منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سورة سبأ الآيات من 26-30

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: سورة سبأ الآيات من 26-30   سورة سبأ الآيات من 26-30 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:01 am

قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

المعنى: لن نطيل معكم النقاش والحجة؛ لأننا نتكلم بالحق وأنتم تتلاعبون بالباطل، فالخلاصة معكم أنْ يفصل اللهُ بيننا وبينكم في محكمته الإلهية (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا..) (سبأ: 26) أي: يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ..) (سبأ: 26) أي: يحكم ويقضي، وفي بعض بلادنا حتى الآن يقولون للقاضى: الفتاح (وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ) (سبأ: 26) أي: الذي يحكم عن علم كامل، ولا تَخْفى عليه خافية.

وسُمِّي الحكم فَتْحاً، لأنه يفتح شيئاً عن شيء ويحدث فُرْجة بينهما، فكأنهما كانا متشابكين، بحيث يلتبس الحق بالباطل، وكأنها معركة، فيأتي الحكم فيفضُّ هذا الاشتباك، وفَضُّ الاشتباك هذا هو الفتح، ولا يفتح بين الحق والباطل إلا الله.



سورة سبأ الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 26-30   سورة سبأ الآيات من 26-30 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:02 am

قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-: قُلْ لهم: أروني الذين أشركتم مع الله، وهو -صلى الله عليه وسلم- يراهم بالفعل، يرى أصنامهم التي يعبدونها من دون الله، فما فائدة (أَرُونِيَ..) (سبأ: 27)؟

قالوا: لأنه حين يطلب منهم هذا المطلب يعلم أنهم يَسْتحون أنْ يشيروا إليها، ولا يجرؤون على ذلك؛ لأنهم يعلمون أنها أحجار صَمَّاء، لا تضر ولا تنفع.

ومعنى (أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ..) (سبأ: 27) من الإلحاق، وهو أنْ تأتي بشيء جديد تُلحقه بشيء ثابت، فكأن ألوهية الله هي الألوهية الحق الثابتة، وآلهتهم الجديدة طارئة عليها، ليست أصيلة، فالإيمان ثابت وأصيل وفطريٌّ في النفس الإنسانية، أما هذه الآلهة فمُحْدثة طارئة باطلة، لذلك ينفيها بقوله (كَلاَّ..) (سبأ: 27).

ثم يُضرب عن هذا الكلام السابق ليثبت الألوهية لله وحده (بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ) (سبأ: 27) و (بل) تفيد الإضراب عما قبلها وإثبات الحكم لما بعدها، فالإله الحق هو الله.

وفي موضع آخر، يناقشهم الحق سبحانه: (لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا..) (الأنبياء: 22) ونعلم من دراساتنا النحوية أن (إلاَّ) أداة استثناء، تفيد إخراج ما بعدها من حكم ما قبلها، وأن المستثْنَى بعدها منصوب، كما نقول: حضر الطلاب إلا محمداً.

فلو طبَّقْنا هذه القاعدة على هذه الآية لَكَان المعنى: لو كان فيهما آلهة خارج منها الله لَفَسدتا، لكن لو كان فيهما آلهة والله معهم لم تَفْسدا، هكذا منطق الآية إذا أُخِذَتْ (إلاَّ) على أنها أداة استثناء للإخراج، إنما (إلا) هنا ليست حرف استثناء، بل هي اسم بمعنى (غير)، بدليل أن ما بعدها وهو لفظ الجلالة مرفوع وليس منصوباً على الاستثناء، فالمعنى: لو كان فيهما آلهة غيرُ الله لفسدتا.

وقوله: (بَلْ هُوَ ٱللَّهُ..) (سبأ: 27) جاء هنا أيضاً بضمير الغيبة (هُوَ)، ومعلوم أن ضمير الغيبة لا يأتي إلا إذا سبقه مرجع، تقول: جاءني على فأكرمتُه، إلا مع الله سبحانه و تعالى، فإن هو تسبق المرجع (بَلْ هُوَ ٱللَّهُ..) (سبأ: 27).

لماذا؟

قلنا: لأنه ضمير لا ينصرف إلا لغائب واحد هو الموجود الأعلى سبحانه ثم يقول الحق سبحانه: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً...).



سورة سبأ الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 26-30   سورة سبأ الآيات من 26-30 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:02 am

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (أَرْسَلْنَاكَ..) (سبأ: 28) أي: جعلناك رسولاً (إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ..) (سبأ: 28) كلمة كافة تبين منزلة الرسول الخاتم، فقبل بعثة سيدنا رسول الله كان الرسول يُبعث لقوم مخصوصين، كما قال سبحانه و تعالى: (وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ..) (آل عمران: 49).

ذلك، لأن البشر لما تكاثروا كما قال سبحانه: (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً..) (النساء: 1) تفرَّقوا في أنحاء الأرض هنا وهناك، والعالم لا يزال في طفولة فطرته، ليس فيه ارتقاءات للقاء بين هذه الجماعات، فكانت جماعات منعزلة، لا اتصال بينها، ولكل بيئة منها داءاتها: فهؤلاء يُطفِّفون الكيل والميزان، وهؤلاء يعبدون الأصنام... إلخ فيأتي الرسول إلى قوم مخصوصين ليعالج داءهم لا علاقة له بغيرهم.

أما سيدنا رسول الله، فكان هو الرسول الخاتم المبعوث للناس كافّة؛ لأن الله تعالى عَلِم أزلاً أنه سيأتي على التقاء مع الدنيا كلها، وعلى اتصال بين الجماعات التي كانت مُتفرِّقة، وها نحن الآن نعيش عالم القرية الواحدة، وما يحدث في أقصى بلاد الدنيا نسمعه ونراه في وقته، وما دام العالم التقت مجتمعاته وقاراته، فالداءات واحدة؛ لذلك جاء رسول واحد ليعالج كل الداءات في كل المجتمعات، هذا معنى: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ..) (سبأ: 28).

ومعنى أنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم الرسل أنه مشهود له، وليس شاهداً لغيره، فقد أخذ الله تعالى العهد على الرسل، أنه إذا جاء محمد يشهدون له فشهدوا له جميعاً، أما هو -صلى الله عليه وسلم- فلم يشهد لأحد؛ لأنه لم يأْتِ بعده رسول.

قال العلماء في كلمة (كَآفَّةً..) (سبأ: 28) يعني: للناس جميعاً، ففي موضع آخر يقول تعالى: (قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً..) (الأعراف: 158).

يعني: لم تَعُدْ هناك خصوصية، لا زمانية ولا مكانية.

وحين نتأمل كلمة (كَآفَّةً..) (سبأ: 28) نجد لها مناسبة في واقع لغتنا، استقر على ألسنة العامة: نشاهد الخياط مثلاً حين يخيط ثوباً يُعمِل المقصَّ في القماش، فيقطعه إلى لُحمة وسُدة، لكن تخرج خيوط الثوب من خلال أطرافه كما نقول القماش (بينسِّل) فيجمع الخياط هذه الأطراف بعضها إلى بعض، بحيث تكون أطراف القماش إلى الداخل، وهذه العملية نسميها (كفكفة) القماش، أو نسميها الآن (السَّرفلة).

ومن ذلك كلمة (كَافَّة) يعني: جَمْع شتات الناس في كل زمان ومكان، بحيث لا يخرج منهم جنس ولا جماعة، ولا يشذّ عن منهجه أحد.

وعندنا في الفلاحين نبات ينمو على حوافِّ القنوات اسمه النجيل، وهو غير الحشيش المعروف، والنجيل لا يرتفع عن سطح الأرض، وتتشابك عيدانه وجذوره بحيث يمنع هذه الحوافّ أن تنهار، أو يسقط منها الردم فيسدّ القناة، فكأن النجيل أدى مهمة هي كفّ الردم ومنعه أنْ ينهار يعني: كفّ جنساً أن يشرد عن مهمته.

وكلمة (كَآفَّةً..) (سبأ: 28) من كفّ الشيء يكُفُّه، فهو كافٌّ، وزيدت تاء التأنيث للمبالغة، كما في عالم وعلاَّم وعلاَّمة، لذلك يقول ربنا عن نفسه سبحانه: (عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ) (التوبة: 78) فإنْ قُلْتَ: لماذا لم يَقُلْ علاَّمة؟

نقول: لأن علْم الله تعالى لا يترقى بلاغة وقِلَّة.

فمعنى (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ..) (سبأ: 28) يعني: تكفُّهم وتمنعهم عن كل شر يفسد الصلاح في الأرض، وهذه هي مهمة المنهج الذي جاء به سيدنا رسول الله؛ لذلك قال سبحانه: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا..) (الأعراف: 56).

إذن: كلمة (كَآفَّةً..) (سبأ: 28) إما وَصْف للناس بمعنى جميعاً، وإما وَصْف لرسول الله بمعنى كافٌّ للناس عن الشر، والتاء للمبالغة.

ومعنى (بَشِيراً وَنَذِيراً..) (سبأ: 28) من البشارة، وهي أنْ تخبر بخير لم يَأْتِ أوانه بعد، ويقابلها النذارة، وهي أن تخبر بشرٍّ لم يأْتِ أوانه بعد، فمَيْزة البشارة أنها نخبرك بالخير القادم لك لتأخذ بأسبابه وتُقبل عليه وتجتهد في سبيله، وأنت مشتاق إليه، كذلك النذارة تحذرك من الخطر المقبل لتنصرف عن أسبابه وتدفعه عنك.

ومثال ذلك: المعلم الذي يبشِّر التلميذ المجتهد بالنجاح والتفوق، وينذر المهمل بالفشل والرسوب..

لماذا؟

لأنه يريد من المجتهد أنْ يزيد في اجتهاده، ومن الكسول المهمل أنْ يترك الكسل والإهمال ليتفوَّق هو الآخر.

وقوله: (وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (سبأ: 28) أي: لا يعلمون أنك الرسول الخاتم، أو الرسول الذي جاء ليمنع الشر عن البشرية كلها ويصلح حركتها.

وما دام أكثر الناس لا يعلمون، فمعنى ذلك أن القلة هي التي تعلم، وهذه القلة العالمة هي خميرة الخير في الوجود؛ لذلك نرى الناس مهما بالغوا في الإلحاد، وفي الخروج عن منهج الحق لابُدَّ أن تخرج من بينهم هذه القلة التي تتمسك بالحق وتسعى إليه وتنادي به، فهي موجودة في كل زمان ومكان وإنْ قلَّتْ.

لذلك يقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة".

إذن: لابُدَّ أنْ تبقى فينا هذه القلة كنماذج وخليّات للخير، ولاستبقائه بين الناس مهما أظلمتْ الدنيا من حولهم.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ...).



سورة سبأ الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52306
العمر : 72

سورة سبأ الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة سبأ الآيات من 26-30   سورة سبأ الآيات من 26-30 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2020, 12:03 am

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

المتأمل في كتاب الله يجد الحق -سبحانه و تعالى- لم يجعل القرآن أبواباً منفصلة، هذا للصلاة، وهذا للزكاة، وهذا للربا... إلخ، إنما يخلط هذه الأحكام في نسق رائع، ومزيج مشوِّق، يراوح بين الأساليب، فلا يملُّ منه قارئه، ولا يزهد.

القرآن ليس كتابَ قانون، يُفرد فصلاً لكل جريمة، إنما يتناول الجريمة بأسلوب فريد، فيذكر الجريمة ويُفظِّعها ويبين أثرها، حتى إذا ما قرر العقوبة عليها تجد هذه العقوبة طبيعية تتقبلها النفوس؛ لأن صاحب العقوبة يستحقها.

يقول تعالى حكاية عن الكافرين: (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ..) (سبأ: 29) والوعد لا يكون إلا بالخير، والوعيد يكون بالشر، وعجيب أنْ يسمى الكفار القيامة وَعْداً، فكان ينبغي أنْ يقولوا متى هذا الوعيد، أو: أن الله تعالى لوى ألسنتهم ليقولوا كلمة الحق، فهو بالفعل وَعْد حق من الله، وإنْ كان في حقهم وعيداً.

والوعد من الله فيه أشياء كثيرة، خاتمته البعث والحساب، ثم الجنة أو النار.

لكن هل وَعْد الله لا يتحقق إلا في الآخرة؟

قالوا: لا بل يروْنَ شيئاً منه في الدنيا، وإلا لو تركهم الله سالمين إلى أنْ يعاقبهم في الآخرة لاستشرى فسادهم، ولعَربد غير المؤمنين دون رادع لهم.

لذلك من حكمته تعالى أن يُعجِّل لهم شيئاً من وعده، فيروْنَه في الدنيا، كما قال تعالى: (سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (القمر: 45) وفعلاً، جاء يوم بدر وهزمهم الله، وقُتِل منهم مَنْ قُتِل، وأُسِر منهم مَنْ أُسِر، فكما صدقت فيهم المقدمات، فسوف تصدق المتواليات في الآخرة.

لذلك يخاطب الحق نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) (غافر: 77).

فمَنْ لم يتحقق فيه وَعْد الله في الدنيا وتشاهده بعينيك، فموعده الآخرة، وإلا فهناك من الكفار مَنْ مات قبل بدر، ولم يشهدوا انتصارات المسلمين وفتوحاتهم، ولم ينَلْهم شيء من عقاب الدنيا.

وقولهم: (مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ..) (سبأ: 29) استبطاء للعذاب.

ثم يأمر الله تعالى نبيه أنْ يرد عليهم: (قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ) (سبأ: 30) هو يوم النصر عليهم، كما في يوم بدر، حيث أذاقهم الله الذلة والهوان والموت، وقضى على جبروتهم، أو هو يوم القيامة.

والذي ضرب لكم هذا الميعاد هو القادر على إنفاذه، وليست هناك قوة تمنعه سبحانه أنْ يفي بما وعد، أو حتى يُؤخِّره لحظة واحدة، وهو سبحانه العليم بأن الآيات الكونية لا تشذّ عما أراد سبحانه وسبق أن بينَّا أن البشر حين يَعِدُون لا يملكون أسباب الوفاء بوعودهم، لذلك علَّمنا ربنا -عز وجل- أن نحتاط لذلك؛ فقال سبحانه: (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ..) (الكهف: 23-24).

لأن الله يحب لعبده أن يكون صادقاً، فحين يعلق فِعْله على مشيئة الله يُعْفِي نفسه من الكذب وإخلاف الوعد حين عدم الوفاء خاصة، وهو لا يملك عنصراً واحداً من عناصره، إذن: اطرح المسألة على مَنْ يملك كل هذه العناصر؛ لذلك نُسمِّي الوعد من الناس وَعْداً ومن الله الوعد الحق يعني: الذي لا يتخلف أبداً.

ومعنى (لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ) (سبأ: 30) أنه ميعاد مضبوط، وكان الحق سبحانه يريد بذلك أنْ يستقبل الإنسانُ كلَّ المعطيات التي منحه الله، وأنْ تظل دائماً في ذهنه لا يغفل عنها.

وجاء (يَوْمٍ) نكرة مبهمة، والإبهام هنا هو عَيْن البيان، كما سبق أنْ أوضحنا، فحين يبهم اللهُ مثلاً أجلَ الإنسان يظل دائماً متذكراً له، ينتظره في أي وقت، ويتوقعه في كل نفَس، وفي كل لحظة دون أنْ يربطه بمرض أو غيره، فالموت من دون أسباب هو السبب.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ...).



سورة سبأ الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة سبأ الآيات من 26-30
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 076-080
» سورة طه الآيات من 011-015
» سورة طه الآيات من 091-095
» سورة سبأ الآيات من 16-20
» سورة يس الآيات من 06-10

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الشيخ محمد متولي الشعـراوي :: سبأ-
انتقل الى: