أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: 5ـ تربية الأولاد في الإسلام السبت 23 يناير 2021, 10:01 pm | |
| 5ـ تربية الأولاد في الإسلامبسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد...
فنستكمل بتوفيق من الله الحديث حول عناية الإسلام بالأولاد، ولاحظنا متابعة الإسلام للولد في مراحله المختلفة بالعناية والرعاية والتحصين، بغض النظر عن أن يكون الوليد من البنات أو من البنين. وفي هذا اللقاء أقول: إن عناية الإسلام متطورة مع الطفل بما يلائم أطوار حياته، فبعد ولادته أعد الله له طعامًا في صدر أمه لبنًا خالصًا سائغًا، رأى فيه العلمُ الحديث إعجازًا باهرًا من حيث احتواؤه على عناصر الغذاء التي يحتاجها جسم الوليد، ومن حيث دفؤه في الشتاء، وبرودته في الصيف، إلى آخر ما أثبته العلم الحديث في هذا المجال من إعجاز.
والإسلام أمرَ بإعطاء الوليد حقه في الرضاع فقال: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ).
ولو تطَلَّب الرضاع أجرًا وجب على الوالد بذل الأجر لذلك، كما قال الله -تعالى-: (وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
وبعد أن يشِبَّ الوليد فيصير غلامًا فإنه ينبغي أن يتعاهده والداه بالرباية والرعاية الحسنة، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يضرب في ذلك أروع الأمثال، ويضع لنا وأمامنا الأسوة الحسنة، ومن ذلك ما ورد أنه رأى الحسن أو الحسين، رأى أحدهما أخذ تمرةً من تمر الصدقة فأكلها وهو صغير لا يعرف هذه الأمور، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كخ كخ، إنا معاشر الأنبياء لا نأكل الصدقة"، وجعل الغلام يتفلها ولا يأكلها.
إذا كانت هذه رعايته -صلى الله عليه وسلم- لحفيده؛ فما بالنا برعايته لأولاده هو؟
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج بأم سلمة بعد وفاة زوجها أبي سلمة، وكان لأم سلمة من زوجها الأول غلامٌ اسمه عمر، فاحتضنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وربّاه وعُنِي به، وذات مرة كان يُجلسه في حجره أثناء تناول الطعام، ورأى يد الغلام عمر بن أبي سلمة تطيش في الصحفه -يعني يأكل من الطبق بطريقة غير منظمة، من أمامه ومن أمام غيره- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل رفقٍ وحُنُو: "ياغلام، سمّ الله، وكُل بيمينك، وكُل مما يليك".
أقول: كذلك، إذا كانت هذه عناية النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو الممثل الرسمي للإسلام-، إذا كانت هذه عنايته بربيبه -أعني ولد زوجته من زوج آخر-؛ فما بالنا برعايته به لو كان من صلبه؟
وأضيف إلى ما سبق قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "مُروا أولادكم -وفي رواية- علّموا أولادكم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع".
وقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".
كلُّ ذلك -وغيرُه كثيرٌ- لينشأ الطفل ويشب على الفضائل، ومن شب على شيءٍ شاب عليه، فيكون عضوًا فاعلًا صالحًا في مجتمعه، ناصحًا لأمته.
هذا، وبالله التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله.
|
|