّك تَقْبَلُ مِنْهَا بَعْضَهَا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعْ. قَالَ يَا ابْنَ أَخِي، إنْ كُنْت إنّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالِنَا حَتّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفًا سَوّدْنَاك عَلَيْنَا، حَتّى لَا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَك، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلّكْنَاك عَلَيْنَا؛ وَإِنْ كَانَ هَذَا الّذِي يَأْتِيك رِئْيًا تَرَاهُ لَا تَسْتَطِيعُ رَدّهُ عَنْ نَفْسِك، طَلَبْنَا لَك الطّبّ، وَبَذَلْنَا فِيهِ غَلَبَ التّابِعُ عَلَى الرّجُلِ حَتّى يُدَاوَى مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ لَهُ. حَتّى إذَا فَرَغَ عُتْبَةُ وَرَسُولُ اللّه -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَمِعُ مِنْهُ قَالَ أَقَدْ فَرَغْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَاسْمَعْ مِنّي؛ قَالَ أَفْعَلُ فَقَالَ بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ (حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ كِتَابٌ فُصّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ) ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّه -صلى الله عليه وسلم- فِيهَا يَقْرَؤُهَا عَلَيْهِ. فَلَمّا سَمِعَهَا مِنْهُ عُتْبَةُ أَنْصَتَ لَهَا، وَأَلْقَى يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا يَسْمَعُ مِنْهُ ثُمّ انْتَهَى رَسُولُ اللّه -صلى الله عليه وسلم- إلَى السّجْدَةِ مِنْهَا، فَسَجَدَ ثُمّ قَالَ قَدْ سَمِعْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا سَمِعْتَ فَأَنْت وَذَاكَ فَقَامَ عُتْبَةُ إلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ نَحْلِفُ بِاَللّهِ لَقَدْ جَاءَكُمْ أَبُو الْوَلِيدِ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الّذِي ذَهَبَ بِهِ. فَلَمّا جَلَسَ إلَيْهِمْ قَالُوا: مَا وَرَاءَك يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قَالَ وَرَائِي أَنّي قَدْ سَمِعْتُ قَوْلًا وَاَللّهِ مَا سَمِعْت مِثْلَهُ قَطّ، وَاَللّهِ مَا هُوَ بِالشّعْرِ وَلَا بِالسّحْرِ وَلَا بِالْكِهَانَةِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَطِيعُونِي وَاجْعَلُوهَا بِي، وَخَلّوا بَيْنَ هَذَا الرّجُلِ وَبَيْنَ مَا هُوَ فِيهِ فَاعْتَزِلُوهُ فَوَاَللّهِ لَيَكُونَنّ لِقَوْلِهِ الّذِي سَمِعْتُ مِنْهُ نَبَأٌ عَظِيمٌ فَإِنْ تُصِبْهُ الْعَرَبُ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُ بِغَيْرِكُمْ وَإِنْ يَظْهَرْ عَلَى الْعَرَبِ فَمُلْكُهُ مُلْكُكُمْ وَعِزّهُ عِزّكُمْ وَكُنْتُمْ أَسْعَدَ النّاسِ بِهِ. قَالُوا: سَحَرَك وَاَللّهِ يَا أَبَا الْوَلِيدِ بِلِسَانِهِ. قَالَ هَذَا رَأْيِي فِيهِ فَاصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ. (ابن هشام: السيرة النبوية 1/292, ابن سيد الناس: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير 139).
ولذا حينما جاءه خباب بن الأرت يشكو له ظلم قريش للمسلمين علمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- كيف يثبت المؤمن على مبدأه: روى البخاري عن خَبَّاب بن الأرتّ -رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيُجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه. والله! ليُتمنّ اللهُ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. أخرجه "أحمد" 5/109(21371) و"البُخَارِي" 4/244(3612) و"أبو داود" 2649 و"النَّسائي" 8/204.
وفي حوار أبي سفيان مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في غزوة أحد دليل يؤكد ذلك, قال البراء -رضي الله عنه-: وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم محمد؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تجيبوه», فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: «لا تجيبوه», فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء القوم قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر -رضي الله عنه- نفسه فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبل فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أجيبوه», قال: قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل», قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أجيبوه», قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا الله مولانا ولا مولى لكم», قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني وفي رواية قال عمر: (لا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار) (البخاري، المغازي، رقم 4043، السيرة النبوية الصحيحة (2/392).
وعن إسماعيل عن قيس قال لما قدم عمر الشام أتي ببرذون فقيل له اركب يا أمير المؤمنين فيراك عظماء أهل الأرض قال فقال وإنكم لهنالك إنما الأمر من ها هنا وأشار بيده إلى السماء خلوا سبيلي. وعن طارق بن شهاب قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فلقيه الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وهو آخذ برأس راحلته يخوض الماء قد خلع خفيه وجعلهما تحت إبطه قالوا له يا أمير المؤمنين! الآن تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال قال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نلتمس العز من غيره. (المحب الطيري: الرياض النضرة في مناقب العشرة 1/179).
يا أيها المُسرى به شرفـاً إلى * * * ما لا تنال الشـمس والجوزاء يتساءلون وأنت أطهـر هيـكل * * * بالروح أم بالهيكل الإسراء بهما سموت مطهرين كلاهـما * * * نـور وروحـانـية وبـهـاء فضل عليك لذي الجلال ومنة * * * واللـه يفـعل ما يرى ويشاء اللـه هيأ من حظيرة قدسـه * * * نزلا لذاتك لم يجـزه علاء العرش تحتك سدة وقوائـما* * * ومواكب الروح الأميـن وطاء والرسل دون العرش لم يؤذن لهم * * * حاشـا لغـيرك موعـد ولقاء |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:16 pm | |
| 2- ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلًا يتركون الحلال ويأتون الحرام: وللبيهقي عن أبي سعيد في حديث الإسراء قال: ثم مضيت هنيهة، فإذا أنا بأخونة، عليها لحم مشرح، ليس يقربه أحد، وإذا أنا بأخونة، عليها لحم قد أروح ونتن، عندها أناس يأكلون منها، قلت: ياجبريل، ماهؤلاء؟ قال: قوم من أمتك، يتركون الحلال ويأتون الحرام. (البيهقي: دلائل النبوة 2/392).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)". (أخرجه مسلم 1/55(116)).
وعن المغيرة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصَفَّح فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حَرَّمَ اللهُ الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة". (متفق عليه).
فالمؤمن لا يرضى الفاحشة على نفسه ولا لغيره, روى أحمد من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: (جاء شاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله سؤالاً عجيباً غريباً) هل يا ترى جاء الشاب يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجهاد في سبيل الله؟ أم جاء يسأله عن الإنفاق في سبيل الله؟ أم جاء يسأله في أن يخرج معه للغزو؟ كلا ولكنه جاء يسأل سؤالاً غريباً، أتدرون ما الذي سأله هذا الشاب؟ جاء ليقول لرسول الله: (يا رسول الله؟ أتأذن لي بالزنا؟!) ما غضب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا ارتفع صوته، ولا احمر وجهه، ولا أمر الصحابة أن يحملوه من بين يديه ومن خلفه ليلقوه خارج المسجد ولكنه ابتسم في وجهه ابتسامة حانية مشرقة، ونظر إليه وقال: (ادن) واقترب الشاب من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي همسات تربوية حانية يقول له المربي الأعظم، والأستاذ الحبيب: (أترضاه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، وكذلك لعماتهم وخالاتهم). ثم بعد هذا كله مد الحبيب يده الحانية -فإنه بحر الرحمة، وينبوع الحنان، وأستاذ التربية- ووضعها على صدر هذا الشاب، وتضرع إلى الله بالدعاء وقال: (اللهم اشرح صدره، واغفر ذنبه، وحصن فرجه).
وهذه أم سلمة لها قصة عجيبة في الهجرة: فيروى أنه َكَانَ أَوّلُ مَنْ هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللّهِ، هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ بَيْعَةِ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ بِسَنَةٍ وَكَانَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَكّةَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَلَمّا آذَتْهُ قُرَيْشٌ وَبَلَغَهُ إسْلَامُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ الْأَنْصَارِ، خَرَجَ إلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي أَبِي إسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَدّتِهِ أُمّ سَلَمَةَ زَوْجِ النّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَتْ لَمّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ إلَى الْمَدِينَةِ رَحَلَ لِي بَعِيرَهُ ثُمّ حَمَلَنِي عَلَيْهِ وَحَمَلَ مَعِي ابْنِي سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، ثُمّ خَرَجَ بِي يَقُودُ بِي بَعِيرَهُ فَلَمّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ قَامُوا إلَيْهِ فَقَالُوا هَذِهِ نَفْسُك غَلَبْتنَا عَلَيْهَا، أَرَأَيْت صَاحِبَتَك هَذِهِ؟ عَلَامَ نَتْرُكُك تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ؟ قَالَتْ فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذُونِي مِنْهُ. قَالَتْ وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالُوا: لَا وَاَللّهِ لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إذْ نَزَعْتُمُوهَا مِنْ صَاحِبِنَا. قَالَتْ فَتَجَاذَبُوا بَنِي سَلَمَةَ بَيْنَهُمْ حَتّى خَلَعُوا يَدَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَانْطَلَقَ زَوْجِي أَبُو سَلَمَةَ إلَى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ فَفَرّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي. قَالَتْ فَكُنْت أَخْرُجُ كُلّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطُحِ فَمَا أَزَالُ أَبْكِي، حَتّى أَمْسَى سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حَتّى مَرّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمّي، أَحَدُ بَنِي الْمُغِيرَةِ فَرَأَى مَا بِي فَرَحِمَنِي فَقَالَ لِبَنِي الْمُغِيرَةِ أَلَا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ فَرّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا قَالَتْ فَقَالُوا لِي: الْحَقِي بِزَوْجِك إنْ شِئْت. قَالَتْ وَرَدّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إلَيّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي. قَالَتْ فَارْتَحَلْت بَعِيرِي ثُمّ أَخَذْت ابْنِي فَوَضَعْته فِي حِجْرِي، ثُمّ خَرَجْت أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَتْ وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللّهِ. قَالَتْ فَقُلْت: أَتَبَلّغُ بِمَنْ لَقِيتُ حَتّى أَقْدَمَ عَلَيّ زَوْجِي، حَتّى إذَا كُنْت بِالتّنْعِيمِ لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَخَا بَنِي عَبْدِ الدّارِ فَقَالَ لِي: إلَى أَيْنَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيّةَ؟ قَالَتْ فَقُلْت: أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ أَوَمَا مَعَك أَحَدٌ؟ قَالَتْ فَقُلْت: لَا وَاَللّهِ إلّا اللّهُ وَبُنَيّ هَذَا. قَالَ وَاَللّهِ مَا لَك مِنْ مَتْرَكٍ فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ فَانْطَلَقَ مَعِي يَهْوِي بِي، فَوَاَللّهِ مَا صَحِبْت رَجُلًا مِنْ الْعَرَبِ قَطّ، أَرَى أَنّهُ كَانَ أَكْرَمَ مِنْهُ كَانَ إذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي، ثُمّ اسْتَأْخَرَ عَنّي، حَتّى إذَا نَزَلْت اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي، فَحَطّ عَنْهُ ثُمّ قَيّدَهُ فِي الشّجَرَةِ، ثُمّ تَنَحّى وَقَالَ ارْكَبِي. فَإِذَا رَكِبْت وَاسْتَوَيْتُ عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ فَقَادَهُ حَتّى يَنْزِلَ بِي. فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِي حَتّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بقُباءٍ قَالَ زَوْجُك فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ -وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا نَازِلًا- فَادْخُلِيهَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ ثُمّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ. قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ وَاَللّهِ مَا أَعْلَمُ أَهْلَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ آلَ أَبِي سَلَمَةَ، وَمَا رَأَيْت صَاحِبًا قَطّ كَانَ أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَة". (سيرة ابن هشام 1/684, وانظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، د. محمد أبو شهبة (1/461)). (المفصل في أحكام الهجرة: نايف على الشحود 1/32).
فانظر إلى هذا الرجل عثمان بن طلحة كان وقتها كافرا لكن كان لديه شرف ونخوة في الحفاظ على العِرض, لذا مَنَّ اللهُ عليه بالإسلام تكريماً له.
حكاية عجيبة أوردتها لغرابتها وهي مما حكاه ابن الجوزيّ في كتابه المترجم بذم الهوى: قال: سمعت شيخنا أبا الحسن عليّ بن عبيد الله الزعفراني يحكي أن رجلاً اجتاز بباب امرأة نصرانية، فرآها فهويها من وقته، وزاد الأمر به حتى غلب على عقله، فحمل إلى البيمارستان. وكان له صديق يتردّد إليه ويترسل بينه وبينها. ثم زاد الأمر به، فقالت أمُّه لصديقه: إني أجيء إليه فلا يكلمني، فقال: تعالي معي، فأتت معه. فقال له: إن صاحبتك بعثت إليك رسالة، قال: كيف؟ قلت: هذه أمك تؤدّي رسالتها. فجعلت أمه تحدّثه عنها بشيء من الكذب. ثم زاد الأمر عليه ونزل به الموت، فقال لصديقه: قد جاء الأجل وحان الوقت وما لقيت صاحبتي في الدّنيا، وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة. فقال له: كيف تصنع؟ قال: أرجع عن دين محمد، وأقول عيسى ومريم والصليب الأعظم. فقال ذلك ومات. فمضى صديقه إلى تلك المرأة فوجدها عليلة فجعل يحدّثها، وأخبرها بموت صاحبها، فقالت: أنا ما لقيته في الدّنيا وأنا أريد أن ألقاه في الآخرة. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنا بريئة من دين النصرانية. فقام أبوها فقال للرجل: خذوها الآن فإنها منكم، فقام الرجل ليخرج، فقال له: قف ساعة؛ فوقف، فما لبث أن ماتت.
كل الحوادث مبدأها مـن النظـر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبهـا *** فتك السهـام بلاقـوس ولاوتـر والعبـد مـا دام ذا عيـن يقلبهـا *** في أعين الغيد موقوف على الخطر يسر مقلتـه مـا ضـر مهجتـه *** لا مرحبا بسرور عاد بالضـرر
وكان هنالك رجل تاجر أرسل ابنه للتجارة في بلد آخر, وذات يوم وابنه في السفر نظر من شرفة المنزل إلى باب بيته فوجد السقا الذي يجلب الماء يقبل ابنته. فسكت الاب حتى عاد الابن من السفر فسأله الاب ماذا فعلت في تجارتك؟ فقال الولد: بعت واشتريت وفعلت وفعلت. فقال الاب: ليس عن هذا أسألك, هل فعلت شيئا آخر؟ فأنكر الولد في بادئ الأمر فلما ألح الاب, قال الولد: لم أفعل شيئا سوى إنني قبلت امرأة أعجبتني في السوق. فقال الاب: "دقة بدقة,,, ولو زدت لزاد السقا".
قال الأصمعي: قال: كنت أطوف بالبيت فرأيت أعرابياً يطوف، فذكر قصة أعرابية قال: قلت فبينك وبين من تهوى شيء؟ قال: لا إلا ليلة فإني رمت منها شيئاً فقالت أما تستحي؟ قلت: ومن أستحي فلا يرانا إلا الكواكب؟ قالت فأين مكوكبها؟
وقال عيسى ابن مريم عليه السلام: "النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة".
وقال ذو النون: "اللحظات تورث الحسرات؟ أولها أسف، واخرها تلف، فمن طاوع طرفه تابع حتفه".
ومن عقوبتها: نسيان العلم. نزول البلاء. إبطال الطاعات. الغفلة عن الله والدار الآخرة.
روي عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان: يروى أنه دخل رجل على سيدنا عثمان -رضي الله عنه- فقال: "أيدخل علينا رجل وأثر الزنا في عينيه؟ فقالوا: أوحي بعد رسول الله؟! قال: لا، ولكنها فراسة صادقة".
عفوا تعف نساءكم في المحْرَمِ ****وتجنبـوا مـالا يليق بمسلـم إن الزنـا دين إذا أقرضــته **** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم من يزنِ في قوم بألفي درهم **** في أهله يُـزنى بربـع الدرهم من يزنِ يُزنَ به ولو بجـداره **** إن كنت يا هذا لبيباً فـافهـم ياهاتكا حُـرَمَ الرجال وتابعـا**** طرق الفسـاد عشت غيرَ مكرم لو كنت حُراً من سلالة ماجـدٍ**** ما كنت هتـّـاكاً لحرمة مسلمِ |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:20 pm | |
| 3- المؤمن يعيش دائماً في معيَّة الله تحية الخليل إبراهيم ورسالته لنا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَقِيتُ إَبْرَاهِيمَ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِىءْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنًّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ ِللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. أخرجه الترمذي (3462).
عن مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخَيْرٌ لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم)؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (ذكر الله عز وجل). [رواه أحمد].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثلُ الذي يذكرُ رَبَّهُ، والذي لا يذكرُ رَبَّهُ مثل الحي والميت).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبت إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ بُسرٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: “لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ”. (أخرجه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد وابن حبان في صحيحه).
عن عبد الرحمن بن جبير عن أبى طويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل له من توبة؟ قال: "فهل أسلمت؟" قال: أمَّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله، قال: "نعم تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله خيرات كلهن" قـال: "وغدراتى وفجراتى؟ قال: نعم، قال: "الله أكبر" فما زال يكبر حتى توارى. (أخرجه البزار في مسنده في 4/79 برقم 3244).
لَمَّا زار أحمد بن حنبل بغداد ولم يعلم أهل بغداد بحضور الشيخ وكان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد حاول مع الإمام ولكن لا جدوى، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خبَّاز فلمَّا رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت عنده، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخبَّاز، فأكرمه ونعّمه، وذهب الخبَّاز لتحضير عجينه لعمل الخبز، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخبَّاز يستغفر، ويستغفر، ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجَّب الإمام أحمد بن حنبل، فلمَّا أصبح سأل الإمام أحمد الخبَّاز عن استغفاره في الليل، فأجابه الخبَّاز: أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر الله، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟، والإمام أحمد سأل الخبَّاز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار، يعلم فضل الاستغفار، يعلم فوائد الاستغفار. فقال الخبَّاز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت لي، إلا دعوة واحدة، فقال الإمام أحمد: وما هي؟ فقال الخبَّاز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل، فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جراً.
قال البوصيري: كيف ترقى رقيك الأنبياء * * * يا سماء ما طاولتها سماء لم يساووك في علاك وقد* * * حال سنا منك دونهم وسناء إنما مثلوا صفاتك للناس * * * كما مثل النجوم الماء أنت مصباح كل فضل فما * * * تصدر إلا عن ضوئك الأضواء حن إليك جذع وهو جماد * * * فعجيب أن يجمد الأحياء تتباهى بك العصور وتسمو* * * بك علياء بعدها علياء |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:28 pm | |
| 4- خطورة الغيبة والمُغتابين عقوبة جريمة الغيبة والمُغتابين فقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أناساً يأكلون الجيف، فأخبره جبريل: «هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس». الفتح الرباني للساعاتي (20/255) إسناده صحيح.
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) سورة الحجرات.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظافرهم فقلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يغتابون الناس، ويقعون في أعراضهم..
عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مَنْ يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق)). وفي رواية له: ((يهوي بها في نار جهنم)).
وفي حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)).
وفي حديث الترمذي أيضاً أنه -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ((الفمُ، والفرجُ)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)).
وعن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أربى الربى الاستطالة في عِرض المسلم بغير حق)).
وفي رواية لأبي داود: ((إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق)).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حسبك من صفية أنها قصيرة، فقال: ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)).
من أقوال السَّلف في ذَمِّ الغيبة: كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يسير مع أصحابه فمر على بغل ميت قد انتفخ، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم.
وعن عدي بن حاتم: الغيبة مرعى اللئام.
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل.
ويقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم.
قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد من الدّين، الدّين يُقضى، والغيبة لا تقضى.
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إيَّاك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له.
قال -صلى الله عليه وسلم-: (("أتدرون مَنْ المُفلس"؟ قالوا: المُفلس فينا مَنْ لا درهم له ولا متاع، قال: "المفلس من أمَّتِي مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار")).
روي أن الحسن -رضي الله عنه- قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال: بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام.
عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر مَنْ آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه مَنْ تتبع عورة أخيه المسلم تتبع اللهُ عورته، ومَنْ تتبع اللهُ عورته يفضحه ولو في جوف رحله)).
وفي رواية للحديث في مسند أحمد: ((لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)).
وعن أبي بكرة -رضي الله عنهما- قال: مَرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: إنهما ليُعذبان، وما يُعذبان في كبير، أمَّا أحدهما فيُعذَّب بالبول، وأمَّا الآخر فيُعذب بالغيبة)).
وعن خالد الربعي، قال: دخلت المسجد فجلست إلى قوم فذكروا رجلاً، فنهيتهم عنه فكفوا، ثم جرى بهم الحديث، حتى عادوا في ذكره، فدخلت معهم في شيء من أمره فلما كان من الليل رأيت في المنام كأن شيئاً أسود طويلاً شبه الرجل، إلا أنه طويلاً جداً، معه طبق خلاف أبيض عليه لحم خنزير، فقال: كُلْ قلت: آكل لحم خنزير؟! والله لا آكله. فأخذ بقفاي وقال: كُلْ -إنتهارة شديدة- ودسَّهُ في فمي، فجعلت ألوكه، ولا أسيغه، وأفرق أن ألقيه، واستيقظت. فمخلوفه لقد مكثت ثلاثين يوماً وثلاثين ليلة، ما آكل طعاماً إلا وجدت طعم ذلك اللحم في فمي.
ومَرَّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- على بغل ميت، فقال لأصحابه: والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا حتى يمتلئ، خيرٌ له من أن يأكل رجل مسلم.
قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشَدُّ عند الله عز وجل من الزنا وشرب الخمر، لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك وبين الله عز وجل، فإن تبت عنه تاب الله عليك، والغيبة لا يغفر لك حتى يغفر لك صاحبك.
قال رجل لعمرو بن عبيد: إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ، فقال له عمرو: يا هذا، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله –تعالى- يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئاً، فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية: (إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيَّنُوا}، وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية: (همَّازٍ مشاءٍ بنميم)، وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبداً.
قال رجل لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، وكان أميراً..، بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء، قال: قد كان ذلك، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك؟ قال: ما أحب أن أشتم نفسي بلساني، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال، ولا أقطع عنك الوصال.
الكونُ جلَّلَهُ السعودُ وكبَّرا* * * في ليلةٍ خيرُ العبادِ بها سرى في ليلةٍ نادى المهيمنُ حِبَّهُ* * * مُلِئَتْ عبيراً.. بل ومسكاً أذفرا هي دعوةٌ منَّا إليكَ حبيبَنا* * * إنْ زادَ شوقُكَ كانَ شوقي أكبرا أكرمْ بها من دعوةٍ علويةٍ* * * من عند من للخَلق طُراً قد بَرا يدعوكَ ربُّكَ كي تزورَ جنابَهُ* * * لتُشاهدَ المستورَ عن كل الورى وسريتَ بالجسمِ المشرَّفِ يقظةً* * * ما كانَ يا مختارُ حُلْمَاً في الكَرى وسريتَ للبيتِ المبارك حولَهُ* * * فازدانَ لما جئته وتَعَطَّرا هذى عطايانا " محمدُ " فاستلمْ* * * واهنأْ فمنَا قد مُنحتَ الكوثرا إني كشفتُ الحُجْبَ عنكَ حبيبَنا* * * ما كانَ وجْهِيَ عنكَ أنتَ لِيُسْتَرا تِهْ يا “محمدُ” أنتَ أفضلُ خلقِنا* * * هذا مقامُك حقُكُم أن تَفْخَرا هى ليلةٌ قد كانَ وجهُكَ سَيدي* * * كالشمسِ لا بلْ كانَ وجْهُكَ أنورا هي رحلة جلَّتْ مشاهدُها التي* * * شاهدتها عن أن تُعدَّ وتُحصرا |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:33 pm | |
| 5- أهمية الصلاة: فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ، قلت: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي –وَاللَّهِ- قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ". [البخاري: 3598].
"فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ، فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ؛ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ! قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنِّي أَرْضَى، وَأُسَلِّمُ... فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي". [البخاري: 3598].
للصلاة في دين الإسلام أهمية عظيمة، ومما يدل على ذلك ما يلي: 1 - أنها الركن الثاني من أركان الإسلام. 2 - أنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبلت قُبل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ. 3 - أنها علامة مميزة للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى: وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ [البقرة: 3]. 4 - أن من حفظها حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع. 5 - أن قدر الإسلام في قلب الإنسان كقدر الصلاة في قلبه، وحظه في الإسلام على قدر حظه من الصلاة. 6 - وهي علامة محبة العبد لربه وتقديره لنعمه. 7 - أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في السفر، والحضر، والسلم، والحرب، وفي حال الصحة، والمرض. 8 - أن النصوص صرّحت بكفر تاركها.
قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة). [رواه مسلم].
وقال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر). [رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح].
فتارك الصلاة إذا مات على ذلك فهو كافر لا يُغَسّل، ولا يُكَفّن، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفَن في مقابر المسلمين، ولا يرثه أقاربه، بل يذهب ماله لبيت مال المسلمين، إلى غير ذلك من الأحكام المترتبة على ترك الصلاة.
قال رسول الله -صلى الله وسلم-: (لا تترك الصلاة متعمداً، فإنه مَنْ ترك الصلاة متعمِّداً فقد برئت منه ذِمَّة الله ورسوله)، أي ليس له عهد ولا أمان.
ذكر عن عمرو بن دينار قال: كان رجل من أهل المدينة وكانت له أخت في ناحية المدينة فاشتكت وكان يأتيها يعودها ثم ماتت فدفنها فلما رجع ذكر أنه نسي شيئاً في القبر كان معه فاستعان برجل من أصحابه، قال: فنبشنا القبر ووجدت ذلك المتاع فقال للرجل: تنح حتى أنظر على أية حال أختي فرفع بعض ما على اللحد فإذا القبر مشتعل ناراً فردَّه وسوَّى القبر فرجع الى أمِّهِ فقال: ما كان حال أختي؟ فقالت: ما تسأل عنها وقد هلكت؟ فقال: لتخبريني، قالت: كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران فتلقم أذنها أبوابهم وتخرج حديثهم.
مَنْ ترك صلاة الصبح فليس في وجهه نور، ومَنْ ترك صلاة الظهر فليس في رزقه بركة، مَنْ ترك صلاة العصر فليس في جسمه قوة، مَنْ ترك صلاة المغرب فليس في أولاده ثمرة، مَنْ ترك صلاة العشاء فليس في نومه راحة.
يا ليلة الإسراء أنت عظيمة * * * كم فيك من عبر وفيك معاني فجع النبيّ بزوجه وبعمّه * * * وأذيق بعدهم عظيم هوان فمضى حزيناً صابراً لا يشتكي * * * والله مطّلع عليه وحان فأراد إكرام النبي برحلة * * * ليزيل ما كان الحبيب يعاني سبحان من أسرى به من بيته * * * ليلاً إلى الأقصى خلال ثوان وجعلت معجزة لآخر مرسل* * * فبقيت اعجازا على مدى الأزمان قد زاد فرض صلاتنا بخلالك* * * تقديرنا فكانت هذه الأغاني مهما هممنا أو كربنا فآية* * * من آياتك كفيلة بازالة الأشجان يا رحلة قد كنت خير مؤكد* * * للناس صغر مقامة الانسان اذ شاهد المختار فيك مناظر* * * وعواقب لكل كافر أو جاني |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:37 pm | |
| 6- الإسلام دينُ الفِطرة أصبتَ الفِطرة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حين أسري بي لقيتُ موسى قال فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، قال ولقيت عيسى قال فنعته قال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني الحمام، ورأيت إبراهيم قال وأنا أشبه ولده به، قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت، فأخذتُ اللبنَ فشربته، فقيل لي هُدِيتَ للفطرة، أو أصبتَ الفطرة، أمَا إنك لو أخذت الخمر غوت أمَّتك. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. (صحيح الترغيب والترهيب 7/130,انظر حديث رقم: 5468 في صحيح الجامع).
الفطرة هي الدين الصحيح والعقيدة الصافية, والسجية السليمة التي تأبي الكفر وترفض المعصية, فهي التي يولد عليها المرء, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين. (صحيح الترمذي (2237) // صحيح الجامع (4560)، الإرواء (1220).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- على الفطرة، فقال أشهد أن لا إله إلا الله، قال خرج من النار، فاستبق القوم إلى الرجل، فإذا راعي غنم حضرته الصلاة، فقام يؤذن. (رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في مسلم بنحوه).
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به قال فرددتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال لا ونبيك الذي أرسلت. (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).
وفي رواية للبخاري والترمذي: "فإنك إن مِتَّ من ليلتك مِتَّ على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيراً".
وحدثني البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت قال فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول"، قال البراء فقلت أستذكرهن فقلت وبرسولك الذي أرسلت قال لا ونبيك الذي أرسلت. (صحيح الترمذي (3634) // صحيح الكلم الطيب (34 / 42)، الطبعة الثانية المصححة، طبع المكتب الإسلامي، الصفحة (25).
كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا أصبح و إذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين. (صحيح) انظر حديث رقم: 4674 في صحيح الجامع.
قال الشاعر: يا ليلة الإسراء أنت عظيمة * * * كم فيك من عبر وفيك معاني فجع النبيّ بزوجه وبعمّه * * * وأذيق بعدهم عظيم هوان فمضى حزيناً صابراً لا يشتكي * * * والله مطّلع عليه وحان فأراد إكرام النبي برحلة * * * ليزيل ما كان الحبيب يعاني سبحان من أسرى به من بيته * * * ليلاً إلى الأقصى خلال ثوان وجعلت معجزة لآخر مرسل* * * فبقيت اعجازا على مدى الأزمان قد زاد فرض صلاتنا بخلالك* * * تقديرنا فكانت هذه الأغاني مهما هممنا أو كربنا فآية* * * من آياتك كفيلة بازالة الأشجان يا رحلة قد كنت خير مؤكد* * * للناس صغر مقامة الانسان اذ شاهد المختار فيك مناظر* * * وعواقب لكل كافر أو جاني |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 10:53 pm | |
| 7- مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الأنبياء: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ عن أَنَس بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَافْتَتَحَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمد، قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَافْتَحْ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَن يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ اليَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، قَالَ: ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ، حَتَّى جَاءَ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَفُتِحَ لَهُ. قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ، آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قَالَ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِإِدْرِيسَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولاَنِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ. (أخرجه البخاري 1/97(349) و"مسلم" 1/102(334) و"النَّسائي" في "الكبرى" 310 و"ابن حِبان" 7406).
عن أبي هُرَيْرة -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لقد رأيتني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثبتها فكربت كربةً ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائمٌ يصلي, وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم -عليه السلام- قائم يصلي, أقرب النَّاس به شبهاً عُروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم -عليه السلام- يصلي أشبه النَّاس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحمَّد! هذا مالك صاحب النار فسلِّم عليه فالتفتُّ إليه فبدأني بالسلام) (صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (1/156-157) رقم الحديث (172). دار الكُتُب العلمية).
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- "يا أبا ذر! أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصحابه: أهو هو؟ قال: نعم، قال: فزنه برجل فوزنت به، فوزنته، ثم قال: فزنه بعشرة، فوزنت بهم، فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة فوزنت بهم، فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف فوزنت بهم، فرجحتهم، كأني أنظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لو وزنته بأمة لرجحها". قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 6 / 69: أخرجه الدارمي (1 / 9).
مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الانبياء والرسل مكانة عالية سامقة, وفضل الله تعالى فضل عظيم وعميم قال تعالى: "وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) سورة النساء.
وقال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" 253 سورة البقرة.
التفضيل الأول صريح في المُفاضلة، والثاني في تضعيف المُفاضلة بدرجاتٍ وقد فضَّلَ اللهُ تعالى نبينا -صلى الله عليه وسلم- من وجوه.
ومن هذه الخصائص خصيصة عجيبة وهي: 1- أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم -عليه السلام- إلى عيسى -عليه السلام- أنه إذا ظهر النبي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في عهده وبُعِثَ، أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يُتابع نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وكُلُّ نبي أخذ العهد والميثاق على أمَّتِهِ أنه لو بعث محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم.
قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران.
2- أنه ساد الكل, عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. (أخرجه مسلم 7/59 و"أبو داود" 4673).
وعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَا أَوَّلُهُمْ خُرُوجًا، وَأَنَا قَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا أَنْصَتُوا، وَأَنَا مُشَفَّعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، الْكَرَامَةُ وَالْمَفَاتِيحُ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي، يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ، كَأَنَّهُمْ بَيْضٌ مَكْنُونٌ، أَوْ لُؤْلُؤٌ مَنْثُورٌ.
- لفظ عَبْد السَّلام: أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَأَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الْحَمْدِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ عَلَى رَبِّي، وَلاَ فَخْرٌ. (أخرجه الدَّارِمِي (48) والتِّرْمِذِيّ" 3610).
3- غفر اللهُ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر وأتمَّ النعمة عليه ونصره نصراً عزيزاً، قال الله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)) سورة الفتح.
4- جعل له دعوةً مُستجابة يوم القيامة, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لِكُلِّ نَبِىٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِىٍّ دَعْوَتَهُ وَإِنِّى اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِىَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِى لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا". (أخرجه أحمد 2/426(9500) و"مسلم" 1/131و"ابن ماجة" 4307).
5- ومنها أن الله تعالى أقسم بحياته -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72))) الحجر: 72.
والإقسام بحياة المُقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المُقسم بها وأن حياته -صلى الله عليه وسلم- لجديرةٌ أن يُقسم بها من البركة العامَّة والخاصَّة، ولم يثبت هذا لغيره -صلى الله عليه وسلم-.
6- ومنها أن اللهَ تعالى وقَّرَهُ ففي ندائه، فناداه بأحَبِّ أسمائه واسني أوصافه فقال: ((يا أيها النبي)) الأنفال: 64، 65، 70 ومواضع أخرى، ((يا أيها الرسول)) المائدة: 41، 67.
وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره، بل ثبت أن كلاً منهم نودي باسمه، فقال تعالي: ((يا آدم اسكن)) البقرة: 35، ((يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك)) المائدة: 110، ((يا موسى إني أنا الله)) القصص: 30، ((يا نوح اهبط بسلام)) هود: 48، ((يا داود إنا جعلناك خليفة ً في الأرض)) ص: 29، ((يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا)) الصافات: 105، ((يا لوط أنا رُسُلُ ربك)) هود: 81، ((يا زكريا إنا نبشرك)) مريم: 7، ((يا يحيى خذ الكتاب)) مريم: 12.
ولا يخفى على أحَدٍ أنَّ السَّيد إذا دَعَى أحد عبيده بأفضل ما وجد فيهم من الأوصاف العليّة والأخلاق السَّنيّة، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يُشعر بوصف من الأوصاف، ولا بخلق من الأخلاق، أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم، وهذا معلومٌ بالعرف أن من دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كل ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه.
7- ومنها أن معجزة كل نبي تصرَّمت وانقرضت، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين.
عن أبي هُرَيْرة -رضي الله عنه- قالَ: قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما من الأنبياءِ إلا أُعطيَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه من البشرُ، وإنما كانَ الذي أُوتيتُهُ وحياً أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهُم تابِعاً يومَ القيامةِ). (البُخاريُّ- الفتح (8/619), رقم الحديث 4981 كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي أول ما نزل).
قال ابنُ حَجَرٍ: "إنه المعجزة العظمى التي اختصَّ بها دُونَ غيرِهِ". الفتح (8/623).
لذا فالقرآن الكريم أخصُّ معجزات النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم.
قالَ الإمامُ الماورديُّ -رَحِمهُ اللهُ-: (والقرآنُ أوّلُ مُعْجزٍ دعا به مُحمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- إلى نبوتِهِ فصدعَ فيه برسالتِهِ، وخُصَّ بإعجازِهِ من جميعِ رُسُلِهِ). أعلام النُّبوَّة ص57-58.
وجعل هذا الكتاب محفوظاً وبعيداً عن التبديل والتحريف، قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر: 9.
وقال -تعالى-: {إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} فصلت: 41-42.
وقال- عزَّ مِن قائل-: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء.
8- ومنها تسليم الحَجَر عليه وحنين الجِذْع إليه وتفجير الماء من بين أصابعه ولم يثبت لواحد من الأنبياء مثل ذلك.
9 - ومنها أن الله تعالى يكتب لكل نبي من الأنبياء من الأجر بقدر أعمال أمَّته وأحوالها وأقوالها، وأمَّتُه شطر أهل الجَنَّة، وقد أخبر اللهُ تعالى أن أمَّته خيرُ أمَّةٍ أخرجت للناس وإنما كانوا خير الأمم لِمَا اتَّصفُوا به من المعارف.
10- ومنها أن الله أرسل كل نبي إلى قومه خاصة وأرسل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الجن والإنس ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمَّتِهِ، ولنبينا -صلى الله عليه وسلم- ثواب التبليغ إلى كل مَنْ أرسل إليه، تارة لمباشرة الإبلاغ، وتارة بالنسبة إليه ولذلك تمنن عليه بقوله تعالى: ((ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً)) الفرقان: 51.
ووجه التمنن: أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أجر إنذاره لأهل قريته.
11- ومنها أن الله تعالى كَلّمَ موسى عليه السلام بالطور، وبالوادي المقدس، وكَلّمَ نبينا -صلى الله عليه وسلم- عند سِدْرَةِ المُنتهى.
12- أعطاه اللهُ الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما-، أًنهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا سمعتُمُ الْمُؤَذِّنُ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلاَةً، إِلاَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَسَلُوا لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِن الْوَسِيلَةَ مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَلاَ تَنْبَغِي أَنْ تَكَونَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، وَمَنْ سَأَلَهَا لِي حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ". (أخرجه أحمد 2/168(6568) و"مسلم" 2/4(778) و"أبو داود" 523. و"التِّرمِذي" 3614 و"النَّسائي" 2 / 25).
13- ومنها أنه يدخل من أمَّتِهِ إلى الجَنَّة سبعون ألفاً بغير حساب)) ولم يثبت ذلك لغيره -صلى الله عليه وسلم-.
14- الكوثر الذي أعطيه ففي الجَنَّة، والحوض الذي أعطيه في الموقف.
15- ومنها خصائص اخْتَصَّ اللهُ بها أمَّتَهُ -صلى الله عليه وسلم-, عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-, قال: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً.
- وفي رواية: أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، كَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَحُرِّمَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَيِّبَةً مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَيَرْعَبُ مِنَّا عَدُوُّنَا مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ. (أخرجه أحمد 3/304 (14314. و"الدارِمِي" 1389 و"البُخَارِي" 335. و"مسلم" 2/63 (1099).
ولله در القائل: الله أكـــبــــر لا مـــــــنٌّ ولا بـــطــــرُ *** ولا اخـــتـــلاقٌ ولا زورٌ ولا هــــــذَرُ الله أكــبـــر مـــــا شــعَّـــت بـعـالَـمـنـا *** شـمـسُ الحقـيـقـة يـتـلـو آيـهــا الـقـمـرُ لـيـؤمـنَ الـجـاحـد المَـفـتـون مـعـتـبِـراً *** و يهـتـدي بضـيـاء الـحـق مــن كـفـروا لكنْ وهل بعد عصـر المعجـزات يُـرى *** مـن ينكـر الرحـلـة الكـبـرى ويشتـجـر و يـدَّعـي أنـهــا رؤيـــا قـــد انطـلـقـت *** فـي الحلُّـم مـا شابهـا صحـوٌ ولا سفـر دعْ عنـك مـا قيـل فـي المعـراج حـيـث *** رقـى إلـى مقـام تهـاوت دونــه الفِـكَـر فـــذاك أمـــر يـــراه الـعـقـل ممـتـنـعـاً *** و يمـلـك الـمـرءَ فــي تصـديـقـه بَـهَــر فـــإن فـــي الـجــو أبــعــاداً مـفـرَّغــة *** مــن الـهـواء وفـيـهـا يـكـمـن الـخـطـر لو جازهـا المـرء لاقـى حتفـه ومضـى *** إلـى الفـنـاء الــذي فــي الـجـو ينتـظـر هــذا كــلام الــذي قــد راح معـتـرضـاً *** وراح يـنـكـر فـــي جــهــل و يـبـتـكـر وفـــاتَــــه أنَّ مــــولانــــا بــقـــدرتـــه *** يـسـخـرِّ الـكــون لـلـهــادي و يـقـتــدر والمعجـزات سمـت فـوق العقـول فــلا *** جـنٌّ يَعِـي سرَّهـا فـي الكـون أو بـشـر وتــلــك مـعـجــزة الـمـخـتـار كــرَّمــه *** بـهــا إلـــهٌ عـظـيــمُ الــشــان مـقـتــدر فـلا الـهـواء هــواء عـنـد مــن عـرفـوا *** ولا المـكـان مـكـان عـنـد مــن نـظـروا وإنـــمــــا الله جـــــــلَّ الله نــظَّــمــهــا *** للمصطـفـى رحـلـةً فــي طَيِّـهـا عِـبــر ومُــثّــلـــت لـــرســــول الله أمــــتُــــه *** وواجـهـتـه لــــدى إســرائــه صــــور أراه مــــن مــكـــة لـلــشــام طـائــفــةً *** مــــن الـخـلائــق لـلـواعـيـن مــدَّكـــرُ رأى فـئــاتٍ لـهــم زرع بـــدا نَـضِــراً *** وكـلـمـا حـصــدوه ضـوعــف الـثـمــر فـقـال مَــن هــؤلاء الـقــوم قـيــل لـــه *** أهـلُ الجهـاد لهـم ضِعْـف الـذي بَـذَروا ليـعـلـم الــنــاس أن الــحــرب أولــهــا *** مـــرٌّ وآخــرهــا الـجـنــات والـسَّـكّــر وبــــان لـلـركــب أقــــوام رءوســهــم *** يـهـوي عـلـى أمـهـا صـخـر فتنـكـسـر وكلـمـا هُشِـمـت عــادت كـمـا خـلـقـت *** وهكـذا لا ينـي عــن ضربـهـا الحـجـر فـقـال مــن هــؤلاء الـقــوم قـيــل لـــه *** من أهملوا الصلواتِ الخمسَ فاحتقـروا رأى وشـاهـد فـــي إسـرائــه صـــوراً *** تسمو بها في النفس في الأخرى وتدَّكر حتـى أتـى القـدسَ فاصطفَّـت بمسـجـده *** جماعـةُ الـرسـل حـيـن استعـلـم القـمـر صلـى إمـامـاً بـهـم قـبـل الـعـروج بــه *** إلــى السـمـوات و احتـفَّـت بــه زُمَــر هــنــاك حــيــث رأى مــــا لا يـكـيِّـفـه *** عقـل أو يحتـو يـه فـي الــورى بـصـر وكــلــم اللهُ طـــــه حــيـــثُ خـاطــبــه *** من غيـر وحـي وصـحَّ الخُبْـر والخَبَـر فـراقِـبـوا الله يـــا قـومــي ولا تَـهِـنُــوا *** وحكِّمـوا دينكـم فـي الأمــر واعتـبـروا فَـدِيْـنُـكـم أفــضــلُ الأديــــان قـاطــبــةً *** لــو صنتـمـوه لــزال الــذل والـخـطـرُ عـــارٌ علـيـنـا إذن أنْ نستـكـيـن إلــــى *** بـغـي الـعـدوّ ويَـعْـرُوْ شَـرْقُـنَـا خـــوَر عـارٌ علـى العـرب والتاريـخُ شاهـدهـم *** بـأنــهــم أمَّـــــروه وهـــــو مــؤتَــمِــر وسـجَّـلـوا مـجـدَهـم بِـيـضـاً صحـائـفـه *** يُتلـى علـى الـدهـر منـظـوراً ويـزدهـر أن يـمـلـك الـيــومَ صـهـيـونٌ معاقـلَـهـم *** ويستـبـيـح حـمــى مَـسْــرا هُـــم نـفــر فــــو الله لــــو لا تـهـاونَّــا بشـرعـتـنـا *** فـــلا نـبـالـي بـمــا نـأتــي ومـــا نـــذر مـهـمــا صـنـعـنـا دسـاتـيــراً مـنـمَّـقــة *** فــإن فـيـهـا فـجــورَ الـغــرب يسـتـتـر ونــحــن قــــوم لــنــا ديــــنٌ نـقـدَّســه *** لسـنـا بـشـرع ســوى الإســلام نأتـمـر نـبـيُـنــا أنـــقـــذ الــدنــيــا بـشِـرعــتــه *** ونـوَّر الكـونَ هـديُ المصطفـى العطـر صـلــى الإلـــه عـلـيـه كـلـمـا طـلـعـت *** شمـس و نـوَّر فـي جنـح الدجـى قـمـر |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 11:01 pm | |
| 8- الصداقة الحقيقية مباديء ومواقف لئن كان قال ذلك لقد صدق انطلق نفرٌ من قريش إلى أبي بكر -رضي الله عنه- يسألونه عن موقفه من الخبر، فقال لهم: "لئن كان قال ذلك لقد صدق"، فتعجّبوا وقالوا: "أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يُصبح؟"، فقال: "نعم؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة"، فأطلق عليه من يومها لقب "الصِّدِّيق".
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: {وما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر فإنه لم يتلعثم}.
وعن زيدِ بن ثابت -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابَهُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب، وَلَهُ شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ" فَقِيلَ لَهُ: فَأَيْنَ أبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: "هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! زَفَّتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إلَى الْجَنَّةِ" وعن عائشةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى لله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ كُلُّ النَّاسِ يُحَاسَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ أبَا بَكْرٍ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ مَرْضِيَّةٍ".
قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: "لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ". (شعب البيهقي -[144].
وكان يقول ليتني شعرة في صدر أبي بكر.
ولقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أوثق عُرى الإيمان: المُوالاة في الله والمُعاداة في الله, والحُبُّ في الله والبُغضُ في الله عَزَّ وَجَلَّ) (صحيح الجامع 2539).
وقال: (ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُلقى في النار). (رواه البخاري 6941).
وذكر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه...). (رواه البخاري1423).
وذكر قصة: (زار رجل أخاً له في قرية, فأرصد الله له ملكاً على مدرجته, فقال: أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية, فقال: هل له عليك من نعمة تربُّها؟ قال: لا إلا أني أحِبُهُ في الله, قال: فإني رسول الله إليك أن الله أحبَكَ كما أحببته) (رواه مسلم 2576).
وقال: (إذا أحَبَّ أحدُكم أخاهُ في الله فليُعلمه، فإنه أبقى في الألفة، وأثبت في المَوَدَّة). (حسن) صحيح الجامع: 280).
خرج كعب بن مامة الإيادي في قافلة ومعهم رجل من بني النمر وكان ذلك في حر الصيف القائظ, فضلوا الطريق في يومٍ حامي الوطيس لافح الحر, وشح ماؤهم كثيرًا بحيث لم يبق لديهم منه إلا القليل, فأخذوا حين يشربون يقتسمون الماء بينهم بالحصى, وذلك أن يُطرح في الإناء حصاة ثم يُصب فيه من الماء بقدر ما يغمر الحصاة, فيشرب كل واحد منهم قدر ما يشرب الآخر ولما دار الوعاء بينهم حتى انتهى إلى كعب بن مامة رأى كعب الرجل النمري يحد نظره إليه فآثره بماءه، وقال للسَّاقي: اسق أخاك النمري بدلاً مني. فشرب النمري نصيب كعب من الماء ذلك اليوم. ثم نزلوا من الغد منزلهم الآخر وتساقوا بقية مائهم على الوجه عينه, ولما انتهى الإناء إلى كعب بن مامة نظر إليه النمري كنظره إليه أمس فقال كعب للساقي: اسق أخاك النمري بدلاً مني. وارتحل القوم إلى أن اقتربوا من الماء ولكن كعبًا قبل وصوله إلى الماء تعب ولم تكن له قوة على النهوض فقالوا له: يا كعب, قد اقتربنا من الماء فانهض ورِده إنك وارد. ولكن كعبًا عجز عن الجواب وحاولوا أن يستنطقوه فلم يستطيعوا لأن قواه قد خارت وعزيمته قد اضمحلّت وأخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة وإيسوا منه فخيَّموا عليه بثوب يمنعه من السَّبع أن يأكله, ومات ولكنه أصبح بإيثاره مضرب الأمثال.
قال أبوه يرثيه: اوفى على الماء كعب ثم قيل له *** رد كعب انك وراد فمـا وردا ماكان من سوقة اسقى على ظما*** خمرا بماء إذا ناجودها بـردا من ابن مامة كعب ثم عى بـه ***زو المنيـة الا حـرة وقــدا
وحُكِيَ أن رجلاً عزم جماعة، فتخلف شخص منهم في منزله، ودخل على زوجة صاحب المنزل فضاجعها، فوثب الكلب عليهما، فقتلهما، فرجع صاحب المنزل، فوجدهما قتيلين.
فأنشد يقول: وما زال يرعى ذمتي ويحوطني * * * ويحفظ عهدي والخليل يخون فواعجباً للخل يهتك حرمتي * * * وواعجباً للكلب كيف يصون
قال عليٌ -رضي الله عنه-: إنّ أخاك الصِّدق من كان معك ** ومن يضُرُّ نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزّمان صدعك ** شتّت نفسه ليجمعك
سيدي يا رسول الله: أنت الذي من نورك البدر اكتسى * * * والشمس مشرقة بنور بهاك أنت الذي لما رفعت الى الـسما * * * بك قد سمت وتزينت بسـراك صـلى عليك الله يا علم الهدى * * * ما اشتاق مشتاق الى مـسراك |
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: رد: مدرسة الإسراء والمعراج الخميس 25 فبراير 2021, 11:02 pm | |
| الفهرس: مقدمة. 1- الثبات على الحق وإلتزام المبدأ. 2- ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً. 3- المؤمن يعيش دائما في معية الله. 4- خطورة الغيبة والمغتابين. 5- أهمية الصلاة. 6- الإسلام دين الفطرة. 7- مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الأنبياء. 8-الصداقة الحقيقية مباديء ومواقف. الفهرست. |
| | | | مدرسة الإسراء والمعراج | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |