أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: سورة طه الآيات من 091-095 الأحد 05 أبريل 2020, 3:43 pm | |
| قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ (٩١) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(لَن نَّبْرَحَ..) (طه: 91).
أي: سنظل عل هذا الحال، البعض يظن أنها للمكان فقط، إنما هي حَسْب ما تتعلق به، تقول: لا أبرح سائراً حتى أصِلَ لغرضي، ولا أبرح هذه المكان فقد تكون للمكان، وقد تكون للحال.
كما ورد في القرآن: -للمكان والإقامة في قوله: (فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ..) (يوسف: 80)- وللحال في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ..) (الكهف: 60) أي: لا أبرح السير.
فالمعنى (لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ..) (طه: 91) سنظلّ على عبادته حتى يرجع موسى، فلن نمكثَ هذه الفترة دون إلهٍ.
ثم يقول الحق سبحانه: (قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة طه الآيات من 091-095 الأحد 05 أبريل 2020, 3:43 pm | |
| قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
هذا حوار دار بين موسى وأخيه هارون (مَا مَنَعَكَ..) (طه: 92) وقد وردتْ هذه الكلمة في القرآن بأُسْلوبين: الأول: قوله تعالى: (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ..) (ص: 75) أي: ما منعك من السجود.
والآخر: (مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ..) (الأعراف: 12).
أي: ما منعك أن لا تسجد؛ لأن المانع قد يكون قَهْراً عنك، وأنت لا تريد أن تفعل، وقد يأتي آخر فيُقنِعك أن تفعل.
فمَرّة يُرغِمك: أنت لا تريد أنْ تسجد يقول لك: اسجد.
إذن: منعك أن تسجد يعني قهراً عنك، لكن أقنعك أن تسجد أنت باختيارك فقد منعك ألاَّ تسجد.
إذن: مرة من النفس، ومرة من الغير، وهكذا يلتقي الأسلوبان.
فقوله: (مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ * أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) (طه: 92-93) أي: من اتباعي، لكن هل موسى عليه السلام هنا يستفهم؟
الحقيقة أنه لا يريد الاستفهام، فقد تخاطب إنساناً بذنب، وأنت لا تعلم ذنبه، إنما تخاطبه بصورة الذَّنْب لتسمع الردَّ منه، فيكون رَدًَاً على مَنْ يعترض عليه.
ومن ذلك ما كان من سيدنا عمر -رضي الله عنه- عند الحجر الأسود، فلما قَبَّله قال: "اللهم إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيت رسول الله يُقبِّلك ما قبَّلتُك".
إذن: قبّله عمر؛ لأن رسول الله -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- قبَّله، إلا أنه جاء بهذا الكلام ليعطينا الجواب المستمر على مَرِّ التاريخ لكل مَنْ يسأل عن تقبيل الحجر.
وهنا أثارها موسى شبهة؛ كي نسمع نحن الجواب، ولنسمع الردّ من صاحب الشأن باقياً سائراً في طول الأزمان.
|
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة طه الآيات من 091-095 الأحد 05 أبريل 2020, 3:44 pm | |
| قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
إذن: صاحبَ خطابَ موسى لأخيه هارون فعْل نزوعيٌّ وحركة، فهمناها من قول هارون: (يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي..) (طه: 94).
ثم ذكر العلة (إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (طه: 94) يقصد قول أخيه: (ٱخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ) (الأعراف: 142).
فذكّره بالتفويض الذي أعطاه إياه.
وقد اجتهد هارون حَسْب رؤيته للموقف، ونأى بالقوم عن معركة ربما انتهتْ بالقضاء على خَلِية الإيمان في بني إسرائيل، اجتهد في إطار(وَأَصْلِحْ..) (الأعراف: 142).
إذن: أثار موسى هذه القضية مع أخيه، لا ليسمع هو الرد، وإنما ليُسمع الدنيا كلّها على مَرِّ التاريخ.
ثم ينقل موسى الخطاب إلى رأس هذه الفتنة: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ...). |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: سورة طه الآيات من 091-095 الأحد 05 أبريل 2020, 3:45 pm | |
| قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (٩٥) تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
أي: ما شأنك؟
وما قصتك؟
والخَطْب: يُقال في الحدّث المهم الذي يُسمُّونه الحدَث الجلَل، والذي يُقال فيه "خطب"، فليس هو الحدث العابر الذي لا يقف عنده أحد.
ومن ذلك قوله تعالى: (مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ..) (يوسف: 51).
وما حكاه القرآن من قول موسى -عليه السلام- لابنتَيْ شعيب: (مَا خَطْبُكُمَا..) (القصص: 23).
ثم يقول الحق سبحانه عن السامري: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ...). |
|