منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 الحلقة (21) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الحلقة (21) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة (21) من مدرسة الحياة   الحلقة (21) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 5:15 am

الدرس الحادي والعشرون
فلازال حديثنا موصولاً مع بن الجوزي- رحمه الله تعالي- في تنديده بالخارجين عن الشريعة إما بالجهل وإما بالهوى ، وكنا أمس ذكرنا كلامه عن أبي يزيد البِسطامي لما قال: (تَرَاعَنَت عليَّ نفسِي فَحلَفتُ أَلا أشربَ الماء سَنة) . وذكرنا تعقيب بن الجوزي على فعل أبي يزيد ثم قال: ( وهذا إن صَحَ عنه )وطبعًا الأصل أن الرجل الفاضل يُتؤول له إذا رأيت له كلامًا يخالف الجادة الأصل أن تتأول له , لفضله وعلمه ، وأن مثله لا يقع في مثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه شاد في بداية الطالب ، تقول إذا صح عنه احترازًا وتبرئة لنفسك ، وهذا الخُلق تعلمناه من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما سأله رجل عن الغيبة قال: " ذكرك أخاك بما يكره ، قال: أرأيت إن كان في أخي ما تقول ؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .فهذا الاحتراز تعلمناه من النبي- صلى الله عليه وسلم- " قال: إن كان فيه ما تقول " ، فكذلك إذا بلغك عن إنسان فاضل عالم كلام لا يستقيم على الجادة ، تقول إذا صح عنه فهو مخطئ ، أو الجواب كذا وكذا ، تحترز ، لأن الأصل أن تحرص على سلامة المسلمين ولا تكون حريص أن توقعه في الخطأ فضلاً على أن تفتري عليه وتلبسه الخطأ ، هذا لا يفعله ذو دين ، حتى لو ألبس كلامه الدين ، لو حتى لو قال أنا أرد عليه لأنه مبتدع ، ولابد أن أوقفه وأحذر الناس منه وهذه القصة ، الأصل أن تلتمس سلامة المسلمين .عمر بن الخطاب _رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري:- "لما طُعِن قال لابن عباس أنظر من قتلني ، فجال في الناس ساعة ثم جاء فقال له: غلام المغيرة ، قال: الصَنَع ، قاتله الله ، لقد أمرت به معروفًا ، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام " فحمد الله عز وجل أن الله سلَّم مسلمًا أن يتورط في قتله ، لأن الأصل طلب البراءة للمسلمين .كما حدث مع الأعمش سليمان بن مهران أبي محمد وشيخه إبراهيم بن يزيد النخعي ، النخعي كان أعور ، والأعمش لُقِبَ بذلك لعمش كان في وجهه ، شكله ليس جميل ، فالتقوا في الطريق فمشيا مع بعض ، فقال إبراهيم: أعمش وأعور ، خذ جانب .سر على الناحية الأخرى ، على أساس أن الناس ممكن يتكلموا فيهم ، فقال الأعمش: (نمشي ويأثمون ، نمشي مع بعض والذي يريد أن يتكلم ، يتكلم والذي يريد أن يأخذ ذنب يأخذ ذنب ، قال له إبراهيم: بل نفترق ويسلمون .)هذا هو الذي ذاق طعم الأخوة ، الذي تعبد بها .
لِأَنَّ الْتَّعَبُّدُ بِالْأُخُوَّةِ مِنْ أَعْلَىَ الْمَرَاتِبِ :ويندُر أن يفعلها إلا ذو دين ومرتبتها عليَّة ، كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: " بينما رجل خرج ليزور أخاً له في الله إذا جعل الله على مدرجته ملكًا ،_ مدرجة الطريق ، قارعة الطريق ملكًا _فقال له: إلى أين ؟ قال: أنا ذاهب لأزور أخاً لي في الله في قرية كذا ، قال: هل لك من نعمة تردها عليه ، قال: لا ، غير أني أحببته في الله ، فقال له: أنا رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته " .الأصل أنك تستر على أخيك إن كانت له زلَّة ، لاسيما إن كان من أهل الفضل ، أو كان من أهل العلم ، أخطأ خطأً تنبهه سرًا ، أو تكاتبه تجتهد في أنك تحصل رقم هاتفه وتقول له الوضع كذا وكذا وتفعل كذا وكذا والصحيح في المسألة كذا وكذا ، فإن كان رجلاً العلم أدبه كما سنتكلم إن شاء الله- عز وجل- يرجع مباشرةً ويشكر صاحبه ويحمل له الجميل ، لكن ليس على طول يكون هو صاحب الغلط وهو المخطئ وهو الذي يسب ، نتعلم هذا من بن الجوزي . يقول: (وهذا إذا صَحَ عنه) الأصل تقول: إذا صح ، ثم تقول فإن صح لك أن تقول ما تقول ، لكن لا تستخدم العبارات القوية ، واستخدم العبارات الفاضلة ، لماذا ؟ لأن العبارات القوية تزرع عداوة في النفوس فيُرفَض الحق الذي عندك بسبب أنك ركبت جواد العدوان ، هو الذي يهمك من التعقب هو أن الحق يصل إلى أخيك ، وأخوك يعتقد هذا الحق ويبلغه إلى الناس ، أليس هذا هو الذي يهمك في الموضوع ؟ فلماذا تزرع العداوة بينك وبينه حتى يرد الحق بالعصبية ؟ ، وقد يكون الرجل له حشمة في مكان ما وهي ثبتت في رأسه أنه شيخ البلد ولا يتحمل أحد يقف له ، الناس كلها توقره وتمجده ، وهذا يدخل عليه ويقول له أنت جاهل وأنت كذا وكذا فيزرع العداوة .لما يقول هذا الكلام بعبارة لطيفة ، إذا وجد عنده كبر ، رجل مكابر ويصد الحق بالذراع ، أو الدفع بالصدر كما يقول علماؤنا المتقدمون ، وظهر لك أنه رجل متكبر اضربه على رأسه ، لأنه لا يستحق غير ذلك ، طالما أنه يرد الحق ولا يتواضع ، يستحق ما يحدث له لذنوب فعلها ، ربنا وضعك في الطريق له لكي تفضحه أو غير ذلك ، لكن إذا كان رجلاً ممكن يقبل الحق ويقول فعلاً أنا مخطئ ,وكما أخطأ علنًا على الجماهير ، يقول يا جماعة أنا أخطأت علنًا على الجماهير ، وأخطأت في الفتوى الفلانية ، لأن الحق إذا خرج منك للجماهير لم يعد ملكًا لك ، وصل لكل الناس فأصبح من العسير جدًا أن ترجع عنه وحدك , مثلما حدث للجاحظ ، أثناء مروره ذات مرة في البادية فسمع جارية تقول

منطقٌ صائبٌ وتلحن أحيانًا
وخيرُ الكلامِ ما كان لحنًا


ففهم: [وخيرُ الكلامِ ما كان لحنًا] ، اللحن ، الخطأ النحوي فالجاحظ لما رأى البنت العربية تقول هذا الكلام وخير الكلام ما كان لحنًا ، واللحن لا خير فيه فقال: هي تقصد أن اللحن بُستملح من الجواري ، من النساء ، لما المرأة تُكسِّر في الكلام تكون جميلة ، وهو يقصد ذلك تقول لك كان ولد صغنن حجمه هكذا ، فما صغنن هذه و،نذهب بها إلى أي مادة لغوية ، صغنن لما تقوله امرأة ممكن تبلعها وتحس أنها لطيفة وليس فيها مشكلة فهو فهم القصة هكذا ، قال: إذًا الجارية أو المرأة كلما تقلب في الكلام وترقق الكلام يكون هذا خير الكلام .المهم أن فيه واحد من الناس من الناس قال له ما هذا الذي فهمته ؟ هذا الكلام خطأ ، قال له فماذا هي تقصد ؟ قال: تقصد التورية ، خير الكلام ما كان لحنًا ، هي تُوري لحبيبها الذي تحبه فتقول كلمتين لا يفهمهما غيره .
وَأَصْلُ الْتَّوْرَيةِ: أن يكون الكلمة لها معنيان ، معني بعيد ومعنى قريب ، أنت إذا تكلمت لا يفهم المستمع إلا المعنى القريب وأنت تقصد المعنى البعيد ، مثلاً نحن اليوم في نهار شهر رمضان ،أقول لك: تعالى كل ، فتقول إني صائم أقرب معنى لكلمة صائم الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من الفجر لغروب الشمس ،ولو في غير رمضان وواحد دعاك وماله فيه شبهه ويعمل في بنك أو يعمل في مخدرات أو غير ذلك ، وأنت لا تعرف هذه القصة ، وقال لك تعالي: كل ، فتقول: إني صائم وأنت لست صائم و، ولكنك تقصد إني صائم عن طعامك ، وممكن الصيام الذي هو مطلق الإمساك يكون في الكلام ، كما قالت مريم عليه السلام:﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾ (مريم:26) .فتكون كلمة أنا صائم أو أقرب معنى هو الذي يرد عل رأسك ، لكن أنت تقصد المعنى البعيد الذي لا يخطر له على بال ، فهو يقول له هكذا ، لما قالت تقصد التورية ولا تقصد اللحن الذي يفهمه الجاحظ ، فعلق الجاحظ على هذه الكلمة وقال وهذا هو الشاهد من هذه الحكاية التي أحكيها قال:(كيف لي بما صارت به الركبان) ، لماذا أنا كتبت هذا الكلام في كتاب والناسخون نسخوا الكتاب والنسخ انتشرت في البلدان ، فكيف أحضرها الآن ، و كيف أصحح هذه الغلطة ، طالما هي انتشرت في البلدان وراجت وهذا كان أيام الجاحظ ، ولم يكن هناك مطابع ، كانوا النُسَّاخ ينسخون وغير ذلك .
الِاعْتِرَافِ بِالْخَطَأِ لَا يَضَعُ مِنْ قَدَرِ الْمُخْطِئِ :اليوم نحن عندنا الفضائيات وعندنا الإذاعات وعندنا الكتب والمطابع وغير ذلك ، والذي يخطأ خطأً ، فخطأه ينتشر على أوسع نطاق ، فمن حق الحق على الإنسان أنه إذا أخطأ يقول أنا أخطأت ، أخطأت في المسألة الفلانية والصحيح في المسألة كذا وكذا ، وهذا لا يضع من قدر الإنسان .إذًا طالما هذا الرجل واصلته وقبل الحق ، فحق الأخوة أن تستره ولا تفضحه إلا إذا كان بالوصف الذي ذكرته آنفًا فهو يستحق . قال: (وهذا إذا صَحَ عنه كَان خَطأ قبيحًا وزلةً فَاحشةً لأَنَّ الماءَ يُنفِذُ الأَغذِيةَ إِلى البَدنِ وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيءٌ، فَإِذَا لم يَشرَب فَقَد سَعَى في أَذى بَدَنِهِ وقد كَان يُستَعذَبُ الماء لِرسُولِ الله- صلى الله عليه وسلم- ) وهذا الكلام لابن الجوزي ورد نصًا في حديث عائشة _ رضي عنها_الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وجود إسناده الحافظ بن حجر العسقلاني في فتح الباري ،" أن النبي- صلي الله عليه وسلم- كان يُستعذبُ له الماء من السُقيَا " والسُقيَا بضم المهملة بعدها قاف مكان على بعد يومين من المدينة اسم مكان ، والمهملة: أي ليس عليها نقط الْمُرَادَ بِالْحُرُوْفِ الْمُهْمَلَةِ.: الحروف المهملة مثل الحاء ، ولو وضعت نقطة تصير من تحت تكون جيم ولو من فوق تكون خاء ، فإذا لم تضع أي نقط فيكون اسمه الحرف المهمل ، فكلمة مهملة أي ليس عليها نقط فيكون عندنا الصاد مهملة ، والسين مهملة ، والراء مهملة ، فأي حرف ليس عليه نقط ، فهل تستطيع أن تقول الميم المهملة ؟ لما ، لأنها لا تحتمل أن يوضع عليها نقطة ، فليس كل الذي ليس عليه نقط يكون مهمل ، لا ، الحرف الذي يحتمل النقط فهذا إذا لم توجد عليه نقط فهذا الذي نقول عليه مهمل .الْمُرَادَ بِالْحَرْفِ الْمُثَلَّثُ:أي يقبل الحركات الثلاثة ، يقبل الضمة والفتحة والكسرة ، هذا الحرف إذا تم النطق به بالضمة صح ، وإذا نطقت به بالكسرة صح ، وإذا نطقت به بالفتحة صح ، فيقول الميم مثلثة ، ومعنى مثلثة أي أنها تأخذ الحركات الثلاثة وهذا الحديث مع الذي ذكرناه في المرة الماضية من حديث أنس في الصحيحين الذي هو بستان أبي طلحة الذي كان قبالة المسجد النبوي .قال: ( أفَتَرَى هَذا فِعلُ مَن يَعلَمُ أنَّ نَفسَهُ لَيسَت لَهُ وأنَّه لا يَجُوزُ التَّصرفُ فِيهَا إلا عن إذن مَالِكِهَا ).
حُكْمُ الْتَّبَرُّعِ بِالْأَعْضَاءِ أَوْ بَيْعُهَا:نفس الكلام يقوله الذين لا يجيزون التبرع ولا بيع الأعضاء ، واحد مثلاً يتبرع بكلية أو يبيع الكلية ، يقولون لا يجوز لك أن تتصرف في بدنك إلا عن إذن مالكها وهو الله- تبارك وتعالى- وليس مأذوناً لك أن تفعل ذلك ، وهذا طبعًا في العضو الذي لا يتكرر ولا ينبت ، مثل الطحال مثل الكلية ، لكن الكبد لا ، لأن الكبد دم وينمو ، إذا صحت العملية ينمو ويصير كبدًا كاملاً إنما الكلام على العضو الذي لا عوض عنه .وشيخنا الألباني:لما سألته عن المسألة كان لا يجيز نقل الأعضاء ولا بيعها .(وكذلك يَنقلونَ عن بعض الصُّوفيةِ أنَّهُ قَالَ: سِرتُ إلى مَكَة على طَريقِ التَّوكُلِ حَافيًا فَكانَت الشَّوكَةُ تَدخُل في رِجلِي فَأَحُكَهَا بِالأَرضِ ولَا أرفَعُهَا )مَفْهُوْمِ التَّوَكُّلِ عِنْدَ الْصُوَفِيَّهْ:الشوكة لما تدخل في رجله ويحكها بالأرض يخرجها أم يثبتها ؟ يثبتها ، لماذا تفعل ذلك ، قال أنا خرجت ونويت أن أتوكل ، فيرى أن انتزاع الشوكة ضد التوكل ، لأن التوكل في مفهومه ترك الأسباب ، وطبعًا هذا شيء ، حتى هذا الذي يقول هذا الكلام لا يمكن أن يتبناه ، إذا أكل فقد أخذ بطريق الأسباب ، فلا يأكل ، إذا قال رجل أنا أريد أن يرزقني الله عزَّ وجلّ بولد ولم يقرب امرأته قط وقال هذا الكلام لقالوا مجنون.
الْنَّبِيِّ- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَيِّدُ الْمُتَوَكِّلِيْنَ مِنْ بَنِيَّ آدَمَ: وليس سلوك طريق الأسباب فيه دفع للتوكل ، النبي- صلي الله عليه وسلم- سيد المتوكلين من بني آدم ، لما أراد أن يخرج من مكة إلى المدينة ، ماذا فعل ، اختبأ في الغار ، فلماذا اختبأ إذًا في الغار كان يمشى والكلام الذي لا يثبت أن رجله كانت تعلم في الصخر ولا تعلم في الرمل وهذا الكلام وحتى القدم الموجودة في طنطا ويقولون قدم النبي فهذا كله من الكذب ولا يستطيع أحدٍ أن يثبته بإسناد صحيح .وهذه المسائل كلها لا بد فيها من إسناد صحيح ، وأنت تريد أن تستفيد في ترجمة عبيدة السلماني من سير أعلام النبلاء ، لما يقول: عندنا شعرة من شعر النبي- صلي الله عليه وسلم- أخذناها من أنس ، الذهبي يقول لو صح هذا بإسناد صحيح وكيف يثبت أن هذا إسناد صحيح ، طبعًا عبيدة السّلَماني قديم وأدرك بن مسعود وروى عنه ، وأنتم تعرفون بن مسعود مات في خلافة عثمان ، وهو متقدم ، وأنس بن مالك توفي حوالي سنة سبعة وتسعين هجرية وقد تجاوز المائة ، بدعوة النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يطيل الله- عز وجل- عمره .فالذي أقف عنده قول الذهبي بإسناد صحيح ، أي شيء فيه أثاره ، أي شيء فيه أشياء تنسب للنبي- صلي الله عليه وسلم- لابد فيها من إسناد صحيح ، ولا يُقال أن هذا شعرة النبي- صلي الله عليه وسلم- ، أو هذا قدم النبي- صلي الله عليه وسلم- أو هذا الكلام الذي فشي في المتأخرين بكل أسف بسبب ما يذكره بن الجوزي من الجهل بطرق النقل .فلما يأتي اليوم ويقول: مشيت على طريق التوكل ، فهو لا يفهم التوكل وكم من أناس ذهبوا إلى الحج مثلاً بلا زاد ، فهلكوا في الطريق ، هؤلاء آثمون إنما أخذ طريق التوكل وظن أن الأخذ بالأسباب ينافي طريق التوكل ولا قائل بهذا ، بل العقلاء لا يقولون بهذا ولا أقول الناس المتدينين الذين نظروا في الشريعة ونظروا في الأدلة ، لا . العقلاء: لا يقولون بهذا إطلاقًا ولا يستطيع أن تمضي حياته أبدًا إلا بسبب من الأسباب التي قدرها الله- عز وجل- لتتم حياتهم بها .قال: ( وكان عَلي مِسحٌ).والمسح: هو الكساء الغليظ الخشن ، كان يلبس مسح جمع مسوح قال: ( فكَانت عَيني إِذَا آلمَتَنِي أَدلُكُهَا بالِمسحِ فَذَهبَت إِحدَى عَينَي ).عُميَّ وذهبت عينه عين من عيونه ، لماذا ؟ وما علاقة هذا بالتوكل ، وأنت أخذت بالأسباب ، لكن هو يريد التقشف ، يرى أنه لو مسح بمنديل لين أو غير ذلك ، النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الإرفاء مثلاً .الإرفاه: أن يكون المرء مرفهًا ، وهذا حديث صحيح ، لكن ممكن يستخدم هذا الحديث كما يستخدم الجهلة أو أصحاب الهوى الأحاديث في غير ما قيل له ، لأن الإرفاه الوارد في هذا الحديث ، لما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- ما الإرفاه ؟ قال:" أن يمتشط الرجل كل يوم " ، فإذا قال واحد هل أخرج من بيتي شعري غير مرَّجل مثلاً أم أهذب شعري ، لا ، رجِّل شعرك لكنه قصد- صلى الله عليه وسلم- ألا يكون هم الرجل المشط والمرآة .لذلك قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" البذاذة من الإيمان " البذاذة : هي الخشونة وهذه هي المناسبة للرجل ، إنما الذي يقعد أمام المرآة ويمتشط ويرجل شعره كثيرًا هو المرأة ، لماذا ؟ لتتزين مثلاً لزوجها ، لكن إذا لم يكن بك حاجة إلى ترجيل شعرك فاتركه ، إعمالاً لهذا الحديث ، وإلا إذا كنت محتاجًا فافعل ، ولا شيء في ذلك . قال: (وَأمثَالُ هَذا كَثير ). أمثال هذا الخطل الذي يقوله بن الجوزي كثير عند هؤلاء .قال: (وربما حملها القُصَّاص على الكَراماتِ وعَظَّمُوهَا عند العوام فيُخَايلُ لهم أن فَاعِلِ هذا أعلَى مَرتَبةً من الشافعي و أحمد ).طالما عينه ذهبت ، ورجل من أهل البذاذة ، يقول هذا الرجل ولي ، ويأتي القُصَّاص الذين لا يعرفون قبيلاً من دبير فيعظمون هذه ويضيفون عليها بهارات الكلام ، الكلمات التي تجعل العوام تنخلع أعينهم ، وكلما يكون الخبر على وجه أغرب ما يكون كلما ينفق سوقه عند العوام ، لذلك كانوا القُصَّاص يخترعون ويكذبون ، فيأتي على شيء مثل هذا ، إذا رآه أهل الشريعة أنكروا على فاعله وصاحوا عليه من أقطار الأرض كيف تفعل هذا يا جاهل ,وهذا يقلبها للكرامات لأنه يخاطب العوام ، وكما قلنا العوام: مشتقة من العَمَى ، لأنه بيد من يقوده غالبًا .قال: ( ولَعَمرِي إن هَذا مِن أَعظمِ الذِّنُوب أقبَح العِيوب)لماذا ذنب ؟ لأنه ضيع نعمة أنعمها الله- عز وجل- عليه ، وعيب أيضًا لأن العيب مستتبع للذنب ، فما من مذنب إلا وهو صاحب عيب ، لأن الله – عزَّ وجلّ- قال:﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (النساء:31) ، وهذا كلام بن الجوزي . قال: وقال النبي عليه الصلاة والسلام:" إنَّ لنَفسِك عَليكَ حقًا " .﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ، احتج عمرو بن العاص بهذه الآية لما أجنب في ليلة شديدة البرد ، أظن في غزوة ذات السلاسل فصلَّى بأصحابه جنبًا ، ليس جنبًا ، إنما تيمم ، فلما رجع ورجعوا معه شكوه إلى النبي- صلى اله عليه وسلم- ، فقال: يا عمر كيف صليت بأصحابك جنبًا ؟ " ، أي لم ترفع الحدث بالماء ، وكان الماء موجودًا ، فذكر له من شدة البرد آنذاك ، وقال له:إن الله- عز وجل- قال:﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ ، فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم ، وهذا معناه أنه أقرُّه على هذا ، إذا وقع المرء في شيء من هذا وكان لا يحتمل الماء البارد في اليوم البارد ، لا يحتمل ممكن يمرض ، يغلب على ظنه أن يمرض بسبب هذا فله أن يعدل عن الماء إلى التيمم .وقوله- صلى الله عليه وسلم-:" إنَّ لنَفسِك عَليكَ حقًا " ، هذا القول قالهعليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمر بن العاص في قصته المشهورة التي رواها عنه جمعٌ من التابعين يصل عددهم إلى ثلاثة عشر تابعيًا ، رووا عنه هذا الخبر وهو في الصحيحين وغيرهما ، قال: " زوجني أبي امرأة من قريش ذات حسبٍ ، فجعلت أتحاشاها" ، قالت: فلما دخلت عليَّ كنت أصلي ، وأنظر إلى سياق الكلام ، يقول: زوجني أبي أي أنه لم يكن له رغبة في الزواج .قال: فلما دخلت عليَّ ، والأصل أن يقول: دخلت عليها ، لا هي التي تدخل عليه ، مثل ما فيه بعض النساء وهم يتكلمون مع أزواجهم تقول له أنت فاكر لما تزوجتك ، مَن الذي تزوج مَن ؟ لا المفروض تقول له أنت فاكر يوم أن تزوجتني ، لكن هي التي تقول فاكر لما تزوجتك ، كأنها هي التي طلبت يده ، ودفعت المهر والعصمة في يدها وهذا الكلام .أنظر لما يقول: فلما دخلت عليَّ ، وهذا فيه دلالة على أنه لم يكن يريد أن يتزوج أصلاً ، أجبروه على الزواج فعبر بهذا اللفظ ، دخلت علي ، وهذا في رواية مجاهد عن عبد الله بن عمر بن العاص ، فتحاشاه ، جعلت أتحاشاها ، في اليوم الثاني جاء عمر بن العاص يطمئن ، فسأل المرأة كيف حال عبد الله معك؟ ، قالت:نعم العبد لربه ، والله أنا أريد أن يتعلم النسوان ، والنسوان لغة عربية فصيحة ، وليس عيب أن نقول نسوان ، أريدهم يتعلموا من هذه القصة .لما تختلف مع زوجها تنفضه ، تنفض فروته كأنما تنفض الحصير وتخرج كل العيوب ، أنت سترجعين له ، فلما تفضحيه على رؤوس الأشهاد ، هذا الكلام يقال لرجل تركناه وكسرنا خلفه إناء ، ويا رايح أكثر من الفضائح ، وذهب ولن يعود ثانية لكن أنتم تغضبون من بعض لكن هناك رجعة ، لماذا تقولي ولما يقعد في غرفة النوم يشاهد التليفزيون ، ونحن لا نعرف هذه الحدوتة ، نعتقد أنه رجل فاضل وجيد ويقابلنا ، فلما تفضحيه على رؤوس الأشهاد وتقولين هذا الكلام ، المفروض أن تستري عليه ، ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (النساء:34) . ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ﴾ ، الشيء الذي لا نعرفه هي لا تكشفه ، مثل ما فيه بعض الناس الفضلاء كانت زوجته تجننه وسيئة جدًا جدًا ، فلما طلقها ذهبوا وقالوا له ، ماذا فعلت زوجتك وغير ذلك ؟ قبل أن يطلقها رفض أن يشتكي ، على أساس أنها كانت امرأته ، وبعد أن طلقها ذهبوا وقالوا له أنت طلقتها فما الحكاية ؟ قال: هذه صارت امرأة غيري وهي زوجته لم يتكلم لأنها امرأته ، فلما طلقها قال: لم تصبح زوجتي فصارت امرأة غيري وكتم هذا فلما أتكلم فيها ، وكتم هذا وكتم هذا .المفترض أن الواحد حتى إذا أراد أن يُعَبر يعبر بألفاظ جيدة ، فقالت: (عبد الله نعم العبد لربه غير انه لم يعرف لنا فراشًا ولم يفتش لنا كنفًا )، قام عبد الله في ليلة زفافه وأقام الليل ، وكان كما قال في بعض طرق الحديث قال: جمعت القرءان على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، أي كان يحفظ القرءان ، أحد الحفظة عبد الله بن عمر بن العاص ، قال:"فأتاني أبي فعزلني أي لامه لومًا شديدًا ، وعضني بلسانه أي أسمعه كلامًا قويًا ، وقال: أنكحتك امرأة ذات حسب من قريش فأعضلتها وفعلت كيت وكيت ."وذهب إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- فشكاه ، شكي عبد الله ، في رواية من الروايات قال عبد الله: فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فألقيت له وسادة ، فقال:" يا عبد الله كيف تقوم ؟ قال: أقوم كل ليلة ، قال له: كيف تصوم ؟ قال: أصوم كل يوم ، قال له: اقرأ القرءان في شهر ، قال: إني أقدر، قال: اقرأه في جمعة ، قال: إني أقدر ، قال: اقرأه في ثلاث فإن من قرأ القرءان في أقل من ثلاث لم يفقهه ، والصيام ، قال: صم ثلاثة أيام من كل شهر ، قال: أقدر ، وظل يترقى به حتى قال: صم صيام داود فإنه أفضل الصيام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفر إذا لاقى ، ثم قال له: إنَّ لنَفسِك عَليكَ حقًا ، ولضيفك عليك حقًا ، ولزوجك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حقٍ حقه " .العدل ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ ﴾(النحل:90) ، لا يوجد عدل في القرءان إلا يعقبه إحسان ، لدرجة مثلاً العدل يصل إلى ماذا ؟ أن النبي- صلي الله عليه وسلم- " نهى أن يقعد الرجل وبعضُهُ في الشمس وبعضُهُ في الظل " ، لماذا ؟ لأنك بذلك ظلمت بعض البدن ، لما يكون نصفك في الشمس ونصفك في الظل فأنت هكذا لم تعدل .
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ بْنِ تَيْمِيَّه- رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَي- عَنْ الْحِكْمَةِ فِيْ الْنَّهْيِ عَنْ الْقَزَعِ : الكابوريا ، وترك مقدمة الرأس ويحلق بقية الرأس بالموس ، فقالوا ما الحكمة في النهي عن القزع ، قال: هذا من محبة الله للعدل، لأنه حينئذِ ترك بعض الرأس كاسيًا وبعضه عاريًا ، فهذا الذي تركته عاريًا سيتأذى من البرد ويتأذى من الحر ، لأن هذا الشعر يحمي ،إما أن يدفئه أو يحميه من الحر فالله- عز وجل- يحب العبد حتى في الخصومات ﴿ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾(المائدة:8) . الشنئآن: هو أشد البغض ، أنظر لما تكون لا تطيق أن تنظر إليه وتحس أنك ستتقيأ إذا نظرت إليه ، ومع ذلك أنظر قول ربنا- عز وجل- ﴿ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾ ، أمر بالعدل﴿ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (المائدة:8) ، فالرسول- عليه الصلاة والسلام- قسم له الحقوق: " إنَّ لنَفسِك عَليكَ حقًا ، ولضيفك عليك حقًا ، ولزوجك عليك حقًا ، ولربك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حقٍ حقه " .فهذا الرجل الذي مسح عينه بهذا المِسح الخشن أعطى نفسه حقها ، الذي يظل يجوع في نفسه حتى يأتي له جنون هذا أعطى نفسه حقها ، لا طبعًا ، هذا ظلم نفسه ، فلذلك بن الجوزي قال هذا الحديث ، ثم قال: ولقد طلب ، ويأتي بالأدلة على أن مسلك هؤلاء مسلك خاطئ . قال: (ولقد طلب أبو بكر- رضي الله عنه- في طريق الهجرة للنبي- صلى الله عليه وسلم- ظلًا حتى رأى صخرةً ففَرَشَ لَهُ في ظِلِهَا .) كان يمشي في الحر ، وهذا أبو بكر الصديق وهما مهاجرين ، وهذا الحديث رواه البخاري ، وهو حديث جميل جدًا ، حديث طويل جميل لكننا سنقول القدر الذي فيه موضع الشاهد .
حَدِيْثِ الْهِجْرَةِ .هذا الحديث يحدث به البراء بن عازب- رضي الله عنه- ، قال:" إن عازبًا_ أي والده_ أراد أن يشتري رحلًا من أبي بكر ، أو أن أبا بكر ابتاع من عازبًا رحلًا ، اشترى أبو بكر رحلًا ، فعازب قال له أنا لن أعطيك الرحل حتى تحدثنا عن الهجرة ، وأنت مهاجر مع النبي- صلى الله عليه وسلم- قل لي الحكاية كلها ، فقال أبي بكر رضي الله عنه " أُخِذ علينا بالرفد ، أي أخرجوا ورائنا الجماعة الذين يطاردونا مثل سُراقة بن مالك . ومعذرة أنا سأقف قليلًا عند قصة سراقة بن مالك في البخاري أيضًا لكي أبين نكتة :طبعًا هم نذروا مائة ناقة لمن يمسك النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وأنت تعرف النوق ، واعتزاز العرب بالنوق ، اليوم لو مائة ناقة موجودة كم سيكون ثمنها ؟ نصف مليون على الأقل ، الناقة بخمسة ألاف جنيه ، هل سُراقة كان فقيرًا ؟ لا ، كان معه أموال أيضًا ، لكن البحر يحب الزيادة ، لا يمنع أن يكون معي عشرة مليار وأضم لي كم مليون يكون في الجيب بالنسبة للمليارات التي عندي ، فلا شيء في ذلك﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (العاديات:8). يتبع إن شاء الله..


الحلقة (21) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

الحلقة (21) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة (21) من مدرسة الحياة   الحلقة (21) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 5:16 am

يحب الأموال ، والخير في الآية معناه الأموال، وليس معناه الخير ، وهم يجلسون في منتدى قريش وقالوا مائة ناقة ، قال سُراقة: فجاء جماعة فقالوا لقد رأيت أسودة بالساحل ، أسودة إشارة إلى الظل أي الشخص اسمه سواد ، وما أظنها إلا محمدًا وأصحابه ، فسراقة قال: فعرفت أنهم هم ، لكنه يريد أن يأخذ المائة ناقة ، فقال: لا ، لا ، ليسوا هم ، هؤلاء جماعة أنا أرسلتهم ، وأنا أعرف أين هم ، لكي لا يسبق أحد ويأخذ المائة ناقة ، فجلس قليلاً حتى لا ينكشف الأمر ، ثم دخل البيت عنده وقال للجارية: أخرجي لي الفرس من الباب الخلفي ، ولا يريد أن يخرج من الباب العمومي ، سيكشفونه وإلى أين يذهب وأخذ سهمه وجعل زُجَّهُ في الأرض ، والزُّج: أي رأسه ، وهذه الرأس لو حملها على أكتافه ستبرق في الشمس ، وهو لا يريد أن يكتشف أحد هذه القصة، فجعل زُجَّهُ في الأرض وأخذ يشده في الأرض وراءه كالعصا ويجعل رأسه في الأرض ، وركب الفرس وانطلق خلف النبي- صلى الله عليه وسلم- وكان ما حدث من أمره مما تعلمون لما ساخت يد فرسه في الأرض ، والذي أريد أن أقوله ، أنظر عنده فلوس وغني لكن لا يمنع أن يأخذ المال .فكان سُراقة هذا أول من تبع النبي- صلى الله عليه وسلم- مما يصلح أن يقال فيه الرصد ، أي الجماعة الذين رصدهم المشركون للقبض على النبي- صلى الله عليه وسلم- .قال: " فخرجنا ليلًا ، مضوا ليلتهم كاملة ويومهم كاملًا حتى قام قائم الظهيرة ، ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل ، ففرشت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-" فروه ، معذرة أنا أقرأ الحديث وأنا أريد أن ترى كلام أبي بكر ، لما يتكلم عن النبي- صلى الله عليه وسلم- كيف يتكلم ، وهذا ليس مجرد كلام ، هذا كلام معجون بحب ، وآخر الكلام قال كلمة تستحق أن نقف عندها كثيرًا .قال: "ففرشت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فروة معي ثم أضجع عليها النبي- صلى الله عليه وسلم- ، فانطلقت أنفض ما حوله ، فإذا أنا براعي قد أقبل في غُنَيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا _ يريد أن يبحث عن ظل لكي يؤي إليه _ فسألته لمن أنت يا غلام ؟ قال: لفلان ، فقلت له هل في غنمك من لبن ؟ قال: نعم ، قلت له: هل أنت حالب لنا ؟ قال: نعم ، فأخذ شاة من غنمه ، فقلت له انفض الضرع _ أي أغسله ونظفه وغير ذلك . قال:" فحلب كثبة من لب ، ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روءتها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصببت على اللبن حتى برد أسفله"_، لأن أنت لما تحلب اللبن ينزل ساخن ، يأخذ من حرارة جسم البهيمة ، واللبن لما يشرب بارد أفضل في اليوم الحار .
شدة محبة أبو بكر لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-:فكان معه إداوة من ماء ، وهذه الإداوة عليها خرقة ، لكي يظل الماء بارد ويصب على الخرقة ماء على ما الشمس تجفف الماء فلم تكن وصلت للماء الذي في الإداوة ، فالماء بارد ، ففعل هذا أبو بكر- رضي الله عنه- وأخذ يصب من الماء حول اللبن حتى برد أسفل اللبن ، قال:" ثم أتيت به النبي- صلى الله عليه وسلم- فقلت: اشرب يا رسول الله ، فشرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى رضيت "، وما أجمل هذه العبارة ؟ تكشف عن مدى محبة أبا بكر للنبي- صلى الله عليه وسلم- ، وليس شرب حتى شبع أو حتى رويَّ ، لا ، حتى رضيت أنا ، لأن ممكن يشرب شرب لا يرضيه .
الْأُمُّ وَالْأَبُ هُمَا الْطَّرِيْقِ إِلَىَ الْجَنَّةِ : وهذا في المثل عندنا أيضًا ، الأم وهي تطعم ولدها لا تفرح هكذا إلا إذا شبع الولد ، ولا تستريح إلا إذا شبع الولد ، ويا ليت الأبناء يقدرون هذه الحدوتة ويعرفون قدر الأمهات وقدر الآباء قبل أن يفقدوهم ، لأن الوالد باب من أبواب الجنة ، والأم باب من أبواب الجنة ، لو لك أم اذهب وقبل قدمها ، لو كانت منك غاضبة حاول أن ترضيها بأي وسيلة ، بابك إلى الجنة لو خسرته تخسر كثيرًا ، ولن تقدر أن ترجعها مرة ثانية لكي تعتذر أو تندم ، فيظل هذا الإثم يلاحقك بقية عمرك .أنظر أبو بكر- رضي الله عنه- الذي لا أعلم أحدًا جاء بالصحبة على وجهها غير أبا بكر ، إطلاقًا ما رأيت أحدًا قط مثل أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- ، ما اعترض على النبي قط ، وما قال له لا قط على وجه الاعتراض ، ولا لما ، ولا آذاه في يوم من الأيام بذرة ، ولذلك استحق هذا الثناء الكبير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى قال:" إن أمنّ الناس علينا أبو بكر ، ولو كنت متخذًا أحدًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن أو خليل الله ، وله عليَّ يد يجزيه الله بها " .النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: أنا لا أقدر أن أوفيه جميله ، أبو بكر لما سمع هذه العبارة بكى وقال هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ، النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور يقول أنا لا أقدر أن أؤدي جميل أبي بكر ، يأتي واحد من الروافض يقول أبو بكر كافر ، وأضع يدي في يد هذا النجس ، كيف ؟ .أبو بكر: هذا قصة كبيرة من أراد أن يحقق الصحبة على وجهها مع صاحبه فلينظر إلى أبي بكر مع النبي- صلى الله عليه وسلم- ، ليس عجيبًا أن يكون النبي- صلى الله عليه وسلم- أرفع صاحبٍ على وجه الأرض ، ليس عجيبًا ، لكن العجيب أن يكون غير نبي بهذا الخلق ، وبهذا الوفاء ، لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- علمه ربه وأدبه ربه – تبارك وتعالي- وهيئه لرسالته ، فليس عجيبًا أن يكون صرة الفضائل في الدنيا ، إنما العجيب أن يكون رجلًا ليس بنبي على هذا المستوى من الخلق العالي الرفيع .يقول: فشرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى رضيت ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا ، أي أن المشركون يبحثون عنهم .قال البراء: فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة مضجعةً قد أصابتها حمى ، فرأيت أباها يقبل خدها وقال: كيف أنت يا بنية .طبعًا بعد ما قص أبو بكر الصديق لعازب قصة الهجرة وهذا الكلام ، قال للبراء: اذهب مع أبي بكر وأحمل معه الرحل وأنزله في البيت ، قال: فدخلت وساق هذه القصة .
الْرَّدِّ عَلَىَ مَنْ يَقُوْلُ بِعَدَمِ جَوَازِ تَقْبِيْلِ الْأَوْلَادِ وَالْمَحَارِمِ:وبهذه المناسبة أن الحقيقة رأيت أن أذكر هذا الجزء الأخير لأن من كم شهر أفتى بعض الناس أنه لا يجوز لأحدٍ أن يقبل ابنته أو أحد من محارمه ، وأنا تعجبت من الفتوى ، وأنا أحضِّر الموضوع ووقفت على هذا الحديث وجدت تتمة الحديث هكذا تذكرت الفتوى وهذه فتوى خطأ ، ودليل خطئها هذا الذي نحن فيه أن أبا بكر قبل عائشة من خدها . وعندنا كذلك حديث رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد ، ورواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم وإسناده صحيح عن عائشة قالت:" ما رأيت أشبه سمتًا ولا دلاً ولا هديًا برسول الله من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه وقبلته وأجلسته ، فلما دخلت عليه في مرض موته ، دخلته عليه فقبلته ثم أكبت عليه ، فرفعت رأسها وهي تبكي ، ثم أكبت عليه فرفعت رأسها وهي تضحك ، قالت: فقلت في نفسي هذه كنا نعتقد أنها أعقل نسائنا فإذا هي كالنساء ، تبكي مرة وتضحك مرة ، فلما مات رسول الله-- صلى الله عليه وسلم- ، طبعًا في بعض طرق الحديث غير هذا الطريق ، لأن هذا الطريق ترويه عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة- رضي الله عنها- .والحديث في الصحيحين بسياق أخر "، أن عائشة- رضي الله عنها- حاولت مع فاطمة أن تقول لها لما بكت ولما ضحكت ؟ ، فأبت فاطمة- رضي الله عنها- ، فلما تُوفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت لها عائشة- رضي الله عنها- أكببتِ عليه فبكيت ثم أكببتِ عليه فضحكت ، فمما ذاك ؟ قالت: أنني إذًا لَبَذِرَة , (أي مفشيةً للسر) ، لو أنني كنت قلت هذا في حياته- صلى الله عليه وسلم- لكنت بذرة_ أي مفشيةً للسر_ ، لما أكبّت عليه أول مرة أخرها- صلى الله عليه وسلم- انه ميت فبكت ، ولما أكبّت عليه مرة أخرى أعلمها أنها أول أهله لحوقًا به وأنها سيدة نساء أهل الجنة ، قالت: فضحكت .
الشاهد من الحديث: كانت إذا دخلت قبلها وأجلسها ، وكانت كذلك إذا دخلت عليه قبلته ، لأن الإنسان يُخلَق مكسور الشهوة من جهة محارمه .
حُكْمُ الْشَّاذِّ مِنْ بَنِيَّ أَدَمَ: إلا أن يكون هناك شذوذ عند إنسان من الناس ، فالشاذ لا يُحكم له ، الشاذ يُعطى الحكم على قدره، لكننا نتكلم عادةً على الأسوياء ، الإنسان الأعرج أو شديد العرج يطلع يجاهد ، لكن النفس ليست عرجاء ، فلما ينزل الأمر بالقتال نزل على العموم لأن أصل الناس سُلَام ، لكن الأعرج لا ، ممكن ينزل له حكم مخصوص ،( ولا على الأعرج حرج )، خلاص ، (ولا على الأعمى حرج )، خلاص ، الشاذ لا يُعمم ولا يُقاس عليه بل يكون له دليل مخصوص فلو افترضنا جدلاً مثل الكلام الفظيع الذي يتلقاه الواحد ولا أحب أن أقوله حتى لا ننشر الفاحشة في الناس وهذا الكلام ، بنت تتهم أبوها يعاكسها أخوها يعاكسها ، هذا شاد ممنوع يقبلها إذا كان فيه أي ريبة في هذه المسألة ، وإلا فالأصل عند بني أدم الأسوياء أن الإنسان يخلق وهو مكسور الشهوة عن محارمه .
انتهي الدرس الحادي والعشرين


الحلقة (21) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة (21) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة (20) من مدرسة الحياة
» الحلقة (22) من مدرسة الحياة
» الحلقة (23) من مدرسة الحياة
» الحلقة (25) من مدرسة الحياة
» الحلقة (26) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــافـــــــــة والإعـــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: