منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة الزمر الآيات من 01-05

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الزمر الآيات من 01-05   سورة الزمر الآيات من 01-05 Emptyالسبت 13 فبراير 2021, 12:54 am

سورة الزمر
http://ar.assabile.com/read-quran/surat-az-zumar-39
تفسير السورة خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(نـال شــرف تنسيــق هـــذه الســورة الكريمــة: أحمد محمد لبن)

سورة الزمر الآيات من 01-05 Ocia_a41
سورة الزمر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


فَرْق بين تنزيل وإنزال ونزول؛ النزول هو الحدث الذي يأتي بشيء من أعلى إلى أدنى، والإنزال يدل على أن الذي أنزل أعلى من المُنزل إليه، أما التنزيل فيدل على النزول على فترات بحسب الأحوال.


فقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ) (القدر: 1) يعني: أنزلناه جملةً واحدة في أول رسالة محمد، ليباشر القرآنُ مهمته في الوجود، ثم نُزِّل بعد ذلك مُنجَّماً حَسْب الحاجة.


قال تعالى: (وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً) (الإسراء: 105).


يعني: أنزلناه بالحق بداية، وظلَّ على الحق لم يستطع أحد أنْ يُغيِّره أو يُفسده؛ لأنه حقٌّ.


وهذه المادة نزل أو نزَّل أو أنزل، تدل كلها على عُلُو المنزِّل ودُنُو المنزل إليه، وتدل على أن شرف المنزَّل من شرف مَنْ أنزله، وتدل أيضاً على أن مَنْ أنزل المنهج القويم للمخلوق يريد أنْ يكرمه وأنْ يعلوَ به.


إذن: دَلَّ الإنزال على شرف المنزِّل وعلو مكانته، وعلى شرف ما أُنزل وعلى شرف مَن اختاره الله، وجعله أهلاً لأنْ يُوجه إليه هذا الخير.


ومن ذلك قوله تعالى في أمة محمد: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران: 110).


ولما تتبعنا مادة (نزل) في القرآن الكريم وجدناها كلها تدل على العُلو، إلا في عدة مواضع لم يكُن الإنزالُ فيها من العلو، وهو قوله تعالى في سورة الحديد: (وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (الحديد: 25) فالحديد لا ينزل من عُلو إنمَا يُستخرج من الأرض، فلماذا قال الله: (وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ) (الحديد: 25)؟


قالوا: نعم الحديد من الأرض، لكن مَنْ جعله فيها؟


الخالق سبحانه، إذن: فهو أيضاً إنزال أي: جعل له في الأرض، فلا تنظر إلى جهة الإنزال، إنما إلى مَنْ أنزل.


ثم إن إنزال الحديد تتميمٌ لرسالات الرسل لهداية الخلق إلى منهج السماء، لأن الله تعالى قال بعدها: (وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ) (الحديد: 25) فمن الحديد سنصنع السيوف والرماح وعُدَّة الحرب.


كذلك في: (وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ..) (الزمر: 6) وقوله: (يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف: 26).


وفي مسألة الإنزال هذه نلحظ لفتة جميلة في أسلوب القرآن الكريم، في استخدام حرف الجر المتعلق بالفعل أنزل، وكيف أنه يأتي مناسباً للمعنى المراد من الإنزال، ففي خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له رَبُّه عز وجل: (نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ) (آل عمران: 3) قال (عليك) مع أن الكتاب نزل للناس جميعاً: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ) (ص: 29).


لكن رُوعي هنا المخاطب المستقبل المبلَّغ عن الله، لكن لما يتكلم على النعم التي ينتفع الناس بها مباشرة يقول (عليكم) ثم نلحظ دقة التعبير في استخدام حرف الجر، قال: (وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ) (الزمر: 6) وفي اللباس قال: (قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ) (الأعراف: 26) قالوا: لأن اللباس الساتر للبدن يكون على الجسم يلفه ويستره، فناسبه الحرف (على).


أما الأنعام فهي شيء مستقل منفصل عن الإنسان.


الحق سبحانه و تعالى يعطي من علو، ولكن الذي يعطي له هو من صنعته أيضاً، فعلو في خَلْق آدم الخليفة، وعُلو في المنهج الذي يصونه، حتى أن بعضهم قال: إن الإنسان خليفة لله في الأرض، بمعنى أنه مُفَوَّض من الله بالقيام بما أراده الله، بدليل لو كان هناك محتاج ضَنَّ الناس عليه يقول الله لهم: (مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) (البقرة: 245).


فسمَّى هذا الإعطاء للفقير قرضاً، مع أنه سبحانه المعطي الواهب لهذا المال، لكن لما كان الحق سبحانه هو الخالق، وهو الذي استدعى الإنسان للوجود وتكفَّل له برزقه، فاعتبر المال ماله وحقه، فإنْ بذله فهو قرض لله.


ومثَّلنا لذلك - ولله تعالى المثل الأعلى - قلنا: حين تعطي ولدك مصروفه فيجعله في حصالة مثلاً، ومرَّتْ بك ظروف احتجتَ لما في حصالة الولد فقلت له: سلّفني ما في حصالتك لحين ميسرة.


مع أنك صاحب هذا المال.


فكأن الحق سبحانه يحترم ملكية العبد، مع أنها من فضله، فإنْ طلبها منه طلبها على سبيل القرض.


و (الكتاب) أي: القرآن.


فمرة يقول: الكتاب.


ومرة: القرآن، دليل على أنه سيأخذ الوَصْفين معاً، فهو كتاب بمعنى مسجل ومكتوب يعني لا يُنكر، وهو قرآن بمعنى مقروء، فهو مُسجَّل في السطور ومحفوظ في الصدور، وهذه ستكون حجة علينا.


وقد علمنا الدقة التي اتبعها الصحابة في جمع القرآن من صدور الحفظة، فكانوا لا يكتبون آية إلا إذا قرأها اثنان من الحفظة واتفقا على صحتها، كذلك يشهد على صحتها اثنان بعد الكتابة، فدَلَّت هذه الدقة على حيثيات قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).


وكلمة (الكتاب) هكذا بأل التعريفية تدل على أنه الكتاب الكامل في الكتب، ولا تنصرف هذه الكلمة إلا إلى القرآن الكريم.


وقوله تعالى: (مِنَ ٱللَّهِ) (الزمر: 1) دل على أن التنزيل من أعلى لأدنى، لكن لماذا قال (مِنَ ٱللَّهِ) (الزمر: 1) ولم يقُل: من الرب؟


لأن هذا الكتاب جاء بمنهج للتربية، والرب هو المتولي للخَلْق وللتربية.


قالوا: لأن الربوبية عطاء يشمل الجميع المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، فالرب خلق الجميع الخَلْق المادي وأمدَّ الجميع، فالكل في عطاء الربوبية سواء.


أما المنهج الذي نزل به الكتاب، فهو منهج إيماني وخُلُقي وتعبُّدي من عطاء الألوهية، لا من عطاء الربوبية، لذلك قال في الكتاب: (مِنَ ٱللَّهِ) (الزمر: 1).


والله عَلَم على واجب الوجود، أما الأسماء الحسنى فهي أوصاف بلغت العظمة؛ لأنها لله تعالى وغلبتْ عليه، فصارت أسماء قال تعالى: (وَللَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: 180) والجامع لها كلها لفظ الجلالة الله، فحين تقول الله كأنك ناديتَ الله بجميع أسمائه الحسنى؛ لذلك أمرنا أنْ نبدأ العمل بقول باسم الله، والعمل يحتاج إلى قوة وإلى علم وإلى حكمة وإلى عزة.. إلخ.


فلو كنتَ مُقبلاً على عمل يحتاج إلى عشرين صفة مثلاً فهل تقول: باسم القوي، باسم العليم، باسم الحكيم..


لا لأن في وُسْعك أن تجمع كلَّ هذه الصفات في قولك باسم الله؛ لأن لفظ الجلالة هي الكلمة الجامعة لكل صفات الكمال، وتناسب كل ما يحتاجه العمل، وكل ما يتعلق بالفعل، مما تعرفه أنت ومما لا تعرفه.


لذلك قالوا: إياك أنْ تدعَ هذه الكلمة في بداية العمل، حتى لو كنتَ عاصياً فلا تَخْزَ من ربك ولا تخجل أنْ تقولها، ولا تستبعد أنَّ الله يعاونك حتى وأنت عاصيه، لأن ربك الذي تدعوه وتبدأ عملك باسمه رحمن رحيم، وهو الذي أمرك أنْ تقولها.


إذن: قال سبحانه: (تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ) (الزمر: 1) لأن الكتاب نزل بمنهج وقيَم، ولم يقل: من الرب لأن الربَّ وصفٌ خاص بالمادة وبالقالب.


وقوله: (ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ) (الزمر: 1) العزيز هو: الغني عن الخَلْق الذي لا تنفعه طاعتهم، ولا تضره معصيتهم، وجاء هذا الوصف بعد (تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ) (الزمر: 1) لمناسبة، فكأن الحق سبحانه يقول لنا: اعلموا أنني متطوع بهذا المنهج الذي أنزلته عليكم، وأريد به سعادتكم في الدنيا ونعيمكم في الآخرة، أما طاعتكم لمنهجي فلا تزيد في ملكي شيئاً، لأنني الغني عنكم، فأنا العزيز عن خَلْقي.


لذلك في مسألة الشرك بالله قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ) (النساء: 48).


وقال في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك به معي غيره تركته وشركه".


يعني: أنا متنازل لهذا الشريك عن العمل كله، لأني عزيز عن خَلْقي، لا مصلحة لي من طاعتهم، إنما المصلحة تعود عليهم هم.


إذن: فربُّك خلقك وأنزل عليك ما يصلحك، فإن أطعْتَهُ أثابك، لأن لله تعالى صفات، وهذه الصفات تحتاج إلى متعلقات، فحين تؤدي هذه المتعلقات لله يجازيك عليها.


إذن: قُلْ باسم الله واعلم أنه عزيز عن هذه، وتذكَّر قوله سبحانه في الحديث القدسي: "يا عبادي، لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً.


ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وشاهدكم وغائبكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من مُلكي شيئاً.


يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد، وسألني كلُّ واحد مسألته فأعطيتُها له ما نقص ذلك من مُلكي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدْخِلَ في البحر، ذلك أني جَوَادٌ ماجد واجد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أنْ أقولَ له: كُنْ فيكون".


فالحق سبحانه هو العزيز الذي يَغْلِب ولا يُغلب، وهو سبحانه يخلع من هذه الصفة على مَنْ يؤمن به، فللمؤمن عزة من عزة الله، أما غير المؤمن فيبحث عن عزة بالإثم استكباراً بلا رصيد، ومن ذلك قول المنافقين.


(لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ..) (المنافقون: قال الله لهم: صدقتم في هذه المقولة: ليُخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ، لكن مَن الأعز؟


ومن الأذل؟


ثم حكم الحق سبحانه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون: 8).


إذن: أنتم الأذل، وأنتم الذين ستخرجون من المدينة لا رسول الله، وقد تم ذلك لرسول الله، وقد كان.


والحق سبحانه مع أنه (ٱلْعَزِيزِ..) (الزمر: 1) الذي يغلب ولا يُغلب، فهو سبحانه (ٱلْحَكِيمِ) (الزمر: 1) أي: الذي يضع الشيء في موضعه.


ومن هذه الحكمة أنه سبحانه لا يطبع المؤمنَ على العزة الدائمة، ولا على الذِّلة الدائمة، كذلك لا يطبعه على الرحمة الدائمة، ولا على الشدة الدائمة، بل ينفعل للأحداث الإيمانية، كما قال سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح: 29) وقال: (أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ) (المائدة: 54).


ومع أن هذه طباع في النفس إلا أنها مُعدَّلة بمنهج مَنْ خلقها، فإنْ كان الموقف يحتاج إلى رحمة فالمؤمن رحيم، وإنْ كان الموقف يحتاج إلى شدة.


فالمؤمن شديد.


إذن: هذا مظهر من مظاهر حكمة الخالق سبحانه، فإنْ قلتَ: هذه طباع، نعم طباع لكن مُعدَّلة بمنهج مَنْ خلقها.


والحكمة مأخوذة من شيء حسِّيٍّ، مأخوذة من الحَكَمة التي تُوضع في فم الفرس، والتي نسميها اللجام، وهو الأداة التي بها نتحكَّم في حركة الفرس، وفي سرعته واتجاه سَيْره، وبها نكبح جماحه إنْ جمح.



سورة الزمر الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 01-05   سورة الزمر الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 16 فبراير 2021, 7:23 am

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (٣)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


الحق هو الأمر الثابت الذي لا تأتي أغيار الزمن فتنقضه، وما دام الحق ثابتاً لا يتغير فلا يغرنك عُلُوُّ الباطل إنْ علا يوماً من الأيام؛ لأن عُلُو الباطل من ثبات الحق، فالباطل حين يعلو يعضُّ الناسَ، ويشقى به الخَلْقُ، ويكتوون بناره، وعندها يتطلعون للحق ويتشوَّقون إليه.


فكأن الباطل جندي من جنود الحق، والكفر جندي من جنود الإيمان.


فالله تعالى لا يسلم الحق أبداً، ولكن يتركه فترة حتى يعلوَ الباطلُ عليه ليبلوَ غيرة الناس عليه، فإذا لم يغاروا عليه غار هو عليه.


(فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ) (الزمر: 2) يعني: ما دُمْنا قد أنزلنا إليك الكتاب بالحق فانظر ماذا في الكتاب، فيه منهج افعل كذا ولا تفعل كذا، فيه تكليفٌ للجوارح، ولابُدَّ أنْ يسبق العمل بالتكليف اقتناعُ القلب بالمكلف والإيمان به.


فأنت حين تقف أمام قضية صعبة تعجز عن التفكير فيها، أو أخذ قرار تذهب إلى مَنْ شُهِد له بالحكمة أو العلم والرأي ليفكر لك ويُعينك على أمرك، فمثل هذا الرجل تأتمنه وتسلم له زمام أمرك؛ لأن رأيه يصلحك.


إذن: لابُدَّ قبل العمل بافعل ولا تفعل أنْ تثقَ وتتيقن بمن كلَّفك، وهذا هو الإيمان الذي ينبغي أنْ يسبق العملَ.


لذلك نقول: لا ينفع إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان، واقرأ قول الله تعالى: (قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات: 14).


لذلك قال تعالى: (فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ) (الزمر: 2) فشرْطُ العبادة الإخلاص، والعبادة تعني طاعة العابد لأمر معبوده ونَهيه، وهذا التحديد لمعنى العبادة يُبطل عبادةَ كلِّ ما سِوَى الله تعالى، فالذين عبدوا غير الله من شمس أو قمر أو نجوم أو أشجار أو أحجار عبدوا آلهة -كما يزعمون- بلا منهج وبلا تكاليف.


إذن: فكلمة العبادة هنا خطأ وهي باطلة، فماذا قالت لهم هذه الآلهة؟


بِمَ أمرتْهُمْ وعَمَّ نَهَتْهم؟


ماذا أعدَّتْ هذه الآلهة لمن عبدها؟


وماذا أعدت لمن كفر بها؟


فأول ما يُبطل عبادة غير الله أنها آلهة بلا منهج وبلا تكاليف.


أما الذين قالوا: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ) (الزمر: 3) فالله سبحانه نهى عن هذه الزُّلْفى، ونهى أنْ يكون بينه وبين عباده واسطة أو وسيلة.


ثم إن الحق سبحانه أراد أنْ ينبه الخَلْقَ إلى بديع صُنْعه، وإلى هذا الكون المكتمل، وهذه الهندسة الدقيقة في كل جزئياته، وأن هذا الكون فيه كل مُقوِّمات الحياة وكل الأنواع الواهبة للخير، فهل ادعاه أحد لنفسه؟


هل قال أحد: إني خلقتُ هذا الكون مع كثرة الملحدين والمنكرين لوجود الله؟


لم يحدث أبداً شيء من هذا.


إذن: الدعوة تثبت لمدعيها طالما لم يقم لها معارض، فالله تعالى هو الخالق وحده، وهو المستحق للعبادة وحده، وما دونه ضلال وباطل.


لذلك قال سبحانه: (قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً) (الإسراء: 42) يعني: ذهبوا إليه ليناقشوه كيف أخذ الخَلْق منهم؟


وكيف ادعاه لنفسه؟


ومعنى: (مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ) (الزمر: 2) يعني: اجعل الدينَ خالصاً لوجه الله، وامنع الرياء لأن الذي ترائيه لا يملك لك من ثواب العمل شيئاً، فالمرائي الذي يرائي مثلاً في صدقته ينفع المحتاج بالصدقة، وهو لا ينتفع بها؛ لأن الله تركه يأخذ أجره مِمَّن يرائيه، والعبد مثلك لا يملك لك شيئاً.


وفَرْق في المعنى بين مُخْلِص بالكسر، ومُخْلَص بالفتح: المخلَص هو مَنْ يسبق عطاء الله لَه بالإخلاص فيخلص، أما المخلص فيصل بعطاء إخلاصه إلى عطاء الله.


قلنا زمان: من الناس مَنْ يَصل بطاعة الله إلى كرامة الله يعني: ألحَّ في الطاعة وداوم طَرْق الباب حتى فُتِح له.


وآخر يصل بكرامة الله إلى طاعة الله، يعني: ربه يختاره للطاعة ويخطفه من الخلق أو من المعصية إلى الطاعة، مثل كثيرين من المتصوفة، ومثال ذلك القاضي عياض -رحمه الله-، فقد كان في بداية أمره قاطعَ طريق، وفي يوم خرج كعادته يقطع الطريق على الناس، فسمعهم يقولون: لا تمروا من هنا فعياض على هذا الطريق، نزلت هذه الكلمات على عياض نزولَ الصاعقة، فكيف يهابه الناس ويخافونه لهذه الدرجة، فأخذ يُؤنِّب نفسه وعزم على التوبة، وقال: ياربّ تُبْ عليَّ حتى يأمنَ هؤلاء.


فتاب الله عليه.


فلما استقام سأله الناس الذين يعرفون حقيقته: ما جرى لك يا عياض، يعني: كيف صِرْتَ من الأولياء، بعد أن كنتَ قاطع طريق؟.


قال: والله إني لأعرف سببها، لقد مررتُ يوماً بسوق البطيخ -أظن في بغداد- فوجدت ورقة من المصحف ملقاةً على الأرض يدوسها الناس فأخذتها ونظفتُ ما بها من الأذى، ثم طيَّبتها بدرهم لم يكُنْ معي غيره، ثم وضعتها في شق عال، قال: والذي نفسي بيده لقد سمعتُ بعدها منادياً ينادي: لأطيبنَّ اسمك كما طيبتَ اسمي وكانت هذه الحادثة أول عهد عياض بالولاية.


لذلك ورد أن النبي صلى الله قال: "إن الله أخفى ثلاثاً في ثلاث: أخفى رضاه في طاعته" فلا تحقرن طاعةً أبداً، واعلم أن الله غفر لرجل لأنه سقى كلباً يلهث من العطش، وهذا العمل يدل على محبة طاعة الله وإلا فماذا يأخذ الرجل من الكلب؟


أم تراه ينافقه؟


إذن: ليس إلا حب الطاعة.


"وأخفى غضبه في معصيته" فلا تحقِرنَّ معصية أبداً، وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.


"وأخفى أسراره في خلقه" كما أخفى أمر عياض وتاب عليه

.

ثم يقول سبحانه: (أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ) (الزمر: 3) بعد أنْ خاطب الحق سبحانه نبيه بقوله: (فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ) (الزمر: 2) أراد سبحانه أنْ ينبه الأذهان إلى أهمية الإخلاص لله تعالى، فجاء بهذا الحرف الدال على الاستفتاح (ألا).


وهذا الأسلوب يتبعه العربي في كلامه، لأن المتكلم أمير نفسه يتكلم في أيِّ وقت شاء، وهو يعي ما يقول وله خيار فيما يقول أمَّا السامع فليس له خيار فربما كان مشغولاً عن المتكلم فيفوته بعض الكلام؛ لذلك على المتكلم أنْ ينبهه من غفلته، وأنْ يُهيِّئه لأنْ يسمع، لا سيما إنْ كان الكلام مهماً أو نفيساً لا ينبغي أن يفوتك منه شيء؛ لذلك قال سبحانه: (أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ) (الزمر: 3).


ونلحظ أيضاً هنا أسلوبَ القصر في تقديم الجار والمجرور (لِلَّهِ) (الزمر: 3) على المبتدأ الدين الخالص، فلم يَقُلْ سبحانه الدين الخالص لله، لأنها تحتمل أن نقول: ولغيره، أمَّا قوله (لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ) (الزمر: 3) أي: له وحده، فقصرت إخلاص الدين على الله تعالى دون غيره، تقول: هذا المال لزيد.


ولزيد هذا المال.


لكن، لماذا لله الدين الخالص؟


قالوا: لأن الدينَ شرعُ الله هو الذي شرعه، وهو سبحانه الذي يُجازي عليه، فاحذر إذن أنْ يكون عملك بمنهج الله مقصوداً به غير الله؛ لأن غير الله لم يشرع لك، ولا يستطيع أنْ يعطيك أجر العمل.


فكأن الله تعالى يريد أنْ يُحَصِّن حركة الإنسان في كل شيء، بحيث تعود عليه كل حركاته بالخير؛ لذلك دَلَّهُ على الطريق الذي يؤدي به إلى الخير، وهو طريق إخلاص العبادة لله وحده.


ثم يذكر سبحانه مقابل إخلاص العبادة لله، فيقول: (وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ) (الزمر: 3) قائلين ومبررين موقفهم حين تبيَّن لهم كذبهم في عبادة ما دون الله، وحين تقول لهم إن هذه الآلهة لا ترى ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع، وحين تضيق عليهم الخناق يقولون (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ) (الزمر: 3).


والذي يُقرِّبك إلى الله لابُدَّ أنْ يكون مشهوداً بالتبعية لله تعالى، وهذه الآلهة التي تعبدونها ليست مشهودة بالتبعية لله تعالى، بل هي من صُنْعكم أنتم ومن نَحْت أيديكم، وإذا أطاحت به الريح أقمتموه في مكانه، وإذا كسر ذراعه أصلحتموه.


إذن: فعبادتكم لها باطلة، وأنتم كاذبون في هذه العبادة (إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر: 3) كلمة الحكم لله كلمة ترهب، لأن حكمَ الله هو الحق الذي لا يُحابي أحداً، فالمؤمن حين يسمع هذه الكلمة يطمئن، لأنه سيأتي يوم لا يكون الحكم فيه إلا لله كما قال سبحانه: (إن الحكم إلا لله) أي: لله وحده لا لغيره، لذلك أنت لا تقول لخصمك: أنا حكَّمت الله بيني وبينك إلا وأنت واثق أن الحق معك.


لذلك يغضب بعض الناس لو قلت لأحدهم: الله وكيل بيني وبينك.


ولو كان على الحق لا يخاف شيئاً لقال وأنا رضيتُ هذه الوكالة وقبلتُ بها، لكن كونه يغضب حين نُحكِّم الله فيما بينكما، فهذا دليل على أنه يخاف هذا الحكم لأنه على باطل.


ثم إن حكم الله سيأتي في وقت لا حكمَ فيه إلا لله: (إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ) (الأنعام: 57).


ثم يقول سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ) (الزمر: 3) نعم لا يهديه الله، لأن الكاذب الكفَّار ليس أهلاً لعطاء الهداية؛ لأن الله تعالى هدى الكل هدايةَ الدلالة والإرشاد، فمَنْ آمن منهم زاده هداية المعونة والتوفيق، قال سبحانه: (وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد: 17).


وسبق أن ضربنا مثلاً لذلك قلنا: إن رجل المرور الذي يقف على مفترق الطرق ينظم المرور ويرشد الناس، فحين تسأله أين الطريق إلى الأسكندرية مثلاً يقول لك من هنا، فتتوجه إلى حيث أرشدك، وقبل أنْ تفارقه قلت له: جزاك الله خيراً، لقد كدتُ أضلّ الطريق، وأذهب من هنا ومن هنا، لولا أن الله يسَّر لي أنْ أقابلك، فقال لك: والله أنت رجل طيب تستحق كل خير، لكن في هذا الطريق منطقة خطر سأركب معك حتى أساعدك في المرور منها.


إذن: لما أطعتَهُ في الإرشاد الأول زادكَ بالمعونة والمساعدة، كذلك الحق -سبحانه و تعالى- مَنْ يستجيب لهداية الدلالة والإرشاد فيؤمن يزيده هداية أخرى، هي هداية التوفيق والمعونة.


والكاذب الكفَّار هو الشديد الكفر الذي لا ينتفع بإرشاد، ولا هداية.



سورة الزمر الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 01-05   سورة الزمر الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 16 فبراير 2021, 7:26 am

لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

تحدثنا هذه الآية عن نوع آخر من الشرك، فهؤلاء لم يعبدوا الأصنام ولا الشمس ولا القمر، إنما اتخذوا أشياء أخرى يروْنَ بينها وبين الله تعالى صلة، كما نقول (من ريحته)، ورأوا أن ذلك أخفّ وأهون من عبادة الأصنام، هؤلاء كالذين قالوا عزير ابن الله، والذين قالوا المسيح ابن الله، أو الملائكة بنات الله.. إلخ فردّ الله عليهم: (لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ) (الزمر: 4) يعني: هذه مسألة لا دَخْلَ لكم فيها ولا اختيار، لا تختاروا أنتم لله ولداً؛ لأن الله تعالى لو أراد ذلك -على فرض- لاختار من خَلْقه ما يشاء هو، لا ما تختارون أنتم.

لذلك خاطب الحق سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ) (الزخرف: 81) أي: من اختياره ويخبر هو به: (فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ) (الزخرف: 81) يعني: أول المصدِّقين المؤمنين به، فهو على العين والرأس، إنما هذا أمر لم يخبر الله به، وإنما نفاه عن نفسه سبحانه وقد ورد في الحديث: "الخَلْق كلهم عيال الله، فأحبُّهم إليه أرأفهم بعياله".

إذن: فالبنوة ليست لله تعالى، وحتى في بنوة الرسل لم يجعلها الله بنوةَ دم، ولا بنوةَ أبدان، إنما بنوة أديان، وأوضح مثال على ذلك سيدنا نوح -عليه السلام- وولده.

لما أبَى الولد وعصى أمر أبيه أيقَن الوالد أنه من الهالكين، فدعا الله: (فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ) (هود: 45) لكن عدل الله له معنى البنوة، فقال سبحانه: (قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) (هود: 46) فسيدنا نوح ظن أن البنوة بنوة نسب، لكن بنوة الأنبياء بنوة اتباع.

والحرف (لو) في (لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) (الزمر: 4) حرف امتناع لامتناع، وهو من أدوات الشرط يفيد امتناعَ وقوع الجواب لامتناع وقوع الشرط، فالحق سبحانه لم يتخذ ولداً لأنه لم يُردْ ذلك، ولو أراده لكانَ ما يريد.

وفي موضع آخر، يناقش الحق سبحانه أصحاب هذا الافتراء، يقول لهم بالمنطق: (أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَٰحِبَةٌ) (الأنعام: 101).

ثم لماذا يُتخذ الولد؟

يتخذ الولد ليكون عزوةً لأبيه أو امتداداً له بعد موته، والحق -تبارك و تعالى- هو الغني العزيز عن خَلْقه، وهو الدائم الباقي فلماذا يُتخذ الولد؟

والذين نَسبوا لله تعالى الولدَ في العصور المتأخرة من الديانات، كالذين قالوا: المسيح ابن الله، فهل كان الله تعالى منذ خلق هذا الكون بلا ولد إلى أنْ جاء عيسى فاتخذه الله ولداً.

وبعد أنْ أخذ عيسى من الوجود أظلَّ الله تعالى هكذا (غلبان مقطوع من شجرة) بلا ولد؟

كيف يستقيم لكم هذا الادعاء؟

إنها مسألة لا تصح أبداً في حق الله تعالى، فالله لا يحتاج إلى عزوة، ولا يحتاج لمعونة الولد، لأن الله تعالى خلق الخَلْق كله من ألفه إلى يائه، خلقه بكامل قدرته، وبصفات الكمال فيه، فلم يزده الخَلْق شيئاً ولا صفة لم تكُنْ له من قبل.

لذلك يقول بعض أهل الشطح في هذه الآية: (لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ) (الزمر: 4) يقول: لو كان للرحمن ولد كنتُ أنا أَوْلَى أنْ أكونَ ولده؛ لأنني أول العابدين.

ثم يُذيِّل الحق سبحانه هذه الآية بما يُنزِّه الله عن هذا الافتراء: (سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ) (الزمر: 4) يعني: سبِّحه ونزِّهه عن هذه المسألة، فإنها لا تليق به سبحانه، ونزهه أنْ يشابه شيئاً من خلقه، حتى لو وقفت أمام مسألة لا يدركها عقلك قُلْ سبحان الله كما قال الله: (سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا) (يس: 36).

وقال: (فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم: 17).

وقال: (سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً) (الإسراء: 1).

فالحق سبحانه في مثل هذه المواقف يُعلِّمنا أنْ نُنزِّه الله، لأن العقل سيقف أمام هذه الأحداث حائراً، لكن الحدث هنا منسوب إلى الله فلا عجبَ إذن، لأن زمنَ الحدث يتناسب مع القوة الفاعلة تناسباً عكسياً، فكلما زادتْ القوة قَلَّ الزمن، فإذا نسبتَ الفعل إلى قوة القوى تجد لا زمن.

إذن: نزّهوا الله عن اتخاذ الولد لأنه (هُوَ ٱللَّهُ) (الزمر: 4) الذي له كُلُّ صفات الكمال (الوَاحدُ) الذي ليس معه غيره (القَهَّارُ) أي: الذي لا يحتاج إلى عزْوة، ولا يحتاج إلى مُعين.



سورة الزمر الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52644
العمر : 72

سورة الزمر الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الزمر الآيات من 01-05   سورة الزمر الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 16 فبراير 2021, 7:27 am

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله سبحانه: (خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ) (الزمر: 5) أي: لم يخلقهما عبثاً إنما خلقهما بالحق، والحق كما قلنا: هو الشيء الثابت الذي لا يتغير، كما قال سبحانه في آية أخرى: (وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ) (الدخان: 38).

بل خلقهما الله بالحق وبالحكمة وبحساب دقيق وهندسة بديعة لتؤدي مهمتها التي أرادها الخالق سبحانه، بدليل أنها لا تزال منذ خلقها الله تؤدي مهمتها دون عَطَب فيها، أو خلاف بين أجزائها.

وقوله تعالى: (يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ) (الزمر: 5) تقول: كوَّرْتُ العمامة يعني لَففتها على رأسي، فصارت مثل الكرة مكورة، وفي لَفِّ العمامة تغطي اللفَّةُ اللفَّةَ التي تحتها.

كذلك الليل والنهار، جزء من الليل يغطي جزءاً من النهار فيزيد الليل، أو جزء من النهار يغطي جزءاً من الليل فيزيد النهار.

هذا هو واقع الليل والنهار، فهل الليل والنهار يقتسمان الأربعة والعشرين ساعةً بالتساوي، كل منهما اثنتا عشرة ساعة؟

لا.

بل يزيد الليل فينقص من النهار في فصل الشتاء، ويزيد النهار فينقص من الليل في فصل الصيف.

هذا يدل على أن الكون ليس محكوماً بقوانين ميكانيكية جامدة كما يدَّعُون، بل محكوم بقدرة الخالق سبحانه وحكمته.

ولو تأملتَ طول الليل في الشتاء وقِصَره في الصيف لَوجدتَ أن أمور الكون لا تسير هكذا حسبما اتفق، إنما لكل حركة فيها حكمة، فحين يقصر النهار في الشتاء يحتاج العامل لأنْ يُجهد نفسه لينهي مهمته في هذا الوقت القصير، فيتعب نفسه ويُجهدها.

ومن الحكمة أن نعطيه فترة أطول يستريح فيها من تعب النهار، ولا بدّ أنْ تتناسب فترة الراحة مع فترة الجهد المبذول.

أما في فصل الصيف فيطول النهار ويوزع العمل على هذا الوقت الطويل، فيؤدي الإنسان مهمته بأقلّ مجهود، بالإضافة إلى راحته في وقت القيلولة، فلا يحتاج إلى ليل طويل للراحة، لذلك يأتي ليلُ الصيف قصيراً.

إذن: فالخالق سبحانه يُكوِّر الليل على النهار، ويُكوِّر النهارَ على الليل لحكمة في حركة الحياة.

وفي موضع آخر عبَّر القرآن عن هذا المعنى بقوله تعالى: (يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ) (فاطر: 13) يعني: يُدخِل كلاً منهما في الآخر؛ لذلك لا يتساوى الليلُ والنهار إلا في فترة قصيرة من العام تقتضيها الحركةُ بينهما.

ونفهم أيضاً من قوله تعالى (يُكوِّر) أن الأرض كروية، لأن الليل والنهارَ ظاهرةٌ تحدث على سطح الأرض، وقد أثبتَ العلم هذه الحقيقةَ بالصور التي التقطوها للأرض من الفضاء، وصدق الله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ) (فصلت: 53).

وقوله: (وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى) (الزمر: 5).

الأجل: هو يوم القيامة، فالحق سبحانه يُطمئن الناسَ أن الشمسَ والقمر آيتان لله تعالى باقيتان خالدتان بقاءَ الدنيا وخلودها، إلى أنْ ينتهيا معها، ومع ذلك فكل منهما قائم بذاته بقدرة خالقه، لا يحتاج إلى وقود، ولا يحتاج إلى صيانة، ولا قطعة عيار.. إلخ.

(أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ) (الزمر: 5) قلنا: (ألا) استفتاحية تفيد تنبيه السامع لما بعدها، فكأن الله تعالى يقول لقد خلقتُ لكم هذا الكونَ المحكمَ البديع، ووفرتُ لكم مقومات حياتكم، وأنا الغني عنكم، العزيز الذي يغلب ولا يُغلب، ولا يحتاج لأحد.

لكن ما مناسبة (الغفار) هنا؟

قالوا: لأن الله تفضّل على خَلْقه بهذه الآيات الشمس والقمر والليل والنهار، وأعطاهم مُقوِّمات حياتهم، ومع ذلك لا ينظر إلى ذنوبهم وتقصيرهم في حقه تعالى لأنه الغفار، ويعفو عن كثير.

وهذا المعنى أوضحه الحق سبحانه في موضع آخر، حين نتأمله نجد فيه عجباً، إنه قول الله تعالى: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34) ورد هذا اللفظ في موضعين بصدر واحد وعَجُز مختلف، فواحدة: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم: 34).

والأخرى: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18).

أولاً: يُلفت أنظارنا هنا في مسألة عَدِّ نعمة الله استخدام (إن) الدالة على الشك، لأن عَدَّ نعمة الله مسألة لن تكون ولن تحدث؛ لأن الإقبال على عَدِّ الشيء ناتج عن إمكانية ذلك والقدرة عليه، أما نعمة الله فمع تقدم علم الإحصاء ودخوله في شتى المجالات، إلا أن نعمة الله فوق مظنة العَدِّ لكثرتها، كما أننا لا نفكر أبداً في عَدِّ رمال الصحراء مثلاً.

فمعنى: (وَإِن تَعُدُّواْ) (إبراهيم: 34) يعني: على فرض أنكم ستُقبِلون على عَدِّها: (لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34).

ثانياً: كلمة (نعمة) جاءت هكذا بصيغة المفرد، والعَدُّ لا يكون إلا للجمع الذي له أجزاء تعدّ: واحد، اثنان، ثلاث، أربع.. إلخ فكيف تُعَد النعمة وهي واحدة؟

قالوا: نعم هي في ظاهرها نعمة واحدة لكن مطمور فيها حين تتأملها نِعَم كثيرة، فالتفاحة مثلاً ترى في الظاهر أنها نعمة واحدة، لكن حين تُحللها تجد فيها لوناً وشكلاً وطَعْماً ومذاقاً وعناصر مكونة ومواد غذائية متعددة، كلها نِعْم من الله.

ثالثاً: حين تتأمل عَجُزَ الآيتين -وهو مُرادنا من الكلام- تجد في الآية الأولى (إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم: 34) أي: جاحد لنعمة الله، منكر لها، غافل عنها، مُقصِّر في شُكرها.

فهي إذن تتحدث عن حال المنعم من المنعَم عليه، وكيف أنه قابل النعمة بالكفران، ولو جازاه المنعم بما يستحق لحرمه النعمة، لكن يأتي عَجُزُ الآية الأخرى: (إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18) يعني: يغفر لكم جحودكم للنعمة ونكرانكم للجميل؛ ثم بعد المغفرة الرحمة.



سورة الزمر الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الزمر الآيات من 01-05
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الزمر الآيات من 27-31
» سورة الزمر الآيات من 32-35
» سورة الزمر الآيات من 37-40
» سورة الزمر الآيات من 41-45
» سورة الزمر الآيات من 46-50

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: الزمر-
انتقل الى: