منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي Empty
مُساهمةموضوع: فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي   فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي Emptyالخميس 06 فبراير 2014, 1:14 am

فقه تربية الأولاد [1] 
فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي 57088_SHIK_MOUSTAPHA_EL_ADAWI
للشيخ: مصطفى العدوي
خير ما يربى عليه الأبناء كتاب ربهم عز وجل، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويتحمل المسئولية في ذلك الآباء، فلو أنهم ساروا على هذا النهج، واختاروا المرأة الصالحة، واعتنوا بتربية أولادهم التربية الروحية اعتناءهم بتربيتهم الجسدية؛ لما فسدت المجتمعات، ولعاش أفراد الأسراة وفق منهج إسلامي قويم.
التربية على ضوء الكتاب والسنة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد: فحديثنا هو عن فقه تربية الأولاد على ضوء ما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا على ضوء ما ورد في كتب علم النفس والفلسفة، فخير الهدي -دائماً وأبداً- هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ" [الأنعام: 38]، وقال سبحانه وتعالى عن نفسه: أَلا "يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [الملك: 14]، فالذي خلقنا وخلق أطفالنا وأولادنا وبناتنا هو الله سبحانه وتعالى؛ فتشريعه خير تشريع، وهدي نبيه خير هدي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 
فجدير بنا إذاً أن نتلمس خطى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونتلمس أوامره وآدابه ونطبقها مع أبنائنا حتى يسلم لنا أبناؤنا، لذلك فإن حديثنا عن تربية الأولاد ليس عن تجربة شخصية، فالتجارب الشخصية تختلف من شخص إلى آخر، وليس عن حكاية سُطِّرت فالحكايات ما أكثرها، ولكن من خلال نصوص من كتاب ربنا، ومن سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم من أقوال أهل العلم من سلفنا الصالح رحمهم الله الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم التابعون، ثم أتباع التابعين، فهؤلاء هم خير القرون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).
التضرع إلى الله والدعاء بصلاح الذرية
أيها الأحبة: ابتداءً فليعلم أن الهادي هو الله سبحانه وتعالى، وهذا شيء مقرر ومسلّم به، قال الله سبحانه وتعالى: "وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [السجدة: 13]، وقال الله سبحانه: "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ" [يونس: 100]، وقال سبحانه: "يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" [النحل: 93]، فأمر الهداية بالدرجة الأولى موكول إلى الله سبحانه وتعالى، والشقاوة أو السعادة مكتوبة على العبد وهو في بطن أمه، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود وغيره: (إن المَلَك يأتي فيؤمر بأربع: بكتب أجله، ورزقه، وعمله، وشقي أو سعيد)، كل ذلك مقدر على العبد وهو في بطن أمه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافراً)، فيجب أن يعلم أن المهتدي هو من هداه الله سبحانه وتعالى. 
ويجب علينا أن نتجه إلى ربنا سبحانه وتعالى نسأله إصلاح الذرية، كما هو حال أهل الإيمان، فهم دائماً يقولون: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" [الفرقان: 74]، وقرة الأعين: ما تستقر به العين فلا تنظر إلى غيره. 
مثال ذلك: 
لو أن عندك زوجة دميمة فإنك كلما رأيت امرأة حسناء اتجه نظرك إليها، بخلاف ما لو كانت زوجتك أحسن النساء ما امتد بصرك إلى غيرها، وكذلك لو كان ولدك أعقل الأولاد وأهدأ الأولاد ما امتد بصرك إلى غيره، ولذلك كان أهل الإيمان يقولون: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" [الفرقان: 74]، أي: ما تستقر به الأعين "وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" [الفرقان: 74]. 
وذكر الله سبحانه وتعالى حال هذا الرجل الذي بلغ أشده وبلغ أربعين سنة فقال: "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [الأحقاف: 15]، فدعا ربه أن يصلح له ذريته. 
وهكذا أيضاً إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، يقول: "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" [إبراهيم: 37]، ويطلب زكريا عليه الصلاة والسلام نحواً من هذا فيقول: "فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" [مريم: 5-6]، ويقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" [آل عمران: 38]. 
فالصلاح والهدى في الأصل من الله سبحانه وتعالى، وهذا يوسف صلى الله عليه وسلم تربى في بيوت الملوك من أهل الكفر، ثم أخذ وألقي به في السجن مع طائفة من المجرمين الخمَّارين، والسرق واللصوص، ومع ذلك كله حفظه الله سبحانه وتعالى، حفظه وهو غلام وسيم أوتي شطر الحسن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوتي يوسف صلى الله عليه وسلم شطر الحسن) -أي: نصف جمال الكون- ومع ذلك حفظه الله سبحانه، فلم تمتد إليه يد عابث وتناله بشيء من السوء. 
وهذا الغلام صاحب قصة أصحاب الأخدود أبواه كافران، ولم يذكر عنهما الإيمان، وأرسل كي يتعلم السحر، فمن الذي هداه إلى الراهب كي يتعلم منه الإيمان ويكون من أمره ما كان؟! إنه الله سبحانه وتعالى. فجديرٌ بنا أن نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، ونبتهل إليه كي يصلح لنا الذريات، فهذا شأن أهل الإيمان، فهم دائماً يطلبون من الله سبحانه وتعالى أن يصلح لهم النية والذرية، فإن المؤمن مهما أوتي من براعة وطاعة لله وفنٍ للدعوة إلى الله فأمر الهداية ليس إليه، فهذا نوح عليه الصلاة والسلام ينادي ولده "يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ" [هود: 42]،  فيقول الولد الشقي: "سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ" [هود: 43]، ولم تُجد دعوة نوح صلى الله عليه وسلم مع ولده. 
فجديرٌ بنا أن نكثر من الدعاء لصلاح الذريات، وبعد ذلك كل ما سيأتي إنما هو من باب الأسباب والمسببات.
أهمية الأخذ بالأسباب في تربية الأولاد
لقد جعل الله سبحانه وتعالى للأسباب دوراً في صلاح الأبناء، فمن سلك أسباب الخير فتحها الله له وزاده هدى، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الليل: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى" [الليل: 5]، أي: أعطى المال وأنفقه في سبيل الله وفي أوجه الخير وَاتَّقَى [الليل: 5]، أي: اجتنب محارم الله، "وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى" [الليل: 6-7]، أي: سنهيئه لعمل الخير، فهو قدم خيراً ففتح الله له سائر أبواب من الخير. 
وفي المقابل: "وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى" [الليل: 8-9]، فهذا الذي سلك هذه الأسباب "فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى" [الليل:10]، أي: سنوفقه ونهيئه لعمل أهل الشقاوة -والعياذ بالله- فإذا سلكت أسباب الهداية والتمستها نور الله لك بصيرتك، وفتح لك أبواباً أخر من أبواب الخير، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" [العنكبوت: 69]. 
وإذا أمعنت النظر في كتاب الله اتضح لك هذا المفهوم وضوحاً جلياً، والله يقول في شأن نبيه موسى صلى الله عليه وسلم: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" [القصص: 14] فدل على أنه قدم إحساناً ثم آتاه الله الحكم والعلم، وقوله تعالى "وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" [القصص: 14] فلما قدم إحساناً آتاه الله حكماً وآتاه الله علماً. 
وكذلك قال الله في شأن الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم: "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" [البقرة: 124] فطمع إبراهيم أن تكون كل ذريته أئمة، فقال: "قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" [البقرة: 124]، وفي الآية الأخرى: "وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا" [الصافات: 113] أي: إبراهيم وإسحاق "مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ" [الصافات: 113]. 
وقال تعالى في شأن بني إسرائيل: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" [السجدة: 24] فلما قدموا الصبر واليقين جعل الله سبحانه وتعالى منهم هؤلاء. 
وقال سبحانه في شأن لوط عليه السلام وقومه الذين آمنوا به: "نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ" [القمر: 35] فلزاماً أن تلتمس الأسباب المؤدية إلى الخير، فإذا التمست هذه الأسباب فتح الله لك أبواب الخير باباً تلو الباب، أما إذا التمست أسباب الشر فكذلك تُهيأ للشر وأعمال أهل الشر، قال الله سبحانه وتعالى: "ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 127]، وقال: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" [الصف:5]، وقال: "فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" [الأعراف: 166]، وقال: "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ" [الأنعام: 44]. 
الأسباب المعينة على صلاح الأولاد
غرس الثقة في نفوسهم ومكافأة النبيه منهم
خامساً: من الأسباب المعينة على صلاح الأولاد: 
غرس الثقة في نفوسهم ومكافأة النبيه منهم: 
فيسن أن تغرس الثقة في نفوس الأطفال، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد سلك هذا المسلك وسلكه من بعده أصحابه رضوان الله عليهم. 
فعليك أن تكتشف وتختبر مدى فهم هؤلاء الأطفال الذين أمامك، وهل يفهمون أو لا يفهمون، وبعد ذلك ترتب على هذا التعامل مهم. 
وقد ورد في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما لطم الجارية وجاء آسفاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رجل أغضب كما يغضب البشر، فكانت لي جارية ترعى غنماً لي، فعدت الذئب على شاة فأخذتها فلطمتها -أي: لطم الجارية على وجهها- فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم فسألها: (أين الله؟ قالت: في السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعتقها فإنها مؤمنة) فأخذ بعض أهل العلم من هذا: جواز الاختبار لاستكشاف ما عند الشخص، ثم ترتيب العمل بناءً على هذا الذي يصدر منه بعد الاستكشاف. 
وينبغي أن يكرم الولد النبيه ويشجع حتى يستمر في نباهته وإقباله على الخير، فـعبد الله بن عباس رضي الله عنهما كان صغيراً ولكنه كان نبيهاً ذكياً، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدين.
قال عبد الله بن عباس : دخل النبي صلى الله عليه الخلاء فأتيته بماء كي يتوضأ به، فوضعته أمام الخلاء، فخرج فقال: من وضع هذا؟ فقالوا: عبد الله بن عباس ، فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم لفهمه. 
وفي هذا: جواز خدمة الصغير للكبير، فـعبد الله بن عباس وضع الوضوء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنس كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في أول الإسلام قال أنس: (كنت ساقي القوم يوم نزل تحريم الخمر، وكان شرابهم النبيذ وكنت أسقي أبا طلحة وأبي بن كعب فلما نزل قوله تعالى: "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ" [المائدة: 90] قال أبو طلحة: يا أنس! قم إلى هذه الدلال فاكسرها، أو فاهرقها). 
الشاهد: أنه يسن أو يشرع أن يقوم الصغار بخدمة الكبار، ويتمرنون على ذلك، بل ويتمرنون أيضاً على البيع والشراء، ونحو ذلك. 
وقد ورد في ذلك: 
أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بيت أسماء بنت عميس كما سبق، فرأى عبد الله بن جعفر وكان صغيراً، فقال: (اللهم بارك لـعبد الله في صفقة يمينه) فكان عبد الله تاجراً مع أنه كان صغيراً، وكان يربح أرباحاً طائلة رضي الله عنه ببركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 
فالشاهد: 
أن الأطفال يستكشفون، ومن وجد منهم فيه نباهة حُمّل من التعليم ما يوازي نباهته وفهمه، ويكرم ويشجع على هذه النباهة، ولذلك كان أمير المؤمنين عمر يدخل عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما مع كبار السن من الصحابة، ويجلسه معهم في المجالس، وفيهم عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان علي بن أبي طالب وكان لا يتجاوز عمره العشرين سنة وهو يجلس مع هؤلاء الكبار من أهل الشورى، فقال بعض الصحابة لـعمر: ما لك تدخل هذا الصبي وتجلسه معنا ولنا أبناء أكبر منه سناً؟ فقال: إنه من حيث علمتم -أي: أنه ابن عم رسول الله وقد دعا له بالفقه في الدين- ثم استدعاه يوماً فقال له أمامهم: يا ابن عباس! ما تقول في قوله تعالى: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا" [النصر: 1-2]؟ 
فأما الصحابة ففسروها بالظاهر وقالوا: إذا جاء نصر الله ورأينا الناس يسلمون نحمد الله ونستغفره.
فقال عمر: ما تقول أنت يا ابن عباس ! في هذه الآية؟ قال: أما أنا فلا أقول مثل مقالتهم يا أمير المؤمنين، قال: إذاً فما تقول؟ قال: أقول: إن الله نعى إلى النبي أجله في هذه الآية، قال عمر: وأنا كذلك لا أعلم منها إلا الذي تعلم.
وكان الأمر كذلك فقد مات الرسول بعد نزول هذه السورة بفترة وجيزة، وهي آخر سورة كاملة نزلت على رسول الله عليه الصلاة والسلام. 
فـابن عباس قاس الأمور، وعلم أن الاستغفار تختم به الأعمال؛ لأنك إذا نظرت ترى أن المجالس تختم بالاستغفار: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)، والصلوات تختم بالاستغفار: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). 
ونوح لما انتهى من رسالته ختم الرسالة بقوله بعد أن أغرق الله قومه وأهلكهم: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا" [نوح: 28]، فيطرد أن الاستغفار تختم به الأعمال؛ فلذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن هذه السورة نعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أجله. 
فكان عمر يكرم عبد الله بن عباس. 
وهكذا فكل من وجدت فيه نباهة ينبغي أن يكرم ويشجع حتى يواصل العطاء، فرب كلمة طيبة يتحول بسببها شخص من الفساد أو الكسل إلى الصلاح والنشاط. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مداعبة الأطفال بما يناسب سنهم
رابعاً: من الأسباب التي تعين على صلاح الأولاد: مداعبتهم وملاطفتهم بما يناسب سنهم: ومع التعويذ تبدأ مسألة الملاطفة مع الأطفال في صغرهم، ولنبينا صلى الله عليه وسلم هديٌ واسع في هذا الجانب، فالولد لا يتحمل التعليم لأول وهلة، إنما تمر عليه فترة يكتشف فيها، ومن ثم يعطى الجرعة المناسبة له من التعليم. 
قد كان النبي صلى الله عليه وسلم لطيفاً رقيقاً مع الأطفال عليه الصلاة والسلام، فقد جاءه رجلٌ من بني تميم فرآه يقبل بعض أبنائه، فقال: يا رسول الله! تقبلون أبناؤكم؟! إن لي عشرة من الولد لم أقبل أحداً منهم قط، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وما أملك لك إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الأطفال، ويداعبهم عليه الصلاة والسلام. 
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان لي أخٌ يقال له: أبو عمير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إليه فيقول: (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟) كان لـأبي عمير طائر يربطه ويلعب معه، وكلما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البيت ناداه: يا أبا عمير!، وكناه بهذه الكنية؛ ففيه جواز تكنية الصغير، أي: يجوز لك أن تكني ابنك وهو صغير، وهذه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فرآه حزيناً فقال: (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟ فقالوا: مات النغير يا رسول الله!).
فالشاهد: 
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح هذا الطفل ويداعبه؛ إذ سنه وعمره لا يتحمل إلا هذه المداعبة وهذا التلطف، وكناه النبي صلى الله عليه وسلم باسم يحبه، ولذلك يلزمك أن تختار لولدك اسماً طيباً حتى لا تسبب له ألماً بعد ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى عليكم غير اسم عاصية إلى جميلة، فيسن أن تختار للولد اسماً طيباً حتى يشكرك بعد ذلك ولا يتأذى من اسمه أمام الناس، ويسن أيضاً أن تعق عنه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (يعق عن الغلام بشاتين، وعن الجارية بشاة). 
فالشاهد: 
أن الرسول كان يتلطلف مع الصبيان. 
قال أنس: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يقل لشيء صنعته: لِمَ صنعته؟ ولا لشيء تركته: لِمَا تركته)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً عليه الصلاة والسلام.
اختيار الأم الصالحة
ثانياً: من الأسباب التي تعين على صلاح الأولاد: 
اختيار الأم: 
فعلى الوالد أن يتخير أم الولد ابتداءً، وهذا مطلب شرعي لنفسك ثم لبنيك من بعدك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان صفات المرأة التي تختار: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وبعض هذه الصفات لها انعكاس على الأولاد، فالمرأة الجميلة في الغالب أن أولادها يكون في وجوههم مسحة جمال، ولذلك ورد عن معاوية أنه أتى بجارية بيضاء فزوجها لرجل أسمر وقال له: (بيض بها بنيك). 
وكما أن الجمال ينعكس على الأولاد فالذكاء أيضاً ينعكس وكل هذا بإذن الله، والثراء أيضاً، فإذا تزوجت امرأة ثرية فثراؤها يعود على الأبناء كما هو واضح، لكن محل هذا كله إذا كانت المرأة ذات دين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) أما إذا لم تكن ذات دين فهي كما قال تعالى: "وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ" [البقرة: 221]، وقال: "وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ" [البقرة: 221]، فعلى الشخص أن يتخير امرأة صالحة لأبنائه تعلمهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أخلاق الأم وطباعها ينعكس على البنين والبنات. 
والرجل إذا اختار المرأة الصالحة وتزوجها فسيبدأ حياته معها بما يرضي الله ثم يكون هذا الزواج في خدمة الأطفال وهذا هو الذي يهمنا. 
إذا اخترتها ودخلت بها فافعل ما قال لك الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً فليأخذ بناصيته وليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه) ثم إذا جاء بعد ذلك يجامعها يقول ما علمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أما إن أحدكم لو أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما ولد لم يضره شيطانٌ أبداً) أي: لم يضره شيطان بشرك أو بمعصية كبيرة لا يتوب منها على ما فسره بعض العلماء، أما صغار المعاصي فلزاماً أن يقع فيها العبد، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة)، وغير ذلك من الأحاديث.
تعويذ الأبناء بالأدعية الشرعية
ثالثاً: من الأسباب المعينة على صلاح الأولاد: 
إذا جامع الرجل أهله تعوذ من الشيطان ودعا بصلاح الذرية، كما قالت أم مريم عليها السلام، "قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" [آل عمران: 36]، فتبدأ عمليات التعويذ اليومي المستمر، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُعوذ الحسن والحسين فيقول: (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامه)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يعوذهما بهذه التعويذات: (إن أباكما إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق عليهما السلام). 
وإذا لم تكن تحفظ هذا التعويذ فعوذ بالمعوذات، فأفضل ما تعوذ به المتعوذون: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" [الإخلاص: 1]، و: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" [الفلق: 1]، و: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" [الناس: 1] فتبدأ يومياً في مرحلة تعويذ البنين والبنات، حفاظاً عليهم من سهام الأعين والحسد، وسهام إبليس ووسوسته، فكل هذه جنود لا نراها، ولكن لها تأثيرات -بإذن الله- في الصبي، ولا يخفى عليكم أن النبي صلى الله عليه وسلم زار امرأة جعفر بعد قتله فرأى نحافة الأبناء، وقال لها: (ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة -أي: نحيفة- قالت: يا رسول الله! تسرع إليهم العين، قال: فاسترقي لهم) أي: اطلبي لهم من يرقيهم.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على وجه جارية لـأم سلمة سفعة، والسفعة هي التغير والسواد، فسأل عن ذلك، فقالت: إن بها النظرة يا رسول الله! قال: (فاسترقي لها) فيسن التعويذ بما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي سنن ثابتة. 
وأيضاً: يحفظ الأولاد في أول الليل، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم واذكروا اسم الله، وأوكئوا القردة، واذكروا اسم الله، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله) الحديث، وفي رواية في مسلم (فإن للجن انتشار وخطف) فالشاهد أنه قبيل المغرب يكف الصبيان عن الخروج حتى لا يبطش بهم الجان، ونحن مسلمون نؤمن بالغيب كما قال تعالى: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" [البقرة: 3]، وهذا فارق ما بين أهل الإسلام وبين أهل الجحود والكفران. 
أيضاً: يمنع الصبيان من الخروج في هذا الوقت الذي تنتشر فيه الشياطين كما قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (فإذا ذهبت ساعة من العشاء فحلوهم).
استقامة الأباء وصلاح أحوالهم
أولاً: من الأسباب المعينة على صلاح الأولاد: 
أن تستقيم أنت في نفسك وتعمل الصالحات، فلعمل الصالحات منك انعكاسٌ على أولادك، فتطييبك لمطعمك ومشربك له انعكاس على أولادك، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" [الكهف:82]، فصلاح الآباء اتجه أو عاد على الأبناء بالنفع، وتحمل الخضر وموسى عليهما السلام المشقة لبناء الجدار بدون أجر، قال الله سبحانه: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ" [الكهف: 82].
هذا كله لصلاح الأب، وأيضاً ورد أن بعض السلف ونسب القول إلى سعيد بن المسيب أنه قال لابنه: (يا بني! لأزيدن في صلاتي من أجلك) يعني: لو كنت أصلي ركعتين فأصلي أربعاً أو ستاً من أجلك؛ لأن الله قال: "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" [الكهف: 82]، وهذا المعنى يتأيد بقوله تعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" [النساء: 9]، فقولك السديد يبقى أثره إلى الأولاد، فإذا تكلمت كلاماً سديداً في مجلس فيه حقوق للأيتام ستضيع فهذا القول السديد يبقى لك، ويخلفك الله سبحانه وتعالى في بنيك بسبب هذا القول السديد، "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" [النساء: 9]، فعموم أعمال الصالحات وأعمال البر من الرجل تنعكس إيجابياً على أبنائه، فهو في نظرهم القدوة والأسوة.
يتبع إن شاء الله...


فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي Empty
مُساهمةموضوع: فقه تربية الأولاد [2]    فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي Emptyالخميس 06 فبراير 2014, 1:48 am

فقه تربية الأولاد [2] 
فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي Images?q=tbn:ANd9GcRGwGnXPR3rOZwRUN1T5OFEMIe_X1ePjsKIdhlyry-vze6Ol69CiQ
للشيخ: مصطفى العدوي
جرى السلف في تربية أبنائهم على تعليمهم معالي الأمور لا سفاسفها، وأعلى المعالي توحيد الله تعالى وعبادته منذ الصغر، فما أن يكبر الطفل ويبلغ حتى يصبح رجلاً يعتمد عليه في ميادين الجهاد. 
ومما يراعى في التربية أن تكون تربية نظرية بالأقوال والأحاديث والقصص، وعملية بالفعل الحسن والأخلاق الماجدة الرفيعة من كلا الأبوين.
غرس التوحيد ومحبة الله ورسوله في قلوب الأبناء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فإن أهم ما نعلمه الأبناء هو ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما جاء في كتاب الله سبحانه وتعال؛ فيجب أن يُعرّفوا بربهم سبحانه وتعالى وبنبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتغرس في قلوبهم محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
تعليم الأولاد آداب الطعام
ومما ينبغي تربية الأولاد عليه: 
آداب الطعام: 
عَلِّم ولدك التسمية عند الطعام كما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأطفال، تخيل أن الرسول جلس يأكل مع أصحابه فجاءت جارية كأنما تدفع ووضعت يدها في الطعام، فنزع الرسول يدها من الطعام، ورسول الله أرحم الخلق عليه الصلاة والسلام، فينزع يدها من الطعام ويمنعها من الأكل، ويأتي غلام يجري كأنما يدفع فيضع يده في الطعام، فينزع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أرحم الخلق يده من الطعام، ويقول له: (إن الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه)، وإنه أتى بهذه الجارية وبهذا الغلام كي يستحل بهم الطعام، (والذي نفسي بيده إن يده -أي: يد الشيطان- مع يديهما في يد). 
ويقول: (يا غلام! إذا أكلت فسم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك). 
فلا يأخذك الحياء بل علمهم واتق الله فيهم، فكما قال القائل: وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه فليس من يلقنه أبوه كل يوم كتاب الله وسنة رسول الله كمن يلقنه أبوه الكفر والعربدة. يقول عكرمة: (لقد رأيتني وإن ابن عباس لموثقي على تعلم القرآن) يقول: أنا أذكر ابن عباس وهو رابطني حتى أتعلم القرآن، وكان ابن عباس قد رأى في عكرمة نباهة زائدة، فربطه حتى يتعلم كتاب الله، ربطه في وقت التعليم، حتى يحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، فجدير بالشخص أن يراعي أولاده.
تعليم الأولاد آداب الاستئذان
ومما ينبغي أن يربى عليه الأولاد: 
الاستئذان: 
علم ولدك الاستئذان كما في قوله تعالى في هذه الآيات الذي فرط الناس في العمل بها: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ" [النور: 58]، فينبغي على الأب يعلم ولده الاستئذان في هذه الأوقات الثلاث، فلو أن الأب والأم في غرفة النوم قبل الفجر، أو في الظهيرة، أو من بعد صلاة العشاء فعليهما أن يعلما الأبناء الاستئذان ولا يفتحان الباب مباشرة، حتى لا ترتسم صورة في ذهن الطفل فيخرج يطبقها مع أخته أو مع أخيه، فأمر الله بالاستئذان في هذه الأوقات حتى تبقى تصورات الأطفال نظيفة وبعيدة عن التشويش والفساد. 
وهذا يسوقنا إلى منع الأطفال عن الأفلام التي تعرض في التلفزيونات، وقد امتلأت بالدعارة والرقص والفساد، فالطفل يملأ سمعه وبصره وفؤاده بالمناظر التي يراها من هذا التلفزيون الفاسد، فيخرج يطبقها مع أخته وجارته، وهذا من أهم الأمور التي يجب أن تراعى وهي: إبعاد الأطفال عن التلفزيونات والمسلسلات الخليعة وما ينشر فيها من الفساد، فإن هذا يهدم كثيراً مما تبنيه. فأنت تعلم الولد: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ" [الناس: 1-3]، فيضيع هذا التعليم أمام التلفاز وما يعرض فيه من الفساد، فيدمر كل ما علمته إياه. 
فجديرٌ بكل أب يريد أن يحافظ على أولاده أن يبعد التلفزيون من بيته جملة واحدة؛ فإن النفع الذي فيه لا يشكل أدنى نسبة بالنسبة للشر الذي فيه، فجدير بكل أب غيور وإن كانت هناك بعض الأشياء التي يراها منافع من التلفزيون؛ أن يبعد التلفزيون جملة وتفصيلاً من البيت سداً للذريعة الموصلة إلى الفساد، وهذا من أهم الأمور التي يركز عليها في تربية الأطفال، فينبغي أن يكون مشرب الأطفال مشرباً واحداً ألا وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. 
أما إن تعددت المشارب التي يشرب منها الطفل، فالشهوات -والعياذ بالله- لها قبول عند كثير من الناس، فعندما تجد الشهوات القلب فارغاً من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنها تتمكن منه، فجديرٌ بالشخص أن يبعد أولاده تماماً عن هذه التلفزيونات. 
وينبغي على الآباء أ، يعلموا أولادهم معالي الأمور، فقد كان أصحاب رسول الله يمرنون أبناءهم على معالي الأمور، بل تخيل أن الصحابي كـابن عمر رضي الله عنه يقول: عرضت للجهاد في أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة -يريد أن يمسك سيفاً ويبدأ في قتال الكفار وهو في هذا السن- فردني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عرضت عليه في العام المقبل يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
انظر ابن خمس عشرة سنة يشارك في القتال مباشرة. 
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كنت جالساً مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي أصحابه سؤالاً فقال: (إن من الشجر شجرة مثلها مثل المؤمن، فأخبروني ما هي؟)، فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، فجئت أتكلم وأقول: هي النخلة يا رسول الله! فإذا أنا أصغر القوم، فامتنعت عن الكلام، فقال الرسول: (هي النخلة)، فقلت لأبي: يا أبتي! قد وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: لو قلتها لكان أحب إلي من حمر النعم.
بمَ يفرح عمر؟ هل يفرح لأن ولده أتى بـ (100%) في الثانوية، أم يفرح لأن الولد أجاب على مسألة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ 
تعليم الأولاد حسن الخلق
ومما يربى عليه الأبناء: حسن الخلق: 
فلا تعلم ولدك سباب أمه كما يفعل الجهلة والذين لا يعلمون، فتجد الوالد الغبي يفرح بولده الذي يسب أمه، وتفرح الأم الجاهلة بابنها الذي يسب أباه، ولا يشعران أن هذا إثم عليهما، وفيه شرٌ عليهما. 
علم ولدك احترام الكبير، وحقوق الكبير بينها له: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أراني الليلة في المنام وأتيت بسواك كي أتسوك به، فناولته لصغير فقيل لي: كبر -يعني: أعطه الأكبر-)، وجاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أحدهما يتكلم وكان هو الأصغر، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (كبر كبر) يعني: الكبير هو الذي يتكلم. 
فلزاماً أن تعلم ولدك حق الكبير، فعلمه إذا التقى بكبير أن يبدأ الكبيرَ بالسلام -الصغير يسلم على الكبير- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم الصغير على الكبير)، فالصغير هو الذي يبدأ.
وعلمه خدمة الأضياف كما كان أبو بكر يعلم ولده عبد الرحمن ، إذ يرسله بالأضياف كي يخدمهم ويقوم عليهم. 
أيضاً: أعط ولدك حقه الذي شرع له، فكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فأوتي النبي بشراب فاستأذن الغلام، في أن يسقي هؤلاء الذين هم عن يساره؛ فإنه عن اليمين وله حق في ذلك وكان عن اليسار أبو بكر وعمر وأقوام من كبار الصحابة، وعن اليمين غلام، فتخيل سيد ولد آدم يستأذن هذا الطفل الصغير، فيقول الغلام: لا يا رسول الله! لا أوثر بنصيبي منك أحداً.
أي: أنا أريد أن أشرب بعدك يا رسول الله! شفتاي تأتي في موطن شفتيك يا رسول الله، ويصر الطفل فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلبه ويسقيه.
وقد مرض غلام من اليهود كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فيزوره، الرسول صلى الله عليه وسلم يعود غلاماً صغيراً مرض في البيت، تخيل الروح المعنوية التي ترتفع في الطفل لما يرى زميلاً لأبيه جاء يزوره، جاء صديق الأب يزور الولد الصغير في البيت وأتى للطفل بهدية صغيرة، تخيل مدى تأثير هذه الهدية على الطفل، فذهب النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى بيت رجل يهودي. 
لماذا يطرق الرسول صلى الله عليه وسلم البيت على هذا اليهودي؟ ماذا تريد يا محمد؟ فيقول: أريد أن أزور ابنك الصغير، فيدخل الرسول صلى الله عليه وسلم يزور الولد الصغير وهو مريض فيقول له: (قل لا إله إلا الله) أي: أسلم، فينظر الولد إلى أبيه فيقول أبوه له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فيقول الولد: لا إله إلا الله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار). 
فعلم ولدك حفظ السر، وقل له: لا تنقل كل شيء تراه أو تسمعه.
فهذا أنس يقول: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فأسر إلي به وأنا صغير، فسألتني أمي -أم سليم- إلى أين تذهب؟ فقلت: ما كنت لأفشي سر رسول الله، فقالت له: إذاً لا تفشي لأحدٍ أبداً هذا السر الذي علمك إياه أو أخبرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن تعلمه حفظ الأسرار وعدم نقل أسرار البيت إلى الخارج فكل بيت له عورات، قل له: لا تنقل كل ما تراه أو تسمعه، فهذا خطأ، وأدبه بهذا الأدب الذي كن الصحابيات يؤدبن به أبناءهن. قل له إذا رفع صوته أمام أمه أو أخته أو أخيه: "وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" [لقمان: 19] كما قال لقمان صلى الله عليه وسلم لابنه، فلا تترك الولد يعبث بالبيت ويصيح ويجري هنا وهنا ويبطش بهذا وبذاك، بل أدبه، فإذا لم يجد معه التأديب بالكلام، فانتقل إلى ما هو أشد من الكلام إن احتاج الأمر إلى ذلك. 
وقد ورد حديثٌ في هذا الباب صححه بعض أهل العلم: (علق السوط حيث يراه أهل البيت)، أي: ضع العصا في مكان حيث يراه أهل البيت من الأطفال، فهناك أطفال نظرة واحدة تكفي لزجرهم، وأطفال آخرون لا يكفي النظر، ولا يكفي الكلام لزجرهم بل يحتاج معهم إلى نوع من التأديب سواءً باليد أو بالضرب ونحو ذلك، فالله لا يحب الفساد، فلا يترك الولد يسرق ويعبث ونقول: نحتاج إلى أدلة خاصة، بل الأدلة العامة تضبط لنا هذه القضية، فمنها: قوله تعالى: ":وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ" [البقرة: 205].
تعويدهم على أعمال الخير والبر
ومن تربية الأبناء أن تجتهد أن ترسم في ذهن ولدك مناظر البر وأعمال الخير، فخذه معك للحج أو للعمرة إذا وسع الله عليك، فقد رفعت امرأة صبياً لها وقالت: (يا رسول الله! ألهذا حج؟ قال: نعم ولكِ أجر) فإذا أخذت ولدك -المميز خاصة- إلى الحرم وحببته في الكعبة وفي الطواف حول الكعبة، ووقفت به على الصفا والمروى، ونزلت به وشربت من زمزم أنت وهو، وارتسمت في ذهنه هذه المناظر؛ كنت أنت مأجور؛ لأنك تعلم ولدك الخير وتملأ قلبه وسمعه وبصره وفؤاده بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. 
وهل تستوي أنت مع من أخذ ولده إلى المصيف ورأى العراة والعرايا، أو من أخذه إلى السينما ورأى الفساد العريض، أو إلى المسارح ووجد فيها هذا الفساد المدمر؟ أو هل تستوي أنت مع من أخذ ولده إلى النادي يشجع الكابتن فلان والكابتن فلان؟ لا يستويان "أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ" [السجدة: 18]، "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" [ص: 28]، "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [الجاثية: 21].
إذا سويت بين الرجل الذي يأخذ ولده ويمرنه على صلاة الفرض والنفل والتراويح، ويعوده على صلاة الجنائز في الحرم، والطواف حول البيت العتيق، ويريه مقام إبراهيم وحجر إسماعيل، ويريه الركن اليماني، ويعلمه الدعاء ورمي الجمار، بمَن مرن أولاده على شرب الخمر، وأرسل ولده يشتري له السجائر، أو المخدرات فهذا ظلم عظيم، فخذ ولدك معك لأعمال البر وخذه معك إلى المساجد، وعلمه الورع. 
يقول الحسن بن علي وقد كان صغيراً في زمان رسول الله: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم تمرة في فم الحسن بن علي من تمر الصدقة فنزعها من فِيه، وقال: (كِخ كخ، أما علمت إنَّا آل محمد لا نأكل الصدقة)، انظر إلى هذا الورع وهو طفل صغير غير مكلف، لكن مع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يُقره على أن يدخل في بطنه لقمة لا تحل له، فقال: (كخ كخ، أما علمت إنَّا آل محمد لا نأكل الصدقة) فانظر إلى تصرف رسول الله مع الحسن! 
وينزل صلى الله عليه وسلم مرة من على المنبر وهو يخطب للناس الجمعة فيحتضن الحسن ويقبله، ثم المرة الثانية يستخرج التمرة من فيه، فالمُباح لا بأس بالإقبال عليه وعمله، والمُحرم يجب أن يوقف عنده ولا يتمادى معه.
تعليم الأولاد الصلاة فرضها ونفلها
ومما يربى عليه الأبناء بعد التوحيد، إقامة الصلاة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة) وتعليمه الصلاة يبدأ من سن السابعة.
ولكن قبل السابعة هل أعلمه الصلاة أم لا؟ المسنون قبل السابعة اصطحاب الصبيان إلى المسجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أدخل الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه عليه)، وقال لما أمر بالتخفيف في الصلاة: (مَنْ أمَّ الناس فليخفف؛ فإن وراءه الكبير والصغير وذا الحاجة) فالصغار كانوا يصطحبون إلى المسجد، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة على كتفه وهو يصلي؛ فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها صلى الله عليه وسلم. 
بل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبة فرأى الحسن والحسين مقبلين فنزل من على المنبر واحتضنهما وقال: (صدق الله إذ يقول: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ" [التغابن: 15]، رأيت هذين فلم أصبر عليهما). 
الشاهد: 
أن الشخص يشرع له أن يعلم الأولاد الصلاة وهم أبناء سبع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) لكن قبل السبع إن علمهم فلا يشدد عليهم في التعليم، فهذا هديه صلى الله عليه وسلم. 
وليعلم أن يختلفون فمنهم من يستوعب قبل السبع، ومنهم من لا يستوعب، ولكن التقعيد العام أن الأولاد يبدأ تعليمهم الصلاة وهم أبناء سبع كما قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيُعلمون ويُمرنون على الفرض مع النفل، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يُصلي في الليل واليتيم خلفه والعجوز خلفهما، واليتيم يُطلق عليه يتيم؛ لأنه دون البلوغ.
فيُمرن الأطفال على صلاة الفرض والنفل، وإن كان فيهم كفاءة فلا مانع أبداً أن يقدموا للصلاة، فيقدم ويشجع إذا كان ذكاؤه يسمح بذلك ويتسع له، ويعلم أيضاً الصوم ويدرب عليه، وينبغي للأم أن لا تحملها شفقتهما على أن تمنع ولدها من الصيام، فإذا بكى الولد من الجوع فلا ينبغي للأم أن تأخذها العاطفة، وتطعمه وتفطره من الصيام.
والربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: (كنا نصوم عاشوراء ونصومه صبياننا، فإذا جاع أحدهم جعلنا له اللعبة من العهن -أي: من الصوف- حتى يأتي وقت المغرب) ليس بمجرد الجوع أو البكاء من الجوع تقدم له الإفطار، بل قالت: إذا بكى أحدهم - أي: من شدة الجوع- جعلنا له اللعبة من العهن؛ لأن كثيراً من الآباء يخاف على ولده من الصوم، ويمنعه منه، وكثير من الأمهات إذا خرج ولدها لصلاة الفجر تمنعه حتى لا يصاب بالبرد، فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون أولادهم وبناتهم الصيام وعمر يقول لرجلٍ سكران: (ويحك! وصبياننا صيام)، يعني: أنت تفطر يا كبير وعندنا الأطفال الصغار يصومون. 
ويسن أيضاً: تعويدهم على صوم الفرض والأطباء يعرفون ما في الصيام من فوائد.
توحيد الله أول ما يربى عليه الأبناء
أصل التربية: 
أن يُعرف الأبناء بربهم سبحانه وتعالى وبنبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتُغرس محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قلوبهم، فيعلمون الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى كلها، وأن الله يراهم في كل موقف ومقام كما قال لقمان عليه السلام لولده الوصية الجامعة التي جمعت الأصول والفروع معلماً إياه كما قال الله: "يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" [لقمان: 13]، فتحذر الولد من الشرك تحذره تحذيراً شديداً، وتخبره أن الشرك يجعل صاحبه خالداً في النار، وتبين له صور الشرك، وتعلمه أن قوله: (لولا الكلب لجاءنا اللصوص) من الشرك في الألفاظ، وتعلمه أن دعاء غير الله لا يجوز، وتعلمه أن كلام الشيعة الذين يقولون: إن السماء تمطر بإذن علي بن أبي طالب أن هذا باطل، وتعلمه المعتقد الصحيح الذي اعتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقده أصحابه، "يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" [لقمان: 13]. 
وهذه الوصية أيضاً وصى بها يعقوب عليه السلام بنيه عند الموت فقال: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [البقرة: 132] جمعهم عند الموت فقال لهم: "مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي" [البقرة: 133]، فالذي يبدأ به الإنسان في تعليم، ويعلمه الأطفال؛ التوحيد؛ لأن الله قال: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ" [الزمر: 65]، "يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" [لقمان: 13]. 
ثم يأتي التحول في الخطاب فيقول الله سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ" [لقمان: 14]، لم يحك هذا على لسان لقمان عليه السلام، فيستفاد من هذا التحوّل في الخطاب: أن الوالد لا يطلب حقه مباشرة من الولد، فلا يقول له: من حقي عليك أن تفعل لي كذا وكذا، وإن كان هذا جائز، لكن يلمح له بطريق آخر، حتى لا يظن الولد أن في تعليم أبيه له مصلحة له، فلذلك تحول السياق وقال الله تعالى: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ" [لقمان: 14]، فلم تأت على لسان لقمان بل جاءت في سياق أنها من كلام الله سبحانه وتعالى، فلو كان لك حق على الولد فلا تقل له: حقي عليك كذا وكذا، وتعدد حقوقك على ولدك فيسأمك ويضجر منك، ولكن عرّض له تعريضاً وعلَّمه تعليماً. 
والتعليم الذي صدر من لقمان بدأ بالأصول أصلاً أصلاً ثم بدأ بالتدريج. 
قال: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ" [لقمان: 14-15]، والملاحظ أنه ركز على "وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ".
فيؤخذ من هذا التركيز: 
أن تعلم ولدك مصادقة أهل الصلاح، وأن يتبع سبيل مَن أناب ورجع إلى الله، فعلمه مصادقة الصالحين، وقل له: لا تصادق أهل الشر والفساد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً نتنة)، "وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ" [لقمان: 15]، قل له: يا بني! اختلط بأهل الصلاح والخير، فهم أصدقاء لك في الدنيا والآخرة، واتل عليه قول الله سبحانه: "الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" [الزخرف: 67]. 
ثم قال في الوصية: 
"يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" [لقمان: 16]، كل هذا تعريف بالله سبحانه وتعالى. 
مَن هو الله سبحانه وتعالى الذي تعبده؟ هو: "الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ" [الشعراء: 218 - 219]، هذا هو الله سبحانه وتعالى الذي تعبده. 
"إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" [لقمان: 16].
ما ينبغي على الآباء مراعاته في تربية الأبناء
علينا أثناء تربية الأولاد أن نعدل بين الأولاد؛ فإن عدم العدل يسبب فساداً في البيت، فلا نقول العدل بين البنين والبنات فإن هذا أصل لابد منه أيضاً، إنما نقول العدل بين الأبناء وبعضهم البعض. 
جاء بشير بن سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! إني نحلت ابني هذا نحلة -يعني: وهبته هبة- وجئت أشهدك يا رسول الله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألك ولد غيره؟ قال: نعم يا رسول الله! قال: وكل ولدك أعطيته مثل هذا؟ قال: لا يا رسول الله! قال: ارجع فإني لا أشهد على جور)، فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، واعلموا أن عدم العدل يسبب فساداً بين الأولاد. 
والعدل يكون في كل شيء حتى في المحبة القلبية؛ إذا أبرزتها حدث فساد بين الأولاد، وإن كانت المحبة القلبية لا يملكها شخص لكن يحاول جاهداً أن يضبطها أمام الأولاد، ألا ترى أن إخوة يوسف قالوا: "لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" [يوسف: 8-9]، ما هو الحامل لهم على قتل يوسف؟ 
ليس كما قال بعض المفسرين: 
إن يوسف قص الرؤيا عليهم، الرؤيا التي رآها؛ "إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" [يوسف: 4]، لذا فخططوا لقتله، فقد تقلد هذا القول بعض المفسرين وهو قولٌ ليس عليه دليل، إنما الدليل الصريح هو ما ذكروه: "لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" [يوسف: 8]، ثم اتجه تخطيطهم للاغتيال: "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" [يوسف: 9].
لا تكن في البيت يا عبد الله! سيء الأخلاق، تخال أنك إذا سببت زوجتك وابنك وابنتك فإنك ستجني عاقبة ذلك ولو بعد حين، حتى المرأة إذا سبت ابنتها فإن ابنتها سوف تتعلم هذه الأخلاق، ثم ما تلبث أن تتزوج فإذا تزوجت اتبعت مع زوجها الأسلوب الذي اتبعته أمها مع أبيها، لكن الزوج الجديد له خصال أخرى، فلا تلبث إلا يسيراً وتطلق وترجع إلى أمها البذيئة فتجني عاقبة ووبال أمرها. 
فلا تجعل في البيت صخباً ولا سباباً ولا إثماً فالأولاد يتعلمون منك، ويلقطون الخصال الطيبة أو السيئة منك، فليكن الأب حتى إن دبت بينه وبين زوجته مشكلة متأنياً متأدباً بآداب الإسلام مراعياً لأولاده، فلا يحطم نفسيات الأم أمام الأطفال، ولا يظهر المشاكل أمامهم، وإذا أراد أن يعاتبها فليأخذ زوجته في مكان بعيداً عن الأطفال وليعاتب بعيداً عنهم، حتى لا تدمر نفسيات الأطفال، فإذا سمع مقالات سيئة من أمهم أو أبيهم فإنهم يتعدون على ذلك. 
الشاهد: 
أن الأخلاق الطيبة في البيت من الأبوين تنعكس على الأولاد والبنات. 
وينبغي أن لا تفرق بين البنين والبنات في التعامل كالجهلة الذين يطعمون البنين أولاً ثم يتركون الفتات للبنات، فالله يقول: "آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا" [النساء: 11]، لا تدري هل البنت أنفع لك في دنياك وأخراك، أو الولد أنفع لك في دنياك وفي أخراك؟! 
وبالجملة فكن ودوداً مع ابنك، واجعله يعرف قدرك، ويعرف أنك أب بأسلوبٍ طيب مهذب، واسمع إلى مشاكله أحياناً وله حدودٌ لا يرتقي فوقها، فلا تمرنه على رفع الصوت على أمه، بل اضبطه وازجره عن رفع الصوت على أمه، وكن دائماً متبعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الباب. 
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
فقه تربية الأولاد.. للشيخ العدوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 5ـ تربية الأولاد في الإسلام
» 6ـ نماذج من تربية الأولاد
» التقصير في تربية الأولاد: المظاهر- سبل الوقاية والعلاج
» ربط الأولاد بالصلاة
» تربية النحل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: