منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الصافات الآيات من 001-005

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة الصافات الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الصافات الآيات من 001-005   سورة الصافات الآيات من 001-005 Emptyالجمعة 29 يناير 2021, 9:23 pm

سورة الصافات الآيات من 001-005 Ocia_a64

سورة الصافات

تفسير السورة خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(نـال شــرف تنسيــق هـــذه الســورة الكريمــة: أحمد محمد لبن)

http://ar.assabile.com/read-quran/surat-as-saaffat-37

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (٣) إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ (٤)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذا الأسلوب يُسمَّى أسلوب القَسَمْ، الله تعالى هو المقْسِم يُقسِم على: (إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ) (الصافات: 4) وقد أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمُراده تعالى في القسم، فالله يريد منَّا إنْ أقسمنا أَلاَّ نُقسِم إلا به سبحانه، لكن بالاستقراء رأينا أنَّ الحق سبحانه يُقسم بخَلْق من خَلْقه، فيُقسِم بالملائكة، ويُقسِم بالحيوان، ويُقسِم بالجبال، ويُقسِم بالفجر.. إلخ.

قالوا: لأن الله تعالى يُقسم بما يشاء على مَنْ يشاء، أمَّا أنت فلا تُقسم إلا بالله، لأن القَسَم تعظيمٌ للمُقْسَم به، وينبغي ألاَّ يكون مُعظّماً عند المؤمن إلا الله، ولا يصح أنْ تقول: (وحياة فلان، ورأس علان) فإنْ كنتَ حالفاً فلتحلف بالله، كما جاء في الحديث الشريف: "مَنْ كان حالفاً فليحلف بالله".

فإذا ظهر ما يكون ظاهره قَسَماً بغير الله، فاعلم أنه لا يُعَدُّ قَسَماً، وخصوصاً إنْ جاء من عالم أو يقيني كأنْ يقول: (وحياة أبوك يا فلان تعمل كذا وكذا)، هذا ليس قَسَماً، إنما هو مساءلة.

القسَم: أنْ تُقسم على شيء، حدث أو لم يحدث، إنما طَلَبُ الشيء يُسَمَّى مُسَاءَلَة، كذلك يقول الحق تعالى: (..ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ) (النساء: 1) أي: وبالأرحام في قراءة مَنْ جَرَّ الأرحام.

والحق سبحانه يُقسم بما يشاء على مَنْ يشاء، وأنت لا تُقسم إلا بالله؛ لأن الشيء قد يكون تافهاً في نظرك، ولكنه عند خالقه عظيم، وله مهمة تغفل أنت عنها، وحين يحلف اللهُ به إنما يُلفِت نظرك إلى أهميته ودوره، فمثلاً لَمَّا فَتَر الوحي عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يلتفت الكفار إلى الحكمة من ذلك.

والحكمة أن الوحي كان يَثْقُل على رسول الله، حتى يبلغ منه الجهد، وحتى أن جبينه ليتفصَّد عرقاً، وإن نزل الوحي عليه وهو على دابة فإنها تئِنُّ وتنخُّ به؛ ذلك لأن الوحي ثقيل.

كما قال سبحانه: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزمل: 5).

فجاءت فترة انقطاع الوحي رحمةً برسول الله، وتسريةً عنه، وتخفيفاً من معاناته، ثم ليشتاق هو إلى الوحي يعاوده من جديد، لم يلتفت الكفار إلى ذلك، وقالوا: إن رب محمد قَلاَه يعني: تركه وهجره وجفاه، وواضح ما في هذا القول من تناقض، فعند الإيمان يُكذِّبون بمحمد ورب محمد، وعند الجفوة يقولون: إن رب محمد قلاه، ويعترفون أن له رباً!!

لذلك أراد الحق سبحانه أنْ يوضح لهم هذه المسألة، وأنْ يُظهر غباءهم بهذا المقَسَم الذي جاء مناسباً للموقف، يحمل إشارة لطيفة إلى العلاقة بين المُقْسَم به، والمقْسَم عليه، فقال سبحانه: (وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ) (الضحى: 1-5).

والمعنى: أنك يا محمد أُجهدتَ بالوحي، وكان لابُدَّ أنْ تستريح لتشتاق نفسك إليه وتطلبه، وحين ترتاح سيُخفِّف ذلك من معاناتك في استقباله، وسوف تذوق حلاوته من جديد، ويكون عليك أيْسَرَ وأسهل، وأتى الحق سبحانه بهذا القسم بشيء موجود مُشَاهد، لا يختلف عليه اثنان.

فهم يعرفون (ٱلضُّحَىٰ) (الضحى: 1) حين تشرق الشمس، وتنير الكون، ويعرفون(وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ) \(الضحى: 2) يعني: سَكَن وهدأ، والإشارة هنا في أن الضحى إذا جاء ثم تلاه الليلُ بسكونه، هل يعني هذا أن الضحى لن يعود مرة أخرى؟

لا.

بل سيأتي الضحى من جديد بعد أن تكونَ قد ارتحْتَ من تعب النهار والسعي فيه، واستعدْتَ نشاطك ليوم جديد، ومعنى: (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ) (الضحى: 4) أي: أن عودة الوحي ثانية ستكون أحلى من الأولى، وأخفّ وأيسر.

إذن: الحق سبحانه يقسم بما يشاء من مخلوقاته، ليُعلمنا أن هذه الأشياء عظيمة عند خالقها، لكن غفلنا نحن عن وجه العظمة فيها، ويُقسِم بما يشاء من مخلوقاته لِيُقرِّب لنا بواسطة المعلوم شيئاً مجهولاً.

هنا يقول تعالى: (وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا) (الصافات: 1) الواو تسمى واو القسم مثل: التاء والباء.

نقول: والله وبالله وتالله، وقد يُستغنى عن حروف القسم، ويستدل عليه باللام في جواب القسم، كما في: (إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ) (يس: 3) وأنت لا تقسم على الشيء بداية، وإنما تقسم إنْ أنكر المخاطب لتؤكد له الخبر، ويأتي القسم والتأكيد على قَدْر الإنكار.

فإذا قال الحق سبحانه مثلاً: (لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ) (القيامة: 1) أو: (لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد: 1-4) وفي: (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة: 75-76).

وفي هذه الآيات.

قَسَم بدليل أن له جواباً، لكن لماذا نَفَاهُ القرآن، فقال (لاَ أُقْسِمُ) قالوا: لأن نَفْى القسم هنا أشدُّ من القسم المثبت؛ لأن القَسَم إنما جاء لتأكيد المقسَم عليه، ومعنى (لا أقسم) أن هذا أمر واضح لا يحتاج إلى قَسَم، القَسَم يأتي لتأكيد أمر منكر أو مشكوك فيه، أمَّا هذا الأمر فواضح بيِّن، ومع ذلك سأقسم لك.

ومعنى: (وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا * فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً * فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً) (الصافات: 1-3) قالوا: الصافات صَفَّاً هي الملائكة تُصَفُّ، والصَّفُّ انسجام مجموعة بحيث لا يشِذّ فيها فرد عن فرد، فالصَّفُّ لا يعني مجرد الجمع، إنما الجمع في انسجام وانضباط.

لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في استعراض الجنود في المعركة يُسوِّي الصفوف، فلما رأى رجلاً شَذَّ عن الصف وخرج عنه فشكَّه في بطنه ليستقيم في مكانه من الصَّف، وكان الرجل محباً لرسول الله، فقال: أوجعتني يا رسول الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذه بطني اقتصّ منها" فأقبل الرجل يُقبِّل رسول الله ويقول: والله يا رسول الله لقد أمَّلْتُ أن أستشهد، فأحببتُ أن يكون آخر عهدي بالحياة أنْ يمسَّ جسدي جسدك الشريف.

والصَّف دليل الانتظام والالتزام والاستعداد لتلقِّي الأوامر، وهكذا تُصَفُّ الملائكة في انتظار الأوامر، ليقوم كل منهم بمهمته ودوره.وإذا استعرضتَ مادة (ص ف ف) في القرآن الكريم تجدها تدور حول هذا المعنى، ومن ذلك قوله تعالى: (فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً) (طه: 64) يعني: مجتمعين مُتحدين، وقال: (وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر: 22).

وقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ) (الملك: 19).

صحيح، ترى الطائر في السماء باسطاً أجنحته هكذا لا يحركها، ومع ذلك لا يقع، كذلك تراه يقبض أجنحته، ويظل أيضاً ثابتاً في مكانه، فما الذي أمسكه لا يقع؟

أمسكه الرحمن وكأن في إمساك الطير الذي نراه ونشاهده دليلاً على صِدْق الحق في قوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ) (فاطر: 41).

إذن: إمساك الطير نموذج لإمساك السماء، إلا أن هذا إمساك مؤقت، وذاك إمساك دائم.

ويقول عن الملائكة عموماً: (وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ) (الصافات: 165) يعني: نقف في انضباط منتظرين الأوامر، والصف هنا يدل على الانسجام، وأنه لا ي تعالى أحد على أحد، ويدل على الرهبة ممَّنْ أنت أمامه مصفوفاً.

ومن ذلك أيضاً قوله تعالى في نعيم الجنة: (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ) (الغاشية: 15).

بعض العلماء يرى أن الصافات لها معنى أوسع، ويراد بها مجال نشر الدعوة والإعلام بها، والدفاع عنها، وحماية الاختيار في الإسلام، وفي القتال، قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) (الصف: 4) معنى: (فِي سَبِيلِهِ) (الصف: 4) أي: من أجل الإعلام بدينه والدفاع عنه أمام أعدائه، فالإعلام بالدين مهمة العلماء، والدفاع عنه مهمة الجنود في ساحة القتال، وينبغي أن يكون هؤلاء وهؤلاء صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص؛ لذلك قال تعالى: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ) (التوبة: 122).

فالعالِم لا يقاتل؛ لأن مهمته حَمْل الدعوة، والمقاتل يموت في سبيلها ويضحي بحياته من أجلها، وهذه التضحية هي التي تثبت صِدْق الدعوة؛ لأن الدعوة لو لم تكُنْ صادقة في نفس صاحبها لَمَا ضَحَّى من أجلها، ثم تضحيته بروحه دليل على ثقته أنه ذاهب إلى خير مما هو فيه.

وتعرفون قصة الصحابي الذي سمع كلام رسول الله عن أجر الشهيد، وكان في فمه تمرة يمضغها، فقال لرسول الله: أوليس بيني وبين الجنة إلا أنْ أقاتل هؤلاء فيقتلونني؟

قال: بلى.

فألقى التمرة واستبطأ أن يمضغها وأسرع إلى ساحة القتال.

إذن: القتال في سبيل الله، إما باللسان وإما بالسِّنان، ولابد أنْ يُعلَم أن المقاتل الذي يحمل السيف لا يحمله ليُكرِه غير المؤمن على الإيمان؛ لأنه لا إكراه في الدين، إنما يحمله ليحمي حريته واختياره هو لهذا الدين، بدليل أن الإسلام فتح بلاداً كثيرة، وظلَّتْ على دينها.

والصف الواحد ليس فقط للمقاتلين في ساحة القتال، إنما أيضاً لحاملي الدعوة، فيجب على هؤلاء العلماء أن يكونوا في دعواهم صفاً واحداً لا يشقه خلاف، فما كان في كلام الله مُحْكماً التزموا به، وما كان متشابهاً لا يُكفِّر بعضهم بعضاً بسببه.

(فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً) (الصافات: 2) قالوا: هذه هي مهمة الملائكة أنْ تزجر الشياطين الذين يسترقون السمع، كما قال تعالى: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً) (الجن: 9).

وكانت الشياطين قبل رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- تصعد في السماء، وتتسمّع الأخبار، ويُمكِّنهم الله من بعض الأخبار والأوامر فيسمعونها ويُلْقونها إلى أوليائهم من البشر، فيزيدون عليها أشياء باطلة، ويخبرون الناس بها على سبيل أنهم يعلمون الغيب، فلما كانت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- مُنِعوا من استراق السمع، وسلَّط الله عليهم الشُهُب تنقضّ عليهم فتحرقهم.

فإنْ قلتَ: كيف، ونحن نرى النجوم على كثرتها، هي هي لا تنقص، نقول: لأن النجوم منها نجوم في السماء للزينة، ومنها نجوم للرجم، بدليل قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ) (الصافات: 6-9).

أما (فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً) (الصافات: 3) قالوا: هي المُنْزِلات الوحي على الرسل؛ لأنهم يتلُونه عليهم، بعد أنْ نزلوا به من عند الله.

آخرون فهموا (وَٱلصَّافَّاتِ) (الصافات: 1) على معنى آخر يتفرع عنه معَان أخرى للزاجرات زجراً والتاليات ذكراً، قالوا: معنى: (وَٱلصَّافَّاتِ) (الصافات: 1) أي: المؤمنين يُصَفُّون للصلاة، لأنها عماد الدين ورمز للاجتماع والوحدة، ومن تمامها أن تكون في صفوف مستوية.

لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سَوُّوا صفوفكم، فإنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة".

وقال: "إن الله لا ينظر إلى الصّف الأعوج".

والصفوف في الصلاة دليل على الانضباط، وأنه لا يشذ أحد عن الآخر، ودليل على الخضوع والوقوف في أدب بين يدي الله.إذن: فكما تُصَفُّ الملائكة تُصَفُّون أنتم، ولكلٍّ صلاته وعبادته.

فإذا ما سَويْنَا الصفوف واستقمنا فيها لله تعالى ندخل في الصلاة ونقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا زَجْر للشيطان؛ لذلك قال: (وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا * فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً) (الصافات: 1-2) ومعنى (فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً) (الصافات: 3) أي: ما نتلوه بعد ذلك من كلام الله: (ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ*ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ *مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ) (الفاتحة: 2-4).

هذا هو القَسَم، فما المُقسَم عليه؟

المقْسَم عليه قوله سبحانه: (إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ) (الصافات: 4) وهذه العبارة مع أنها جواب لقسم، إلا أن الله تعالى أكَّدها أولاً بـ (إن) ثم أكَّدهَا باللام في (لَوَاحِدٌ)، وذلك لأنها تمثل أساس الدين وجوهر العقيدة، فالإله الحق واحد هو المهيمن على هذا كله، وقلنا: إن واحد غير أحد: واحد يعني ليس له ثَانٍ مثله، أما أحد فيعني أنه غير مركب من أجزاء في تكوينه، فهو سبحانه في ذاته أحد.



سورة الصافات الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة الصافات الآيات من 001-005 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الصافات الآيات من 001-005   سورة الصافات الآيات من 001-005 Emptyالسبت 30 يناير 2021, 7:19 am

رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وفي آية أخرى قال: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ) (طه: 6) وهذا الذي تحت الثرى هو الذي يحتاج مِنّا إلى بحث لنصل إليه ونكتشفه ونُخرجه كما قلنا من عالم الملكوت إلى عالم الملْك.

هنا قال: (وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ) (الصافات: 5)، وفي موضع آخر قال: (بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ) (المعارج: 40) إذن: الحق سبحانه يُبْقي لألمحية الالتقاط الذهني من الألفاظ موضعاً، فما دام هناك مشارق إذن لابد أنْ يقابلها مغارب؛ لأن الشمس لا تشرق على قوم إلا وتغرب عن آخرين، إذن: عرفناها باللزوم.

وحين نستعرض هاتين الكلمتين في كتاب الله نجد أنهما تأتيان مرة بصيغة المفرد: (رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ) (المزمل: 9)، وتأتي بصيغة المثنى(رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ) (الرحمن: 17)، وتأتي بصيغة الجمع(بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ) (المعارج: 40).

ذلك لأنه إذا خاطب الإنسان الواحد في المكان الواحد قال المشرق والمغرب، لأن لكل مكان مشرقاً ومغرباً، فإنْ تعدَّدتْ الأماكن تعددت المشارق والمغارب، فنحن مثلاً في القطر الواحد نلاحظ أن مغرب القاهرة غير مغرب الأسكندرية، فإذا نظرنا إلى كل الأمكنة في الكرة الأرضية علمنا أن المشارق والمغارب لا تتناهى، ففي كل نصف ثانية مشرق ومغرب.

لذلك قلنا: من حكمة الخالق سبحانه في دورة الأرض حول نفسها، وحول الشمس أنها تُوزع مقومات الحياة في الكون كله، فلو ظَلَّتْ الشمس مواجهةً لمكان واحد لاحترق، ولو ظلَّتْ غائبة عن مكان لَتجمَّد.

ونتيجة هذه الحركة يظل الحق سبحانه معبوداً في كل أوان بكل عبادة، كما سبق أن أوضحنا أنه في اللحظة الواحدة يُصلَّى الصبح عند قوم، والظهر عند آخرين، والعصر عند آخرين، والمغرب والعشاء، وهكذا على مَدار اليوم والليلة.

أمَّا قوله تعالى: (رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ) (الرحمن: 17) قالوا: المشرقان يعني: المشرق والمغرب، أو مشرق الصيف ومشرق الشتاء.

ثم يقول سبحانه: (إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ...).



سورة الصافات الآيات من 001-005 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الصافات الآيات من 001-005
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الصافات-
انتقل الى: