منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Empty
مُساهمةموضوع: تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)   تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 1:14 am

تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Tarbeat_altefel
تربيـــــة الطفــــــل فــي الإســــــــلام
تأليف: سيما راتب عدنان أبو رمـوز
ماجستير دراســــــات إســـــــــلاميـة
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
شــــــــــــــــــــــــــــكـــر
=============
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (مَنْ لا يشكر النَّاس لا يشكر الله) أخرجه الترمذي برقم 1954، وقال عنه: حديث حسن صحيح.

أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى  د. أحمد فواقة جزاه الله خيراً، ولكل مَنْ يقرأ هذا البحث فينتفع به وينفع به الناس.

بسم الله الرحمن الرحيـم
الـمـقـــدمـــــــــــــــــــــة
=============
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- تسليماً كثيراً..

وبعد:
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{ (1).

وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{ (2).  

الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، يولدون كصفحةٍ بيضاء، وعلى الآباء والمربين مسؤولية ملء هذه الصفحة بالعقيدة الصحيحة، والأفكار الإسلامية، التي تؤهلهم ليكونوا شباباً ذوي إنتاجية فعّالة في المجتمع، وسبباً من أسباب رُقيّه وتقدمه، فهم نواة المجتمع الذي سوف يأتي بعدنا -إن شاء الله- ليكمل مسيرة الاستخلاف في الأرض.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (3).

عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران : 102

(2) سورة الأحزاب : 70-71
(3) سورة التحريم ، آيه 6
(4) حديث صحيح، أخرجه مسلم ، حديث رقم 1631، كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد كان سبب إختياري لهذا البحث، أن كثيراً من أبناء الأمة الإسلاميه مفتقدين لمنهج تربوي إسلامي يقوم على أوامر الله -سبحانه وتعالى- واتباع سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ولأهميه مرحلة الطفوله في غرس العقيده والعباده والعلم والصحه وغير ذلك في الطفل، أحببت الخوض في مضمار تربية الطفل في الإسلام، كي أستطيع -إن شاء الله تعالى- تربية أجيال قادمه وأغرس بهم هذه الأمور سواء في الأسرة أو المجتمع، نفعني الله -سبحانه وتعالى- به والأمة الإسلامية -إن شاء الله -.

وعدد لا بأس به من الكُتّاب قد بحثوا في هذا الموضوع  على مدار السنين، ولكن الآن  زاد اهتمامهم به لكثرة التحديات المشاهدة يومياً والتي تواجه الأمة الإسلامية قاطبة.

وقد قمت بتقسيم البحث الى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح.
المبحث الأول: تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً.
المطلب الأول: تعريف التربية لغةً.
المطلب الثاني: تعريف التربية إصطلاحاً.
المطلب الثالث: تعريف الطفل لغةً.
المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح.


المبحث الثاني: حقوق المولود قبل الولادة:
المطلب الأول: إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
المطلب الثاني: حقوق الجنين.

المبحث الثالث: المولود ما بعد الولادة.
المطلب الأول: استحباب البشارة بالمولود.
المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى.
المطلب الثالث: استحباب التحنيك.
المطلب الرابع: تسمية الطفل.
المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.
المطلب السادس: العقيقة.
المطلب السابع: الختان.
المطلب الثامن: الرضاعة الى الحولين والفطام.
المطلب التاسع: الحضانة والولاية.


المبحث الرابع: صفات المربي الناجح.
المطلب الأول: العِلم.
المطلب الثاني: الأمانة.
المطلب الثالث: القوة.
المطلب الرابع: العدل.
المطلب الخامس: الحرص.
المطلب السادس:  الحزم.
المطلب السابع: الصلاح.
المطلب الثامن: الصدق.
المطلب التاسع: الحكمة.


الفصل الثاني: بناء شخصية الطفل (العقائدية، والعبادية، والخُلقية، والصحية، والعلمية) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.
المبحث الأول: البناء العقائدي:
المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة.
المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال.
المطلب الثالث: ترسيخ حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته.
المطلب الرابع: الإيمان بالملائكة.
المطلب الخامس: الإيمان بالكتب السماوية.
المطلب السادس: الإيمان بالرسل عليهم السلام.
المطلب السابع: الإيمان باليوم الآخر.
المطلب الثامن: الإيمان بالقدر خيره وشره.
المطلب التاسع: تعليم الطفل القرآن والسنة النبوية المطهرة.
المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها.


المبحث الثاني: البناء العبادي:
المطلب الأول: تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل.
المطلب الثاني: الصلاة.
المطلب الثالث: الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه.
المطلب الرابع: الزكاة.
المطلب الخامس: الحج.


المبحث الثالث: البناء الأخلاقي.
المطلب الأول: خلق تاديب الأطفال.
المطلب الثاني: أنواع الآداب النبوية للأطفال.


المبحث الرابع: البناء البدني
المطلب الأول: أهداف التربية البدنية 
المطلب الثاني: بعض الممارسات الرياضية في الإسلام
المطلب الثالث:  فوائد اللعب وقيمته
المطلب الرابع: قواعد الأكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية
المطلب الخامس: التربية البدنية وآداب النوم
المطلب السادس: إهتمام الأطفال بالنظافه
المطلب السابع: الوقاية من الأمراض والعلاج منها


المبحث الخامس: البناء العلمي
المطلب الأول: الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل
المطلب الثاني: العِلم في القرآن الكريم
المطلب الثالث: العِلم في السنة النبوية المطهرة
المطلب الرابع: السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه


الفصل الثالث: الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم، وتربية الأبناء وتحديات العصر، ودور المرأه في التربية.
المبحث الأول: الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأثرها على شخصياتهم.
المطلب الأول: التسلط أو السيطرة.
المطلب الثاني: الحماية الزائدة.
المطلب الثالث: الإهمــــــال.
المطلب الرابع: التدليل.
المطلب الخامس: إثارة الألم النفسي.
المطلب السادس: التذبذب في المعاملة.
المطلب السابع: التفرقة.
المطلب الثامن:الإسراف في القسوة.
المطلب التاسع: الإعجاب الزائد بالطفل.


المبحث الثاني: تربية الأبناء، وتحديات العصر، وكيف يمكن للأسرة أن تتغلب عليها أو على الأقل كيف تقلل منها:
المطلب الأول: غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء:
المطلب الثاني: سيطرة الأبناء على الآباء:
المطلب الثالث: روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.
المطلب الرابع: ما يسمى بصراع الأجيال.
المطلب الخامس: ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي.


المبحث الثالث: دور المرأة في التربية.
المطلب الأول:أهمية الأم في تربية الطفل.
المطلب الثاني: مقترحات تربوية للأم.

ملحق.
خاتمة المطاف.

وقد كان منهجي في البحث:
1)    عزوت الآيات القرآنية الى مواطنها من كتاب الله –سبحانة وتعالى-.

2)    خرّجت الأحاديث الواردة في البحث.
3)    شرحت بعض الكلمات في البحث وذلك بالرجوع الى المعاجم.
4)    الرجوع إلى كتب التربية.
5)    الرجوع إلى المواقع الموثوقة في شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت).
6)    أرفقت البحث بالفهارس العلمية التالية:
         1 . فهرس الآيات القرآنية الواردة في البحث.
         2 . فهرس الأحاديث النبوية الواردة في البحث.
         3 . فهرس الآثار.
         4 . فهرس المصادر والمراجع.
         5 . فهرس المحتويات.


أخيراً فهذا جهدي المتواضع الذي أتمنى من الله أن يكون بإخلاصي نوراً لي وهداية، ورحمه من الله -سبحانه وتعالى- لإكمال المسيرة التعليمية في سبيل الله، فأي تقصير في هذا البحث فهو من عندي، والله يعلم أنه من غير قصد مني، والله الموفق وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين. 

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة، وبعدها، وصفات المربي الناجح.
المبحث الأول: تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً.
المطلب الأول: تعريف التربية لغةً.
المطلب الثاني: تعريف التربية إصطلاحاً.
المطلب الثالث: تعريف الطفل لغةً.
المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح.


المبحث الثاني: حقوق المولود قبل الولادة:
المطلب الأول: إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
المطلب الثاني: حقوق الجنين.


المبحث الثالث: المولود ما بعد الولادة.
المطلب الأول: استحباب البشارة بالمولود.
المطلب الثاني: الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى.
المطلب الثالث: استحباب التحنيك.
المطلب الرابع: تسمية الطفل.
المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.
المطلب السادس: العقيقة.
المطلب السابع: الختان.
المطلب الثامن: الرضاعة الى الحولين والفطام.
المطلب التاسع: الحضانة والولاية.


المبحث الرابع: صفات المربي الناجح.
المطلب الأول: العِلم.
المطلب الثاني: الأمانة.
المطلب الثالث: القوة.
المطلب الرابع: العدل.
المطلب الخامس: الحرص.
المطلب السادس: الحزم.
المطلب السابع: الصلاح.
المطلب الثامن: الصدق.
المطلب التاسع: الحكمة.


تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحــمــد لــبــن AhmadLbn في الأربعاء 24 مايو 2017, 2:19 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)   تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 1:38 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً، وحقوق المولود قبل الولادة وبعدها، وصفات المربي الناجح.
المبحث الأول: تعريف التربية والطفل لغةً واصطلاحاً.
المطلب الأول: تعريف التربية لغةً:

بالعودة الى المعاجم نجد أن كلمة تربية من الجذر ربا يربو تحمل المعاني التالية:
1)    الزيادة والنمو:
ربا الشيء يربو ربواً ورباءً: زاد ونما.
وأرببته نميته (1)، وفي التنزيل: }ويربي الصدقات{ (2).

2)    النشأة:
ربيب رباءً وربياً: نشأت (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)    انظر إلى أبي الحسن علي بن اسماعيل بن سيده المرسي ، المحكم والمحيط الأعظم ، تحقيق د. عبد الحميد هنداوي ، جـ10/327 ، دار الكتب العلمية ، ط1/1421هـ -2000 م

- أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة هـ 395 ، معجم مقاييس اللغة، بتحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، ، جـ2/483، بيروت، دار الجيل.
- الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، تحقيق علي شيري ، جـ19/441، دار الفكر ، 1414هـ /1994م.
2)    سورة البقرة آية 276
3)    الفيروز آبادي ، القاموس المحيط ، ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقاعي ، ص1158 ، بيروت، دار الفكر ، 1415هـ -1995 م .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الجذر:
ربّ: يَرُبُّ تحمل المعاني الآتية:
1) حفظ الشيء ورعايته:
ربَّ ولده والصبي يَرُبُّه ربّاً بمعنى رباه.

وفي الحديث:
(لك نعمة تربها):
أي تحفظها وترعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده (1).

2) حسن القيام بالطفل ووليه حتى يدرك:
رب ولده والصبي يربه رباً : رباه أي أحسن القيام ووليه حتى أدرك أي فارق الطفولية كان ابنه أم لم يكن (2).

3)    التعليم:
الرَّبِّي : منسوب الى الرب ، الرباني الموصوف بعلم الرب ، قيل هو من الرب بمعنى التربية ، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارهم (3).

4)    التأديب:
رب الولد: يؤدبه (4).

5)    التكفل بأمور الصغير:
الرابُّ كافل ، وهو زوج أم اليتيم وهو اسم فاعل ، من ربه : يربه أي أنه يكفل بأمره ، وفي حديث مجاهد ، كأن يكره أن يتزوج الرجل إمرأة رابّه، يعني أمرأة زوج أمه لأنه كان يربيه (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)    انظر إلى ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب، جـ2/401 بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى،1410هـ –1990م.

          إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبد القادلر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط،   
          ص 345، ط2، 1392هـ  -1972م.
2)    الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، جـ2/6-7.  ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب جـ1/401
3)    ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ2/44
4)    إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيّات، حامد عبد القادلر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط، ص345
5)    ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ، جـ2/405

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني: تعريف التربية إصطلاحاً
التربية هي:
"مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو صغير ، بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته ، ليتمكن من الإستقلال في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ ، في ضوء توجيهات القرآن والسنة" (1).

والتربية الإسلامية هي:
"تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والإجتماعية ، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياه" (2).

"والتربية الإسلامية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية والعقلية والوجدانية والإخلاقية والجسمية والإجتماعية والإنسانية ، وفق معيار الإعتدال والإتزان ، فلا إفراط في جانب دون غيره ولا تفريط في جانب لحساب آخر"  (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)    محب الدين أبو صالح ، مقدار بالجن ، الأستاذ عبد الرحمن النحلاوي ، دراسات في التربية الإسلامية ، ص13 ،1400هـ 1979 م

- انظر الى حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 34-38 ، بيروت ، دار المعرفة ، ط1 ، 1422-2001 م
         - أحمد فريد ، التربية على منهج أهل السنة والجماعة ، ص17 -19  مصر ، المكتبة التوفيقية
2)    صبحي طه رشيد ابراهيم ، التربية الإسلامية وأساليب تدريسها ، ص9 عمان ، دار الأرقم للكتب ، ط1 ، 1403 – 1983 م
3)    محمد خير فاطمه ، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 52 ، بيروت ،  دار الخير ، ط1 ، 1419 هـ -1998م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثالث: تعريف الطفل لغةً
الطفل لغةً:
من الفعل الثلاثي طَفَلَ.


والطَّفل:
هو النبات الرخص، والرخص الناعم والجمع طفال وطفول .
والطفل والطفلة:
الصغيران.
والصبي يدعى طفلاً حين يسقط من بطن أمه إلى إن يحتلم (1).

وجاء في المعجم الوسيط:  (2).
الطفل:
الرخص الناعم الرقيق والطفل المولود ما دام ناعماً رخصاً ، والجمع طفوله وطفال.
وفي التنزيل العزيز:
}واذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا {(3)


وقال تعالى:
}ثم نخرجكم طفلاً} (4)، {أو الطفل الذين لم يظهروا على عوارات النساء{ (5).
وهو الولد حتى البلوغ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)    ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب، جـ10/401  الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، جـ15/433-434.

2)    ابراهيم مصطفى وآخرون ،لسان العرب،  ص 586-587
3)    سورة النور ، آية 59.
4)    سورة الحج ، آية 5
5)    سورة النور ، آية 31

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الرابع: الطفل في الإصطلاح
الطفل:
هو "عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون، كلما وجدوا فيه كنوزاً وحقائق علمية جديدة، لا زالت منخفية عنهم وذلك لضعف وضيق إدراكهم المحدود من جهة، واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى" (1).

مدة الطفولة:
"والواقع أن الطفولة البشرية تمتد سنوات لا تقل عن اثني عشر سنة، كما أن الطفولة البشرية تزداد بازدياد التقدم البشري" (2).

"والطفولة:
المرحلة من الميلاد الى البلوغ" (3).
"ومرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية، وهي مجال إعداد وتدريب للطفل للقيام بالدور المطلوب منه في الحياة، ولمّا كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة ودوره في الأرض هو أكبر وأضخم دور، اقتضت طفولته مدة أطول، ليحسن إعداده وتربيته للمستقبل ومن هنا كانت حاجة الطفل شديدة لملازمة أبويه في هذه المرحلة من مراحل تكوينه" (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله أحمد ، بناء الأسرة الفاضلة ، ص181، بيروت . دار البيان العربي ، 1410هـ، 1990م بواسطة سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ،ص 94 ، بيروت ، المكتبة العصرية ، ط1 ، 1417ه-1997 م

(2) فاخر عامل ، معالم التربية دراسات في التربية العامة والتربية العربية ، ص 16 ، بيروت ،دار العلم ، ط5، 1983م
(3) إبراهيم مصطفى وآخرون ، الوسيط ، ص  587 .
(4) سهام مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص96ابراهيم مصطفى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثاني: حقوق المولود قبل الولادة:
المطلب الأول:
إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.
إن الأسرة هي الرابطة بين الرجل والمرأة والأولاد وهي أساس بناء المجتمع.
ولتكوين هذه الأسرة لابد من زواج مبني على أساس ودعائم ايمانية لإنشاء جيل واع راشد مستخلف في الأرض.
"فالزواج فطرة إنسانية ومصلحة اجتماعية للمحافظة على النوع البشري وعلى الإنسان ولسلامة المجتمع من الإنحلال الخلقي والأمراض، وهو سكن روحاني ونفساني، ويبدأ هذا الزواج باختيار الزوجة الصالحة (1).

أسس اختيار الزوجة من أجل طفل أفضل:
"هذه هي أهم خطوة في طريق بناء الأسرة، فزوجة الرجل هي رفيقة عمره وأمينة سره، وأم ولده وألصق شيء بنفسه وحسه، ولهذا كان على الزوج حين يريد ويعزم على اختيار شريكة حياته أن يتحرى عن الأسس التي تساعد على استقرار الحياة الزوجية ووقايتها من الإضطراب والإنحلال، وتمكنه من حسن اختيار شريكة حياته لأن سعادة الإنسان وتعاسته يكون رهن هذا الإختيار، الذي ينبغي ان يخضع لمنطق العقل لا لحكم الهوى، وأن يصدر عن حكمه ورويه، وذلك لأن من أكثر وأهم مشكلات الزواج يكون نتيجة التسرع في اختيار شريك أو شركة حياة دون معرفة وبحث دقيق ، فلهذا يجب بذل المزيد من الجهد في سبيل حسن اختيار الأم لما لها من أثر عميق ودور كبير في حياة الأسرة وتماسك بنيانها ، فالأم الصالحة تنشئ أطفالاً متكاملين في تكوينهم العقلي والخلقي والنفسي والجسمي" (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    د. ابراهيم الخطيب ، زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في الإسلام ، ص 14-15 باختصار ، عمان ، دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط1 ، 1423 هـ - 2002 م

(2)    سهام مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص 105-106

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"والزواج عقد شراكه، الأصل بقاؤه مستمراً حتى نهاية الحياة لذلك كان من حق الطرفين اختيار شريكه ، ولذا كان من حق الفتاه أن تختار الكفؤ المناسب لها ولا يجوز لأوليائها أن يكرهوها على من لا ترغب في مشاركته حياة زوجية، أسها الأول أن يرضى الطرفان بإنشائها" (1).

عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر) فقيل يا رسول الله: كيف اذنها؟ قال: (إذا سكتت) (2).
 
الأسس التي يتم اختيار الزوجين بناءً عليها لقيام حياة زوجية وأسرية مستقرة (3):
1)    الدين والأخلاق الحسنة.
حدَّث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الركيزه الأولى في بناء الأسرة وهي اختيار الزوج والزوجه ذوي الدين والخلق فقال – صلى الله عليه وسلم موضحاً ذلك:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حلبي . عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد ، منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 21.وانظر إلى كشك، عبد الحميد، بناء الأسرة المسلمة، ص33 ، دار المختار الإسلامي.

(2) أخرجه البخاري حديث برقم 6968، ، كتاب الحيل ، باب في النكاح ، انظر ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز ، محمد فؤاد عبد الباقي ، جـ12/477 ، دار مصر ، ط1 ، 1421هـ -2001م
وأخرجه مسلم ، حديث رقم 1419 ، كتاب النكاح ، باب استئذان الثيب بالنكاح بالنطق ، والبكر بالسكوت، انظر إلى ، النووي ، يحيى بن شرف،  صحيح مسلم بشرح النووي ، النيسابوري ، مسلم الحجاج القشيري ، ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ، جـ9/173 ، بيروت دار الكتب العلمية ، 1420هـ-2000 م.
(3) انظر الى سهام مهدي جبار ، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ص 108.
- ابراهيم الخطيب ، زهدي محمد عيد ، تربية الطفل في الإسلام ،ص 16  .
-علوان ، عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/38-41 ، القاهرة ، دار السلام ، ط6، 1403- هـ-1983م.
- عماره ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام من الكتاب والسنة ، ص 30،  المنصورة ، مكتبة الإيمان
- د. سميح أبو مغلي ، د.عبد الحافظ سلامه ، محمد الشناوي ، تربية الطفل في الأسلام ، ص 18 ، اليازوري ، ط1، 2001م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض) (1).

وقد وضح الرسول –صلى الله عليه وسلم– أهمية الدين في انتقاء الزوجة فهي الدعامة الأرسخ والأقوى فعن أبي هريرة  -رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: (تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) (2).

" ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العلمي السلوكي لكل فضائله الساميه ، وآدابه الرفيعة ، ونقصد كذلك الإلتزام الكامل بمنهاج الشريعة ومبادئها الخالدة على مدى الزمان والأيام " (3).

" ومما لاشك فيه أن المرأة المطيعة لزوجها ، المحبة له ، هي المرشحة أولاً وقبل غيرها للنجاح في تربية الجيل تربية صالحة فيها نفع للدين والأمة والوطن ، وهي المؤهلة لأداء الطاعة للزوج لأن ربها أمرها بذلك.

وكذلك الزوج الصالح التقي ، الوقّاف عند حدود الله هو المؤهل دون غيره ، لرعاية الزوجة المؤتمن عليها ، وهو القادر على إعطائها حقها غير منقوص مما يجعل مستقبل الأسرة زاهراً مضموناً.

وأما الجمال والنسب والحسب فهي خصال محموده شريطة أن تتوافق مع الخصلة الأساس الدين والأخلاق لأن الدين والأخلاق هو الخصلة التي تحيط تلك الخصال بسياج منيعه ودرع، وتمنع هذه الخصال من الإيقاع بالمرأة بمهاوي المهالك ، وبراثن المعاصي" (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حديث حسن غريب، أخرجه الترمذي ، انظر إلى ، المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، جـ4/173، بيروت ، دار الكتب العلمية، ط1، 1422 هـ - 2001م.

(2) حديث صحيح، أخرجه البخاري ،حديث برقم 5090 كتاب النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، انظر ابن حجر العسقلاني ، فتح البادر شرح صحيح البخاري ، جـ9/45 ومسلم حديث رقم 1466، كتاب الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين  ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ،  جـ10/44
(3) عبد الله ناصح علون ، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ 1/38
(4) حلبي، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 22.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزوج والزوجه ذوي الدين والخلق فقال – صلى الله عليه وسلم موضحاً ذلك:
2)    المال:
إن المتتبع لإحكام الإسلام العامة يرى أنها جامعة لخاصتيّ العاطفية والمثالية ، فلم يجعل من العاطفة الشرط الوحيد لنجاح الحياة الزوجية مهما كانت جياشة قوية ، اذ خشي الإسلام ألا تصمد العواطف العارمة أمام قسوة الحياة المادية ، وشظف العيش الشديد ، لذا عالج الإسلام الواقع البشري معالجة ميدانية واقعية أولاً ، ثم ارتفع بها نحو المثالية شيئاً فشيئاً (1).

عن فاطمة بنت قيس ذكرت للنبي –صلى الله عليه وسلم– أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباها فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد) فكرهته، ثم قال (انكحي أسامه) فنكحته فجعل الله فيه خيراً، واغتبطت" (2).

قال النووي: " وأما إشارته – صلى الله عليه وسلم- بنكاح أسامه ، فَلِما علمه من دينه وفضله وحسن طرائقه وكرم شمائله فنصحها بذلك " ( 3).

إن كان الرجل تقي ذو خلق وميسور الحال فهذا جيد ، أما إذا كان كثير المال ، قليل التقوى ففي هذه الحاله يقدم التقي على كل من سواه،  فميزان التقوى هو الإساس للزوج والزوجة.
 
3)    الحسب والمكانة الاجتماعية:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 23

(2) صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 1480 ، كتاب الطلاق، باب المطلقة البائن لا نفقة لها،  انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ 10/81.
(3) النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ 10/85.
(4) سورة الحجرات ، آية 13.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الزواج كفعل اجتماعي يقوّي من إدراك أهمية التنوع المؤدي إلى التعاون والتعارف القائمين على أساس الوعي والفهم المتبادل بين الشعوب ،...، وإنَّ الشرائح الاجتماعية المتقاربة المستوى والعادات والأعراف قادرة على فهم بعضها أكثر من المستويات الأخرى المتباينة، وبالتالي فإنَّ فرص نجاح الحياة الزوجية  بين الشرائح المتقاربة اكبر من فرص النجاح بين الشرائح المتباينة، ومع كل ذلك فهذا لا يعني أنَّ الزوجين المنتميين إلى شريحتين اجتماعيتين مختلفتين فاشلان مخفقان في حياتهما الزوجية حتماً ، فقد تنجح الحياة الزوجية بينهما لأن حكمنا الغالب الأعم وليس على المطلق" (1).

"حث النبي – صلى الله عليه وسلم – كل راغب في الزواج أن يكون الإنتقاء على أساس الأصالة والشرف والصلاح والطيب" (2).

4)    الجمال:
"حب الجمال فطرة في الإنسان ،...، لذا حث الإسلام الخاطب على رؤية مخطوبته لعله يجد ميلاً تجاهها ، أو يتعرف على عيوب جسدية أو معنوية وذلك حرصاً على استقرار الحياة المستقبلية لكليهما" (3).

عن أبي هريرة –رضي الله عنه– أن رجلاً تزوج إمرأة من الأنصار فقال له –صلى الله عليه وسلم– (أنظرت اليها): قال: لا،  قال: (فاذهب فانظر اليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) (4).

ولكن الرجل "في دوامة الإعجاب بالفتاة الجميلة وتحت وطأة الحب الذي يعمى ويصم، لا يرى الخاطب آثار الدماء في معارك الطلاق" (5).

إن على رأس الأسس في اختيار الزوج والزوجة التقوى والدين والأسس الأخرى مساعدة إن توفرت زاد فرصة النجاح وقل الفشل.

"إذن فتربية الأولاد في الإسلام يجب أن تبدأ أول ما تبدأ بزواج مثالي يقوم على مبادئ ثابتة لها في التربية أثر في إعداد الجيل تكوين وبناء.

[إن من] أوجد في بيته حجر الأساس الذي يبني عليه ركائز التربية القوية ودعائم الإصلاح الإجتماعي ومعالم المجتمع الفاضل، ألا وهو المرأة الصالحة" (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 24

(2)عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، ص42
(3) المصدر السابق ، ص24
(4)    صحيح أخرجه مسلم ، حديث رقم 1424 ، كتاب النكاح ، باب ندب النظر إلى وجه المرأه وكفيها لمن يريد تزوجها،  انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ9/179.
(5)    عمارة محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام من الكتاب والسنة ، ص37
(6)    علوان ، عبد الله ناصح ، تربية الأولاد في الإسلام ، ص48

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني: حقوق الجنين
الجنين في اللغة:
من الفعل الثلاثي جَنَنَ:
أي استتر ، وجنَّ الليل أظلم ، والجنين الولد ما دام في الرحم والجمع أجنه وأجبن(1)، وكل شيء سُتر عنك فقد جنَّ عنك (2).

والجنين عند الأطباء:
ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية الأسبوع الثامن ، وبعده بدعى بالحمل.

والجنين في علم الحياء:
النبات الأول في الحبة، والحيّ من مبدأ انقسام اللاقحه حتى يبرز الى الخارج (3).
قال تعالى:
}وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم{ (4).

"إن الشريعة تعتبر الجنين كائناً مستقلاً يتمتع بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها الآخرون دون أن يؤثر في ذلك أنه مستظل بحياة أمه داخل في كينونتها وغير منفصل عنها" (5).

من الحقوق التي تتعلق بحياء الجنين وسلامته:
1)    وجهة الشارع الآباء الى اتخاذ الوسائل التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزعات الشيطان عند وصفه في الرحم وذلك بالدعاء عند الجماع رجاء الولد الصالح (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)    ابراهيم مصطفى وآخرون، الوسيط، ص 161.

2)    ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب ، جـ3/92.
الزبيدي ، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، جـ18/113.
3)     المصدر السابق، ص162.
4)     سورة النجم ، آية 32.
5)    العك، خالد عبد الرحمن، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة، ص 30، بيروت، دار المعرفة ، ط4، 1422هـ -2001م.
6)     سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 143. انظر إلى عمارة ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص71. محمد خير، فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 147.


تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)   تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 2:09 am

عن ابن عباس -رضي الله عنها- قال:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (أما لو أنَّ أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قُدِّر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضرُّهُ شيطان أبداً) (1).

2) إباحة الفطر في رمضان للحامل إن خافت على جنينها.

3) الإسلام يدعو المرأة الحامل أن تأكل الطعام الطيب المفيد للجنين حيث تحتوي الوجبات الغذائية على نسبة كبيرة من الكالسيوم لبناء العظام والأسنان، والحديد المهم للدم والفيتامينات وغير ذلك من الطعام المفيد المغذي للأم والجنين، وأيضاً من الأشياء المهمة للمرأة عدم الإنفعال حيث انه حين الإنفعال يفرز هرمون الأدرينالين من الغدة الكظرية إلى دم الأم ثم يصل الدم الى الجنين وبالتالي يؤدي ذلك الى تأثر الجنين فيخرج في المستقبل أكثر انفعالاً بسبب ذلك.

وبالتالي فأن حالة الأم النفسية والصحية تؤثر على الجنين، فمثلاً عند تقرب الأم لله –سبحانه وتعالى– بالطاعات كالصلاة وقراءة القرآن ، فإن الجنين يشعر بالطمانينة كأمه.

4) تحريم الإجهاض لا يصح للمرأه أن تسقط جنينها، وإذا فعلت ذلك عمداً أثمت وكان عليها الكفَارة والغُرّة وهي عُشر دية الأم" (2).

ولا يجوز تناول الأدوية التي تشكل خطراً على الجنين أو التعرض المباشر للأشعه في فتره معينة من الحمل، مما يؤدي إلى إسقاطه أو تشوهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح، أخرجه البخاري ، حديث رقم 5165، كتاب الكناح ، باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله ، انظر اإلى ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري شرح صحيح البخاري، جـ9/180 ، وأخرجه مسلم في صحيحه حديث 1434 ، كتاب النكاح ، باب ما يستحب أن يقول عن الجماع ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي  ، جـ، 10/5 .

(2) العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص 32

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7)     تأجيل إقامة الحد على المرأه الحامل حتى تضع حملها وذلك حرمة للجنين وإبقاء على حياته" (1).

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للغامدية عندما جاءته وقالت له أنها زنت وأنها حامل (امّا لا فاذهبي حتى تلدي) (2).

رتَّب الشارع عقوبات بدنية ومالية تلزم من يتقوى على الجنين (3).

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن إمرأتين من هذيل، رمت أحداهما الأخرى، فطرحت جنينها، فقضى فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- بغرة: عبد أو أَمَة (4).

"وهذا الإهتمام كله بالجنين قبل أن يولد، مفخرة من مفاخر هذا الدين" (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 147.

(2) صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم 1695 ، كتاب الحدود ، باب من اعترف على نفسه بالزنى،  انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ11/168.
(3) المصدر السابق ص 147.
(4) صحيح،  رواه مسلم حديث رقم 1681، كتاب القسامه والمحاربين والقصاص والديات ، باب دية الجنين، ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني ، جـ11/145- 146.
(4) العك ، خالد عبد الرحمن ، تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ص 34.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثالث: المولود ما بعد الولادة
منذ الولادة حتى نهاية الحولين

المطلب الأول:
استحباب البشارة بالمولود
"يستحب للمسلم أن يبادر الى مسرة أخيه المسلم إذا ولد له ولد مولود ، وذلك ببشارته وإدخال السرور عليه ، وفي ذلك تقوية للأواصر ، وتمتين للروابط ، ونشر لأجنحة المحبة والإلفة بين العوائل المسلمة" (1).

عن النعمان بن بشير قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم –( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (2).

والقرآن الكريم ذكر البشارة بالولد في مواطن عدة قال تعالى: }فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى{ (3).

وقال أبو بكر بن المنذر في الأوسط ، وروينا عن الحسن البصري : أن رجلاً جاء اليه ، وعنده رجل قد ولد له غلام ، فقال له يهنئك الفارس فقال له الحسن : ما يدريك فارس هو أم حمار ؟ قال : فكيف تقول ؟ قال : بورك في الموهوب ، شكرت الواهب ، وبلغ أشده ورزقت بره" (4).

وهذه البشارة والتهنئة تكون للذكر مثل الأنثى دون تفرقه وإشعار الأسرة انه جاءها ضيف عزيز وأنَّ أمامها مسؤولية كبيرة في تربيته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ،ص 7، انظر ، محمد خير فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 160 . د. ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 37-38 . سميح أبو مغلي وآخرون ، تربية الطفل في الإسلام ، ص 33. حلبي ، عبد المجيد طعمه ، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ص 48

(2)صحيح، أخرجه مسلم ، حديث رقم 2585 ، كتاب البر والصلة والآداب ، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ 16/114
(3)سورة آل عمران ، آية 39.
(4)ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص 28، تحقيق كمال علي الجمل ، مصر، مكتبة الإيمان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني:
الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى

قال ابن قيم الجوزية من سر التأذين:
أ) أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنه لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله الى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها ، وغير مستنكر وصول أثر التأذين الى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر مع ما في ذلك من فائدة أخرى.

ب) وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان، وهو كان يرصده حتى يولد ، فيقارنه للمحبة التي قدرها الله وشاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– (اذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين) (1).

جـ) أن تكون دعوته الى الله والى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان ، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك من الحكم" (2).

المطلب الثالث: استحباب التحنيك
اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم –بتحنيك المولود (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح، أخرجه البخاري ، حديث رقم 608 ، كتاب الأذان ، باب فضل التأذين، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ2/122 وأخرجه مسلم برقم 389 ، كتاب الصلاة ، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 4/77.

(2) ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص ص 30 ، انظر إلى فاطمه ، محمد خير ، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 165 .      علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/75
(3) انظر في هذا الموضوع إلى: عمارة ، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام،  ص 75.  محمد خير فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 167، الخداش ، المهذب المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، ص 9 ، عمان، المكتبة الإسلامية، ط1، 1421هـ - 2000 م . سميح أو مغلي وآخرون تربية الطفل في الإسلام ، ص 35.
عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: "  وُلد لي غلام ، فأتيت به النبي – صلى الله عليه وسلم – فسماه ابراهيم ، فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ودفعه إليّ "  (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النووي:
"اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تغذية فما في معناه وقريب منه الحلو فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعه بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولد ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يتبرك به رجلاً أو إمرأة فإن لم يكن حاضراً عند المولود حمل إليه" (2).

"عن أسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنهما– أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجت وأنا مُتِمٌّ، [أي اقتربت ولادتها] فأتيت المدينة، فنزلت قباء، فولدت بقباء، ثم أتيت به رسول الله- صلى الله عليه وسلم – فوضعه في حجره، ثمَّ دعا بتمرة فمضغها، ثمَّ تفل في فيه، فكان اول شيء دخل جوفه ريق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم حنَّكه بالتمره، ثم دعا له فبرَّك عليه، وكان أول مولود في الإسلام، ففرحوا له فرحاً شديداً، لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم" (3).

"التحنيك معناه مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع، وإدخال الإصبع في فم المولد، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة، حتى يبلغ الفم كله بالمادة الممضوغة، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة كالمعقود، أو رائب السكر الممزوج بماء الزهر، تطبيقاً للسنة، واقتداءاً بفعله –صلى الله عليه وسلم-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 5467 كتاب العقيقة ، باب تسمية المولود غداه يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه . انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 9/682

أخرجه مسلم حديث رقم 2145 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله الى صالح يحنكه وجواز تسمية يوم ولادته ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 14/103 .
(2) النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 14/103 -104.
(3) صحيح، أخرجه البخاري حديث رقم 5469 كتاب العقيقة ، باب تسمية المولود غداه يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه . انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ، جـ 9/682
أخرجه مسلم حديث رقم 2146 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله الى صالح يحنكه وجواز تسمية يوم ولادته ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 14/103.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل الحكمة في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ، حتى يتهيأ المولود للقم الثدي، وامتصاص اللبن بشكل قوي، وحاله طبيعيه" (1).

وللتمر فوائد جمة للطفل وللأم اكتشفها الطب الحديث ففيه نسبة عالية من الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، وغير ذلك وقد خاطب الله -سبحانه وتعالى- مريم -عليها السلام- بأن تأكل التمر.

قال تعالى:
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25}‏ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً} (2).
===============================================
والجدول التالي يبين أهمية التمر (3)
تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Uo10
===============================================
وبذلك ندرك اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم – بالتمر وتخصيصه بالذات لتحنيك المولود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/77

(2) سورة مريم ، آية 25، 26
(3) حامد أحمد حامد، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب،دار القلم،الطبعة الأولى،1417هـ1996م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الرابع: تسمية الطفل
للإسم تأثير نفسي كبير على الإنسان لذلك أوجب الإسلام عند اختيار اسم الطفل يكون هذا الإسم حسناً وذا معنى جيد.

ما يُستحب من الأسماء وما يُكره:
(1)    "إن مما يجب أن يهم به المربى عند تسمية الولد ،أن ينتقي له من الأسماء أحسنها وأجملها والتي منها عبد الله وعبد الرحمن.

عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله عليه وسلم- ( إن أحب أسمائكم الى الله -عز وجل- عبد الله وعبد الرحمن ) (1).

(2)    عدم تسمية الإسم القبيح الذي يمس كرامته ويكون مدعاة للإستهزاء والسخرية عليه.

(3)    عدم تسمية الطفل بالأسماء المختصة بالله سبحانه، وفلا يجوز التسمية بالأحد ولا الصمد.

(4)    عدم تسمية الطفل بالأسماء المعبده لغير الله، كعبد العزى، وعبد الكعبة، وعبد النبي وما شابهها فإن التسمية بهذه محرمة باتفاق.

(5)    تجنيب الأسماء التي فيها تميع وتشبه وغرام، حتى تتميز أمة الإسلام بشخصيتها.

(6)    تجنب الأسماء التي لها اشتقاق من كلمات تشاؤم، حتى يسلم الولد من مصيبة هذه التسمية وشؤمها" (2).

عن أبي عمر رضي الله عنه أن ابنه لعمر كان يقال لها عاصيه ، فسماها رسول الله –صلى الله عليه وسلم– جميله (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح ، أخرجه مسلم حديث رقم 2132، كتاب الآداب ،باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ 14/95 .

(2) علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، ص 84-88 ،انظر إلى محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص  183-194.الخداش ، جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، ص12 . حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص54-57. ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص 93 -107.
(3) صحيح، أخرجه مسلم برقم 2139 ، كتاب الآداب ، باب استحباب تغيير الإسم القبيح الى حسن ، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ14/101.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الخامس: استحباب حلق رأس الطفل.
"ومن الأحكام التي شرعها الإسلام للمولود استحباب حلق رأسه يوم سابعه والتصدق بوزنه على الفقراء والمستحقين والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين:

الأول: حكمة صحية
لأن في إزالة شعر رأس الملود تقوية له، وفتحاً لمسام الرأس، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع.

الثاني: حكمة اجتماعية
لأن التصديق بوزن شعره وفضه ، ينبوع آخر من ينابيع التكافل الإجتماعي ، وفي ذلك قضاء على الفقر، وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم في ربوع المجتمع (1).

عن علي بن أبي طالب قال : عق رسول الله -صلى اله عليه وسلم– عن الحسن بشاةٍ وقال: ( يا فاطمه ،احلقي رأسه وتصدقي بزنه شعره فضه) (2).

والسبب في التصديق بالفضة أن الولد لما انتقل من الجنينية الى الطفلية كان ذلك نعمه يجب شكرها، وأحسن ما يقع به الشكر ما يؤذن (يشعر) أنه عوضه فلما كان شعر الجنين بقية النشأة الجنينية وإزالته إمارة الإستقلال بالنشأة الطفلية وجب أن يؤمر بوزن الشعر فضه ، فأما تخصيص الفضة فلأن الذهب أغلى ولا يجده إلا غني وسائر المتاع ليس له بال بزنه شعر المولود" (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ،جـ1/78.

(2)    حديث حسن غريب، رواه الترمذي، حديث رقم 1519، كتاب الأضاحي، انظر إلى المباركفوري، أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، جـ5/92.
(3)    محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 179 بواسطة الدهلوي ، حجة الله البالغة ،جـ 2/108

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السادس : العقيقة
العقيقة:
الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سبوعه عند حلق شعره (1) (2).عن الذَكر شاتان والأنثى شاة. 


من آداب الإسلام ، إظهار السرور بالوليد ، عن طريق العقيقة التي تذبح تكريماً له ، وشكراً لله -عز وجل- على نعمة الذرية (3)


عن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقول: ( مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأحيطوا عنه الأذى ) (4)


فالرسول – صلى الله عليه وسلم – ينتقل بهذا العمل من مجرد إظهار السرور والتفاخر ، ليأخذ أهميته ضمن العبادات التي يتقرب بها الى الله " (5)

والسؤال: لماذا هذا التفريق بين الذكر والأنثى ؟
" ذكر الحليمي أن الحكمة في كون الأنثى على النصف من الذكر ان المقصود استبقاء النفس فاشتبهت الدية " (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    انظر إلى موضوع العقيقة في :

-ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص33-80.
- د.حسام الدين بن موسى عفانه،  المفصل في أحكام العقيقة ، ط 1 ، 1424 هـ -2003 م ، القدس
- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص158-159
-حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص58-61
-علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، ص 95-107
- محمد خير ، فاطمه ،منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 170-180
- عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 82-85
(2) إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص 647
(3) عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 82
(4) صحيح ، أخرجه البخاري رقم 5472 ، كتاب العقيقة ، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة ، انظر إلى ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/687
(5) المصدر السابق، ص82
(6) ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري ،جـ 2/690
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إن فرحة الوالدين بالذكر تصل بهما الى درجة التشبع ،...، هذه الفرحة التي تنحسر موجتها قليلاً أو كثيراً في حال ولادة الأنثى.


ومعنى ذلك:
أن واقعية الإسلام تعترف بهذه الفرحة وتقدرها قدرها . وبدل أن ينفس الوالدين عنها بطرق غير مشروعة ، يدعو الإسلام الى استيعاب هذه الفرحة واحتوائها ، وإفراغ شحنتها لهذه المظاهرة الأسرية أي بذبح شاتين لا شاه واحده " (1)

من فوائد العقيقة:
1)    "طاعة الله سبحانه وتعالى التي تجلب بركتها على الوليد الجديد ، وإحياء لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم –.
2)     إشاعة المودة بين المدعوين الى وليمة العقيقة.
3)    التمسك بالشخصية الإسلامية في زحام الصدام بين القيم المتحاربة.
4)    اتباع داعية البذل والعطاء وعصيان داعية الإمساك والبخل.
5)    ومن فوائدها أنها تفك رهان المولود فإنه مرتهن بعقيقته قال الإمام أحمد : " مرتهن عن الشفاعة لوالدية." (2)
6)    ومن فوائدها أنها فدية يفدي بها المولود كما فدى الله -سبحانه وتعالى- اسماعيل - عليه السلام-  الذبيح ، بالكبش. (3)

" إن العقيقة عن المولود سنة مستحبة عند جمهور الأئمة والفقهاء ، فعلى الأب إن ولد له مولود وكان مستطيعاً قادراً أن يحيي سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يحظى بالفضيلة والأجر عند الله -سبحانه وتعالى-  وحتى يزيد من معاني الألفة والمحبة والروابط الإجتماعية بين الأهل والأقرباء والجيران والأصدقاء جميعاً، وذلك حينما يحضرون وليمة العقيقة ابتهاجاً بالمولود وفرحاً بقدومه ، وحتى يساهم كذلك في تحقيق التكافل الإجتماعي ، وذلك حينما يشرك في الإنتفاع بالعقيقة بعض ذوى الحاجة و من الفقراء والمساكين " (1)
" العقيقة سنة مؤكدة ، وليس فرضاً واجباً (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص83-84

(2) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ،ص59-60
(3) ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص 59
(4) علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/99.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب السابع: الختان: (1)
الختان
موقع القطع من الذكر والأنثى (2)

والختان:
قطع القُلفَه ( أي الجلده ) التي على رأس الذكر.

 وفي الإصطلاح الشرعي:
هو الحرف المستدير على اسفل الحشفه ، أي موضع القطع من الذكر (3)

" إن الختان رأس الفطره، وشعار الإسلام وعنوان الشريعة.

وهو واجب على الذكور وإنَّ من لم يبادر اليه في إسلامه، ولم يقم على تنفيذه قبيل بلوغه، فإن يكون آثماً، مرتكباً المعصية، واقعاً في الوزر والحرام، لكون الختان شعاراً من شعائر الإسلام (4).

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الفطرة خمس أو خمسٌ من الفطره ، الختان والإستحداد ، ونتف الإبط , وتقليم الإظفار ، وقص الشارب ) (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر إلى موضوع الختان في:

- علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ1/109-118.
- ابن قيم الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ، تحفة المودود بأحكام  المولود، ص124-167.
- محمد خير، فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ، ص 180-181.
- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 160-162.
-الخداش ،جاد الله بن حسن، المهذب المستفاد لتربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، ص 40-48.
(2) إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، ص 241.
(3) علوان، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام، جـ1/109.
(4) المصدر نفسه، ص114.
(5) صحيح، أخرجه البخاري رقم 5889، كتاب اللباس، باب قص الشارب. انظر إلى ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري شرح البخاري، جـ 10/473. وأخرجه مسلم، حديث رقم 257، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة، انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي، جـ3/125.


تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)   تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 2:16 am

الحكمة من الختان:
أ‌-    "الحكمة الدينية:
(1)    أنها رأس الفطرة وشعار الإسلام وعنوان الشريعة.
(2)    أنه من تمام الحنبفية التي شرعها الله على لسان ابراهيم -عليه السلام-.
(3)    يميز المسلم من غيره من اتباع الديانات والملل الأخرى.
(4)    أنه إقرار بالعبودية لله، والإمتثال لأوامره والخضوع لحكمه وسلطانه.

ب‌-    الحكمة الصحية:
(1)    أنه يجلب النظافة والترتيب وتحسين الخلقة وتعديل الشهوة.
(2)    أنه تدبير صحي عظيم يقي صاحبه كثيراً من الأمراض والإختلاطات.

 يقول  د. صبري القباني في كتابه حياتنا الجنسية: وفي الختان بعض الفوائد نذكر منها:
(1)    بقطع القلفه يتخلص المرء من المفرازات الدهنية، ويتخلص من السيلان الشحمي المقزز للنفس ويحال دون امكان التفسخ والإنتان.
(2)    يتخلص المرء من خطر أنحباس الحشفه أثناء التمدد.
(3)    يقلل الختان إمكان الإصابة بالسرطان.
(4)    تجنيب الطفل من الإصابة بسلس البول الليلي.
(5)    يخفف الختان من كثرة استعمال العادة السرية لدى البالغين" (1).
"إن التبكير بالختان يحمي الطفل نت الإصابة بتضيق فوهة مجرى البول Phimosis، وكذلك الآلآم والمضاعفات التي قد تنتج عنها كاحتباس البول" (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوان ، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام ، جـ 1/116-117.

(2) النشواتي، محمد نبيل، الطفل المثالي تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في الصحة والمرض، ص 160، دمشق ، دار القلم، 1423هـ - 2002م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثامن: الرضاعة الى الحولين والفطام
أرضعت الأم:
كأن لها ولد ترضعه.
والولد جعلته يرضع، فهي مرضع ومرضعة والجمع مراضع (1).

وفي التنزيل العزيز:
}وحرمنا عليه المراضع من قبل{ (2).

والرضاع:
هو مص الطفل اللبن من ثدي المرأة في أول حولين بعد الولادة.

قال تعالى:
{والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } (3).

قال سيد قطب:
"والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين لأنه -سبحانه وتعالى- يعلم أن هذه الفترة هي المثلى من جميع الوجوه الصحيحة والنفسية للطفل،... وللوالدة في مقابل ما فرضه الله عليها، حق على والد الطفل: أن يرزقها ويكسوها بالمعروف والمحاسنة، فكلاهما شريك في التبعه وكلاههما مسؤول اتجاه هذا الصغير الرضيع هي تمده باللبن والحضانة وأبوه يمدها لاغذاء والكساء لترعاه وكل منهما يؤدي واجبه في حدود طاقته (4).

خصائص لبن الأم:
"في حديث مع الأستاذ الدكتور:
فتحي الزيات رئيس قسم الفسيولوجي بكلية الطب جامعة الأزهر:
أبان أن لبن الأم يفوق الألبان الحيوانية والألبان الصناعية من زوايا عديدة منها ما يلي:
(1)    إن لبن الأم يحتوي على نسب متوازنة من غذاء الرضيع تتلاءم مع احتياجاته، وتلتقي مع احتياجات الرضيع في فترات الرضاعة المختلفة تمشيه مع نموه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص374.

(2)    سورة القصص آية 12.
(3)    سورة البقرة أية 233.
(4)    سيد قطب، في ظلال القرآن، جـ 1/254، ط 30، 1422هـ -2001م، دار الشروق، القاهرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)    أنه يحتوي على مواد بروتينية تكسب الرضيع قوة ومناعة ضد بعض الأمراض التي تحصنه منها الأم في الشهور الأولى من عمره
(3)    أن هذا اللبن لا يتعرض للتلوث حيث أنه يخرج من الأم الى الطفل مباشره
(4)    انه يقرب الإتصال النفسي بين الأم والطفل الرضيع ،وبهذا ترشح عاطفة الأمومة والبنوة بالرباط المتين الصادق الصحيح.
(5)    أن لبن المسمار الذي تفرزه الأم في الأيام الأولى من الرضاع يعمل على تنشيط الأمعاء لدى الطفل، فيحدث اللبن المناسب لدى الطفل ويساعد على عملية الإخراج الطبيعية." (1)
(6)    "يعد حليب الأم الحليب المثالي للنمو العقلي للطفل، ولوحظ انخفاض في نسبة الإصابة بالأمراض النفسية واضطرابات السلوك لدى الأطفال الذين رضعوا من أثداء أمهاتهم بالمقارنة مع الذين رضعوا من الرضاعة الصناعية "(2).
وعلى الأم أن تغذي نفسها جيداً حتى يتوفر الحليب الجيد

من فوائد الرضاعة للأم:
(1)    " الإرتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة، من العوامل الهامة لإستقرار الطفل والأم نفسياً.
(2)    عودة الرحم الى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعه أثناء الرضاعة ولولا ذلك لأصيب الرحم بسرعه بالإنتان، ذلك أن إمتصاص الثدي يؤدي الى إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي الى عودة الرحم الى حالته الطبيعية." (3)
(3)    " يحمي الإرضاع من الثدي من الإصابة بسرطان الثدي "(4)

وإن لم يتمكن الطفل الرضاعة من أمه لأي سبب من الأسباب كوفاة الأم وضع العلماء شروط للمرضعة كأن تكون شابه قوية ذات أخلاق حسنه وبعيده عن الإنفعالات النفسيه (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عمارة، محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص 102-103. وانظر إلى مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير لتربية الأبناء، المجلدالثاني/321

(2) محمد مرعي مرعي، محمد جهاد السعيد، دليل تربية الطفل صحياً وسلوكياً، ص31، سوريا، دار ربيع.
(3) ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 47
(4) المصدر السابق، ص32
(5) انظر إلى حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص66

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرضيع والفطام تربويا ً:
" رأى بعض علماء النفس أن أول موقف صدمي إحباطي يتعرض له الطفل في حياته هو موقف الصدام ، وقد اعتاد هذا الطفل أن يحصل على غذلئه من أمه ، بكل ما بعنيه من ارتباطه بعا سيكيولوجياً، ثمّ فجأه يجد أن هذا الوضع قد تغير، وعليه أن يقبل وضعاً جديداً فيه ابتعاد نفسي عن الأم، فأمام هذه الحالة دعا علماء النفس إلى الفطام التدريجي ليخفضوا من وطأة الصدمة المباشرة عن الطفل، ولكي يجدوا الظروف المساعدة على التكيف مع الحياة الجديدة، المعبر عنها بالنتقال من الطعام على ثدي الم إلى الطعام الخارجي . " (1)

" وتؤثر طريقة الفطام على شخصية الطفل ومشاعره تجاه أمه وتجاه المجتمع فيما بعد، فخبراته قد تكون إيجابيه، ويعتمد ذلك على أسلوب الم في الفطام.

ولا شك أن التبكير في الفطام له مساوئ كثيرة ، تشعر الطفل بالحرمان م نالحب والحنان، لذلك تنعكس على الطفل في مص الأصابع ، أو النكوص فيما بعد ، لذلك حرص الإسلام أن تكون مدة الرضاعة مناسبة؛ وليس معنى ذلك تأجيل عملية الفطام إلى وقت متأخر جداً، وتدليلة مما قد يؤدي إلى تثبيت عادات طفليه يتمسك بها الطفل فيما بعد ، وتعيق اعتماده على نفسه، وانفصاله عن أمه." (2)

المطلب التاسع : الحضانة والولاية
الحضانة :
" الحضانة : الولاية على الطفل لتربية وتدبير شؤونه .
ودور الحضانة : مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال " (3)
" وتربية الطفل في أحضان والديه تهيئ له كل أسباب النمو الصالح جسمياً وعقلياً وتعده نفسياً لإستقبال الحياه والنجاح فيها " (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص 70-71

(2) ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام ، ص 50-51
(3)إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط، ص203
(4)سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص163

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحضانة حق للنساء وقد أثبتها النبي – صلى اله عليه وسلم – للنساء
واختلف الأئمة في مدة الحضانة فذكر الشافعي " الأم أحق بالطفل ذكراً كان أو أنثى الى أن يبلغا سبع سنين (1)
وفي مقابل رأي الشافعي : يرى بعض العلماء عدم تحديد المدة بسن معينه بل يجعل من استقلال الطفل بأمور نفسه غايه لوجوده في حضانة أمه وبداية تؤهله للعيش في كنف الأم (2)

إن الحاضنة يشترط بصلاحيتها للحضانة ثلاثة شروط :
(1)    " ألا تكون متزوجه من أجنبي عنه ، لأن ذلك الأجنبي في الغالب لا ينظر اليه نظرات عاطفه
(2)    أن تكون قادرة على صيانته والمحافظة عليه فإذا كانت عاجزة إما لشيخوخه فانيه، أولضعف عقلي ظاهر أو لعدم التفرغ والإنشغال أكثر الوقت فإنها لا تكون صالحة للحضانة.
(3)    أن تكون أمينة على خلقه ودينه . " (3)
" إن موضوع الحضانة ليس صراعاً بين الأب والأم حول حضانة الطفل بل هو اختيار أفضل السبل لتأمين مناخ تربوي ينشأ فيه الطفل بعناية وود وحب كل من أبويه معاً" (4)

الأب صاحب الحق في الولاية والأثر التربوي لهذا الحق:
" لقد تقرر أن الأم أحق من الأب في الحضانة لقدرتها على ذلك على نحو يفوق الأب أما الولاية ، أي إدارة شؤون الأولاد من الجانب المالي والتأديبي وتوجيههم الى مهن أو حرف اوتعليم تخصص وغير ذلك فإن الرجال أقدر لما فطروا فيه على جوانب القوة والتحلل والثبات (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    ابن قيم الجوزيه ، زاد المعاد من هدي خير العباد ، مكتبة القدسي، جـ 4/135

(2)عمارة ،محمود محمد ، تربية الأولاد في الإسلام، ص124
(3)سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 165-166 بواسطة محمد أبي زهره ، الحضانة : مجلة العربي : ص57 : العدد 33
(4)    المصدر نفسه ص 166
(5)    حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً، ص76

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الرابع: صفات المربي الناجح:
إن التربية الإسلامية تعتبر الرسل قدوه الإنسانية ،...،والإنسان يضع هذه القدوة المباركة نصب عينه محاولاً أن يتمثل تعاليمها الطيبة في جميع المستويات فما هي الصفات التي تجعل المربي ذو شخصية رسالية ليكون مربياً ناجحاً ؟"  (1)

"  للمربي الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحه في تربية ولده بعد توفيق الله، وقد يكون المربي أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو عماً أو جداً أو خالاً، أو غير ذلك، وهذا لا يعني أن التربية تقع على عاتق واحد، بل كل من حول الطفل يسهم في تربيته وإن لم يقصد." (2)

وصفات المربي كثيرة أهمها:
المطلب الأول:  " العِلم
 عُدَّةُ المربي في عملية التربية. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر.


والعلم الشرعي:
هو علم الكتاب والسنّة، ولا يطلب من المربي سوى القدر الواجب على كل مكلف أن يتعلمه.
 ولو نظر المتأمل في أحوال الناس لوجد أن جل الأخطاء العَقَدية والتعبدية إنما ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم، ويَظَلُّون عليها إلى أن يقيّض الله لهم من يعلمهم الخير ويربيهم عليه، كالعلماء والدعاة والإخوان الصالحين أو يموتون على جهلهم.

والمربي الجاهل بالشرع يحول بين أبنائه وبين الحق بجهله؛ وقد يعاديه لمخالفته إياه، كمن يكره لولده كثرة النوافل أو ترك المعاصي أو الأمر بالمعروف أو طلب العلم أو غير ذلك.

ويحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويدرس عالم الطفولة، لأن لكل مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة . ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً ، ص41

(2) http://saaid.net/tarbiah/64.htm
(3) المصدر نفسه ، انظر إلى http://mknon.net/trbih/boy2.htm

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة وتيارات فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على مواجهتها ، وتربية الأبناء على الآداب الشَرعية.

المطلب الثاني: الأمانة
وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها أولاده، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه، متحلياً بالأمانة، يسلكُ في حياته سلوكاً حسناً وخُلُقاً فاضلاً مع القريب والبعيد في كل حال وفي كل مكان؛ لأن هذا الخُلُق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها الشامل.

المطلب الثالث: القوة
 أمرٌ شامل ،...، وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى؛ لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم ، ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا.

وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما، ولكن لابد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة، ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة، منها:

* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة، والرجل فيه ضعيف منقاد، فتغضب هذه المرأة القوامة من الرجل بالإغراء، أو التسلط وسوء الخُلق، واللسان الحاد

* أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان، أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد، فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب .

* أن تَعرض المرأة على زوجها أمراً فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها، فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه.

ولابد أن تسلم المرأة قيادة الأسرة للرجل، أباً كان أو أخاً كبيراً أو خالاً أو عماً، وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة، وإن مَنَعَ شيئاً فعليها أن تطيع. وإن خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تتستر عليه لأن كثيراً من الانحرافات تحدث بسبب تستُّر الأم.

وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة، كأن يطلب الأولاد شيئاً لا يمنعه الشرع ولا الواقع، ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه، فيحاول الأولاد إقناع الأب فلا يقتنع، ففي هذه الحال لابد أن تطيع المرأة، وتطيّب نفس أولادها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة عقله، وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد أن للوالدين إحساساً لا يخيب، وهذا الإحساس يجعل الوالد أحياناً يرفض سفر ولده مثلاً، ثم يسافر الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيراً وذلك بسبب إحساسه.

المطلب الرابع: العدل
وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم.
والعدل مطلوبٌ في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل،والصدقة ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعَمان المشهور.

 عن النعمان بن بشير قال: " تصدق عليّ أبي ببعض ماله"  فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليشهده على صدقتي فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أفعلت هذا بولدك كلهم) قال: لا، قال: (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)  فرجع أبي فرد تلك الصدقة.(1)

ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض، وذلك لحاجتهما إلى العناية. وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العلاج، ولابد أن يبيّن الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التميز ليس بدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية، وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.

ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تُعقد بينهم، فيُمدح هذا ويُذم هذا، وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه.

والعدل ليس في الظاهر فقط، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلِّمُ الطفل الأنانية والتآمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    صحيح،أخرجه مسلم ، حديث رقم  1623، كتاب الهبات، باب كراهة تفضيل الأولاد في الهبة،  انظر إلى النووي، يحيى بن شرف  صحيح مسلم بشرح النووي ، جـ11/56

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الخامس:  الحرص
 وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.

والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير. والدليل المشاهَد هو: الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة .

والحرص الحقيقي المثمر: إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل. وله مظاهر منها:
(أ) الدعاء: إذ دعوة الوالد لولده مجابة، لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحاً ، ولذا حذر الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – الوالدين من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة.

(ب) المتابعة والملازمة: لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً .
والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب.

المطلب السادس:  الحزم
 وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق .

وضابط الحزم:
أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المَرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع. قال ابن الجوزي – رحمه الله -: "فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، قيبلغْ جاهلاً فقيراً".

وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيدلّله، وينفذ جميع رغائبه، ويترك معاقبته عند الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه .

وليس حازماً من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة، ويعاقب عند كل هفوة أو زلّة، ولكن ينبغي أن يتسامح أحياناً .

ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد؛ فإن بعضها ترف مفسد، كما أنه لا ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته ، وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام.

ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي، فيحافظ على أوقات النوم والأكل والخروج، وبهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال .

المطلب السابع: الصلاح
 فإن لصلاح الآباء والأمهات أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية – بإذن الله – وقد قال سبحانه: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (1) ، وفيه دليل على أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة لتقر عينه كما جاء في القرآن ووردت به السنة .

ومن المُشاهَد أن كثيراً من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ فَاءّ إلى الخير بعد مدة؛ لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله. وهذه القاعدة ليست عامة ولكن هذا حال غالب الناس. وقد يظن بعض الناس أن هذا لا أثر له، ويذكرون أمثلة مخالفة لذلك، ليبرروا تقصيرهم وضلالهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الكهف، آيه 82
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثامن: الصدق
 وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات.

ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء، وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه .

وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته .
 
المطلب التاسع: الحِكمة
 وهي وضع كل شيء في موضعه، أو بمعنى آخر: تحكيم العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://saaid.net/tarbiah/64.htm

انظر إلى http://mknon.net/trbih/boy2.htm


تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تربية الطفل في الإسلام (الفصل الأول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الأول مُحَمَّد نبي الإسلام
» الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام
» 5ـ تربية الأولاد في الإسلام
» [46] تربية الأبناء في الإسلام
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأســـــــــرة والــطــفـــــــــــل :: تربية الطفل في الإسلام-
انتقل الى: