معجزة الإسراء والمعراج
** الهجرة إلي الحبشة:
مع زيادة بطش قريش علي المسلمين المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة, أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من استطاع منهم الفرار بدينه بالهجرة إلي الحبشة فليفعل.. فأرض الله واسعة, كما قال الله تعالي في سورة الزمر:

(ا‏لَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏10]‏‏).

ولكن لماذا الحبشة؟
ذلك لأنه كان يحكمها ملك عادل وكان يعتنق المسيحية أسمه "النجاشي"، لا يظلم عنده أحداً، فأمرالنبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من المشركين وقال: إن فيها رجلا لا يُظلم الناس عنده», وكان ذلك في السنة الخامسة..

وتمت الهجرة إلي الحبشة مرتين...
وكان أهل الهجرة الأولى: اثني عشر رجلا وأربع نسوة. وكان أول من هاجر إليها: عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وستر قوم إسلامهم...

وممن خرج: الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامرأته رضي الله عنهم.

وكان عدة من خرج في المرة الثانية: ثلاثة وثمانين رجلا ومن النساء تسع عشر امرأة.

وأقام المسلمون في الحبشة في أحسن جوار‏...‏

كان لا يرهبهم أحد ويعبدون الله كما أرادوا آمنون...

تحت حماية ملك الحبشة " النجاشي ", ولما مات في الحبشة ولم يصلي عليه أحد..

وأوحي  الله تعالي لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بموته وكان ذلك بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة أمر من معه بصلاة الجنازة علي النجاشي – وهي المعروفة بصلاة الغائب- ترحماً عليه .

** المقاطعة العامة:
لم يكتفي المشركين بما يفعلونه بالرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين, ولكن من شدة غيظهم وحنقهم من دعوته لدين جديد وتسفيه آلهتهم أجتمعوا علي أنزال الضرر علي  كل من ينتمي إلي بني هاشم الذي ينتمي لها الرسول -صلى الله عليه وسلم-..

وألهمتهم شياطينهم عن فكرة المقاطعة العامة لبي هاشم..

وأجمعوا أمرهم على ألّا يجالسوهم، ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم...

حتى يُسلِموا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتله..

وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق "ألّا يقبلوا من بني هاشم صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل" ومع مرور الأيام ضاق الحال ببي هاشم واشتد عليهم البلاء, ومع قلة الطعام والماء كان يسمع أصوات نسائهم يتضاغون من وراء الشِّعْب من الجوع...

واشتد أذي المشركين على مَن أسلم ممَن لم يدخل الشعب وعظمت الفتنة وزلزل المسلمون زلزالا شديدًا..

ولكن الله غالب علي أمره ولو كره لمشركون..

وبدأ البعض يرفض هذه المقاطعة الظالمة التي كادت أن تهلك النساء والأطفال, وساعدوا بني هاشم بإدخال الطعام وغيره خفية...

وعندما كثر الرافضين لهذا الظلم نقضوا ماكان في الصحيفة واعتبروها كأنها لم تكن..

وزاد ذلك من غيظ المشركين وأذاهم للمسلمين وللنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

** عام الحزن:
بعد فشل أسلوب المقاطعة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه علي القبائل ويدعوهم إلي دين لله تعالي..

وحدث أمران أحزنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيراً..

الأول: موت عمه "أبو طالب" الحصن الحصين له بعد الله تعالي الذي صبر علي أذي قومه وظل يتولي حمايته بنفوذه ومكانته بين قريش حتي عجزوا علي النيل منه وقتله..

مات ولم يقل لا إله إلا الله..

علي الرغم من محاولة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحثه علي النطق بها قبل موته..

- فقد روي أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال‏:‏ ‏(‏أي عم، قل‏:‏ لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله ‏)‏ فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية‏:‏ يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب‏؟‏

فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به‏:‏ على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه‏)‏، فـنزلت‏:‏‏{‏ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏113‏]‏ ونزلت‏:‏ ‏{‏إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‏}‏ ‏[‏القصص‏:‏ 56‏]‏‏.‏

والثاني: موت زوجته "خديجة بنت خويلد" -أم المؤمنين رضي الله عنها التي وقفت معه تؤيده وتصره وتوفر له كل وسائل الراحة لنجاح دعوته وكانت أول مؤمنة به وبما جاء من لله تعالي.

نعم مات عمه الحصن لحصين, وماتت زوجته الحنون..

ولكن الله حي لا يموت..

لذا استمر النبي -صلى الله عليه وسلم- رغم حزنه وألمه بالدعوة إليه جل وعلا لا يخاف فيه لومة لائم.

** مع أهل الطائف
لما اشتد البلاء من قريش على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بعد موت عمه خرج إلى الطائف..

وكان معه زيد بن حارثة مولاه.

فأقام بينهم عشرة أيام.

لا يدع أحداً من أشرافهم إلا كلمه ودعاه إلي دين الله تعالي..

تمني أن يساعدوه وينصروه حتي يبلغ رسالة ربه..

ولكنه وجدهم علي غير ماظن وتمني..

قالوا له: اخرج من بلدنا.

وأغروا به سفهاءهم, وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات لا تليق به -صلى الله عليه وسلم-.. حتى دميت قدماه, "وزيد بن حارثة" يقيه بنفسه حتى أصابوه في رأسه فانصرف إلى مكة محزونا..

ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة على ثلاثة أميال من الطائف..

وهناك جلس النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا ربه وهو حزين علي مايقي من صد ونفور من الناس وهو الذي يدعوهم للحق سبحانه...

فلما رآه ابنا ربيعة حال النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذتهما نخوة العرب وعزتها في مساعدة المحتاجين والضعفاء ونصر المظلومين, وأشفقا علي النبي -صلى الله عليه وسلم-..

فدعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له‏:‏ عَدَّاس، وقالا له‏:‏ خذ قطفًا - عنقود- من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل‏.‏

فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلًا‏:‏ ‏(‏بسم الله‏)‏ ثم أكل‏.‏

وهنا أصابت كلمات النبي -صلى الله عليه وسلم- الدهشة والعجب في نفس عداس..

"بسم الله" هذا كلام لم يسمعه من العرب قط!!

فقال عداس‏:‏ إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد..

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أي البلاد أنت‏؟‏ وما دينك‏؟‏)

قال‏:‏ أنا نصراني من أهل نِينَوَى‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى -عليه السلام-‏‏.‏

قال له عداس وقد زاد عجبه من النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ وما يدريك ما يونس ابن متى‏؟‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي‏)‏...

وهنا أدرك عداس صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- علي الفور من كلامه الذي يخبره بما يعلمه يقيناً..

فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها‏.‏

وأثار عمل عداس دهشة ابنا ربيعة, فلما جاء عداس قالا له‏:‏ ويحك ما هذا‏؟‏

قال عداس‏:‏ يا سيدى، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبى.

قالا له‏:‏ ويحك يا عداس، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه‏.‏

ورجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب...

ولندع النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبرنا بنفسه عن هذه اللحظات:
قال -صلى الله عليه وسلم-: فانطلقت -وأنا مهموم- على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْنِ الثعالب -وهو المسمى بقَرْنِ المنازل- فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني..

فقال‏:‏ إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم‏.‏

فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ ثم قال‏:‏ يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين..

- والأخشبان‏:‏ هما جبلا مكة‏:‏ أبو قُبَيْس والذي يقابله، وهو قُعَيْقِعَان.

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم‏- :‏ بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا‏)‏‏.‏

وزاد ألم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمام هذا البلاء والرد والصد من قومه, فضلاً عن الحالة التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحزن لموت عمه وزوجته وأم أولاده "خديجة بنت خويلد" رضي الله عنها..

ولكن الله تعالي كان يعد للنبي -صلى الله عليه وسلم- حدثاً عظيماً ليخرجه من هذه الحالة التي هو عليها من الألم والحزن..

وتعينه علي مواصلة الجهاد والدعوة لنشر دينه -جل وعلا- بلا كلل أو ملل..

فماذا كان هذا الحدث ومدي تثيره علي النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
والسؤال الأهم كيف تلقي المشركين والمسلمين هذا الحدث العظيم علي الرغم من مخالفته للواقع ولسنن الحياة!!

لأنه لم يكن حدثاً عادياً علي الإطلاق, بل معجزة بهرت العقول والألباب..

إثارة دهشة الجميع وتعجبهم وصاروا بين مصدق ومكذب بها.

وكان امتحانا لم ينجح فيه إلا من رحم ربي.

**معجزة الإسراء والمعراج:
الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة إلي المسجد الأقصى في فلسطين وبجسده  في ليلة واحدة!!

كان حدثاً فريداً ومعجزة ربانية خص الله تعالي بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-, حتي أن الله تعالي كلمه من وراء حجاب دون واسطة بينهما.

قال تعالي: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1))- الإسراء.

وها هي قصة الإسراء والمعراج بإيجاز شديد والله المستعان:
أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في فلسطين وصلَّى هناك بالأنبياء جميعاً...

ولندع سيدنا أنس ابن مالك يروي لنا المعجزة كما سمعها من النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (أُتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس..

قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن... فقال جبريل -عليه السلام- اخترت الفطرة.

ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل.. فقيل: مَن أنت قال: جبريل.

قيل: ومَن معك؟ قال محمد.

قيل: وقد بعث إليه؟.

قال: قد بعث إليه ففتح لنا.. فإذا أنا بآدم -عليه السلام- فرحب بي ودعا لي بخير.

ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام.. فقيل: مَن أنت؟ قال جبريل.. قيل ومَن معك؟ قال محمد... قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه.. ففتح لنا.. فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عُرج بي (أي صعد بي) إلى السماء الثالثة...

فاستفتح جبريل فقيل مَن أنت قال جبريل قيل ومَن معك قال محمد -صلى الله عليه وسلم- قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف -عليه السلام- إذا هو قد أعطي شطر الحسن (أي نصفه) فرحب ودعا لي بخير...

ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام.. قيل: مَن هذا قال: جبريل.. قيل: ومَن معك قال: محمد.. قيل: وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه.. ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عز وجل: (ورفعناه مكاناً علياً)..

ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل.. قيل: مَن هذا قال: جبريل.. قيل: ومَن معك؟ قال محمد.. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه.. ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير...

ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام.. قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل.. قيل: ومَن معك؟ قال: محمد.. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه.. ففتح لنا فإذا أنا بموسى -عليه السلام- فرحب ودعا لي بخير...

ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل.. فقيل: مَن هذا؟ قال: جبريل.. قيل: ومَن معك؟ قال محمد -صلى الله عليه وسلم- قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه.. ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم -عليه السلام- مسنداً ظهره إلى البيت المعمور-بيت في السماء السابعة تطوف به الملائكة- وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه...

ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى...

فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها (أي علاها) من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها (أي يصفها) من حسنها..

فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة...

فنزلت إلى موسى -عليه السلام- فقال: ما فرض ربك على أمتك؟...

قلت: خمسين صلاة..

قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت (أي اختبرت وامتحنت) بني إسرائيل وخبرتهم.. قال: فرجعت إلى ربي...

فقلت: يارب خفف على أمتي فحَط عني خمساً فرجعت إلى موسى فقلت: حط عني خمساً.. قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف...

قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى -عليه السلام- حتى قال: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة.. ومَن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومَن همَّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة..

قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى -عليه السلام- فأخبرته.. فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه) اهـ.

** موقف المشركين والمسلمين من معجزة الإسراء:
عندما حدَّث النبيُ -صلى الله عليه وسلم- المشركينَ بالمعجزة اشتد تكذيبهم وأذيتهم وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس إن كان صادقاً فيما يقول..

فجلاه الله له، وكأنما يراه رؤية عين فأخذ يصفه بدقة ويذكر كل كبيرة وصغيرة فيه، وهم لا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا..

ولم يزيدهم ذلك إلا نفورًا، وأبي الظالمون إلا كفورًا.

أما موقف المسلمين أنفسهم فقد كانوا بين مصدق ومكذب..

وكان هذا بلاء من الله وامتحان علي صدق إيمانهم وتصديقهم بدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وكان أكثرهم إيماناً وتصديقاً بما أخبرهم به من المعجزة.. الصِدِّيق أبو بكر –رضي الله عنه- ويقال‏:‏ سُمى أبو بكر -رضي الله عنه- صِدِّيقًا؛ لتصديقه هذه الوقعة حين كذبها الناس‏.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين.