أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الصافات الآيات من 011-015 السبت 30 يناير 2021, 7:40 am | |
| فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (١١) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
قوله تعالى: (فَٱسْتَفْتِهِمْ) (الصافات: 11) أمر من الله تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، يعني: سَلْهم، واستفتى طلب الفتوى؛ لأن الألف والسين والتاء تدل على الطلب، والفتوى من الفُتوَّة، فحين يكون الإنسان بصدد شيء، يريد أن ينفذه، ولا يعرف فيه طريق الحق والصواب يذهب إلى مَنْ هو أعلم منه يستفتيه.
يعني: يطلب منه الفتوى أو الفتوَّة، والقوى الدافعة له على العمل، فكأنه كان ضعيفاً وأراد أن يَقْوَى برأي غيره.
فكأن الحق -سبحانه و تعالى- استأمنهم أنْ يُفتوا، وأنْ يجيبوا هم؛ لأنه سبحانه واثق من أن الخصوم لن يجدوا إلا قَوْلة الحق ينطقون بها؛ لذلك لم يأتِ سبحانه بالمراد إخباراً، إنما أتى به إقراراً منهم وشهادة؛ لأن الخبر يحتمل الصدق أو الكذب، أمَّا الإقرار فلا يستطيع أحد إنكاره؛ لذلك قالوا: الإقرار سيد الأدلة.
ومضمون السؤال: (فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ) (الصافات: 11) ؟
يعني: أهم وأعظم وأشدّ خَلْقاً من السماء والأرض، ثم لم يَأْت بالجواب لوضوحه، ولن يكون إلا أنّ خَلْق السماء والأرض أشدُّ من خَلْقهم وأعظم؛ لذلك قال سبحانه في موضع آخر: (لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (غافر: 57).
فإنْ أردتَ أنْ تُدلِّل على هذه المسألة فتأمل خَلْقك وخَلْق السماوات والأرض، فالسماء والأرض مع أنهما يخدمانك، إلا أنهما أطول عمراً منك وأبقى، فهما منذ خلقهما الله باقيان لم يزولا، أما الإنسان فيموت وهو طفل، ويموت وهو شاب، ويموت وهو شيخ، يموت ويترك التركة باقيةً تتوارثها الأجيال.
إذن: هما أشدّ وأقوى؛ لأنهما مخلوقان خلقة دائمة، وأقوى من ناحية أنهما محكومان باختيارهما حين قالتا: (أَتَيْنَا طَآئِعِينَ) (فصلت: 11).
فاختارا أن تكونا مُسخَّرتين قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب: 72).
وقلنا: إن هناك فَرْقاً بين قدرة النفس على تحمُّل الأمانة وقدرتها على الأداء، فقد تتحمل الأمانة وتنوى أداءها، لكن لا تضمن نفسك عند الأداء، فربما تغيَّرتْ الظروف، أو طرأ عليك ما يحول بينك وبين أدائها؛ لذلك امتنعت السماوات والأرض عن حَمْل الأمانة، وخرجت عن مرادها لمراد ربها، فكانت مُسخَّرة.
إذن: فهي أيضاً مُخيَّرة إلا أنها اختارتْ بكلمة واحدة منسحبة على الزمن كله، أما الإنسان فاختار أنْ يكون مختاراً ينفذ أو لا ينفذ.
ثم إن السماء والأرض وما بينهما وما فيهما من مخلوقات وكواكب وأجرام وأفلاك تسير وفق نظام دقيق مُحكَم، لا يشذ ولا يتخلف أبداً: (ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (الرحمن: 5-6).
وقال: (لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس: 40).
أما الإنسان فيتخبط في الحياة، ويخالف منهج ربه، وينحرف عن الطريق الذي رُسِمَ له.
إذن: أيّهما أعظم خَلْقاً، وأشدّ تكويناً، وأصحّ أداءً؟
لا يسع هؤلاء الكفار رغم كفرهم إلا أنْ يقولوا: السماوات والأرض أشدُّ وأعظم من خَلْق الإنسان.
ومثال ذلك حين سألهم الله: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ) (الزخرف: 87) (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ) (الزمر: 38) لأن هذه كلها حقائق لا تُنكر، حتى من الكفار.
ثم يسوق لهم الحق سبحانه دليلاً على صِدْق هذه المسألة، فيقول: (إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ) (الصافات: 11) يعني: هذا أصلهم، فأين هم من خَلْق السماوات والأرض؟
ومعنى (لاَّزِبٍ) (الصافات: 11) يعني: طين متماسك بعضه ببعض، فهو وَسَط بين السيولة والصلابة، يعني: أشبه ما يكون بطين الصَّلْصَال الذي نوزعه على التلاميذ في المدارس، والطين تراب وُضِع عليه الماء، فإنْ زاد الماء صار الطين لَيِّناً يسيل من يدك، وإنْ قَلَّ الماء جَفَّ وتصلَّبَ.
لذلك وقف المستشرقون عند مراحل التكوين الإنساني يعترضون: من أيِّ شيء خَلِق الإنسان، والقرآن قال: (مِّن طِينٍ) (المؤمنون: 12) و: (مِّن تُرَابٍ) (الحج: 5) و: (مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) (الحجر: 33) و: (مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ) (الرحمن: 14).
وقد غاب عنهم أن هذه مراحل للشيء الواحد كما قلنا، فالماء يُوضَع على التراب فيصير طيناً، ولو تُرِك هذا الطين إلى أنْ يعطن أو يتعفن يصير حمأ مسنوناً، فإنْ تُرِك حتى يجفَّ يصير صَلْصالاً.
الحق سبحانه يُحدِّثنا هنا عن الخَلْق الأول للإنسان (فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ) (الصافات: 11) ؛ لأن آدم عليه السلام خُلِق من الطين ثم خُلِقت بعده حواء، والقرآن قَصَّ علينا قصة خَلْق آدم، لكن اكتفى في خَلْق حواء بقوله تعالى: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (النساء: 1).
قالوا: (مِنْهَا) يعني من جنس تكوينها، فيصح أن تكون حواءُ قد خُلِقت مثل آدم من الطين، أو خُلِقَتْ من ضلع من أضلاعه، وفي كلتا الحالتين تعود إلى أصل الطين، والله تعالى يخلق ما يشاء، وسبق أنْ بيَّنا طلاقة القدرة في عملية خَلْق الإنسان، وأنها استوعبت كُلُّ الصور العقلية لهذه العملية، فالله سبحانه يخلق من لا أب ولا أم، ويخلق من أب بلا أم، ويخلق من أم بلا أب، وقد يجتمع الأب والأم ولا يحدث بينهما إنجاب.
يقول الحق سبحانه: (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً) (الشورى: 49-50).
إذن: خُلِق الإنسان الأول، وهو آدم عليه السلام من الطين، وخُلِقَتْ من جنسه زوجه، ثم جاءت الذرية من آدم بعد أنْ فارق الطينية وصار إنساناً، فنحن وإنْ جئنا من نسل إنسان، إلا أنه يعود في أصله إلى الطين، فإنْ قُلْتَ: أين الطينية، وقد تشكَّل شكلاً آخر غير الطين، بدليل أنه إذا استحم بالماء لا يذوب كما يذوب الطين وتتفكك جزئياته.
نقول: لابُدَّ أن يرد الإنسان الأصل أو الفرع إلى الأصل الأول وهو الطين؛ لأن الإنسان يتوالد ويتكاثر بواسطة الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في الأنثى، فمن أين يأتي هذا وهذه؟
من الدم، والدم نتيجة الغذاء، والغذاء مصدره الأرض والطين.
إذن: سنؤول لا محالة إلى الطين، لكن من الطين مرة بواسطة، ومرة بدون واسطة.
والحق سبحانه نبّهنا إلى هذه المسألة في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ) (فصلت: 53).
فنحن لم نشاهد عملية الخَلْق، إنما أخبرنا اللهُ بها، فعلمنا أن الإنسان خُلِق من الطين الذي مَرَّ بهذه المراحل، حتى نفخ الله فيه الروح، ودبَّتْ فيه الحياة، هذا كله لم نشاهده، لكن شاهدنا الموت الذي ينقض الحياة، وعلينا نحن أن نأخذ مما نشاهده دليلاً على صدق الغيب الذي أخبرنا الله به ولم نشاهده.
ونحن نعلم أن نَقْضَ الشيء يأتي على عكس بنائه، فالذي يهدم عمارة مثلاً من عدة أدوار يبدأ بالدور الأخير، كذلك يأتي الموت عكس الحياة، فأول شيء، تخرج الروح، ومعلوم أنْ نَفْخَ الروح في الإنسان هى آخر مرحلة في مراحل الخَلْق، فإذا ما فارقتْ الروحُ الجسدَ عاد إلى أصله، حيث يرمّ الجسد وتمتص الأرض ما فيه من الماء، ثم يتحلل الباقي ويعود إلى التراب الذي جاء منه.
ثم آخر، هو أن الإنسان الذي خُلِق من الطين وقوامه الغذاء الذي يخرج من الطين، لما حَلَّل العلماء جسمَ الإنسان وجدوه مُكوِّناً من 16 عنصراً.
أولها: الأوكسجين، ثم الكربون، ثم الهيدروجين، ثم النتروجين.. الخ.
وهي نفس العناصر المكوِّنة للتربة الزراعية الخِصْبة التي تعطينا القوت، إذن: يكون هذا دليلاً على صِدْق الحق -تبارك و تعالى- في قوله: (إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ) (الصافات: 11). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 011-015 السبت 30 يناير 2021, 7:40 am | |
| بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
معنى (بَلْ) إضراب عن الكلام السابق وبداية لكلام جديد (عَجِبْتَ) بالفتح أي: يا محمد.
والعَجَبُ: هو استغراب وقوع شيء على خلاف نظائره، ومن ذلك قوله تعالى في العقائد: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ..) (البقرة: 28).
يعني: كيف يحدث منكم الكفر بعد أنْ فعلنا بكم ذلك؟
هذا شيء مُسْتغرب، ومسألة عجيبة.
يعني: جاءت على خلاف ما يُنتظر منكم.
لكن من أيِّ شيء عجب النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
عجب من إنكارهم ومن كفرهم، مع وضوح الأدلة الدامغة على صِدْق قضية الإيمان.
وقد سُقْنا لهم الدليل تِلْو الدليل، ومع ذلك كذَّبوا؛ لذلك قال تعالى مُخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم- في موضع آخر: (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ..) (الرعد: 5).
يعني: وافق الله محمداً على أنْ يعجب.
والمعنى: إنْ تعجب يا محمد فقولهم عَجَب.
لكن عجب عند مَنْ؟
يجوز عجب عند رسول الله، ويجوز عجب عند الله تعالى، إذن: هل يعجب الله تعالى كما نعجب؟
قالوا: نعم، بدليل أن فى هذه الآية قراءةً بالضم (بل عجبتُ) بتاء المتكلم سبحانه، وبدليل ما ورد في الحديث الشريف: "تعجب ربك من شاب ليست له صَبْوة".
لماذا؟
لأنه خرج على طبيعة التكوين الإنساني، أو قدر على نفسه وتحكم فيها، بحيث لم يفعل ما يفعله الشباب، فهذا شيء مستغرب منه، ومعنى تعجب الحق سبحانه من هذا أنه يستغرب منه هذا العمل؛ ليجازيه جزاءً مُستغرباً كذلك.
وسبق أنْ قُلْنا: إذا وُجدت صفة مشتركة بيننا وبين الحق سبحانه، فعلينا أن نأخذها في إطار: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: 11).
ومن ذلك قوله تعالى: (يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (النساء: 142).
وقوله: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).
لذلك إياك أن تقول: الله خادع أو الله ماكر؛ لأن هناك فَرْقاً بين أسماء الله تعالى وأفعال وصف الله بها نفسه سبحانه.فالمكر مثلاً من أفعال البشر يُراد به خداع الخصم والتخييل عليه، لتستطيع أنت أنْ تنفذ إلى غَرَضك منه، وهذا المكر يقابله مَكْر مثله يشاكله أو أمكر منه.
والمكر مأخوذ من قولهم شجرة ممكورة، وهي شجرة ذات عيدان ملفوفة بعضها على بعض، بحيث لا تستطيع أنْ تميِّزها، ولا أنْ تردَّ كل فرع فيها إلى أصله، كذلك المكر فيه لفٌّ وحيل لتستر سيئاتك عن خَصْمك، هذا في مكر البشر بعضهم ببعض، لكن إنْ مكر الله بك فلن ينجيك من مكره شيء؛ لذلك قال سبحانه: (وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ) (آل عمران: 54).
وقوله تعالى: (وَيَسْخَرُونَ) (الصافات: 12) السخرية هي الاستهزاء من الشيء، والمعنى أنك تعجب يا محمد من نكرانهم وتكذيبهم مع وضوح الأدلة، وهم يسخرون منك ومن تعجبك (وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ) (الصافات: 13) يعني: بآيات أخرى وبراهين ترشدهم (لاَ يَذْكُرُونَ) (الصافات: 13) أي: يُعرضون عنها، ولا يلتفتون إليها، ويصرون على الإنكار (وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً) (الصافات: 14) أي: دليلاً جديداً (يَسْتَسْخِرُونَ) (الصافات: 14) أي: يبالغون في السخرية.
ففي الآية قبل السابقة قال: (وَيَسْخَرُونَ) (الصافات: 12) وهنا (يَسْتَسْخِرُونَ) (الصافات: 14) هذا دليل على أن من هؤلاء المكذبين أناساً ترقُّ قلوبهم لآيات الله وللأدلة الإيمانية، وحين ترقُّ قلوبهم تخفّ لديهم نزوة الكيد لمحمد، فيكتفون بالتكذيب دون السخرية؛ لأن الإباء يأتي على درجات، فواحد يأبى أنْ يفعل ما تأمره به، وآخر يأبى أن يفعل ويسخر منك.
فهؤلاء الذين يسخرون لا يكتفون بالسخرية من رسول الله، إنما (يَسْتَسْخِرُونَ) (الصافات: 14) يعني: يطلبون ممَّنْ لا يسخر أنْ يسخر، يعني: يستسخرون غيرهم، إذن: هناك فَرْق بين يسخرون ويستخسرون، حتى لا نقول كما يقول بعض المستشرقين: هذا تكرار في كلام الله. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 011-015 السبت 30 يناير 2021, 7:41 am | |
| وَقَالُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
معنى (إِن هَـٰذَآ) (الصافات: 15) ما هذا إلا سحر (مُّبِينٌ) (الصافات: 15) يعني: واضح، والسحر كما قلنا تخييل شيء غير واقع، فيُخيَّل إليك أنه واقع، فالسحر لا يغير حقيقة الشيء، إنما يسحر الناظر إليه، كما قال تعالى في سحرة فرعون: (.. سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ) (الأعراف: 116).
وقال: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ) (طه: 66).
إذن: أين السحر من دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن قضية الإيمان التي يدعو الناس إليها؟
والرد على هذه الفِرْية سهل وواضح: إذا كانت عند محمد القدرة على أن يسحر الناس، فيؤمنوا بدعوته، وسحر هؤلاء الذين آمنوا فَلِمَ لم يسحركم أنت؟
إذن: هذا اتهام باطل لا معنى له.
ثم يعودون مرة أخرى إلى مسألة البعث، ليسألوا عنها سؤالَ إنكار واستبعاد، وهي أصل من أصول الدين لا يستقيم الإيمان إلا بها: (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ...). |
|