منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة سبأ الآيات من 31-35

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: سورة سبأ الآيات من 31-35   سورة سبأ الآيات من 31-35 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:20 am

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قولهم (لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ..) (سبأ: 31) يدل على لجلجتهم، ففي موضع آخر حكى القرآن عنهم قولهم: (لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف: 31) ومعنى هذا أن القرآن لا غُبارَ عليه ولا اعتراضَ، الاعتراض على مَنْ نزل عليه القرآن، كذلك من الغباء قولهم: (إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ..) (القصص: 57) فاعترفوا أنه جاء بالهدى.

ومثله قولهم: (لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ..) (المنافقون: 7).

صحيح، الباطل لجلج، يتخبط هنا وهناك في تفكير مُشوّش ليس له سِياق واحد، وهذا التخبط يكشف ما هم عليه من الباطل، وقلنا: إن المحقق الماهر هو الذي يصل إلى الحقيقة من خلال مناقشة المتهم مناقشة تُوقعه دون أن يدري، ذلك لأن المتكلم بالحق يحكي واقعاً على هيئة واحدة، فمهما أعدْتَ عليه السؤال يُجِب إجابة واحدة.

أمّا الكاذب فلا يحكي واقعاً، إنما يحكي كذباً واختلاقاً لابُدَّ أن ينتهي بتضارب في أقواله، كالكذاب الذي جاء يحكي للناس يقول: رجعت من (البندر) ليلة العيد الصغير، وكانت الدنيا (قمر ظهر).

وقديماً، قال العربي: إنْ كنتَ كذوباً فكُنْ ذكوراً.

يعني: تذكر ما سبق أنْ قُلْته، ذلك لأنه لا يستند إلى واقع.

ومعنى (وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ..) (سبأ: 31) يعني: الكتب السابقة على القرآن كالتوراة والإنجيل.

بعد أن قالوا هذا الكلام أراد الحق سبحانه أن يُفظع الرد عليهم فقال: (وَلَوْ تَرَىٰ..) (سبأ: 31) يعني: يا محمد (إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ..) (سبأ: 31) يعني: بين يدي الله، ينتظرون الفصل والحساب.

تعلمون أن (لَوْ) أداة شرط تحتاج إلى جواب، هذا الجواب حُذِف من سياق الآية ليدلَّ على التهويل والتفظيع.

وتقديره: ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم..

لرأيتَ أمراً عظيماً، وهذا الأسلوب تذهب فيه النفس كلَّ مذهب، ونتصور ألوان العذاب والذلة التي يعانيها الكفار في هذا الموقف بين يدي الله عز وجل، فحَذْف الجواب هنا أبلغ من ذِكره.

كنا نرى (زمان) الرجل الظالم أو المتجبر أو (البلطجي) الذي يجلس طوال النهار على القهوة، والناس تخدمه، وتقضي له حاجته اتقاء شره، لكن ساعة يقع في أيدي العدالة وتأخذه الشرطة، وأنتم تعلمون ما تفعله الشرطة بالمجرمين، ساعتها يفرح الناس فيه ويتندَّرون به: لو رأيتم ما حدث لفلان؟

يعنى: حدث له أمر عظيم يناقض جبروته الذي كان يمارسه على الناس ويكسر شوكته.

إذن: حُذِف الجواب لنأخذه نحن على المحمل المخيف؛ لأنه لو حكى واقعاً لجاء على لون واحد وهيئة واحدة.

لذلك؛ وقف المستشرقون معترضين على قوله تعالى في وصف شجرة الزقوم: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ) (الصافات: 65) يقولون: نحن لم نر شجرة الزقوم، ولم نَرَ رؤوس الشياطين، فكيف يُشبِّه القرآن مجهولاً بمجهول؟

نعم، ينبغي في التشبيه أنْ تُشبِّه المجهول بالمعلوم، والخفي بالجلي، لكن هؤلاء يحاولون تصيُّد أخطاء أو مآخذ على كتاب الله، وهيهات لهم ذلك، وكل اعتراضاتهم على كلام الله تأتي من عدم فَهْم للآيات وعدم وجود المَلَكة العربية وعدم الإلمام بلغة القرآن وأساليب العرب.

 فهذا النهج في التشبيه نهجه العربي القديم حين قال:
أَيَقْتُلِني والمشْرَفيُّ مُضِاجِعي ومَسنُونة زُرْق كأنيابِ أَغْوالِ

هكذا رأى العربى القديم أن أسِنَّة الرماح كأنياب الأغوال، فهل رأى أحد الغول؟

إذن: القرآن عربي، وخاطب العربَ بأساليبهم، فيكفي لتبشيع الصورة أن تحاول أنت أنْ تتخيل صورة الغول أو صورة الشيطان لتذهب نفسُك في بشاعتها مذاهب شتَّى مخيفة مُفْزعة، بدليل أننا إذا قلنا لرسامي الكاريكاتير في العالم كله: ارسموا لنا صورة الشيطان، فسوف يرميها كل واحد منهم حَسْب رؤيته هو، وستأتي صورة مختلفة بعضها عن بعض؛ لأن أحداً منهم لم يَرَ الشيطان، إنما تخيَّله.

تُرَى، لو حدد القرآن شكل شجرة الزقوم وقال لك: إنها مثل كذا وكذا، أيعطيك هذا التشبيه بشاعة أكثر مما أعطتْكَ رؤوس الشياطين؟

هكذا ربَّبَ الحق سبحانه هذا المعنى.

ثم تستمر الآية في وصف موقف هؤلاء الظالمين بين يد الله تعالى، ويا ليتها تنتهي عند الذلة والانكسار، إنما (يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ) (سبأ: 31) يعني: يتجادلون ويتناقشون، يرمي كل منهم باللائمة على الآخر، ومعنى (يرجع) من المراجعة، فواحد يقول، والآخر يردُّ كلامه ويُنكِره، وفي القرآن مواضع كثيرة تحكى هذه المراجعة بين الأتباع والمتبوعين، وهنا نموذج منها: (يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ) (سبأ: 31) يعني: الضعفاء والمقلدين (لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ) (سبأ: 31) وهم السادة الكبار المتبوعون (لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) (سبأ: 31).

فيكفي من عظمة القيامة أنْ يقف المستضعف أمام القوي ويراجعه ويواجهه -مع أن كلاهما خائب خاسر- ذلك لأن الضعف كان في الدنيا والاستكبار والتبعية، أما الآن وفي ساحة الحساب فقد تساوتْ الرؤوس، وها هم الضعفاء يقولون لأسيادهم (لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) (سبأ: 31).

وما دامت المسألة مراجعة، كُلٌّ يُرجِع إلى الآخر قوله، فلابُدَّ أنْ يرد الذين استكبروا، وأنْ يراجعوا الذين استُضْعِفوا.

ثم يقول الحق سبحانه: (قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ...).



سورة سبأ الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 31-35   سورة سبأ الآيات من 31-35 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:21 am

قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يرد الذين استكبروا: (أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ) (سبأ: 32) يعني: ما منعناكم عن الهدى، وما حُلْنَا بينكم وبين الإيمان (بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ) (سبأ: 32) يعني: بطبيعتكم، فقد وجدتم طريقنا سهلاً، وعبادتنا لا تكليف فيها ولا مسئولية، ليس فيها صوم ولا صلاة ولا زكاة، ولو فكرتم واعملتُم عقولكم ما تبعتمونا.

وهذا هو نفسه منطق الشيطان حين يناقش أولياءه يوم القيامة، ويقول لهم: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) (إبراهيم: 22).

الفعل أصرخ يُصرخ فهو مُصرخ، اسم فاعل للذي يصرخ ويستجير بغيره لينقذه من أمر فوق طاقته وإمكاناته، فإن أنقذه يُقال: أصرخه يعني: أزال صراخه والمفعول منه مُصْرَخ به، والمعنى في قول الشيطان: إنني لا أستطيع أن أزيل صراخكم، وأنتم لا تستطيعون أن تزيلوا صراخي، فالمسألة انتهت، ولا ينفع أحداً ولا ينقذه إلا عمله الصالح.

ثم يردُّ الذين اسْتُضْعِفوا ويُرجِعون القول إلى الذين استكبروا مرة أخرى، يقولون: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ...).



سورة سبأ الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 31-35   سورة سبأ الآيات من 31-35 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:22 am

وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٣٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذا استمرار في المراجعة والحوار، كُلٌّ يلقى بالمسئولية على الآخر، فلما اتهموهم بالإجرام، وأنهم انساقوا خلفهم طمعاً في تدين خفيف، لا تكاليف فيه، ولا منهج يقيد شهواتهم ردَّ المستضعفون (بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ) (سبأ: 33) يعني: المكر الذي ينشأ في الليل، والمكر الذي ينشأ في النهار، حيث قضيتم الليل والنهار تُلِحُّون علينا وتلعبون في آذاننا حتى اتبعناكم.

(إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً) (سبأ: 33) يعني: شركاء (وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ) (سبأ: 33) فالندامة تعتصرهم، ومع ذلك لا يجهرون بها ولا يُبْدونها حتى لا يشمت بهم الآخرون، وفَرْق بين أنْ يندم الإنسان وبين أنْ تُلجِئه الظروف، لأنْ يعلن الندم.

ثم يقول سبحانه: (وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (سبأ: 33) الأغلال: القيود، ومعنى (هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (سبأ: 33) تنبيه للمؤمنين الذين يسمعون هذا الكلام وهذا الجزاء: إياكم أنْ تأخذكم بهؤلاء رِقَّة على حالهم في الآخرة، وانظروا إلى ما فعلوه في الدنيا من إجرام؛ لتعلموا أن الله تعالى عادل لا يظلم الناس، ولكنَ أنفسهم يظلمون.

ومثال ذلك قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ) (المطففين: 29) إلى أنْ قال سبحانه: (هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) (المطففين: 36).

ذلك لأن الجريمة حين ينتهي وقتها، وتهدأ آثارها ينسى الناسُ بشاعتها، ولا يذكرون إلا بشاعةَ العقاب عليها، أو ترقّ للمجرم قلوب الذين لم يشهدوا جريمته؛ لذلك يُذكِّرنا الحق سبحانه بعدله، وأنَّ هذا الجزاء جزاء وفاق، فلا تأخذكم بالمجرمين رأفة، ولا ترحموهم في هذا الموقف المخزي الذليل، وضَعُوا عقوبتهم أمام جريمتهم يوم كذَّبوا الرسل.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ...).



سورة سبأ الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 31-35   سورة سبأ الآيات من 31-35 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:23 am

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نلحظ في هذه الآية أنها ذكرتْ النذارة، ولم تذكر البشارة..

لماذا؟

قالوا: لأن الحديث عن قرية استشرى فيها الفساد بحيث لم يَعُدْ لها إلا النذارة، فهؤلاء قوم كذَّبوا الرسل، ووقفوا من الدعوة موقفَ العداء والمكابرة.

أما البشارة فتكون في عموم الدعوة، والحديث هنا عن دعوة خاصة بهؤلاء المكذبين.

ومعنى (فِي قَرْيَةٍ) (سبأ: 34) أي: في أهل قرية، والقرية اسم للمكان، أو أن الله سبحانه جاء بالمكان وإنْ كان يريد المكين؛ لأن المكان كجماد مُسبِّح لله، فيفرح بالمؤمن المسبِّح فيه، ويحزن ويضيق بالكافر الذي يقيم فيه؛ لذلك يقول العربي القديم؛ فلان نبا به المكان يعني: المكان كرهه، ولما قالوا لرجل حكيم: أدريتَ أن فلاناً باع أرضه؟

قال: بل باعَتْه أرضه.

وقوله (إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ) (سبأ: 34) جمع مُتْرف وترف يترف أي: تنعَّم.

أما أترف فتعني أن النعمة أطغَتْه وفتنته، فالحق سبحانه لم يمنع عبده أنْ يتمتع بنعمه، المهم ألاَّ تُطغيه النعمة.

وقد يكون الترف والتنعُّم استدراجاً من الله للعبد، وإملاءً له، ومَدًّا له في النعمة حتى يَطْغى بها، وتأمل مثلاً قول الله تعالى: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ) (الأنعام: 44) ولم يقُلْ لهم يعني ليس هذا الفتح في صالحهم مع أنه في ظاهرة نعمة (أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ) (الأنعام: 44) وتعوَّدوا النعمة وأَلِفوها (أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً..) (الأنعام: 44).

لذلك، ليس من الصواب قولُكَ لأخيك: فتح الله عليم والصواب: فتح الله لك.

واقرأ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً) (الفتح: 1) (مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا..) (فاطر: 2) وحكوْا لنا عن سياسي كبير كان له خصم، ففوجئوا بأنه أصدر قراراً بترقية هذا الخَصْم إلى منصب كبير، فتعجبوا: كيف يُرقى خصمه؟

فقال: أرفعه إلى منزلة عالية، حتى إذا سقط منها كان السقوط مؤلماً، وسبق أنْ قُلْنا: إذا أردتَ أنْ تُوقِع عدوك لا توقعه من فوق الحصيرة مثلاً.

ومن الاستدراج بالنعمة والترف قوله تعالى: (وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء: 16).

البعض يخطىء فَهْم هذه الآية، فيقول: (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا) (الإسراء: 16) أن الفسق مترتب على الأمر.

والله سبحانه لا يأمر بالفسق، ولا يأمر بالفحشاء، وإنما يأمر بالطاعة والعبادة، كما قال سبحانه: (وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ..) (البينة: 5) وقال: (إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ..) (النحل: 90) فالمعنى: أمرنا مترفيها بما يأمر الله به، فما كان منهم إلا أنْ فسقوا فيها أي: فسقوا في الأمر، إذن: الفسق ليس مترتباً على الأمر، وإنما على مخالفة الأمر.

الحق -سبحانه و تعالى- حين يعرض قضية الترف والإتراف يقول: أنا أنعمتُ على عبادي نعماً يتنعَّمون بها، إنما كنتُ أريد أنْ يستقبلوا هذه النعم بالشكر، وأنْ يُعدوا النعمة إلى غير المنعِّمين ليحصل في المجتمع المسلم التكافل الاجتماعي المطلوب، ولينزع هذا التكافل الغِلَّ والحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء.

فالفقير إذا رأى الغنى ينتفع بآثار النعمة، ويتمتع بها دونه، يحقد عليه، ويتمنى زوال نعمته، فإنْ نال منها شيء أحبَّ الغنى، وسأل الله له المزيد، هذا من ناحية الفقير.

أما من ناحية الغنيِّ، فالحق سبحانه يعلم أن الإنسان عامة مطبوعٌ على النفعية لذاته وحب الخير لها؛ لذلك عامله الحق سبحانه بهذا المنطق، منطق النفعية حين يعطيه جزاءَ ما أنفق، ويثيبه على ما يفعل من الخير، قال له: الحسنة بعشر أمثالها، غُض طرفك عن المحارم في الدنيا أمتعك بالحور العين يوم القيامة.. إلخ.

لذلك يقولون: إن التدين نفعية عالية، فأنت مثلاً ما آثرتَ الفقير على نفسك، وما أعطيتَهُ ما في جيبك إلا لأنك تريد من الله تعالى أضعاف ما أعطيت.

إذن: أنت حتى في تجارتك مع الله تحب النفع لنفسك.

والحق سبحانه يعطي الغني وصاحب الهمة العالية الذي يكدح ويتعب ويُكوِّن الثروة، يعطيه حقه، ويحترم جهده وعرقه، ويحترم مشاعره النفعية، فحين يسـأله يسأله جزءاً من ماله، لا ماله كله، واقرأ قوله تعالى: (إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ * إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ) (محمد: 36-37).

ويُحبِّبهم في الإنفاق بنفس هذا المنطق: (هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ..) (محمد: 38).

إذن: مسألة الإنفاق هذه تُخرِج ضِغْن الغني، كما أخرجتْ ضِغِن الفقير، فهي تُحدِث استطراقاً إيمانياً، واستطراقاً اقتصادياً في المجتمع، فصاحب المال يحمد الله على النعمة، ولا يبخل بها على الفقير، والفقير يحمد الله أنْ جعل النعمة في يد مَنْ يجود بها عليه، وهكذا يحدث التوازن في المجتمع.

نعود إلى ما كُنَّا بصدده من قوله تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (سبأ: 34) لماذا أنتم كافرون بما جاء به الرسل؟

الحق -تبارك و تعالى- يريد من العباد ألاَّ يستعلي قوي على ضعيف، وألاَّ يستعلي غني على فقير، وألاَّ يستعلي عالم على جاهل، إنما يريد أن يعمَّ الخير، فمَنْ كانت عنده خَصْلة من خصال الخير عَدَّاها إلى غيره.

أما هؤلاء فقد اختاروا الكفر، واطمأنوا إليه؛ لأن النعمة أطغتهم وأترفتهم، فمالوا إلى البذخ وإلى المظالم حتى عَشِقوا هذا كله، فلما جاء الدين ليُعدِّل من سلوكهم صادموه، وحاولوا طمسه والقضاء على دعوته؛ لأنهم ألفوا السيادة، وألِفُوا الطغيان، ولا يريدون أنْ تُسلب منهم هذه السيادة.

وإلا لو أن العالم كان مستقيماً متوازناً ما كانت هناك حاجة للرسل، إذن: ما جاء رسول إلا بعد أنْ عَمَّ الفساد وطَمّ.

وسبق أنْ قُلْنا: إن الحق سبحانه خلق في النفس الإنسانية مناعة إيمانية نتيجة الفطرة الأولية، لكن الشهوات وتقاليد الظالمين تطمس هذه الفطرة، فتحتاج إلى مُذكِّر يعيدها إلى الطبيعة والفطرة التي خلقها الله، لذلك قال سبحانه: (إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية: 21) يعني: ليس بادئاً.

والحق سبحانه يُبين أن الناس أمام الخير والشر أنواع ثلاثة، فقال الحق سبحانه و تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ) (فاطر: 32).

فالظالم لنفسه هو الذي يفعل السيئة، ولا يلوم نفسه، ولا يندم على سيئته، ولا يتوب منها، فهو يظلم نفسه؛ لأنه يحرمها الجزاء والنعيم الأبدي.

والمقتصد هو الذي يتردد بين الحسنة والسيئة، فإنْ فعل سيئة تذكَّر ولام نفسه وتاب، ثم يفعل الحسنة لتُكفِّر السيئة، وهؤلاء قال الله فيهم: (خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 102).

وقوله سبحانه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر: 32) يُراد به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: لأن الميراث يعني أن الموروث ينتقل من السابق إلى اللاحق، فأمة محمد ورثتْ الرسل جميعاً في كل أمورهم الخيرية، وتكفَّلَتْ بأن تردع الشر في كل نواحيه، وبذلك ورثوا الرسالات كلها؛ لأنهم يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر، كما قال سبحانه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110).

وقال تعالى أيضاً: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة: 143).

فالرسول يشهد أنه بلَّغكم، وأنتم تشهدون أنكم بلَّغتم مَنْ بعدكم، رسولكم فوَّضه الله في أنْ يُشرِّع لكم، وفوَّضكم أنتم في أنْ تحملوا منهجه من بعده؛ لذلك انقطعتْ الرسالات بعده -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن أمته ستقوم بمهمة الرسالة، وهذا دليل على أنها أمة، الخيرية فيها باقية إلى قيام الساعة.

وقولهم: (إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (سبأ: 34) بم أُرسِل الرسلُ؟

أُرسِلوا أولاً بقضية التوحيد، وأنه لا إله إلا الله، أرسلوا بالبلاغ عن الله، أرسلوا بمعجزات، أُرسلوا بأحكام ومناهج تحكم حركة الحياة.

فهؤلاء كفروا بهذا كله لأنهم يريدون أنْ يعيشوا في ترفهم وظلمهم، وأنْ يستبدوا كما يشاؤون.

لكن قولهم (بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ) (سبأ: 34) دلَّ على غبائهم؛ لأنهم لم يقولوا مثلاً بما جئتم به، أو بما ادعيتموه، إنما بما أُرسِلتم به، فهم يعترفون بأنهم مُرسَلُون، فهذه كلمة الحق ساقها الله على ألسنتهم، كما ساقه على ألسنتهم في قولهم: (لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ) (المنافقون: 7) وقولهم لما فتر الوحي عن رسول الله: إن رب محمد قلاه.

إذن: هم يعترفون لرسول الله بالرسالة، والمرسل لا يُرسَل من مثله، إنما من جهة أعلى، فالرسالة ليست من عند محمد؛ (قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (يونس: 16) لكن، ما علة هذا الكفر؟



سورة سبأ الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 31-35   سورة سبأ الآيات من 31-35 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:24 am

وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٣٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قلنا إن الدين إنما جاء ليُحدِث توازناً في المجتمع واستطراقاً عقدياً واقتصادياً واجتماعياً، فمنطق هؤلاء الذين كفروا بالرسل أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا كله، فعندهم المال والأولاد، وعندهم كل مُتع الحياة.

(وَقَالُواْ..) (سبأ: 35) أي: في حيثيات كفرهم (نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً) (سبأ: 35) بل أكثر من ذلك يأخذهم غرورهم إلى أن يقولوا: (وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (سبأ: 35).

لماذا؟

يقولون: لأن الله ما كان ليعطينا هذا النعيم في الدنيا، ويضنّ علينا في الآخرة.

لكن نقول لهم: أنتم واهمون، ففَرْق بين عطاء الألوهية وعطاء الربوبية، الله تعالى أعطاكم بعطاء الربوبية الذي يشمل الجميع المؤمنَ والكافر، والطائع والعاصي، أما عطاء الألوهية فتكليف، فالله يعطيكم في الدنيا بعطاء الربوبية، ويعاقبكم في الآخرة بمقتضى الألوهية.

وهذه الحيثية منهم: (نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً) (سبأ: 35) حجة عليهم لا لهم، فمن أين لكم هذا الخير؟

ثم إن كثرة الأموال كان يجب أنْ تحملكم على نواحي الخير، وكثرة الأولاد كان ينبغى أنْ تجعلوا منهم (عزوة) لكم على الحق، إذن: كفركم بعد هذه النِّعَم دليل على أنكم استخدمتموها في الباطل وفي الظلم والطغيان.

وما أشبه قولهم: (وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (سبأ: 35) بقول صاحب الجنة: (وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً) (الكهف: 36) وهذا بَطَر بنعمة الله وغرور بها، فليس بين الله تعالى وبين أحد من خَلْقه قرابة ولا نسب، لينعم في الدنيا وينعم في الآخرة بلا عمل، فهؤلاء فتنتهم المال، وفتنتهم الذرية؛ لذلك يقول سبحانه محذراً: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ) (التغابن: 14).

والحمد لله أنه قال (مِنْ)، فهي تفيد التبعيض، يعني: ما يزال في بعض الأزواج وفي بعض الأولاد عنصر الخير موجود.

ثم يقول الحق سبحانه: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ...).



سورة سبأ الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة سبأ الآيات من 31-35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 076-080
» سورة طه الآيات من 011-015
» سورة طه الآيات من 091-095
» سورة سبأ الآيات من 16-20
» سورة يس الآيات من 06-10

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: سبأ-
انتقل الى: