أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الصافات الآيات من 54-61 الأربعاء 03 فبراير 2021, 10:01 pm | |
| قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
القرآن يُصوِّر لك هذا الموقف كأنك تراه، ويحكيه كأنك تسمعه، فبينما أهل الجنة مشغولون في تساؤلهم عن أهل الضلالِ ممَّنْ كانوا يعرفونهم في الدنيا، إذ نظر أحدهم فاطلع على أهل النار، فرأى صاحبه الذي حاول أنْ يُضِلَّه، صاحبه المكذِّب بالبعث وبالحساب.
فقال لجلسائه: انظروا هذا فلان في النار.
(فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ) (الصافات: 55) أي: في وسطها، فلا أملَ له في النجاة منها، عندها تذكَّر المؤمنُ نعمةَ الله التي شملتْه وأنقذتْه من هاوية الضلال، التي كاد أنْ يُوقِعه فيها صاحبه، فقال مخاطباً هذا القرين: (تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ) (الصافات: 56) أي: تُهلكني معك (وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي..) (الصافات: 57) أي: تداركَتْني وأنقذتني (لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ) (الصافات: 57) أي: الذين تحضرهم الملائكة للعذاب، وهنا تزداد فرحة المؤمنين بإيمانهم، ويزداد شكرهم لله واعترافهم بفضله، ولا يُنغِّص عليهم هذه الفرحةَ إلا الخوفُ من الموت وفوات هذا النعيم، فيقولون: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 54-61 الأربعاء 03 فبراير 2021, 10:02 pm | |
| أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
فهم إذن يخافون فواتَ هذا النعيم، فيتساءلون (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ) (الصافات: 58-59) يعني: ألسنا سنموتُ مرة أخرى (وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (الصافات: 59) أي: بعد ما نحن فيه من النعيم، أليس هناك شيء آخر نُحَاسَب ونُعذَّب عليه، كأن أمنيته أنْ يظلَّ على هذه الحال من التنعُّم، فلا يفوته لا بموت ولا بتغيُّر الحال من النعيم إلى العذاب.
(إِنَّ هَـٰذَا) (الصافات: 60) أي: ما نحن فيه من النعيم الدائم الذي لا ينقطع ولا يزول، ولا يأتي بعده حساب آخر ولا عذاب (لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ) (الصافات: 60) ولا شك أنْ هذه غاية ينبغي أن يعمل لها كل عامل (لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ) (الصافات: 61).
فكأن الحق سبحانه يحكي لنا هذا الموقف من الآخرة لِيُبيِّن لنا أثر الإيمان وعاقبةَ العمل الصالح، ويستحضر لنا ما يحدث في اليوم الآخر، لنأخذ من ذلك العبرة والعظة، فكلُّ عملٍ يُؤدِّي إلى هذه العاقبة سَهْل هَيِّن، مهما تحمَّلْنا فيه من مشَاقَّ ومتاعب، وهو مكسب لا خسارةَ فيه. |
|