أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة الصافات الآيات من 022-030 السبت 30 يناير 2021, 7:54 am | |
| احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) أي: اجمعوا كل هؤلاء معاً في النار (ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ) (الصافات: 22) إذن: المحشور ثلاثة: الذين ظلموا جزاءَ ظلمهم، وأزواجهم، وما كانوا يعبدونه من دون الله. قلنا: الزوج يعني المفرد ومعه مثله. فلا نقول على الرجل والمرأة زوج، إنما زوجان، الرجل يسمى (زوج) والمرأة تسمى (زوج)، لا أن الزوج يعني الاثنين كما يظن البعض، ومثلها كلمة توأم، فكل واحد منهما يُسمَّى توأم، وهما معاً توأمان؛ لذلك قال تعالى في سورة الأنعام: (ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ..) (الأنعام: 143). وقال: (وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ..) (الأنعام: 144). فلو أن الزوج يُطلق على الاثنين لقال: أربعة أزواج. ومعنى كلمة (وَأَزْوَاجَهُمْ) (الصافات: 22) أي: أزواجهم في الدنيا، كالزوجة التي تعين زوجها على الظلم، كامرأة أبي لهب، التي قال الله في حقها: (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) (المسد: 1-5). أو يُراد بأزواجهم أشكالهم ونظائرهم وقرناءهم الذين أضلُّوهم وأغوَوْهم (وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ..) (الصافات: 22-23) أي: الأصنام التي عبدوها من دون الله، تُحشَر معهم في النار، ليَروْا آلهتهم التي عبدوها وتعلّقوا بها تسبقهم إلى النار، فينقطع أملهم في النجاة وبيان لفساد تفكيرهم، حيث عبدوا أصناماً لا تضرُّ ولا تنفع، وهذا توبيخ لهم؛ لذلك يمتدُّ هذا التوبيخ بعنف في قوله تعالى: (فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ) (الصافات: 23) وهل القذف في النار هُدىً؟ والمعنى: دُلُّوهم على طريق جهنم، يعني: سخريةً منهم وتهكماً بهم. ثم يقول سبحانه: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ) (الصافات: 24) أي: احبسوهم للسؤال وللحساب، وهذا السؤال سيكون فردياً ليس جماعياً، فكل واحد منهم سيُسأل وسيُناقش، قالوا: في السؤال تبكيت النفسِ للنفسِ قبل أن يُبكِّتهم الله الذي كفروا به، يعني: ساعةَ يعاينون البعث وموقف الحساب يُبكِّتون أنفسهم، ويندمون ساعةَ لا ينفعُ الندم.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 022-030 السبت 30 يناير 2021, 7:55 am | |
| مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وهذا الاستفهام أيضاً على سبيل السخرية والتهكُّم، يعني: ما لكم الآن لا ينصر بعضكم بعضاً وكنتم تَنَاصرون في الدنيا، الأتباع ينصرون السادة، والسادة يُجنِّدون الأتباع، وما أشبههم في هذا الموقف بالمثل القائل: وافق شنٌ طبقه، أو قولنا (اتلم المتعوس على خايب الرجا).
لذلك يقول تعالى بعدها: (بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) (الصافات: 26) أي: خاضعين منقادين أذلاَّء مُهانين، ونحن نقول: رفع الراية البيضاء.
يعني: لم يَعُدْ لديه شيء من القوة يدافع بها عن نفسه، ولا حجة ولا منطق، إنه الآن قاعد في ذِلَّة وصَغَار، ينتظر أمر الله فيه. |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 022-030 السبت 30 يناير 2021, 8:00 am | |
| وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٧) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (٣٠) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
تأمَّل هذه المواجهة بين التابع والمتبوع، بعد أنْ ظهرت خيبة الجميع وتكشَّفَتْ الحقائق التي طالما أنكروها في الدنيا وكذَّبوا بها، إنهم الآن يُلْقي كل منهم بالمسئولية على الآخر، ويتساءلون فيما بينهم.
(قَالُوۤاْ) (الصافات: 28) أي: الأتباع (إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ) (الصافات: 28) اليمين يعني من جهة اليمين، واليمين منه اليمن والتيمن، واليمين جهة الخير؛ لذلك أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتيمُّن في كل شيء، فبها نُسلِّم، وبها نأكل ونشرب، ونتناول الأشياء ونكتب، لأنها مُشرَّفة مُكرَّمة، حتى العرب قديماً كانوا يتفاءلون بجهة اليمين لو طار الطيرُ ناحية اليمين.
واليمين أيضاً من معانيها أنها مصدر القوة في الفعل، وغالبية الناس يستخدمون اليمين، وهي عندهم الأقوى، وقد سُئِلْنا مرة عن الذين يعملون بالشمال: هل ننهاهم عن ذلك؟
نقول: العمل باليمين أو اليسار ليس مجرَّد تعوُّد، إنما هو تكوين طبيعي في الجسم، ففي الجسم مركز يتحكّم في توزيع القوة، فبعض الناس يميل مركز القوة عندهم ناحية اليمين، فتكون يمينه أقوى من شماله، وبعضهم العكس، وبعضهم يتساوى عنده مركز القوة، فيعمل باليمين ويعمل باليسار بنفس القوة، وهذا يُسمُّونه (الأضبط) مثل سيدنا عمر -رضي الله عنه-.
ومن معاني اليمين أيضاً الحَلف والقَسَم، وهذه المعاني كلها واردة في معنى هذه الآية (إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ) (الصافات: 28) يعني: من جهة الخير والحق لتصرفونا عنه، أو من ناحية البطش والقوة لتجبرونا على الفعل، أو بالحلف يعني: تحلفون لنا أن هذا هو الطريق الصحيح، لا طريق غيره.
ويرد المتبوعون على التابعين: (قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (الصافات: 29) يعني: ما أخرجناكم من الإيمان إلى الكُفر، بل كنتم بطبيعة الحال غير مؤمنين، وبمجرد أنْ أشرنا إليكم سِرْتم خلفنا وتابعتمونا: (وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ) (الصافات: 30) والسلطان إمَّا سلطانُ قوة يقهركم على الفعل، وإمَّا سلطان حُجَّة يقنعكم بالكُفر، فليس لنا عليكم لا سُلطانُ قوة وقهر، ولا سلطان حُجَّة وإقناع.
(بَلْ كُنتُمْ) (الصافات: 30) بطبيعتكم: (قَوْماً طَاغِينَ) (الصافات: 30) أي: متجاوزين للحدِّ في الكفر وفي الضلال.
وهذه تعليمة إبليس يقولها لأتباعه في الآخرة حين يتبرَّأ منهم ويُلقي عليهم مسئولية كُفرهم، كما حكاه القرآن الكريم: (وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ) (إبراهيم: 22). |
|